من الأساليب المستخدمة لعلاج سوء استخدام العقاقير :
1/ المعالجة الكيميائية: الهدف من هذه المعالجة هو تخفيف الأعراض الانسحابية لأنها نادراً ما تؤدى إلى تحسن طويل المدى وعادة ما تترافق هذه المعالجة مع الأساليب النفسية المختلفة ومن الطرق المختلفة في هذا المجال.
- سحب العقار: الاستراتيجية المستخدمة غالباً هي جعل العملاء ينسحبون تدريجياً من العقار آخذين جرعات متناقصة دائماً حتى يكفوا عن العقار تماماً وبالرغم من ظهور أعراض الانسحاب مع هذا الأسلوب إلا أنها أكثر اعتدالاً من التوقف المفاجئ وبالأساليب الأخرى ما يعرف بالعلاج التعويضي وهى إعطاء عقاقير أخرى لها بعض صفات العقار الأصلي لتخفيف أعراض الانسحاب الشديدة . وقد أثبتت هذه البرامج أنها فعالة في الاشخاص الذين لديهم دافعية للتخلص من العقاقير وبالنسبة إلى الذين يتقاعسون عن تتبع العلاج النفسي بعد الانسحاب تميل معدلات الانتكاسة إلى أن تكون مرتفعة
- المقاومات المخدرة: (Narcotic antagonists)مثل النالكوكسون Naloxone)) والسايكلازوسيبين (Cyclazocine)النالتريكويون Naltreyone)) هذه المقاومات للأفيون ومشتقاته المختلفة وترتبط هذه العقاقير بمواقع المستقبلات الأفيونية في الدماغ وتجعل من غير الممكن للشق الأفيوني أن يؤدى تأثيره العادي ويجب استخدامها بحذر شديد لقدرتها على إحداث ردود فعل عنيفة لدى الأشخاص المدمنين . كما وجدت بعض الدراسات أنها قد تخفف رغبة الفرد في التعاطي وفى الحد من آثار الانسحاب كما تم اكتشاف مضاد للبنزوديازبين وهو عقار الفلومازميلflumazenil
أ/ معالجة سلوكية:
1/ الإشراط المنفر: فى هذا المجال يقدم للأفراد مثيرات غير سارة على سبيل المثال صدمة كهربائية فى نفس الوقت الذى يمارس فيه سلوك التعاطى وبعد اقترانات أو ازدواجات متكررة يتوقع أن يبدأ الأفراد فى التفاعل بشكل سلبى مع المادة ويفقدون اشتياقهم لها
- التنفير بواسطة مواد كيميائية: مثل اعطاء مواد تسبب القىء بطبيعتها مثل الأبومورفين أو مواد تحدث الشلل المؤقت مثل Succinylcholine وحالياً لا يستخدم هذا الأسلوب كثيراً نظراً للمخاطر التى يمكن أن تنجم عن هذه المواد الكيميائية
- التنفير بواسطة الصدمات الكهربائية: حيث يوضع المريض فى حالة أسترخاء ويطلب منه تخيل نفسه وهو يتعاطى المادة المخدرة ثم تقطع عليه هذه الخيالات بواسطة صدمة كهربائية ويعتبر هذا الأسلوب أقل خطراً من الأسلوب السابق.
- التحسس المستتر: فى هذا الأسلوب العلاجي يطلب من المريض أن يتخيل نفسه وهو يتعاطى المادة المؤثرة نفسيا بعد إجراء استرخاء له وفجأة يطلب منه أن ينتقل بتفكيره إلى مكان يثير لديه الخوف أو الاشمئزاز عندما يحس بالتوتر تجرى له عملية استرخاء وتكرر هذه العملية عدة مرات حتى يتم الربط بين التعاطي والاحساس غير السار.
3/ التدريب السلوكي على ضبط الذات:
يقوم المعالجون في البداية بإرشاد العملاء لمراقبة سلوكهم الخاص بالشرب وحينما يسجل العملاء الأوقات والأماكن والانفعالات والتعبيرات الجسمية التى تصاحب شربهم يصبحون أكثر حساسية للإشارات التى يربطوها بالشرب الزائد ويتم تعليمهم وضع حدود ملائمة على شربهم ليتبينوا متى تقترب الحدود لضبط معدلات شربهم وبعد ذلك يتم تدريبهم على الوقاية من الانتكاسة لتحديد المواقف والتغيرات التى تضعهم فى موقف مخاطرة بسبب الافراط فى الشرب وبعد ذلك يتعلموا استراتيجية المواجهة للإستخدام فى هذا الموقف (63).
ب/ معالجة معرفية:
المشكلات التي تنتج عن سوء استخدام الكحول والمواد المؤثرة نفسياً تتطلب منهج انتقائي لكل حالة وقد يرغب المعالج في الاختيار بين مجموعة من الأساليب المعرفية والسلوكية عند التعامل مع المريض ومن الأساليب المعرفية المستخدمة اسلوب بيك مارلات ويستخدم هذا الأسلوب بشكل أكبر فى منع الانتكاسات ويتكون هذا الأسلوب العلاجي من خمس خطوات هى:-
1- جذب المريض وإدماجه: فى هذه المرحلة يتم التركيز على استغلال المهارات قبل المرضية لتحقيق تقدم وتنظيم لسلوك هؤلاء المرضى ولا يستطيع عدد كبير من هؤلاء المرضى تطوير مهارات حل المشكلات ومهارات التحكم الذاتى وبذلك لا يستطيعون فهم النموذج المعرفى والعمل بمقتضاه . خلال هذه المرحلة يجب مراعاة الآتي:
1/ تجنب النصح الأخلاقى .
