النظرية في الإرشاد :
هي النموذج الذي يتم في نسقه تنظيم المعرفة العلمية الخاصة و توفير إطار مرجعي لتمييز السلوك العادي عن غير العادي و فهم العوامل أو الأسباب المتعلقة بموضوعات موضع الاهتمام في الإرشاد و تعمل النظرية كموجه لتفسير السلوك و استخدام أفضل الأساليب من اجل مساعدة الفرد على التغير أو التحسن . والإرشاد النفسي يهتم بدراسة وفهم وتفسير وتقييم السلوك والتنبؤ به وتعديله وتغييره، ومن ثم فلا بد من دراسة النظريات التي تفسر السلوك وكيفية تعديله، وتفيد دراسة نظريات الإرشاد النفسي في فهم العملية الإرشادية نفسها، وفهم أوجه الشبه والاختلاف بين طرق الإرشاد.
وظيفة النظرية:ـ
للنظرية العديد من الوظائف والتي يمكن أجمالها في:
أولاً:ـ تفسير العلاقات بين الظواهر :
حيث يتم من خلال النظرية تفسير علاقات التأثر والتأثير بشكل علمي ومنطقي يتماشى مع المدركات العقلية ويتفق معها.
ثانياً:ـ زيادة القدرة على التنبؤ:
تؤدي النظرية الى زيادة القدرة على التنبؤ بالقوانين العلمية كما وأنها تساعد في التعرف على الحقائق والتركيز على الهدف المطلوب، فمثلاً متى ما عرفنا أساليب التنشئة الأسرية والاجتماعية لشخص ما ونوع التربية التي تعرض اليها في صغره وطبيعة الجو الأسري الذي ترعرع فيه أمكننا التنبؤ الى حد ما بنمط سلوكه المستقبلي وأطار المشاكل التي يتعرض لها أو يعاني منها بالأحرى، أذا سارت الأمور في مجراها الطبيعي دون أن يعترضها عارض ما يغير مسارها.
ثالثاً:ـ المساهمة في إختيار أسلوب الإرشاد المناسب:
يقابل المرشد النفسي في عمله أنواعاً مختلفة من الشخصيات التي تتميز بها عملائه، فمنهم المعتز باستقلاله ومنهم من يرتاح للانقياد ومنهم المنبسط والمنطوي.
ومن خلال المقابلات الاستطلاعية الأولى أو نتائج الاختبارات الشخصية وغيرها يستطيع المرشد تحديد المعالم الرئيسية لشخصية العميل واتجاهاته العامة، ومن خلال اطلاع المرشد على النظريات والتعرف على الحقائق المستمدة منها فأنه يستطيع وبشكل علمي وموضوعي من أن يتبين سمات الشخصية وطبيعة سلوك العميل.
رابعاً:ـ المساهمة في عمليات التعليم والتدريب والأعداد المهني:
أن من مسببات نجاح البرامج الإرشادية أن تستند الى مجموعة من الأسس النظرية التي تشرح طبيعة الأعداد وأنواع التدريب ومحتوى البرنامج الخاص بأعداد المرشدين مهنياً وعملياً، حيث تتبع هذه الأسس والمسلمات من النظرية العلمية ذات العلاقة بالمجال العلمي والمهني المذكور فاذا أشارت النظريات الى أن المرشد النفسي الناجح مهنياً يتميز بصافات شخصية ونفسية معينه أو مستوى علمي معروف ومحدد ويسلك منهجاً علياً ذات طبيعة محددة فإن ذلك يساعد المسؤولين على إيجاد البرنامج العلمي والمهني الذي يكفل إعداد مهنيين على مستوى عالي من الفاعلية.
وكذلك قد يرشدنا في الوقت ذاته الى التعرف على أسباب فشل برنامج ما وماهيه نقاط ضعفه من أجل العمل على تقويمها من خلال الاشتراطات النظرية ومبادئها وقوانينها المتعلقة بهذا الاختصاص.
نظرية التحليل النفسي:
مفاهيم نظرية التحليل النفسي:
يفترض سيجموند فرويد Freud مؤسس هذه النظرية، أن الشخصية تتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى. أما الهو Id فهو منبع الطاقة الحيوية والنفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية التي تسعى إلى الإشباع في أي صورة وبأي ثمن وهو الصورة البدائية للشخصية قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب، وأما الأنا الأعلى Super- ego فهو مستودع المثاليات والأخلاقيات والضمير والمعايير والقيم الاجتماعية والقيم الدينية، ويعتبر بمثابة سلطة داخلية أو رقيب نفسي. وأما الأنا Ego فهو مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي والداخلي والعمليات العقلية والمشرف على الحركة والإدارة والمتكفل بالدفاع عن الشخصية وتوافقها وحل الصراع بين مطالب الهو وبين مطالب الأنا الأعلى وبين الواقع، ولذلك فهو محرك منفذ للشخصية ويعمل في ضوء مبدأ الواقع من أجل حفظ وتحقيق الذات والتوافق الاجتماعي ويرى فرويد أن الجهاز النفسي لا بد أن يكون متوازنا حتى تسير الحياة سيرا سويا، ولذلك يحاول الأنا حل الصراع بين الهو والأنا الأعلى، فإذا نجح كان الشخص سويا، وإذا أخفق ظهرت أعراض العصاب.
وأضاف كارل يونج Jung أهمية الذات كجهاز مركزي للشخصية يضفي عليها وحدتها وتوازنها وثباتها، وأنها تحرك وتنظم السلوك،
وتكلم ألفريد آدلر عن مفهوم الذات ومفهوم الآخرين والذات المبتكرة وهي العنصر الدينامي النشط في حياة الشخص وتبحث عن الخبرات التي تنتهي بتحديد أسلوب حياة الشخص.
وقدمت كارين هورني مفهوم الذات الدينامي وهي تعتقد أن الشخص يناضل في الحياة من أجل تحقيق ذاته، وتحدثت عن الذات المثالية، والذات الواقعية، والذات الحقيقية، وترى أن العصاب ينشأ عن بعد الشخص عن ذاته الحقيقية والسعي وراء صورة مثالية غير واقعية.
وتحدث أوتو رانك عن نمو الذات من الطفولة وجهود الفرد الدائمة من أجل تحقيق ذاته وتأكيدها وتقبلها، يقول رانك: إن تطور الفردية يمر بأدوار ثلاثة، هي دور الشخص العادي ثم دور الشخص العصابي ثم دور الشخص المتوافق.
