أ.د. بـــدر محمــد على محمد ابراهيم الأنصــــاري أستاذ بقسم علم النفس – كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت ولد فى 1سبتمبر 1962فى جزيرة فيلكا مجالات الاهتمامات : علم نفس الشخصية عبر الثقافى – علم النفس الصحى العيادى – القياس النفسي والمعرفى. المؤهلات الأكاديمية : - بكالوريوس ( يناير 1985) في علم النفس/ علم الاجتماع – جامعة الكويت – الكــويت. - ماجستير آداب ( يونيو 1988) في علم النفس الإرشادي – جامعة دنفر- كولورادو – أمريكا. University of Denver, Denver, Colorado, U.S.A - دكتوراه الفلسفة ( يوليو 1993) علم نفس الشخصية - جامعة أبردين– أبردين- اسكتلندا – بريطانيا. University of Aberdeen, Aberdeen, Scotland, U.K. الإنتاج العلمي : (41) بحثاً منفرداً منشوراً باللغة العربية . (29) بحثاً منفردا باللغة الإنجليزية . (18) بحثا مشتركا بواقع (9) بحثا باللغة العربية و (9) بحثا باللغة الانجليزية (3) بحوث مقدمة للنشر . (12) كتاباً منفرداً باللغة العربية. (41) مقياسا منفردا للشخصية منشورة باللغة العربية بدليل تعليمات شامل لكل منها. (31) بحثا مقدما لمؤتمرات علمية عالمية بواقع (26) بحثاً باللغة العربية و(5) بحوث باللغة الإنجليزية. الجوائز العلمية: 1 - جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية لعام 2000، في مجال العلوم الاجتماعية- جائزة التربية وعلم النفس-عن كتاب "التفاؤل والتشاؤم:المفهوم والقياس والمتعلقات".( المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - وزارة الإعلام الكويت). 2 - جائزة الإنتاج العلمي في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية لعام 2002( مؤسسة الكويت للتقدم العلمي– الكويت). 3 - جائزة أفضل بحث لعام 2004 في مجال الإنسانيات عن بحث " سلوك تدخين السجائر لدى طلبة جامعة الكويت: دراسة في شخصية المدخنين" المنشور في حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية- الرسالة 317 الحولية 25 لعام 2004-2005 ( مؤسسة الكويت للتقدم العلمي- الكويت).
مقـدمــة يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في العالم، وأشدها خطورة على الصحة سواء الجسدية أم النفسية، ولا تنحصر ضمن فئات اجتماعية معينة، فهو موجود عند الناس في جميع الأقاليم والدول وفي المجتمعات كلها، علما بأن معدلات انتشار الاكتئاب سنويا تتراوح بين 5.7% إلى 17.7% (منظمة الصحة العالمية، 2005). وقد خلصت معظم الدراسات إلى أن معدلات الانتشار العام للاكتئاب أعلى بين النساء منه بين الرجال. لكن قدرا كبيرا من هذا الاختلاف يعزى إلى تفاوت توزيع اضطراب الاكتئاب، وكذلك إلى اختلاف أدوات القياس (الفحص السر يرى، والمقابلة، والاختبارات)، فضلا عن نوعية أفراد العينة (عيادات الطب النفسي، عيادات الرعاية الصحية الأولية، عيادات الطب العام). يؤدي اضطراب الاكتئاب إلى اختلالات كبيرة في حياة المصابين وحياة ذويهم مما يؤدي إلى تدهور جودة حياة المصابين بالاكتئاب (غانم، 2003)؛ لذلك فإن جهود الوقاية من الاكتئاب النفسي، تعد ضرورة ملحة. ويعرف الاكتئاب Depression بأنة "خبرة وجدانية تتبدى في أعراض الحزن، والتشاؤم، وعدم حــب الذات، ونقد الذات، والأفكار الانتحارية، والتهيج والاستثارة، وفقدان الاهتمام، والتردد، وانعدام القيمة، وفقدان الطاقة، وتغيرات في نمط النوم والقابلية للغضب، وتغيرات في الشهية، وصعوبة التركيز، والإرهاق والإجهاد، وفقدان الاهتمام بالجنس" (غريب، 2000).
