هو أحد الاضطرابات العصابية الجسدية الشكل والسمة الأساسية لهذا الاضطراب هو انشغال دائم بشأن الإصابة واحد أو أكثر من الأمراض الجسمية الخطيرة والمتفاقمة المترقية يعبر عنها بشكاوي جسمية مستمرة أو بانشغال مستمر بمظهر الجسم.
وكثيرا ما يفسر الشخص الأحاسيس والظواهر الطبيعية والعادية باعتبارها شاذة ومصدرا للضيق كما يركز الانتباه عادة علي واحد أو اكثر من الأعضاء او الأجهزة بالجسم وقد يذكر المريض اسم المرض الجسمي الذي يخشاه ومع ذلك فإن درجة اقتناعه بوجود المرض والتركيز علي اضطراب بعينه دون اضطراب آخر تتباين عادة فيما بين الاستشارات وعادة ما يضيف المريض وجود أمراض جسمية أخرى بالإضافة للمرض الأساسي .
تعريف آخر :
توهم المرض إضطراب نفسي المنشأ وهو عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض رغم عدم وجود دليل طبي علي ذلك وهو تركيز الفرد علي أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي وذلك يؤدي إلي حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه المرض الدائم بصحته وجسمه بحيث يطغى علي كل الاهتمامات الأخرى ويعيق اتصاله السوي بالآخرين ويشعر بالنقص والشك في نفسه كما يعوق اتصاله أيضا بالبيئة المحيطة به ويطلق عليه أحيانا " رد فعل توهم المرض " Hypochondriacal reaction .
أعراض توهم المرض :
فيما يلي أعراض توهم المرض :
1/ تسلط فكرة المرض علي الشخص ( وسواس ) والشعور العام بعدم الراحة.
2/ تضخيم شدة الإحساس العادي بالتعب والألم الإهتمام المرض والإنشغال الدائم بالجسم والصحة والعناية الزائدة بها ويشاهد الإهتمام وكثرة التردد علي اطباء عديدين والمبالغة في الأعراض التافهة وتضخيمها والإعتقاد أنها مرض خطير (فمثلا المقص فرحة في المعدة )والتركيز علي صغائر الأعراض المرضية ومحاولة المريض دائما تشخيص مرضه بنفسه وهذا التشخيص غالبا ما ينطبق مع الحقائق المعروفة طبيا والجري دائما وراء فتاوى العلاج التي تكتب في الصحف والمجلات والمحاولات العديدة لعلاج ( نفسه بطريقة (أي كلام ).
3/ الشكوى من إضطرابات جسمية خاصة في المعدة والأمعاء أو أي جزء من الجسم وفي بعض الأحيان يكون اختبار القصور أو الوظيفة ( التي تكون هدف توهم المرض ) له علاقة رمزية بالمشكلة التي تكون وراء توهم المرض فمثلا المراهقون الذين يعانون من صراعات جنسية يكون توهم المرض لديهم متمركزا حول الأمراض السرية والجنسية والإحساس بحركات الأمعاء وضربات القلب وما شابه ذلك وتنتقل وتتنوع الشكوى ويجد المريض شكاوى إضافية من المرض ويميل المريض إلي تعميم المشاعر الجسمية الشاذة المرتبطة بتوهم المرض حتى يشعر أن الجسم كله في حالة معاناة وقد يؤدي هذا إلي حالة من الإنسحاب الكامل بعيدا عن العالم المحيط به.
تصنيف توهم المرض :
تصنف اضطراب توهم المرض فمن الإضطرابات العصابية جسدية الشكل في التصنيف الدولي العاشر للإضطرابات النفسية ICD الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تحت الفئةF45.2إ اضطراب مراقي ( توهم المرض ) Hypochondriaca disorder .
البداية والمسار والنشوء بالمآل :
يبدأ إضطراب توهم المرض في أي سن ولكنه يكثر في العشرينات ويصبح مزمنا مع فترات من الهوادة والاسترداد في ثلثي الحالات كما أن ثلث الحالات لا يتحسنون ويضطرب تكيفهم من حيث الوظيفة المهنية والعلاقات الاجتماعية بسبب الانشغال بالمرض وقد يسبب الإعاقة فيصبح الشخص طريح الفراش وأحيانا يتعرض لعمليات جراحية استكشافية تحمل أخطارا عديدة بالإضافة إلي أن الأعراض التي يكشو منها قد تؤدي إلي تشخيص خاطئ وبالتالي خطأ في العلاج. أمام الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب فيتم شفاؤهم تماما في نهاية المراهقة كما أن العلاج الطبي النفسي يساعد في علاج بنسبة كبيرة من هؤلاء المرضي ولوحظ أن وجود ملامح قلت أو إكتئاب مع توهم المرض يحمل التنبؤ بالمآل الحسن وكذلك البداية الحادة وغياب اضطراب الشخصية وصغر السن وغياب المرض الفضوي (الذي قد يكون مصاحب ) والحالة الاقتصادية والاجتماعية المرتفعة كلها عوامل تنبئ بمصير حسن.
