تعريف اليأس
أو Despaire ،Hopelessness تعددت تعريفات اليأس وفقدان الأمل
Hope التعاسة. ولكي نحدد مفهوم اليأس نعرف أولا نقيضه وهو الأمل
على النحو التالي: يقصد بالأمل على أنه عاطفة تتكون من اتجاهات تغلب
عليها الرغبة في الحصول على شيء، أو الوصول إلى هدف معين، مع
الاعتقاد بأن الهدف سوف يتحقق، مما يجعل الفرد يشعر بالرضى
والارتياح، ويظل اعتقاد الفرد في قدرته على تحقيق الهدف مستمرا، رغم
وجود العوائق والمشكلات التي يمكن أن تحول دون تحقيق الهدف (عماد
( مخيمر : 632 633
واليأس هو انقطاع الأمل والرجاء. والوصف مِ ن يأْس يائس ويقال
أن من َ كُثر يأ سه فهو يؤوس. ويصف القرآن الكريم الإنسان اليائس في
قوله تعالى: " وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونآ بجانبه، وإذا م سه الشر
. كان يؤوسا ". الإسراء: 83
ويعرف الباحث الحالي الأمل بأنه: " شعور الفرد بإمكان الحصول
على ما يريد، والوصول إلى الهدف، رغم الصعوبات التي تعترض ذلك،
مما يجعله يستمر في هذا الاتجاه اعتقادا وعملا ".
فاليأس إذن عاطفة تتكون من اتجاهات تغلب عليها عدم الرغبة في
الحصول على شيء، أو الوصول إلى هدف معين، مع الاعتقاد بأن الهدف
لن يتحقق، مما يجعل الفرد يشعر بالعجز والتوتر، ويظل اعتقاده في عدم
قدرته على تحقيق الهدف مستمرا، مما يدركه من العوائق التي يمكن أن
تحول دون تحقيق الهدف.
ويعرف الباحث الحالي اليأس بأنه: " شعور الفرد بعدم إمكان الحصول
على ما يريد، وصعوبة الوصول إلى الهدف، بسبب ما يدركه من عوائق
وصعوبات تحول دون ذلك، ويستمر لديه الاعتقاد بذلك، مما يجعله يستسلم
إلى العجز وفقدان الدافعية إلى العمل.
فاليأس عاطفة غير سارة ترتبط بتخلي الفرد عن الأمل بالنسبة لبذل
الجهد بنجاح في سبيل الوصول إلى هدف أو إشباع رغبة.
ويعرف ر. ج. كورسيني وآخر اليأس ( 1996 ) بأنه: حالة نفسية تتمثل
في التوقعات السلبية تجاه الذات والمستقبل، وفقدان الدافعية، والتشاؤم (في:
واليأس حالة نفسية ترتبط بأنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية،
وتتضمن الاتجاه السلبي نحو الذات والحاضر والمستقبل. فالأشخاص
اليائسون يعتقدون أن لا شيء يمكن أن يتح ول ليكون في صالحهم،
ويعجزون عن النجاح في أي عمل يقومون به، ويعجزون عن تحقيق
.( أهدافهم. ( السيد عبد الرحمن: 18
فاليأس حال من أحوال الإنسان، يرتبط على الدوام بفشل الفرد
واستسلامه لهذا الفشل، وتنتج عنه حالة مزاجية كئيبة، ومن هذه الزاوية
يرتبط اليأس بالاضطراب النفسي، وبذلك يكون اليأس اتجاها سلبيا نحو
الحياة على الدوام.
ويعرف اليأس كذلك بأنه الإحساس بأن حالة الفرد الحالية الجسمية
والعقلية والاجتماعية ليست على ما يرام. وطبقا للإحصاءات التي أوردها
بعض المؤلفين أن حوالي 75 % من المرضى الاكتئابيين، يعتقدون أنهم لن
يشفوا أبدا، وتكون مشاعر اليأس قوية بصفة خاصة عند الأطفال
والمراهقين ويحاول عدد منهم الانتحار. كما تحدث هذه المشاعر أيضا في
حالات الاغتراب وانخفاض الروح المعنوية وفي الحالات المبتلية بالأسى
والحزن (جابر عبد الحميد، علاء الدين كفافي: 1566 ). واليأس هو فقدان
الأمل والإحساس بالعجز واليأس وعدم المساندة وفقدان التعاطف من
الآخرين.
