مقدمة
مما لا شك فيه أن الإنسان يمر بمراحل متعددة، وفي كل مرحلة من الحياة يتعرض
الإنسان للعديد من الضغوط والتوترات التي قد لا يستطيع التعامل معها وحده، ولا شك
أيضًا أن أهم قرارين في الحياة يتم اتخاذهما هما قرار الزواج وقرار المهنة، ويشكلان جانبًا
رئيسيًا في الحياة، ويعد قرار الزواج هو الأهم بالمجمل في الحياة حيث يغطي أيضًا جانب
المهنة المناسبة.
ومما نلاحظه من واقع مجتمعنا الحالي تعرض الكثير من الأزواج للطلاق وخاصة في
مرحلة الزواج الأولى وفي مرحلة الخطوبة، وقد لا يعود الطلاق لكون أحد الخطيبين سيئًا
ولكن ربما لعدم قدرة أحدهما أو كلاهما في التعامل مع الطرف الآخر، كما نلاحظ العنف
الزواجي والأسري ونلاحظ إهمال بعض الأزواج لشؤون الأسرة، وانحراف بعضهم، وفي الجهة
الأخرى نلاحظ توتر لدى الزوجات وممارسة بعضهن لأساليب غير سوية كالعناد والتمرد
والغضب واللجوء لدى بعضهن لأساليب كالنكد في المنزل.
إن نفس الزوج الذي يستخدم العنف قد يطلق زوجته الأولى ويرتبط بأخرى فلا يمارس
العنف، ونفس الزوجة النكدية قد تُطلق من زوجها وتختار غيره فلا تعود لممارسة النكد،
وهذا مما يؤكد أن الطرف الآخر له دور في ممارسة السلوك السلبي لدى أحد الزوجين.
ومن هنا نبعت فكرة الكتاب الأول وهو واحد من سلسلة سيتم تخصيصها لبناء الأسرة
بشكل متسلسل، وسيتم مراعاة أساليب معينة في هذا الإطار، ويعتمد الكاتب في هذا الإطار
على التوجه الإسلامي نظرا لكونه يفيد كثيرا في تشكيل الأسرة على أسس صحيحة ويعمل على
المحافظة على متانة الأسرة.
ويعد تهيئة الأفراد المقبلين على الزواج كالرخصة التي يحصل عليها الشخص الذي يريد
قيادة السيارة فليس من المنطق أن يقود الفرد سيارة دون ترخيص، وكذلك ليس من المنطق
أن يرتبط اثنان ببعضهما وهما جاهلان ببعض القضايا النفسية والاجتماعية والبيولوجية
المرتبطان بهما، ومن هنا فإن تهيئة الأزواج لهذا الأمر يساعدهما ويوفر لهما أرضية صلبة
تساعدهما في المحافظة على الاستقرار الأسري، وتعمل على تنمية المجتمع.
إن بعض الدول تجبر كلا من الخطيبين لحضور دورة تدريبية قبل الإقدام على الزواج،
وفي المقابل يجب على الزوجين أن يحرصا على تطوير نفسيهما حتى دون الحاجة إلى مثل تلك
الدورة من خلال الكتب واللقاءات والاستشارات النفسية والأسرية.
وقد انطلقت فكرة الكتاب من أن العلم بالتعلم ولا يجوز اهمال تعلم جانب مهم في
حياتنا بحجة الخجل أو العيب، حيث أن الكتاب لا يتطرق لقضايا خلافية، ولا يعمل على
إثارة أي شهوة أو رغبة لدى الشباب، وهو يناسب الجميع وخاصة المقبلين على الزواج،
والمتزوجون في بداية حياتهما الزواجية، أو الذين يعانون من بعض الصعوبات والضغوطات
الزواجية.
أتمنى التوفيق لجميع المقبلين على الزواج والمتزوجين، وأشكر كل من ساهم في إنجاح
فكرة هذا الكتاب، ولكل من أثرى هذا الكتاب بالمعلومات، ولدار النشر مركز ديبونو للنشر.
المؤلف
د. أحمد عبداللطيف أبو أسعد