ويعتقد هاري ستاك سوليفان أن جهاز الذات ينمو بطريقة يحفظ بها نفسه ضد القلق الذي يعتبر نتاجا للتفاعل الاجتماعي. ويعتبر أن دينامية الذات تلعب دورا هاما في تنظيم السلوك وفي تحقيق الحاجة للقبول والتقبل.
نقد نظرية التحليل النفسي:
التحليل النفسي كنظرية وكطريقة علاج له مزايا أهمها: الاهتمام بعلاج أسباب المشكلات والاضطرابات، وتناول الجوانب اللاشعورية إلى جانب الشعورية في الحياة النفسية للعميل، وتحرير العميل من دوافعه المكبوتة وإعلاؤها واستثمار طاقتها، والاهتمام بالسنوات الأولى من حياة العميل، والاهتمام بأثر الوسط الاجتماعي والثقافي للفرد في نموه وسلوكه، والعودة بالشخصية المضطربة إلى حالة التكامل والنضج ومواجهة الواقع والاستمتاع بالحياة.
وعلى الرغم من هذا، فقد لاقى الاتجاه التحليلي بصفة خاصة في ميدان الإرشاد النفسي معارضة ونقدا شديدين على أساس ما يلي:
- أن التحليل النفسي يهتم بالمرضى والمضطربين أكثر من اهتمامه بالأسوياء والعاديين.
- أنها عملية طويلة وشاقة ومكلفة في الوقت والجهد والمال ويحتاج إلى خبرة واسعة وتدريب عملي طويل قد لا يتوافر إلا لعدد قليل من الأخصائيين.
النظرية السلوكية :
يطلق على النظرية السلوكية اسم "نظرية المثير والاستجابة" وتعرف كذلك باسم "نظرية التعلم".
والاهتمام الرئيسي للنظرية السلوكية هو السلوك: كيف يتعلم وكيف يتغير. وهذا في نفس الوقت اهتمام رئيسي في عملية الإرشاد التي تتضمن عملية تعلم ومحو تعلم وإعادة تعلم، والتعلم هو محور نظريات التعلم التي تدور حولها النظرية السلوكية.
مفاهيم النظرية السلوكية:
ترتكز النظرية السلوكية وتقوم على مفاهيم ومسلمات ومبادئ وقوانين تتعلق بالسلوك وبعملية التعلم وحل المشكلات، استخلصت من دراسات بحوث تجريبية معملية قام بها رواد وأصحاب هذه النظرية، وفيما يلي أهم المفاهيم وأبرز الرواد.
معظم سلوك الإنسان متعلم: من المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها النظرية السلوكية أن معظم سلوك الإنسان متعلم، وأن الفرد يتعلم السلوك السوي، ويتعلم السلوك غير السوي، أي أنه يتعلم السلوك المتوافق والسلوك غير المتوافق، ويتضمن ذلك أن السلوك المتعلم يمكن تعديله.
تطبيقات النظرية السلوكية في الإرشاد النفسي:
تفسر النظرية السلوكية المشكلات السلوكية: بأنها أنماط من الاستجابات الخاطئة أو غير السوية المتعلمة بارتباطها بمثيرات منفرة، ويحتفظ بها الفرد لفاعليتها في تجنب مواقف أو خبرات غير مرغوبة
ويركز الإرشاد السلوكي على ما يأتي:
- تعزيز السلوك السوي المتوافق.
- مساعدة العميل في تعلم سلوك جديد مرغوب والتخلص من سلوك غير مرغوب، ومساعدته في تعلم أن الظروف الأصلية قد تغيرت أو يمكن تغييرها بحيث تصبح الاستجابات غير المرغوبة غير ضرورية لتجنب المواقف غير السارة التي سبق أن ارتبطت بها. فمثلا يمكن تخليص العميل من أفكار وسواسية أو سلوك قهري كان يقوم به لتجنب أفكار مثيرة للشعور بالذنب.
- تغيير السلوك غير السوي أو غير المتوافق وذلك بتحديد السلوك المراد تغييره والظروف والشروط التي يظهر فيها والعوامل التي تكتنفه وتخطيط مواقف يتم فيها تعلم ومحو تعلم لتحقيق التغير المنشود، ويتضمن ذلك إعادة تنظيم ظروف البيئة بما يؤدي إلى تكوين ارتباطات شرطية جديدة فيما يتعلق بمشكلات العميل وأغراضه، وهذا يتطلب فصل المشكلة وتخطيط مواقف تعلم تؤدي إلى إزالة الأغراض وتعديل السلوك وحل المشكلة
- الحيلولة بين العميل وبين تعميم قلقه على مثيرات جديدة.
- ضرب المثل الطيب والقدوة الحسنة سلوكيا أمام العميل عله يتعلم أنماطا مفيدة من السلوك عن طريق محاكاة المرشد خلال الجلسات الإرشادية المتكررة
وتبدأ عملية الارشاد السلوكي بتحديد السلوك المطلوب تعديله، ثم تحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب، ثم تحديد العوامل المسئولة عن استمرار السلوك المضطرب، ثم اختيار مجموعة من الظروف التي يمكن تعديلها أو تغييرها، ثم إعداد جدول لإعادة التعلم.
ويوجد عدد من أساليب الإرشاد السلوكي منها: التخلص من الحساسية أو التحصين التدريجي، والكف المتبادل، والأشراط التجنبي، والتعزيز الموجب "الثواب"، والتعزيز السالب، والخبرة المنفرة "العقاب"، والممارسة السالبة.
أهم الانتقادات الموجهة للمدرسة السلوكية :
- يصر أصحاب النظرية السلوكية على أن السلوك الملاحظ الظاهري الموضوعي فقط هو الذي يوضع في الاعتبار من الناحية العلمية.
- تتغاضى النظرية السلوكية عن النظر للفرد ككل وتهمل العناصر الذاتية في السلوك.
- المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية لا تتفق كثيرا مع المفاهيم النظرية والتكوينات الفرضية التي توجد في النظريات الأخرى مثل نظرية التحليل النفسي "كما سيأتي ذلك بعد قليل".
- يقول البعض: إن من أكبر عيوب النظرية السلوكية أن معظم دلائلها العلمية والتجريبية الأصلية مبنية على البحوث على الحيوان أكثر منها على الإنسان.