والمستقرئ لهذه التعريفات، يستطيع أن يخلص إلى أن اليأس يمثل
حالة انفعالية تتسم بالاتجاه السلبي نحو الحياة وفقدان الأمل في المستقبل.
ويقصد به "حالة Despaire ويرتبط بمفهوم اليأس مفهوم القنوط
انفعالية غير سارة أو شديدة الإيلام تقترن بالتخلي عن أمل نجاح الفرد في
بلوغ غاية أو رغبة ".
ويشير الشعور باليأس إلى عدم الرضى الكامل للفرد عن الحياة والتوقعات
السلبية المعممة على المستقبل. فتتميز حالة الفرد النفسية بقوة مشاعر التشاؤم
الشامل والقنوط والشعور بالوحدة والمزاج الكئيب، ومشاعر عدم جدوى
الحياة، وكذلك عدم القدرة على إحداث تغيير له أثر جيد.
نظرية آرون بيك في اليأس
ذو الاتجاه A. Beck يعتبر الطبيب النفسي الأمريكي آرون بيك
المعرفي، اليأس حالة وجدانية تبعث على الكآبة والشعور بالعجز والفشل،
وتتسم بتوقعات الفرد السلبية نحو الحياة والمستقبل وخيبة الأمل أو
التعاسة، وتعميم الفشل في كل محاولة.
ووضع نظرية سيكولوجية لتفسير كل من الاكتئاب واليأس، أطلق
The triad of Depression and عليها نظرية الثالوث المعرفي للاكتئاب
وفقا للنظرة السلبية للذات والعالم والمستقبل Holplessness Cognitive
.( (هشام عبد الله: 478
فاليائس مثل المكتئب ينظر نظرة سلبية تشاؤمية نحو ثلاثة مجالات
هي: الذات والعالم والمستقبل. فهو يصف ذاته بالعجز والنقص والكسل
والتحقير والكراهية. وينظر إلى عالمه وحاضره نظرة سلبية تشاؤمية ولا
هدف له ولا معنى لحياته ولا شيء يثير اهتمامه، فاقد للأمل وأن العالم
ظالم. وينظر إلى مستقبله بخوف وقلق على أنه غامض ولا أمل فيه
وسوف يكون سيئا مثل حاضره ويتوقع فيه الفشل الذي يعممه من حاضره
.( (عبد الفتاح دويدار: 28 29
وبين الكثير من الدراسات أن مرتفعي الشعور باليأس يتسمون مثل
مرتفعي الاكتئاب بالتقييم السلبي للذات والنظرة السلبية للعالم والمستقبل،
وتوقع الفشل في كل محاولة، وتعميم الفشل، والتشويه المعرفي، وفقدان
الأمل والقابلية للاستثارة. ومن هذه الدراسات دراسة دولي وآخرون
ليفيندال وهوسب ،Nelson نيلسون 1989 ،Dooley & al 1986
عبد الفتاح دويدار 1990 ، السيد عبد الرحمن ،Levindal & Hosp 1990
.( في : هشام عبد الله : 474 ) .(Keel & al 1991 ، كيل وآخرون 1993
أن الذين يشعرون P. S. Fry وبينت دراسة ب. س. فري 1984
باليأس يعانون عادة من غموض في المستقبل. ودراسة أ. دودس
أن الذين يشعرون باليأس، يكونون قد تعرضوا لخبرات A. Dodds 1993
فاشلة فيما يتعلق بحاضرهم وشعورهم بغموض مستقبلهم. (في: سيد عبد
.( العظيم : 295 296
ويتضمن اتخاذ الفرد لاتجاهات سلبية نحو حاضره ومستقبله بشكل
يفقده الأمل والرجاء، ويقعده عن بذل الجهد اللازم لتحقيق أهدافه الحالية
وطموحاته المستقبلية. وينقسم اليأس إلى ثلاثة أبعاد هي:
البعد الأول: الاتجاه السلبي نحو الذات، ويعرف بأنه: تكوين الفرد
لاتجاهات سلبية نحو ذاته فيصفها بالعجز والنقص والكسل والتحقير
والكراهية.
