تعريف :
هي حالات سريرية يكون الخلل الأساسي فيها تبدلات في المزاج مرضية في نوعيتها أو شدتها أو كليهما. هذه الأعراض الرئيسية تتراوح بين هبوط شديد في المزاج ( نوبة اكتئابية شديدة ) والارتفاع الكبير (المرح والزهو الهوسي ).
ملاحظات:
• قد تحدث هذه التغيرات على إثر موقف أو حدث معين أو بدون سبب ظاهر، وتستمر مدة من الزمن تكفي لتشخيصها، ونموذجها المثالي هو الاضطرابات المزاجية ثنائية القطب الهوسية الهمودية الدورية. يصاحب عادة هذا الخلل الأساسي في المزاج أعراض مرضية أخرى قد تكون ثانوية لتبدلات المزاج ويمكن فهمها بسهولة في هذا الاطار.
• الشعور: خبرة ذاتية يدركها الفرد ( مثل السعادة أو التعاسة000 إلخ )، ويعبر عنه بالانفعال: تبدلات فيزيولوجية تنشأ استجابة للشعور أو تعديلاً له، ويشكلان معاً حالة وجدانية، يمكن ملاحظة الانفعال خارجياً على الشخص الذي يعبر عن شعوره الداخلي بطريقة محددة تطبع فكره وسلوكه، ويستخدم عادة تعبير ( الوجدان ) كمرادف لتعبير ( المزاج ).
• اضطرابات المزاج: هي الاضطرابات الأكثر شيوعاً في عمل الطبيب النفسي وفي ممارسة الطبيب العام، والاضطراب المزاجي بشكل اكتئابي هو الأكثر انتشاراً من الشكل الانبساطي، وهو الاضطراب الجوهري الذي يسبب الانتحار.
• عند ما نتحدث عن الاكتئاب طبياً فلابد من توفر معطيات سريرية تقوم على هبوط في المزاج يصاحبه عادة أعراض تمس السلوكيات الأساسية ( النوم-الطعام-الجنس – السلوك الاجتماعي والمهني 000 إلخ ) وهذا يختلف عما يدعوه عامة الناس بالاكتئاب ويقصدون به التعبير عن الشعور بالغم أو التعاسة.
• تختلف تبدلات المزاج المرضية عن التموجات العادية في المزاج:
1. درجة الشدة أو طول المدة.
2. عدم وجود سبب ظاهر أو وجود سبب ظاهر ولكن الشدة أو المدة غير مناسبة.
3. عدم تطابق بين معطيات الواقع وما يرافق المزاج من أفكار وسلوكيات.
• التموجات العادية في المزاج:
1. الارتكاس الاكتئابي الطبيعي: هو انفعال انساني سوي وطبيعي يتميز بوجود مشاعر الحزن وخيبة الأمل أو الاحباط واليأس ويعيشه الانسان بشكل عادي وعابر.
2. الحداد غير المختلط والأسى: عندما تكون شدة الاكتئاب ومدته مناسبتان لحدث راض ( فقدان خارجي معروف ) وواقعي متوافق مع المحيط الاجتماعي والثقافي للشخص ويحدث عادة على ثلاث مراحل ( ذهول الصدمة ثم الكآبة والحزن ثم الشفاء ) ويزول لوحده تدريجياً. نادراً ما يؤدي الآسى والحزن إلى اضطراب وجداني جدي وخطير ( لكن هناك حالات من الحداد المختلط0000 ) قد يتأخر رد الفعل على الفقدان ولكن نادراً ما يحدث بعد شهرين أو ثلاث من الفقدان.
تصنيف اضطرابات المزاج: ( تبعاً للتقسيم العالمي العاشر للأمراض الصادر عن منظمة الصحة العالمية عام 1992 ).
1- نوبة هوس ( ابتهاج ):
أ. هوس خفيف الشدة ( نوبة ما تحت هوس ).
ب. هوس بدون أعراض ذهانية.
ت. هوس مع أعراض ذهانية.
2- الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب:
أ. النوبة الحالية هوس خفيف الشدة.
ب. النوبة الحالية هوس بدون أعراض ذهانية.
ت. النوبة الحالية هوس مع أعراض ذهانية.
ث. النوبة الحالية اكتئاب متوسط أو خفيف الشدة. ( بدون أعراض بدنية، مع أعراض بدنية ).
ج. النوبة الحالية اكتئاب شديد. ( بدون أعراض ذهانية، مع أعراض ذهانية ).
3- نوبة اكتئابية:
أ. خفيفة الشدة بدون أعراض بدنية أو مع أعراض بدنية.
ب. متوسطة الشدة بدون أعراض بدنية أو مع أعراض بدنية.
ت. شديدة ( جسيمة ) بدون أعراض ذهانية أو مع أعراض ذهانية.
4- اضطراب اكتئابي متكرر.
5- اضطرابات وجدانية مستمرة:
أ. المزاج الدوري.
ب. عسر المزاج.
6- اضطرابات مزاجية أخرى:
تم إلغاء ما كان يسمى الاكتئاب الارتكاسي أو ما يسمى الاكيئاب العصابي، وأدرجا تحت ما يسمى عسر المزاج أو النوبة الاكتئابية خفيفة الشدة، وتراجع استعمال مصطلح الاكتئاب داخلي المنشأ وتم وضعه في اطار النوبة الاكتئابية الجسيمة أو الشديدة مع أعراض ذهانية.
يبقى تصنيف اضطرابات المزاج مسألة معقدة وذلك لتداخل عوامل عديدة في أسبابه المفترضة ( وراثية، كيميائية، بيئية، نفسية ) وتعدد المظاهر السريرية والبيولوجية والجسدية التي نشاهدها.
يميل المرضى الإكتئابين لتقدمة أعراضهم الجسمية ( التعب، الأوجاع المزمنة والمبعثرة، عسر الهضم، إمساك، صداع، دوخة ) في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وهذا يستدعي اجراء تشخيص تفريقي دقيق والبدء بالعلاج الفعال بجرعات كافية ولمدة كافية.
الوبائيات:
يلاحظ العلماء والباحثون في مجال الصحة النفسية أن هناك تزايد في طلب العلاج لحالات اضطراب المزاج على الخصوص لحالات الاكتئاب في العقود الأخيرة، وقد تم ارجاع ذلك إلى عوامل عدة منها:
• الاكتشاف المبكر للاضطرابات المزاجية.
• تنامي الوعي الصحي لدى عامة الناس وادراكهم بوجود امكانيات علاجية.
• زيادة معدل متوسط عمر الانسان.
• تبدلات في نمط الحياة ( تسارع حركة الحياة، تراجع الروح الجماعية باتجاه الروح الفردية، زيادة طموحات الفرد ومنافسته كي يكون الأفضل والأقوى0000 إلخ ).
هناك اختلاف في تقدير مدى انتشار الأمراض الوجدانية بين مختلف الباحثين وذلك لعوامل عدة:
• وجود اختلافات في التصنيف الذي يتم تبنيه في المعايير التشخصية.
قبل الاعتماد على DSMΙV ( ذو المعايير المتشددة ) كانت هناك سلوكيات متنوعة تتداخل مع الاكتئاب وتشوه التقييم الفعلي لنسبة انتشار الاضطرابات المزاجية مثل ( حالات الاسراف الدوائي الذي قد يكون معادل اكتئابي ) و ( بعض حالات الاكتئاب المقنع حيث تكون الأعراض الفيزولوجية والجسمية في الواجهة وتجعل التشخيص صعباً ). تواجد حالات عسر المزاج وحالات المزاج الدوري يزيد مسألة احصاء الحالات المرضية تعقيداً.
