قلق الموت من السرطان أحمد يحيى عبد النعيم
مرض السرطان هو من الأمراض الخطيرة المزمنة، بل هو أخطر الأمراض وأصعبها على الإطلاق لأنه يعوق الطفل لفترات طويلة على مدى حياته وفي ظل وجود ضعف الإمكانات والفحص والتشخيص والعلاج فإن ذلك قد يودي بحياة الطفل، ولذلك يعتبر مرض السرطان من أهم الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الأطفال، حيث إن عدد الأطفال المصابين بمرض السرطان في تزايد مستمر. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن من الآثار النفسية المرتبطة بمرض السرطان ظهور أعراض الاكتئاب عند هؤلاء الأطفال، حيث أن الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية التي تظهر بعد التشخيص وقد يستمر إلى مرحلة ما بعد العلاج والشفاء والمتابعة، ويظهر ذلك من خلال المزاج المتقلب جدًا للمريض ورفضه للحديث عن مرضه وعن خوفه. ويكون في ذلك الموقف في أشد الاحتياج إلى وجود الآخرين لمساندته وذلك للتغلب على ما شعر به نتيجة لهذا المرض من مشاعر الحزن والاكتئاب وقلق الموت.
مقدمة
نظرا لأن الأطفال هم الموارد البشرية التي تعتمد عليها الأمم في
حاضرها ومستقبلها لمواصلة التقدم والازدهار، وأصبح موضوع رعاية
الطفولة في وقتنا الحاضر موضوع يشغل بال واهتمام علماء النفس وعلماء
الاجتماع وعلماء التربية وغيرهم من المتخصصين وتكمن أهمية هذه المرحلة
في إنها ليست مرحلة إعداد للحياة المستقبلية فقط وإنما هي مرحلة نمو للفرد
في مكوناته الذاتية والجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية.
(٣٧٥ : (أحمد عكاشة، ١٩٨٨
ونظرا لأهمية قطاع الطفولة الذي يحتل مكانًا بار زا في حياة
المجتمعات والعالم كله حيث تتسابق الدول الآن وتتنافس فيما بينها بالاهتمام
بالأطفال، ووضعهم في أولوية اهتماماتها، وأصبح تقدم هذه المجتمعات
ورقيها يقاس بما تقدمه الدول لأطفالها من رعاية واهتمام، وأصبح الآن ينظر
إلى قطاع الطفولة على إنها استثمار مستقبلي، وذلك لأن الأطفال هم الذين
سيحملون راية هذه المجتمعات في كافة الميادين، ولذلك تعد مرحلة الطفولة
هي الحجر الأساسي في تكوين شخصية الطفل، فالطفل هو ثروة المستقبل
والأمل المنشود لكل أمة.
ولذلك نسعى جميعا لبذل كل الجهود لتوفير حياة كريمة للأطفال،
وتوفير جو يضمن لهم رغد العيش، حيث إننا نسعى ولو بخيالنا إلى وضع
تصور لما سيكون عليه الأطفال في المستقبل، فإذا كان الطفل السوي يحتاج
إلى رعاية واهتمام حتى ينمو وتتكون شخصيته بأسلوب سوي، فما بالنا
بالطفل المريض، وما بالنا بطفل مريض بمرض مزمن كمرض السرطان،
فالطفل في هذه الحالة يكون في حاجة إلى مزيد من المساندة الاجتماعية
والتي تتمثل في الرعاية والاهتمام والحب والثقة من الآخرين وخصوصا من
الأسرة والجيران والأصدقاء والمتطوعين.
فمرض السرطان هو من الأمراض الخطيرة المزمنة، بل هو أخطر
الأمراض وأصعبها على الإطلاق لأنه يعوق الطفل لفترات طويلة على مدى
حياته فهو ليس كغيره من الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل مرة واحدة
- ٦ -
في حياته، ولكن هذا المرض الشرس يهاجم الطفل مرة تلو الأخرى، وفي
ظل وجود ضعف الإمكانات والفحص والتشخيص والعلاج فإن ذلك قد يودي
بحياة الطفل، ولذلك يعتبر مرض السرطان من أهم الأسباب التي تؤدي إلى
و افا لأةطفال، حيث إن عدد الأطفال المصابين بمرض السرطان في تزايد
مستمر.
أن مرض السرطان هو (Nelson & Behrman, فقد أشار ( 1996
السبب الأول والرئيسي في وفاة الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية
١٥ ) عام. - والذين تقع أعمارهم بين ( ١
أن مرض السرطان (Milner & Hull, وقد أضاف أيضا ( 1994
هو السبب الثاني للوفاة لدى الأطفال في انجلترا بعد الحوادث حيث يصل عدد
وفيات الأطفال من جراء الإصابة بهذا المرض إلى( ٧٠٠٠ ) طفل سنويا.
