دليل عمل الأخصائي النفسي المدرسي بالمدارس الإعدادية والثانوية في جمهورية مصر العربية
Guide to the work of psychologist school in the preparatory and secondary schools in the
Arab Republic of Egypt
أ.د. محمد السيد عبد الرحمن الدكتور: هشام إبراهيم عبد الل ه
أستاذ الصحة النفسية عميد كلية التربية أستاذ الصحة النفسية المساعد
جامعة الزقازيق سابق ا كلية التربية- جامعة الزقازيق
الملخص:
تأأأ تهمية اأأأاملة فل تأأأامدأأأهمتلأأأفاامفةاأأأسم أأأسمل أأأ هملة أأأهم
ب ة أأأفلالملة أأأاظامدأأأهماأأأسملح ، أأأ دملة ت اأأأا م أأأفميف تأأأدم ل ا م
لةتاباأام لةتيتأااملة ف أاملة أاامب ة أفلالملح فلفاأام لةا اأام أ م أ ام
1990 ( م (
ة أأأ م، أأأدم،أأأسم أأأام-م أأألملة أأألم لدملةتأأأ ااامل ت أأأ هم-م
تات جمإةىم جم سم فةاسمإاش فيما فم تىملةي س مةتتيافم لم
لاةأعم تأىمملة أ ام ل ف لاملةتأهما بمأهملةلاأ امخ أ م ،أ ة مي لا اأ دم
لااقم ب فئمتا،ام ل أفملةي أسم لة أت مدا أ م شأا ععم يأ ااا م
أ ما بمأهمل ةتأ ل امبأعم ألم أمملة ت أالم أع مب أ ماأ فيمإةأأىم
إاأأ ل الملة ا أأاملة اأأاملةي تاأأا م لة أأ ف مدأأهملة أأ مإةأأىمل فللم
لة أهملة ت اأ م ألمة أ مخأفيدملةا أاملة أامإةأىم أ مفةاأسمةت اأاام
سمل االملة االمب ة فلالملح فلفاأام لةا اأامدأهم اظأام
املةياباا م ة لم مافلمخإ فلفمة لمةا، لم خ ل ا م ا أ م أ فلم
ةتي تالمدهمة لملة .
Abstract:
The importance of the intervention in
providing a guide to the work of psychologist
in Egyptian schools in light of the available
means, so the Ministry of Education has
introduced Psychological service in secondary
and secondary schools since (1990).
Since each profession of social impact
requires a curriculum and a guide to help, To
learn about it the tasks and roles in order to be
performed, as well as the ethics, charters and
principles governing the rules of work and
behavior, conditions and standards, and what
should be adhered to by professionals, thereby
enriching professional practice, Therefore the
urgent need for a guide to organize the work of
psychologists in the preparatory and secondary
schools in the Arab Republic of Egypt. This has
led to the preparation of this to be a guiding,
systematic and an assistant to the workers in
this field.
مقدمة ) 1
لم يعد دور المدرسة مجرد مكان للتعليم واكتساب المعارف، بل أصبحت المدرسة الحديثة تعطي
اهتمام ا أكبر بتنمية الجوانب المختلفة لشخصية التلميذ تنمية شاملة ومتكاملة حتى يمكنه أن يكون أكثر
-1 تجدر الإشارة إلى أن الدراسة الحالية تعرض تقريرا علميا موجزا لدليل عمل الأخصائي النفسي المدرسي، والذي يقع في
نسخته الأصلية في ) 171 ( صفحة، وللمزيد من المعلومات حول الدليل يمكن الرجوع إلى قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم
في جمهورية مصر العربية.
68
توافق ا مع نفسه أو مع مجتمعه أو عالمه، بما يجعله أكثر دافعية للإنجاز وأكثر قدرة على الإنتاجية
والشعور بالرضا والسعادة والصحة النفسية، كما قد تظهر في بعض الأحيان اضطرابات انفعالية أو
سلوكية لدى بعض التلاميذ مما قد يح د من قدرتهم على التحصيل الدراسي الجيد، ويقلل من
إمكانية توافقهم في البيئة المدرسية والبيئة الخارجية، يتطلب ذلك ضرورة وجود الأخصائيين
النفسيين المؤهلين والقادرين على تحقيق قدر من التعاون بين أطراف عديدة كالمدرسة، والأسرة،
ومؤسسات رعاية الصحة النفسية والاجتماعية بالمجتمع.