البعد الثاني: الاتجاه السلبي نحو الحاضر، ويعرف بأنه: إحساس الفرد
باتجاهات سلبية نحو حاضره متمثلة في سوء الحظ والعجز عن تحويل
الأمور لصالحه، والفشل المستمر، وعدم القدرة على تحقيق الأهداف التي
يسعى لتحقيقها.
البعد الثالث: الاتجاه السلبي نحو المستقبل، ويعرف بأنه: اتخاذ الفرد
لاتجاهات تتصف بالخوف من المستقبل، والتشاؤم من سوء الأحوال، أو
عدم السعادة في مستقبل حياته.
ويبين الجدول رقم ( 1 ) سمات اليائسين في المجالات الثلاثة:
الاتجاه السلبي نحو
الذات
الاتجاه السلبي نحو
الحاضر
الاتجاه السلبي نحو
المستقبل
1. الشعور بالعجز.
2. الكسل.
3. آره الذات.
4. تحقير الذات
5. نقص الدافعية.
6. فقدان السيطرة.
7. الانسحاب.
8. الشعور باليأس.
9. نقص المهارات
الاجتماعية.
1. النظرة السلبية إلى
الحياة.
2. الشعور بأن العالم ظالم.
3. العلاقات مع الآخرين
سيئة.
4. لا هدف في الحياة.
5. التشاؤم.
6. فقدان الاهتمام.
7. فقدان معنى الحياة.
8. فقدان الأمل.
9. الشعور بالفراغ.
1. المستقبل الغامض.
2. القلق على
المستقبل.
3. فقدان الأمل في
المستقبل.
4. التوقع السلبي.
5. الخوف من المستقبل.
6. تعميم الفشل.
7. المستقبل سيكون
علاقة اليأس بالاآتئاب والانتحار
تناول العديد من الدراسات الأعراض المشتركة بين الاكتئاب واليأس
وعلاقتها بالانتحار. وأكد معظمها على أن الاكتئاب هو المك ون الأساسي
والعرض الجوهري في اليأس، وأن اليأس هو المك ون الأساسي والعرض
الجوهري في الاكتئاب كذلك (عبد الفتاح دويدار 1992 ،1990 ، سبانجلر
ففي دراسة أجراها جيوبتا وآخرون .(Spangler & al وآخرون 1993
استخدم فيها التقدير المعياري المقنن للأعراض Gupta & al 1991
The Standardized Assessment of Depressive Disorders الاكتئابية
والذي أعدته منظمة الصحة العالمية 1983 ، أوضحت النتائج ( SADD )
وجود عشرة أعراض هي الأكثر تكرارا في الاكتئاب وهي : الحزن،
القلق، الشعور باليأس، الكدر، نقص الحيوية والنشاط، فقدان الاهتمام،
القابلية للاستثارة، فقدان الشهية، ضعف القدرة على التركيز، تراجع شبكة
العلاقات الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك فقد ارتبطت الأفكار والميول
الانتحارية بالشعور باليأس. (في: هشام عبد الله: 474 ). وبينت دراسة م.
وجود ارتباط الشعور باليأس بكل M. B. Gurtman ب. جورتمان 1981
من الاكتئاب ونقص الدافعية للإنجاز. ودراسة ابرامسون وآخرون
أن اليأس وتوقعاته يسببه الاكتئاب. ودراسة ت. ) Abramson & al 1978
أن اليأس من الأعراض المميزة للاكتئاب، ويفقد T. Cox كوكس 1978
المريض الأمل، ويشعر باليأس نتيجة افتقاره إلى مهمات التأقلم مع
.( الضغوط والانعصاب ( في: مايسة النيال: 71 75
ويتخذ اليأس كمعيار تنبؤي للإقدام على الانتحار أو التفكير فيه أو محاولته.
