د. فهد بن عبد الله الربيعه
أستاذ مشارك ـ قسم علم النفس
كلية التربية ـ جامعة الملك سعود
ملخص الدراسة :
هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي . وقد تكونت عينة الدراسة من (64) طبيباً نفسياً وطبيبة نفسية من العاملين في مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية . وقد قام الباحث بتصميم أداة لقياس مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي الرئيسة والمتمثلة في التشخيص ، والعلاج النفسي ، والاستشارات النفسية ، وتم تطبيق هذه الأداة على عينة الدراسة الحالية . وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات على محوري التشخيص والاستشارات النفسية لصالح الطبيبات النفسيات . كذلك أظهرت نتائج الدراسة فروقاً بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات قليلي الخبرة وبين نظرائهم كثيري الخبرة وذلك على جميع محاور أداة الدراسة ، وجاءت هذه الفروق لصالح كثيري الخبرة . وأخيراً فإن نتائج الدراسة لم تكشف عن وجود فروق بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات وفق متغير الرتبة الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ) . وفي ضوء هذه النتائج وضع الباحث عدداً من التوصيات والمقترحات.
مقدمــــــــة :
كان تصنيف الأخصائيين النفسيين أمثال بينيه ، ورور شاخ ، ووكسلر ، لا يتجاوز كونهم أخصائيي قياس حيث ينحصر عملهم في تطبيق وتفسير الاختبارات النفسية فقط . ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبح هناك تحولاً كبيراً في تحديد أدوار ومهام العاملين في مجال الصحة النفسية من أخصائيين نفسيين وأخصائيين اجتماعيين وأطباء نفسيين .
فالأخصائي النفسي أصبح يساهم في عملية التشخيص باستخدام المقاييس النفسية التشخيصية ، والطبيب النفسي يقوم بعلاج المريض باستخدام أساليب العلاج النفسي والدوائي ، والأخصائي الاجتماعي يساعد المريض كي يحصل على دعم كامل خارج البيئة العلاجية (Schindler etal.,1987) .
إن تنوع وظائف ومسئوليات الأخصائي النفسي الإكلينيكي داخل مؤسسات الصحة النفسية قد يجعل تحديد دوره بدقة أمراً صعباً ، ولذلك فإن مهمة التقدير التشخيصي تكاد تكون هي المهمة الرئيسة التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي ( منظمة الصحة العالمية ، 1985 ).
وفي الوقت الحاضر وكنتيجة لنبذ النظام المؤسساتي لاحتضان المرضى النفسيين تغيرت النظرة إلى الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي وأصبح ينظر إليهما باعتبارهما يساهمان في العلاج النفسي وفي وضع الخطط الخاصة بالرعاية اللاحقة (Matthew,1993) .
ويرى الكثير من الباحثين أن الأدوار المنوطة بالأخصائي النفسي الإكلينيكي تتمثل في تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وعمل البحوث النفسية ، وتقديم الاستشارات النفسية للأفراد والمؤسسات العلاجية ( عبد الستار إبراهيم ، 1988 ؛ حسن عبد المعطي ، 1998 ؛ Spencer,1993 ) كذلك يحدد جولدنبرج Goldenberg الأدوار التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يلي:
1. عمل الاختبارات النفسية والمقابلات الإكلينيكية من أجل تشخيص الحالة.
2. الإرشاد والعلاج النفسي للأفراد والأزواج والأسر والجماعات.
3. عمل البحوث النفسية عن نمو الشخصية ووظائفها ، وأسباب المرض النفسي، وطرق العلاج النفسي وغيرها.
4. إختبار وتدريب الجماعات غير المهنية كالمساعدين في مجال الصحة النفسية والجماعات التطوعية والإشراف عليهم.
5. تقديم الاستشارات النفسية للمؤسسات العلاجية من أجل وضع برامج للعلاج والوقاية من الإضطرابات النفسية (Goldenleng ,1973,P.5).
وفي الاتجاه نفسه يحدد أجريستا (Agresta, 2004) دور الأخصائي النفسي فيما يلي:
1. عمل الاختبارات النفسية.
2. الإرشاد والعلاج النفسي الفردي.
3. الإرشاد والعلاج النفسي الجمعي.
4. الاستشارات النفسية.
أما جوليان روتر (1989) فيشير إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي يقوم بالأدوار التالية:
1. قياس الذكاء والقدرات العامة . وهذا النشاط لا يتضمن مجرد قياس القدرة الحالية للفرد ، بل يتضمن أيضاً تقدير إمكاناته ، وكفاءاته ، وأثر المشكلات أو الظروف الأخرى التي تحيط به في قيامه بوظائفه العقلية.
2. قياس الشخصية ووصفها وتقويمها ، وما يتضمنه من تشخيص ما يمكن أن نطلق عليه السلوك المشكل أو الشاذ أو غير التوافقي.
3. العلاج النفسي ( ص ص 25-26).
وقد حدد قاموس الألقاب المهنية في الولايات المتحدة الأمريكية واجبات الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يلي :
" الأخصائي النفسي الإكلينيكي يشخص اضطرابات الأفراد العقلية والإنفعالية في العيادات والسجون والمؤسسات الأخرى ، ويقوم بتنفيذ برامج العلاج ، ويقوم بمقابلة المرضى ، ويدرس تاريخ الحالة الطبي والاجتماعي ، ويلاحظ المرضى أثناء اللعب أو في المواقف الأخرى ، وينتقي الاختبارات الإسقاطية والنفسية الأخرى ويطبقها ويفسرها ليشخص الاضطراب ، ويضع خطة العلاج ويعالج الاضطرابات النفسية لإحداث التوافق باستخدام أفضل أنواع العلاج المختلفة مثل علاج البيئة ، والعلاج باللعب ، والسيكو دراما وغيرها . ويختار الأسلوب الذي يستخدم في العلاج الفردي مثل العلاج الموجه والعلاج غير الموجه والعلاج المساند ، ويخطط عدد مرات العلاج أسبوعياً وعمقه ومدته . وقد يتعاون مع تخصصات مهنية أخرى مثل أطباء الأمراض العقلية ، وأطباء الأطفال وأطباء الأعصاب وأطباء الأمراض الباطنية وغيرهم كالأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين والمساعدين لتطوير برامج علاج المرضى التي تعتمد على تحليل البيانات الإكلينيكية . وقد يدرب الطلبة الإكلينيكيين الذين يؤدون فترات الامتياز في المستشفيات والعيادات . وقد يطور التصميمات التجريبية ، ويقوم بالبحوث في ميدان تطور الشخصية ونموها والتوافق (التكيف في الصناعة والمدارس والعيادات والمستشفيات) ، وفي مشكلات التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض العقلية . وقد يخدم كمستشار في المؤسسات الاجتماعية والتربوية والترفيهية والمؤسسات الأخرى وذلك بالنسبة لحالات الأفراد أو التقويم أو التخطيط أو تطوير برامج الصحة النفسية . وقد يستخدم مهاراته في التدريس والبحث والاستشارة "
( عطوف ياسين ، 1986 ، ص ص 96-97).
ويرى بعض الباحثين أن التشخيص ، والعلاج النفسي ، وإجراء البحوث النفسية ، والتدريس في الجامعات والكليات تعتبر من أهم مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ( ليندا دافيدوف ، 1988 Costin & Draguns,1989 ; ) .
ورغم أن بعض الأخصائيين النفسيين يقومون بالتدريس في المدارس والمؤسسات الطبية ، إلا أن الكثير من طلاب الطب لديهم إدراكات خاطئة عن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وذلك كنتيجة مباشرة لتأثير الطب النفسي عليهم . لذلك فإن قلة معرفة طلاب الطب والأطباء بالقضايا النفسية وبمهارات الأخصائي النفسي الإكلينيكي تعتبر من أهم الصعوبات التي تواجه الأخصائي النفسي الذي يعمل في المؤسسات الطبية.
ونظراً للتشابه في المهام التي يؤديها كل من الأخصائي النفسي والطبيب النفسي ، فإن معظم الأطباء النفسيين يؤكدون على أن مهمتي التشخيص والعلاج النفسي هما من اختصاص الطبيب النفسي ، وأن الأخصائي النفسي غير قادر على ممارسة هذه المهام . ويبررون ذلك بأن الأخصائي النفسي ينقصه التدريب وخصوصاً في المجال الطبي . كما يرى الكثير من الأطباء النفسيين أن الاستشارات النفسية مهمة للغاية ، إلا أنهم يعتقدون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي ينقصه التدريب والتأهيل لكي يمارس هذا الدور على أكمل وجه لقد مضى على هذا الكلام ما يقرب من عشرين عاماً ، وربما تكون الصورة قد تغيرت (Meyers ; Fink & Carey,1988) .
مشكلة الدراسة :
يتكون فريق العمل في مجال الصحة النفسية من عدد من المتخصصين أو المهنيين مثل الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، والطبيب النفسي ، والأخصائي الاجتماعي في مجال الطب النفسي ، وأخصائي التحليل النفسي . وقد تتسع هذه التخصصات لتشمل أخصائيين آخرين مثل الأخصائي النفسي في مجال الإرشاد النفسي ، وأخصائي التمريض وغيرهم ( جمعة يوسف ، 2000 ، ص 364 ) . ولكي يؤدي هذا الفريق عمله على أكمل وجه يجب على كل عضو أن يكون لديه فهم صحيح للمهام والأدوار التي يؤديها أعضاء الفريق الآخرين . ونظراً لتشابه الأدوار التي يؤديها كل من الأخصائي النفسي الإكلينيكي والطبيب النفسي ، فإن بعض الأطباء النفسيين ربما يرون أن قيام الأخصائي النفسي الإكلينيكي بممارسة التشخيص والعلاج إعتداء على مهام لا يمكن أن يمارسها سوى الطبيب النفسي . وبطبيعة الحال فإن إحساس الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأن دوره غير مفهوم من قبل بقية أعضاء الفريق العلاجي وعلى وجه الخصوص من قبل الطبيب النفسي الذي غالباً يتولى رئاسة الفريق العلاجي ، قد يولد لديه بعض الإحباطات والضغوط النفسية التي قد تعيقه عن أداء دوره كما ينبغي.
إن معظم العاملين في مجال الصحة النفسية من غير الأخصائيين النفسيين قد لا يكون لديهم الاستعداد للاعتراف بكفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي وقدرته على ممارسة مهامه التي تم تأهيله وتدريبه عليها (Matthew,1993) . كذلك فإن بعض الأطباء النفسيين يرون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي لديه قدرات محدودة لممارسة التشخيص والعلاج وتقديم الاستشارات النفسية لأنه لم يتلق تدريباً وتأهيلاً كافيين في هذه المجالات (Meyer etal.,1988) .
ومن ناحية أخرى فقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات أن عامة الناس يدركون الدور الذي يقوم به الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي قادر على القيام بتشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وتقديم الاستشارات النفسية
(Schindler etal., 1987 ; Bland etal., 1990 ; Schulte,1993 ; Bremer etal., 2001)
وبالإضافة إلى قيام الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأدوار رئيسه تتمثل في تشخيص وعلاج الاضطرابات العقلية وتقديم الاستشارات النفسية فإن محمد الصبوه (2002) على سبيل المثال يرى أن تدريب أفراد المهن الأخرى المتصلة بمجال الصحة النفسية هو من صميم عمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي . وفي هذا الصدد يقول محمد الصبوه (2002) : " ينتظر من الأخصائي النفسي ضرورة المشاركة في ممارسة التخصص ، وفي تدريب أفراد المهن الأخرى المتصلة بمجال الصحة النفسية ، كالأطباء في مجال طب الصناعات وطب البيئة والمجتمع ، والأطباء النفسيين والممرضين ، والاختصاصيين الاجتماعيين ، والمسئولين عن مراقبة الجانحين ، وغيرهم كثيرون .. تدريبهم على إنجاز مهامهم بنجاح وبأقل عدد من العمليات والخطوات اللازمة للإنجاز.