وبذلك يقوم الأخصائي النفسي– إضافة إلى فريق الخدمات النفسية والاجتماعية بالمجتمع،
وبذلك يلعب الأخصائي النفسي- إضافة إلى فريق الخدمات النفسية والاجتماعية بالمدرسة – دورا
مهما في مساعدة التلميذ على فهم ذاته، والتعرف على إمكاناته وقدراته ليحسن استخدامها وتوظيفها
فيما يعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه بالنفع والفائدة، وكذلك يمتد هذا الدور إلى مواجهة اضطرابات
الصحة النفسية لدى التلاميذ سواء في الوقاية منها، أو في الكشف عنها والعمل على عدم تفاقمها، أو
علاجها بإحالتها على بعض الأخصائيين في المجالات المختلفة للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لها.
كما تتعين الإشارة إلى أنه مع تعاظم دور المدرسة، وازدياد حجم التأثيرات الخارجية على
التلاميذ، برزت الحاجة الملحة إلى إعطاء مساحة أكبر للخدمات النفسية في المؤسسات التر بوية، وقد
أثبتت الممارسات العملية مدى أهمية تزويد المؤسسات التربوية بالأخصائيين النفسيين المؤهلين للقيام
بمهام الخدمات النفسية المدرسية، وبرز موضوع الخدمة النفسية بالمدرسة باعتباره من أهم طرق
أساليب التربية المدرسية الحديثة.
وعلى الرغم من أهمية الدور الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي في توجيه التلاميذ بالمدرسة
بمشاركة أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية بالمدرسة في فريق عملي تكاملي، إلا أن الكثير من
المهام تتعدى اختصاصات الأخصائي الاجتماعي وترتبط بعمل الأخصائي النفسي المدرسي،
وبخاصة ما يتعلق منها بعمليات الوقاية )الأولية-الثانوية( من الاضطرابات النفسية والمشكلات
السلوكية، والاكتشاف المبكر والتشخيص والإرشاد والعلاج.
ومن هنا بدت الحاجة الملحة إلى ضرورة إعطاء أهمية أكبر للخدمة النفسية بالمدرسة فيما
أو الأخصائي النفسي The School Psychologist يعرف بوظيفة الأخصائي النفسي المدرسي
69
التربوي أو الطلابي، حيث تعد فعاليات الخدمات النفسية – إضافة على الخدمات الاجتماعية
والتربوية والصحية… وغيرها – من أبرز الخدمات التي ينبغي أن تقدمها المدرسة وتعمل على تطويرها
في ظل التوجهات العالمية الحديثة في هذا المجال، وذلك لمساعدة التلاميذ على تحقيق النمو المستمر
والتوافق النفسي الاجتماعي، والإنجاز المدرسي بحيث يشعرون بالرضا عن ذواتهم وعن مدرستهم
وعن مجتمعهم، وبذلك يتزايد الانتماء للوطن بما يحمل من معاني الاجتهاد والمثابرة والتفاني في سبيل
رفعته وعلو شأنه، وسمو مكانته.
ومن ناحية أخرى تجدر الإشارة إلى أنه مهما تعاظم حجم التغيرات الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية التي يشهدها العالم مع بدايات القرن الحادي والعشرين وفي ظل الاكتشافات العالمية
المتلاحقة، وثورة المعلومات والاتصالات وما تحمله من انفجار معرفي وثورة رقمية، فقد أدى ذلك
إلى زيادة التحديات للحياة المعاصرة، وزيادة الضغوط النفسية التي تقع على كل فئات المجتمع ومنها
تلاميذ المدارس، وتلك الضغوط المستمدة من تعقيدات المدنية الحديثة، والتي ترتب عليها تصاعد
متطلبات الفرد واحتياجاته في حاضره ومستقبله، وقد أدت كل هذه التغيرات والمؤثرات
، The Management Stress والتحديات إلى جعل مسألة التوافق والقدرة على إدارة ضغوط الحياة
والنجاح في تلك العملية في الأسرة والمدرسة… وغيرها من المؤسسات، ومهام تتطلب مهارات نوعية
وقدرات عالية لدى أفراد المجتمع على وجه العموم وتلاميذ المدارس على وجه الخصوص لفهم
الذات وتوظيف الإمكانات وإدارة المشكلات والأزمات، والقدرة كذلك على تحقيق التوافق مع
تلك التحولات والتغيرات المتسارعة في أنماط الحياة على مختلف الأصعدة، وهذا يتطلب توفير
خدمات نفسية متميزة بالمدرسة من حيث الحجم والنوعية لمساعدة التلاميذ على التعامل مع تلك
المشكلات خاصة ونحن في بداية قرن جديد )الألفية الثالثة( والذي أطلق عليه بعض العلماء عصر
الضغوط النفسية والقلق.