• وجود شخص من كل خمسة أشخاص مصابين بالاضطراب الاكتئابي يتابع العلاج عند الطبيب، وشخص من كل خمسين شخص مصاب بالاكتئاب تحتاج معالجته دخول المشفى، وهناك حالات بسيطة من الاكتئاب تشفى تلقائياً دون مراجعة الطبيب.
يعتبر الاكتئاب مرض شائع جداً ونسبة انتشاره تعادل عشرة أضعاف نسبة انتشار مرض الفصام.
تصيب الاضطرابات المزاجية 5-10 % من الأفراد، ويقدر أن 10-30 % من البالغين يصابون بالاكتئاب في وقت ما من حياتهم، يحدث الاكتئاب في كل الأعمار ولكن أغلبية المصابين بالاكتئاب تتمحور أعمارهم حول الأربعين سنة، بينما متوسط العمر في اضطراب المزاج ثنائي القطب هو 30 سنة.
لاحظ المهتمون بالصحة النفسية منذ زمن بعيد أن معظم مرضى الاكتئاب هم من الاناث، ومع ذلك لم يكن واضحاً حتى وقت قريب فيما إذا كان عدد الاناث المصابات بالاكتئاب هو أكثر من عدد الذكور المصابين بالاكتئاب، أم أن نسبة الاناث اللواتي يطلبن العون والعلاج هي أكبر من نسبة الذكور، أو بسبب سهولة تشخيص الاكتئاب لدى الاناث بسبب السلوك التعبيري الانفعالي لديهن. ولقد أكدت دراسات يتزايد عددها أن نسبة انتشار الاكتئاب عند الاناث تعادل ضعف نسبة انتشاره عند الذكور، وتتعرض الاناث للسوداوية المعتدلة والاضطراب العاطفي الموسمي أكثر من الذكور، ولاتختلف نسبة الاصابة بالمرض الهوسي الاكتئابي باختلاف الجنس.
تزداد نسبة حدوث الاضطرابات المزاجية بين أقارب الأشخاص المصابين وخاصة أقارب الدرجة الأولى.
الاكتئاب هو من أهم أسباب محاولات الانتحار الناجحة، 50-70% من الأشخاص الذين انتحروا كانوا يعانون من الاكتئاب. كما أن المرضى الهوسين هم من أكثر المرضى الذين يترتب على سلوكهم خلفيات طب نفسية شرعية.
أسباب اضطرابات المزاج:
لاتزال الأسباب المباشرة لاضطرابات المزاج غير معروفة، والفرضيات المقبولة حول العوامل التي تتضافر وتؤثر في ظهور وتطور هذه الاضطرابات هي بيولوجية ونفسية واجتماعية بيئية.
أولاً: العوامل البيولوجية:منذ عام 1921 ذكر كربلين أن الاضطرابات المزاجية تنجم عن عوامل بيولوجيةتتزامن معها عوامل نفسية وافترض أن هناك آلية تحكم داخلية تعمل على تسريع أو ابطاء دورة الهوس و الاكتئاب، ومن أهم العوامل البيولوجية مايلي:
1- العوامل الوراثية: يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في نشأة اضطرابات المزاج، ولقد تعددت الدراسات والأبحاث بهذا الشأن وجاءت نتائجها على النحو التالي:
• أظهرت دراسة التوائم ( في أنحاء مختلفة من العالم ) وجود معدل تطابق عالي للاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب يصل إلى70% عند التوائم وحيدة البيضة و 20% عند التوائم ثنائية البيضة.
• تزداد نسبة حدوث الاضطرابات المزاجية وخاصة الشكل الثنائي القطب عند أقارب المصابين وخاصة أقارب الدرجة الأولى، فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالاضطرابات المزاجية فإن أولادهم معرضون للإصابة بالاضطرابات المزاجية بنسبة 25%، وترتفع هذه النسبة إلى 60% إذا كان الوالدان مصابين.
• يزداد أثر العامل الوراثي في الاضطرابات الوجدانية عما هو عليه في الفصام.
• يتفق معظم العلماء على أن المورثات المسببة لهذا المرض هي من النوع السائد ( القاهر ) ذات التأثير غير الكامل.
• يتعرض أقرباء الأفراد المصابين بالاضطرابات المزاجية أكثر من غيرهم لأنماط أخرى من الاضطرابات النفسية كالكحولية والرهابات الاجتماعية ونوب الهلع،لذا تدعى هذه الاضطرابات بالطيف الاكتئابي.
2- العوامل الجسمية الغدية ( اختلال النشاط الهرموني ):
إن العلاقة بين اضطراب الغدد الصم واضطرابات المزاج تتبدى بما يلي:
• تزداد الأعراض الاكتئابية قبل الطمث وأثنائه حيث تشكو بعض النساء من استثارة انفعالية غير طبيعية مع توتر وصداع، وقد يتوقف الطمث في بعض حالات الاكتئاب الشديد أو الهوس. تبدأ الأعراض الاكتئابية أو تزداد وتشتد عندما يتوقف نشاط الهرمونات الجنسية ( سابقاً بسن اليأس ). تحدث بعد الولادة تبدلات هرمونية قد تؤدي إلى اضطرابات مزاجية شديدة، وكذلك بعد تناول موانع الحمل.
• تظهر أعراض هوسية وأحياناً اكتئابية في اللوحة السريرية لمرضى كوشينغ ( فرط إفراز الغدة الكظرية ) وكذلك في بعض حالات العلاج المزمن بالستيروئيدات ( الآفات الروماتزمية ). يحدث زيادة في افراز الكرتيزول في بعض حالات الاكتئاب ويستدل على ذلك باختبار الديكساميتازون لكن هذا الاختبار غير نوعي،حيث يوجد في أمراض أخرى كالوسواس القهري.
• قد يصاب مرضى غريف ( زيادة افراز الغدة الدرقية ) بنوبات من الابتهاج الحاد أثناء نشاط هذا المرض. يصيب مرضى قصور إفراز الغدة الدرقية أعراض اكتئابية شديدة في حوالي 40% من الحالات، تبدأ هذه الحالة أحياناً بهذه الأعراض النفسية والعقلية قبل ظهور العلامات العضوية والجسمية.
3- النظم الدورية – الساعة البيولوجية:
يحدث تأخر في كمون نوم REM وزيادة في عمقه عن الطبيعي في النصف الأول من حلقة النوم في الاكتئاب الشديد وقد حدث تحسن عابر للمزاج الاكتئابي تحت تأثير العلاج بالحرمان من النوم. عولجت بعض اضطرابات المزاج الفصلية بشكل ايجابي بزيادة التعرض للضوء. لوحظ حدوث تبدلات في النظم الدورية لدى الحيوانات استجابة لضوء الشمس ولتناول الاستروجينات ومضادات الاكتئاب وأملاح الليثيوم.
