دليل الأخصائين والمرشدين النفسيين
في التعامل مع حالات العنف ضد المرأة
إعداد: د. تيسير إلياس شواش
مستشار علم النفس الإكلينيكي
أهداف الدليل:
إن الهدف العام من هذا الدليل هو أن يسهل مهمة تقديم الدعم النفسي الملائم من كافة المتعاملين مباشرة مع النساء المعنفات من أطباء
ومختصين في علم النفس الإكلينيكي والإرشاد النفسي أو الاجتماعي والمعالجين المهنيين والمشرفات والمشرفين، وذلك في مواقع عملهم
المختلفة، سواء أكان ذلك في دور الحماية، أو عيادات الطب النفسي في القطاع الخاص أو العام، وسيتم تحقيق هذا الهدف من خلال تحقيق
الأهداف الفرعية التالية:
تعريف مقدمي الخدمة المباشرة بالدعم النفسي للنساء المعنفات بأهم الأعراض النفسية الطبيعية وغير الطبيعية التي تعاني منها تلك النساء
المعنفات.
تعريف مقدمي الخدمة المباشرة بالدعم النفسي للنساء المعنفات بأهم أساليب التقييم والتشخيص النفسي للاضطرابات النفسية التي قد تعاني
منها بعض النساء والفتيات المعنفات.
تعريف مقدمي الخدمة المباشرة بالدعم النفسي للنساء المعنفات بأهم أساليب العلاج النفسي المستخدمة تبعا لتشخيص الحالة النفسية للمرأة
المعنفة.
أسباب إعداد الدليل
أثبتت الدراسات المحلية والعالمية أن النساء المعنفات يعانين من مشاكل بالصحة النفسية بدرجة عالية إذا ما قورنت بالنساء غير المعنفات
وأكثر هذه المشاكل تمثل في اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب ومحاولات الانتحار واضطرابات القلق والمخاوف والسلوك العدواني والإدمان
على المخدرات والكحول.
وتشير إصدارات منظمة الصحة العالمية في مجال العنف ضد المرأة إلى وجود علاقة بين تعرض المرأة للعنف وظهور ردود فعل
نفسية من أهمها اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب. فقد أظهرت الدراسات أن نسبة كبيرة من النساء المعرضات للعنف قد تظهر لديهن
أعراض هذا الاضطراب )منظمة الصحة العالمية، 2002 م(. وتزداد نسبة تطور هذه الاضطرابات مع تكرار التعرض للعنف بالأخص الاعتداءات
الجنسية.
توصل لي وبوميروي وبوهما ) 2007 ,Lee, Pomeroy, & Bohma ( إلى وجود علاقة بين العنف وظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
والاكتئاب، كما وجد أن زيادة العنف تؤدي إلى زيادة هذه الأعراض وشدتها، ووجود علاقة بين التعرض للعنف وظهور اضطراب ما بعد الصدمة
والاكتئاب. كما توصلت كيمب ) Kemb ( المذكورة في ) 2001 ,Abel ( في دراستها إلى أن ) 85 %( من النساء المعنفات الموجودات في مراكز
الحماية تعانين من القلق والاكتئاب وفقدان الشهية واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب في النوم والميل إلى العزلة. ووجد جيل وسزانفون
وبيج ) 2005 ,Gill, Szanfon, & Page ( أن ) 74 % - 92 %( من النساء المتعرضات للعنف من أزواجهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة
مقارنة مع النساء غير المعنفات، وكذلك يمتد التأثير السلبي على أطفالهن.
Intimate partner violence and psychological health in a sample of asian and .)2007( .Lee, J., Pomeroy, E. & Bohma, T
720 -709 .PP ,22 .caucasian women: The Roles of Social Support and Coping. Journal of Family Violence, Vol
Comparing the social service utilization, exposure to violence, and trauma symptomology of .)2001( .Abel, E.M
.420-401.PP ,3 .No ,16 .domestic female «victims» and female «batterers». Journal of family violence, Vol
Biological underpinnings of health alteration in women with PTSD, Asex disparity, .)2005( .Gill, Szanton & Page
.54 -44 .pp ,7 .Biological research for nursing. Vol
8th Pan Arab congress of aper presented at-2001 Takriti and Elias Psychopathology of violence against women
تسعى اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة منذ تأسيسها عام 1992 إلى تطوير الآليات والأدوات الكفيلة بتحقيق أهدافها في النهوض بأوضاع
النساء وتمكينهن من التمتع بحقوقهن الإنسانية بما فيه حقهن في التمتع بحياة صحية آمنة ، وصولاً إلى نساء قادرات على الاضطلاع بمهامهن
وأدوارهن المختلفة على أسس المساواة في الكرامة والحقوق ، نساء يشاركن بفعالية في بناء الأسرة والمجتمع وفي حماية الوطن وتحقيق التنمية
المستدامة .