انتشار توهم المرض :
في الممارسة الطبية العامة ينتشر توهم المرض بنسبة ( 3-14%) من المرض ولكن معدل الانتشار بين جموع الناس غير معروف ويستوي غير الرجال والنساء في توهم المرض ويزداد انتشاره خلال العقد الرابع أو الخامس من العمر إلا أنه يصيب جميع الأعمار خاصة المراهقين والشيوخ بعد سن الستين.
يشاهد توهم المرض بصفة خاصة في العقدين الرابع والخامس من العمر وقد تبين ان توهم المرض نادر الحدوث عند الأطفال اللهم إلا في بعض الحالات مثل فقد الأم أو الإيداع في المؤسسات ويظهر توهم المرض كثيرا في الشيخوخة وقد يرجع ذلك إلي الحاجة الشديدة للمسنين إلي جذب الانتباه ، وتوهم المرض أشيع لدي الإناث منه لدي الذكور ويلاحظ توهم المرض أيضا في حالة العجز او الإعاقة حيث يبالغ في الإصابة الجسمية.
مآل توهم المرض :
يكون مآل توهم المرض أفضل بصفة عامة كلما كانت أسبابه واضحة ومكاسبه الثانوية قليلة وتعاون المريض صادقا في عملية العلاج.
الأمراض النفسية المرتبطة بالتوهم الشديد لمرض جسمي :
Psychiatric Iuness a associated with severe serialization
قد يكون توهم المرض هذه سمة من سمات الشخصية للفرد دون وجود ما يشير إلي أنه يعاني من أعراض نفسية أخرى كما أن هذا لا يمنع من تعرض الفرد له كمرض مستقل بذاته في صورة اضطراب وهمي مرض يعرف بذهان توهم المرض الجسمية الأحادي ويمكن حصر الأمراض التي قد تصحب التوهم الشديد للمرض الجسمي الآتي:
1- القلق النفسي.
2- الاكتئاب.
3- الوسواس القهري.
4- الفصام.
5- اضطرابات الشخصية.
6- حالات الخرف.
وقد يصحب حالات توهم المرض الجسمي أحيانا وجود لمرض جسمي أو أعراض عضوية بسيطة إلا أن المريض يبالغ في شكواه منها وقد يضيف أعراض أخرى غير موجودة. وعلي هذا ينبغي علي المختصين في المجال الطبي أو النفسي أن يدركوا أن ظاهرة تفهم المرض الجسمي لا يشكل ظاهرة نادرة الحدوث بل هو أمر شائع بين المرض النفسيين من الفئات السابقة.
درجة العجز المصاحب لتوهم المرض :
كثير من المرض بتوهم المرض يظلون في إطار الرعاية الأولية او تخصصات طبية أخرى غير نفسية وعادة ما يرفضون التحويل إلي الطب النفسي إلا إذا تم ذلك في مرحلة مبكرة من تطور الاضطراب النفسي.
أما درجة العجز المصاحب للاضطراب النفسي فمتباين جدا فبعض المرضي يؤثرون علي عائلاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية نتيجة لوجود اعراضهم وذلك علي العكس من الأقلية التي تستمر في حياتها اليومية بشكل شيء إلي حد كبير.
أسباب توهم المرض :
1- العوامل البيولوجية :
لوحظ زيادة معدل انتشار توهم المرض بين التوائم المتماثلة والأقارب من الدرجة الأولي وهذا يشير إلي العامل الوراثي الجيني كما لوحظ أن متوهمي المرض لديهم عتبة منخفضة للألم (Threhold) وأن تحملهم للمعاناة الجسدية ضئيل جدا لدرجة أن ما يستقبله الشخص الطبيعي كضغط علي البطن مثلا يغيره المتوهم تألم في البطن كما أن المرض قد يهيئ المريض لتوهم المرض بطريقتين إحداهما : التفاعلات التوهمية المرضية العابرة غالبا تتبع مرض خطير أو مهدد للحياة ( مثل النقاهة بعد احتشاء عضلة القلب ) ثانيهما : توهم المرض الأولي Primary Hypochondriacs يبدو أنه يرجع لطفولة بها أمراض عديدة لتواريخ مرضية عديدة عايشها الطفل.