4- الأمينات الحيوية والشوارد:
لوحظ وجود علاقة بين مستوى الأمينات الحيوية في الدماغ ( خاصة السيروتونين والأدرينالين والدوبامين) وبين الاضطرابات الوجدانية.تتواجد هذه الأمينات الحيوية بنسبة أعلى في المناطق الخاصة للإنفعال في الدماغ ( خاصة تحت المهاد والغدة الصنوبرية والسبيل الحوفي المتوسط ) وإن نسبتها تقل في هذه المناطق عند المرضى المنتحرين وتزداد بعد المعالجة بمضادات الاكتئاب.
تؤدي الأدوية ( الرزربين ) والأمراض ( داء باركنسون ) التي تقلل من تركيز الدوبامين إلى ظهور أعراض اكتئابية، وهناك دراسات تؤكد على نقص نشاط مستقبل D1 في الاكتئاب.
لوحظ زيادة نسبة محاولات الانتحار والأفعال العدوانية عند مرضى الاكتئاب الذين لديهم نقص في تركيز السيروتونين في السائل الدماغي الشوكي والصفيحات الدموية. ويقول بعض الباحثين أن نقص فعالية السيروتونين قد يكون ضرورياً لبدء الاضطراب الوجداني ولكن مستوى النورابينفرين يحدد فيما إذا كان اكتئاباً أم ابتهاجاً.
لقد وجد حديثاً أن جسم الفرد المكتئب يحتفظ بكمية من الصوديوم تزيد 50% عن طبيعته، أما الشخص المصاب بنوبة الهوس فتزيد هذه النسبة إلى200% وبشفاء هؤلاء المرضى تعود هذه النسبة إلى طبيعتها، ولاثبات ذلك تم اعطاء هؤلاء المرضى الهرمون المضاد للادرار LDH الذي يحبس الماء والصوديوم في الجسم مما أدى إلى تدهور حالة هؤلاء المرضى.
ثانياً: العوامل النفسية: قد يصيب الاكتئاب كل انسان تحت تأثير ظروف معينة ولا توجد شخصية محددة للاكتئاب، وبشكل عام فإن التقييم السلبي للذات يلعب دوراً في حدوث الاضطرابات الوجدانية. وأهم النظريات التي فسرت الاضطرابات الوجدانية هي:
1- النظرية التحليلية: فسرت الاكتئاب على أنه نكوص للمرحلة الفمية السادية في التطور الجنسي للشخصية يحرضه فقدان الحب، ويبدأ الاكتئاب بازدياد الحاجات النرجسية ( مع الشعور بأن أحداً لايحبه )، وتتطور العدوانية تجاه الموضوعات المحيطية إلى عدوانية تجاه الذات، يظهر الاحساس بالعدوانية والكراهية للذات في صورة الشعور بالاثم ( انقلاب الأنا العليا ضد الأنا )، تلعب العدوانية تجاه الذات دوراً مهماً في ظهور وتطور الاكتئاب وتطلق الميول الانتحارية.
أما في الذهان الدوري فإن حالة الابتهاج المرضي في نوبة الهوس هي الانفراج الذي يحدث بين الأنا والأنا العليا بشكل فجائي ولصالح الأنا ( كأن الأنا تحتفل بالانتصار على الأنا العليا على شكل حرية طفلية مع اطلاق العنان لكل الغرائز، وكأن الهوس هروب من الاكتئاب ).
2- النظرية المعرفية: يعتبر الدكتور بيك أن الاكتئاب هو اضطراب في استراتجية التفكير ينجم عن تكوين نظم فكرية سلبية تجاه الذات والعالم والمستقبل، ويتجه العلاج نحو تغيير هذه النظم الفكرية.
3-النظرية السلوكية: تتلخص بأن مواجهة الفرد لأحداث كرب مستمرة تؤدي إلى اللامبالاة ثم الشعور باليأس والعجز ثم أعراض الاكتئاب الأخرى.
ثالثاً: العوامل الاجتماعية البيئية:
أ. غياب المساندة العاطفية والاجتماعية عند التعرض لكرب.
ب. البطالة وعدم الاستقرار المهني.
ت. الظروف الحياتية الضاغطة في الطفولة ( فقدان أحد الوالدين قبل سن 11 سنة، طلاق بين الوالدين، التربية الاعتمادية ).
ث. ترسب الأحداث الحياتية الراضة ( موت قريب، فقدان حبيب، نزوح، انتقال السكن والاقامة ) الاضطرابات المزاجية خاصة الاكتئابية منها.
ج. قد تحدث أحداث النجاح والفرح اكتئاباً ( اكتئاب الترقية )، وقد تحدث أحداث الحزن ابتهاجاً ( هوس الحداد).
اللوحة السريرية :
أولاً: العلامات السريرية للاضطرابات الهوسية:
1- البداية والمسار:
الهوس أقل انتشاراً من الاكتئاب.
تبدأ النوبة عادة في العشرين من العمر، وإن كانت توجد حالات تبدأ بعد سن الخمسين.
تكون البداية فجائية، وتكتمل اللوحة السريرية بسرعة وتدوم عدة أشهر، تنتهي فجأة، وتتحول أحياناً إلى حالة من الهوس المزمن.
تختلف شدة الأعراض، وغالباً ما تسبب إعاقة مهنية واجتماعية.
2- الأعراض السريرية:
مزاج انبساطي أو مرتفع أو قابل للاستثارة السريعة:
• يصل الابتهاج لدى بعض المرضى إلى درجة الشمق ( زهو ) مع مرح غامر وشعور بالسعادة لايوصف وحبور كبير ذا قدرة على العدوى أحياناً مع الرغبة دون ملل لإقامة علاقات اجتماعية ونشاطات كبيرة.
• بعض المرضى يبدون مزاجاً متهيجاً مع سلوك غاضب، وكل احباط يقودهم إلى الخصام والعدوانية والتهجم اللفظي أو الأذى المادي.
فرط النشاط النفسي الحركي وزيادة الفعالية:
• صعوبة في الاسترخاء أو الجلوس مع فقدان الجلد والمثابرة على عمل محدد مع وضع مشاريع متعددة وخطط معقدة وانهماك متزايد بالفعاليات المفرحة والتي قد تحدث نتائج مزعجة لايقدرها المريض أحياناً ( هواتف ليلية متكررة، زيارات متعددة، مرح صاخب، استثمارات مالية حمقاء، طيش جنسي، اسراف كحولي، ألبسة مزركشة وأوسمة، تبرج غير لائق عند النساء، فقدان الوقار والحشمة 00إلخ ).
• كثرة الحركة وعدم الاستقرار دون هدف واضح ودون الشعور بالتعب وذلك لعدة أيام أو أسابيع دون خمول أو ملل.
الاسهال الكلامي: يتداخل الكلام ويتسارع عند الهوسي الذي غالباً ما يحاور بصوت عالي وتدفق يصعب مقاطعته وقد يغضب عند معارضته أو ايقافه فيشتم أو يضرب، يلقي الفكاهات بحديث مازح وألفة غير طبيعية، يستعمل التورية و الشعر والسجع ويتلاعب بالكلمات وقد يدمج عدة لغات، وقد يلجأ للغناء أحياناً أو إلى إيماءات دون الكلام، وبشكل موازٍ قد يسرف في الكتابة حتى على الجدران.
الشرودية:
• يتحرك الانتباه ويتبدل بسرعة مع تطاير بالأفكار التي تتزاحم في ذهنه ولا يثابر على فكرة أو مهمة بدأ بها نتجة تأثره البالغ بكل المحرضات الخارجية حتى البسيطة والعادية منها، ينتقل من موضوع إلى آخر دون ترابط هادف.