الدراسات السابقة : الجدول رقم (1) يلخص النتائج هذه الدراسات الجدول ( 1) الفروق بين النوعين في الاكتئاب لدى عينات من طلبة الجامعات الإسلامية
تعقيب على الدراسات السابقة: من خلال استقراء الدراسات السابقة، يمكن استنتاج المؤشرات الآتيـــــــة: 1) أوضحت نتائج الدراسات بأن هناك فروقاً جوهرية بين النوعين (الطلاب والطالبات) في الاكتئاب؛ حيث حصلت الطالبات على متوسطات أعلى من الطلاب معظم الدراسات المعروضة. 2) استخدمت معظم الدراسات العربية قائمة "بيك" الأولى للاكتئاب. 3) لا يزال موضوع الفروق بين النوعين في الاكتئاب جدلى وبحاجه ماسة لمزيد من الدراسات العربية.
أهداف الدراسة: 1- تعرف الفروق بين الطلاب والطالبات في متوسطات الاكتئاب. 2- تعرف مـــدى التفاعــــل بين الثقافـــة والنــوع في الاكتئاب. فـروض الدراسـة: 1- توجد فروق بين الطلاب والطالبات في متوسطات الاكتئاب. 2- يوجد تفاعـــل بيـــــن الثقافـــة والنــــوع فــــي الاكـتئاب.
المنهـــج: تستخدم هذه الدراسة، المنهج الوصفي؛ حيث سيتم اختيار عينات من طلبة الجامعة ، وسيتم تطبيق أداة قياس عليهم بما يؤدي إلى التحقق من أهداف الدراسة.
قائمة "بيك” الثانية للاكتئاب Beck, Steer & Brown, 1996 ) Beck Depression Inventory-II (BDI-II) تُـعـد قائمـة "بيـك" الثانية للاكتئـاب (Beck, Steer & Brown, 1996) أحـدث صورة مطورة من القائمــة الأولى BDI-I، والقائمة المعدلةBDI-IA للاكتئاب. تتكون القائمة الثانية من (21) بنداً – يجاب عن كل منها بمقياس رباعى (0-3) مستخدمة أسلـوب التقرير الذاتي لقياس شـدة الاكتئاب لـدى المراهقـين والمراهقـات والبالغين بدءاً من عمر 13 عاماً. هـذا وقـام غـريب (2000) بتعريب القائمة وإعداد صورة عربية منها، كما قـام الأنصـاري (2006) بإعداد صورة كويتية للقائمة منشورة في دليل تعليمات مستقل، فضلا عن فحص الكفاءة القياسية للقائمة علـى عينات من بلدان عربية (19 بلدا) مختلفة (Alansari, 2005a, 2005b, 2006b) وتشير جميع النتائج إلى الكفاءة القياسية للقائمة. وقـد تـم حساب معامل ثبات الاتساق الداخلي للقائمة على عينات الدراسة الحالية ( أنظر جدول:3)، حيث بلغ متوسط معامل ألفـا لجميع عينات الذكور (0.85)، في حين بلغ متوسط معامل ألفـا في للإناث (0.86). وهـذه المعامــلات تشير إلى اتساق داخلي مقبول للقائمة على أفراد عينات الدراسة الحالية.