وهو ما أكده آرون بيك وزملاؤه 1975 بعد قياسهم للمظاهر الوجدانية والدافعية
والمعرفية للتوقعات السلبية لدى الراشدين (عبد الفتاح دويدار: 28 ). وبينت
التي J. Dyer & N. Kreitman دراسة كل من ج. ديير، ن. كريتمان 1984
هدفت إلى فحص العلاقة بين الرغبة في الانتحار والشعور باليأس على
120 فردا ذكورا وإناثا تراوحت أعمارهم بين 15 34 سنة، والذين تم
تحويلهم إلى المستشفى بسبب محاولتهم الانتحار بتناول السموم. وطبق
الباحثان مقياسا بيك للاكتئاب واليأس. فظهرت النتائج تبين وجود ارتباط
موجب ودال إحصائيا بين اليأس وكل من الانتحار والرغبة في الانتحار.
كما تبين من النتائج أنه عند تثبيت عامل الاكتئاب إحصائيا، فإن الارتباط
بين اليأس والرغبة في الانتحار تبقى موجبة ودالة إحصائيا. وعند تثبيت
عامل اليأس تنخفض العلاقة بين الاكتئاب والانتحار وتصبح غير دالة
إحصائيا. (في: حسين فايد: 53 ) وبينت كذلك دراسة كل من ك. سيلبرت
على تلاميذ التعليم الثانوي ودراسة م. ديك K. L. Silbert & al 1991
على طلاب الجامعة ودراسة أ. ديكسون وآخرون M. Dyck 1991
على طلاب علم النفس ودراسة ب. يانغ وآخر A. Dixon & al 1992
على طلاب الجامعة. تبين من نتائج هذه الدراسات B. Yang & al 1994
وجود علاقة بين كل من الاكتئاب واليأس وتصور الانتحار. (في: هشام
عبد الله: 482 ، حسين فايد: 54 ). ودراسة أ. كازدين وآخرون
إلى أن الشعور باليأس من العوامل الأساسية A. Kazdin & al 1986
المنبئة بالاكتئاب، وتقدير الذات المنخفض، والسلوك الاجتماعي المنخفض،
.( والنظرة السلبية للذات والعالم (في: سيد عبد العظيم: 297
هدف الدراسة
أو Despaire ،Hopelessness تعددت تعريفات اليأس وفقدان الأمل
Hope التعاسة. ولكي نحدد مفهوم اليأس نعرف أولا نقيضه وهو الأمل
على النحو التالي: يقصد بالأمل على أنه عاطفة تتكون من اتجاهات تغلب
عليها الرغبة في الحصول على شيء، أو الوصول إلى هدف معين، مع
الاعتقاد بأن الهدف سوف يتحقق، مما يجعل الفرد يشعر بالرضى
والارتياح، ويظل اعتقاد الفرد في قدرته على تحقيق الهدف مستمرا، رغم
وجود العوائق والمشكلات التي يمكن أن تحول دون تحقيق الهدف (عماد
( مخيمر : 632 633
واليأس هو انقطاع الأمل والرجاء. والوصف مِ ن يأْس يائس ويقال
أن من َ كُثر يأ سه فهو يؤوس. ويصف القرآن الكريم الإنسان اليائس في
قوله تعالى: " وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونآ بجانبه، وإذا م سه الشر
. كان يؤوسا ". الإسراء: 83
ويعرف الباحث الحالي الأمل بأنه: " شعور الفرد بإمكان الحصول
على ما يريد، والوصول إلى الهدف، رغم الصعوبات التي تعترض ذلك،
مما يجعله يستمر في هذا الاتجاه اعتقادا وعملا ".
فاليأس إذن عاطفة تتكون من اتجاهات تغلب عليها عدم الرغبة في
الحصول على شيء، أو الوصول إلى هدف معين، مع الاعتقاد بأن الهدف
لن يتحقق، مما يجعل الفرد يشعر بالعجز والتوتر، ويظل اعتقاده في عدم
قدرته على تحقيق الهدف مستمرا، مما يدركه من العوائق التي يمكن أن
تحول دون تحقيق الهدف.
ويعرف الباحث الحالي اليأس بأنه: " شعور الفرد بعدم إمكان الحصول
على ما يريد، وصعوبة الوصول إلى الهدف، بسبب ما يدركه من عوائق
وصعوبات تحول دون ذلك، ويستمر لديه الاعتقاد بذلك، مما يجعله يستسلم
إلى العجز وفقدان الدافعية إلى العمل.