- يركز الإرشاد السلوكي الذي يقوم على أساس النظرية السلوكية على إزالة الأعراض في حد ذاتها بدلا من الحل الجذري للسلوك المشكل عن طريق التعرف على أسبابه وإزالتها
نظرية الجشطلت :
ترتبط هذه النظرية باسم كيرت ليفين و فيرتايمر وكوهلر وكوفكا. والفكرة الأساسية فيه أن إدراك موضوع ما يحدده المجال الإدراكي الكلي الذي يوجد فيه، وأن الكل ليس مجرد مجموع أجزاء، وأن الجزء يتحدد بطبيعة الكل، وأن الأجزاء تتكامل في وحدات كلية.
مفاهيم نظرية الجشطلت:
الشخص: الشخص هو كيان محدد محدود داخل المجال الخارجي الأكبر منه، والشخص له خاصيتان هما "الفصل" عن المجال و"الوصل" مع المجال. وبمعنى آخر "التفاضل أو التمايز" و"التكامل" أي أن الشخص يكون منفصلا عن المجال الكلي الأكبر. ومندمجا في نفس الوقت داخل هذا المجال الكلي، وهذا هو واقع الشخص الذي يمثل جلده حدودا واضحة تفصله عن المجال الخارجي الذي يتحرك فيه والذي يكون في نفس الوقت جزءا منه، ويذهب ليفين إلى أن بناء الشخص بناء متفاضل متمايز أي ينقسم إلى أجزاء منفصلة ومتصلة في نفس الوقت.
المجال النفسي: يوجد الشخص في المجال نفسي أو بيئة نفسية خارج حدوده. ويحدث تفاعل بين الشخص ومجاله النفسي. وهما -أي الشخص والمجال النفسي- يعتمدان على بعضهما البعض داخل "حيز الحياة".
حيز الحياة: حيز الحياة هو المجال النفسي الكلي الذي يحتوي على مجموع الوقائع الممكنة، التي تحدد سلوك الشخص في وقت محدد مثل حاجاته وخبراته وإمكانات سلوكه كما يدركه، أي أن السلوك هو وظيفة حيز الحياة، ويحيط بحيز الحياة "غلاف غريب" لا حدود
النظرية الانسانية :
ونظرية الذات لكارل روجرز هي أحدث وأشمل نظريات الذات، وذلك لارتباطها بطريقة من أشهر طرق الإرشاد والعلاج النفسي وهي طريقة الإرشاد والعلاج الممركز حول العميل ، وهذه النظرية بنيت أساسا على دراسات وخبرة روجرز في الإرشاد والعلاج النفسي.
وقد بدأ تاريخ نظرية الذات لكارل روجرز عندما بدأ روجرز الإرشاد والعلاج النفسي الممركز حول العميل".
وهناك مكونات رئيسية في نظرية الذات لكارل روجرز. وهذه المكونات هي: الذات، مفهوم الذات، الخبرة، الفرد، والسلوك، المجال الظاهري.
الذات:
تمثل الذات قلب نظرية روجرز. وعرف روجرز الذات هي كينونة الفرد أو الشخص. وتنمو الذات وتنفصل تدريجيا عن المجال الإدراكي، وتتكون بنية الذات نتيجة للتفاعل مع البيئة، وتشمل الذات المدركة، والذات الاجتماعية، والذات المثالية، وقد تمتص قيم الآخرين، وتسعى إلى التوافق والاتزان والثبات وتنمو نتيجة للنضج والتعلم، وتصبح المركز الذي تنظم حوله كل الخبرات
مفهوم الذات:
منذ أن بدأ روجرز في بلورة نظرية الذات أصبح "مفهوم الذات" من أهم موضوعات البحث في علم النفس، وأصبح ذات أهمية خاصة في الإرشاد والعلاج الممركز حول العميل، و مفهوم الذات هو تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد، ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته، ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية، وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس إجرائيا في وصف الفرد لذاته كما يتصورها هو "مفهوم الذات المدرك" ، والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد أن الآخرين في المجتمع يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين "مفهوم الذات الاجتماعي" والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون "مفهوم الذات المثالي.
ووظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير الذي يوجد الفرد في وسطه، ولذا فإنه ينظم ويحدد السلوك. وينمو مفهوم الذات تكوينيا كنتاج للتفاعل الاجتماعي جنبا إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات، وعلى الرغم من أنه ثابت إلى حد كبير إلا أنه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف معينة "في الإرشاد النفسي الممركز حول العميل
الخبرة:
يمر الفرد في حياته بخبرات كثيرة. والخبرة هي شيء أو موقف يعيشه الفرد في زمان ومكان معين، ويتفاعل الفرد معها وينفعل بها، ويؤثر ويتأثر بها. والخبرة متغيرة ويحول الفرد خبراته إلى رموز يدركها ويقيمها في ضوء مفهوم الذات وفي ضوء المعايير الاجتماعية أو يتجاهلها "على أنها لا علاقة لها ببنية الذات" أو ينكرها أو يشوهها "إذا كانت غير متطابقة مع بنية الذات".
والخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم الذات ومع المعايير الاجتماعية تؤدي إلى الراحة والخلو من التوتر وإلى التوافق النفسي والخبرات التي لا تتفق مع الذات ومفهوم الذات والتي تتعرض مع المعايير الاجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد ويضفي عليها قيمة سالبة، وعندما يدرك الخبرة على هذا النحو تؤدي إلى تهديد وإحباط مركز الذات والتوتر والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه المدركات والإدراك غير الدقيق للواقع.
الفرد:
والفرد قد يرمز أو يتجاهل أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعورية أو لا شعورية.
والفرد لديه دافع أساسي لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته، ويتفاعل الفرد مع "واقعه" في إطار ميله لتحقيق ذاته، ولديه حاجة أساسية "رغم أنها متعلمة" للتقدير الموجب "ويشمل الحب والاحترام والتعاطف والقبول من جانب الآخرين". وهذا التقدير الموجب للذات متبادل مع الآخرين المهمين في حياته، وتحدد الفرد ودوافعه كما يدركها أو كما يخبرها جانبا من سلوكه.
السلوك:
والسلوك هو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها في المجال الظاهري كما يدركه.
ويتفق معظم السلوك مع مفهوم الذات، ومع المعايير الاجتماعية، وبعضه لا يتفق مع بنية الذات والمعايير الاجتماعية، وعندما يحدث تعارض هنا يحدث سوء التوافق النفسي.
ويمكن تغيير السلوك وتعديله "تبني السلوك أو إنكاره" ويصحبه الانفعال ويسهله. وقد يحدث السلوك نتيجة للخبرات أو الحاجات العضوية التي لم تأخذ صورة رمزية لكونها غير مقبولة ومثل هذا السلوك قد يكون مطابق مع بنية الذات ومفهوم الذات، وفي هذه الحالة قد يتصل الفرد منه، وهذا يؤدي إلى التوتر وسوء التوافق النفسي.
وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره المرجعي، أي من داخل مجاله الإدراكي. ويعبر روجرز عن ثقته في التقارير الذاتية عن السلوك بدرجة أكبر من المعلومات التي تنتجها الاختبارات والمقاييس من إطار مرجعي خارجي.
وأحسن طريقة لإحداث التغير في السلوك هي أولا إحداث التغير في مفهوم الذات. وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة الإرشاد الممركز حول العميل وبعبارة أخرى الممركز حول الذات .
النظرية المعرفية :-
قامت النظرية علي مجهودات البرت اليس وهو عالم إكلينيكي أهتم بالتوجيه والإرشاد المدرسي والزواجي والأسري. وترى هذه النظرية بأن الناس ينقسمون الى قسمين، واقعيون وغير واقعيين وتسلط هذه النظرية الضوء على الأنسان والنظر اليه على أنه مركز الوجود والانفعالات واعتباره المسؤول الوحيد عن صحته النفسية أو اضطرابه النفسي ومع أنها لا تهمل تأثير العوامل الوراثية والبيئية في التأثير عليه وبخاصة في مستهل حياته .
وترى هذه النظرية بأن الأنسان قد يتعرض أحياناً للاضطرابات عندما يقوم بتصديق افتراضاته الخاطئة وغير المنطقية عن نفسه وعن الأخرين، كما أنه في ذات الوقت يمكن أن يحمي نفسه من الاضطرابات عن طريق استخدام الأساليب المنطقية الانفعالية، وتشير هذه النظرية الى تعقد وتقدم الثقافة والمعدات التقنية مما جعلت الأنسان يعيش في أحيان كثيرة بلا مشاعر أو انفعالات مما يجعله أن يعيش حالة من الاغتراب عن ذاته والأخرين وعليه فقد أتجه هذا الأسلوب الى العمل كقوة تصحيحية تجريبية لتعويض النقص في أساليب التوجيه والإرشاد السلوكية وغيرها من الطرق التقليدية.
وبما أن الأنسان مخلوق معقد فأنه تبعاً لذلك لا توجد طريقة واحدة لإصابته بالاضطراب الانفعالي وفي ذات الوقت توجد طرق متعددة لمساعدته على التغلب على اضطراباته والتي غالباً ما تنشأ من سوء الأدراك وكثرة الأخطاء الذهنية فيما يدركه وبسبب قلة الانفعال أو حدته تجاه المثيرات المتنوعة، ولذا فأن مثل هؤلاء المضطربين يحتاجون الى أسلوب ذي ثلاث اتجاهات كالأسلوب( العقلي، الانفعالي والسلوكي) من أجل التعامل مع مشاكلهم وهو ما يمثله هذا الاتجاه.
ويمكن أجمال أهم التطبيقات التربوية لهذه النظرية والتي يمكن للمرشد التربوي والنفسي الاستفادة منها في هذا المجال كالآتي:ـ
1ـ أن يعمل المرشد النفسي للتعرف على الأسباب المنطقية التي يعتقد بها العميل والتي تؤثر على أدراكه وتجعله مضطرباً.
2ـ أعادة تنظيم وأدراك تفكير العميل عن طريق التخلص من أسباب المشكلة ليصل الى مرحلة الاستبصار للعلاقة بين النواحي الانفعالية والأفكار والمعتقدات والحدث الذي وقع فيه العميل.
3ـ أن يستخدم المرشد أسلوب العمل على التغلب على التفكير اللامنطقي والذي يكمن في إقناع العميل على جعل هذه الأفكار في مستوى وعيه وانتباهه ومساعدة على فهمها وبالتالي التوضيح للعميل بأن هذه الأفكار هي سبب مشاكله واضطراباته الانفعالية وكذلك توضيح الأفكار المنطقية للعميل ومساعدة على المقارنة بين ما هو منطقي ولامنطقي.
4ـ أن يساعد المرشد العميل على أعادة تنظيم أفكاره وأدراكه وعلى تغيير الأفكار غير المنطقية الموجودة لديه ليصبح أكثر فعالية واعتمادا على نفسه في الحاضر والمستقبل.
5ـ أن يعمل المرشد على أطفاء الأفكار اللآمنطقية لدى العميل وذلك عن طريق رفض الكذب وأساليب الدعاية الهدامة والانحرافات الغير عقلانية التي يؤمن بها العميل وكذلك مهاجمة الحيل الدفاعية التي يمكن للمرشد التوصل اليها من خلال الجلسات الإرشادية مع العميل وأبدالها بأفكار إيجابية أفضل.
أهم أوجه الشبه بين نظريات الإرشاد النفسي:
1. كل النظريات تسعى نحو شيء واحد في الواقع، وكل طرق الإرشاد التي ترتبط بها تؤدي إلى نفس الهدف وهو تحقيق الذات.
2. كل النظريات تحاول فهم: كيف ينشأ القلق وكيف تهب وسائل الدفاع النفسي وأساليب التوافق وكيف يمكن تعديل السلوك.
3. الفرد لديه دوافع وحاجات وقوى حيوية تتحكم في سلوكه.
4. البيئة والمجال النفسي أو عالم الخبرة الشخصية مهم جنبا إلى جنب مع البيئة الاجتماعية وعالم الواقع.
5. الماضي يؤثر في الحاضر ويشير إلى المستقبل.
6. التعلم خطوة أساسية من أجل تحقيق التوافق النفسي عن طريق تغيير السلوك.
7. أهم ما في عملية الإرشاد هو العلاقة الإرشادية التي تتسم بالجو النفسي المتقبل الخالي من التهديد، الذي يحرر قوى النمو والتوافق لدى الفرد لتحقيق الصحة النفسية.
أوجه الاختلاف بين نظريات الإرشاد النفسي:
1. بعض النظريات نما في حجرات المعالجين وبعضها خرج من معامل علم النفس وبعضها نتج عن الدراسات الإحصائية.
2. يوجد اختلافات حول الأهمية النسبية للمحددات الشعورية واللاشعورية للسلوك.
3. تختلف النظريات حول أهمية الدور الذي يلعبه التعزيز وعضوية الجماعة وخبرات الحياة الماضية خاصة في الطفولة في تحديد السلوك.
4. تتفاوت النظرة إلى أهمية الخبرات والذاتية، فالبعض يؤكد أهمية الموضوعية والسلوك الملاحظ، والبعض يؤكد أهمية الخبرات الداخلية.
