Abstract: This research aimed at exploring the attitudes of the
Sudanese universities student towards Female Genital Mutilation and
examines their relationship with some demographic variables. The
population comprised all the students registered at universities and the
sample size was (1000): (500) male and (500) females with percentage 50%
for all, including (250) circumcised and (250) non. The researchers used
two tools for data collection: primary information form and scale for
attitudes towards Female Genital Mutilation, both designed by the
researchers .the collected data were analyzed statistically. The following
were the results obtained: The universities and students showed negative
attitudes towards Female Genital Mutilation on the all dimensions and the
total score. And There was significant positive correlation between the
attitudes towards Female Genital Mutilation with age, and inverse
correlation with mother’s and father’s level of education, economic
status. And there were significant statistical differences on the
dimensions of attitudes towards Female Genital Mutilation and the total
score between( males and females, infibulated females and non –
infibulated, rural and urban students, those who get married and single)
favoured males, rural, infibulated, single, successively.
حظيت دراسة الاتجاهات باهتما ٍ م مكث ف من قبل العلماء والدارسين
وتحتل مكانة بارزة لديهم في كثير من التخصصات كعلم النفس والإدارة
والصناعة والتربية والصحافة والعلاقات العامة والسياسة وغيرها، وذلك منذ
لأول مرة مصطلح اتجاه (همشري، (Spenser, أن استخدم سبنسر ( 1862
؛ 2003 ). ويرى العديد من الباحثين (أنسكو وسكوبلر، 1993 ؛ بركات، 1974
؛ خليفة ، 1993 ؛ دافيدوف، 1983 ؛ درويش ، 2005 ؛ السيسي، 2002
العيسوي، 1974 ؛ كامل، 1999 ؛ لامبرت ولامبرت، 1989 ) وغيرهم أن
الاتجاهات النفسية تعد من أهم عناصر ثقافة أي مجموعة إنسانية. ولعل من
أبرز الاتجاهات الاجتماعية السائدة التي تبرز فيها الصلة بين الاتجاهات
والثقافة السائدة تأتي الاتجاهات نحو المرأة، وهي التي تحدد وضعيتها
الاجتماعية، وكيفية التعامل معها، وتظهر في مظاهر عديدة، ويعد الاتجاه
نحو البتر التناسلي للإناث بمكوناته الثلاثية (الاعتقادية، الانفعالية، السلوكية)
من الاتجاهات ذات الارتباط بالأنماط الثقافية ذات الصلة بوضع المرأة ذات
الأصول الأفريقية التي ينطبق عليها هذا الحديث وحيث "يمثل بأشكاله
المختلفة من الموروثات التي وفدت على مجتمعنا السوداني منذ عهود بعيدة
ضاربة في القدم" (بدري، 2004 ). وهي ممارسة تضافرت عدة عوامل أدت
إلي نشأتها وترسيخها عبر الزمن لدى المجتمعات التي تمارسها، حيث
"بلغت من القوة درجة تجعل الفتيات أنفسهن يرغبن في أن يختن، وذلك
نتيجة للضغط الاجتماعي من الأقران، والخوف من الوصم والرفض من
مجتمعاتهن الخاصة إذا لم يتقيدن بممارسة هذه العادة ومن ثم المحافظة علي
مكانته الاجتماعية (تقرير إنوشينتي، 2005 ، طوبيا، 1995 ). وقد مثلت هذه
؛ الممارسة همًا بحثيًا للعديد من الدارسين (أنوشينتي، 2005 ؛ حسن، 2000
كريم، 1999 ؛ يونسيف، 2000 ) وذلك من خلال تناولات مختلفة، كما ش ّ كل
أمر محاربته قضي ً ة أساسي ً ة وهمًا عالميًا لدى المجتمع الدولي (أبو السرور
ورجب ورجاء، 2005 ؛ الذيب، 2003 ؛ حسن، 2006 ، فياض، 1998 ؛ رحمن
وطوبيا، 2000 )، وبما أن هذه الظاهرة من الأنماط الثقافية السائدة لدى العديد
من المجموعات الإنسانية بما فيها السودان، ولأنها أضحت محل جدل
وصراع بين رؤى متباينة حولها تقوم على اتجاهات نفسية متفاوتة ومختلفة
باختلاف شرائح المجتمع تبعًا للمتغيرات الديمغرافية، يسعى الباحثان إلى
تقصي اتجاهات قطاع اجتماعي أصيل نحوها هو قطاع طلاب الجامعات
من خلال دراسة طلاب بعض من المؤسسات الجامعية بالبلاد.
