نبذة عن الكتاب :
يعتقد معظمنا بأننا نعرف ما نقصده عندما نتحدث عن الصحة . إلا أن قليلا من التفكير الناقد سيكشف أن معنى الاصطلاح خداع للغاية .
ونحن نفترض بأننا أًصحاء عندما لا نكون مرضى . وكل فرد يعرف ما معنى أن يكون الإنسان مريضا . وإن ذلك يعني جسمنا متعب , فعندما نصاب بالحمى نفقد الحيوية , ونفقد الاهتمام بكل بشيء سوى أن نشفى . ولطن ماهي هذه الحالة الصحيةالتي نفقدها عندما نمرض ؟ .
يصف الأطباء حالة الصحة باصطلاحات ذات أيي فسيولوجية من نوع أو أخر فيقولون بأن درجة حرارة الجسم " عادية " ونسبة ضربات القلب وضعظ الدم " عادية " .. إلخ وهذه كلها علامات على أن جسمنا في حالة جيدة .
ومن الواضح أذن أن الصحة ترمز إلى أسلوب للعمل الجسمي له قمية فكل شخص يريد أن يكون متمتعا بالصحة , وأن يكون جسمه خاليا من الألم , ولديه طاقة تستمر لفترة طويلة , وربما يكون
لدينا هنا تعريفا للصحة بأنها ذلك الأسلوب من عمل الأعضاء الذي يؤكد بأن الجسم سيكون خاليا من الألم , يتميز بالحيوية ويعيش لفترة طولية لكننا اليوم عندما نتحدث عن الصحة فإننا نميز بين الصحة الجسمية والصحة العقلية فما الذي نعنيه بالصحة العقلية ؟ هل تعني نفس الشيء كالصحة الجسمية ؟
وهل يمكننا أن انقول بأن العقل الصحي هو الذي يخلو من الألم ولديه طاقة كبيرة ويعيش لفترة طويلة ؟ أما أن هذا القول خاطئ , لأن العقل مفهوم تجريدي أكثر من شيء عياني ؟
فنحن نرى الجسم , ونشعر به , ونزنه ونقيسه , ولايمكننا أن نتعامل مع العقل بهذا الشكل .
إذا كان الحال كذلك فكيف يمكننا الحديث عن الصحة العقلية أو العقل الصحي . وسنستخدم الشخصية الصحية كبديل لإصلاح الصحة العقلية .
إلا أن الشخصية ليست شيئا أو موضوعا يمكن دراسته مثل الجسم فالشخصية إصطلاح مجرد يرمز إلى أنماط السلوك الثابتة والمميزة التي يتصرف بها الشخص بالنسيبة لمواقف الحياة . ويمكن للملاحظ أن يرى شخصا يتصرف في موقف معين وفي ضوء الملاحظة الطويلة , يستطيع أن يلاحظ اتساقا في أنماط السلوك التي يتصرف بها الفرد . وهذا الاتساق في أنماط التصرف يسمى بالسمات.
ولا شك أن أي شخص يعرف سمات امه وأبيه أو زميله أو أصدقائه . فهو قد لاحظ الطرق التي يتصرف بها هؤلاء الناي في عدد متنوع من الموقف , ويمكن أن يتبنأ بشيء من الدقة بكيفية تصرفهم في بعض المواقف المستقبلية . فعندما نقول بأنه يعرف شخصية أبيه فإننا نقصد أنه يعرف كيف يستجيب والده لمواقف الحياة المختلفة .
ولكن إذا كانت الشخصية ترمز إلى الأنماط الثابته نسبيا لسلوك الفرد فما هي الشخصية السوية والصحية ؟ ومن الواضح أنها ترمز إلى طريقة التصرف التي لها قيمة . ولطن من الذي يقومها ؟
يمكننا القول بشيء من التشدد : السوية أو الصحية ترمز إلى طرق التصرف التي تقوم بواسطة أخصائي " الصحة العقلية " أو أخصائي الصحة الشخصية .
وقد نسأل عند هذا الحد " لماذا يجب أن يكون أخصائي الصحة الشخصية مؤهلا للحكم على الكيفيفة التي يجب أن يتصرف بها الناس ليصبحوا سعداء أو أصحاء ؟ والسبب هو أن أخصائي الصحة الشخصية وخاصة المعالجين الممارسين للشخصية قد درسوا الإنسان بدقة أكثر مما درس في أي وقت خلال التاريخ . وعلى أساس معلوماتهم الخاصة للجانب الذاتي للإنسان , فإنهم طوروا تدريجيا مفهوم لقوى الإنسان الكامنة للنمو والسعاجة والشفاء والنكوص أيضا كما أنهم بدأوا يبلورون معلومات عن الظروف التي يستخدم الإنسان ف يتحقيق السعادة والنمو , وعملوا تخطيطا لما يمكن أن تكو عليه الشخصية الصحية أو السوية والسلوك الصحي , وما دامت الشخصية الصحية أو السوية والسلوك الصحي , وما دامت الشخصية الصحية ترمز لطرق ذات قيمة في التصرف في مواقف الحياة , فلنحاول فحص مشكلة الشخصية بيتفصي أكثر .