2/ النظرة الجدية للمريض على الدوام
3/ المرونة وعدم التساهل فى تحديد المواعيد
4/ على المعالج أن يكون موضع ثقة ولو كان المريض غير ذلك.
5/ إذا ثبت كذب المريض يجب عدم النظر إليها كرفض شخصى.
2- تحليل الملامح المزاجية: هناك مجموعة من الدوافع تعمل كمثيرات للعودة لاستعمال المخدر واستخراج تلك المثيرات أسهل مع المرضى غير المعتمدين بدنياً والذين يكونون فى موقفهم الطبيعى لأن استعمال المواد المؤثرة نفسياً سوف يختلف تبعاً لاختلاف تلك المثيرات ويمكن تحديد الملامح المزاجية التى تؤدى إلى الانتكاسة بما يلى:
1/ ظروف الانتكاسة الأخيرة.
2/ رصد الرغبة فى استخدام المخدر.
3/ التجارب الحديثة للرغبة الجامحة.
4/ إحداث الرغبة فى جلسة من الجلسات واستخراج الافكار المرتبطة بها.
3- حل المشكلة وتعديل المزاج: أهداف العلاج فى هذه المرحلة مزدوجة منها تعليم الفرد مهارات فعالة لحل المشكلات ، واستراتيجيات التوافق بالاضافة إلى تغيير الميول الكامنة قدر المستطاع لاستعمال العقاقير أو الاقدار على سلوك آخر غير سوى .
4- تحديد واجهة الفروض الكامنة: (الأفكار التلقائية) كلما تقدم العلاج أمكن التعرف على الموضوعات المتكررة فى الطريقة التى يفهم بها المرضى أنفسهم ومشكلاتهم واستجابات المفترضة للمواقف المختلفة . تشير للقواعد التى يفهم بها المرضى أنفسهم. وهذه القواعد لا تصاغ مباشرة لكن يمكن استنتاجها من ردود الفعل المعتادة للمرضى وهى تعمل كفروض صامتة لاستعمال المخدر
5- الصور الذاتية فى الإدمان: تكون الفروض الكامنة مجموعة معرفية وتكمل بناءها بواسطة الصور الذاتية وبعد تحديد الفروض يستطيع المعالج على تكوين مزايا وعيوب تلك العقيدة والفكرة أو تحديها من خلال الحوار المنطقي واختباره بواسطة التجارب السلوكية
3] العلاج النفسي الجماعي لمسيئ استخدام المواد المؤثرة نفسياً :
مميزاته:
1- ينمى علاقات الفرد مع المرضى والذين غالباً ما يكونون منعزلين.
2- يزيد من احترام الذات لدى المرضى .
3- يزيد من دافعيتهم وتوقعاتهم للعلاج الناجح وذلك من خلال مقابلة مرضى آخرين قادرون بتدبير أمورهم دون الكحول والعقاقير.
4- التخلص من علاقة التحول لأن الكحوليون يميلون إلى اسقط مشاعر قوية من الماضي على المعالج.
5- يقلل من شعور المريض بغرابة أعراضه.
6- يمكن مراجعة الانكار (وهو حيله دفاعية يستخدمها الكحوليون بكثرة) وتفسيره بشكل افضل في الموقف الجماعي بمساعدة أعضاء الجماعة الآخرين.
7- اكثر اقتصاداً وتوفيراً للجهد والمال من الطرق الأخرى . وفى حالة مصاحبة سوء استخدام الكحول والمواد المؤثرة نفسياً للإكتئاب فيصعب مراعاة عدم اشراك المريض فى المراحل الأول من العلاج.
المرحلة الأولى من العلاج الجمعي:
في البداية يجب إتاحة فرصة للتعبير والتنفس الأنفعالى لدى المرضى وقد يكون بعض المرضى مشاكسين أو غاضبين أو عدائين بسبب ضغط الأقارب أو أصحاب العمل عليه للعلاج والفشل فى التعبير عن هذه المشاعر يؤدى إلى زيادة المقاومة وربما الانقطاع عن الجلسات العلاجية وكلما تم معالجة هذه المشاعر مبكراً زاد تماسك الجماعة العلاجية
ويعتبر الانكار من أكبر واهم حيل الدفاع النفسي في بداية العلاج الجماعي وقد يحتاج العميل إلى المواجهة بناءً على دليل موضوعي قوى ويجب القيام بالمواجهة بقدر كبير من الحرص والاهتمام الواعي لأنه بدون ذلك سوف يدركها المريض على أنها هجوماً شخصي .
المرحلة الثانية:
حينما يتقدم العلاج الجماعي يجب على المعالج أن يستبعد المناقشات عن الكحول والعقاقير ويستبدل تلك المناقشات بمناقشات أخرى عن العلاقات الأسرية واحترام الذات ومشاكل العمل والمشاكل المالية والعلاقات الجنسية فتوسع العالم الاجتماعي لأفراد المجموعة يؤدى إلى تطور أنماط سلوكية واتجاهات جديدة تؤدى بدورها إلى تكييف أكبر مع العالم خارج المجموعة العلاج