يوم هذا البحث حسب رؤية الباحثين علي مسلمة أساسية
أسهمت بشكل رئيسي في تحديد وجهة الباحثين خلال هذا البحث، من
حيث تصميمه العام للبحث وإعداده للأدوات، وحجم العينة وغيرها من
موجهات وتتلخص هذه المسلمة فيما يلي: "إن كل درجات وأنواع ختان
الإناث (البتر التناسلي للإناث) لها مضاعفات وتزداد هذه المضاعفات مع
الأنواع الشديدة وإن احتمال حدوث المضاعفات أمر وارد حتى لو تم
أجراؤه بواسطة طبيب ماهر وتحت إجراءات تعقيم جيدة وفي مستشفي أو
28 ) لذا فإن الباحثان لا : عيادة طبية" (أبو السرور ورجب ورجاء، 2005
يف رقان بين أنواع الختان المختلفة في قياسه للاتجاه نحو الظاهرة
1. .2
تتلخص مشكلة هذا البحث في السعي لإيجاد إجابات للأسئلة الآتية:
• ما هي السمة العامة لاتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر
التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية ؟.
• هل هناك علاقة بين اتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر التناسلي
للإناث بأبعاده المختلفة ودرجته الكلية ومتغيرات (العمر، المستوى
الاقتصادي، مستوى تعليم الوالدة، مستوى تعليم الوالد) ؟ وما نوع هذه
العلاقة؟
• هل هناك فروقًا في اتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر التناسلي
للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية تعزى لمتغيرات النوع، الحالة
البترية، الموطن، الحالة الاجتماعية ؟ ولصالح من؟.
اف ا 1. أه .3
1. يهدف هذا البحث إلى تحقيق عدة أهداف تنحصر في الآتي:
2. الكشف عن السمة العامة لاتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر
التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية ؟.
3. التحقق من العلاقة ونوعها بين اتجاه الطلاب الجامعيين نحو
البتر التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية والأبعاد مع
متغيرات (العمر، المستوى الاقتصادي، مستوى تعليم الوالدة، مستوى تعليم
الوالد).
4. معرفة الفروق واتجاهها في اتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر
التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية التي تعزى لمتغيرات
النوع، الحالة البترية، الموطن، الحالة الاجتماعية.
ا
1. أه .4
يرى الباحثان أن هذا البحث من الأهمية بمكان من حيث الجوانب
النظرية والتطبيقية، كما أن له أهمية توطينية ويمكن الإشارة إلى عدة نقاط
ترتبط بتلك النواحي، منها :
أ - خطورة الأضرار التي تنجم جراء ممارسة هذه العادة ف "
هناك بحوثًا عديدة كتبت حول الختان، وندوات عديدة أقيمت اشترك فيها
العلماء والدارسون من ذوي التخصصات المختلفة، فقد تناول الأطباء
المتخصصون موضوع الختان (بدري، 2004 ؛ رمضان، 1997 ؛ عبد
السلام، 1999 ؛ الفاضل وآخرون، 2006 ؛ فوكس، 1977 ؛ فياض،
1998 و(بعشر وآخرون، 1979 ؛ حسن، 2000 ؛ الديب 2003 ؛ شعلان،
1978 ؛ عبد الله، 1981 ؛ فياض، 1998 ) وأيوب ( 1996 )المذكور في
32 ) وكتبوا عن المضار الصحية التي تعاني منها المرأة، : (فياض، 1998
وعن المضار النفسية والآلام التي تنتج عنها في مرحلة الطفولة، ثم
مرحلة البلوغ، وما يصاحبها من آلام الحيض وانحباس الدم بسبب
الخفاض، ثم ما بعد الزواج والولادة.
