هل الشر نزعة أم بدعة ؟ أللإنسان طبيعة ثابتة ؟ وما هو الفرق بين اسباب السلوك ودوافعه ؟
جواب هذه الأسئلة وغيرها هو مدار هذا الكتاب ، الذي يبين المبادئ التي تصاغ منها احكام السلوك . وما احكام السلوك إلاّ نظم معقدة ، تعمل كضوابط اجتماعية تقرر تصرفات الفرد بالزجر والأمر ، والنهي والترغيب والتحريض ، وبذلك يستقر المجتمع ويتم الانسجام بين افراده .
تبنى أحكام السلوك من دوافع الإنسان الغريزية ( عواطف : كالخوف والمحبة ) ومن دوافعه إلى التعلم والتمثل والاقتباس والتفكر ( قدرات فكرية ) . وتدخل في بنية الأحكام اعراف المجتمع وتقاليده ، وخبرات الطفولة ومشقاتها خلال تقلب الإنسان من المهد إلى الرشد . تبقي إذن ، غرائز الإنسان ركنا من أركان تصرفاته ، وإن اضحت جزءاً صغيرا من بناء الأحكام الضخم .