إن فهم دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي من قبل عامة الناس وقلة وضوح هذا الدور من قبل بقية أعضاء الفريق العلاجي وخصوصاً الطبيب النفسي يطرح قضية رئيسة تحاول الدراسة الحالية بحثها وهي معرفة مدى إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي . ويمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية بشكل دقيق في السؤال الرئيس التالي:
ما مدى إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية :
1. هل يختلف إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي باختلاف جنس الطبيب النفسي ؟
2. هل يختلف إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي باختلاف عدد سنوات خبرة الطبيب النفسي ؟
3. هل يختلف إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي باختلاف رتبة الطبيب النفسي الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ) ؟
أهمية الدراسة وأهدافها:
تعتبر الدراسات التي تناولت العلاقة بين الأخصائي النفسي الإكلينيكي وبقية أعضاء الفريق العلاجي قليلة ، وخاصة تلك الدراسات التي تركز على إدراك الطبيب النفسي لما يتمتع به الأخصائي النفسي الإكلينيكي من مهارات وما يؤديه من مهام (Blumenthal & Lavender ,1997) .
وفي حدود علم الباحث ، لا توجد دراسات عربية حول إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، لذلك تأتي أهمية الدراسة الحالية في كونها تتناول موضوعاً جديداً وهو الكشف عن مدى إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي .
إن حداثة هذا الموضوع هو ما جعل الباحث يأمل في أن تكون الدراسة الحالية بمثابة إضافة إلى التراث السيكولوجي في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي مما قد يثري المكتبة العربية في هذا المجال . وأخيراً فإن نتائج الدراسة الحالية وتوصياتها ربما تسهم في توضيح الدور الحقيقي للأخصائي النفسي الإكلينيكي .
في ضوء ما سبق فإن الدراسة الحالية تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:
1. الوقوف دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي.
2. توضيح مدى إختلاف إدراك الأطباء النفسيين لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي طبقاً لمتغيرات جنس الطبيب النفسي ، وعدد سنوات خبرته ، ورتبته الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ).
مصطلحات الدراسة:
1- دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
يقصد بالدور هنا المهام المنوطة بالأخصائي النفسي الإكلينيكي والمتمثلة في تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وتقديم الاستشارات النفسية للأفراد والمؤسسات العلاجية ، وعمل البحوث النفسية.
2- الأخصائي النفسي الإكلينيكي :
يعرف ساراسون وساراسون Sarason & Sarason (1984) الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأنه " أخصائي نفسي حاصل على درجة علمية عالية غالباً ما تكون الدكتوراه ، ومتخصص في السلوك غير العادي ، وهو مدرب على تشخيص وعلاج اضطرابات الشخصية والاضطرابات النفسية الأخرى غير عضوية المنشأ ، ويقوم أيضاً بعمل البحوث والدراسات النفسية " (P.12) .
كما يعرف هولمز Holmes (1994) الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأنه "الشخص الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي ، ويكون أيضاً حاصلاً على تدريب كافي في المجال الإكلينيكي بحيث يصبح قادراً على تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية " (P.600) .
ويقصد بالأخصائي النفسي الإكلينيكي في الدراسة الحالية الشخص الحاصل على الأقل على درجة البكالوريوس في علم النفس ، ويعمل في أحد مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة ، أو للقطاعات الحكومية الأخرى في المملكة العربية السعودية . ويجب أن يكون هذا الشخص قادراً على المساهمة في عمليتي التشخيص والعلاج النفسي عن طريق تطبيق وتفسير الاختبارات النفسية، ودراسة الحالات الفردية ، وإجراء المقابلات الإكلينيكية .
3- الطبيب النفسي :
يعرف هولمز Holmes (1994) الطبيب النفسي بأنه " طبيب متخرج من إحدى كليات الطب ، والتحق ببرنامج تدريبي في الطب النفسي يركز على تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ، لمدة ثلاث سنوات ، وعادة ما يقدم هذا البرنامج في مستشفيات الصحة النفسية" (P.13) .
ويقصد بالطبيب النفسي في الدراسة الحالية الطبيب الذي يعمل في أحد مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية ، ويكون بعد حصوله على بكالوريوس الطب قد التحق ببرنامج تدريبي في الطب النفسي يركز على تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ، ولمدة لا تقل عن سنتين.
الدراسات السابقة
بالرغم من توفر الدراسات التي كشفت عن زيادة الوعي لدى عامة الناس بكفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي في علاج الاضطرابات العقلية ، إلا أن الدراسات التي تناولت إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ما زالت نادرة جداً (Matthew,1993) . وفي حدود علم الباحث ، لا توجد دراسات عربية صممت أساساً لمعرفة إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي .
ومن الدراسات التي تناولت إدراك عامة الناس لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ما قام به شيندلر وزملاؤه Schindler etal., (1987) والتي أوضحت أن تقييم عامة الناس لقدرة الأخصائي النفسي الإكلينيكي على علاج الاضطرابات العقلية كان مساوياً لتقييمهم للطبيب النفسي . كذلك كشفت هذه الدراسة عن أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي كان أكثر اهتماماً وعناية بالمريض من الطبيب النفسي.
كذلك أجرى وود وزملاؤه (1986) Wood , etal., دراسة مسحية على (201) من عامة الناس لمعرفة إتجاهاتهم نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمهام التي يقوم بها . وقد أوضحت نتائج هذه الدراسة أن غالبية أفراد العينة لديهم اتجاهات إيجابية نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، حيث أفاد 84% من أفراد العينة أن علم النفس علم تطبيقي ، وأفاد 58% منهم أن علم النفس لا يستخدم من أجل استغلال الناس ، بل يهدف إلى تحقيق سعادتهم . كما أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن عامة الناس ينظرون إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي كعالم سلوكي ، بينما يصفون الطبيب النفسي بالممارس المهني.
كذلك وجد شولتي (1993) Schulte في دراسته عن إتجاهات عامة الناس نحو العلاج النفسي أن 93% يعتقدون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي قادر على علاج المشكلات النفسية ، بينما يرى 75% منهم أن الطبيب النفسي هو المؤهل للقيام بهذه المهمة .
أما أنقر ماير وزملاؤه (1993) Angermeyer etal., فقد قاموا بدراسة مقارنة بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي على عينة من عامة الناس في ألمانيا الاتحادية. وقد أوضحت هذه الدراسة أن العلاج النفسي هو الأسلوب المفضل حتى بالنسبة لعلاج المرضى الفصاميين . وقد بررت عينة الدراسة تفضيلهم العلاج النفسي على العلاج الدوائي بعدة مبررات من ضمنها الكفاءة الشخصية التي يتميز بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمتمثلة في قدرته على ممارسة العلاج النفسي.
كذلك قام بريمر وزملاؤه (2001) Bremer etal., بدراسة هدفت إلى معرفة آراء الناس حول كفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي وقدرته على القيام بدوره المهني . وقد تكونت عينة الدراسة من (132) فرداً تراوحت أعمارهم بين 18 و68 سنة. وتوصلت هذه الدراسة إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي والطبيب النفسي كانا أقدر أعضاء الفريق العلاجي على علاج الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب الحاد.
أما دراسة موريسون وداون (1975) Morrison & Duane فقد هدفت إلى معرفة إدراك المتخصصين في تربية ورعاية الأطفال لكفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي كان أكثر كفاءة وقدرة من الطبيب النفسي ومن الأخصائي الاجتماعي على ممارسة أساليب العلاج السلوكي والأسري والعلاج باللعب وتطبيق الاختبارات النفسية وتقديم الاستشارات النفسية.
كذلك قام شاربلي (1986) Sharpley بدراسة عن اتجاهات عامة الناس نحو الأخصائي النفسي ، والطبيب النفسي ، والأخصائي الاجتماعي ، والمرشد النفسي. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن 22.9% من أفراد العينة يرون أن الأخصائي النفسي قادر على مساعدة الناس في حل مشاكلهم التي يتعرضون لها.
وفي السياق نفسه كشفت دراسة بلاند وزملائه (1990) Bland etal., عن أن عامة الناس يضعون الأخصائي النفسي الإكلينيكي في المرتبة الثانية بعد طبيب الأسرة في قدرته على تقديم الاستشارات وعلاج الاضطرابات الانفعالية والعقلية . وتدل نتائج هذه الدراسة على أن إدراك عامة الناس لقدرة الأخصائي النفسي الإكلينيكي على علاج الاضطرابات العقلية في تزايد مستمر.
وعلى صعيد آخر ، أجرى بلومنثال ولافندر (1997) Blumenthal & Lavender دراسة عن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه أعضاء الفريق العلاجي وذلك على عينة مكونة من (55) فرداً من الأخصائيين الاجتماعيين ، والأطباء النفسيين ، والمرشدين ، والممرضين. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة إجماع أفراد العينة على أن التشخيص النفسي ، وتقديم الاستشارات النفسية ، وممارسة أساليب العلاج السلوكي المعرفي تعتبر من أهم الأعمال التي يمارسها الأخصائي النفسي الإكلينيكي . وقد ذكر 96% من أفراد العينة أن التشخيص النفسي من مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، وأفاد 83% منهم أن تقديم الاستشارات النفسية مهمة أساسية من مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، في حين أفاد 72% منهم أن ممارسة أساليب العلاج السلوكي المعرفي تأتي في المرتبة الثالثة.
كذلك قام ماثيو (1993) Matthew بدراسة هدفت إلى معرفة إدراك الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي. وذلك على عينة مكونة من (16) طبيباً نفسياً و(20) أخصائياً اجتماعياً من ولاية كونيكتيكت الأمريكية . وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن 41.7% من أفراد العينة أفادوا بأنهم يقومون بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفس الإكلينيكي من أجل التشخيص النفسي ، كما أوضح 16.7% أن التشخيص والعلاج النفسي والعناية اللاحقة هي الأسباب الرئيسة التي تجعلهم يقومون بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي . كما كشفت هذه الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين في إدراكهم لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وذلك لصالح الأخصائيين الاجتماعيين الذين يرون أن من أهم مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي قيامه بتقييم شخصية المريض. وأخيراً أظهرت نتائج هذه الدراسة اتفاقاً بين الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين على أن العلاج النفسي وممارسة مهام علم النفس الشرعي من الأعمال الهامة التي يزاولها الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، وأن التصريح للمرضى بدخول المستشفيات النفسية وعلاج الاضطرابات العقلية الشديدة من الأمور التي لا يستطيع الأخصائي النفسي الإكلينيكي التعامل معها بكفاءة تامة.
أما بريور ونويلز (2001) Pryor & Knowles فقد أجريا دراسة هدفت إلى معرفة اتجاهات الأطباء العموميين نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي على عينة قوامها (105) تراوحت أعمارهم بين 26 و69 سنة . وقد كشفت هذه الدراسة عن أن اتجاهات الأطباء بشكل عام نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي كانت مقبولة . كذلك أوضحت هذه النتائج أن الأطباء يرون أن تدريب الأخصائي النفسي غير كافي . ومن ناحية أخرى أشارت هذه الدراسة إلى أن الطبيبات يحولن المرضى إلى الأخصائي النفسي بنسبة أكبر مما يقوم به الأطباء وهذا الإجراء ربما يعكس اتجاههن الإيجابي نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي وثقتهن به وما لديه من مهارات وقدرات. وأخيراً أوضحت نتائج هذه الدراسة أن غالبية الأطباء والطبيبات يعتقدون أن الأخصائي النفسي قادر على المشاركة بفعالية في برامج العناية الطبية.
تعقيب على الدراسات السابقة
بعد إستقراء نتائج الدراسات السابقة التي تم عرضها في الدراسة الحالية يمكن ملاحظة ما يلي :
1. غياب الدراسات العربية التي تناولت دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي.
2. معظم هذه الدراسات تناولت دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه عامة الناس مثل دراسة شيندلر وزملائه Schindler etal., (1987) ، ودراسة شولتي (1993) Schulte ، ودراسة بريمر وزملائه (2001) Bremer etal., .
3. الدراسات الأجنبية التي تناولت دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي وبقية أعضاء الفريق العلاجي قليلة جداً مثل دراسة بلومنثال ولافندر (1997) Blumenthal & Lavender ، ودراسة ماثيو
(1993) Matthew .