أ - أهمية المدخل العلمي الشامل والعميق في مكافحة ظاهرة البتر
التناسلي للإناث، باعتبارها معركة وعي وثقافة ساحتها الأذهان والعقول،
"ولمكافحة الختان لا بد من دراسته من جميع جوانبه التاريخية والدينية
والطبية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والقانونية جميعها"
285 ). كما أن منهجية سن القوانين أثبتت على م ر التاريخ : (الديب، 2003
ضعفها في المكافحة، بل وقد" يؤدي التشريع إلى تعقيد الأمور أكثر"
85 ). فمن الصعوبة بمكان محاولة تغيير الموروث الثقافي : (فياض، 1998
.( بالقانون، لأن هذا القانون سيواجه حتمُا بمقاومة شديدة (بخيت، 2006
ب - اتساع رقعة ممارسة عادة الختان للإناث جغرافيًا على مستوى
العالم وفي السودان على وجه الخصوص، إضافة إلى النسبة العالية لعدد
الفتيات المبتورات واللائي معرضات للبتر حيث تشير إحصائيًات منظمة
140 مليون - الصحة العالمية ( 1977 )، (تقرير يونسيف، 2000 ) إلى أن 100
من صغار الإناث والنساء قد تعرضن لعملية البتر علي نطاق العالم
.( (فياض، 1988
ت - أهمية الاتجاهات النفسية في تشكيل السلوك والموقف من
الظاهرة كما يؤكد العديد من العلماء (زهران، 1977 ؛ صوالحة وحوامدة،
1994 ؛ عبد السلام ودمنهوري ورشاد، 2002 ؛ عبد الله، 2001 ؛ عمر،
؛ 1988 ؛ العيسوي، 2002 ؛ الكندري، 1992 ؛ الداهري والكبيسي، 1999
لامبرت، 1989 ). والبتر التناسلي للإناث كما يرى عيد (د.ت) عادةٌ؛
الاتجاه نحوها يقوم علي أساس القبول أو الرفض، موافقًا أو معارضًا،
سلبًا أو إيجابًا، ممدوحًا أو مذمومًا. على ذلك فإن الباحثان يريا أن المدخل
الأهم في دراسة البتر التناسلي للإناث هو تناوله من حيث أنه اتجاهًا نفسيًا
مشتركًا بقياسه تتوفر معلومات أدق تفسر الظاهرة، وبتعديله- أي الاتجاه-
يمكن أن نقضي عليه.
ث - أهمية مجتمع البحث وهو طلاب الجامعات، والذي تعد دراسة
الكثير من الظواهر من خلاله منبئًا هامًا لرصد مسار هذه الظاهرة، نظرًا
إلى أنهم شريحة تمثل صناع الرأي وقادة المجتمع ومصدر هام وأساسي
للمعرفة لديه في المستقبل القريب. كما أنهم يمثلون نبض المجتمع ومرآته
العاكسة لكافة شرائحه وبيئاته المختلفة.
ج - يمثل هذا البحث - في نظر الباحثين - إضافة لمسيرة علم النفس
الوطني وعملية توطين علم النفس تمشيًا مع الوعي المتطور بضرورة تطوير
وتنمية علم النفس الوطني والعمل علي توطينه، حيث أنها تتناول موضوعًا
مرتبطًا بالثقافة المحلية ويدخل في حيز الخصوصية الثقافية.
وض ا + ; 1. .5
على ما تقدم فإن الباحثان يسعيان من خلال هذا البحث إلى التحقق من
صحة الافتراضات الآتية:
يتسم طلاب الجامعات السودانية باتجاه سلبي على مستوى جميع أبعاد
الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث والدرجة الكلية.