• الاحساس الشفاف بكل ما يحدث من حول المريض مع سرعة تبدل الانتباه والربط البديهي وحدة في الذاكرة تجعل مجاراته مرهقة من المقربين منه واللذين يلاحظون بسهولة أن هذا الشخص مصاب باضطراب في تفكيره وكلامه.
تضخم الأنا والاعتداد بالذات:
• غرور شديد واعتداد بالنفس قد يصل حتى الشعور بالعظمة والفخامة مع توهم قدرات خارقة ( شخصية عظيمة، علاقات مع شخصيات مهمة، نبوءة، اختراعات خارقة0000 إلخ ).
• يرافق مشاعر العظمة هذه أحياناً توهمات اضطهادية تبريراً لأوهام العظمة ( إنني ملاحق ومراقب لأنني مخترع عظيم ).
سرعة تبدل المزاج: يلاحظ أحياناً تذبذب في المزاج قد ينقلب من المرح إلى الغضب، وهذا ما يغذي سلوك عدواني، قد يكون خطيراً إذا ما اعترض أحدهم رغبة الهوسي الملحة بالتفوق والسيادة وإعطاء الأوامر.
نقص الرغبة في النوم:
• تنقص الحاجة لنوم عند الهوسي.
• ينام الهوسي متأخراً جداً ليستيقظ بعد ثلاث ساعات أو لاينام على الاطلاق، ويشعر أنه في أوج نشاطه وهذا ما يزيد من حدة الازعاجات الليلية للجوار والمحيطين به.
3- تصنيف الأشكال السريرية للاضطرابات الهوسية:
نوبة الهوس الخفيف ( هوس تحت حاد أو تحت الهوس ) HYPOMANIA
• ارتفاع المزاج أو سهولة استثارته بشكل واضح يختلف عن المعتاد، ولمدة لاتقل عن أربعة أيام متتالية.
• تواجد ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية:
تضخم الأنا مع الشعور بالعظمة.
فرط نشاط حركي جسمي مع عدم استقرار.
زيادة الثرثرة أكثر من المعتاد.
تشتت الانتباه وصعوبة في التركيز وتطاير الأفكار.
نقص الحاجة للنوم.
اسراف وتهور وتبذير بدرجة متوسطة.
زيادة الانخراط في أنشطة اجتماعية مع فرط نشاط جنسي.
• تغير الأداء المهني بشكل طفيف مقارنة بالأداء قبل ظهور الأعراض.
• يكون الاضطراب المزاجي والتبدل في السلوك ملحوظ من قبل الآخرين.
• لاتكون النوبة شديدة ولاتحدث خلل اجتماعي أو مهني كبير، ولاتستدعي الحجر أو الاستشفاء ولاتوجد أعراض ذهانية.
• ليست الأعراض بسبب تأثير مباشر لتعاطي مادة أو عقار طبي أو لأية حالة مرضية عضوية ( مثل فرط نشاط الغدة الدرقية )، ويرفض المريض عادة استشارة الطبيب أو تناول العلاج بسبب اقتناعه التام بسلامته.
نوبة الهوس بدون أعراض نفاسية ( ذهانية ): MANIA WITHOUT PSYCHOTIC SYMPTOMS
• المزاج مرح ومرتفع أو استثارته سريعة وغير طبيعية ويدوم أسبوع على الأقل ( أو أي مدة إذا كانت شدة الاضطراب قد استدعت قبول المريض في المشفى ).
• تواجد ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية ( أربعة إذا كان المزاج فقط شديد الاستثارة )، وتتداخل هذه الأعراض مع الحياة اليومية والوظيفية:
تضخم الأنا مع عظمة في اعتبار الذات .
نقص الحاجة للنوم.
ثرثرة واسهال كلامي.
تطاير الأفكار أو شعور ذاتي بأفكار متميزة.
فرط نشاط نفسي حركي مع عدم الاستقرار في المكان.
تشتت الانتباه مع تغيير مستمر بالنشاط والمشاريع.
تحرر من الرقابة الاجتماعية ينتج عنها خروج عن الأعراف والتقاليد.
فرط الانغماس في أنشطة سارة ظاهرياً لكن نتائجها قد تكون سلبية على الشخص أو الآخرين ( ارتكاب حماقات جنسية، تورط في مشاريع مالية فاشلة، شراء وتجارة غير مدروسة، تبذير للممتلكات000 إلخ ).
• يوجد خلل في السلوك الاجتماعي والمهني ملحوظ قد يستلزم ادخال المريض إلى المشفى للعلاج ومنعه من إذاء نفسه والآخرين.
• الأعراض لاتعود إلى تأثير مباشر لمادة ما ( دواء علاجي، اسراف ادماني )، أو إلى حالة مرضية جسمانية ( فرط درق ).
• لاتوجد توهمات ولا اهلاسات، رغم بعض الاضطرابات في الادراك الحسي أحياناً ( شعور ذاتي بوضوح وزهو الألوان، حدة السمع000 إلخ ). ويكون المريض غير مستبصراً بحالته المرضية ولايطلب عفوياً العلاج.
نوبة الهوس مع أعراض ذهانية ( نفاسية ): MANIA WITH PSYCHOTIC SYMPTOMS
• الأعراض تجمع كل سمات النوبة المذكورة أعلاه عدا السمة الأخيرة.
• لاتوجد دلالات الفصام أو الاضطرابات الفصامية الوجدانية هوسية الشكل.
• تظهر توهمات واهلاسات لكنها بعيدة عن تلك النموذجية المشاهدة في الفصام، والأوهام الأكثر شيوعاً هنا هي أوهام ذات محتوى عظمة ومرجعية للذات أو ذات محتوى اضطهادي.
• لاتعود الأعراض إلى تأثير مباشر لمادة دوائية ولا إلى حالة مرضية جسمانية.
• ويمكن وصف شكلين سريرين:
نوبة هوسية مع أعراض ذهانية متوافقة مع المزاج ( أوهام عظمة أو اهلاسات تدل على فخامة الشخص والقوى الخارقة لديه ).
نوبة هوسية مع أعراض ذهانية غير متوافقة مع المزاج ( اهلاسات سمعية حيادية تصف عواطف الشخص ومشاعره أو أوهام مرجعية أو اضطهادية ).
الهوس المزمن: CHRONIC MANIA
• تستمر الأعراض عدة سنوات دون تغير كبير.
• قد تتواجد أرضية تتناوب عليها نوبات حادة من الهوس أو الاكتئاب.
• تتواجد الأعراض المزاجية كما في حالات نوبات الهوس ولكن بشدة أقل ومدة أطول.
• يبدو المريض سعيداً، سلوكه تهكمي ويدبر المقالب، مسلياً، لايتحمل المسؤوليات، يبالغ في زخرفة نفسه.
4- التشخيص التفريقي للنوبة الهوسية:
اضطراب الوجدان بسبب عقار ( مادة ) حرض الاضطراب أو حافظ على استمراره، أو بسبب حالة مرضية عضوية:
• تعاطي الأمفيتامينات، الكحول، الحشيش، الكوكائين.
• معالجة بالستيروئيدات و ACTH والإيزونيازيد.
• الشلل العام ( P.G ) زهري جهاز العصبي.
• فرط افراز الغدة الدرقية.
• بعض الأورام الدماغية.
• بعض التداخلات الجراحية على قاعدة البطين الثالث.
