منذ
أواخر الستينات وأوائل السعينات خطا اتحاد الأطباء العرب خطوات موفقة في
سبيل توحيد المصطلح الطبي العربي، فأصدر الطبعة الأولى للمعجم الطبي
الموحد. ولأهمية هذا العمل وتطويره ساند مجلس وزراء الصحة العرب مشكوراً
جهد اتحاد الأطباء العرب، ثم عهد إلى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة
العالمية بشرق المتوسط بأن يتولى هذه المهمة ومن ثم أنشئت لجنة العمل
الخاصة بالمصطلحات الطبية والتي عملت جاهدة على توحيد المصطلحات الطبية.
وكان من ثمار هذا العمل المتواصل صدور الطبعة الثالثة للمعجم الطبي الموحد
عام 1983 بالتعاون مع مجلس وزراء الصحة العرب واتحاد الأطباء العرب
والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ثم بذلت جهوداً متواصلة للعمل
على إصدار الطبعة الرابعة الموسعة والمحسوبة من هذا المعجم وتوزيعها على
أقراص مكتنزة على المهتمين بالتعليم الطبي في البلدان العربية للاستفادة من
آرائهم في المصطلحات ومدى تقبلها. وفي الوقت نفسه لم يال المكتب جهداً في
إطار عدد من المعجمات المتخصصة التي تشتمل على شرح واف ومختصر لكل مصطلح مع
الأشكال والصور التوضحية المناسبة.
[/font][/color][/right]
كما سعت منظمة الصحة العالمية من أجل تأليف الكتب الدراسية لكليات الطب
والعلوم الصحية باللغة العربية، وبذلك تتحقق خطوة هامة، وينتقل الأمر من
مرحلة النقل من مصطلحات أجنبية إلى مرحلة التأصيل والتطوير والإبداع.
وبناء على ما تقدم وبعد الاجتماع مع عدد كبير من عمداء كليات الطب، فقد رؤي
أنه من المناسب أن تبدأ مرحلة تاليف الكتب الجامعية في بعض العلوم الطبية،
ووقع الاختيار في هذه المرحلة الأولية على الطب الشرعي وطب المجتمع والطب
النفسي وبعد صدرو كل من "الطب الشرعي" و"طب المجتمع" فإننا اليوم بصدد
إصدار "الطب النفسي".
وضماناً لحسن إعداد الكتاب وتقبله على نطاق واسع دعا الدكتور حسين عبد
الرزاق الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إلى عقد اجتماع
تحضيري لتأليف كتاب جامعي في الطب النفسي وبمشاركة عدد من الجامعات
العربية. وقد تم في هذا الاجتماع مناقشة الكثير من المواضيع الهامة بما في
ذلك دور اللغة في النهضة العلمية وفي تثبيت الهوية والاستفادة من التراث
وتأصيل المعرفة ومراجعة المصطلحات واختيار التصنيفات المناسبة.
وفي ضوء المناقشات التي تمت والآراء التي طرحت تم الاجماع على الأهداف من
تأليف هذا الكتب والتي يمكن تلخيصها بما يلي: 1-مساعدة الطالب على أن يدرس
الطب النفسي على النحو الأمثل. 2-تسهيل استيعاب الطب النفسي لطالب الطب
العربي. 3-تحديث الموضوعات العلمية في الطب النفسي. 4-تأكيد أهمية تفاعل
العناصر البيولوجية والاجتماعية والنفسية والروحية في الصحة والمرض.
5-إثراء المكتبة العربية بالمؤلفات الطبية النفسية.
وقد اشتمل الكتاب على النواحي النظرية والتطبيقية في علوم الطب النفسي، كما
تضمن في بعض فصوله وصفاً موجزاً وأسلوباً يستحث التفاعل والتحاور بهدف
تعويد الطالب على معرفة وفهم طبيعة المرض النفسي والوصول إلى التشخيص
الصحيح وتقديم العلاج الضروري.
وشملت فصوله المواضيع الأساسية وذات السمة الضرورية والعملية. ومما يجدر
ذكره تخصيص جزء لأهمية النواحي الروحية والإيمانية، وإفراد فصول خاصة
بزيارة الطبيب وآداب المهنة وعلاقة الطبيب بالمريض وتاريخ الطب النفسي،
وهذا مما سوف يساعد على التأصيل والتمسك بالقيم الدينية والخلقية السوية
والعلاقات الإنسانية الفاضلة. إلى جانب موضوع التصنيف الدولي الحديث
للأمراض النفسية والذي سوف يساعد على تحديد نوعية هذه الأمراض وتسجيلها
ومتابعة واتخاذ الإجراءات العملية المناسبة، علاجاً وتأهيلاً، وفي رسم
السياسية الصحية والنفسية المناسبة. واشتمل الكتاب أيضاً على أنواع العلاج
المطلوب، وقائياً ونفسياً واجتماعياً وعضوياً وتأهيلياً. واختتم الكتاب
بفصل خاص بالطوارئ (الحالات الإسعافية والمستعجلة) النفسية وعلاجها. وكل ما
نرجوه أن ينجح الكتاب في إرشاد طالب الطب العربي إلى فهم الطب النفسي
بسهولة ويسر ويحقق الأهداف التي من أجلها تم تأليفه.
[right]
الروابط
الصحة العالمية
http://adf.ly/1d6HeN
او
http://adf.ly/DzPP1
الفورشيرد
http://adf.ly/DzPVB
ميديا فير
http://adf.ly/DzPZa
عدل سابقا من قبل health psychologist في الجمعة أغسطس 12, 2016 2:16 am عدل 1 مرات