2- عوامل نفسية :
ترى المدرسة التحليلية أن توهم المرض إلي أصول دينامية فالرغبات العدوانية توجه إلي شكوى جسمانية بعد كبتها وتحويلها بواسطة حيلتي الكبت والنقل وغضب متوهم المرض يعود إلي احباطات الطفولة والفقد اثنائها ويعبر عنها خلال توهم المرض كالتماس مساعدة الناس وجذب اهتمامهم ثم رفضهم بعد ذلك ووصفهم بعدم الفعالية والعجز عن مساعدته ومن ثم يعد توهم المرض دفاعضد الشعور بالذنب وشعور الشخص أنه سيء ونقص اعتبار الذات بالإضافة إلي أنه علامة علي الإنشغال بالذات فالألم والمعاناة الجسدية تصبح وسيلة للتكفير عن أخطاء الماضي سواء كانت علي مستوي الواقع او الخيال.
3- العوامل الاجتماعية والثقافية :
فقد يعتبر الدور المرضي طريقا للهروب من مشكلات عسيرة الحل في بعض البيئات فتؤجل مقاضاته ويلتمس له الأعذار كمريض بل وقد يكسب تعاطف المحيطين به.
كما أنه من المعروف أنه لكل شيء سبب وأنه لا شيء يأتي من دون سبب م المبادئ الرئيسية في أسباب الأمراض النفسية مبدأ تقدير أسباب الأمراض النفسية مبدأ تعدد وتفاعل الأسباب فالحياة النفسية ليس من البساطة بحيث يكون اضطرابها هنا سبب واحد.
وتتلخص أسباب الأمراض النفسية التي تنشئها الأوهام المرضية من نتيجة تفاعل قوى كثيرة ومتعددة داخل الإنسان ( جسمية – نفسية ) وخارجية من البيئة مادية واجتماعية .
ويري بعض علماء النفس أن هذا المرض يرجع إلي أسباب وراثية Heredity أو الموروثات من الآباء والأجداد إلي الأبناء ومؤدي هذا الرأي أنه ليس مكتسبا من البيئة او من الخبرات والمواقف التي يمر بها الإنسان ولكن الأغلبية الساحقة من علماء النفس يرجعونه إلي عجز الفرد عن مواجهة الحقيقة ومقابلة الواقع أنه وسيلة للمراوغة او الهروب او هم تملص أو تحايل أو تخلص من القلق حيث يقع الفرد في حالة صراع بين غرائزه وبين نضاله أو كفاحه العقلاني كرغبة في الإشباع أو الخوف من معايير الثقافة الذي يعيشها وكذلك فسر فرويد حالة الوهن هذه بارجاعها إلي الإثارة الجنسية المقموعة التي خضعت للقمع والصد زوقد تؤدي بعض العادات السيئة إلي تفاقم حالة توهم المرض ومن ذلك إدمان الخمور والمخدرات والسهر لساعات طويلة من الليل والانحراف في النشاط الجنسي.
وهنالك فروض يعرفها العلماء مؤداها ان الغدد الصماء مسئولة عن الأمراض النفسية ومن هذه الغدد بطبيعة الحال الغدة الدرقية وجارتها والنخامية والصنوبرية والتيموسية . ولكن هذا الفرص لم يتحقق من صحته تجريبيا بعد. ولكن الحياة الشاقة في هذا العصر هي المسئولة عن معظم حالات الأمراض النفسية وضغوط الحياة الحديثة والتنافس الحاد وشعور البعض أنه لا يوجد لديهم أمال هامة يقومون بها.
وقد ينطبق ذلك بوجه خاص علي أبناء الطبقات الوسطي والعليا ولقد قضت المخترعات الحديثة علي كثير من الأعمال اليدوية المنزلية التي كان لها أهمية نفسية في حياة المراة ولا شك أن المراة تبحث عن عمل شيء ما يجعلها ذات قيمة كبيرة ولكنها لا تحب أن تكون عديمة الفائدة قليلة النفع ولذلك يمكن لهؤلاء المرضي الانضمام إلي الجمعيات الخيرية والاجتماعية وتكوين الأصدقاء وملأ الحياة بما ينفع الناس.