فاليأس عاطفة غير سارة ترتبط بتخلي الفرد عن الأمل بالنسبة لبذل
الجهد بنجاح في سبيل الوصول إلى هدف أو إشباع رغبة.
ويعرف ر. ج. كورسيني وآخر اليأس ( 1996 ) بأنه: حالة نفسية تتمثل
في التوقعات السلبية تجاه الذات والمستقبل، وفقدان الدافعية، والتشاؤم (في:
واليأس حالة نفسية ترتبط بأنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية،
وتتضمن الاتجاه السلبي نحو الذات والحاضر والمستقبل. فالأشخاص
اليائسون يعتقدون أن لا شيء يمكن أن يتح ول ليكون في صالحهم،
ويعجزون عن النجاح في أي عمل يقومون به، ويعجزون عن تحقيق
.( أهدافهم. ( السيد عبد الرحمن: 18
فاليأس حال من أحوال الإنسان، يرتبط على الدوام بفشل الفرد
واستسلامه لهذا الفشل، وتنتج عنه حالة مزاجية كئيبة، ومن هذه الزاوية
يرتبط اليأس بالاضطراب النفسي، وبذلك يكون اليأس اتجاها سلبيا نحو
الحياة على الدوام.
ويعرف اليأس كذلك بأنه الإحساس بأن حالة الفرد الحالية الجسمية
والعقلية والاجتماعية ليست على ما يرام. وطبقا للإحصاءات التي أوردها
بعض المؤلفين أن حوالي 75 % من المرضى الاكتئابيين، يعتقدون أنهم لن
يشفوا أبدا، وتكون مشاعر اليأس قوية بصفة خاصة عند الأطفال
والمراهقين ويحاول عدد منهم الانتحار. كما تحدث هذه المشاعر أيضا في
حالات الاغتراب وانخفاض الروح المعنوية وفي الحالات المبتلية بالأسى
والحزن (جابر عبد الحميد، علاء الدين كفافي: 1566 ). واليأس هو فقدان
الأمل والإحساس بالعجز واليأس وعدم المساندة وفقدان التعاطف من
الآخرين.
والمستقرئ لهذه التعريفات، يستطيع أن يخلص إلى أن اليأس يمثل
حالة انفعالية تتسم بالاتجاه السلبي نحو الحياة وفقدان الأمل في المستقبل.
ويقصد به "حالة Despaire ويرتبط بمفهوم اليأس مفهوم القنوط
انفعالية غير سارة أو شديدة الإيلام تقترن بالتخلي عن أمل نجاح الفرد في
بلوغ غاية أو رغبة ".
ويشير الشعور باليأس إلى عدم الرضى الكامل للفرد عن الحياة والتوقعات
السلبية المعممة على المستقبل. فتتميز حالة الفرد النفسية بقوة مشاعر التشاؤم
الشامل والقنوط والشعور بالوحدة والمزاج الكئيب، ومشاعر عدم جدوى
الحياة، وكذلك عدم القدرة على إحداث تغيير له أثر جيد.
نظرية آرون بيك في اليأس
ذو الاتجاه A. Beck يعتبر الطبيب النفسي الأمريكي آرون بيك
المعرفي، اليأس حالة وجدانية تبعث على الكآبة والشعور بالعجز والفشل،
وتتسم بتوقعات الفرد السلبية نحو الحياة والمستقبل وخيبة الأمل أو
التعاسة، وتعميم الفشل في كل محاولة.
