طارق بن عبد العالي السلمي: دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى ....
دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى طلاب الصف الثال ث
الثانوي بمدينة مكة المكرمة
إعداد
طارق بن عبدالعالي السلمي
أستاذ علم النفس التربوي المساعد
كلية التربية- جامعة أم القرى
1434 ه /5/ 1433 ه – وقبل 4 /12/ قدم 26
المستخلص: هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة مستوى القلق من الاختبار ومدى تأثيره على طلاب كل من القرية والمدينة (الحضر)
1433 ه. لتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث الأدوات الآتية 1- مقياس - بمدينة مكة المكرمة وذلك خلال العام الدراسي 1432
1433 ه. - سارسون لقياس القلق 2- مستوى التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة للفصل الدراسي الثاني لعام 1432
منهج الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي وهو منهج علمي يتناسب مع مشكلة البحث. أما عينة الدراسة فقد تكونت من
120 طالباً من طلاب المرحلة الثانوية موزعين بين القرية ( 60 طالباً) والمدينة ( 60 طالباً)
نتائج الدراسة توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج الآتية:
-1 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الريف وطلاب الحضر في درجات القلق من الاختبار لصالح طلاب القرية.
-2 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب التخصص الطبيعي وطلاب التخصص الشرعي في درجات القلق من الاختبار.
-3 توجد فروق في درجات القلق من الاختبار بين المستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لصالح المستوي الأدنى.
-4 توجد علاقة ارتباطية سلبية بين مستوى قلق الاختبار ومستوى التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة.
أهم التوصيات:
-1 الاهتمام بطلاب القرى و تفعيل دور المرشد الطلابي في المدرسة من أجل معرفة وتحديد الطلاب ذوي القلق المرتفع من الاختبار
وذلك من أجل معرفة أسباب القلق ومعالجتها بالتعاون مع أولياء الأمور.
-2 تفعيل دور الأسرة المحور الأساسي في التربية وذلك بتوعيتهم عن طريق مجالس الآباء ومرشد المدرسة بأخطار القلق ومدى تأثيره
على النواحي النفسية.
الكلمات المفتاحية: قلق الاختبار، التحصيل الدراسي، طلاب الصف الثالث الثانوي ، القرية- المدينة.
مقدمة
يعدُّ القلق أحد الظواهر النفسية التي يعاني منها كثير من
الأفراد على مستوى الخليج العربي، وهناك عدة أنواع من
القلق يعاني منها أفراد المجتمع مثل: القلق من السفر -
القلق من تأخر الترقية في العمل- القلق من نجاح العملية
الجراحية وكذلك القلق من الاختبار. الدراسة الحالية ركزت
على أحد أنواع القلق الذي ينتاب الطلاب وهو القلق من
الاختبار ومدى تأثيره على مستوى التحصيل الدراسي لدى
طلاب الصف الثالث الثانوي (القرية-المدينة) بمكة المكرمة.
هناك العديد من الدراسات اهتمت بموضوع القلق
ومفهومه بصفة عامة (مثال ذلك شاهين ، 2004 ؛ بطاينة
( وآخرون ، 2007 ؛ صوالحة، 2007 ؛ صوالحة وعسفا ، 2008
إضافة إلى ذلك إن موضوع القلق له أهميته حيث يعدُّ أحد
الأسباب المؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب
حيث كلما زاد مستوى القلق لدى الفرد ضعف مستوى
التحصيل الدراسي.
مشكلة الدراسة
هذه الدراسة اهتمت بالقلق من الاختبار ومدى تأثيره على
مستوى التحصيل الدراسي لدى عينة من طلاب الصف
الثالث الثانوي (القرية والمدينة) بمكة المكرمة حيث إن
مشكلة الدراسة الحالية تتمثل في الإجابة عن السؤال الرئيس
لهذه الدراسة، وهو: هل هناك فرق بين طلاب القرية
DOI : 10.12816/0002723
طارق بن عبد العالي السلمي: دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى ....