هناك علاقة دالة إحصائيًا بين أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية ومتغيرات (العمر، والمستوى الاقتصادي، والمستوى
التعليمي للوالدين) لدي الطلاب الجامعيين.
هناك فروق دالة إحصائيًا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين الذكور منهم والإناث لصالح الذكور.
هناك فروق دالة إحصائيًا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين المبتورات وغير المبتورات
لصالح المبتورات.
هناك فروق دالة إحصائيًا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين الريفيين منهم والحضريين
لصالح الريفيين.
هناك فروق دالة إحصائيا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين من سبق لهم الزواج منهم
والعزاب لصالح العزاب.
ت ا 1. .6
تض من هذا البحث مصطلحات عدة هي: الاتجاه، البتر التناسلي
للإناث، الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث وعليه فإن الباحثان يقدم تعريفًا
اصطلاحيًا لمصطلحي الاتجاه، البتر التناسلي للإناث، وتحديدُا اصطلاحيًا
وإجرائيًا لمصطلح الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث، ويعتمدها كمدخل
أساسي للبحث وهي كما يلي:
: " ! ا
Krech & يتبّنى الباحثان تعريف كرتش وكرتشفيلد ( 1948
المتضمن ما يلي: "الاتجاه هو تنظيم مستقر للعمليات (Crutchfield,
الدفاعية والانفعالية والإدراكية المعرفية لدى الشخص نحو موضوعات
.( 180 181 : عالمه الفردي" (العيسوي، 1974
Female Genital Mutilations (FGM) : ث %&
'( )*
ا +*
ا
: يع رف الباحثان البتر التناسلي للإناث اصطلاحيًا './0! ا 12+3*
ا
بأنه: ممارسة قديمة متوارثة ومستمرة مختلف حول أصلها، تقوم علي
حزمة معتقدات ثقافية ومعرفية، تك رست بآليات الضبط الاجتماعي
المختلفة مما ضمن لها الاستمرارية والديمومة، وتمارس علي نطاق واسع
في العالم وخصوصا الأفريقي منه وتشتمل علي إجراءات جراحية تجاه
الأعضاء التناسلية للأنثى تتضمن استئصال جزئي، أو كلي، أو تضييق،
أو غير ذلك.
: يعتمد الباحثان في تعريفه للبتر التناسلي للإناث '4 ا+56 ا 12+3*
ا
إجرائيًا تعريف منظمة الصحة العالمية ( 1999 ) الذي يتضمن: " هو تشويه
وعبث في أعضاء الأنثى التناسلية، والذي يشتمل على كافة الإجراءات
التي تتضمن الاستئصال الجزئي، أو الكلي للأعضاء التناسلية، أو غير
ذلك من أذية لهذه الأعضاء سواء لأسباب ثقافية، أو أخرى غير علاجية".
ث %&
' ( )*
ا + *
ا 7 % " ! ا
: يعتمد الباحثان تعريف خاص بهذا البحث './0! ا 12+3*
ا
للاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث وهو التعريف الذي تم تصميم أداة
البحث علي أساسه، ويصممه الباحثان بناءًا علي تعريف الاتجاه بشكل عام
حيث ضمنه ما يلي: موقف الفرد من ظاهرة البتر التناسلي للإناث هو
موقف سلوكي متفاعل مع عدة عوامل معرفية انفعالية ذات صلة بالصحة
الجسدية والنفسية، والعلاقة الزوجية، والقيم الدينية – الأخلاقية، والمعايير
المجتمعية، منفردة أو مجتمعة.
: يعرف الباحث الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث '4 ا+56 ا 12+3*
إجرائيًا بأنه: السمة المقاسة بمقياس اتجاهات طلاب الجامعة نحو البتر
التناسلي للإناث من تصميم الباحثين ، ودرجة المفحوص علي هذا المقياس
تعتبر هي درجة اتجاهه نحو البتر التناسلي للإناث.