ووضع نظرية سيكولوجية لتفسير كل من الاكتئاب واليأس، أطلق
The triad of Depression and عليها نظرية الثالوث المعرفي للاكتئاب
وفقا للنظرة السلبية للذات والعالم والمستقبل Holplessness Cognitive
.( (هشام عبد الله: 478
فاليائس مثل المكتئب ينظر نظرة سلبية تشاؤمية نحو ثلاثة مجالات
هي: الذات والعالم والمستقبل. فهو يصف ذاته بالعجز والنقص والكسل
والتحقير والكراهية. وينظر إلى عالمه وحاضره نظرة سلبية تشاؤمية ولا
هدف له ولا معنى لحياته ولا شيء يثير اهتمامه، فاقد للأمل وأن العالم
ظالم. وينظر إلى مستقبله بخوف وقلق على أنه غامض ولا أمل فيه
وسوف يكون سيئا مثل حاضره ويتوقع فيه الفشل الذي يعممه من حاضره
.( (عبد الفتاح دويدار: 28 29
وبين الكثير من الدراسات أن مرتفعي الشعور باليأس يتسمون مثل
مرتفعي الاكتئاب بالتقييم السلبي للذات والنظرة السلبية للعالم والمستقبل،
وتوقع الفشل في كل محاولة، وتعميم الفشل، والتشويه المعرفي، وفقدان
الأمل والقابلية للاستثارة. ومن هذه الدراسات دراسة دولي وآخرون
ليفيندال وهوسب ،Nelson نيلسون 1989 ،Dooley & al 1986
عبد الفتاح دويدار 1990 ، السيد عبد الرحمن ،Levindal & Hosp 1990
.( في : هشام عبد الله : 474 ) .(Keel & al 1991 ، كيل وآخرون 1993
أن الذين يشعرون P. S. Fry وبينت دراسة ب. س. فري 1984
باليأس يعانون عادة من غموض في المستقبل. ودراسة أ. دودس
أن الذين يشعرون باليأس، يكونون قد تعرضوا لخبرات A. Dodds 1993
فاشلة فيما يتعلق بحاضرهم وشعورهم بغموض مستقبلهم. (في: سيد عبد
.( العظيم : 295 296
ويتضمن اتخاذ الفرد لاتجاهات سلبية نحو حاضره ومستقبله بشكل
يفقده الأمل والرجاء، ويقعده عن بذل الجهد اللازم لتحقيق أهدافه الحالية
وطموحاته المستقبلية. وينقسم اليأس إلى ثلاثة أبعاد هي:
البعد الأول: الاتجاه السلبي نحو الذات، ويعرف بأنه: تكوين الفرد
لاتجاهات سلبية نحو ذاته فيصفها بالعجز والنقص والكسل والتحقير
والكراهية.
البعد الثاني: الاتجاه السلبي نحو الحاضر، ويعرف بأنه: إحساس الفرد
باتجاهات سلبية نحو حاضره متمثلة في سوء الحظ والعجز عن تحويل
الأمور لصالحه، والفشل المستمر، وعدم القدرة على تحقيق الأهداف التي
يسعى لتحقيقها.
البعد الثالث: الاتجاه السلبي نحو المستقبل، ويعرف بأنه: اتخاذ الفرد
لاتجاهات تتصف بالخوف من المستقبل، والتشاؤم من سوء الأحوال، أو
عدم السعادة في مستقبل حياته.
ويبين الجدول رقم ( 1 ) سمات اليائسين في المجالات الثلاثة:
الاتجاه السلبي نحو
الذات
الاتجاه السلبي نحو
الحاضر
الاتجاه السلبي نحو
المستقبل
1. الشعور بالعجز.
2. الكسل.
3. آره الذات.
4. تحقير الذات
5. نقص الدافعية.
6. فقدان السيطرة.
7. الانسحاب.
8. الشعور باليأس.
9. نقص المهارات
الاجتماعية.
1. النظرة السلبية إلى
الحياة.
2. الشعور بأن العالم ظالم.
3. العلاقات مع الآخرين
سيئة.
4. لا هدف في الحياة.
5. التشاؤم.
6. فقدان الاهتمام.
7. فقدان معنى الحياة.
8. فقدان الأمل.
9. الشعور بالفراغ.
1. المستقبل الغامض.
2. القلق على
المستقبل.
3. فقدان الأمل في
المستقبل.
4. التوقع السلبي.
5. الخوف من المستقبل.
6. تعميم الفشل.