فروض الدراسة :
للإجابة عن تساؤلات الدراسة الحالية قام الباحث بصياغة الفروض التالية:
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات في إدراكهم لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير عدد سنوات الخبرة.
3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير الرتبة الوظيفية (استشاري ، أخصائي ، مقيم ).
منهج الدراسة وإجراءاتها
منهج الدراسة :
في ضوء طبيعة موضوع الدراسة الحالية تم استخدام المنهج الوصفي المسحي نظراً لملاءمة هذا المنهج لأهداف الدراسة الحالية.
مجتمع الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة الحالية من جميع الأطباء النفسيين السعوديين العاملين في مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة وكذلك الأطباء النفسيين العاملين في مستشفى الملك خالد الجامعي التابع لجامعة الملك سعود ، ويبلغ عددهم (306) طبيباً وطبيبة.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من (64) طبيباً نفسياً وطبيبة نفسية من الذين استجابوا لأداة الدراسة ، وكان عدد الذين طبقت عليهم الدراسة (100) طبيب وطبيبة ، أي أن نسبة الذين استجابوا للأداة المستخدمة في الدراسة الحالية كانت 64% من عينة الدراسة الكلية ، كما بلغت نسبة أفراد العينة بالنسبة لمجتمع الدراسة 20.9% ومعظم أفراد العينة من الذكور حيث بلغ عددهم (47) بنسبة 73.4% من العينة الكلية ، أما الإناث فقد بلغ عددهن (17) بنسبة 26.6%.
أداة الدراسة :
قام الباحث بتصميم أداة الدراسة الحالية طبقاً للخطوات التالية:
1. تم توجيه سؤال مفتوح لعشرين أستاذاً من أساتذة قسم علم النفس بجامعة الملك سعود ، وقد تضمن هذا السؤال توضيح أهم المهام التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية . وقد أجمع معظم هؤلاء الأساتذة (95%) على أن المهام الرئيسة التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي في المملكة العربية السعودية تنحصر في التشخيص والعلاج والاستشارات النفسية.
2. قام الباحث بمراجعة التراث السيكولوجي والدراسات ذات العلاقة بموضوع الدراسة ، كما استفاد الباحث من خبرته العيادية والتدريسية وخاصة تدريسه لمقررات علم النفس العيادي وعلم النفس العيادي متقدم وتشخيص الأمراض النفسية وتصنيفها لعدة سنوات في بناء الأداة الحالية.
3. قام الباحث بصياغة بنود أداة الدراسة ، وقد تكونت في صورتها الأولية من ستة وعشرين بنداً ، وتم عرضها على أربعة وعشرين عضواً من أعضاء هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود . وقد أبدوا ملاحظاتهم ومرئياتهم عن مدى وضوح وملاءمة بنود الأداة لأهداف الدراسة الحالية ، وقد نتج عن هذه الملاحظات حذف ستة بنود من أداة الدراسة.
4. تكونت أداة الدراسة الحالية في صورتها النهائية من عشرين عبارة تمثل ثلاثة محاور رئيسة هي:
أ. التشخيص : ويتكون من ثمانية بنود هي : 1 ، 4 ، 7 ، 11 ، 12 ، 15 ، 19 ، 20.
ب. العلاج النفسي : ويتكون من سبعة بنود هي : 3 ، 5 ، 8 ، 10 ، 13 ، 14 ، 17.
ج. الاستشارة النفسية: وتتكون من خمسة بنود هي: 2 ، 6 ، 9 ، 16 ، 18.
وقد قام الباحث بتصميم هذه الأداة طبقاً لطريقة " ليكرت " Likert حيث يحدد المفحوص إجابته على كل عبارة وفقاً لمقياس متدرج من 4-1 بحيث يمثل رقم (4) أوافق بشدة ، ورقم (3) أوافق ، ورقم (2) لا أوافق ، ورقم (1) لا أوافق بشدة . وتحتوي الأداة على خمس عبارات سالبة تصحح في الاتجاه العكسي ، بحيث يمثل (1) أوافق بشدة ، و(2) أوافق ، و(3) لا أوافق ، و(4) لا أوافق بشدة.
وقد قام الباحث بالتأكد من الخصائص السيكومترية لهذه الأداة وذلك على النحو التالي:
1 – الثبات :
تم حساب ثبات الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية وفقاً للأساليب التالية:
أ ـ معامل ثبات ألفا كرونباخ :
تم حساب معامل ألفا كرونباخ لبيانات (30) مفحوصاً على أداة الدراسة الحالية المكونة من (20) بنداً . وقد جاءت قيمة معامل ألفا 0.72 بالنسبة لمحوري التشخيص والعلاج النفسي ، أما بالنسبة لمحور الاستشارات النفسية فقد بلغ معامل ألفا 0.61 ، بينما بلغ معامل ألفا للأداة ككل 0.84 ، وهذه القيم مرتفعة مما يدل على أن الأداة على درجة عالية من الثبات.
ب ـ التجزئة النصفية:
تم حساب معامل الارتباط بين مجموع درجات بنود الأداة الفردية ومجموع درجاتها الزوجية على عينة الدراسة الحالية المكونة من (64) مفحوصاً . وقد جاءت قيم معامل الثبات بطريقة سبيرمان Spearman 0.74 بالنسبة لمحور التشخيص ، و0.68 بالنسبة لمحور العلاج النفسي ، و0.60 بالنسبة للاستشارات.
أما بالنسبة للأداة ككل فقد بلغ معامل الثبات بطريقة سبيرمان 0.85 ، وهذه القيم تشير إلى أن الأداة على درجة عالية من الثبات.
2- الصدق:
للتحقق من صدق الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية ، استخدم الباحث الطرق التالية:
أ ـ صدق المحكمين :
تم عرض عبارات الأداة في صورتها الأولية وعددها (26) عبارة على (24) أستاذاً من أساتذة قسم علم النفس بجامعة الملك سعود بالرياض . وقد أجمع المحكمون على ضرورة حذف (6) عبارات حيث كانت نسبة اتفاقهم 92% . لذا أصبحت الأداة في صورتها النهائية تتكون من (20) عبارة فقط.
ب ـ الإتساق الداخلي :
تم حساب معامل الإرتباط لبيرسون بين كل عبارة من عبارات الأداة والدرجة الكلية وذلك على عينة حجمها (30) طبيباً وطبيبة . والجدول رقم (1) يوضح قيم معاملات الارتباط ودلالاتها الإحصائية.
جدول رقم (1)
معاملات الإرتباط بين درجات المفحوصين على كل بند من بنود المقياس ودرجاتهم على المقياس ككل
رقم البند معامل الارتباط مستوى الدلالة رقم البند معامل الارتباط مستوى الدلالة
1 0.68 0.000 11 0.54 0.002
2 0.61 0.000 12 0.62 0.000
3 0.68 0.000 13 0.54 0.002
4 0.62 0.000 14 0.13 غير دال
5 0.81 0.000 15 0.63 0.000
6 0.61 0.000 16 0.71 0.000
7 0.69 0.000 17 0.51 0.002
8 0.63 0.000 18 0.79 0.000
9 0.36 0.04 19 0.54 0.002
10 0.70 0.000 20 0.59 0.001
يتضح من الجدول السابق أن جميع معاملات الإرتباط دالة إحصائياً ما عدا البند رقم (14) فهو غير دال ، ولذلك تم استبعاده فيكون المقياس قد اشتمل على (19) بنداً فقط وذلك عند إجراء التحليلات الإحصائية النهائية.
المعالجة الإحصائية :
في ضوء أهداف الدراسة الحالية وفروضها ، قام الباحث باستخدام الطر ق الإحصائية التالية:
1. إختبار "ت" للتحقق من صحة الفرضين الأول والثاني.
2. أسلوب تحليل التباين أحادي الإتجاه للتحقق من صحة الفرض الثالث.
3. إختبار " شيفيه " لمعرفة إتجاه الفروق فيما أسفر عنه تحليل التباين للتحقق من صحة الفرض الثالث.
نتائج الدراسة ومناقشتها
وفقاً لفروض الدراسة الحالية ، قام الباحث بعرض النتائج التالية:
نتائج الفرض الأول:
ينص الفرض الأول على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات في إدراكهم لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث باستخدام إختبار " ت " لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات درجات الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات على كل محور من محاور الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية ، وقد جاءت نتائج الفرض الأول كما يلي :
1. حصلت الطبيبات النفسيات على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء النفسيون على محور " التشخيص " . وقد جاء الفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.04 ، حيث بلغت قيمة " ت " على هذا المحور (2.05) ، والجدول رقم (2) يوضح هذه النتيجة.
جدول رقم (2)
نتائج اختبار " ت " لمجموعتي الدراسة على محور " التشخيص " وفقاً لمتغير الجنس
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
الأطباء النفسيون 47 20.30 2.85
2.05
0.04
الطبيبات النفسيات 17 22.11 3.98
2. حصل الأطباء النفسيون على متوسط مساوي للمتوسط الذي حصلت عليه الطبيبات النفسيات على محور " العلاج النفسي " مما جعل الفرق بين المتوسطين لم يصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية ، ويتضح ذلك في الجدول رقم (3).
جدول رقم (3)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " العلاج النفسي "
وفقاً لمتغير الجنس
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
الأطباء النفسيون 47 18.46 3.02
0.06
غير دالة
الطبيبات النفسيات 17 18.52 4.31
3. حصلت الطبيبات النفسيات على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء النفسيون على محور " الاستشارات النفسية" ، والفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.002 حيث بلغت قيمة " ت " على هذا المحور 3.30 ، والجدول رقم (4) يوضح نتائج تلك المعالجة.
جدول رقم (4)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " الاستشارات النفسية"
وفقاً لمتغير الجنس
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
الأطباء النفسيون 47 14.74 1.98
3.30
0.002
الطبيبات النفسيات 17 16.53 1.70
لقد كشفت نتائج الفرض الأول عن وجود فروق بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات وذلك على بعدي التشخيص والاستشارات النفسية لصالح الطبيبات النفسيات . لذلك جاءت هذه النتائج محققة لصحة الفرض الأول جزئياً. ويتضح من عرض هذه النتائج أن الإناث لديهن إتجاهات إيجابية نحو مهنة الأخصائي النفسي الإكلينيكي أكثر من الذكور.
وتتفق هذه النتائج مع ما توصل إليه Pryor & Knowles (2001) حيث وجدا إن الإناث لديهن اتجاهات إيجابية نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي أكثر من الذكور . كذلك وجد Britt etal., (1994) أن الطبيبات النفسيات لديهن اتجاهات إيجابية أفضل من الأطباء النفسيين نحو مهنة الإرشاد النفسي مما جعلهن يقمن بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي اعترافاً منهن بكفاءته وقدرته على القيام بمهامه.
كما أن هذه النتائج متفقة إلى حد ما مع ما توصل إليه فهد الربيعه (1996م) حيث وجد أن الإناث حصلن على متوسط أعلى في اتجاهاتهن نحو مهنة الأخصائي النفسي الإكلينيكي مقارنة بالذكور . كذلك أثبتت دراسات عديدة أن الإناث تتكون لديهن اتجاهات إيجابية نحو علم النفس أكثر من الذكور (فؤاد أبو حطب وزملاؤه ، 1989) .
ويفسر الباحث حصول الطبيبات النفسيات على متوسطات مرتفعة على محوري التشخيص والاستشارات النفسية بأن التشخيص يتطلب أدوات تشخيصية مثل الاختبارات النفسية التشخيصية التي تعتبر متطلبات أساسية لتأهيل الأخصائي النفسي الإكلينيكي . كذلك فالاستشارات النفسية لا تتطلب قاعدة طبية وإنما تتطلب إلمام بنظريات وفنيات الإرشاد والعلاج النفسي وهي أيضاً من المتطلبات الأساسية لتأهيل الأخصائي النفسي الإكلينيكي.
ومن ناحية أخرى يفسر الباحث عدم وجود فروق بين الذكور والإناث على محور العلاج النفسي بأن الأطباء النفسيين ربما يرون أن العلاج النفسي يتطلب خلفية طبية لا تتوفر لدى الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، ولذلك يعتبرون العلاج النفسي من المهام الرئيسة للطبيب النفسي القادر على وصف الأدوية النفسية ، كما أنهم يرون أن ممارسة الأخصائي النفسي للعلاج النفسي اعتداء على مهنتهم.