كما يتضح أهمية الدور الذي يقوم به الأخصائي النفسي المدرسي من خلال ما يقدمه للتلاميذ
في المراحل النمائية المختلفة، حيث تقدم الخدمة النفسية في المدارس للفئات التالية:
)أ( لجميع التلاميذ: بهدف تنمية ما لديهم من إمكانات وإكسابهم قدرا من الثقافة النفسية والمهارات
الاجتماعية والسلوكية للتعامل مع المواقف المختلفة )الخدمة الإرشادية(
70
)ب( كما تقدم لبعض التلاميذ المعرضين للوقوع في الاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية،
وذلك لتحقيق الوقاية الأولية والثانوية )الخدمة الوقاية(.
)ج( بالإضافة إلى أنها تقدم لفئة محدودة ممن يعانون من أعراض الاضطرابات النفسية، أو
المشكلات السلوكية. )الخدمة العلاجية(.
أهمية وأهداف الخدمة النفسية المدرسية.
تكمن أهمية الخدمة النفسية المدرسية في اهتمامها بالتركيز على تدعيم أنماط السلوك الإيجابية
وتنميتها لدى التلاميذ، كذلك التدخل لتعديل أنماط السلوك السلبية ويمثل ذلك غاية التعليم بصفة
عامة، فوظيفة المدرسة لم تعد قاصرة على حشو ذهن التلاميذ بالمعلومات فحسب وإنما تمتد إلى
الاهتمام برعاية نمو شخصياتهم نمو ا متكاملا بأبعاده المختلفة جسمي ا وعقليا وانفعالي ا واجتماعيا وخلقي ا
ومهني ا لتحقيق أقصى قدر ممكن من النمو المتكامل والتوافق الشخصي، واجتماعي في إطار سياسة
التعليم في جمهورية مصر العربية.
ونظرا لكون التلميذ لا يعيش بمفرده بمعزل عن الآخرين في المجتمع الخارجي، بل يعيش في
علاقات اجتماعية تفاعلية مستمرة مع البيئة ومتغيراتها المتلاحقة، مما يتطلب منه التوافق الإيجابى
مع تلك المتغيرات في هذه البيئة، ور بما ينشأ عن ذلك ظهور بعض الاضطرابات السلوكية أو
المشكلات النفسية والاجتماعية ... وغيرها مما يتطلب من العاملين في المجال التربوي بذل المز يد من
الجهود للمساعدة في تعديل السلوك وتوجيهه وإعادته إلى حالة التوافق الايجابي، ومن هنا يمكن تحديد
أهداف الخدمة النفسية المدرسية وفقا لما أقرته وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية على
النحو التالي:
الهدف العام: العمل على تنمية شخصية التلاميذ نمو ا متكامل ا ومستمرا في أبعاد المختلفة الجسمية
والعقلية والنفسية والاجتماعية والخلقية والمهنية ... وغيرها لتحقيق مستوى أفضل من التوافق
والصحة النفسية.
ويتفرع من هذا الهدف العام عدة أهداف فرعية على النحو التالي:
- تنمية وعى التلاميذ بالمفاهيم الكبرى في البناء النفسي، ومنها: تكوين مفهوم إيجابي عن الذات
والآخر والبيئة.