جدول (2) قائمة "بيك” الثانية للاكتئاب
تم التطبيق الجمعي لقائمة "بيك” الثانية للاكتئاب BDI-II بصورتها العربية على جميع العينات العربية فــى حين تم تطبيق الصورة الانجليزية منها على العينات الباكستانية فى باكستان، و قد تم توزيع القائمة عن طريق رؤسـاء الجامعات عبر البريد الجوي مع رسالة بطلب العون في توزيع الاستبانة على عدد (300 ) طالـب وطالبـة بواقــــع (150) طالب و ( 150 ) طالبة بحيث يشمل كافة التخصصات على أنه يتم تطبيق الاستبانة بشكل جمعي أثناء المحاضرة وبإشراف المحاضر بحدود ( 15) ددقيقة لتعبئة الاستبانة فضلاً عن ضرورة التطبيق في مدة أقصاهـا ثلاثة شهور من تاريخ استـــلام الاستبانة وذلك حفاظاً على موضوعية النتائج المرجوة. وقد واجهنا بعض التطورات التي طرأت في التطبيق الميداني منها – عدم تعاون السادة مدراء الجامعات وفضلاً عنه رفض البعض الآخر وعدم التزام البعض الآخر بالموعد المحدد كما واجهنا بعض الصعوبات مثـل عـدم تناسب نسبة أعداد الذكور مع أعداد الإناث في كل بلد ( جامعة ).
بوساطة برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS-Win-V.14)، تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، واختبار "ت" لدلالة الفروق بين متوسطات الطلاب والطالبات في الاكتئاب، فضلاً عن تحليل التباين الثنائي لمعرفة أثر الثقافة والنوع والتفاعل بينهما في الاكتئاب و استخدام معامل ألفا لحسـاب ثبات الاتساق الداخلي لأداة الدراسة.
جدول(3) خلاصة نتائج اختبار "ت"في الاكتئاب بين الطلاب والطالبات من عشرون بلدا ﺇسلاميا
تابع جدول (3) خلاصة نتائج اختبار "ت"في الاكتئاب بين الطلاب والطالبات من عشرون بلدا ﺇسلاميا
فقـد كشفــت النتائـــج عن ارتفاع متوسطات الطالبات عن الطلاب في الاكتئاب وذلك لدى عدد (18) عينــة مستقلة من بين ( 43) عينة، حيث حصلـت الطالبــات على متوســط أعلــى من الطـلاب في البلـدان التاليـة: العـــــراق ( بغـــــداد ، والموصـــل )، و سوريــــا ( حمـــص ، وحلــب ، ودمشـــق )، والسعوديــــــة ( الريـــاض)، ومصــــر( المنصـورة، والسويـس، والمنيـا، والإسكندرية)، وليبيـا ( سبها )، و الجزائــر( سيدى بالعباس، ووهران)، وعمــــان ( مسقـط ، وصحـار)، والمغــــرب ( مكناس )، وباكـستـان ( اسلام آباد)، و الكويــــت، و قــــطر، فضلا عن وجود فرق جوهرى في متوسط جميع العينات من جميع البلدان، مما يؤكد أن الطالبات أكثر اكتئاباً من الطلاب، وبالتالي تم التحقق من الفرضية الأولى للدراسة.
نتائج الفرض الثانى:الذى ينص بالآتى "يوجد تفاعل بين الثقافة والنوع في الاكتئاب" الجدول (4) خلاصة نتائج تحليل التباين الثنائي لمعرفة أثر الثقافة والنوع والتفاعل بينهما في الاكتئاب
ويمكن تفسير هذه النتيجة أيضا بأن الإناث أكثر اكتئاباً من الذكور لأن المجتمع الشرقي مازال يعطي الأنثـى فرصاً أقل، وحرية أقل للتعبير عن نفسها، وممارسة أنشطتها المختلفة، والدفاع عن حقوقها المتعددة، ومحاولة تغـيير نظـرة المجتمع إليها بأنها إنسان من الدرجة الثانية، كما أنها لا تستطيع أن تسلك سلوكاً أو تتصرف تصرفاً إلا بالعـودة إلـى الأقوى، وهذا الانطباع مما لاشك فيه يؤدي إلى مزيد من الإحساس بالإحباطات والحزن واليـأس مما يجعل الأنثى أكـثر عرضة للأعراض الاكتئابية. لذلك إن القضاء على التفاوت بين النوعين يعتبر نقطة الانطلاق نحو الهدف الأوسع لمبادرة التعليم للجميع، الـذي سيكون تحقيقه مستحيلا من دون تحقيق التكافؤ بين النوعين، وهناك أهميـة أكبر لـذلك، إذ إن القضاء على هذا التفاوت يشكل قاعدة لتحقيق المساواة بين النوعـين، وتمكـين المرأة من أداء ادوارها، وهما أمـران ضروريان لأهداف التنمية