هي النموذج الذي يتم في نسقه تنظيم المعرفة العلمية الخاصة و توفير إطار مرجعي لتمييز السلوك العادي عن غير العادي و فهم العوامل أو الأسباب المتعلقة بموضوعات موضع الاهتمام في الإرشاد و تعمل النظرية كموجه لتفسير السلوك و استخدام أفضل الأساليب من اجل مساعدة الفرد على التغير أو التحسن . والإرشاد النفسي يهتم بدراسة وفهم وتفسير وتقييم السلوك والتنبؤ به وتعديله وتغييره، ومن ثم فلا بد من دراسة النظريات التي تفسر السلوك وكيفية تعديله، وتفيد دراسة نظريات الإرشاد النفسي في فهم العملية الإرشادية نفسها، وفهم أوجه الشبه والاختلاف بين طرق الإرشاد.
وظيفة النظرية:ـ
للنظرية العديد من الوظائف والتي يمكن أجمالها في:
أولاً:ـ تفسير العلاقات بين الظواهر :
حيث يتم من خلال النظرية تفسير علاقات التأثر والتأثير بشكل علمي ومنطقي يتماشى مع المدركات العقلية ويتفق معها.
ثانياً:ـ زيادة القدرة على التنبؤ:
تؤدي النظرية الى زيادة القدرة على التنبؤ بالقوانين العلمية كما وأنها تساعد في التعرف على الحقائق والتركيز على الهدف المطلوب، فمثلاً متى ما عرفنا أساليب التنشئة الأسرية والاجتماعية لشخص ما ونوع التربية التي تعرض اليها في صغره وطبيعة الجو الأسري الذي ترعرع فيه أمكننا التنبؤ الى حد ما بنمط سلوكه المستقبلي وأطار المشاكل التي يتعرض لها أو يعاني منها بالأحرى، أذا سارت الأمور في مجراها الطبيعي دون أن يعترضها عارض ما يغير مسارها.
ثالثاً:ـ المساهمة في إختيار أسلوب الإرشاد المناسب:
يقابل المرشد النفسي في عمله أنواعاً مختلفة من الشخصيات التي تتميز بها عملائه، فمنهم المعتز باستقلاله ومنهم من يرتاح للانقياد ومنهم المنبسط والمنطوي.
ومن خلال المقابلات الاستطلاعية الأولى أو نتائج الاختبارات الشخصية وغيرها يستطيع المرشد تحديد المعالم الرئيسية لشخصية العميل واتجاهاته العامة، ومن خلال اطلاع المرشد على النظريات والتعرف على الحقائق المستمدة منها فأنه يستطيع وبشكل علمي وموضوعي من أن يتبين سمات الشخصية وطبيعة سلوك العميل.
رابعاً:ـ المساهمة في عمليات التعليم والتدريب والأعداد المهني:
أن من مسببات نجاح البرامج الإرشادية أن تستند الى مجموعة من الأسس النظرية التي تشرح طبيعة الأعداد وأنواع التدريب ومحتوى البرنامج الخاص بأعداد المرشدين مهنياً وعملياً، حيث تتبع هذه الأسس والمسلمات من النظرية العلمية ذات العلاقة بالمجال العلمي والمهني المذكور فاذا أشارت النظريات الى أن المرشد النفسي الناجح مهنياً يتميز بصافات شخصية ونفسية معينه أو مستوى علمي معروف ومحدد ويسلك منهجاً علياً ذات طبيعة محددة فإن ذلك يساعد المسؤولين على إيجاد البرنامج العلمي والمهني الذي يكفل إعداد مهنيين على مستوى عالي من الفاعلية.
وكذلك قد يرشدنا في الوقت ذاته الى التعرف على أسباب فشل برنامج ما وماهيه نقاط ضعفه من أجل العمل على تقويمها من خلال الاشتراطات النظرية ومبادئها وقوانينها المتعلقة بهذا الاختصاص.
نظرية التحليل النفسي:
مفاهيم نظرية التحليل النفسي:
يفترض سيجموند فرويد Freud مؤسس هذه النظرية، أن الشخصية تتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى. أما الهو Id فهو منبع الطاقة الحيوية والنفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية التي تسعى إلى الإشباع في أي صورة وبأي ثمن وهو الصورة البدائية للشخصية قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب، وأما الأنا الأعلى Super- ego فهو مستودع المثاليات والأخلاقيات والضمير والمعايير والقيم الاجتماعية والقيم الدينية، ويعتبر بمثابة سلطة داخلية أو رقيب نفسي. وأما الأنا Ego فهو مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي والداخلي والعمليات العقلية والمشرف على الحركة والإدارة والمتكفل بالدفاع عن الشخصية وتوافقها وحل الصراع بين مطالب الهو وبين مطالب الأنا الأعلى وبين الواقع، ولذلك فهو محرك منفذ للشخصية ويعمل في ضوء مبدأ الواقع من أجل حفظ وتحقيق الذات والتوافق الاجتماعي ويرى فرويد أن الجهاز النفسي لا بد أن يكون متوازنا حتى تسير الحياة سيرا سويا، ولذلك يحاول الأنا حل الصراع بين الهو والأنا الأعلى، فإذا نجح كان الشخص سويا، وإذا أخفق ظهرت أعراض العصاب.
وأضاف كارل يونج Jung أهمية الذات كجهاز مركزي للشخصية يضفي عليها وحدتها وتوازنها وثباتها، وأنها تحرك وتنظم السلوك،
وتكلم ألفريد آدلر عن مفهوم الذات ومفهوم الآخرين والذات المبتكرة وهي العنصر الدينامي النشط في حياة الشخص وتبحث عن الخبرات التي تنتهي بتحديد أسلوب حياة الشخص.
وقدمت كارين هورني مفهوم الذات الدينامي وهي تعتقد أن الشخص يناضل في الحياة من أجل تحقيق ذاته، وتحدثت عن الذات المثالية، والذات الواقعية، والذات الحقيقية، وترى أن العصاب ينشأ عن بعد الشخص عن ذاته الحقيقية والسعي وراء صورة مثالية غير واقعية.
وتحدث أوتو رانك عن نمو الذات من الطفولة وجهود الفرد الدائمة من أجل تحقيق ذاته وتأكيدها وتقبلها، يقول رانك: إن تطور الفردية يمر بأدوار ثلاثة، هي دور الشخص العادي ثم دور الشخص العصابي ثم دور الشخص المتوافق.