وقد وضعت اللجنة إستراتيجيتها الجديدة للأعوام 2012 - 2015 والتي تناولت موضوع التمكين الاجتماعي كمحور أساسي من محاور الإستراتيجية
الثلاث إضافة إلى محور التمكين الاقتصادي والتمكين السياسي ، ومن ضمن المحور أهداف إستراتيجية أساسية عديدة تهدف إلى القضاء على
العنف ضد النساء والفتيات ووسائل لتحقيق هذه الأهداف ومنها بشكل خاص ما يتعلق ببناء القدرات.
ويعتبر العنف ضد النساء والفتيات من أبرز المعيقات أمام مساهمة المرأة بإيجابية في حياة أسرتها ومجتمعها في مختلف المجالات التربوية
والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، علاوة على كلفته المادية وآثاره النفسية على المرأة وعلى أفراد أسرتها وخاصة الأطفال منهم .
إن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهوداً وقائية ابتداء ، تتمثل في فهم الأسباب والدوافع ودراستها وفي نشر الوعي وتعزيز ثقافة احترام كرامة
الإنسان وحقوقه دون تمييز وخاصة التمييز ضد النساء والفتيات ، كما يتطلب إجراءات رادعة تطبق بعدالة وبحزم ، إذا أقتضى الأمر ، وتتطلب
كذلك خدمات ذات جودة عالية ورعاية لاحقة وبرامج لإعادة تأهيل الضحايا والجناة بهدف الحد من آثار العنف ومنع تكراره.
ولضمان النتائج المتوخاة من الجهود الوطنية لمجابهة العنف ضد النساء والفتيات لا بد من إرساء نهج تشاركي متعدد الأبعاد والاختصاصات
قائم على تكامل الأدوار بين مختلف الجهات المعنية .
وحتى الآن كانت خدمات علاج الإصابات البدينة وخدمات الإرشاد والمساعدة القانونية هي الأكثر شيوعاً ، ولم تكن خدمات الإرشاد النفسي أو
العلاج النفسي متاحة على الرغم من أهميتها الوقائية والعلاجية وضرورتها الملحة في حالات كثيرة وخاصة حين تكون الضحية قد تعرضت
لاعتداءات جرميه أصابتها بأضرار نفسية بالغة كالاغتصاب والاعتداءات الجنسية ، أو سببت لها ميولاً انتحارية ، عندئذ يكون الإرشاد والمعالجة
النفسية مسألة حياة أو موت. وهي على أية حال خدمات ومعالجات هامة في جميع الأحوال ، من حيث أن الإرشاد النفسي يمكن الفرد من معرفة
الذات ويساعده في التوصل إلى حل المشكلات ويحصنه من التداعيات والمضاعفات النفسية عموماً وتلك الناشئة عن مختلف أشكال العنف
بشكل خاص.
وتعزيزاً للنهج التشاركي بادرت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة إلى تأسيس شبكة مناهضة العنف ضد المرأة « شمعة « والتي تضم في
عضويتها عدداً كبيراً من الشركاء المعنيين بمناهضة العنف ضد المرأة ، كما أسست مكتب شكاوي المرأة، ونفذت اللجنة خلال العامين الماضيين
بالتعاون مع أعضاء الشبكة وبدعم من السفارة الهولندية برنامجاً متكاملاً هدف إلى بناء قدرات العاملين في محالات ذات صلة بموضوع العنف
ضد النساء والفتيات ، ومنها بشكل خاص مهارات الاستماع وإدارة الحالة وتقييمها والإرشاد وخاصة الإرشاد النفسي ، وقد رأت اللجنة أنه من
المناسب إعداد دليل يكون بين يدي الأخصائيين والمرشدين النفسيين يتضمن معارف ومعلومات ومهارات واتجاهات ومعالجات محددة في
مجالات متخصصة مرتبطة بالعنف ضد المرأة .
وإننا نتطلع إلى أن يكون هذا الدليل موردا للمعرفة ومادة لتنفيذ تدريبات منهجية للعاملين والعاملات المعنيين، وأن يمثل مرجعاً لهم في عملهم
يمكنهم من الارتقاء بأدائهم ، وبمستوى خدمات العلاج أو الإرشاد النفسي التي يقدمونها ، بحيث تكون أكثر مراعاة لاحتياجات النساء والفتيات
المهددات أو الضحايا أو الناجيات من العنف.
عدل سابقا من قبل health psychologist في الإثنين يناير 23, 2017 6:04 pm عدل 1 مرات