الألفية الأخرى. يمثل وضع المرأة في البلدان العربية محصلة تفاعل عدد من العوامل الثقافية ( الموروث الديني، والثقافـة الشعبية، والفكر العربي، والإنتاج الفني والإعلامي )، والاجتماعية (القبلية والنظام الابـوي، والأسرة ومكانـة المـرأة، والتنشئة والتعليم، والبيئة القانونية)، والاقتصادية والسياسية التي تتشابك بصورة مركبـة مما يستدعي تحليلا معمـقا للعديد من مكونات المجتمع العربي والذي يتطلب دراسات مستفيضة، وفي سياق مفهوم التنمية الإنسانية ( برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2006)، فإن النهوض بالمرأة يستلزم أولا: المسـاواة التامة في فـرص اكتساب القـدرات البشرية، وتوظيفها، بين النساء والرجال ، ثانيـا: ضمان حقـوق المواطنـة لجميـع النساء، على قـدم المساواة مع الرجـال، ثالثـا: الاقـرار بوجوه الاختلاف بين النوعـين واحترام هذا الاختـلاف. وعلى أية حالة فإن موضوع الفروق بين النوعين في الاكتئاب أمر يتكرر ظهوره في دراسات عدة، أما عن أسباب هذه الفروق فليس من أهداف هذه الدراسة بحثها، وهي تحتاج إلى دراسة مستقلة.
في ضوء نتائج الدراسة، يوصي الباحثان بما يأتي: 1- توسيع دائرة الأنشطة الطلابية والثقافية التي تتيح للطلبة استثمار وقت الفراغ، فى أنشطة مفيدة، تساعد على تخفيف الاكتئاب. 2- تنظيم برامج تدريبية للطلبة، تسهم بشكل فاعل في تطوير مهاراتهم للتأقلم والتغلب على الاكتئاب. 3- العمل على اجتثاث بذور التفرقة بين النوعين في نسق التربية الكلي، ولعل من حسن الطالع أن ثمة اتفاقيتين دوليتين انضمت اليها عدد ليس بقليل من الدول الاسلامية. وهما توفران إطارا مفاهيميا وقانونيا للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة خاصة في المناهج، والكتب، وأساليب التعليم، والإدارة التعليمية، وفي المدارس والجامعات.
أما التساؤلات التى أثارتها هذه الدراسة، والتي تحتاج إلى المزيد من البحث في دراسات تالية، فمن أهمها البحث عن إجابات للأسئلة الآتية: 1- ما هى نسـب انتشار شـدة الاكتئاب لـدى الطـلاب والطالبات؟ 2- هــل توجد فروق ثقافية بين الطلبة فـي نسب انتشار الاكتئاب؟ 3- هــل يختلف ترتيب أعراض الاكتئاب باختلاف النوع؟ 4- هــل يختلف ترتيب أعراض الاكتئاب باختلاف الثقافة؟
مقـدمــة يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في العالم، وأشدها خطورة على الصحة سواء الجسدية أم النفسية، ولا تنحصر ضمن فئات اجتماعية معينة، فهو موجود عند الناس في جميع الأقاليم والدول وفي المجتمعات كلها، علما بأن معدلات انتشار الاكتئاب سنويا تتراوح بين 5.7% إلى 17.7% (منظمة الصحة العالمية، 2005). وقد خلصت معظم الدراسات إلى أن معدلات الانتشار العام للاكتئاب أعلى بين النساء منه بين الرجال. لكن قدرا كبيرا من هذا الاختلاف يعزى إلى تفاوت توزيع اضطراب الاكتئاب، وكذلك إلى اختلاف أدوات القياس (الفحص السر يرى، والمقابلة، والاختبارات)، فضلا عن نوعية أفراد العينة (عيادات الطب النفسي، عيادات الرعاية الصحية الأولية، عيادات الطب العام). يؤدي اضطراب الاكتئاب إلى اختلالات كبيرة في حياة المصابين وحياة ذويهم مما يؤدي إلى تدهور جودة حياة المصابين بالاكتئاب (غانم، 2003)؛ لذلك فإن جهود الوقاية من الاكتئاب النفسي، تعد ضرورة ملحة. ويعرف الاكتئاب Depression بأنة "خبرة وجدانية تتبدى في أعراض الحزن، والتشاؤم، وعدم حــب الذات، ونقد الذات، والأفكار الانتحارية، والتهيج والاستثارة، وفقدان الاهتمام، والتردد، وانعدام القيمة، وفقدان الطاقة، وتغيرات في نمط النوم والقابلية للغضب، وتغيرات في الشهية، وصعوبة التركيز، والإرهاق والإجهاد، وفقدان الاهتمام بالجنس" (غريب، 2000).