التحميل
http://adf.ly/Mo2OW
Sudanese universities student towards Female Genital Mutilation and
examines their relationship with some demographic variables. The
population comprised all the students registered at universities and the
sample size was (1000): (500) male and (500) females with percentage 50%
for all, including (250) circumcised and (250) non. The researchers used
two tools for data collection: primary information form and scale for
attitudes towards Female Genital Mutilation, both designed by the
researchers .the collected data were analyzed statistically. The following
were the results obtained: The universities and students showed negative
attitudes towards Female Genital Mutilation on the all dimensions and the
total score. And There was significant positive correlation between the
attitudes towards Female Genital Mutilation with age, and inverse
correlation with mother’s and father’s level of education, economic
status. And there were significant statistical differences on the
dimensions of attitudes towards Female Genital Mutilation and the total
score between( males and females, infibulated females and non –
infibulated, rural and urban students, those who get married and single)
favoured males, rural, infibulated, single, successively.
حظيت دراسة الاتجاهات باهتما ٍ م مكث ف من قبل العلماء والدارسين
وتحتل مكانة بارزة لديهم في كثير من التخصصات كعلم النفس والإدارة
والصناعة والتربية والصحافة والعلاقات العامة والسياسة وغيرها، وذلك منذ
لأول مرة مصطلح اتجاه (همشري، (Spenser, أن استخدم سبنسر ( 1862
؛ 2003 ). ويرى العديد من الباحثين (أنسكو وسكوبلر، 1993 ؛ بركات، 1974
؛ خليفة ، 1993 ؛ دافيدوف، 1983 ؛ درويش ، 2005 ؛ السيسي، 2002
العيسوي، 1974 ؛ كامل، 1999 ؛ لامبرت ولامبرت، 1989 ) وغيرهم أن
الاتجاهات النفسية تعد من أهم عناصر ثقافة أي مجموعة إنسانية. ولعل من
أبرز الاتجاهات الاجتماعية السائدة التي تبرز فيها الصلة بين الاتجاهات
والثقافة السائدة تأتي الاتجاهات نحو المرأة، وهي التي تحدد وضعيتها
الاجتماعية، وكيفية التعامل معها، وتظهر في مظاهر عديدة، ويعد الاتجاه
نحو البتر التناسلي للإناث بمكوناته الثلاثية (الاعتقادية، الانفعالية، السلوكية)
من الاتجاهات ذات الارتباط بالأنماط الثقافية ذات الصلة بوضع المرأة ذات
الأصول الأفريقية التي ينطبق عليها هذا الحديث وحيث "يمثل بأشكاله
المختلفة من الموروثات التي وفدت على مجتمعنا السوداني منذ عهود بعيدة
ضاربة في القدم" (بدري، 2004 ). وهي ممارسة تضافرت عدة عوامل أدت
إلي نشأتها وترسيخها عبر الزمن لدى المجتمعات التي تمارسها، حيث
"بلغت من القوة درجة تجعل الفتيات أنفسهن يرغبن في أن يختن، وذلك
نتيجة للضغط الاجتماعي من الأقران، والخوف من الوصم والرفض من
مجتمعاتهن الخاصة إذا لم يتقيدن بممارسة هذه العادة ومن ثم المحافظة علي
مكانته الاجتماعية (تقرير إنوشينتي، 2005 ، طوبيا، 1995 ). وقد مثلت هذه
؛ الممارسة همًا بحثيًا للعديد من الدارسين (أنوشينتي، 2005 ؛ حسن، 2000
كريم، 1999 ؛ يونسيف، 2000 ) وذلك من خلال تناولات مختلفة، كما ش ّ كل
أمر محاربته قضي ً ة أساسي ً ة وهمًا عالميًا لدى المجتمع الدولي (أبو السرور
ورجب ورجاء، 2005 ؛ الذيب، 2003 ؛ حسن، 2006 ، فياض، 1998 ؛ رحمن
وطوبيا، 2000 )، وبما أن هذه الظاهرة من الأنماط الثقافية السائدة لدى العديد
من المجموعات الإنسانية بما فيها السودان، ولأنها أضحت محل جدل
وصراع بين رؤى متباينة حولها تقوم على اتجاهات نفسية متفاوتة ومختلفة
باختلاف شرائح المجتمع تبعًا للمتغيرات الديمغرافية، يسعى الباحثان إلى
تقصي اتجاهات قطاع اجتماعي أصيل نحوها هو قطاع طلاب الجامعات
من خلال دراسة طلاب بعض من المؤسسات الجامعية بالبلاد.