وجاء بموقع منظمة الصحة العالمية أن السرطان من أهم أسباب الوفاة في
جميع أرجاء العالم، فقد تسبب هذا المرض في وفاة ٧,٦ مليون نسمة (نحو
. ١٣ % من مجموع الوفيات) في عام ٢٠٠٨
(http: http://www.who.int/mediacentre.html)
٢٣ ) في دراسة استمرت عشرة سنوات : وقد أشار( عمر أحمد، ٢٠١٠
حول معدل انتشار مرض السرطان في الشرق الأوسط أن إسرائيل تحتل
المركز الأول في معدل الإصابة بمرض السرطان حيث بلغ معدل الإصابة
لديها ( ٣٤٧ ) مصابا لكل ( ١٠٠ ) ألف شخص بينما جاءت مصر في المركز
الثاني على مستوى الشرق الأوسط والمركز الأول على مستوى جميع الدول
العربية في معدل الإصابة بهذا المرض حيث أنه وجد( ٢٤٣ ) مصابا من كل
١٠٠ ) ألف شخص داخل مصر، بينما تمثل الأردن المرتبة الأخيرة في )
( معدل الإصابة بالسرطان حيث بلغ معدل مرضى السرطان لديها ( ١١٣
مصابا لكل ( ١٠٠ ) ألف شخص.و قد أشارت (إيمان عبد الحفيظ، ٢٠٠٥ ) أن
معدل انتشار السرطان بين الأطفال في مصر( ٦%) بينما يمثل ( ١%) فقط
بين أقرانهم في المجتمع الأمريكي. ويتردد على المعهد القومي للأورام–
جامعه القاهرة (يوميا حوالي ٧٠٠ مريض) ويصل بنا هذا المعدل اليومي إلى
ما يقرب من ( ١٩٧٠٠٠ ) زيارة لمرضى السرطان سنويا بالعيادة الخارجية
- ٧ -
ما بين علاج ومتابعة دوريه بالإضافة إلى أكثر من ( ١٢٠٠٠ ) مريض بالقسم
الداخلي سنويا. (المعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة)
وأشار تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وفقا لما جاء
بكتاب الإحصاء السنوي الإلكتروني لعام ٢٠٠٩ م الصادر عن الجهاز إلى
أن الأورام السرطانية تؤدي إلى وفاة ما يقرب من( ٥,١ ) لكل ( ١٠٠٠ ) حالة
وفاة من إجمالي عدد الوفيات في مصر كل عام.
(http: http://www.capmas.org.eg )
ولخطورة هذا المرض أصبح يمثل أولويات الكثير من المؤسسات
الطبية والنفسية والاجتماعية ويتضح ذلك من خلال تشجيع الجمعية الأمريكية
للسرطان الباحثين على القيام بالأبحاث وتطبيقها في مجال الأورام السرطانية
وذلك لتحقيق هدفين هما:
١-اكتشاف المتغيرات النفسية التي لها دور مهم سواء للوقاية من
هذا المرض والتحكم فيه والسيطرة علية أو للتوافق معه.
٢- تدريب المتخصصين لتقديم الخدمة العلاجية للمرضى على
التعامل الأفضل مع هذه المتغيرات النفسية على نحو يساعد
على تقديم الخدمة الصحية بشكل أكفأ وبالتالي ينعكس ذلك
على تحسن صحة المرضى النفسية والاجتماعية.
(Reed, W.H, 1995)
وتتمثل خطورة هذا المرض في المعاناة الشديدة التي يكون عليها
الأطفال حين يصيب هذا المرض تلك البراعم والزهور المتفتحة، وينبش
مخالبه في أجسادهم الرقيقة، وينشرها بكل عنف وض ر ا وفيةغتال طفولتهم
ويحولها من مرحلة لعب وسعادة وفرح إلى مجرد حالة أشبه ما تكون عليه
.(٣-٢ : مرحلة الشيخوخة. (جمال شفيق، ١٩٩٨
وتتمثل تلك المعاناة في الفحوصات الطبية التي تجرى على الطفل
والتي تتطلب تعرض الطفل إلى وخز الإبر لأخذ عينة من الدم، والنخاع،
والتخدير لأخذ عينة من الأنسجة لتحليل نوع الورم بجانب الأشعة فكل ذلك
.( يسبب آلاما شديدة للطفل. (حياة رضوان، ٢٠٠١
وبجانب تلك الآلام الشديدة لابد أن نضع في الاعتبار العلاقة المتبادلة
والتي يكون في أحد جوانبها الآلام الجسدية التي يتعرض لها الطفل مريض
عدل سابقا من قبل health psychologist في الأحد يوليو 12, 2020 11:32 pm عدل 1 مرات