71
- تنمية قدرة التلاميذ على إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع الآخرين في البيئة المدرسية والبيئة
الخارجية من أصدقاء، ومدرسين، وهيئة إدارية… وغيرها
Guide to the work of psychologist school in the preparatory and secondary schools in the
Arab Republic of Egypt
أ.د. محمد السيد عبد الرحمن الدكتور: هشام إبراهيم عبد الل ه
أستاذ الصحة النفسية عميد كلية التربية أستاذ الصحة النفسية المساعد
جامعة الزقازيق سابق ا كلية التربية- جامعة الزقازيق
الملخص:
تأأأ تهمية اأأأاملة فل تأأأامدأأأهمتلأأأفاامفةاأأأسم أأأسمل أأأ هملة أأأهم
ب ة أأأفلالملة أأأاظامدأأأهماأأأسملح ، أأأ دملة ت اأأأا م أأأفميف تأأأدم ل ا م
لةتاباأام لةتيتأااملة ف أاملة أاامب ة أفلالملح فلفاأام لةا اأام أ م أ ام
1990 ( م (
ة أأأ م، أأأدم،أأأسم أأأام-م أأألملة أأألم لدملةتأأأ ااامل ت أأأ هم-م
تات جمإةىم جم سم فةاسمإاش فيما فم تىملةي س مةتتيافم لم
لاةأعم تأىمملة أ ام ل ف لاملةتأهما بمأهملةلاأ امخ أ م ،أ ة مي لا اأ دم
لااقم ب فئمتا،ام ل أفملةي أسم لة أت مدا أ م شأا ععم يأ ااا م
أ ما بمأهمل ةتأ ل امبأعم ألم أمملة ت أالم أع مب أ ماأ فيمإةأأىم
إاأأ ل الملة ا أأاملة اأأاملةي تاأأا م لة أأ ف مدأأهملة أأ مإةأأىمل فللم
لة أهملة ت اأ م ألمة أ مخأفيدملةا أاملة أامإةأىم أ مفةاأسمةت اأاام
سمل االملة االمب ة فلالملح فلفاأام لةا اأامدأهم اظأام
املةياباا م ة لم مافلمخإ فلفمة لمةا، لم خ ل ا م ا أ م أ فلم
ةتي تالمدهمة لملة .
Abstract:
The importance of the intervention in
providing a guide to the work of psychologist
in Egyptian schools in light of the available
means, so the Ministry of Education has
introduced Psychological service in secondary
and secondary schools since (1990).
Since each profession of social impact
requires a curriculum and a guide to help, To
learn about it the tasks and roles in order to be
performed, as well as the ethics, charters and
principles governing the rules of work and
behavior, conditions and standards, and what
should be adhered to by professionals, thereby
enriching professional practice, Therefore the
urgent need for a guide to organize the work of
psychologists in the preparatory and secondary
schools in the Arab Republic of Egypt. This has
led to the preparation of this to be a guiding,
systematic and an assistant to the workers in
this field.
مقدمة ) 1
لم يعد دور المدرسة مجرد مكان للتعليم واكتساب المعارف، بل أصبحت المدرسة الحديثة تعطي
اهتمام ا أكبر بتنمية الجوانب المختلفة لشخصية التلميذ تنمية شاملة ومتكاملة حتى يمكنه أن يكون أكثر
-1 تجدر الإشارة إلى أن الدراسة الحالية تعرض تقريرا علميا موجزا لدليل عمل الأخصائي النفسي المدرسي، والذي يقع في
نسخته الأصلية في ) 171 ( صفحة، وللمزيد من المعلومات حول الدليل يمكن الرجوع إلى قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم
في جمهورية مصر العربية.
68
توافق ا مع نفسه أو مع مجتمعه أو عالمه، بما يجعله أكثر دافعية للإنجاز وأكثر قدرة على الإنتاجية
والشعور بالرضا والسعادة والصحة النفسية، كما قد تظهر في بعض الأحيان اضطرابات انفعالية أو
سلوكية لدى بعض التلاميذ مما قد يح د من قدرتهم على التحصيل الدراسي الجيد، ويقلل من
إمكانية توافقهم في البيئة المدرسية والبيئة الخارجية، يتطلب ذلك ضرورة وجود الأخصائيين
النفسيين المؤهلين والقادرين على تحقيق قدر من التعاون بين أطراف عديدة كالمدرسة، والأسرة،
ومؤسسات رعاية الصحة النفسية والاجتماعية بالمجتمع.