وينصح مثل هؤلاء المرضي باللجوء إلي طبيب نفسي لإزالة حالة التوتر من عندهم وحمايتهم من التجارب العديدة مع الأدوية والعقاقير والعمليات الجراحية والفحوصات المعملية.
ومن العوامل البيولوجية والعضوية المؤدية إلي توهم المرض ما يتعلق بالعقاقير والمواد المخدرة ومنها ما هو مرتبط بالعوامل الجينية أو الوراثية وهنالك أيضا ما هو خاص بطبيعة المرض نفسه التي تنشأ عنه الأعراض.
وقد ظهرت عدة نظريات للتفسيرات النفسية الخاصة بالأوهام المرضية كما تضمنت بعض النظريات الشخصية عددا من السمات يمكن ان تهيئ الفرد لظهور هذه الأوهام المرضية ويقوم Maher ( 1988) رأيا يفسر به نشاة الأوهام المرضية وتوهم المرض لا يعتمد علي السمات الشخصية وإنما علي نوع من المعاناة والخبرات الشاذة المؤلمة الناتجة عن وجود اضطرابات في الإدراك الحسي.
وهنالك وجهة نظر أخري يقترحها كميرون Cameron (1959م) تؤكد فيها علي أهمية نوع العلاقات الشخصية كمسبب نفسي لظهور الاعتقادات بالقلق والخوف والانسحاب الاجتماعي والتصلب في الرأي ومحاولة القفز إلي استنتاجات دون أخذ ما ينقضها من آراء في الاعتبار ونقص المهارات اللازمة للتفاعل الجيد مع الآخرين مما يترتب عليه عزلة اجتماعية وقلة أصدقاء وهذا قد يؤدي بدوره إلي تنمية أفكار شاذة عن تصرفات غيره من الناس او عن نفسه حيث أنه ليس هناك من يتناول معه الرأي ما لكل يعترض علي تلك الشكوي وظهور الأعراض من غير أي تصحيح طبي لها من خلال الفحوصات بالإضافة إلي هذا فإنه توجد العديد من العوامل النفسية التي تؤدي إلي ظهور الأوهام المرضية منها الإسقاط التعلم – العوامل الوجدانية – العوامل المعرفية والغزو السلبي والعوامل الشخصية.
بالإضافة إلي الأسباب أعلاه فإن بعض المراجع قد تتناول الأسباب في صياغ آخر نذكر منها:
1/ الحساسية النفسية عند بعض الناس حيث نجدهم يتوهمون أنهم مرضي بمرض خطير يكونون قد سمعوا عنه عند الأطباء أو المعالجين وفهموا فهما غير صحيح أو اساءوا الفهم أو يكونون قد قرأوا عنه قراءة غير واعية وعلي غير أساس علمي في الكتب أو المجلات الطبية ويدعم هذا الاضطرابات الانفعالية الطويلة.
2/ وجود القلق والضعف العصبي وجود العدوان المكبوت ومحاولة مقاومته.
3/ الفشل في الحياة ، وبصفة خاصة الفشل في الحياة الزوجية وشعور الفرد بعدم قيمته وعدم كفايته ورفضه ويكون توهم المرض بمثابة تعبير رمزي عن هذا الشعور ومحاولة الهرب من مسئوليات الحياة أو السيطرة علي المحيط عن طريق كسب المحيطين والمخالطين.
4/ العدوى النفسية حيث يكتسب المريض الأعراض من والديه اكتسابا حيث يوجد توهم المرض لديهما ، وحيث يلاحظ اهتمامها أكثر من اللازم بصحة الأولاد أو خبرة المعاناة الشديدة من مرض سابق ووجود العدوان المكبوت ومحاولة مقاومته او وجود تهديد شخص لا شعوري مثل قرب الأجل كما في الشيخوخة والخوف من فقدان الحب وانهيار الدفعات النفسية ضد دفعات العدوان الجنسي.
5/ يري سيجموند فرويد أن توهم المرض يرجع إلي انسحاب الاهتمام أو اللبيدو من الموضوعات الخارجية وتركيزه علي أعضاء الجسم ويعتقد فرويد أيضا أن
توهم المرض = الضعف العصبي + عصاب القلق .
ينر إلي توهم المرض من الناحية الدينامية علي أنه دفاع نفسي يلجأ إليه المريض لا شعوريا لتحقيق أهداف ومكاسب علي رأسها تجنب المسئوليات وتحقيق العمل والمواساة والاهتمام به وتجنب اللوم وقد يسيطر علي من حوله وربما يحصل علي بعض المزايا.