ويعتقد هاري ستاك سوليفان أن جهاز الذات ينمو بطريقة يحفظ بها نفسه ضد القلق الذي يعتبر نتاجا للتفاعل الاجتماعي. ويعتبر أن دينامية الذات تلعب دورا هاما في تنظيم السلوك وفي تحقيق الحاجة للقبول والتقبل.
نقد نظرية التحليل النفسي:
التحليل النفسي كنظرية وكطريقة علاج له مزايا أهمها: الاهتمام بعلاج أسباب المشكلات والاضطرابات، وتناول الجوانب اللاشعورية إلى جانب الشعورية في الحياة النفسية للعميل، وتحرير العميل من دوافعه المكبوتة وإعلاؤها واستثمار طاقتها، والاهتمام بالسنوات الأولى من حياة العميل، والاهتمام بأثر الوسط الاجتماعي والثقافي للفرد في نموه وسلوكه، والعودة بالشخصية المضطربة إلى حالة التكامل والنضج ومواجهة الواقع والاستمتاع بالحياة.
وعلى الرغم من هذا، فقد لاقى الاتجاه التحليلي بصفة خاصة في ميدان الإرشاد النفسي معارضة ونقدا شديدين على أساس ما يلي:
- أن التحليل النفسي يهتم بالمرضى والمضطربين أكثر من اهتمامه بالأسوياء والعاديين.
- أنها عملية طويلة وشاقة ومكلفة في الوقت والجهد والمال ويحتاج إلى خبرة واسعة وتدريب عملي طويل قد لا يتوافر إلا لعدد قليل من الأخصائيين.
النظرية السلوكية :
يطلق على النظرية السلوكية اسم "نظرية المثير والاستجابة" وتعرف كذلك باسم "نظرية التعلم".
والاهتمام الرئيسي للنظرية السلوكية هو السلوك: كيف يتعلم وكيف يتغير. وهذا في نفس الوقت اهتمام رئيسي في عملية الإرشاد التي تتضمن عملية تعلم ومحو تعلم وإعادة تعلم، والتعلم هو محور نظريات التعلم التي تدور حولها النظرية السلوكية.
مفاهيم النظرية السلوكية:
ترتكز النظرية السلوكية وتقوم على مفاهيم ومسلمات ومبادئ وقوانين تتعلق بالسلوك وبعملية التعلم وحل المشكلات، استخلصت من دراسات بحوث تجريبية معملية قام بها رواد وأصحاب هذه النظرية، وفيما يلي أهم المفاهيم وأبرز الرواد.
معظم سلوك الإنسان متعلم: من المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها النظرية السلوكية أن معظم سلوك الإنسان متعلم، وأن الفرد يتعلم السلوك السوي، ويتعلم السلوك غير السوي، أي أنه يتعلم السلوك المتوافق والسلوك غير المتوافق، ويتضمن ذلك أن السلوك المتعلم يمكن تعديله.
تطبيقات النظرية السلوكية في الإرشاد النفسي:
تفسر النظرية السلوكية المشكلات السلوكية: بأنها أنماط من الاستجابات الخاطئة أو غير السوية المتعلمة بارتباطها بمثيرات منفرة، ويحتفظ بها الفرد لفاعليتها في تجنب مواقف أو خبرات غير مرغوبة
ويركز الإرشاد السلوكي على ما يأتي:
- تعزيز السلوك السوي المتوافق.
- مساعدة العميل في تعلم سلوك جديد مرغوب والتخلص من سلوك غير مرغوب، ومساعدته في تعلم أن الظروف الأصلية قد تغيرت أو يمكن تغييرها بحيث تصبح الاستجابات غير المرغوبة غير ضرورية لتجنب المواقف غير السارة التي سبق أن ارتبطت بها. فمثلا يمكن تخليص العميل من أفكار وسواسية أو سلوك قهري كان يقوم به لتجنب أفكار مثيرة للشعور بالذنب.
- تغيير السلوك غير السوي أو غير المتوافق وذلك بتحديد السلوك المراد تغييره والظروف والشروط التي يظهر فيها والعوامل التي تكتنفه وتخطيط مواقف يتم فيها تعلم ومحو تعلم لتحقيق التغير المنشود، ويتضمن ذلك إعادة تنظيم ظروف البيئة بما يؤدي إلى تكوين ارتباطات شرطية جديدة فيما يتعلق بمشكلات العميل وأغراضه، وهذا يتطلب فصل المشكلة وتخطيط مواقف تعلم تؤدي إلى إزالة الأغراض وتعديل السلوك وحل المشكلة
- الحيلولة بين العميل وبين تعميم قلقه على مثيرات جديدة.
- ضرب المثل الطيب والقدوة الحسنة سلوكيا أمام العميل عله يتعلم أنماطا مفيدة من السلوك عن طريق محاكاة المرشد خلال الجلسات الإرشادية المتكررة
وتبدأ عملية الارشاد السلوكي بتحديد السلوك المطلوب تعديله، ثم تحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب، ثم تحديد العوامل المسئولة عن استمرار السلوك المضطرب، ثم اختيار مجموعة من الظروف التي يمكن تعديلها أو تغييرها، ثم إعداد جدول لإعادة التعلم.
ويوجد عدد من أساليب الإرشاد السلوكي منها: التخلص من الحساسية أو التحصين التدريجي، والكف المتبادل، والأشراط التجنبي، والتعزيز الموجب "الثواب"، والتعزيز السالب، والخبرة المنفرة "العقاب"، والممارسة السالبة.
أهم الانتقادات الموجهة للمدرسة السلوكية :
- يصر أصحاب النظرية السلوكية على أن السلوك الملاحظ الظاهري الموضوعي فقط هو الذي يوضع في الاعتبار من الناحية العلمية.
- تتغاضى النظرية السلوكية عن النظر للفرد ككل وتهمل العناصر الذاتية في السلوك.
- المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية لا تتفق كثيرا مع المفاهيم النظرية والتكوينات الفرضية التي توجد في النظريات الأخرى مثل نظرية التحليل النفسي "كما سيأتي ذلك بعد قليل".
- يقول البعض: إن من أكبر عيوب النظرية السلوكية أن معظم دلائلها العلمية والتجريبية الأصلية مبنية على البحوث على الحيوان أكثر منها على الإنسان.