وبذلك يقوم الأخصائي النفسي– إضافة إلى فريق الخدمات النفسية والاجتماعية بالمجتمع،
وبذلك يلعب الأخصائي النفسي- إضافة إلى فريق الخدمات النفسية والاجتماعية بالمدرسة – دورا
مهما في مساعدة التلميذ على فهم ذاته، والتعرف على إمكاناته وقدراته ليحسن استخدامها وتوظيفها
فيما يعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه بالنفع والفائدة، وكذلك يمتد هذا الدور إلى مواجهة اضطرابات
الصحة النفسية لدى التلاميذ سواء في الوقاية منها، أو في الكشف عنها والعمل على عدم تفاقمها، أو
علاجها بإحالتها على بعض الأخصائيين في المجالات المختلفة للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لها.
كما تتعين الإشارة إلى أنه مع تعاظم دور المدرسة، وازدياد حجم التأثيرات الخارجية على
التلاميذ، برزت الحاجة الملحة إلى إعطاء مساحة أكبر للخدمات النفسية في المؤسسات التر بوية، وقد
أثبتت الممارسات العملية مدى أهمية تزويد المؤسسات التربوية بالأخصائيين النفسيين المؤهلين للقيام
بمهام الخدمات النفسية المدرسية، وبرز موضوع الخدمة النفسية بالمدرسة باعتباره من أهم طرق
أساليب التربية المدرسية الحديثة.
وعلى الرغم من أهمية الدور الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي في توجيه التلاميذ بالمدرسة
بمشاركة أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية بالمدرسة في فريق عملي تكاملي، إلا أن الكثير من
المهام تتعدى اختصاصات الأخصائي الاجتماعي وترتبط بعمل الأخصائي النفسي المدرسي،
وبخاصة ما يتعلق منها بعمليات الوقاية )الأولية-الثانوية( من الاضطرابات النفسية والمشكلات
السلوكية، والاكتشاف المبكر والتشخيص والإرشاد والعلاج.
ومن هنا بدت الحاجة الملحة إلى ضرورة إعطاء أهمية أكبر للخدمة النفسية بالمدرسة فيما
أو الأخصائي النفسي The School Psychologist يعرف بوظيفة الأخصائي النفسي المدرسي
69
التربوي أو الطلابي، حيث تعد فعاليات الخدمات النفسية – إضافة على الخدمات الاجتماعية
والتربوية والصحية… وغيرها – من أبرز الخدمات التي ينبغي أن تقدمها المدرسة وتعمل على تطويرها
في ظل التوجهات العالمية الحديثة في هذا المجال، وذلك لمساعدة التلاميذ على تحقيق النمو المستمر
والتوافق النفسي الاجتماعي، والإنجاز المدرسي بحيث يشعرون بالرضا عن ذواتهم وعن مدرستهم
وعن مجتمعهم، وبذلك يتزايد الانتماء للوطن بما يحمل من معاني الاجتهاد والمثابرة والتفاني في سبيل
رفعته وعلو شأنه، وسمو مكانته.
ومن ناحية أخرى تجدر الإشارة إلى أنه مهما تعاظم حجم التغيرات الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية التي يشهدها العالم مع بدايات القرن الحادي والعشرين وفي ظل الاكتشافات العالمية
المتلاحقة، وثورة المعلومات والاتصالات وما تحمله من انفجار معرفي وثورة رقمية، فقد أدى ذلك
إلى زيادة التحديات للحياة المعاصرة، وزيادة الضغوط النفسية التي تقع على كل فئات المجتمع ومنها
تلاميذ المدارس، وتلك الضغوط المستمدة من تعقيدات المدنية الحديثة، والتي ترتب عليها تصاعد
متطلبات الفرد واحتياجاته في حاضره ومستقبله، وقد أدت كل هذه التغيرات والمؤثرات
، The Management Stress والتحديات إلى جعل مسألة التوافق والقدرة على إدارة ضغوط الحياة
والنجاح في تلك العملية في الأسرة والمدرسة… وغيرها من المؤسسات، ومهام تتطلب مهارات نوعية
وقدرات عالية لدى أفراد المجتمع على وجه العموم وتلاميذ المدارس على وجه الخصوص لفهم
الذات وتوظيف الإمكانات وإدارة المشكلات والأزمات، والقدرة كذلك على تحقيق التوافق مع
تلك التحولات والتغيرات المتسارعة في أنماط الحياة على مختلف الأصعدة، وهذا يتطلب توفير
خدمات نفسية متميزة بالمدرسة من حيث الحجم والنوعية لمساعدة التلاميذ على التعامل مع تلك
المشكلات خاصة ونحن في بداية قرن جديد )الألفية الثالثة( والذي أطلق عليه بعض العلماء عصر
الضغوط النفسية والقلق.