وكثيرا ما يفسر الشخص الأحاسيس والظواهر الطبيعية والعادية باعتبارها شاذة ومصدرا للضيق كما يركز الانتباه عادة علي واحد أو اكثر من الأعضاء او الأجهزة بالجسم وقد يذكر المريض اسم المرض الجسمي الذي يخشاه ومع ذلك فإن درجة اقتناعه بوجود المرض والتركيز علي اضطراب بعينه دون اضطراب آخر تتباين عادة فيما بين الاستشارات وعادة ما يضيف المريض وجود أمراض جسمية أخرى بالإضافة للمرض الأساسي .
تعريف آخر :
توهم المرض إضطراب نفسي المنشأ وهو عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض رغم عدم وجود دليل طبي علي ذلك وهو تركيز الفرد علي أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي وذلك يؤدي إلي حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه المرض الدائم بصحته وجسمه بحيث يطغى علي كل الاهتمامات الأخرى ويعيق اتصاله السوي بالآخرين ويشعر بالنقص والشك في نفسه كما يعوق اتصاله أيضا بالبيئة المحيطة به ويطلق عليه أحيانا " رد فعل توهم المرض " Hypochondriacal reaction .
أعراض توهم المرض :
فيما يلي أعراض توهم المرض :
1/ تسلط فكرة المرض علي الشخص ( وسواس ) والشعور العام بعدم الراحة.
2/ تضخيم شدة الإحساس العادي بالتعب والألم الإهتمام المرض والإنشغال الدائم بالجسم والصحة والعناية الزائدة بها ويشاهد الإهتمام وكثرة التردد علي اطباء عديدين والمبالغة في الأعراض التافهة وتضخيمها والإعتقاد أنها مرض خطير (فمثلا المقص فرحة في المعدة )والتركيز علي صغائر الأعراض المرضية ومحاولة المريض دائما تشخيص مرضه بنفسه وهذا التشخيص غالبا ما ينطبق مع الحقائق المعروفة طبيا والجري دائما وراء فتاوى العلاج التي تكتب في الصحف والمجلات والمحاولات العديدة لعلاج ( نفسه بطريقة (أي كلام ).
3/ الشكوى من إضطرابات جسمية خاصة في المعدة والأمعاء أو أي جزء من الجسم وفي بعض الأحيان يكون اختبار القصور أو الوظيفة ( التي تكون هدف توهم المرض ) له علاقة رمزية بالمشكلة التي تكون وراء توهم المرض فمثلا المراهقون الذين يعانون من صراعات جنسية يكون توهم المرض لديهم متمركزا حول الأمراض السرية والجنسية والإحساس بحركات الأمعاء وضربات القلب وما شابه ذلك وتنتقل وتتنوع الشكوى ويجد المريض شكاوى إضافية من المرض ويميل المريض إلي تعميم المشاعر الجسمية الشاذة المرتبطة بتوهم المرض حتى يشعر أن الجسم كله في حالة معاناة وقد يؤدي هذا إلي حالة من الإنسحاب الكامل بعيدا عن العالم المحيط به.
تصنيف توهم المرض :
تصنف اضطراب توهم المرض فمن الإضطرابات العصابية جسدية الشكل في التصنيف الدولي العاشر للإضطرابات النفسية ICD الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تحت الفئةF45.2إ اضطراب مراقي ( توهم المرض ) Hypochondriaca disorder .
البداية والمسار والنشوء بالمآل :
يبدأ إضطراب توهم المرض في أي سن ولكنه يكثر في العشرينات ويصبح مزمنا مع فترات من الهوادة والاسترداد في ثلثي الحالات كما أن ثلث الحالات لا يتحسنون ويضطرب تكيفهم من حيث الوظيفة المهنية والعلاقات الاجتماعية بسبب الانشغال بالمرض وقد يسبب الإعاقة فيصبح الشخص طريح الفراش وأحيانا يتعرض لعمليات جراحية استكشافية تحمل أخطارا عديدة بالإضافة إلي أن الأعراض التي يكشو منها قد تؤدي إلي تشخيص خاطئ وبالتالي خطأ في العلاج. أمام الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب فيتم شفاؤهم تماما في نهاية المراهقة كما أن العلاج الطبي النفسي يساعد في علاج بنسبة كبيرة من هؤلاء المرضي ولوحظ أن وجود ملامح قلت أو إكتئاب مع توهم المرض يحمل التنبؤ بالمآل الحسن وكذلك البداية الحادة وغياب اضطراب الشخصية وصغر السن وغياب المرض الفضوي (الذي قد يكون مصاحب ) والحالة الاقتصادية والاجتماعية المرتفعة كلها عوامل تنبئ بمصير حسن.