يوم هذا البحث حسب رؤية الباحثين علي مسلمة أساسية
أسهمت بشكل رئيسي في تحديد وجهة الباحثين خلال هذا البحث، من
حيث تصميمه العام للبحث وإعداده للأدوات، وحجم العينة وغيرها من
موجهات وتتلخص هذه المسلمة فيما يلي: "إن كل درجات وأنواع ختان
الإناث (البتر التناسلي للإناث) لها مضاعفات وتزداد هذه المضاعفات مع
الأنواع الشديدة وإن احتمال حدوث المضاعفات أمر وارد حتى لو تم
أجراؤه بواسطة طبيب ماهر وتحت إجراءات تعقيم جيدة وفي مستشفي أو
28 ) لذا فإن الباحثان لا : عيادة طبية" (أبو السرور ورجب ورجاء، 2005
يف رقان بين أنواع الختان المختلفة في قياسه للاتجاه نحو الظاهرة
1. .2
تتلخص مشكلة هذا البحث في السعي لإيجاد إجابات للأسئلة الآتية:
• ما هي السمة العامة لاتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر
التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية ؟.
• هل هناك علاقة بين اتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر التناسلي
للإناث بأبعاده المختلفة ودرجته الكلية ومتغيرات (العمر، المستوى
الاقتصادي، مستوى تعليم الوالدة، مستوى تعليم الوالد) ؟ وما نوع هذه
العلاقة؟
• هل هناك فروقًا في اتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر التناسلي
للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية تعزى لمتغيرات النوع، الحالة
البترية، الموطن، الحالة الاجتماعية ؟ ولصالح من؟.
اف ا 1. أه .3
1. يهدف هذا البحث إلى تحقيق عدة أهداف تنحصر في الآتي:
2. الكشف عن السمة العامة لاتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر
التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية ؟.
3. التحقق من العلاقة ونوعها بين اتجاه الطلاب الجامعيين نحو
البتر التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية والأبعاد مع
متغيرات (العمر، المستوى الاقتصادي، مستوى تعليم الوالدة، مستوى تعليم
الوالد).
4. معرفة الفروق واتجاهها في اتجاه الطلاب الجامعيين نحو البتر
التناسلي للإناث على مستوى أبعاده ودرجته الكلية التي تعزى لمتغيرات
النوع، الحالة البترية، الموطن، الحالة الاجتماعية.
ا
1. أه .4
يرى الباحثان أن هذا البحث من الأهمية بمكان من حيث الجوانب
النظرية والتطبيقية، كما أن له أهمية توطينية ويمكن الإشارة إلى عدة نقاط
ترتبط بتلك النواحي، منها :
أ - خطورة الأضرار التي تنجم جراء ممارسة هذه العادة ف "
هناك بحوثًا عديدة كتبت حول الختان، وندوات عديدة أقيمت اشترك فيها
العلماء والدارسون من ذوي التخصصات المختلفة، فقد تناول الأطباء
المتخصصون موضوع الختان (بدري، 2004 ؛ رمضان، 1997 ؛ عبد
السلام، 1999 ؛ الفاضل وآخرون، 2006 ؛ فوكس، 1977 ؛ فياض،
1998 و(بعشر وآخرون، 1979 ؛ حسن، 2000 ؛ الديب 2003 ؛ شعلان،
1978 ؛ عبد الله، 1981 ؛ فياض، 1998 ) وأيوب ( 1996 )المذكور في
32 ) وكتبوا عن المضار الصحية التي تعاني منها المرأة، : (فياض، 1998
وعن المضار النفسية والآلام التي تنتج عنها في مرحلة الطفولة، ثم
مرحلة البلوغ، وما يصاحبها من آلام الحيض وانحباس الدم بسبب
الخفاض، ثم ما بعد الزواج والولادة.