نتائج الفرض الثاني :
ينص الفرض الثاني على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير عدد سنوات الخبرة " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم إستخدام اختبار " ت " لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات درجات الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات قليلي الخبرة ( أقل من 10 سنوات ) ، والأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات كثيري الخبرة ( 10 سنوات فأكثر) على كل محور من محاور الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية . وقد تم التوصل إلى النتائج التالية:
1. حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات الذين تصل خبرتهم إلى 10 سنوات فأكثر على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه نظراؤهم الذين تقل خبرتهم عن 10 سنوات على محور " التشخيص " ، وقد جاء الفرق بين المتوسطين دالاً إحصائياً عند مستوى 0.002 ، حيث بلغت قيمة " ت " على هذا المحور 3.28 ، والجدول رقم (5) يوضح نتائج تلك المعالجة.
جدول رقم (5)
نتائج اختبار " ت " لمجموعتي الدراسة على محور " التشخيص "
وفقاً لمتغير عدد سنوات الخبرة
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
قليلي الخبرة (أقل من10 سنوات) 38 19.73 2.91
3.28
0.002
كثيري الخبرة (10 سنوات فأكثر ) 26 22.26 3.20
2. حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات الذين تصل خبرتهم إلى 10 سنوات فأكثر على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه نظراؤهم الذين تقل خبرتهم عن 10 سنوات على محور " العلاج النفسي " ، والفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.004 ، وقد بلغت قيمة " ت " على هذا المحور 3.0 ، والجدول
رقم (6) يوضح هذه النتيجة.
جدول رقم (6)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " العلاج النفسي "
وفقاً لمتغير عدد سنوات الخبرة
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
قليلي الخبرة (أقل من10 سنوات) 38 17.5 3.27
3.0
0.004
كثيري الخبرة (10 سنوات فأكثر ) 26 20.0 3.03
3. حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات الذين تصل خبرتهم إلى 10 سنوات فأكثر على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه نظراؤهم الذين تقل خبرتهم عن 10 سنوات على محور " الاستشارات النفسية " ، والفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.003 حيث بلغت قيمة " ت " 3.07 ؛ والجدول رقم (7) يوضح ما تم التوصل إليه في هذا الشأن .
جدول رقم (7)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " الاستشارات النفسية"
وفقاً لمتغير عدد سنوات الخبرة
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
قليلي الخبرة (أقل من10 سنوات) 38 14.60 1.89
3.07
0.003
كثيري الخبرة (10 سنوات فأكثر ) 26 16.12 1.98
وباستعراض نتائج الفرض الثاني إتضح أن هناك فروقاً بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات قليلي الخبرة وبين نظرائهم كثيري الخبرة وذلك على جميع محاور الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية ، كما أن هذه الفروق جاءت لصالح ذوي الخبرة الكثيرة ، لذلك يمكن القول بأن هذه النتائج جاءت محققة لصحة الفرض الثاني.
ويفسر الباحث حصول الأطباء والطبيبات كثيري الخبرة على متوسطات أعلى من نظرائهم قليلي الخبرة على محاور التشخيص والعلاج النفسي والاستشارات النفسية بأن ذوي الخبرة الكثيرة أصبح لديهم معرفة تامة بقدرات الأخصائي النفسي وأصبح لديهم فهم أعمق بمهامه التي يقوم بها من خلال احتكاكهم به وعملهم مع بعض ضمن الفريق العلاجي الواحد . كما أن الأطباء والطبيبات ذوي الخبرة الكثيرة وصلوا إلى درجة عالية من النضج والثقة بالنفس وبالقدرات مما جعلهم يثقون بأنفسهم وبأن الأخصائي النفسي ليس بالشخص الذي يمكن أن يهددهم أو يهدد مهنتهم. لذلك أدركوا كفاءته في القيام بالتشخيص والعلاج النفسي والاستشارات النفسية .
أما ذوي الخبرة القليلة فإنهم ربما يكونون متحمسين ومندفعين للعمل بشدة متناهية ، ويرون أنهم الأقدر على ممارسة التشخيص والعلاج النفسي ، والاستشارات النفسية . لذلك فإن إدراكهم لدور الأخصائي النفسي ربما يكون متأثراً بخوفهم من تهديد الأخصائي النفسي لهم ولمهنتهم ، مما جعلهم يحصرون هذه المهام على الطبيب النفسي وحده كي يبرهنوا للمسئولين في المؤسسة التي يعملون فيها أنهم هم الأقدر على ممارسة هذه المهام خصوصاً وأن معظمهم ما زالوا حديثي العهد بالعمل الإكلينيكي.
نتائج الفرض الثالث :
ينص الفرض الثالث على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير الرتبة الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ) " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض ، قام الباحث باستخدام تحليل التباين أحادي الإتجاه لمعرفة الفروق في استجابات أفراد العينة وفقاً للرتبة الوظيفية . ويتضح من الجدول رقم (8) وجود فروق في إدراك الأطباء والطبيبات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق الرتبة الوظيفية فقط على محور " الاستشارات النفسية " . ولكن هذه الفروق لم تصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية بل كانت قريبة جداً منها حيث بلغت قيمة " ف " 3.03 عند مستوى 0.055 .
وللكشف عن مصادر تلك الفروق وتحديد اتجاهها ، تم استخدام إختبار شيفيه Sheffee كما يوضحه الجدول رقم (9).
جدول رقم (8)
نتائج تحليل التباين للكشف عن الفروق في إدراك أفراد العينة لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتمثل في الاستشارات النفسية وفق الرتبة الوظيفية
مصدر التباين درجات التباين مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة " ف "
القيمة الدلالة
بين المجموعات 2 24.151 12.076
3.034
غير دالة
داخل المجموعات 61 242.786 3.980
المجموع 63 266.938
جدول رقم (9)
نتائج اختبار شيفيه بشأن الفروق في درجة الاستشارات النفسية
باختلاف الرتبة الوظيفية
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري
1 استشاري أمراض نفسية 16 15.438 2.128
2 أخصائي أمراض نفسية 23 15.870 2.322
3 مقيمة نفسية 25 14.80 1.531
المجمـــــــــــــــــــــوع 64 15.219 2.058
ويتضح من هذا الجدول أن مصدر الفروق التي حددها اختبار شيفيه بشأن الفروق في درجة إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتمثل في تقديم الاستشارات النفسية وفق متغير الرتبة الوظيفية جاءت لصالح أخصائي أمراض نفسية. وكما يتضح من الجدول السابق فإن الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات المصنفون على وظيفة " أخصائي أمراض نفسية " حصلوا على متوسط 15.87 وهو أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء والطبيبات المصنفون على وظيفة "مقيم" و"استشاري" .
كذلك حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات المصنفون على وظيفة "استشاري أمراض نفسية" على متوسط 15.438 وهو أيضاً أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء والطبيبات المصنفون على وظيفة " مقيم نفسية " . وهذه الفروق التي أظهرتها نتائج اختبار شيفيه لم تصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية . لذلك يمكن القول بأن هذه النتائج جاءت غير محققة لصحة الفرض الثالث.
ويفسر الباحث انخفاض درجة إدراك الأطباء والطبيبات المصنفون على وظيفة "مقيم نفسية" على أن مقيم النفسية غالباً ما يكون حديث التخرج وقليل الخبرة ، ولذلك فربما يكون غير مدرك تماماً للدور الحقيقي للأخصائي النفسي الإكلينيكي. كما أن الطبيب الأخصائي هو أكثر من يقوم بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي مما قد يشير إلى فهمه لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتمثل في تقديم الاستشارات النفسية . كذلك فإن مستشفيات الصحة النفسية تقوم بعقد مؤتمر الحالة Case Conference أسبوعياً لمناقشة بعض الحالات ، ويشترك فيه كل من استشاري الأمراض النفسية ، وأخصائي الأمراض النفسية ، والأخصائي النفسي الإكلينيكي أما مقيم النفسية ، فيتم إشراكه فقط في حال كون الحالة التي سوف تناقش تم دخولها المستشفى عن طريقه.
لذا يمكن القول إن إشراك الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مؤتمر الحالة يعتبر دليلاً واضحاً على فهم كل من استشاري الأمراض النفسية وأخصائي الأمراض النفسية للدور الحقيقي الذي يقوم به.
التوصيات
في ضوء نتائج الدراسة الحالية ، يوصي الباحث بما يلي :
1. أن تتبنى وزارة الصحة السعودية ممثلة في هيئة التخصصات الصحية وضع دليل توصيفي يوضح مهام كل من الطبيب النفسي والأخصائي النفسي الإكلينيكي والأخصائي الاجتماعي بدقة متناهية .
2. التنسيق بين وزارة الصحة والجامعات السعودية من أجل وضع دورات متخصصة عن مهام الفريق العلاجي العامل في مستشفيات الصحة النفسية. وتكون هذه الدورات مخصصة لكل من الطبيب النفسي والأخصائي الإكلينيكي حتى يفهم كل منهما دور الآخر بموضوعية.
3. وضع دورات تدريبية متخصصة عن التشخيص والعلاج النفسي والاستشارات النفسية وتكون مخصصة للأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين حديثي التخرج.
4. إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول معرفة دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه بقية أعضاء الفريق العلاجي كالأخصائي الاجتماعي والممرض والطبيب العام.
5. إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول معرفة دور الطبيب النفسي كما يدركه أعضاء الفريق العلاجي العامل في مستشفيات الصحة النفسية (الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، الأخصائي الاجتماعي ، الممرض النفسي ، والطبيب العام).
قائمة المراجع
أولاً : المراجع العربية:
1. جمعة سيد يوسف (2000) . الإضطرابات السلوكية وعلاجها . القاهرة : دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.
2. جوليان روتر (1989) . علم النفس الإكلينيكي. ترجمة عطية محمود هنا. القاهرة: دار الشروق.
3. حسن مصطفى عبد المعطي (1998) . علم النفس الإكلينيكي . القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر.
4. عبد الستار إبراهيم (1988) . علم النفس الإكلينيكي : مناهج التشخيص والعلاج النفسي . الرياض : دار المريخ للنشر.
5. عطوف محمود ياسين (1986) . علم النفس العيادي (الإكلينيكي) . بيروت : دار العلم للملايين.
6. فؤاد أبو حطب ؛ حسنين الكامل ؛ نجيب خزام (1989). صورة علم النفس لدى الشباب العماني. مجلة العلوم الإجتماعية ، الكويت ، 17 ، 3 ، 19-52.
7. فهد عبد الله الربيعه (1996) . إتجاهات طلاب وطالبات علم النفس بجامعة الملك سعود نحو مهنة الأخصائي النفسي الإكلينيكي – دراسة استطلاعية - المجلة العلمية لكلية الآداب ، جامعة المنيا ، م20 ، أبريل ، 65-95.
8. ليندا دافيدوف (1988) . مدخل علم النفس . القاهرة : الدار الدولية للنشر والتوزيع.
9. محمد نجيب الصبوه (2002) . الإختصاصي النفسي والأمراض المهنية : دورة في الوقاية والتشخيص والعلاج . دراسات نفسية ، 12 ، (3) ، 329-339.
10. منظمة الصحة العالمية (1985) . دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مؤسسات الصحة النفسية. ترجمة : زين العابدين درويش . في : مصطفى سويف وآخرين : مرجع في علم النفس الإكلينيكي ، القاهرة : دار المعارف.