- يركز الإرشاد السلوكي الذي يقوم على أساس النظرية السلوكية على إزالة الأعراض في حد ذاتها بدلا من الحل الجذري للسلوك المشكل عن طريق التعرف على أسبابه وإزالتها
نظرية الجشطلت :
ترتبط هذه النظرية باسم كيرت ليفين و فيرتايمر وكوهلر وكوفكا. والفكرة الأساسية فيه أن إدراك موضوع ما يحدده المجال الإدراكي الكلي الذي يوجد فيه، وأن الكل ليس مجرد مجموع أجزاء، وأن الجزء يتحدد بطبيعة الكل، وأن الأجزاء تتكامل في وحدات كلية.
مفاهيم نظرية الجشطلت:
الشخص: الشخص هو كيان محدد محدود داخل المجال الخارجي الأكبر منه، والشخص له خاصيتان هما "الفصل" عن المجال و"الوصل" مع المجال. وبمعنى آخر "التفاضل أو التمايز" و"التكامل" أي أن الشخص يكون منفصلا عن المجال الكلي الأكبر. ومندمجا في نفس الوقت داخل هذا المجال الكلي، وهذا هو واقع الشخص الذي يمثل جلده حدودا واضحة تفصله عن المجال الخارجي الذي يتحرك فيه والذي يكون في نفس الوقت جزءا منه، ويذهب ليفين إلى أن بناء الشخص بناء متفاضل متمايز أي ينقسم إلى أجزاء منفصلة ومتصلة في نفس الوقت.
المجال النفسي: يوجد الشخص في المجال نفسي أو بيئة نفسية خارج حدوده. ويحدث تفاعل بين الشخص ومجاله النفسي. وهما -أي الشخص والمجال النفسي- يعتمدان على بعضهما البعض داخل "حيز الحياة".
حيز الحياة: حيز الحياة هو المجال النفسي الكلي الذي يحتوي على مجموع الوقائع الممكنة، التي تحدد سلوك الشخص في وقت محدد مثل حاجاته وخبراته وإمكانات سلوكه كما يدركه، أي أن السلوك هو وظيفة حيز الحياة، ويحيط بحيز الحياة "غلاف غريب" لا حدود
النظرية الانسانية :
ونظرية الذات لكارل روجرز هي أحدث وأشمل نظريات الذات، وذلك لارتباطها بطريقة من أشهر طرق الإرشاد والعلاج النفسي وهي طريقة الإرشاد والعلاج الممركز حول العميل ، وهذه النظرية بنيت أساسا على دراسات وخبرة روجرز في الإرشاد والعلاج النفسي.
وقد بدأ تاريخ نظرية الذات لكارل روجرز عندما بدأ روجرز الإرشاد والعلاج النفسي الممركز حول العميل".
وهناك مكونات رئيسية في نظرية الذات لكارل روجرز. وهذه المكونات هي: الذات، مفهوم الذات، الخبرة، الفرد، والسلوك، المجال الظاهري.
الذات:
تمثل الذات قلب نظرية روجرز. وعرف روجرز الذات هي كينونة الفرد أو الشخص. وتنمو الذات وتنفصل تدريجيا عن المجال الإدراكي، وتتكون بنية الذات نتيجة للتفاعل مع البيئة، وتشمل الذات المدركة، والذات الاجتماعية، والذات المثالية، وقد تمتص قيم الآخرين، وتسعى إلى التوافق والاتزان والثبات وتنمو نتيجة للنضج والتعلم، وتصبح المركز الذي تنظم حوله كل الخبرات
مفهوم الذات:
منذ أن بدأ روجرز في بلورة نظرية الذات أصبح "مفهوم الذات" من أهم موضوعات البحث في علم النفس، وأصبح ذات أهمية خاصة في الإرشاد والعلاج الممركز حول العميل، و مفهوم الذات هو تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد، ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته، ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية، وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس إجرائيا في وصف الفرد لذاته كما يتصورها هو "مفهوم الذات المدرك" ، والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد أن الآخرين في المجتمع يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين "مفهوم الذات الاجتماعي" والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون "مفهوم الذات المثالي.
ووظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير الذي يوجد الفرد في وسطه، ولذا فإنه ينظم ويحدد السلوك. وينمو مفهوم الذات تكوينيا كنتاج للتفاعل الاجتماعي جنبا إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات، وعلى الرغم من أنه ثابت إلى حد كبير إلا أنه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف معينة "في الإرشاد النفسي الممركز حول العميل
الخبرة:
يمر الفرد في حياته بخبرات كثيرة. والخبرة هي شيء أو موقف يعيشه الفرد في زمان ومكان معين، ويتفاعل الفرد معها وينفعل بها، ويؤثر ويتأثر بها. والخبرة متغيرة ويحول الفرد خبراته إلى رموز يدركها ويقيمها في ضوء مفهوم الذات وفي ضوء المعايير الاجتماعية أو يتجاهلها "على أنها لا علاقة لها ببنية الذات" أو ينكرها أو يشوهها "إذا كانت غير متطابقة مع بنية الذات".
والخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم الذات ومع المعايير الاجتماعية تؤدي إلى الراحة والخلو من التوتر وإلى التوافق النفسي والخبرات التي لا تتفق مع الذات ومفهوم الذات والتي تتعرض مع المعايير الاجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد ويضفي عليها قيمة سالبة، وعندما يدرك الخبرة على هذا النحو تؤدي إلى تهديد وإحباط مركز الذات والتوتر والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه المدركات والإدراك غير الدقيق للواقع.
الفرد:
والفرد قد يرمز أو يتجاهل أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعورية أو لا شعورية.
والفرد لديه دافع أساسي لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته، ويتفاعل الفرد مع "واقعه" في إطار ميله لتحقيق ذاته، ولديه حاجة أساسية "رغم أنها متعلمة" للتقدير الموجب "ويشمل الحب والاحترام والتعاطف والقبول من جانب الآخرين". وهذا التقدير الموجب للذات متبادل مع الآخرين المهمين في حياته، وتحدد الفرد ودوافعه كما يدركها أو كما يخبرها جانبا من سلوكه.
السلوك:
والسلوك هو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها في المجال الظاهري كما يدركه.
ويتفق معظم السلوك مع مفهوم الذات، ومع المعايير الاجتماعية، وبعضه لا يتفق مع بنية الذات والمعايير الاجتماعية، وعندما يحدث تعارض هنا يحدث سوء التوافق النفسي.
ويمكن تغيير السلوك وتعديله "تبني السلوك أو إنكاره" ويصحبه الانفعال ويسهله. وقد يحدث السلوك نتيجة للخبرات أو الحاجات العضوية التي لم تأخذ صورة رمزية لكونها غير مقبولة ومثل هذا السلوك قد يكون مطابق مع بنية الذات ومفهوم الذات، وفي هذه الحالة قد يتصل الفرد منه، وهذا يؤدي إلى التوتر وسوء التوافق النفسي.
وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره المرجعي، أي من داخل مجاله الإدراكي. ويعبر روجرز عن ثقته في التقارير الذاتية عن السلوك بدرجة أكبر من المعلومات التي تنتجها الاختبارات والمقاييس من إطار مرجعي خارجي.
وأحسن طريقة لإحداث التغير في السلوك هي أولا إحداث التغير في مفهوم الذات. وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة الإرشاد الممركز حول العميل وبعبارة أخرى الممركز حول الذات .
النظرية المعرفية :-
قامت النظرية علي مجهودات البرت اليس وهو عالم إكلينيكي أهتم بالتوجيه والإرشاد المدرسي والزواجي والأسري. وترى هذه النظرية بأن الناس ينقسمون الى قسمين، واقعيون وغير واقعيين وتسلط هذه النظرية الضوء على الأنسان والنظر اليه على أنه مركز الوجود والانفعالات واعتباره المسؤول الوحيد عن صحته النفسية أو اضطرابه النفسي ومع أنها لا تهمل تأثير العوامل الوراثية والبيئية في التأثير عليه وبخاصة في مستهل حياته .
وترى هذه النظرية بأن الأنسان قد يتعرض أحياناً للاضطرابات عندما يقوم بتصديق افتراضاته الخاطئة وغير المنطقية عن نفسه وعن الأخرين، كما أنه في ذات الوقت يمكن أن يحمي نفسه من الاضطرابات عن طريق استخدام الأساليب المنطقية الانفعالية، وتشير هذه النظرية الى تعقد وتقدم الثقافة والمعدات التقنية مما جعلت الأنسان يعيش في أحيان كثيرة بلا مشاعر أو انفعالات مما يجعله أن يعيش حالة من الاغتراب عن ذاته والأخرين وعليه فقد أتجه هذا الأسلوب الى العمل كقوة تصحيحية تجريبية لتعويض النقص في أساليب التوجيه والإرشاد السلوكية وغيرها من الطرق التقليدية.
وبما أن الأنسان مخلوق معقد فأنه تبعاً لذلك لا توجد طريقة واحدة لإصابته بالاضطراب الانفعالي وفي ذات الوقت توجد طرق متعددة لمساعدته على التغلب على اضطراباته والتي غالباً ما تنشأ من سوء الأدراك وكثرة الأخطاء الذهنية فيما يدركه وبسبب قلة الانفعال أو حدته تجاه المثيرات المتنوعة، ولذا فأن مثل هؤلاء المضطربين يحتاجون الى أسلوب ذي ثلاث اتجاهات كالأسلوب( العقلي، الانفعالي والسلوكي) من أجل التعامل مع مشاكلهم وهو ما يمثله هذا الاتجاه.
ويمكن أجمال أهم التطبيقات التربوية لهذه النظرية والتي يمكن للمرشد التربوي والنفسي الاستفادة منها في هذا المجال كالآتي:ـ
1ـ أن يعمل المرشد النفسي للتعرف على الأسباب المنطقية التي يعتقد بها العميل والتي تؤثر على أدراكه وتجعله مضطرباً.
2ـ أعادة تنظيم وأدراك تفكير العميل عن طريق التخلص من أسباب المشكلة ليصل الى مرحلة الاستبصار للعلاقة بين النواحي الانفعالية والأفكار والمعتقدات والحدث الذي وقع فيه العميل.
3ـ أن يستخدم المرشد أسلوب العمل على التغلب على التفكير اللامنطقي والذي يكمن في إقناع العميل على جعل هذه الأفكار في مستوى وعيه وانتباهه ومساعدة على فهمها وبالتالي التوضيح للعميل بأن هذه الأفكار هي سبب مشاكله واضطراباته الانفعالية وكذلك توضيح الأفكار المنطقية للعميل ومساعدة على المقارنة بين ما هو منطقي ولامنطقي.
4ـ أن يساعد المرشد العميل على أعادة تنظيم أفكاره وأدراكه وعلى تغيير الأفكار غير المنطقية الموجودة لديه ليصبح أكثر فعالية واعتمادا على نفسه في الحاضر والمستقبل.
5ـ أن يعمل المرشد على أطفاء الأفكار اللآمنطقية لدى العميل وذلك عن طريق رفض الكذب وأساليب الدعاية الهدامة والانحرافات الغير عقلانية التي يؤمن بها العميل وكذلك مهاجمة الحيل الدفاعية التي يمكن للمرشد التوصل اليها من خلال الجلسات الإرشادية مع العميل وأبدالها بأفكار إيجابية أفضل.
أهم أوجه الشبه بين نظريات الإرشاد النفسي:
1. كل النظريات تسعى نحو شيء واحد في الواقع، وكل طرق الإرشاد التي ترتبط بها تؤدي إلى نفس الهدف وهو تحقيق الذات.
2. كل النظريات تحاول فهم: كيف ينشأ القلق وكيف تهب وسائل الدفاع النفسي وأساليب التوافق وكيف يمكن تعديل السلوك.
3. الفرد لديه دوافع وحاجات وقوى حيوية تتحكم في سلوكه.
4. البيئة والمجال النفسي أو عالم الخبرة الشخصية مهم جنبا إلى جنب مع البيئة الاجتماعية وعالم الواقع.
5. الماضي يؤثر في الحاضر ويشير إلى المستقبل.
6. التعلم خطوة أساسية من أجل تحقيق التوافق النفسي عن طريق تغيير السلوك.
7. أهم ما في عملية الإرشاد هو العلاقة الإرشادية التي تتسم بالجو النفسي المتقبل الخالي من التهديد، الذي يحرر قوى النمو والتوافق لدى الفرد لتحقيق الصحة النفسية.
أوجه الاختلاف بين نظريات الإرشاد النفسي:
1. بعض النظريات نما في حجرات المعالجين وبعضها خرج من معامل علم النفس وبعضها نتج عن الدراسات الإحصائية.
2. يوجد اختلافات حول الأهمية النسبية للمحددات الشعورية واللاشعورية للسلوك.
3. تختلف النظريات حول أهمية الدور الذي يلعبه التعزيز وعضوية الجماعة وخبرات الحياة الماضية خاصة في الطفولة في تحديد السلوك.
4. تتفاوت النظرة إلى أهمية الخبرات والذاتية، فالبعض يؤكد أهمية الموضوعية والسلوك الملاحظ، والبعض يؤكد أهمية الخبرات الداخلية.