والمدينة بمكة المكرمة في مستوى القلق من الاختبار وتأثيره
على التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة؟ ويتفرع عن
السؤال الرئيس للبحث عدة أسئلة هي:
-1 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الريف
وطلاب الحضر في درجات القلق من الاختبار؟
-2 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب
التخصص الطبيعي وطلاب التخصص الشرعي في درجات
القلق من الاختبار؟
-3 هل توجد فروق في درجات القلق من الاختبار بين
المستويات المختلفة من التحصيل الدراسي؟
-4 هل توجد علاقة ارتباطية سلبية بين مستوى قلق الاختبار
ومستوى التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة؟
أهداف الدراسة
الدراسة الحالية تهدف إلى عدة أمور هي:
-1 التعرف على مدى تأثير القلق على التحصيل الدراسي
لطلاب العينة.
-2 التعرف على الفروق بين طلاب القرية والمدينة في
مستوى القلق.
اهمية الدراسة
حدد الباحث عدة نقاط توضح اهمية الدراسة الحالية
وهي:
-1 من أهمية هذه الدراسة أنها اهتمت بشريحة من
المجتمع تعد مهملة بحثياً تتمثل في طلاب القرى (الريف)
-2 اكتسبت الدراسة الحالية أهمية من حيث إنها تقدم
معلومات نفسية وتربوية مفيدة لطلاب المرحلة الثانوية
خاصة فيما يتعلق بالقلق من الاختبار ومدى تأثير ذلك على
التحصيل الدراسي. للطلاب.
حدود الدراسة
-1 اقتصار هذه الدراسة على عينة من طلاب الصف الثالث
الثانوي (القرية-المدينة) بمكة المكرمة للعام الدراسي الثاني
1433-1432 ه.
-2 هذه الدراسة اقتصرت على عينة من طلاب المرحلة
الثانوية دون الطالبات.
-3 أجريت الدراسة الحالية على طلاب الصف الثالث الثانوي
(طبيعي-شرعي) فقط.
مصطلحات الدراسة
-1 القلق من الاختبار:
أشار أحمد ( 2003 ) أن فرويد يرى أن القلق هو أساس
المشكلة في العصاب حيث عرفه بأنه "شيء ما يشعر به
الإنسان أو حالة انفعالية نوعية غير سارة لدى الكائن
العضوي ويتضمن مكونات ذاتية وفسيولوجية وسلوكية"
.( (ص: 79
ويعرف القلق من الاختبار إجرائياً بأنه حالة من التوتر
والخوف ينتج عنها التعرق وبرودة الأطراف تتزامن قبل
وأثناء أداء الاختبار وما أن ينتهي الاختبار حتى تتلاشى هذه
الأعراض ويصبح الفرد في حالته الطبيعية.
-2 التحصيل الدراسي:
ويقصد به معدل درجات الطالب في جميع المواد الدراسية
بعد نهاية الفصل الدراسي (اختبار الفصل الدراسي الثاني).
-3 التخصص الدراسي:
يعرف الباحث التخصص الدراسي على النحو الآتي:
-1 تخصص طبيعيي ويقصد به التخصص الذي يدرس
الطالب فيه العلوم الطبيعية
-2 تخصص شرعي: ويقصد به التخصص الذي يدرس فيه
الطالب العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
الإطار النظري والدراسات السابقة
إلى أن القلق يمكن تعريفه McAdams & Pals ( أشار ( 2006
بأنه الاختلافات النوعية للفرد
في التصاميم التطورية العامة. إن القلق والخوف أمور
طبيعية تعدُّ جزءًا من حياتنا اليومية للطبيعة البشرية.