عدل سابقا من قبل د.محمد في الثلاثاء يناير 22, 2013 9:23 pm عدل 1 مرات
أستاذ مشارك ـ قسم علم النفس
كلية التربية ـ جامعة الملك سعود
ملخص الدراسة :
هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي . وقد تكونت عينة الدراسة من (64) طبيباً نفسياً وطبيبة نفسية من العاملين في مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية . وقد قام الباحث بتصميم أداة لقياس مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي الرئيسة والمتمثلة في التشخيص ، والعلاج النفسي ، والاستشارات النفسية ، وتم تطبيق هذه الأداة على عينة الدراسة الحالية . وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات على محوري التشخيص والاستشارات النفسية لصالح الطبيبات النفسيات . كذلك أظهرت نتائج الدراسة فروقاً بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات قليلي الخبرة وبين نظرائهم كثيري الخبرة وذلك على جميع محاور أداة الدراسة ، وجاءت هذه الفروق لصالح كثيري الخبرة . وأخيراً فإن نتائج الدراسة لم تكشف عن وجود فروق بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات وفق متغير الرتبة الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ) . وفي ضوء هذه النتائج وضع الباحث عدداً من التوصيات والمقترحات.
مقدمــــــــة :
كان تصنيف الأخصائيين النفسيين أمثال بينيه ، ورور شاخ ، ووكسلر ، لا يتجاوز كونهم أخصائيي قياس حيث ينحصر عملهم في تطبيق وتفسير الاختبارات النفسية فقط . ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبح هناك تحولاً كبيراً في تحديد أدوار ومهام العاملين في مجال الصحة النفسية من أخصائيين نفسيين وأخصائيين اجتماعيين وأطباء نفسيين .
فالأخصائي النفسي أصبح يساهم في عملية التشخيص باستخدام المقاييس النفسية التشخيصية ، والطبيب النفسي يقوم بعلاج المريض باستخدام أساليب العلاج النفسي والدوائي ، والأخصائي الاجتماعي يساعد المريض كي يحصل على دعم كامل خارج البيئة العلاجية (Schindler etal.,1987) .
إن تنوع وظائف ومسئوليات الأخصائي النفسي الإكلينيكي داخل مؤسسات الصحة النفسية قد يجعل تحديد دوره بدقة أمراً صعباً ، ولذلك فإن مهمة التقدير التشخيصي تكاد تكون هي المهمة الرئيسة التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي ( منظمة الصحة العالمية ، 1985 ).
وفي الوقت الحاضر وكنتيجة لنبذ النظام المؤسساتي لاحتضان المرضى النفسيين تغيرت النظرة إلى الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي وأصبح ينظر إليهما باعتبارهما يساهمان في العلاج النفسي وفي وضع الخطط الخاصة بالرعاية اللاحقة (Matthew,1993) .
ويرى الكثير من الباحثين أن الأدوار المنوطة بالأخصائي النفسي الإكلينيكي تتمثل في تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وعمل البحوث النفسية ، وتقديم الاستشارات النفسية للأفراد والمؤسسات العلاجية ( عبد الستار إبراهيم ، 1988 ؛ حسن عبد المعطي ، 1998 ؛ Spencer,1993 ) كذلك يحدد جولدنبرج Goldenberg الأدوار التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يلي:
1. عمل الاختبارات النفسية والمقابلات الإكلينيكية من أجل تشخيص الحالة.
2. الإرشاد والعلاج النفسي للأفراد والأزواج والأسر والجماعات.
3. عمل البحوث النفسية عن نمو الشخصية ووظائفها ، وأسباب المرض النفسي، وطرق العلاج النفسي وغيرها.
4. إختبار وتدريب الجماعات غير المهنية كالمساعدين في مجال الصحة النفسية والجماعات التطوعية والإشراف عليهم.
5. تقديم الاستشارات النفسية للمؤسسات العلاجية من أجل وضع برامج للعلاج والوقاية من الإضطرابات النفسية (Goldenleng ,1973,P.5).
وفي الاتجاه نفسه يحدد أجريستا (Agresta, 2004) دور الأخصائي النفسي فيما يلي:
1. عمل الاختبارات النفسية.
2. الإرشاد والعلاج النفسي الفردي.
3. الإرشاد والعلاج النفسي الجمعي.
4. الاستشارات النفسية.
أما جوليان روتر (1989) فيشير إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي يقوم بالأدوار التالية:
1. قياس الذكاء والقدرات العامة . وهذا النشاط لا يتضمن مجرد قياس القدرة الحالية للفرد ، بل يتضمن أيضاً تقدير إمكاناته ، وكفاءاته ، وأثر المشكلات أو الظروف الأخرى التي تحيط به في قيامه بوظائفه العقلية.
2. قياس الشخصية ووصفها وتقويمها ، وما يتضمنه من تشخيص ما يمكن أن نطلق عليه السلوك المشكل أو الشاذ أو غير التوافقي.
3. العلاج النفسي ( ص ص 25-26).
وقد حدد قاموس الألقاب المهنية في الولايات المتحدة الأمريكية واجبات الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يلي :
" الأخصائي النفسي الإكلينيكي يشخص اضطرابات الأفراد العقلية والإنفعالية في العيادات والسجون والمؤسسات الأخرى ، ويقوم بتنفيذ برامج العلاج ، ويقوم بمقابلة المرضى ، ويدرس تاريخ الحالة الطبي والاجتماعي ، ويلاحظ المرضى أثناء اللعب أو في المواقف الأخرى ، وينتقي الاختبارات الإسقاطية والنفسية الأخرى ويطبقها ويفسرها ليشخص الاضطراب ، ويضع خطة العلاج ويعالج الاضطرابات النفسية لإحداث التوافق باستخدام أفضل أنواع العلاج المختلفة مثل علاج البيئة ، والعلاج باللعب ، والسيكو دراما وغيرها . ويختار الأسلوب الذي يستخدم في العلاج الفردي مثل العلاج الموجه والعلاج غير الموجه والعلاج المساند ، ويخطط عدد مرات العلاج أسبوعياً وعمقه ومدته . وقد يتعاون مع تخصصات مهنية أخرى مثل أطباء الأمراض العقلية ، وأطباء الأطفال وأطباء الأعصاب وأطباء الأمراض الباطنية وغيرهم كالأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين والمساعدين لتطوير برامج علاج المرضى التي تعتمد على تحليل البيانات الإكلينيكية . وقد يدرب الطلبة الإكلينيكيين الذين يؤدون فترات الامتياز في المستشفيات والعيادات . وقد يطور التصميمات التجريبية ، ويقوم بالبحوث في ميدان تطور الشخصية ونموها والتوافق (التكيف في الصناعة والمدارس والعيادات والمستشفيات) ، وفي مشكلات التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض العقلية . وقد يخدم كمستشار في المؤسسات الاجتماعية والتربوية والترفيهية والمؤسسات الأخرى وذلك بالنسبة لحالات الأفراد أو التقويم أو التخطيط أو تطوير برامج الصحة النفسية . وقد يستخدم مهاراته في التدريس والبحث والاستشارة "
( عطوف ياسين ، 1986 ، ص ص 96-97).
ويرى بعض الباحثين أن التشخيص ، والعلاج النفسي ، وإجراء البحوث النفسية ، والتدريس في الجامعات والكليات تعتبر من أهم مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ( ليندا دافيدوف ، 1988 Costin & Draguns,1989 ; ) .
ورغم أن بعض الأخصائيين النفسيين يقومون بالتدريس في المدارس والمؤسسات الطبية ، إلا أن الكثير من طلاب الطب لديهم إدراكات خاطئة عن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وذلك كنتيجة مباشرة لتأثير الطب النفسي عليهم . لذلك فإن قلة معرفة طلاب الطب والأطباء بالقضايا النفسية وبمهارات الأخصائي النفسي الإكلينيكي تعتبر من أهم الصعوبات التي تواجه الأخصائي النفسي الذي يعمل في المؤسسات الطبية.
ونظراً للتشابه في المهام التي يؤديها كل من الأخصائي النفسي والطبيب النفسي ، فإن معظم الأطباء النفسيين يؤكدون على أن مهمتي التشخيص والعلاج النفسي هما من اختصاص الطبيب النفسي ، وأن الأخصائي النفسي غير قادر على ممارسة هذه المهام . ويبررون ذلك بأن الأخصائي النفسي ينقصه التدريب وخصوصاً في المجال الطبي . كما يرى الكثير من الأطباء النفسيين أن الاستشارات النفسية مهمة للغاية ، إلا أنهم يعتقدون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي ينقصه التدريب والتأهيل لكي يمارس هذا الدور على أكمل وجه لقد مضى على هذا الكلام ما يقرب من عشرين عاماً ، وربما تكون الصورة قد تغيرت (Meyers ; Fink & Carey,1988) .
مشكلة الدراسة :
يتكون فريق العمل في مجال الصحة النفسية من عدد من المتخصصين أو المهنيين مثل الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، والطبيب النفسي ، والأخصائي الاجتماعي في مجال الطب النفسي ، وأخصائي التحليل النفسي . وقد تتسع هذه التخصصات لتشمل أخصائيين آخرين مثل الأخصائي النفسي في مجال الإرشاد النفسي ، وأخصائي التمريض وغيرهم ( جمعة يوسف ، 2000 ، ص 364 ) . ولكي يؤدي هذا الفريق عمله على أكمل وجه يجب على كل عضو أن يكون لديه فهم صحيح للمهام والأدوار التي يؤديها أعضاء الفريق الآخرين . ونظراً لتشابه الأدوار التي يؤديها كل من الأخصائي النفسي الإكلينيكي والطبيب النفسي ، فإن بعض الأطباء النفسيين ربما يرون أن قيام الأخصائي النفسي الإكلينيكي بممارسة التشخيص والعلاج إعتداء على مهام لا يمكن أن يمارسها سوى الطبيب النفسي . وبطبيعة الحال فإن إحساس الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأن دوره غير مفهوم من قبل بقية أعضاء الفريق العلاجي وعلى وجه الخصوص من قبل الطبيب النفسي الذي غالباً يتولى رئاسة الفريق العلاجي ، قد يولد لديه بعض الإحباطات والضغوط النفسية التي قد تعيقه عن أداء دوره كما ينبغي.
إن معظم العاملين في مجال الصحة النفسية من غير الأخصائيين النفسيين قد لا يكون لديهم الاستعداد للاعتراف بكفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي وقدرته على ممارسة مهامه التي تم تأهيله وتدريبه عليها (Matthew,1993) . كذلك فإن بعض الأطباء النفسيين يرون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي لديه قدرات محدودة لممارسة التشخيص والعلاج وتقديم الاستشارات النفسية لأنه لم يتلق تدريباً وتأهيلاً كافيين في هذه المجالات (Meyer etal.,1988) .
ومن ناحية أخرى فقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات أن عامة الناس يدركون الدور الذي يقوم به الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي قادر على القيام بتشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وتقديم الاستشارات النفسية
(Schindler etal., 1987 ; Bland etal., 1990 ; Schulte,1993 ; Bremer etal., 2001)
وبالإضافة إلى قيام الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأدوار رئيسه تتمثل في تشخيص وعلاج الاضطرابات العقلية وتقديم الاستشارات النفسية فإن محمد الصبوه (2002) على سبيل المثال يرى أن تدريب أفراد المهن الأخرى المتصلة بمجال الصحة النفسية هو من صميم عمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي . وفي هذا الصدد يقول محمد الصبوه (2002) : " ينتظر من الأخصائي النفسي ضرورة المشاركة في ممارسة التخصص ، وفي تدريب أفراد المهن الأخرى المتصلة بمجال الصحة النفسية ، كالأطباء في مجال طب الصناعات وطب البيئة والمجتمع ، والأطباء النفسيين والممرضين ، والاختصاصيين الاجتماعيين ، والمسئولين عن مراقبة الجانحين ، وغيرهم كثيرون .. تدريبهم على إنجاز مهامهم بنجاح وبأقل عدد من العمليات والخطوات اللازمة للإنجاز.
إن فهم دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي من قبل عامة الناس وقلة وضوح هذا الدور من قبل بقية أعضاء الفريق العلاجي وخصوصاً الطبيب النفسي يطرح قضية رئيسة تحاول الدراسة الحالية بحثها وهي معرفة مدى إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي . ويمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية بشكل دقيق في السؤال الرئيس التالي:
ما مدى إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية :
1. هل يختلف إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي باختلاف جنس الطبيب النفسي ؟
2. هل يختلف إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي باختلاف عدد سنوات خبرة الطبيب النفسي ؟
3. هل يختلف إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي باختلاف رتبة الطبيب النفسي الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ) ؟
أهمية الدراسة وأهدافها:
تعتبر الدراسات التي تناولت العلاقة بين الأخصائي النفسي الإكلينيكي وبقية أعضاء الفريق العلاجي قليلة ، وخاصة تلك الدراسات التي تركز على إدراك الطبيب النفسي لما يتمتع به الأخصائي النفسي الإكلينيكي من مهارات وما يؤديه من مهام (Blumenthal & Lavender ,1997) .