هي حالات سريرية يكون الخلل الأساسي فيها تبدلات في المزاج مرضية في نوعيتها أو شدتها أو كليهما. هذه الأعراض الرئيسية تتراوح بين هبوط شديد في المزاج ( نوبة اكتئابية شديدة ) والارتفاع الكبير (المرح والزهو الهوسي ).
ملاحظات:
• قد تحدث هذه التغيرات على إثر موقف أو حدث معين أو بدون سبب ظاهر، وتستمر مدة من الزمن تكفي لتشخيصها، ونموذجها المثالي هو الاضطرابات المزاجية ثنائية القطب الهوسية الهمودية الدورية. يصاحب عادة هذا الخلل الأساسي في المزاج أعراض مرضية أخرى قد تكون ثانوية لتبدلات المزاج ويمكن فهمها بسهولة في هذا الاطار.
• الشعور: خبرة ذاتية يدركها الفرد ( مثل السعادة أو التعاسة000 إلخ )، ويعبر عنه بالانفعال: تبدلات فيزيولوجية تنشأ استجابة للشعور أو تعديلاً له، ويشكلان معاً حالة وجدانية، يمكن ملاحظة الانفعال خارجياً على الشخص الذي يعبر عن شعوره الداخلي بطريقة محددة تطبع فكره وسلوكه، ويستخدم عادة تعبير ( الوجدان ) كمرادف لتعبير ( المزاج ).
• اضطرابات المزاج: هي الاضطرابات الأكثر شيوعاً في عمل الطبيب النفسي وفي ممارسة الطبيب العام، والاضطراب المزاجي بشكل اكتئابي هو الأكثر انتشاراً من الشكل الانبساطي، وهو الاضطراب الجوهري الذي يسبب الانتحار.
• عند ما نتحدث عن الاكتئاب طبياً فلابد من توفر معطيات سريرية تقوم على هبوط في المزاج يصاحبه عادة أعراض تمس السلوكيات الأساسية ( النوم-الطعام-الجنس – السلوك الاجتماعي والمهني 000 إلخ ) وهذا يختلف عما يدعوه عامة الناس بالاكتئاب ويقصدون به التعبير عن الشعور بالغم أو التعاسة.
• تختلف تبدلات المزاج المرضية عن التموجات العادية في المزاج:
1. درجة الشدة أو طول المدة.
2. عدم وجود سبب ظاهر أو وجود سبب ظاهر ولكن الشدة أو المدة غير مناسبة.
3. عدم تطابق بين معطيات الواقع وما يرافق المزاج من أفكار وسلوكيات.
• التموجات العادية في المزاج:
1. الارتكاس الاكتئابي الطبيعي: هو انفعال انساني سوي وطبيعي يتميز بوجود مشاعر الحزن وخيبة الأمل أو الاحباط واليأس ويعيشه الانسان بشكل عادي وعابر.
2. الحداد غير المختلط والأسى: عندما تكون شدة الاكتئاب ومدته مناسبتان لحدث راض ( فقدان خارجي معروف ) وواقعي متوافق مع المحيط الاجتماعي والثقافي للشخص ويحدث عادة على ثلاث مراحل ( ذهول الصدمة ثم الكآبة والحزن ثم الشفاء ) ويزول لوحده تدريجياً. نادراً ما يؤدي الآسى والحزن إلى اضطراب وجداني جدي وخطير ( لكن هناك حالات من الحداد المختلط0000 ) قد يتأخر رد الفعل على الفقدان ولكن نادراً ما يحدث بعد شهرين أو ثلاث من الفقدان.
تصنيف اضطرابات المزاج: ( تبعاً للتقسيم العالمي العاشر للأمراض الصادر عن منظمة الصحة العالمية عام 1992 ).
1- نوبة هوس ( ابتهاج ):
أ. هوس خفيف الشدة ( نوبة ما تحت هوس ).
ب. هوس بدون أعراض ذهانية.
ت. هوس مع أعراض ذهانية.
2- الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب:
أ. النوبة الحالية هوس خفيف الشدة.
ب. النوبة الحالية هوس بدون أعراض ذهانية.
ت. النوبة الحالية هوس مع أعراض ذهانية.
ث. النوبة الحالية اكتئاب متوسط أو خفيف الشدة. ( بدون أعراض بدنية، مع أعراض بدنية ).
ج. النوبة الحالية اكتئاب شديد. ( بدون أعراض ذهانية، مع أعراض ذهانية ).
3- نوبة اكتئابية:
أ. خفيفة الشدة بدون أعراض بدنية أو مع أعراض بدنية.
ب. متوسطة الشدة بدون أعراض بدنية أو مع أعراض بدنية.
ت. شديدة ( جسيمة ) بدون أعراض ذهانية أو مع أعراض ذهانية.
4- اضطراب اكتئابي متكرر.
5- اضطرابات وجدانية مستمرة:
أ. المزاج الدوري.
ب. عسر المزاج.
6- اضطرابات مزاجية أخرى:
تم إلغاء ما كان يسمى الاكتئاب الارتكاسي أو ما يسمى الاكيئاب العصابي، وأدرجا تحت ما يسمى عسر المزاج أو النوبة الاكتئابية خفيفة الشدة، وتراجع استعمال مصطلح الاكتئاب داخلي المنشأ وتم وضعه في اطار النوبة الاكتئابية الجسيمة أو الشديدة مع أعراض ذهانية.
يبقى تصنيف اضطرابات المزاج مسألة معقدة وذلك لتداخل عوامل عديدة في أسبابه المفترضة ( وراثية، كيميائية، بيئية، نفسية ) وتعدد المظاهر السريرية والبيولوجية والجسدية التي نشاهدها.
يميل المرضى الإكتئابين لتقدمة أعراضهم الجسمية ( التعب، الأوجاع المزمنة والمبعثرة، عسر الهضم، إمساك، صداع، دوخة ) في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وهذا يستدعي اجراء تشخيص تفريقي دقيق والبدء بالعلاج الفعال بجرعات كافية ولمدة كافية.
الوبائيات:
يلاحظ العلماء والباحثون في مجال الصحة النفسية أن هناك تزايد في طلب العلاج لحالات اضطراب المزاج على الخصوص لحالات الاكتئاب في العقود الأخيرة، وقد تم ارجاع ذلك إلى عوامل عدة منها:
• الاكتشاف المبكر للاضطرابات المزاجية.
• تنامي الوعي الصحي لدى عامة الناس وادراكهم بوجود امكانيات علاجية.
• زيادة معدل متوسط عمر الانسان.
• تبدلات في نمط الحياة ( تسارع حركة الحياة، تراجع الروح الجماعية باتجاه الروح الفردية، زيادة طموحات الفرد ومنافسته كي يكون الأفضل والأقوى0000 إلخ ).
هناك اختلاف في تقدير مدى انتشار الأمراض الوجدانية بين مختلف الباحثين وذلك لعوامل عدة:
• وجود اختلافات في التصنيف الذي يتم تبنيه في المعايير التشخصية.
قبل الاعتماد على DSMΙV ( ذو المعايير المتشددة ) كانت هناك سلوكيات متنوعة تتداخل مع الاكتئاب وتشوه التقييم الفعلي لنسبة انتشار الاضطرابات المزاجية مثل ( حالات الاسراف الدوائي الذي قد يكون معادل اكتئابي ) و ( بعض حالات الاكتئاب المقنع حيث تكون الأعراض الفيزولوجية والجسمية في الواجهة وتجعل التشخيص صعباً ). تواجد حالات عسر المزاج وحالات المزاج الدوري يزيد مسألة احصاء الحالات المرضية تعقيداً.