يرى أن الكل يخاف ويقلق فنحن نخشى Donner (2006)
تهديداً فورياً ومحدداً مثال ذلك غريب يقترب ويخرج علينا
في مكان مظلم أو في طريق ضيق . أيضاً نحن نشعر بالقلق
تحسباً لمخاطر محتملة في المستقبل القريب ويرافق هذا
القلق العديد من المظاهر مثل الأرق والرعب واليأس
والذعر وزيادة ضربات القلب والتعرق. والهدف من زيادة
معدل ضربات القلب والتنفس السريع و التعرق هو
مساعدة الجسم على أداء أفضل في ظل التهديدات والمخاطر
التي قد تهدد الإنسان. لكن هناك بعض السلبيات الناتجة
عن القلق مثل الدوخة وضيق في الصدر وقشعريرة
( وجفاف الفم. (ص: 1
كما أشار شيفر وميلمان ( 2001 ) أن القلق يعتبر حالة من
عدم الارتياح من حدوث شيء في المستقبل مما يتسبب
بشعور الفرد بالضيق وانشغال الفكر وعدم الارتياح. كما
يرى صوالحة ( 2007 ) أن القلق ظاهرة عادية لدى الإنسان
تميزه عن سائر الكائنات الحية . والقلق مستمر مع الإنسان
في كل ما يتعلق برغباته ومواقفه تجاه الحياة عامة. فقد
يتخذ الفرد أحياناً قراراً يكون بعيداً عن إشباع رغباته ويكون
في الوقت نفسه موافقاً لرغبات وعادات المجتمع ومطالبه
فيبدو القلق عند الفرد. أما الوقفي ( 1998 ) فيرى أن القلق
عبارة عن شعور بالخوف والتوتر وذلك عند القيام بأداء
محك معين مثل أداء اختبار فصلي (أو نهاية السنة
الدراسية) أو أداء مقابلة مهمة (قبول في الجامعة أو
وظيفة). هناك مشاعر القلق العادية يشترك فيها معظم
طارق بن عبد العالي السلمي: دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى ....
الناس (قلق طبيعي) ولكن بعض الأفراد تكون مشاعر القلق
عندهم عنيفة لأسباب بسيطة يفترض ألَّا يبالغ الفرد في
القلق من أجلها. كذلك يؤكد بطاينة وآخرون ( 2007 ) أن
القلق يمكن تعريفه بأنه حالة نفسية يشعر الفرد فيها
بالعجز والإحباط من موقف معين مما يترتب على ذلك
أعراض نفسية وجسمية متعددة على صحة الفرد وسلامته
Davison & بصفة عامة وكذلك الطلاب بصفة خاصة. ويرى
أن القلق هو الخوف المبالغ فيه نتيجة موقف Neale (2003)
أو مواقف يتعرض لها الفرد في حياته العادية عادة
ويصاحب القلق أعراض تتمثل في التهيج، والبكاء، والأرق،
وسرعة الحركة، والأحلام المرعبة، التعرق، وفقدان الشهية،
والغثيان، وصعوبة التنفس، والتقلصات اللا إرادية. ويؤكد
أبو حطب ( 1982 ) أن القلق من الاختبار عند الأفراد يتأثر
بعدة عوامل تتمثل في البيئة المنزلية، والبيئة المحيطة بالفرد
سواء كانت المدرسة أم الأقران (الزملاء والأصحاب) داخل أو
خارج المدرسة. وقد عرف فرويد القلق بأنه" نوع من
الانفعال المؤلم يكتسبه الفرد خلال المواقف التي يصادفها
فهو يختلف عن بقية الانفعالات الأخرى غير السارة
كالشعور بالإحباط أو الغضب أو الغيرة لما يسببه من تغيرات
جسمية داخلية يحس بها الفرد وأخرى خارجية تظهر على
.(116: ملامحه بوضوح (الخالدي, 2002
السعي إلى الخفض من وتيرة القلق بصفة عامة والقلق من
الاختبار بصفة خاصة فيما يخص الطلاب يعدُّ مطلباً مهماً