وفي حدود علم الباحث ، لا توجد دراسات عربية حول إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، لذلك تأتي أهمية الدراسة الحالية في كونها تتناول موضوعاً جديداً وهو الكشف عن مدى إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي .
إن حداثة هذا الموضوع هو ما جعل الباحث يأمل في أن تكون الدراسة الحالية بمثابة إضافة إلى التراث السيكولوجي في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي مما قد يثري المكتبة العربية في هذا المجال . وأخيراً فإن نتائج الدراسة الحالية وتوصياتها ربما تسهم في توضيح الدور الحقيقي للأخصائي النفسي الإكلينيكي .
في ضوء ما سبق فإن الدراسة الحالية تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:
1. الوقوف دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي.
2. توضيح مدى إختلاف إدراك الأطباء النفسيين لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي طبقاً لمتغيرات جنس الطبيب النفسي ، وعدد سنوات خبرته ، ورتبته الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ).
مصطلحات الدراسة:
1- دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
يقصد بالدور هنا المهام المنوطة بالأخصائي النفسي الإكلينيكي والمتمثلة في تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وتقديم الاستشارات النفسية للأفراد والمؤسسات العلاجية ، وعمل البحوث النفسية.
2- الأخصائي النفسي الإكلينيكي :
يعرف ساراسون وساراسون Sarason & Sarason (1984) الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأنه " أخصائي نفسي حاصل على درجة علمية عالية غالباً ما تكون الدكتوراه ، ومتخصص في السلوك غير العادي ، وهو مدرب على تشخيص وعلاج اضطرابات الشخصية والاضطرابات النفسية الأخرى غير عضوية المنشأ ، ويقوم أيضاً بعمل البحوث والدراسات النفسية " (P.12) .
كما يعرف هولمز Holmes (1994) الأخصائي النفسي الإكلينيكي بأنه "الشخص الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي ، ويكون أيضاً حاصلاً على تدريب كافي في المجال الإكلينيكي بحيث يصبح قادراً على تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية " (P.600) .
ويقصد بالأخصائي النفسي الإكلينيكي في الدراسة الحالية الشخص الحاصل على الأقل على درجة البكالوريوس في علم النفس ، ويعمل في أحد مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة ، أو للقطاعات الحكومية الأخرى في المملكة العربية السعودية . ويجب أن يكون هذا الشخص قادراً على المساهمة في عمليتي التشخيص والعلاج النفسي عن طريق تطبيق وتفسير الاختبارات النفسية، ودراسة الحالات الفردية ، وإجراء المقابلات الإكلينيكية .
3- الطبيب النفسي :
يعرف هولمز Holmes (1994) الطبيب النفسي بأنه " طبيب متخرج من إحدى كليات الطب ، والتحق ببرنامج تدريبي في الطب النفسي يركز على تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ، لمدة ثلاث سنوات ، وعادة ما يقدم هذا البرنامج في مستشفيات الصحة النفسية" (P.13) .
ويقصد بالطبيب النفسي في الدراسة الحالية الطبيب الذي يعمل في أحد مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية ، ويكون بعد حصوله على بكالوريوس الطب قد التحق ببرنامج تدريبي في الطب النفسي يركز على تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ، ولمدة لا تقل عن سنتين.
الدراسات السابقة
بالرغم من توفر الدراسات التي كشفت عن زيادة الوعي لدى عامة الناس بكفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي في علاج الاضطرابات العقلية ، إلا أن الدراسات التي تناولت إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ما زالت نادرة جداً (Matthew,1993) . وفي حدود علم الباحث ، لا توجد دراسات عربية صممت أساساً لمعرفة إدراك الطبيب النفسي لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي .
ومن الدراسات التي تناولت إدراك عامة الناس لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي ما قام به شيندلر وزملاؤه Schindler etal., (1987) والتي أوضحت أن تقييم عامة الناس لقدرة الأخصائي النفسي الإكلينيكي على علاج الاضطرابات العقلية كان مساوياً لتقييمهم للطبيب النفسي . كذلك كشفت هذه الدراسة عن أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي كان أكثر اهتماماً وعناية بالمريض من الطبيب النفسي.
كذلك أجرى وود وزملاؤه (1986) Wood , etal., دراسة مسحية على (201) من عامة الناس لمعرفة إتجاهاتهم نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمهام التي يقوم بها . وقد أوضحت نتائج هذه الدراسة أن غالبية أفراد العينة لديهم اتجاهات إيجابية نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، حيث أفاد 84% من أفراد العينة أن علم النفس علم تطبيقي ، وأفاد 58% منهم أن علم النفس لا يستخدم من أجل استغلال الناس ، بل يهدف إلى تحقيق سعادتهم . كما أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن عامة الناس ينظرون إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي كعالم سلوكي ، بينما يصفون الطبيب النفسي بالممارس المهني.
كذلك وجد شولتي (1993) Schulte في دراسته عن إتجاهات عامة الناس نحو العلاج النفسي أن 93% يعتقدون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي قادر على علاج المشكلات النفسية ، بينما يرى 75% منهم أن الطبيب النفسي هو المؤهل للقيام بهذه المهمة .
أما أنقر ماير وزملاؤه (1993) Angermeyer etal., فقد قاموا بدراسة مقارنة بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي على عينة من عامة الناس في ألمانيا الاتحادية. وقد أوضحت هذه الدراسة أن العلاج النفسي هو الأسلوب المفضل حتى بالنسبة لعلاج المرضى الفصاميين . وقد بررت عينة الدراسة تفضيلهم العلاج النفسي على العلاج الدوائي بعدة مبررات من ضمنها الكفاءة الشخصية التي يتميز بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمتمثلة في قدرته على ممارسة العلاج النفسي.
كذلك قام بريمر وزملاؤه (2001) Bremer etal., بدراسة هدفت إلى معرفة آراء الناس حول كفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي وقدرته على القيام بدوره المهني . وقد تكونت عينة الدراسة من (132) فرداً تراوحت أعمارهم بين 18 و68 سنة. وتوصلت هذه الدراسة إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي والطبيب النفسي كانا أقدر أعضاء الفريق العلاجي على علاج الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب الحاد.
أما دراسة موريسون وداون (1975) Morrison & Duane فقد هدفت إلى معرفة إدراك المتخصصين في تربية ورعاية الأطفال لكفاءة الأخصائي النفسي الإكلينيكي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي كان أكثر كفاءة وقدرة من الطبيب النفسي ومن الأخصائي الاجتماعي على ممارسة أساليب العلاج السلوكي والأسري والعلاج باللعب وتطبيق الاختبارات النفسية وتقديم الاستشارات النفسية.
كذلك قام شاربلي (1986) Sharpley بدراسة عن اتجاهات عامة الناس نحو الأخصائي النفسي ، والطبيب النفسي ، والأخصائي الاجتماعي ، والمرشد النفسي. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن 22.9% من أفراد العينة يرون أن الأخصائي النفسي قادر على مساعدة الناس في حل مشاكلهم التي يتعرضون لها.
وفي السياق نفسه كشفت دراسة بلاند وزملائه (1990) Bland etal., عن أن عامة الناس يضعون الأخصائي النفسي الإكلينيكي في المرتبة الثانية بعد طبيب الأسرة في قدرته على تقديم الاستشارات وعلاج الاضطرابات الانفعالية والعقلية . وتدل نتائج هذه الدراسة على أن إدراك عامة الناس لقدرة الأخصائي النفسي الإكلينيكي على علاج الاضطرابات العقلية في تزايد مستمر.
وعلى صعيد آخر ، أجرى بلومنثال ولافندر (1997) Blumenthal & Lavender دراسة عن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه أعضاء الفريق العلاجي وذلك على عينة مكونة من (55) فرداً من الأخصائيين الاجتماعيين ، والأطباء النفسيين ، والمرشدين ، والممرضين. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة إجماع أفراد العينة على أن التشخيص النفسي ، وتقديم الاستشارات النفسية ، وممارسة أساليب العلاج السلوكي المعرفي تعتبر من أهم الأعمال التي يمارسها الأخصائي النفسي الإكلينيكي . وقد ذكر 96% من أفراد العينة أن التشخيص النفسي من مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، وأفاد 83% منهم أن تقديم الاستشارات النفسية مهمة أساسية من مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، في حين أفاد 72% منهم أن ممارسة أساليب العلاج السلوكي المعرفي تأتي في المرتبة الثالثة.
كذلك قام ماثيو (1993) Matthew بدراسة هدفت إلى معرفة إدراك الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي. وذلك على عينة مكونة من (16) طبيباً نفسياً و(20) أخصائياً اجتماعياً من ولاية كونيكتيكت الأمريكية . وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن 41.7% من أفراد العينة أفادوا بأنهم يقومون بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفس الإكلينيكي من أجل التشخيص النفسي ، كما أوضح 16.7% أن التشخيص والعلاج النفسي والعناية اللاحقة هي الأسباب الرئيسة التي تجعلهم يقومون بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي . كما كشفت هذه الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين في إدراكهم لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وذلك لصالح الأخصائيين الاجتماعيين الذين يرون أن من أهم مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي قيامه بتقييم شخصية المريض. وأخيراً أظهرت نتائج هذه الدراسة اتفاقاً بين الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين على أن العلاج النفسي وممارسة مهام علم النفس الشرعي من الأعمال الهامة التي يزاولها الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، وأن التصريح للمرضى بدخول المستشفيات النفسية وعلاج الاضطرابات العقلية الشديدة من الأمور التي لا يستطيع الأخصائي النفسي الإكلينيكي التعامل معها بكفاءة تامة.
أما بريور ونويلز (2001) Pryor & Knowles فقد أجريا دراسة هدفت إلى معرفة اتجاهات الأطباء العموميين نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي على عينة قوامها (105) تراوحت أعمارهم بين 26 و69 سنة . وقد كشفت هذه الدراسة عن أن اتجاهات الأطباء بشكل عام نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي كانت مقبولة . كذلك أوضحت هذه النتائج أن الأطباء يرون أن تدريب الأخصائي النفسي غير كافي . ومن ناحية أخرى أشارت هذه الدراسة إلى أن الطبيبات يحولن المرضى إلى الأخصائي النفسي بنسبة أكبر مما يقوم به الأطباء وهذا الإجراء ربما يعكس اتجاههن الإيجابي نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي وثقتهن به وما لديه من مهارات وقدرات. وأخيراً أوضحت نتائج هذه الدراسة أن غالبية الأطباء والطبيبات يعتقدون أن الأخصائي النفسي قادر على المشاركة بفعالية في برامج العناية الطبية.
تعقيب على الدراسات السابقة
بعد إستقراء نتائج الدراسات السابقة التي تم عرضها في الدراسة الحالية يمكن ملاحظة ما يلي :
1. غياب الدراسات العربية التي تناولت دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي.
2. معظم هذه الدراسات تناولت دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه عامة الناس مثل دراسة شيندلر وزملائه Schindler etal., (1987) ، ودراسة شولتي (1993) Schulte ، ودراسة بريمر وزملائه (2001) Bremer etal., .
3. الدراسات الأجنبية التي تناولت دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه الطبيب النفسي وبقية أعضاء الفريق العلاجي قليلة جداً مثل دراسة بلومنثال ولافندر (1997) Blumenthal & Lavender ، ودراسة ماثيو
(1993) Matthew .
فروض الدراسة :
للإجابة عن تساؤلات الدراسة الحالية قام الباحث بصياغة الفروض التالية:
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات في إدراكهم لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير عدد سنوات الخبرة.
3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير الرتبة الوظيفية (استشاري ، أخصائي ، مقيم ).