• وجود شخص من كل خمسة أشخاص مصابين بالاضطراب الاكتئابي يتابع العلاج عند الطبيب، وشخص من كل خمسين شخص مصاب بالاكتئاب تحتاج معالجته دخول المشفى، وهناك حالات بسيطة من الاكتئاب تشفى تلقائياً دون مراجعة الطبيب.
يعتبر الاكتئاب مرض شائع جداً ونسبة انتشاره تعادل عشرة أضعاف نسبة انتشار مرض الفصام.
تصيب الاضطرابات المزاجية 5-10 % من الأفراد، ويقدر أن 10-30 % من البالغين يصابون بالاكتئاب في وقت ما من حياتهم، يحدث الاكتئاب في كل الأعمار ولكن أغلبية المصابين بالاكتئاب تتمحور أعمارهم حول الأربعين سنة، بينما متوسط العمر في اضطراب المزاج ثنائي القطب هو 30 سنة.
لاحظ المهتمون بالصحة النفسية منذ زمن بعيد أن معظم مرضى الاكتئاب هم من الاناث، ومع ذلك لم يكن واضحاً حتى وقت قريب فيما إذا كان عدد الاناث المصابات بالاكتئاب هو أكثر من عدد الذكور المصابين بالاكتئاب، أم أن نسبة الاناث اللواتي يطلبن العون والعلاج هي أكبر من نسبة الذكور، أو بسبب سهولة تشخيص الاكتئاب لدى الاناث بسبب السلوك التعبيري الانفعالي لديهن. ولقد أكدت دراسات يتزايد عددها أن نسبة انتشار الاكتئاب عند الاناث تعادل ضعف نسبة انتشاره عند الذكور، وتتعرض الاناث للسوداوية المعتدلة والاضطراب العاطفي الموسمي أكثر من الذكور، ولاتختلف نسبة الاصابة بالمرض الهوسي الاكتئابي باختلاف الجنس.
تزداد نسبة حدوث الاضطرابات المزاجية بين أقارب الأشخاص المصابين وخاصة أقارب الدرجة الأولى.
الاكتئاب هو من أهم أسباب محاولات الانتحار الناجحة، 50-70% من الأشخاص الذين انتحروا كانوا يعانون من الاكتئاب. كما أن المرضى الهوسين هم من أكثر المرضى الذين يترتب على سلوكهم خلفيات طب نفسية شرعية.
أسباب اضطرابات المزاج:
لاتزال الأسباب المباشرة لاضطرابات المزاج غير معروفة، والفرضيات المقبولة حول العوامل التي تتضافر وتؤثر في ظهور وتطور هذه الاضطرابات هي بيولوجية ونفسية واجتماعية بيئية.
أولاً: العوامل البيولوجية:منذ عام 1921 ذكر كربلين أن الاضطرابات المزاجية تنجم عن عوامل بيولوجيةتتزامن معها عوامل نفسية وافترض أن هناك آلية تحكم داخلية تعمل على تسريع أو ابطاء دورة الهوس و الاكتئاب، ومن أهم العوامل البيولوجية مايلي:
1- العوامل الوراثية: يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في نشأة اضطرابات المزاج، ولقد تعددت الدراسات والأبحاث بهذا الشأن وجاءت نتائجها على النحو التالي:
• أظهرت دراسة التوائم ( في أنحاء مختلفة من العالم ) وجود معدل تطابق عالي للاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب يصل إلى70% عند التوائم وحيدة البيضة و 20% عند التوائم ثنائية البيضة.
• تزداد نسبة حدوث الاضطرابات المزاجية وخاصة الشكل الثنائي القطب عند أقارب المصابين وخاصة أقارب الدرجة الأولى، فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالاضطرابات المزاجية فإن أولادهم معرضون للإصابة بالاضطرابات المزاجية بنسبة 25%، وترتفع هذه النسبة إلى 60% إذا كان الوالدان مصابين.
• يزداد أثر العامل الوراثي في الاضطرابات الوجدانية عما هو عليه في الفصام.
• يتفق معظم العلماء على أن المورثات المسببة لهذا المرض هي من النوع السائد ( القاهر ) ذات التأثير غير الكامل.
• يتعرض أقرباء الأفراد المصابين بالاضطرابات المزاجية أكثر من غيرهم لأنماط أخرى من الاضطرابات النفسية كالكحولية والرهابات الاجتماعية ونوب الهلع،لذا تدعى هذه الاضطرابات بالطيف الاكتئابي.
2- العوامل الجسمية الغدية ( اختلال النشاط الهرموني ):
إن العلاقة بين اضطراب الغدد الصم واضطرابات المزاج تتبدى بما يلي:
• تزداد الأعراض الاكتئابية قبل الطمث وأثنائه حيث تشكو بعض النساء من استثارة انفعالية غير طبيعية مع توتر وصداع، وقد يتوقف الطمث في بعض حالات الاكتئاب الشديد أو الهوس. تبدأ الأعراض الاكتئابية أو تزداد وتشتد عندما يتوقف نشاط الهرمونات الجنسية ( سابقاً بسن اليأس ). تحدث بعد الولادة تبدلات هرمونية قد تؤدي إلى اضطرابات مزاجية شديدة، وكذلك بعد تناول موانع الحمل.
• تظهر أعراض هوسية وأحياناً اكتئابية في اللوحة السريرية لمرضى كوشينغ ( فرط إفراز الغدة الكظرية ) وكذلك في بعض حالات العلاج المزمن بالستيروئيدات ( الآفات الروماتزمية ). يحدث زيادة في افراز الكرتيزول في بعض حالات الاكتئاب ويستدل على ذلك باختبار الديكساميتازون لكن هذا الاختبار غير نوعي،حيث يوجد في أمراض أخرى كالوسواس القهري.
• قد يصاب مرضى غريف ( زيادة افراز الغدة الدرقية ) بنوبات من الابتهاج الحاد أثناء نشاط هذا المرض. يصيب مرضى قصور إفراز الغدة الدرقية أعراض اكتئابية شديدة في حوالي 40% من الحالات، تبدأ هذه الحالة أحياناً بهذه الأعراض النفسية والعقلية قبل ظهور العلامات العضوية والجسمية.
3- النظم الدورية – الساعة البيولوجية:
يحدث تأخر في كمون نوم REM وزيادة في عمقه عن الطبيعي في النصف الأول من حلقة النوم في الاكتئاب الشديد وقد حدث تحسن عابر للمزاج الاكتئابي تحت تأثير العلاج بالحرمان من النوم. عولجت بعض اضطرابات المزاج الفصلية بشكل ايجابي بزيادة التعرض للضوء. لوحظ حدوث تبدلات في النظم الدورية لدى الحيوانات استجابة لضوء الشمس ولتناول الاستروجينات ومضادات الاكتئاب وأملاح الليثيوم.
