مقدمة :
يؤدي الفشل المستمر في التعامل الإيجابي مع البيئة الاجتماعية إلى شعور دائم باليأس وما يصحبه من اختفاء التوقعات الإيجابية والآمال في التعبير ، وإدراك أن الإنسان نتاج سلبي للبيئة أو الموقف الضاغط ( بدر الأنصاري ، 1997-أ: 63) . ولا شك أن الأعراض النفسية في حالة الإصابة بمرض نفسي تظهر عند مواجهة المريض لمشكلة اجتماعية حالية يتطلب منه حلها ، وهي في الغالب مشكلة تتعلق بشؤونه المالية أو الاجتماعية ، وتقع في محيطه ، ولها اتصال وثيق به . والذين ينكصون عند مواجهة مشاكلهم ويحاولون التخلص من حلها أو الهروب منها أو التمويه عليها ، إنما يعمدون إلى الفرار والرجوع إلى الأوهام بطرق شتى . فمنهم من يعمد إلى أحلام اليقظة فيتخيل مثلا أنه قد حل مشكلته حلا تاماً وأنه خرج منها فائزا فيقنع بذلك ولا يريد لهذا الحل بديلا . ومنهم من يلجأ إلى مساعدة خارجية يجدها في إشراك غيره في شئونه الخاصة ويسير في حياته على هذا المنوال ، أو يجدها في إحتساء الخمر وإدمان أي من مغيبات الوعي . وهو بذلك إنما ينشد أوهاماً وأحلاماً لحل مشكلته القائمة يهيئها له ذلك الاحتساء أو الإدمان . فإذا أعيته الحيل ، فإنه يقابل ذلك بالاستسلام واليأس والقنوط ، وقد ينتهي بالانتحار ( عبد الفتاح الدويدار ، 1992) . من المعلوم أن محاولة الانتحار ، يمكن الاعتماد عليها كمعيار تشخيص لمرض الاكتئاب ، حيث يتصف المكتئبون بتعميمهم للفشل والنظرة السلبية للحياة وللذات وللمستقبل ، مع اليأس وفقدان الأمل ( ممدوحة سلامة ، 1991) . والأعراض الإكتئابية في الطفولة تشابه نظائرها لدى الراشدين (Bodiford, 1988) . كما أن اليأس قد ينتج عن الإكتئاب أو العكس واليأس يرتبط غالبا بالاكتئاب لدى الراشدين ، ويمكن اتخاذه معيارا تنبؤياً للإقدام على الإنتحار أو التفكير فيه أو محاولته ، وهو ما أكده " بيك وزملاؤه " من قياسهم للمظاهر الوجدانية والدافعية والمعرفية للتوقعات السلبية لدى الراشدين Beck, Kovacs, & Weisman, 1975; Overbeek, Rikken, Schruers, & Griez, 1998 ، لاسيما وأن التوقعات السلبية نحو المستقبل يمكن أن ترتبط بعدد من الأحداث المؤزمة ، أو تنتج عنها ( مثل المرض المزمن أو فقدان أحد الوالدين أو فقدان الزوجة أو الصديق أو فقدان الممتلكات أو فقدان الوظيفة) . وهذا من شأنه أن ينمي الأعراض الإكتئابية لدى الأفراد (Kazdin, Rodgers Collbus, 1986) . ورغم أن محاولات الانتحار تكاد تكون نادرة بين الأفراد ، فإن التقييم المبكر لدرجة اليأس لديهم قد يسهم في التنبؤ بميولهم الإنتحارية مستقبلا .
من هذا نرى العلاقة القوية بين ما يصادف المرء من مشكلات حاضرة . وبين تكوين نفسيته التي يتوقف عليها – إلى حد كبير – حل هذه المشكلات ، وبالتالي نعلم ما لهذه المشكلات ومواجهتها من أثر في إحداث الحالات النفسية المرضية .
يؤدي الفشل المستمر في التعامل الإيجابي مع البيئة الاجتماعية إلى شعور دائم باليأس وما يصحبه من اختفاء التوقعات الإيجابية والآمال في التعبير ، وإدراك أن الإنسان نتاج سلبي للبيئة أو الموقف الضاغط ( بدر الأنصاري ، 1997-أ: 63) . ولا شك أن الأعراض النفسية في حالة الإصابة بمرض نفسي تظهر عند مواجهة المريض لمشكلة اجتماعية حالية يتطلب منه حلها ، وهي في الغالب مشكلة تتعلق بشؤونه المالية أو الاجتماعية ، وتقع في محيطه ، ولها اتصال وثيق به . والذين ينكصون عند مواجهة مشاكلهم ويحاولون التخلص من حلها أو الهروب منها أو التمويه عليها ، إنما يعمدون إلى الفرار والرجوع إلى الأوهام بطرق شتى . فمنهم من يعمد إلى أحلام اليقظة فيتخيل مثلا أنه قد حل مشكلته حلا تاماً وأنه خرج منها فائزا فيقنع بذلك ولا يريد لهذا الحل بديلا . ومنهم من يلجأ إلى مساعدة خارجية يجدها في إشراك غيره في شئونه الخاصة ويسير في حياته على هذا المنوال ، أو يجدها في إحتساء الخمر وإدمان أي من مغيبات الوعي . وهو بذلك إنما ينشد أوهاماً وأحلاماً لحل مشكلته القائمة يهيئها له ذلك الاحتساء أو الإدمان . فإذا أعيته الحيل ، فإنه يقابل ذلك بالاستسلام واليأس والقنوط ، وقد ينتهي بالانتحار ( عبد الفتاح الدويدار ، 1992) . من المعلوم أن محاولة الانتحار ، يمكن الاعتماد عليها كمعيار تشخيص لمرض الاكتئاب ، حيث يتصف المكتئبون بتعميمهم للفشل والنظرة السلبية للحياة وللذات وللمستقبل ، مع اليأس وفقدان الأمل ( ممدوحة سلامة ، 1991) . والأعراض الإكتئابية في الطفولة تشابه نظائرها لدى الراشدين (Bodiford, 1988) . كما أن اليأس قد ينتج عن الإكتئاب أو العكس واليأس يرتبط غالبا بالاكتئاب لدى الراشدين ، ويمكن اتخاذه معيارا تنبؤياً للإقدام على الإنتحار أو التفكير فيه أو محاولته ، وهو ما أكده " بيك وزملاؤه " من قياسهم للمظاهر الوجدانية والدافعية والمعرفية للتوقعات السلبية لدى الراشدين Beck, Kovacs, & Weisman, 1975; Overbeek, Rikken, Schruers, & Griez, 1998 ، لاسيما وأن التوقعات السلبية نحو المستقبل يمكن أن ترتبط بعدد من الأحداث المؤزمة ، أو تنتج عنها ( مثل المرض المزمن أو فقدان أحد الوالدين أو فقدان الزوجة أو الصديق أو فقدان الممتلكات أو فقدان الوظيفة) . وهذا من شأنه أن ينمي الأعراض الإكتئابية لدى الأفراد (Kazdin, Rodgers Collbus, 1986) . ورغم أن محاولات الانتحار تكاد تكون نادرة بين الأفراد ، فإن التقييم المبكر لدرجة اليأس لديهم قد يسهم في التنبؤ بميولهم الإنتحارية مستقبلا .
من هذا نرى العلاقة القوية بين ما يصادف المرء من مشكلات حاضرة . وبين تكوين نفسيته التي يتوقف عليها – إلى حد كبير – حل هذه المشكلات ، وبالتالي نعلم ما لهذه المشكلات ومواجهتها من أثر في إحداث الحالات النفسية المرضية .