حيث أشارت النيال ( 1991 ) أن انخفاض القلق بصفة عامة
عند الأفراد يعدُّ مطلباً مهماً في نجاح الطالب و الطالبة في
حياتهم الدراسية وذلك لأن هناك علاقة قوية بين القلق
والعصاب. أما إذا كان هناك ارتفاع في درجة القلق عند
الطالب أو الطالبة فهذا مؤشر على أن هناك سوء توافق عند
الطالب وأن هناك حاجات لم تشبع بعد مما قد يترتب عليه
تعثر وضعف مستوى الطالب أو الطالبة في حياتهم الدراسية
في جميع المراحل (عكاشة، 1992 ؛ مخيمر، 1979 ). لذلك
يظهر دور الخدمات الارشادية في المؤسسات التعليمية وذلك
بمعرفة وتحديد احتياجات الطلاب والطالبات غير المشبعة
والتي تعدُّ مصدراً للتوتر والقلق وذلك من أجل المساهمة
في كيفية إشباعها بمساهمة الأسرة وذلك حتى يعود الفرد إلى
؛ حالة التوازن والتوافق في حياته الدراسية (زهران ، 1978
.( العلي، 1985 ؛ مرسي، 1976
أنواع القلق:
هناك العديد من الباحثين اهتموا بأنواع القلق وتصنيفاته
فمدرسة التحليل النفسي التي يتزعمها سجموند فرويد
صنفت هذه المدرسة أنواع القلق إلى ثلاثة أنواع كما أشار
إليها (رزيقة , 2011
أولاً القلق الموضوعي: هذا النوع من القلق يسمى بالقلق
الواقعي وهو أقرب إلى مفهوم الخوف العادي أي إن الفرد
في هذا النوع من القلق يخاف من مصدر خارجي في بيئته
يهدده. من أمثلة هذا النوع القلق من الاختبار أو مقابلة
.( للوظيفة (صبره وآخرون, 2004
ثانياً: القلق العصابي: هذا النوع من القلق يمتاز بأن مصدره
داخلي وأسبابه لاشعورية وهو ينتج عندما يهدد الهو
ومكبوتاته بالتغلب على الأنا الذي يلجأ إلى الحيل الدفاعية
مثل: الكبت , والإسقاط، والنكوص. وعليه كلما كان القلق
شديداً ومتوتراً كلما كان مرضياً ومؤشراً للاضطراب ( رزيقة
.(2011,
ثالثاً: القلق الخلقي: وهو عبارة عن الصراع الناتج عن ضمير
الشخص وخوفه عندما يقوم بمخالفة العادات والقيم
43 ). الدراسة الحالية ركزت -42 : الاجتماعية (منسي, 2001
على النوع الأول وهو القلق الموضوعي وهو الذي ينتاب
بعض الطلاب عند مواجهة أي موقف مثل اختبار, مقابلة
شخصية, إلقاء خطاب أمام الجماهير.
وهناك من صنف القلق تصنيفاً آخر حيث أشار صبرة
وآخرون ( 2004 ) أن كاتل ( 1960 ) صنف القلق إلى نوعين:
قلق الحالة وقلق السمة.
-1 قلق الحالة: أشار رزيقة ( 2011 ) إلى أن قلق الحالة عبارة
عن استجابة لانفعالات غير سارة تحدث لدى الإنسان عندما
يحس أن هناك موقفاً ما يؤدي إلى إلحاق الضرر به. ويذكر
حسين ( 2001 ) أن قلق الحالة عبارة عن انفعالات يقع فيها
الفرد وهي تختلف من لحظة إلى أخرى وتزول بزوال المؤثر.
-2 قلق السمة: تعتبر استجابات ثابتة تختلف باختلاف
شخصية الفرد، ومن ثم يكون القلق المستثار مرتبطاً
بشخصية الفرد؛ لذلك يختلف التفاوت في درجة سمة القلق
باختلاف شخصية الفرد. ويعدُّ هذا النوع من القلق الأكثر
ارتباطاً بالصحة النفسية للفرد (رزيقة, 2011 ). كما أكد
رزيقة أن قلق السمة يمكن استنتاجها من خلال مدى تكرار
حالة القلق لدى الفرد لفترة معينة مع تحديد مدى شدة
الحالة.
دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى طلاب الصف الثال ث
الثانوي بمدينة مكة المكرمة
إعداد
طارق بن عبدالعالي السلمي
أستاذ علم النفس التربوي المساعد
كلية التربية- جامعة أم القرى
1434 ه /5/ 1433 ه – وقبل 4 /12/ قدم 26
المستخلص: هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة مستوى القلق من الاختبار ومدى تأثيره على طلاب كل من القرية والمدينة (الحضر)
1433 ه. لتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث الأدوات الآتية 1- مقياس - بمدينة مكة المكرمة وذلك خلال العام الدراسي 1432
1433 ه. - سارسون لقياس القلق 2- مستوى التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة للفصل الدراسي الثاني لعام 1432
منهج الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي وهو منهج علمي يتناسب مع مشكلة البحث. أما عينة الدراسة فقد تكونت من
120 طالباً من طلاب المرحلة الثانوية موزعين بين القرية ( 60 طالباً) والمدينة ( 60 طالباً)
نتائج الدراسة توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج الآتية:
-1 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الريف وطلاب الحضر في درجات القلق من الاختبار لصالح طلاب القرية.
-2 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب التخصص الطبيعي وطلاب التخصص الشرعي في درجات القلق من الاختبار.
-3 توجد فروق في درجات القلق من الاختبار بين المستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لصالح المستوي الأدنى.
-4 توجد علاقة ارتباطية سلبية بين مستوى قلق الاختبار ومستوى التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة.
أهم التوصيات:
-1 الاهتمام بطلاب القرى و تفعيل دور المرشد الطلابي في المدرسة من أجل معرفة وتحديد الطلاب ذوي القلق المرتفع من الاختبار
وذلك من أجل معرفة أسباب القلق ومعالجتها بالتعاون مع أولياء الأمور.
-2 تفعيل دور الأسرة المحور الأساسي في التربية وذلك بتوعيتهم عن طريق مجالس الآباء ومرشد المدرسة بأخطار القلق ومدى تأثيره
على النواحي النفسية.
الكلمات المفتاحية: قلق الاختبار، التحصيل الدراسي، طلاب الصف الثالث الثانوي ، القرية- المدينة.
مقدمة
يعدُّ القلق أحد الظواهر النفسية التي يعاني منها كثير من
الأفراد على مستوى الخليج العربي، وهناك عدة أنواع من
القلق يعاني منها أفراد المجتمع مثل: القلق من السفر -
القلق من تأخر الترقية في العمل- القلق من نجاح العملية
الجراحية وكذلك القلق من الاختبار. الدراسة الحالية ركزت
على أحد أنواع القلق الذي ينتاب الطلاب وهو القلق من
الاختبار ومدى تأثيره على مستوى التحصيل الدراسي لدى
طلاب الصف الثالث الثانوي (القرية-المدينة) بمكة المكرمة.
هناك العديد من الدراسات اهتمت بموضوع القلق
ومفهومه بصفة عامة (مثال ذلك شاهين ، 2004 ؛ بطاينة
( وآخرون ، 2007 ؛ صوالحة، 2007 ؛ صوالحة وعسفا ، 2008
إضافة إلى ذلك إن موضوع القلق له أهميته حيث يعدُّ أحد
الأسباب المؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب
حيث كلما زاد مستوى القلق لدى الفرد ضعف مستوى
التحصيل الدراسي.
مشكلة الدراسة
هذه الدراسة اهتمت بالقلق من الاختبار ومدى تأثيره على
مستوى التحصيل الدراسي لدى عينة من طلاب الصف
الثالث الثانوي (القرية والمدينة) بمكة المكرمة حيث إن
مشكلة الدراسة الحالية تتمثل في الإجابة عن السؤال الرئيس
لهذه الدراسة، وهو: هل هناك فرق بين طلاب القرية
DOI : 10.12816/0002723
طارق بن عبد العالي السلمي: دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى ....
