إعداد
د. صلاح الدين فرح عطا الله بخيت
أستاذ مساعد ورئيس قسم علم النفس، جامعة الإمام المهدي
د.فضل المولى عبد الرضي الشيخ
أستاذ مساعد ، قسم علم النفس ، كلية التربية، جامعة دنقلا
رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس بالجامعات
السودانية في ربع قرن (1977 – 2003م)
(دراسة توثيقية تحليلية)
الجزء الثاني : جامعتي أمدرمان الإسلامية وإفريقيا العالمية
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة الحالية الى توثيق وتحليل رسائل الماجستير والدكتوراه التي أجريت في جامعتي أمدرمان الاسلامية وأفريقيا العالمية. تم حصر الرسائل التي أجريت في الجامعتين فكانت (104) رسالة ماجستير و(35) رسالة دكتوراه أجريت في جامعة أمدرمان الاسلامية في الفترة من (1985- 2003) ،وفي جامعة أفريقيا العالمية كانت هناك (49) رسالة ماجستير و(8) رسائل دكتوراه في الفترة (1995- 2003) ، كانت هذه الرسائل مجتمعة هي التي أجري عليها تحليل المحتوى للاجابة عن (13) سؤالا تمثل اجاباتها واقع البحث العلمي في مستوى رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس بالجامعتين. تم تصميم نموذج لجمع المعلومات يتضمن (11) فئة وتم التحقق من صدقه عن طريق المحكمين ، وعن طريق الصدق الذاتي الذي بلغ (0.93) ، أما ثباته فقد حسب عن طريق نسبة اتفاق اثنين من المصححين وقد بلغ (0.88). بينما استخدم الباحثان النسب المئوية لتحليل بيانات الدراسة.
كشفت الدراسة عن عدة نتائج أهمها: أن معظم الرسائل أجريت في كليتي التربية بالجامعتين ، وكان التحصيل الدراسي هو الموضوع الاكثر تكرارا يليه التوافق النفسي والاجتماعي في جامعة أمدرمان الاسلامية ، بينما جاءت الاتجاهات في المرتبة الثانية في جامعة أفريقيا العالمية مما يشير الى ان غالبية الموضوعات انحصرت في علم النفس التربوي ، وكانت البحوث الوصفية هي السائدة في الجامعتين خاصة الارتباطية منها والمسحية ،وانعدمت بعض البحوث الوصفية (مثل:العلية المقارنة ، وتحليل المحتوى،ودراسة الحالة) ، كما كانت هناك ندرة في البحوث التجريبية ،وكانت عينات الدراسة متوسطة الحجم وتم اختيارها بالطريقة الطبقية العشوائية ،وكانت المدارس والجامعات هي البيئة المفضلة لاجراء الدراسات حيث كانت غالبية العينات طلابية، وتوصلت الدراسة الى ان هناك عدد من الرسائل في جامعة افريقيا العالمية أشرف عليها أساتذة غير متخصصين في علم النفس ، وكانت الباحثات الاناث هن الاكثر في الماجستير بينما كان الذكور هم الاكثر نيلا لدرجة الدكتوراه ، و معظم الدراسات قد أجريت في ولاية الخرطوم ، كما كان هناك عدد من الباحثين من جنسيات غير سودانية ،ولوحظ أن هناك زيادة مطردة في أعداد الرسائل منذ العام 1995م. وقد أظهرت الدراسة اتساقا مع الدراسات السابقة وخاصة تلك التي أجريت في السودان ،وتم مناقشة نتائج الدراسة ووضعت بعض التوصيات التي قد تساعد في تطوير هذا المجال مستقبلا.