7. المستقبل سيكون
علاقة اليأس بالاآتئاب والانتحار
تناول العديد من الدراسات الأعراض المشتركة بين الاكتئاب واليأس
وعلاقتها بالانتحار. وأكد معظمها على أن الاكتئاب هو المك ون الأساسي
والعرض الجوهري في اليأس، وأن اليأس هو المك ون الأساسي والعرض
الجوهري في الاكتئاب كذلك (عبد الفتاح دويدار 1992 ،1990 ، سبانجلر
ففي دراسة أجراها جيوبتا وآخرون .(Spangler & al وآخرون 1993
استخدم فيها التقدير المعياري المقنن للأعراض Gupta & al 1991
The Standardized Assessment of Depressive Disorders الاكتئابية
والذي أعدته منظمة الصحة العالمية 1983 ، أوضحت النتائج ( SADD )
وجود عشرة أعراض هي الأكثر تكرارا في الاكتئاب وهي : الحزن،
القلق، الشعور باليأس، الكدر، نقص الحيوية والنشاط، فقدان الاهتمام،
القابلية للاستثارة، فقدان الشهية، ضعف القدرة على التركيز، تراجع شبكة
العلاقات الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك فقد ارتبطت الأفكار والميول
الانتحارية بالشعور باليأس. (في: هشام عبد الله: 474 ). وبينت دراسة م.
وجود ارتباط الشعور باليأس بكل M. B. Gurtman ب. جورتمان 1981
من الاكتئاب ونقص الدافعية للإنجاز. ودراسة ابرامسون وآخرون
أن اليأس وتوقعاته يسببه الاكتئاب. ودراسة ت. ) Abramson & al 1978
أن اليأس من الأعراض المميزة للاكتئاب، ويفقد T. Cox كوكس 1978
المريض الأمل، ويشعر باليأس نتيجة افتقاره إلى مهمات التأقلم مع
.( الضغوط والانعصاب ( في: مايسة النيال: 71 75
ويتخذ اليأس كمعيار تنبؤي للإقدام على الانتحار أو التفكير فيه أو محاولته.
وهو ما أكده آرون بيك وزملاؤه 1975 بعد قياسهم للمظاهر الوجدانية والدافعية
والمعرفية للتوقعات السلبية لدى الراشدين (عبد الفتاح دويدار: 28 ). وبينت
التي J. Dyer & N. Kreitman دراسة كل من ج. ديير، ن. كريتمان 1984
هدفت إلى فحص العلاقة بين الرغبة في الانتحار والشعور باليأس على
120 فردا ذكورا وإناثا تراوحت أعمارهم بين 15 34 سنة، والذين تم
تحويلهم إلى المستشفى بسبب محاولتهم الانتحار بتناول السموم. وطبق
الباحثان مقياسا بيك للاكتئاب واليأس. فظهرت النتائج تبين وجود ارتباط
موجب ودال إحصائيا بين اليأس وكل من الانتحار والرغبة في الانتحار.
كما تبين من النتائج أنه عند تثبيت عامل الاكتئاب إحصائيا، فإن الارتباط
بين اليأس والرغبة في الانتحار تبقى موجبة ودالة إحصائيا. وعند تثبيت
عامل اليأس تنخفض العلاقة بين الاكتئاب والانتحار وتصبح غير دالة
إحصائيا. (في: حسين فايد: 53 ) وبينت كذلك دراسة كل من ك. سيلبرت
على تلاميذ التعليم الثانوي ودراسة م. ديك K. L. Silbert & al 1991
على طلاب الجامعة ودراسة أ. ديكسون وآخرون M. Dyck 1991
على طلاب علم النفس ودراسة ب. يانغ وآخر A. Dixon & al 1992
على طلاب الجامعة. تبين من نتائج هذه الدراسات B. Yang & al 1994
وجود علاقة بين كل من الاكتئاب واليأس وتصور الانتحار. (في: هشام
عبد الله: 482 ، حسين فايد: 54 ). ودراسة أ. كازدين وآخرون
إلى أن الشعور باليأس من العوامل الأساسية A. Kazdin & al 1986
المنبئة بالاكتئاب، وتقدير الذات المنخفض، والسلوك الاجتماعي المنخفض،
.( والنظرة السلبية للذات والعالم (في: سيد عبد العظيم: 297
هدف الدراسة