أ - أهمية المدخل العلمي الشامل والعميق في مكافحة ظاهرة البتر
التناسلي للإناث، باعتبارها معركة وعي وثقافة ساحتها الأذهان والعقول،
"ولمكافحة الختان لا بد من دراسته من جميع جوانبه التاريخية والدينية
والطبية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والقانونية جميعها"
285 ). كما أن منهجية سن القوانين أثبتت على م ر التاريخ : (الديب، 2003
ضعفها في المكافحة، بل وقد" يؤدي التشريع إلى تعقيد الأمور أكثر"
85 ). فمن الصعوبة بمكان محاولة تغيير الموروث الثقافي : (فياض، 1998
.( بالقانون، لأن هذا القانون سيواجه حتمُا بمقاومة شديدة (بخيت، 2006
ب - اتساع رقعة ممارسة عادة الختان للإناث جغرافيًا على مستوى
العالم وفي السودان على وجه الخصوص، إضافة إلى النسبة العالية لعدد
الفتيات المبتورات واللائي معرضات للبتر حيث تشير إحصائيًات منظمة
140 مليون - الصحة العالمية ( 1977 )، (تقرير يونسيف، 2000 ) إلى أن 100
من صغار الإناث والنساء قد تعرضن لعملية البتر علي نطاق العالم
.( (فياض، 1988
ت - أهمية الاتجاهات النفسية في تشكيل السلوك والموقف من
الظاهرة كما يؤكد العديد من العلماء (زهران، 1977 ؛ صوالحة وحوامدة،
1994 ؛ عبد السلام ودمنهوري ورشاد، 2002 ؛ عبد الله، 2001 ؛ عمر،
؛ 1988 ؛ العيسوي، 2002 ؛ الكندري، 1992 ؛ الداهري والكبيسي، 1999
لامبرت، 1989 ). والبتر التناسلي للإناث كما يرى عيد (د.ت) عادةٌ؛
الاتجاه نحوها يقوم علي أساس القبول أو الرفض، موافقًا أو معارضًا،
سلبًا أو إيجابًا، ممدوحًا أو مذمومًا. على ذلك فإن الباحثان يريا أن المدخل
الأهم في دراسة البتر التناسلي للإناث هو تناوله من حيث أنه اتجاهًا نفسيًا
مشتركًا بقياسه تتوفر معلومات أدق تفسر الظاهرة، وبتعديله- أي الاتجاه-
يمكن أن نقضي عليه.
ث - أهمية مجتمع البحث وهو طلاب الجامعات، والذي تعد دراسة
الكثير من الظواهر من خلاله منبئًا هامًا لرصد مسار هذه الظاهرة، نظرًا
إلى أنهم شريحة تمثل صناع الرأي وقادة المجتمع ومصدر هام وأساسي
للمعرفة لديه في المستقبل القريب. كما أنهم يمثلون نبض المجتمع ومرآته
العاكسة لكافة شرائحه وبيئاته المختلفة.
ج - يمثل هذا البحث - في نظر الباحثين - إضافة لمسيرة علم النفس
الوطني وعملية توطين علم النفس تمشيًا مع الوعي المتطور بضرورة تطوير
وتنمية علم النفس الوطني والعمل علي توطينه، حيث أنها تتناول موضوعًا
مرتبطًا بالثقافة المحلية ويدخل في حيز الخصوصية الثقافية.
وض ا + ; 1. .5
على ما تقدم فإن الباحثان يسعيان من خلال هذا البحث إلى التحقق من
صحة الافتراضات الآتية:
يتسم طلاب الجامعات السودانية باتجاه سلبي على مستوى جميع أبعاد
الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث والدرجة الكلية.