الدراسات السابقة : الجدول رقم (1) يلخص النتائج هذه الدراسات الجدول ( 1) الفروق بين النوعين في الاكتئاب لدى عينات من طلبة الجامعات الإسلامية
تعقيب على الدراسات السابقة: من خلال استقراء الدراسات السابقة، يمكن استنتاج المؤشرات الآتيـــــــة: 1) أوضحت نتائج الدراسات بأن هناك فروقاً جوهرية بين النوعين (الطلاب والطالبات) في الاكتئاب؛ حيث حصلت الطالبات على متوسطات أعلى من الطلاب معظم الدراسات المعروضة. 2) استخدمت معظم الدراسات العربية قائمة "بيك" الأولى للاكتئاب. 3) لا يزال موضوع الفروق بين النوعين في الاكتئاب جدلى وبحاجه ماسة لمزيد من الدراسات العربية.
أهداف الدراسة: 1- تعرف الفروق بين الطلاب والطالبات في متوسطات الاكتئاب. 2- تعرف مـــدى التفاعــــل بين الثقافـــة والنــوع في الاكتئاب. فـروض الدراسـة: 1- توجد فروق بين الطلاب والطالبات في متوسطات الاكتئاب. 2- يوجد تفاعـــل بيـــــن الثقافـــة والنــــوع فــــي الاكـتئاب.
المنهـــج: تستخدم هذه الدراسة، المنهج الوصفي؛ حيث سيتم اختيار عينات من طلبة الجامعة ، وسيتم تطبيق أداة قياس عليهم بما يؤدي إلى التحقق من أهداف الدراسة.
قائمة "بيك” الثانية للاكتئاب Beck, Steer & Brown, 1996 ) Beck Depression Inventory-II (BDI-II) تُـعـد قائمـة "بيـك" الثانية للاكتئـاب (Beck, Steer & Brown, 1996) أحـدث صورة مطورة من القائمــة الأولى BDI-I، والقائمة المعدلةBDI-IA للاكتئاب. تتكون القائمة الثانية من (21) بنداً – يجاب عن كل منها بمقياس رباعى (0-3) مستخدمة أسلـوب التقرير الذاتي لقياس شـدة الاكتئاب لـدى المراهقـين والمراهقـات والبالغين بدءاً من عمر 13 عاماً. هـذا وقـام غـريب (2000) بتعريب القائمة وإعداد صورة عربية منها، كما قـام الأنصـاري (2006) بإعداد صورة كويتية للقائمة منشورة في دليل تعليمات مستقل، فضلا عن فحص الكفاءة القياسية للقائمة علـى عينات من بلدان عربية (19 بلدا) مختلفة (Alansari, 2005a, 2005b, 2006b) وتشير جميع النتائج إلى الكفاءة القياسية للقائمة. وقـد تـم حساب معامل ثبات الاتساق الداخلي للقائمة على عينات الدراسة الحالية ( أنظر جدول:3)، حيث بلغ متوسط معامل ألفـا لجميع عينات الذكور (0.85)، في حين بلغ متوسط معامل ألفـا في للإناث (0.86). وهـذه المعامــلات تشير إلى اتساق داخلي مقبول للقائمة على أفراد عينات الدراسة الحالية.