والمدينة بمكة المكرمة في مستوى القلق من الاختبار وتأثيره
على التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة؟ ويتفرع عن
السؤال الرئيس للبحث عدة أسئلة هي:
-1 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الريف
وطلاب الحضر في درجات القلق من الاختبار؟
-2 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب
التخصص الطبيعي وطلاب التخصص الشرعي في درجات
القلق من الاختبار؟
-3 هل توجد فروق في درجات القلق من الاختبار بين
المستويات المختلفة من التحصيل الدراسي؟
-4 هل توجد علاقة ارتباطية سلبية بين مستوى قلق الاختبار
ومستوى التحصيل الدراسي لدى عينة الدراسة؟
أهداف الدراسة
الدراسة الحالية تهدف إلى عدة أمور هي:
-1 التعرف على مدى تأثير القلق على التحصيل الدراسي
لطلاب العينة.
-2 التعرف على الفروق بين طلاب القرية والمدينة في
مستوى القلق.
اهمية الدراسة
حدد الباحث عدة نقاط توضح اهمية الدراسة الحالية
وهي:
-1 من أهمية هذه الدراسة أنها اهتمت بشريحة من
المجتمع تعد مهملة بحثياً تتمثل في طلاب القرى (الريف)
-2 اكتسبت الدراسة الحالية أهمية من حيث إنها تقدم
معلومات نفسية وتربوية مفيدة لطلاب المرحلة الثانوية
خاصة فيما يتعلق بالقلق من الاختبار ومدى تأثير ذلك على
التحصيل الدراسي. للطلاب.
حدود الدراسة
-1 اقتصار هذه الدراسة على عينة من طلاب الصف الثالث
الثانوي (القرية-المدينة) بمكة المكرمة للعام الدراسي الثاني
1433-1432 ه.
-2 هذه الدراسة اقتصرت على عينة من طلاب المرحلة
الثانوية دون الطالبات.
-3 أجريت الدراسة الحالية على طلاب الصف الثالث الثانوي
(طبيعي-شرعي) فقط.
مصطلحات الدراسة
-1 القلق من الاختبار:
أشار أحمد ( 2003 ) أن فرويد يرى أن القلق هو أساس
المشكلة في العصاب حيث عرفه بأنه "شيء ما يشعر به
الإنسان أو حالة انفعالية نوعية غير سارة لدى الكائن
العضوي ويتضمن مكونات ذاتية وفسيولوجية وسلوكية"
.( (ص: 79
ويعرف القلق من الاختبار إجرائياً بأنه حالة من التوتر
والخوف ينتج عنها التعرق وبرودة الأطراف تتزامن قبل
وأثناء أداء الاختبار وما أن ينتهي الاختبار حتى تتلاشى هذه
الأعراض ويصبح الفرد في حالته الطبيعية.
-2 التحصيل الدراسي:
ويقصد به معدل درجات الطالب في جميع المواد الدراسية
بعد نهاية الفصل الدراسي (اختبار الفصل الدراسي الثاني).
-3 التخصص الدراسي:
يعرف الباحث التخصص الدراسي على النحو الآتي:
-1 تخصص طبيعيي ويقصد به التخصص الذي يدرس
الطالب فيه العلوم الطبيعية
-2 تخصص شرعي: ويقصد به التخصص الذي يدرس فيه
الطالب العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
الإطار النظري والدراسات السابقة
إلى أن القلق يمكن تعريفه McAdams & Pals ( أشار ( 2006
بأنه الاختلافات النوعية للفرد
في التصاميم التطورية العامة. إن القلق والخوف أمور
طبيعية تعدُّ جزءًا من حياتنا اليومية للطبيعة البشرية.