انتشار توهم المرض :
في الممارسة الطبية العامة ينتشر توهم المرض بنسبة ( 3-14%) من المرض ولكن معدل الانتشار بين جموع الناس غير معروف ويستوي غير الرجال والنساء في توهم المرض ويزداد انتشاره خلال العقد الرابع أو الخامس من العمر إلا أنه يصيب جميع الأعمار خاصة المراهقين والشيوخ بعد سن الستين.
يشاهد توهم المرض بصفة خاصة في العقدين الرابع والخامس من العمر وقد تبين ان توهم المرض نادر الحدوث عند الأطفال اللهم إلا في بعض الحالات مثل فقد الأم أو الإيداع في المؤسسات ويظهر توهم المرض كثيرا في الشيخوخة وقد يرجع ذلك إلي الحاجة الشديدة للمسنين إلي جذب الانتباه ، وتوهم المرض أشيع لدي الإناث منه لدي الذكور ويلاحظ توهم المرض أيضا في حالة العجز او الإعاقة حيث يبالغ في الإصابة الجسمية.
مآل توهم المرض :
يكون مآل توهم المرض أفضل بصفة عامة كلما كانت أسبابه واضحة ومكاسبه الثانوية قليلة وتعاون المريض صادقا في عملية العلاج.
الأمراض النفسية المرتبطة بالتوهم الشديد لمرض جسمي :
Psychiatric Iuness a associated with severe serialization
قد يكون توهم المرض هذه سمة من سمات الشخصية للفرد دون وجود ما يشير إلي أنه يعاني من أعراض نفسية أخرى كما أن هذا لا يمنع من تعرض الفرد له كمرض مستقل بذاته في صورة اضطراب وهمي مرض يعرف بذهان توهم المرض الجسمية الأحادي ويمكن حصر الأمراض التي قد تصحب التوهم الشديد للمرض الجسمي الآتي:
1- القلق النفسي.
2- الاكتئاب.
3- الوسواس القهري.
4- الفصام.
5- اضطرابات الشخصية.
6- حالات الخرف.
وقد يصحب حالات توهم المرض الجسمي أحيانا وجود لمرض جسمي أو أعراض عضوية بسيطة إلا أن المريض يبالغ في شكواه منها وقد يضيف أعراض أخرى غير موجودة. وعلي هذا ينبغي علي المختصين في المجال الطبي أو النفسي أن يدركوا أن ظاهرة تفهم المرض الجسمي لا يشكل ظاهرة نادرة الحدوث بل هو أمر شائع بين المرض النفسيين من الفئات السابقة.
درجة العجز المصاحب لتوهم المرض :
كثير من المرض بتوهم المرض يظلون في إطار الرعاية الأولية او تخصصات طبية أخرى غير نفسية وعادة ما يرفضون التحويل إلي الطب النفسي إلا إذا تم ذلك في مرحلة مبكرة من تطور الاضطراب النفسي.
أما درجة العجز المصاحب للاضطراب النفسي فمتباين جدا فبعض المرضي يؤثرون علي عائلاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية نتيجة لوجود اعراضهم وذلك علي العكس من الأقلية التي تستمر في حياتها اليومية بشكل شيء إلي حد كبير.
أسباب توهم المرض :
1- العوامل البيولوجية :
لوحظ زيادة معدل انتشار توهم المرض بين التوائم المتماثلة والأقارب من الدرجة الأولي وهذا يشير إلي العامل الوراثي الجيني كما لوحظ أن متوهمي المرض لديهم عتبة منخفضة للألم (Threhold) وأن تحملهم للمعاناة الجسدية ضئيل جدا لدرجة أن ما يستقبله الشخص الطبيعي كضغط علي البطن مثلا يغيره المتوهم تألم في البطن كما أن المرض قد يهيئ المريض لتوهم المرض بطريقتين إحداهما : التفاعلات التوهمية المرضية العابرة غالبا تتبع مرض خطير أو مهدد للحياة ( مثل النقاهة بعد احتشاء عضلة القلب ) ثانيهما : توهم المرض الأولي Primary Hypochondriacs يبدو أنه يرجع لطفولة بها أمراض عديدة لتواريخ مرضية عديدة عايشها الطفل.