4- الأمينات الحيوية والشوارد:
لوحظ وجود علاقة بين مستوى الأمينات الحيوية في الدماغ ( خاصة السيروتونين والأدرينالين والدوبامين) وبين الاضطرابات الوجدانية.تتواجد هذه الأمينات الحيوية بنسبة أعلى في المناطق الخاصة للإنفعال في الدماغ ( خاصة تحت المهاد والغدة الصنوبرية والسبيل الحوفي المتوسط ) وإن نسبتها تقل في هذه المناطق عند المرضى المنتحرين وتزداد بعد المعالجة بمضادات الاكتئاب.
تؤدي الأدوية ( الرزربين ) والأمراض ( داء باركنسون ) التي تقلل من تركيز الدوبامين إلى ظهور أعراض اكتئابية، وهناك دراسات تؤكد على نقص نشاط مستقبل D1 في الاكتئاب.
لوحظ زيادة نسبة محاولات الانتحار والأفعال العدوانية عند مرضى الاكتئاب الذين لديهم نقص في تركيز السيروتونين في السائل الدماغي الشوكي والصفيحات الدموية. ويقول بعض الباحثين أن نقص فعالية السيروتونين قد يكون ضرورياً لبدء الاضطراب الوجداني ولكن مستوى النورابينفرين يحدد فيما إذا كان اكتئاباً أم ابتهاجاً.
لقد وجد حديثاً أن جسم الفرد المكتئب يحتفظ بكمية من الصوديوم تزيد 50% عن طبيعته، أما الشخص المصاب بنوبة الهوس فتزيد هذه النسبة إلى200% وبشفاء هؤلاء المرضى تعود هذه النسبة إلى طبيعتها، ولاثبات ذلك تم اعطاء هؤلاء المرضى الهرمون المضاد للادرار LDH الذي يحبس الماء والصوديوم في الجسم مما أدى إلى تدهور حالة هؤلاء المرضى.
ثانياً: العوامل النفسية: قد يصيب الاكتئاب كل انسان تحت تأثير ظروف معينة ولا توجد شخصية محددة للاكتئاب، وبشكل عام فإن التقييم السلبي للذات يلعب دوراً في حدوث الاضطرابات الوجدانية. وأهم النظريات التي فسرت الاضطرابات الوجدانية هي:
1- النظرية التحليلية: فسرت الاكتئاب على أنه نكوص للمرحلة الفمية السادية في التطور الجنسي للشخصية يحرضه فقدان الحب، ويبدأ الاكتئاب بازدياد الحاجات النرجسية ( مع الشعور بأن أحداً لايحبه )، وتتطور العدوانية تجاه الموضوعات المحيطية إلى عدوانية تجاه الذات، يظهر الاحساس بالعدوانية والكراهية للذات في صورة الشعور بالاثم ( انقلاب الأنا العليا ضد الأنا )، تلعب العدوانية تجاه الذات دوراً مهماً في ظهور وتطور الاكتئاب وتطلق الميول الانتحارية.
أما في الذهان الدوري فإن حالة الابتهاج المرضي في نوبة الهوس هي الانفراج الذي يحدث بين الأنا والأنا العليا بشكل فجائي ولصالح الأنا ( كأن الأنا تحتفل بالانتصار على الأنا العليا على شكل حرية طفلية مع اطلاق العنان لكل الغرائز، وكأن الهوس هروب من الاكتئاب ).
2- النظرية المعرفية: يعتبر الدكتور بيك أن الاكتئاب هو اضطراب في استراتجية التفكير ينجم عن تكوين نظم فكرية سلبية تجاه الذات والعالم والمستقبل، ويتجه العلاج نحو تغيير هذه النظم الفكرية.
3-النظرية السلوكية: تتلخص بأن مواجهة الفرد لأحداث كرب مستمرة تؤدي إلى اللامبالاة ثم الشعور باليأس والعجز ثم أعراض الاكتئاب الأخرى.
ثالثاً: العوامل الاجتماعية البيئية:
أ. غياب المساندة العاطفية والاجتماعية عند التعرض لكرب.
ب. البطالة وعدم الاستقرار المهني.
ت. الظروف الحياتية الضاغطة في الطفولة ( فقدان أحد الوالدين قبل سن 11 سنة، طلاق بين الوالدين، التربية الاعتمادية ).
ث. ترسب الأحداث الحياتية الراضة ( موت قريب، فقدان حبيب، نزوح، انتقال السكن والاقامة ) الاضطرابات المزاجية خاصة الاكتئابية منها.
ج. قد تحدث أحداث النجاح والفرح اكتئاباً ( اكتئاب الترقية )، وقد تحدث أحداث الحزن ابتهاجاً ( هوس الحداد).
اللوحة السريرية :
أولاً: العلامات السريرية للاضطرابات الهوسية:
1- البداية والمسار:
الهوس أقل انتشاراً من الاكتئاب.
تبدأ النوبة عادة في العشرين من العمر، وإن كانت توجد حالات تبدأ بعد سن الخمسين.
تكون البداية فجائية، وتكتمل اللوحة السريرية بسرعة وتدوم عدة أشهر، تنتهي فجأة، وتتحول أحياناً إلى حالة من الهوس المزمن.
تختلف شدة الأعراض، وغالباً ما تسبب إعاقة مهنية واجتماعية.
2- الأعراض السريرية:
مزاج انبساطي أو مرتفع أو قابل للاستثارة السريعة:
• يصل الابتهاج لدى بعض المرضى إلى درجة الشمق ( زهو ) مع مرح غامر وشعور بالسعادة لايوصف وحبور كبير ذا قدرة على العدوى أحياناً مع الرغبة دون ملل لإقامة علاقات اجتماعية ونشاطات كبيرة.
• بعض المرضى يبدون مزاجاً متهيجاً مع سلوك غاضب، وكل احباط يقودهم إلى الخصام والعدوانية والتهجم اللفظي أو الأذى المادي.
فرط النشاط النفسي الحركي وزيادة الفعالية:
• صعوبة في الاسترخاء أو الجلوس مع فقدان الجلد والمثابرة على عمل محدد مع وضع مشاريع متعددة وخطط معقدة وانهماك متزايد بالفعاليات المفرحة والتي قد تحدث نتائج مزعجة لايقدرها المريض أحياناً ( هواتف ليلية متكررة، زيارات متعددة، مرح صاخب، استثمارات مالية حمقاء، طيش جنسي، اسراف كحولي، ألبسة مزركشة وأوسمة، تبرج غير لائق عند النساء، فقدان الوقار والحشمة 00إلخ ).
• كثرة الحركة وعدم الاستقرار دون هدف واضح ودون الشعور بالتعب وذلك لعدة أيام أو أسابيع دون خمول أو ملل.
الاسهال الكلامي: يتداخل الكلام ويتسارع عند الهوسي الذي غالباً ما يحاور بصوت عالي وتدفق يصعب مقاطعته وقد يغضب عند معارضته أو ايقافه فيشتم أو يضرب، يلقي الفكاهات بحديث مازح وألفة غير طبيعية، يستعمل التورية و الشعر والسجع ويتلاعب بالكلمات وقد يدمج عدة لغات، وقد يلجأ للغناء أحياناً أو إلى إيماءات دون الكلام، وبشكل موازٍ قد يسرف في الكتابة حتى على الجدران.
الشرودية:
• يتحرك الانتباه ويتبدل بسرعة مع تطاير بالأفكار التي تتزاحم في ذهنه ولا يثابر على فكرة أو مهمة بدأ بها نتجة تأثره البالغ بكل المحرضات الخارجية حتى البسيطة والعادية منها، ينتقل من موضوع إلى آخر دون ترابط هادف.