منهج الدراسة وإجراءاتها
منهج الدراسة :
في ضوء طبيعة موضوع الدراسة الحالية تم استخدام المنهج الوصفي المسحي نظراً لملاءمة هذا المنهج لأهداف الدراسة الحالية.
مجتمع الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة الحالية من جميع الأطباء النفسيين السعوديين العاملين في مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة وكذلك الأطباء النفسيين العاملين في مستشفى الملك خالد الجامعي التابع لجامعة الملك سعود ، ويبلغ عددهم (306) طبيباً وطبيبة.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من (64) طبيباً نفسياً وطبيبة نفسية من الذين استجابوا لأداة الدراسة ، وكان عدد الذين طبقت عليهم الدراسة (100) طبيب وطبيبة ، أي أن نسبة الذين استجابوا للأداة المستخدمة في الدراسة الحالية كانت 64% من عينة الدراسة الكلية ، كما بلغت نسبة أفراد العينة بالنسبة لمجتمع الدراسة 20.9% ومعظم أفراد العينة من الذكور حيث بلغ عددهم (47) بنسبة 73.4% من العينة الكلية ، أما الإناث فقد بلغ عددهن (17) بنسبة 26.6%.
أداة الدراسة :
قام الباحث بتصميم أداة الدراسة الحالية طبقاً للخطوات التالية:
1. تم توجيه سؤال مفتوح لعشرين أستاذاً من أساتذة قسم علم النفس بجامعة الملك سعود ، وقد تضمن هذا السؤال توضيح أهم المهام التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية . وقد أجمع معظم هؤلاء الأساتذة (95%) على أن المهام الرئيسة التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي في المملكة العربية السعودية تنحصر في التشخيص والعلاج والاستشارات النفسية.
2. قام الباحث بمراجعة التراث السيكولوجي والدراسات ذات العلاقة بموضوع الدراسة ، كما استفاد الباحث من خبرته العيادية والتدريسية وخاصة تدريسه لمقررات علم النفس العيادي وعلم النفس العيادي متقدم وتشخيص الأمراض النفسية وتصنيفها لعدة سنوات في بناء الأداة الحالية.
3. قام الباحث بصياغة بنود أداة الدراسة ، وقد تكونت في صورتها الأولية من ستة وعشرين بنداً ، وتم عرضها على أربعة وعشرين عضواً من أعضاء هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود . وقد أبدوا ملاحظاتهم ومرئياتهم عن مدى وضوح وملاءمة بنود الأداة لأهداف الدراسة الحالية ، وقد نتج عن هذه الملاحظات حذف ستة بنود من أداة الدراسة.
4. تكونت أداة الدراسة الحالية في صورتها النهائية من عشرين عبارة تمثل ثلاثة محاور رئيسة هي:
أ. التشخيص : ويتكون من ثمانية بنود هي : 1 ، 4 ، 7 ، 11 ، 12 ، 15 ، 19 ، 20.
ب. العلاج النفسي : ويتكون من سبعة بنود هي : 3 ، 5 ، 8 ، 10 ، 13 ، 14 ، 17.
ج. الاستشارة النفسية: وتتكون من خمسة بنود هي: 2 ، 6 ، 9 ، 16 ، 18.
وقد قام الباحث بتصميم هذه الأداة طبقاً لطريقة " ليكرت " Likert حيث يحدد المفحوص إجابته على كل عبارة وفقاً لمقياس متدرج من 4-1 بحيث يمثل رقم (4) أوافق بشدة ، ورقم (3) أوافق ، ورقم (2) لا أوافق ، ورقم (1) لا أوافق بشدة . وتحتوي الأداة على خمس عبارات سالبة تصحح في الاتجاه العكسي ، بحيث يمثل (1) أوافق بشدة ، و(2) أوافق ، و(3) لا أوافق ، و(4) لا أوافق بشدة.
وقد قام الباحث بالتأكد من الخصائص السيكومترية لهذه الأداة وذلك على النحو التالي:
1 – الثبات :
تم حساب ثبات الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية وفقاً للأساليب التالية:
أ ـ معامل ثبات ألفا كرونباخ :
تم حساب معامل ألفا كرونباخ لبيانات (30) مفحوصاً على أداة الدراسة الحالية المكونة من (20) بنداً . وقد جاءت قيمة معامل ألفا 0.72 بالنسبة لمحوري التشخيص والعلاج النفسي ، أما بالنسبة لمحور الاستشارات النفسية فقد بلغ معامل ألفا 0.61 ، بينما بلغ معامل ألفا للأداة ككل 0.84 ، وهذه القيم مرتفعة مما يدل على أن الأداة على درجة عالية من الثبات.
ب ـ التجزئة النصفية:
تم حساب معامل الارتباط بين مجموع درجات بنود الأداة الفردية ومجموع درجاتها الزوجية على عينة الدراسة الحالية المكونة من (64) مفحوصاً . وقد جاءت قيم معامل الثبات بطريقة سبيرمان Spearman 0.74 بالنسبة لمحور التشخيص ، و0.68 بالنسبة لمحور العلاج النفسي ، و0.60 بالنسبة للاستشارات.
أما بالنسبة للأداة ككل فقد بلغ معامل الثبات بطريقة سبيرمان 0.85 ، وهذه القيم تشير إلى أن الأداة على درجة عالية من الثبات.
2- الصدق:
للتحقق من صدق الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية ، استخدم الباحث الطرق التالية:
أ ـ صدق المحكمين :
تم عرض عبارات الأداة في صورتها الأولية وعددها (26) عبارة على (24) أستاذاً من أساتذة قسم علم النفس بجامعة الملك سعود بالرياض . وقد أجمع المحكمون على ضرورة حذف (6) عبارات حيث كانت نسبة اتفاقهم 92% . لذا أصبحت الأداة في صورتها النهائية تتكون من (20) عبارة فقط.
ب ـ الإتساق الداخلي :
تم حساب معامل الإرتباط لبيرسون بين كل عبارة من عبارات الأداة والدرجة الكلية وذلك على عينة حجمها (30) طبيباً وطبيبة . والجدول رقم (1) يوضح قيم معاملات الارتباط ودلالاتها الإحصائية.
جدول رقم (1)
معاملات الإرتباط بين درجات المفحوصين على كل بند من بنود المقياس ودرجاتهم على المقياس ككل
رقم البند معامل الارتباط مستوى الدلالة رقم البند معامل الارتباط مستوى الدلالة
1 0.68 0.000 11 0.54 0.002
2 0.61 0.000 12 0.62 0.000
3 0.68 0.000 13 0.54 0.002
4 0.62 0.000 14 0.13 غير دال
5 0.81 0.000 15 0.63 0.000
6 0.61 0.000 16 0.71 0.000
7 0.69 0.000 17 0.51 0.002
8 0.63 0.000 18 0.79 0.000
9 0.36 0.04 19 0.54 0.002
10 0.70 0.000 20 0.59 0.001
يتضح من الجدول السابق أن جميع معاملات الإرتباط دالة إحصائياً ما عدا البند رقم (14) فهو غير دال ، ولذلك تم استبعاده فيكون المقياس قد اشتمل على (19) بنداً فقط وذلك عند إجراء التحليلات الإحصائية النهائية.
المعالجة الإحصائية :
في ضوء أهداف الدراسة الحالية وفروضها ، قام الباحث باستخدام الطر ق الإحصائية التالية:
1. إختبار "ت" للتحقق من صحة الفرضين الأول والثاني.
2. أسلوب تحليل التباين أحادي الإتجاه للتحقق من صحة الفرض الثالث.
3. إختبار " شيفيه " لمعرفة إتجاه الفروق فيما أسفر عنه تحليل التباين للتحقق من صحة الفرض الثالث.
نتائج الدراسة ومناقشتها
وفقاً لفروض الدراسة الحالية ، قام الباحث بعرض النتائج التالية:
نتائج الفرض الأول:
ينص الفرض الأول على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات في إدراكهم لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث باستخدام إختبار " ت " لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات درجات الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات على كل محور من محاور الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية ، وقد جاءت نتائج الفرض الأول كما يلي :
1. حصلت الطبيبات النفسيات على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء النفسيون على محور " التشخيص " . وقد جاء الفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.04 ، حيث بلغت قيمة " ت " على هذا المحور (2.05) ، والجدول رقم (2) يوضح هذه النتيجة.
جدول رقم (2)
نتائج اختبار " ت " لمجموعتي الدراسة على محور " التشخيص " وفقاً لمتغير الجنس
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
الأطباء النفسيون 47 20.30 2.85
2.05
0.04
الطبيبات النفسيات 17 22.11 3.98
2. حصل الأطباء النفسيون على متوسط مساوي للمتوسط الذي حصلت عليه الطبيبات النفسيات على محور " العلاج النفسي " مما جعل الفرق بين المتوسطين لم يصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية ، ويتضح ذلك في الجدول رقم (3).
جدول رقم (3)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " العلاج النفسي "
وفقاً لمتغير الجنس
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
الأطباء النفسيون 47 18.46 3.02
0.06
غير دالة
الطبيبات النفسيات 17 18.52 4.31
3. حصلت الطبيبات النفسيات على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء النفسيون على محور " الاستشارات النفسية" ، والفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.002 حيث بلغت قيمة " ت " على هذا المحور 3.30 ، والجدول رقم (4) يوضح نتائج تلك المعالجة.
جدول رقم (4)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " الاستشارات النفسية"
وفقاً لمتغير الجنس
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
الأطباء النفسيون 47 14.74 1.98
3.30
0.002
الطبيبات النفسيات 17 16.53 1.70
لقد كشفت نتائج الفرض الأول عن وجود فروق بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات وذلك على بعدي التشخيص والاستشارات النفسية لصالح الطبيبات النفسيات . لذلك جاءت هذه النتائج محققة لصحة الفرض الأول جزئياً. ويتضح من عرض هذه النتائج أن الإناث لديهن إتجاهات إيجابية نحو مهنة الأخصائي النفسي الإكلينيكي أكثر من الذكور.
وتتفق هذه النتائج مع ما توصل إليه Pryor & Knowles (2001) حيث وجدا إن الإناث لديهن اتجاهات إيجابية نحو الأخصائي النفسي الإكلينيكي أكثر من الذكور . كذلك وجد Britt etal., (1994) أن الطبيبات النفسيات لديهن اتجاهات إيجابية أفضل من الأطباء النفسيين نحو مهنة الإرشاد النفسي مما جعلهن يقمن بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي اعترافاً منهن بكفاءته وقدرته على القيام بمهامه.
كما أن هذه النتائج متفقة إلى حد ما مع ما توصل إليه فهد الربيعه (1996م) حيث وجد أن الإناث حصلن على متوسط أعلى في اتجاهاتهن نحو مهنة الأخصائي النفسي الإكلينيكي مقارنة بالذكور . كذلك أثبتت دراسات عديدة أن الإناث تتكون لديهن اتجاهات إيجابية نحو علم النفس أكثر من الذكور (فؤاد أبو حطب وزملاؤه ، 1989) .
ويفسر الباحث حصول الطبيبات النفسيات على متوسطات مرتفعة على محوري التشخيص والاستشارات النفسية بأن التشخيص يتطلب أدوات تشخيصية مثل الاختبارات النفسية التشخيصية التي تعتبر متطلبات أساسية لتأهيل الأخصائي النفسي الإكلينيكي . كذلك فالاستشارات النفسية لا تتطلب قاعدة طبية وإنما تتطلب إلمام بنظريات وفنيات الإرشاد والعلاج النفسي وهي أيضاً من المتطلبات الأساسية لتأهيل الأخصائي النفسي الإكلينيكي.
ومن ناحية أخرى يفسر الباحث عدم وجود فروق بين الذكور والإناث على محور العلاج النفسي بأن الأطباء النفسيين ربما يرون أن العلاج النفسي يتطلب خلفية طبية لا تتوفر لدى الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، ولذلك يعتبرون العلاج النفسي من المهام الرئيسة للطبيب النفسي القادر على وصف الأدوية النفسية ، كما أنهم يرون أن ممارسة الأخصائي النفسي للعلاج النفسي اعتداء على مهنتهم.