يرى أن الكل يخاف ويقلق فنحن نخشى Donner (2006)
تهديداً فورياً ومحدداً مثال ذلك غريب يقترب ويخرج علينا
في مكان مظلم أو في طريق ضيق . أيضاً نحن نشعر بالقلق
تحسباً لمخاطر محتملة في المستقبل القريب ويرافق هذا
القلق العديد من المظاهر مثل الأرق والرعب واليأس
والذعر وزيادة ضربات القلب والتعرق. والهدف من زيادة
معدل ضربات القلب والتنفس السريع و التعرق هو
مساعدة الجسم على أداء أفضل في ظل التهديدات والمخاطر
التي قد تهدد الإنسان. لكن هناك بعض السلبيات الناتجة
عن القلق مثل الدوخة وضيق في الصدر وقشعريرة
( وجفاف الفم. (ص: 1
كما أشار شيفر وميلمان ( 2001 ) أن القلق يعتبر حالة من
عدم الارتياح من حدوث شيء في المستقبل مما يتسبب
بشعور الفرد بالضيق وانشغال الفكر وعدم الارتياح. كما
يرى صوالحة ( 2007 ) أن القلق ظاهرة عادية لدى الإنسان
تميزه عن سائر الكائنات الحية . والقلق مستمر مع الإنسان
في كل ما يتعلق برغباته ومواقفه تجاه الحياة عامة. فقد
يتخذ الفرد أحياناً قراراً يكون بعيداً عن إشباع رغباته ويكون
في الوقت نفسه موافقاً لرغبات وعادات المجتمع ومطالبه
فيبدو القلق عند الفرد. أما الوقفي ( 1998 ) فيرى أن القلق
عبارة عن شعور بالخوف والتوتر وذلك عند القيام بأداء
محك معين مثل أداء اختبار فصلي (أو نهاية السنة
الدراسية) أو أداء مقابلة مهمة (قبول في الجامعة أو
وظيفة). هناك مشاعر القلق العادية يشترك فيها معظم
طارق بن عبد العالي السلمي: دراسة مقارنة في درجات القلق من الاختبار والمستويات المختلفة من التحصيل الدراسي لدى ....
الناس (قلق طبيعي) ولكن بعض الأفراد تكون مشاعر القلق
عندهم عنيفة لأسباب بسيطة يفترض ألَّا يبالغ الفرد في
القلق من أجلها. كذلك يؤكد بطاينة وآخرون ( 2007 ) أن
القلق يمكن تعريفه بأنه حالة نفسية يشعر الفرد فيها
بالعجز والإحباط من موقف معين مما يترتب على ذلك
أعراض نفسية وجسمية متعددة على صحة الفرد وسلامته
Davison & بصفة عامة وكذلك الطلاب بصفة خاصة. ويرى
أن القلق هو الخوف المبالغ فيه نتيجة موقف Neale (2003)
أو مواقف يتعرض لها الفرد في حياته العادية عادة
ويصاحب القلق أعراض تتمثل في التهيج، والبكاء، والأرق،
وسرعة الحركة، والأحلام المرعبة، التعرق، وفقدان الشهية،
والغثيان، وصعوبة التنفس، والتقلصات اللا إرادية. ويؤكد
أبو حطب ( 1982 ) أن القلق من الاختبار عند الأفراد يتأثر
بعدة عوامل تتمثل في البيئة المنزلية، والبيئة المحيطة بالفرد
سواء كانت المدرسة أم الأقران (الزملاء والأصحاب) داخل أو
خارج المدرسة. وقد عرف فرويد القلق بأنه" نوع من
الانفعال المؤلم يكتسبه الفرد خلال المواقف التي يصادفها
فهو يختلف عن بقية الانفعالات الأخرى غير السارة
كالشعور بالإحباط أو الغضب أو الغيرة لما يسببه من تغيرات
جسمية داخلية يحس بها الفرد وأخرى خارجية تظهر على
.(116: ملامحه بوضوح (الخالدي, 2002
السعي إلى الخفض من وتيرة القلق بصفة عامة والقلق من
الاختبار بصفة خاصة فيما يخص الطلاب يعدُّ مطلباً مهماً