هناك علاقة دالة إحصائيًا بين أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية ومتغيرات (العمر، والمستوى الاقتصادي، والمستوى
التعليمي للوالدين) لدي الطلاب الجامعيين.
هناك فروق دالة إحصائيًا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين الذكور منهم والإناث لصالح الذكور.
هناك فروق دالة إحصائيًا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين المبتورات وغير المبتورات
لصالح المبتورات.
هناك فروق دالة إحصائيًا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين الريفيين منهم والحضريين
لصالح الريفيين.
هناك فروق دالة إحصائيا في أبعاد الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث
ودرجته الكلية لدي الطلاب الجامعيين بين من سبق لهم الزواج منهم
والعزاب لصالح العزاب.
ت ا 1. .6
تض من هذا البحث مصطلحات عدة هي: الاتجاه، البتر التناسلي
للإناث، الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث وعليه فإن الباحثان يقدم تعريفًا
اصطلاحيًا لمصطلحي الاتجاه، البتر التناسلي للإناث، وتحديدُا اصطلاحيًا
وإجرائيًا لمصطلح الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث، ويعتمدها كمدخل
أساسي للبحث وهي كما يلي:
: " ! ا
Krech & يتبّنى الباحثان تعريف كرتش وكرتشفيلد ( 1948
المتضمن ما يلي: "الاتجاه هو تنظيم مستقر للعمليات (Crutchfield,
الدفاعية والانفعالية والإدراكية المعرفية لدى الشخص نحو موضوعات
.( 180 181 : عالمه الفردي" (العيسوي، 1974
Female Genital Mutilations (FGM) : ث %&
'( )*
ا +*
ا
: يع رف الباحثان البتر التناسلي للإناث اصطلاحيًا './0! ا 12+3*
ا
بأنه: ممارسة قديمة متوارثة ومستمرة مختلف حول أصلها، تقوم علي
حزمة معتقدات ثقافية ومعرفية، تك رست بآليات الضبط الاجتماعي
المختلفة مما ضمن لها الاستمرارية والديمومة، وتمارس علي نطاق واسع
في العالم وخصوصا الأفريقي منه وتشتمل علي إجراءات جراحية تجاه
الأعضاء التناسلية للأنثى تتضمن استئصال جزئي، أو كلي، أو تضييق،
أو غير ذلك.
: يعتمد الباحثان في تعريفه للبتر التناسلي للإناث '4 ا+56 ا 12+3*
ا
إجرائيًا تعريف منظمة الصحة العالمية ( 1999 ) الذي يتضمن: " هو تشويه
وعبث في أعضاء الأنثى التناسلية، والذي يشتمل على كافة الإجراءات
التي تتضمن الاستئصال الجزئي، أو الكلي للأعضاء التناسلية، أو غير
ذلك من أذية لهذه الأعضاء سواء لأسباب ثقافية، أو أخرى غير علاجية".
ث %&
' ( )*
ا + *
ا 7 % " ! ا
: يعتمد الباحثان تعريف خاص بهذا البحث './0! ا 12+3*
ا
للاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث وهو التعريف الذي تم تصميم أداة
البحث علي أساسه، ويصممه الباحثان بناءًا علي تعريف الاتجاه بشكل عام
حيث ضمنه ما يلي: موقف الفرد من ظاهرة البتر التناسلي للإناث هو
موقف سلوكي متفاعل مع عدة عوامل معرفية انفعالية ذات صلة بالصحة
الجسدية والنفسية، والعلاقة الزوجية، والقيم الدينية – الأخلاقية، والمعايير
المجتمعية، منفردة أو مجتمعة.
: يعرف الباحث الاتجاه نحو البتر التناسلي للإناث '4 ا+56 ا 12+3*
إجرائيًا بأنه: السمة المقاسة بمقياس اتجاهات طلاب الجامعة نحو البتر
التناسلي للإناث من تصميم الباحثين ، ودرجة المفحوص علي هذا المقياس
تعتبر هي درجة اتجاهه نحو البتر التناسلي للإناث.
التحميل
http://adf.ly/Mo2OW