• الاحساس الشفاف بكل ما يحدث من حول المريض مع سرعة تبدل الانتباه والربط البديهي وحدة في الذاكرة تجعل مجاراته مرهقة من المقربين منه واللذين يلاحظون بسهولة أن هذا الشخص مصاب باضطراب في تفكيره وكلامه.
تضخم الأنا والاعتداد بالذات:
• غرور شديد واعتداد بالنفس قد يصل حتى الشعور بالعظمة والفخامة مع توهم قدرات خارقة ( شخصية عظيمة، علاقات مع شخصيات مهمة، نبوءة، اختراعات خارقة0000 إلخ ).
• يرافق مشاعر العظمة هذه أحياناً توهمات اضطهادية تبريراً لأوهام العظمة ( إنني ملاحق ومراقب لأنني مخترع عظيم ).
سرعة تبدل المزاج: يلاحظ أحياناً تذبذب في المزاج قد ينقلب من المرح إلى الغضب، وهذا ما يغذي سلوك عدواني، قد يكون خطيراً إذا ما اعترض أحدهم رغبة الهوسي الملحة بالتفوق والسيادة وإعطاء الأوامر.
نقص الرغبة في النوم:
• تنقص الحاجة لنوم عند الهوسي.
• ينام الهوسي متأخراً جداً ليستيقظ بعد ثلاث ساعات أو لاينام على الاطلاق، ويشعر أنه في أوج نشاطه وهذا ما يزيد من حدة الازعاجات الليلية للجوار والمحيطين به.
3- تصنيف الأشكال السريرية للاضطرابات الهوسية:
نوبة الهوس الخفيف ( هوس تحت حاد أو تحت الهوس ) HYPOMANIA
• ارتفاع المزاج أو سهولة استثارته بشكل واضح يختلف عن المعتاد، ولمدة لاتقل عن أربعة أيام متتالية.
• تواجد ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية:
تضخم الأنا مع الشعور بالعظمة.
فرط نشاط حركي جسمي مع عدم استقرار.
زيادة الثرثرة أكثر من المعتاد.
تشتت الانتباه وصعوبة في التركيز وتطاير الأفكار.
نقص الحاجة للنوم.
اسراف وتهور وتبذير بدرجة متوسطة.
زيادة الانخراط في أنشطة اجتماعية مع فرط نشاط جنسي.
• تغير الأداء المهني بشكل طفيف مقارنة بالأداء قبل ظهور الأعراض.
• يكون الاضطراب المزاجي والتبدل في السلوك ملحوظ من قبل الآخرين.
• لاتكون النوبة شديدة ولاتحدث خلل اجتماعي أو مهني كبير، ولاتستدعي الحجر أو الاستشفاء ولاتوجد أعراض ذهانية.
• ليست الأعراض بسبب تأثير مباشر لتعاطي مادة أو عقار طبي أو لأية حالة مرضية عضوية ( مثل فرط نشاط الغدة الدرقية )، ويرفض المريض عادة استشارة الطبيب أو تناول العلاج بسبب اقتناعه التام بسلامته.
نوبة الهوس بدون أعراض نفاسية ( ذهانية ): MANIA WITHOUT PSYCHOTIC SYMPTOMS
• المزاج مرح ومرتفع أو استثارته سريعة وغير طبيعية ويدوم أسبوع على الأقل ( أو أي مدة إذا كانت شدة الاضطراب قد استدعت قبول المريض في المشفى ).
• تواجد ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية ( أربعة إذا كان المزاج فقط شديد الاستثارة )، وتتداخل هذه الأعراض مع الحياة اليومية والوظيفية:
تضخم الأنا مع عظمة في اعتبار الذات .
نقص الحاجة للنوم.
ثرثرة واسهال كلامي.
تطاير الأفكار أو شعور ذاتي بأفكار متميزة.
فرط نشاط نفسي حركي مع عدم الاستقرار في المكان.
تشتت الانتباه مع تغيير مستمر بالنشاط والمشاريع.
تحرر من الرقابة الاجتماعية ينتج عنها خروج عن الأعراف والتقاليد.
فرط الانغماس في أنشطة سارة ظاهرياً لكن نتائجها قد تكون سلبية على الشخص أو الآخرين ( ارتكاب حماقات جنسية، تورط في مشاريع مالية فاشلة، شراء وتجارة غير مدروسة، تبذير للممتلكات000 إلخ ).
• يوجد خلل في السلوك الاجتماعي والمهني ملحوظ قد يستلزم ادخال المريض إلى المشفى للعلاج ومنعه من إذاء نفسه والآخرين.
• الأعراض لاتعود إلى تأثير مباشر لمادة ما ( دواء علاجي، اسراف ادماني )، أو إلى حالة مرضية جسمانية ( فرط درق ).
• لاتوجد توهمات ولا اهلاسات، رغم بعض الاضطرابات في الادراك الحسي أحياناً ( شعور ذاتي بوضوح وزهو الألوان، حدة السمع000 إلخ ). ويكون المريض غير مستبصراً بحالته المرضية ولايطلب عفوياً العلاج.
نوبة الهوس مع أعراض ذهانية ( نفاسية ): MANIA WITH PSYCHOTIC SYMPTOMS
• الأعراض تجمع كل سمات النوبة المذكورة أعلاه عدا السمة الأخيرة.
• لاتوجد دلالات الفصام أو الاضطرابات الفصامية الوجدانية هوسية الشكل.
• تظهر توهمات واهلاسات لكنها بعيدة عن تلك النموذجية المشاهدة في الفصام، والأوهام الأكثر شيوعاً هنا هي أوهام ذات محتوى عظمة ومرجعية للذات أو ذات محتوى اضطهادي.
• لاتعود الأعراض إلى تأثير مباشر لمادة دوائية ولا إلى حالة مرضية جسمانية.
• ويمكن وصف شكلين سريرين:
نوبة هوسية مع أعراض ذهانية متوافقة مع المزاج ( أوهام عظمة أو اهلاسات تدل على فخامة الشخص والقوى الخارقة لديه ).
نوبة هوسية مع أعراض ذهانية غير متوافقة مع المزاج ( اهلاسات سمعية حيادية تصف عواطف الشخص ومشاعره أو أوهام مرجعية أو اضطهادية ).
الهوس المزمن: CHRONIC MANIA
• تستمر الأعراض عدة سنوات دون تغير كبير.
• قد تتواجد أرضية تتناوب عليها نوبات حادة من الهوس أو الاكتئاب.
• تتواجد الأعراض المزاجية كما في حالات نوبات الهوس ولكن بشدة أقل ومدة أطول.
• يبدو المريض سعيداً، سلوكه تهكمي ويدبر المقالب، مسلياً، لايتحمل المسؤوليات، يبالغ في زخرفة نفسه.
4- التشخيص التفريقي للنوبة الهوسية:
اضطراب الوجدان بسبب عقار ( مادة ) حرض الاضطراب أو حافظ على استمراره، أو بسبب حالة مرضية عضوية:
• تعاطي الأمفيتامينات، الكحول، الحشيش، الكوكائين.
• معالجة بالستيروئيدات و ACTH والإيزونيازيد.
• الشلل العام ( P.G ) زهري جهاز العصبي.
• فرط افراز الغدة الدرقية.
• بعض الأورام الدماغية.
• بعض التداخلات الجراحية على قاعدة البطين الثالث.