حيث أشارت النيال ( 1991 ) أن انخفاض القلق بصفة عامة
عند الأفراد يعدُّ مطلباً مهماً في نجاح الطالب و الطالبة في
حياتهم الدراسية وذلك لأن هناك علاقة قوية بين القلق
والعصاب. أما إذا كان هناك ارتفاع في درجة القلق عند
الطالب أو الطالبة فهذا مؤشر على أن هناك سوء توافق عند
الطالب وأن هناك حاجات لم تشبع بعد مما قد يترتب عليه
تعثر وضعف مستوى الطالب أو الطالبة في حياتهم الدراسية
في جميع المراحل (عكاشة، 1992 ؛ مخيمر، 1979 ). لذلك
يظهر دور الخدمات الارشادية في المؤسسات التعليمية وذلك
بمعرفة وتحديد احتياجات الطلاب والطالبات غير المشبعة
والتي تعدُّ مصدراً للتوتر والقلق وذلك من أجل المساهمة
في كيفية إشباعها بمساهمة الأسرة وذلك حتى يعود الفرد إلى
؛ حالة التوازن والتوافق في حياته الدراسية (زهران ، 1978
.( العلي، 1985 ؛ مرسي، 1976
أنواع القلق:
هناك العديد من الباحثين اهتموا بأنواع القلق وتصنيفاته
فمدرسة التحليل النفسي التي يتزعمها سجموند فرويد
صنفت هذه المدرسة أنواع القلق إلى ثلاثة أنواع كما أشار
إليها (رزيقة , 2011
أولاً القلق الموضوعي: هذا النوع من القلق يسمى بالقلق
الواقعي وهو أقرب إلى مفهوم الخوف العادي أي إن الفرد
في هذا النوع من القلق يخاف من مصدر خارجي في بيئته
يهدده. من أمثلة هذا النوع القلق من الاختبار أو مقابلة
.( للوظيفة (صبره وآخرون, 2004
ثانياً: القلق العصابي: هذا النوع من القلق يمتاز بأن مصدره
داخلي وأسبابه لاشعورية وهو ينتج عندما يهدد الهو
ومكبوتاته بالتغلب على الأنا الذي يلجأ إلى الحيل الدفاعية
مثل: الكبت , والإسقاط، والنكوص. وعليه كلما كان القلق
شديداً ومتوتراً كلما كان مرضياً ومؤشراً للاضطراب ( رزيقة
.(2011,
ثالثاً: القلق الخلقي: وهو عبارة عن الصراع الناتج عن ضمير
الشخص وخوفه عندما يقوم بمخالفة العادات والقيم
43 ). الدراسة الحالية ركزت -42 : الاجتماعية (منسي, 2001
على النوع الأول وهو القلق الموضوعي وهو الذي ينتاب
بعض الطلاب عند مواجهة أي موقف مثل اختبار, مقابلة
شخصية, إلقاء خطاب أمام الجماهير.
وهناك من صنف القلق تصنيفاً آخر حيث أشار صبرة
وآخرون ( 2004 ) أن كاتل ( 1960 ) صنف القلق إلى نوعين:
قلق الحالة وقلق السمة.
-1 قلق الحالة: أشار رزيقة ( 2011 ) إلى أن قلق الحالة عبارة
عن استجابة لانفعالات غير سارة تحدث لدى الإنسان عندما
يحس أن هناك موقفاً ما يؤدي إلى إلحاق الضرر به. ويذكر
حسين ( 2001 ) أن قلق الحالة عبارة عن انفعالات يقع فيها
الفرد وهي تختلف من لحظة إلى أخرى وتزول بزوال المؤثر.
-2 قلق السمة: تعتبر استجابات ثابتة تختلف باختلاف
شخصية الفرد، ومن ثم يكون القلق المستثار مرتبطاً
بشخصية الفرد؛ لذلك يختلف التفاوت في درجة سمة القلق
باختلاف شخصية الفرد. ويعدُّ هذا النوع من القلق الأكثر
ارتباطاً بالصحة النفسية للفرد (رزيقة, 2011 ). كما أكد
رزيقة أن قلق السمة يمكن استنتاجها من خلال مدى تكرار
حالة القلق لدى الفرد لفترة معينة مع تحديد مدى شدة
الحالة.