نتائج الفرض الثاني :
ينص الفرض الثاني على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير عدد سنوات الخبرة " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم إستخدام اختبار " ت " لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات درجات الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات قليلي الخبرة ( أقل من 10 سنوات ) ، والأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات كثيري الخبرة ( 10 سنوات فأكثر) على كل محور من محاور الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية . وقد تم التوصل إلى النتائج التالية:
1. حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات الذين تصل خبرتهم إلى 10 سنوات فأكثر على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه نظراؤهم الذين تقل خبرتهم عن 10 سنوات على محور " التشخيص " ، وقد جاء الفرق بين المتوسطين دالاً إحصائياً عند مستوى 0.002 ، حيث بلغت قيمة " ت " على هذا المحور 3.28 ، والجدول رقم (5) يوضح نتائج تلك المعالجة.
جدول رقم (5)
نتائج اختبار " ت " لمجموعتي الدراسة على محور " التشخيص "
وفقاً لمتغير عدد سنوات الخبرة
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
قليلي الخبرة (أقل من10 سنوات) 38 19.73 2.91
3.28
0.002
كثيري الخبرة (10 سنوات فأكثر ) 26 22.26 3.20
2. حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات الذين تصل خبرتهم إلى 10 سنوات فأكثر على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه نظراؤهم الذين تقل خبرتهم عن 10 سنوات على محور " العلاج النفسي " ، والفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.004 ، وقد بلغت قيمة " ت " على هذا المحور 3.0 ، والجدول
رقم (6) يوضح هذه النتيجة.
جدول رقم (6)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " العلاج النفسي "
وفقاً لمتغير عدد سنوات الخبرة
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
قليلي الخبرة (أقل من10 سنوات) 38 17.5 3.27
3.0
0.004
كثيري الخبرة (10 سنوات فأكثر ) 26 20.0 3.03
3. حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات الذين تصل خبرتهم إلى 10 سنوات فأكثر على متوسط أعلى من المتوسط الذي حصل عليه نظراؤهم الذين تقل خبرتهم عن 10 سنوات على محور " الاستشارات النفسية " ، والفرق بين المتوسطين دال إحصائياً عند مستوى 0.003 حيث بلغت قيمة " ت " 3.07 ؛ والجدول رقم (7) يوضح ما تم التوصل إليه في هذا الشأن .
جدول رقم (7)
نتائج اختبار " ت" لمجموعتي الدراسة على محور " الاستشارات النفسية"
وفقاً لمتغير عدد سنوات الخبرة
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري قيمة "ت" مستوى الدلالة
قليلي الخبرة (أقل من10 سنوات) 38 14.60 1.89
3.07
0.003
كثيري الخبرة (10 سنوات فأكثر ) 26 16.12 1.98
وباستعراض نتائج الفرض الثاني إتضح أن هناك فروقاً بين الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات قليلي الخبرة وبين نظرائهم كثيري الخبرة وذلك على جميع محاور الأداة المستخدمة في الدراسة الحالية ، كما أن هذه الفروق جاءت لصالح ذوي الخبرة الكثيرة ، لذلك يمكن القول بأن هذه النتائج جاءت محققة لصحة الفرض الثاني.
ويفسر الباحث حصول الأطباء والطبيبات كثيري الخبرة على متوسطات أعلى من نظرائهم قليلي الخبرة على محاور التشخيص والعلاج النفسي والاستشارات النفسية بأن ذوي الخبرة الكثيرة أصبح لديهم معرفة تامة بقدرات الأخصائي النفسي وأصبح لديهم فهم أعمق بمهامه التي يقوم بها من خلال احتكاكهم به وعملهم مع بعض ضمن الفريق العلاجي الواحد . كما أن الأطباء والطبيبات ذوي الخبرة الكثيرة وصلوا إلى درجة عالية من النضج والثقة بالنفس وبالقدرات مما جعلهم يثقون بأنفسهم وبأن الأخصائي النفسي ليس بالشخص الذي يمكن أن يهددهم أو يهدد مهنتهم. لذلك أدركوا كفاءته في القيام بالتشخيص والعلاج النفسي والاستشارات النفسية .
أما ذوي الخبرة القليلة فإنهم ربما يكونون متحمسين ومندفعين للعمل بشدة متناهية ، ويرون أنهم الأقدر على ممارسة التشخيص والعلاج النفسي ، والاستشارات النفسية . لذلك فإن إدراكهم لدور الأخصائي النفسي ربما يكون متأثراً بخوفهم من تهديد الأخصائي النفسي لهم ولمهنتهم ، مما جعلهم يحصرون هذه المهام على الطبيب النفسي وحده كي يبرهنوا للمسئولين في المؤسسة التي يعملون فيها أنهم هم الأقدر على ممارسة هذه المهام خصوصاً وأن معظمهم ما زالوا حديثي العهد بالعمل الإكلينيكي.
نتائج الفرض الثالث :
ينص الفرض الثالث على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق متغير الرتبة الوظيفية ( استشاري ، أخصائي ، مقيم ) " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض ، قام الباحث باستخدام تحليل التباين أحادي الإتجاه لمعرفة الفروق في استجابات أفراد العينة وفقاً للرتبة الوظيفية . ويتضح من الجدول رقم (8) وجود فروق في إدراك الأطباء والطبيبات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وفق الرتبة الوظيفية فقط على محور " الاستشارات النفسية " . ولكن هذه الفروق لم تصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية بل كانت قريبة جداً منها حيث بلغت قيمة " ف " 3.03 عند مستوى 0.055 .
وللكشف عن مصادر تلك الفروق وتحديد اتجاهها ، تم استخدام إختبار شيفيه Sheffee كما يوضحه الجدول رقم (9).
جدول رقم (8)
نتائج تحليل التباين للكشف عن الفروق في إدراك أفراد العينة لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتمثل في الاستشارات النفسية وفق الرتبة الوظيفية
مصدر التباين درجات التباين مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة " ف "
القيمة الدلالة
بين المجموعات 2 24.151 12.076
3.034
غير دالة
داخل المجموعات 61 242.786 3.980
المجموع 63 266.938
جدول رقم (9)
نتائج اختبار شيفيه بشأن الفروق في درجة الاستشارات النفسية
باختلاف الرتبة الوظيفية
المجموعة العدد المتوسط الانحراف المعياري
1 استشاري أمراض نفسية 16 15.438 2.128
2 أخصائي أمراض نفسية 23 15.870 2.322
3 مقيمة نفسية 25 14.80 1.531
المجمـــــــــــــــــــــوع 64 15.219 2.058
ويتضح من هذا الجدول أن مصدر الفروق التي حددها اختبار شيفيه بشأن الفروق في درجة إدراك الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتمثل في تقديم الاستشارات النفسية وفق متغير الرتبة الوظيفية جاءت لصالح أخصائي أمراض نفسية. وكما يتضح من الجدول السابق فإن الأطباء النفسيين والطبيبات النفسيات المصنفون على وظيفة " أخصائي أمراض نفسية " حصلوا على متوسط 15.87 وهو أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء والطبيبات المصنفون على وظيفة "مقيم" و"استشاري" .
كذلك حصل الأطباء النفسيون والطبيبات النفسيات المصنفون على وظيفة "استشاري أمراض نفسية" على متوسط 15.438 وهو أيضاً أعلى من المتوسط الذي حصل عليه الأطباء والطبيبات المصنفون على وظيفة " مقيم نفسية " . وهذه الفروق التي أظهرتها نتائج اختبار شيفيه لم تصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية . لذلك يمكن القول بأن هذه النتائج جاءت غير محققة لصحة الفرض الثالث.
ويفسر الباحث انخفاض درجة إدراك الأطباء والطبيبات المصنفون على وظيفة "مقيم نفسية" على أن مقيم النفسية غالباً ما يكون حديث التخرج وقليل الخبرة ، ولذلك فربما يكون غير مدرك تماماً للدور الحقيقي للأخصائي النفسي الإكلينيكي. كما أن الطبيب الأخصائي هو أكثر من يقوم بتحويل الحالات إلى الأخصائي النفسي الإكلينيكي مما قد يشير إلى فهمه لدور الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتمثل في تقديم الاستشارات النفسية . كذلك فإن مستشفيات الصحة النفسية تقوم بعقد مؤتمر الحالة Case Conference أسبوعياً لمناقشة بعض الحالات ، ويشترك فيه كل من استشاري الأمراض النفسية ، وأخصائي الأمراض النفسية ، والأخصائي النفسي الإكلينيكي أما مقيم النفسية ، فيتم إشراكه فقط في حال كون الحالة التي سوف تناقش تم دخولها المستشفى عن طريقه.
لذا يمكن القول إن إشراك الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مؤتمر الحالة يعتبر دليلاً واضحاً على فهم كل من استشاري الأمراض النفسية وأخصائي الأمراض النفسية للدور الحقيقي الذي يقوم به.
التوصيات
في ضوء نتائج الدراسة الحالية ، يوصي الباحث بما يلي :
1. أن تتبنى وزارة الصحة السعودية ممثلة في هيئة التخصصات الصحية وضع دليل توصيفي يوضح مهام كل من الطبيب النفسي والأخصائي النفسي الإكلينيكي والأخصائي الاجتماعي بدقة متناهية .
2. التنسيق بين وزارة الصحة والجامعات السعودية من أجل وضع دورات متخصصة عن مهام الفريق العلاجي العامل في مستشفيات الصحة النفسية. وتكون هذه الدورات مخصصة لكل من الطبيب النفسي والأخصائي الإكلينيكي حتى يفهم كل منهما دور الآخر بموضوعية.
3. وضع دورات تدريبية متخصصة عن التشخيص والعلاج النفسي والاستشارات النفسية وتكون مخصصة للأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين حديثي التخرج.
4. إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول معرفة دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي كما يدركه بقية أعضاء الفريق العلاجي كالأخصائي الاجتماعي والممرض والطبيب العام.
5. إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول معرفة دور الطبيب النفسي كما يدركه أعضاء الفريق العلاجي العامل في مستشفيات الصحة النفسية (الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، الأخصائي الاجتماعي ، الممرض النفسي ، والطبيب العام).
قائمة المراجع
أولاً : المراجع العربية:
1. جمعة سيد يوسف (2000) . الإضطرابات السلوكية وعلاجها . القاهرة : دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.
2. جوليان روتر (1989) . علم النفس الإكلينيكي. ترجمة عطية محمود هنا. القاهرة: دار الشروق.
3. حسن مصطفى عبد المعطي (1998) . علم النفس الإكلينيكي . القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر.
4. عبد الستار إبراهيم (1988) . علم النفس الإكلينيكي : مناهج التشخيص والعلاج النفسي . الرياض : دار المريخ للنشر.
5. عطوف محمود ياسين (1986) . علم النفس العيادي (الإكلينيكي) . بيروت : دار العلم للملايين.
6. فؤاد أبو حطب ؛ حسنين الكامل ؛ نجيب خزام (1989). صورة علم النفس لدى الشباب العماني. مجلة العلوم الإجتماعية ، الكويت ، 17 ، 3 ، 19-52.
7. فهد عبد الله الربيعه (1996) . إتجاهات طلاب وطالبات علم النفس بجامعة الملك سعود نحو مهنة الأخصائي النفسي الإكلينيكي – دراسة استطلاعية - المجلة العلمية لكلية الآداب ، جامعة المنيا ، م20 ، أبريل ، 65-95.
8. ليندا دافيدوف (1988) . مدخل علم النفس . القاهرة : الدار الدولية للنشر والتوزيع.
9. محمد نجيب الصبوه (2002) . الإختصاصي النفسي والأمراض المهنية : دورة في الوقاية والتشخيص والعلاج . دراسات نفسية ، 12 ، (3) ، 329-339.
10. منظمة الصحة العالمية (1985) . دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مؤسسات الصحة النفسية. ترجمة : زين العابدين درويش . في : مصطفى سويف وآخرين : مرجع في علم النفس الإكلينيكي ، القاهرة : دار المعارف.
عدل سابقا من قبل د.محمد في الثلاثاء يناير 22, 2013 9:23 pm عدل 1 مرات