تطور الحياة ، وتتطور معها مراحلها ومظاهرها ، فيتحول الجنين إلى طفل ، والطفل إلى مراهق ، والمراهق إلى راشد ، والراشد إلى شيخ . وتنظيم هذه الأطوار جميعاً في سلم متعاقب الدرجات ، لا تتقدم فيه درجة على درجة ، وإنما يتلو بعضها بعضاً . وتتناسق مظاهرها ومعالمها فينمو الفرد في حسمه وحسه ، وحركاته ومهاراته ، وعقله ولغته ، وانفعالاته ، وعواطفه ، وتستقيم أساليبه وعلاقاته ، فيتصل بالمجتمع المحيط به ، ويتافعل معه ، ويؤثر فيه ، ويتأثر به .
وتستطرد فصول هذا الكتاب ودراساته لتبين المعالم الجوهرية لرعاية جميع مظاهر حياة الفرد النامية المتطورة . وهي بذلك تهدف إلى تبصره الآباء والمدرسين بالأسس النفسية لحياتهم وحياة أبنائهم وتلاميذهم ، حتى نصل من ذلك كله إلى إنشاء جيل جديد تتكامل في شخصيته مظاهر الحياة وأهدافها ، وتتناصر في نشاطه آمال الوطن وغاياته .
http://adf.ly/pS815