جدول (2) قائمة "بيك” الثانية للاكتئاب
تم التطبيق الجمعي لقائمة "بيك” الثانية للاكتئاب BDI-II بصورتها العربية على جميع العينات العربية فــى حين تم تطبيق الصورة الانجليزية منها على العينات الباكستانية فى باكستان، و قد تم توزيع القائمة عن طريق رؤسـاء الجامعات عبر البريد الجوي مع رسالة بطلب العون في توزيع الاستبانة على عدد (300 ) طالـب وطالبـة بواقــــع (150) طالب و ( 150 ) طالبة بحيث يشمل كافة التخصصات على أنه يتم تطبيق الاستبانة بشكل جمعي أثناء المحاضرة وبإشراف المحاضر بحدود ( 15) ددقيقة لتعبئة الاستبانة فضلاً عن ضرورة التطبيق في مدة أقصاهـا ثلاثة شهور من تاريخ استـــلام الاستبانة وذلك حفاظاً على موضوعية النتائج المرجوة. وقد واجهنا بعض التطورات التي طرأت في التطبيق الميداني منها – عدم تعاون السادة مدراء الجامعات وفضلاً عنه رفض البعض الآخر وعدم التزام البعض الآخر بالموعد المحدد كما واجهنا بعض الصعوبات مثـل عـدم تناسب نسبة أعداد الذكور مع أعداد الإناث في كل بلد ( جامعة ).
بوساطة برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS-Win-V.14)، تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، واختبار "ت" لدلالة الفروق بين متوسطات الطلاب والطالبات في الاكتئاب، فضلاً عن تحليل التباين الثنائي لمعرفة أثر الثقافة والنوع والتفاعل بينهما في الاكتئاب و استخدام معامل ألفا لحسـاب ثبات الاتساق الداخلي لأداة الدراسة.
جدول(3) خلاصة نتائج اختبار "ت"في الاكتئاب بين الطلاب والطالبات من عشرون بلدا ﺇسلاميا
تابع جدول (3) خلاصة نتائج اختبار "ت"في الاكتئاب بين الطلاب والطالبات من عشرون بلدا ﺇسلاميا
فقـد كشفــت النتائـــج عن ارتفاع متوسطات الطالبات عن الطلاب في الاكتئاب وذلك لدى عدد (18) عينــة مستقلة من بين ( 43) عينة، حيث حصلـت الطالبــات على متوســط أعلــى من الطـلاب في البلـدان التاليـة: العـــــراق ( بغـــــداد ، والموصـــل )، و سوريــــا ( حمـــص ، وحلــب ، ودمشـــق )، والسعوديــــــة ( الريـــاض)، ومصــــر( المنصـورة، والسويـس، والمنيـا، والإسكندرية)، وليبيـا ( سبها )، و الجزائــر( سيدى بالعباس، ووهران)، وعمــــان ( مسقـط ، وصحـار)، والمغــــرب ( مكناس )، وباكـستـان ( اسلام آباد)، و الكويــــت، و قــــطر، فضلا عن وجود فرق جوهرى في متوسط جميع العينات من جميع البلدان، مما يؤكد أن الطالبات أكثر اكتئاباً من الطلاب، وبالتالي تم التحقق من الفرضية الأولى للدراسة.