2- عوامل نفسية :
ترى المدرسة التحليلية أن توهم المرض إلي أصول دينامية فالرغبات العدوانية توجه إلي شكوى جسمانية بعد كبتها وتحويلها بواسطة حيلتي الكبت والنقل وغضب متوهم المرض يعود إلي احباطات الطفولة والفقد اثنائها ويعبر عنها خلال توهم المرض كالتماس مساعدة الناس وجذب اهتمامهم ثم رفضهم بعد ذلك ووصفهم بعدم الفعالية والعجز عن مساعدته ومن ثم يعد توهم المرض دفاعضد الشعور بالذنب وشعور الشخص أنه سيء ونقص اعتبار الذات بالإضافة إلي أنه علامة علي الإنشغال بالذات فالألم والمعاناة الجسدية تصبح وسيلة للتكفير عن أخطاء الماضي سواء كانت علي مستوي الواقع او الخيال.
3- العوامل الاجتماعية والثقافية :
فقد يعتبر الدور المرضي طريقا للهروب من مشكلات عسيرة الحل في بعض البيئات فتؤجل مقاضاته ويلتمس له الأعذار كمريض بل وقد يكسب تعاطف المحيطين به.
كما أنه من المعروف أنه لكل شيء سبب وأنه لا شيء يأتي من دون سبب م المبادئ الرئيسية في أسباب الأمراض النفسية مبدأ تقدير أسباب الأمراض النفسية مبدأ تعدد وتفاعل الأسباب فالحياة النفسية ليس من البساطة بحيث يكون اضطرابها هنا سبب واحد.
وتتلخص أسباب الأمراض النفسية التي تنشئها الأوهام المرضية من نتيجة تفاعل قوى كثيرة ومتعددة داخل الإنسان ( جسمية – نفسية ) وخارجية من البيئة مادية واجتماعية .
ويري بعض علماء النفس أن هذا المرض يرجع إلي أسباب وراثية Heredity أو الموروثات من الآباء والأجداد إلي الأبناء ومؤدي هذا الرأي أنه ليس مكتسبا من البيئة او من الخبرات والمواقف التي يمر بها الإنسان ولكن الأغلبية الساحقة من علماء النفس يرجعونه إلي عجز الفرد عن مواجهة الحقيقة ومقابلة الواقع أنه وسيلة للمراوغة او الهروب او هم تملص أو تحايل أو تخلص من القلق حيث يقع الفرد في حالة صراع بين غرائزه وبين نضاله أو كفاحه العقلاني كرغبة في الإشباع أو الخوف من معايير الثقافة الذي يعيشها وكذلك فسر فرويد حالة الوهن هذه بارجاعها إلي الإثارة الجنسية المقموعة التي خضعت للقمع والصد زوقد تؤدي بعض العادات السيئة إلي تفاقم حالة توهم المرض ومن ذلك إدمان الخمور والمخدرات والسهر لساعات طويلة من الليل والانحراف في النشاط الجنسي.
وهنالك فروض يعرفها العلماء مؤداها ان الغدد الصماء مسئولة عن الأمراض النفسية ومن هذه الغدد بطبيعة الحال الغدة الدرقية وجارتها والنخامية والصنوبرية والتيموسية . ولكن هذا الفرص لم يتحقق من صحته تجريبيا بعد. ولكن الحياة الشاقة في هذا العصر هي المسئولة عن معظم حالات الأمراض النفسية وضغوط الحياة الحديثة والتنافس الحاد وشعور البعض أنه لا يوجد لديهم أمال هامة يقومون بها.
وقد ينطبق ذلك بوجه خاص علي أبناء الطبقات الوسطي والعليا ولقد قضت المخترعات الحديثة علي كثير من الأعمال اليدوية المنزلية التي كان لها أهمية نفسية في حياة المراة ولا شك أن المراة تبحث عن عمل شيء ما يجعلها ذات قيمة كبيرة ولكنها لا تحب أن تكون عديمة الفائدة قليلة النفع ولذلك يمكن لهؤلاء المرضي الانضمام إلي الجمعيات الخيرية والاجتماعية وتكوين الأصدقاء وملأ الحياة بما ينفع الناس.