كما يتضح أهمية الدور الذي يقوم به الأخصائي النفسي المدرسي من خلال ما يقدمه للتلاميذ
في المراحل النمائية المختلفة، حيث تقدم الخدمة النفسية في المدارس للفئات التالية:
)أ( لجميع التلاميذ: بهدف تنمية ما لديهم من إمكانات وإكسابهم قدرا من الثقافة النفسية والمهارات
الاجتماعية والسلوكية للتعامل مع المواقف المختلفة )الخدمة الإرشادية(
70
)ب( كما تقدم لبعض التلاميذ المعرضين للوقوع في الاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية،
وذلك لتحقيق الوقاية الأولية والثانوية )الخدمة الوقاية(.
)ج( بالإضافة إلى أنها تقدم لفئة محدودة ممن يعانون من أعراض الاضطرابات النفسية، أو
المشكلات السلوكية. )الخدمة العلاجية(.
أهمية وأهداف الخدمة النفسية المدرسية.
تكمن أهمية الخدمة النفسية المدرسية في اهتمامها بالتركيز على تدعيم أنماط السلوك الإيجابية
وتنميتها لدى التلاميذ، كذلك التدخل لتعديل أنماط السلوك السلبية ويمثل ذلك غاية التعليم بصفة
عامة، فوظيفة المدرسة لم تعد قاصرة على حشو ذهن التلاميذ بالمعلومات فحسب وإنما تمتد إلى
الاهتمام برعاية نمو شخصياتهم نمو ا متكاملا بأبعاده المختلفة جسمي ا وعقليا وانفعالي ا واجتماعيا وخلقي ا
ومهني ا لتحقيق أقصى قدر ممكن من النمو المتكامل والتوافق الشخصي، واجتماعي في إطار سياسة
التعليم في جمهورية مصر العربية.
ونظرا لكون التلميذ لا يعيش بمفرده بمعزل عن الآخرين في المجتمع الخارجي، بل يعيش في
علاقات اجتماعية تفاعلية مستمرة مع البيئة ومتغيراتها المتلاحقة، مما يتطلب منه التوافق الإيجابى
مع تلك المتغيرات في هذه البيئة، ور بما ينشأ عن ذلك ظهور بعض الاضطرابات السلوكية أو
المشكلات النفسية والاجتماعية ... وغيرها مما يتطلب من العاملين في المجال التربوي بذل المز يد من
الجهود للمساعدة في تعديل السلوك وتوجيهه وإعادته إلى حالة التوافق الايجابي، ومن هنا يمكن تحديد
أهداف الخدمة النفسية المدرسية وفقا لما أقرته وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية على
النحو التالي:
الهدف العام: العمل على تنمية شخصية التلاميذ نمو ا متكامل ا ومستمرا في أبعاد المختلفة الجسمية
والعقلية والنفسية والاجتماعية والخلقية والمهنية ... وغيرها لتحقيق مستوى أفضل من التوافق
والصحة النفسية.
ويتفرع من هذا الهدف العام عدة أهداف فرعية على النحو التالي:
- تنمية وعى التلاميذ بالمفاهيم الكبرى في البناء النفسي، ومنها: تكوين مفهوم إيجابي عن الذات
والآخر والبيئة.
71
- تنمية قدرة التلاميذ على إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع الآخرين في البيئة المدرسية والبيئة
الخارجية من أصدقاء، ومدرسين، وهيئة إدارية… وغيرها