نتائج الفرض الثانى:الذى ينص بالآتى "يوجد تفاعل بين الثقافة والنوع في الاكتئاب" الجدول (4) خلاصة نتائج تحليل التباين الثنائي لمعرفة أثر الثقافة والنوع والتفاعل بينهما في الاكتئاب
ويمكن تفسير هذه النتيجة أيضا بأن الإناث أكثر اكتئاباً من الذكور لأن المجتمع الشرقي مازال يعطي الأنثـى فرصاً أقل، وحرية أقل للتعبير عن نفسها، وممارسة أنشطتها المختلفة، والدفاع عن حقوقها المتعددة، ومحاولة تغـيير نظـرة المجتمع إليها بأنها إنسان من الدرجة الثانية، كما أنها لا تستطيع أن تسلك سلوكاً أو تتصرف تصرفاً إلا بالعـودة إلـى الأقوى، وهذا الانطباع مما لاشك فيه يؤدي إلى مزيد من الإحساس بالإحباطات والحزن واليـأس مما يجعل الأنثى أكـثر عرضة للأعراض الاكتئابية. لذلك إن القضاء على التفاوت بين النوعين يعتبر نقطة الانطلاق نحو الهدف الأوسع لمبادرة التعليم للجميع، الـذي سيكون تحقيقه مستحيلا من دون تحقيق التكافؤ بين النوعين، وهناك أهميـة أكبر لـذلك، إذ إن القضاء على هذا التفاوت يشكل قاعدة لتحقيق المساواة بين النوعـين، وتمكـين المرأة من أداء ادوارها، وهما أمـران ضروريان لأهداف التنمية الألفية الأخرى. يمثل وضع المرأة في البلدان العربية محصلة تفاعل عدد من العوامل الثقافية ( الموروث الديني، والثقافـة الشعبية، والفكر العربي، والإنتاج الفني والإعلامي )، والاجتماعية (القبلية والنظام الابـوي، والأسرة ومكانـة المـرأة، والتنشئة والتعليم، والبيئة القانونية)، والاقتصادية والسياسية التي تتشابك بصورة مركبـة مما يستدعي تحليلا معمـقا للعديد من مكونات المجتمع العربي والذي يتطلب دراسات مستفيضة، وفي سياق مفهوم التنمية الإنسانية ( برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2006)، فإن النهوض بالمرأة يستلزم أولا: المسـاواة التامة في فـرص اكتساب القـدرات البشرية، وتوظيفها، بين النساء والرجال ، ثانيـا: ضمان حقـوق المواطنـة لجميـع النساء، على قـدم المساواة مع الرجـال، ثالثـا: الاقـرار بوجوه الاختلاف بين النوعـين واحترام هذا الاختـلاف. وعلى أية حالة فإن موضوع الفروق بين النوعين في الاكتئاب أمر يتكرر ظهوره في دراسات عدة، أما عن أسباب هذه الفروق فليس من أهداف هذه الدراسة بحثها، وهي تحتاج إلى دراسة مستقلة.
في ضوء نتائج الدراسة، يوصي الباحثان بما يأتي: 1- توسيع دائرة الأنشطة الطلابية والثقافية التي تتيح للطلبة استثمار وقت الفراغ، فى أنشطة مفيدة، تساعد على تخفيف الاكتئاب. 2- تنظيم برامج تدريبية للطلبة، تسهم بشكل فاعل في تطوير مهاراتهم للتأقلم والتغلب على الاكتئاب. 3- العمل على اجتثاث بذور التفرقة بين النوعين في نسق التربية الكلي، ولعل من حسن الطالع أن ثمة اتفاقيتين دوليتين انضمت اليها عدد ليس بقليل من الدول الاسلامية. وهما توفران إطارا مفاهيميا وقانونيا للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة خاصة في المناهج، والكتب، وأساليب التعليم، والإدارة التعليمية، وفي المدارس والجامعات.
أما التساؤلات التى أثارتها هذه الدراسة، والتي تحتاج إلى المزيد من البحث في دراسات تالية، فمن أهمها البحث عن إجابات للأسئلة الآتية: 1- ما هى نسـب انتشار شـدة الاكتئاب لـدى الطـلاب والطالبات؟ 2- هــل توجد فروق ثقافية بين الطلبة فـي نسب انتشار الاكتئاب؟ 3- هــل يختلف ترتيب أعراض الاكتئاب باختلاف النوع؟ 4- هــل يختلف ترتيب أعراض الاكتئاب باختلاف الثقافة؟