وينصح مثل هؤلاء المرضي باللجوء إلي طبيب نفسي لإزالة حالة التوتر من عندهم وحمايتهم من التجارب العديدة مع الأدوية والعقاقير والعمليات الجراحية والفحوصات المعملية.
ومن العوامل البيولوجية والعضوية المؤدية إلي توهم المرض ما يتعلق بالعقاقير والمواد المخدرة ومنها ما هو مرتبط بالعوامل الجينية أو الوراثية وهنالك أيضا ما هو خاص بطبيعة المرض نفسه التي تنشأ عنه الأعراض.
وقد ظهرت عدة نظريات للتفسيرات النفسية الخاصة بالأوهام المرضية كما تضمنت بعض النظريات الشخصية عددا من السمات يمكن ان تهيئ الفرد لظهور هذه الأوهام المرضية ويقوم Maher ( 1988) رأيا يفسر به نشاة الأوهام المرضية وتوهم المرض لا يعتمد علي السمات الشخصية وإنما علي نوع من المعاناة والخبرات الشاذة المؤلمة الناتجة عن وجود اضطرابات في الإدراك الحسي.
وهنالك وجهة نظر أخري يقترحها كميرون Cameron (1959م) تؤكد فيها علي أهمية نوع العلاقات الشخصية كمسبب نفسي لظهور الاعتقادات بالقلق والخوف والانسحاب الاجتماعي والتصلب في الرأي ومحاولة القفز إلي استنتاجات دون أخذ ما ينقضها من آراء في الاعتبار ونقص المهارات اللازمة للتفاعل الجيد مع الآخرين مما يترتب عليه عزلة اجتماعية وقلة أصدقاء وهذا قد يؤدي بدوره إلي تنمية أفكار شاذة عن تصرفات غيره من الناس او عن نفسه حيث أنه ليس هناك من يتناول معه الرأي ما لكل يعترض علي تلك الشكوي وظهور الأعراض من غير أي تصحيح طبي لها من خلال الفحوصات بالإضافة إلي هذا فإنه توجد العديد من العوامل النفسية التي تؤدي إلي ظهور الأوهام المرضية منها الإسقاط التعلم – العوامل الوجدانية – العوامل المعرفية والغزو السلبي والعوامل الشخصية.
بالإضافة إلي الأسباب أعلاه فإن بعض المراجع قد تتناول الأسباب في صياغ آخر نذكر منها:
1/ الحساسية النفسية عند بعض الناس حيث نجدهم يتوهمون أنهم مرضي بمرض خطير يكونون قد سمعوا عنه عند الأطباء أو المعالجين وفهموا فهما غير صحيح أو اساءوا الفهم أو يكونون قد قرأوا عنه قراءة غير واعية وعلي غير أساس علمي في الكتب أو المجلات الطبية ويدعم هذا الاضطرابات الانفعالية الطويلة.
2/ وجود القلق والضعف العصبي وجود العدوان المكبوت ومحاولة مقاومته.
3/ الفشل في الحياة ، وبصفة خاصة الفشل في الحياة الزوجية وشعور الفرد بعدم قيمته وعدم كفايته ورفضه ويكون توهم المرض بمثابة تعبير رمزي عن هذا الشعور ومحاولة الهرب من مسئوليات الحياة أو السيطرة علي المحيط عن طريق كسب المحيطين والمخالطين.
4/ العدوى النفسية حيث يكتسب المريض الأعراض من والديه اكتسابا حيث يوجد توهم المرض لديهما ، وحيث يلاحظ اهتمامها أكثر من اللازم بصحة الأولاد أو خبرة المعاناة الشديدة من مرض سابق ووجود العدوان المكبوت ومحاولة مقاومته او وجود تهديد شخص لا شعوري مثل قرب الأجل كما في الشيخوخة والخوف من فقدان الحب وانهيار الدفعات النفسية ضد دفعات العدوان الجنسي.
5/ يري سيجموند فرويد أن توهم المرض يرجع إلي انسحاب الاهتمام أو اللبيدو من الموضوعات الخارجية وتركيزه علي أعضاء الجسم ويعتقد فرويد أيضا أن
توهم المرض = الضعف العصبي + عصاب القلق .
ينر إلي توهم المرض من الناحية الدينامية علي أنه دفاع نفسي يلجأ إليه المريض لا شعوريا لتحقيق أهداف ومكاسب علي رأسها تجنب المسئوليات وتحقيق العمل والمواساة والاهتمام به وتجنب اللوم وقد يسيطر علي من حوله وربما يحصل علي بعض المزايا.