المقدمــة
تشكل رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس أحد مصدرين أساسيين للبحث السيكولوجي في العالم، فقد جرت العادة في الغرب وفي بعض الدول العربية أن تستل منها ما بين دراسة إلى أربع دراسات من الرسالة الواحدة وتنشر في دوريات سيكولوجية مرموقة (مختار عثمان الصديق، 1999؛ جاي، 2001؛ عمر هارون الخليفة، قيد النشر)، وفي بلد مثل السودان لا توجد فيه ميزانية مخصصة للبحث السيكولوجي من قبل أجهزة الدولة المختلفة – المخصص من الناتج القومي للبحث العلمي في السودان هو (0.003%) (محمد سلمان علي وآخرون، 2004؛ أحمد عبد الرازق البوني، 2004) ، وهي أقل نسبة يطلع عليها الباحث من بين مجموعة كبيرة من الدول، بينما الإنفاق على الجوانب العسكرية حجمه (36%) (عبد المنعم مصطفى الأمين، 2004) ، كما لا توجد ميزانية مخصصة للبحث في الجامعات، ولا توجد فيه مراكز بحثية متخصصة في علم النفس*، ويعاني من ندرة الدوريات العلمية المتخصصة، كما لم تحظى فيه الأبحاث في المجالات الإنسانية بالقدر من الاهتمام الذي نالته الأبحاث في المجالات التقنية والصناعية والزراعية (عبد الرحمن خوجلي المبارك، 2000)، كل ذلك يجعل لهذه الرسائل أهمية عظمى وقيمة كبيرة إن رشدت، حيث من الممكن توجيهها لدراسة مشكلات واقعية في مجتمعنا ودراسة قضايا علمية تطبيقية، إذ أن هذه الرسائل ممولة ذاتياً وبقليل من الجهد المشترك بين الطالب والمشرف تظهر لها فوائد متعددة علمياً ومجتمعياً وفي الوقت الراهن ربما تكون المخرج الأمثل لدراسة المشكلات الملحة والظواهر المختلفة في مجتمعنا، كما أنها من الممكن أن تسهم في تطور علم النفس الوطني الذي لا ينمو ولا يتطور إلا ببحوث محلية تعكس واقعنا وتدرس مشكلاتنا اليومية، خاصة وأنه قد تبلور اتجاه عام بأن العلم هو ممارسة اجتماعية متطورة تمارسها فئات اجتماعية متخصصة ومدربة وذلك تلبية لحاجات معينة (هشام غضيب، 1997)، وقد أكد على ذلك محمد محجوب هارون عندما دعى لإنتاج المعرفة ونقلها في سياق اجتماعي (مهيد محمد المتوكل، 2003)، أو هو ما أطلق عليه مصطفى سويف (2000) بناء وتشييد المدرسة الوطنية في العلم .
يرى موسى النبهان (1998) أن برامج الدراسات العليا المتوافرة في الجامعات هي إحدى المؤشرات الرئيسية للحكم على واقع البحث العلمي في أي بلد، كما يرى بأنها مصدر رئيسي للإسهام في التنمية البشرية، وأن انفصالها عن مشكلات المجتمع يقلل من دور الجامعات في خدمة المجتمع وحل مشكلات التنمية فيه (محمد عبد العليم مرسي، 1985)، أما وضحى السويدي (1994) خبيرة البحث العلمي فترى في الدراسات العليا حلاً لعدم التفرغ للبحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس فبإشرافهم الجاد على طلاب الدراسات العليا يستطيعون تنفيذ الكثير من البحوث المتميزة، وقد أفاد محمد منير مرسي (1996) بأن بورج (Borg,1963) يرى بأن من أهم الأسباب الرئيسية للتقدم البطيء في التربية وعلم النفس هو عدم الاستفادة القصوى من بحوث الدراسات العليا، بينما يرى محمد عبد العليم مرسي (1984، 1985) وعبد الرحمن أحمد عثمان (1995) إن أكثر ما يقعد بحوث الدراسات العليا ويؤدي لتخلفها أن الكثير من الأساتذة يعدونها تمارين بحثية تهدف لتدريب الطلاب على البحث العلمي فحسب . ويؤكد الغالي أحرشاو (1992) أن مشكل البحث السيكولوجي في البلاد العربية هو عدم أصالته إذ أن من معايير توطين علم النفس هو عدد المؤلفات المنبئة بالخلق والابتكار، ولا شك أن رسائل الماجستير والدكتوراه المعدة بعناية تعد المنطلق الأساسي والبداية للمؤلفات المنبئة بالخلق والابتكار . ويقرر المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا (1986) في مصر أن مستويات هذه الرسائل تتوقف بالدرجة الأولى على كفاءة وقدرات القائمين عليها، ومن العوامل الكمية المؤثرة عليها أيضاً هو نسب أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب حيث تتميز جامعات الدول المتقدمة بارتفاع هذه النسبة حيث تتراوح ما بين (1: 6)، أضف إلى ذلك أن عدد كبير من الجامعات وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية يخصص عدداً من أعضاء هيئات التدريس للتفرغ للدراسات العليا، ويعفونهم من كثير من مهامهم التدريسية والإدارية، كما يتمتعون بمزايا خاصة لمزيد من التشجيع لهم .
ولعل ما أوردناه آنفاً يؤكد أهمية رسائل الماجستير والدكتوراه ،إذ أنها تساعد في تقدم العلم لأنها ليست تمارين بحثية فحسب إنما إنتاج علمي راقي يسهم في التراكم المعرفي العلمي للإنسانية، كما أنها تعد بداية حقيقية لباحثين قادمين يرجى منهم الخلق والابتكار، لأن الباحث يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين فلذا يرجى منه أن يكون قد وعى الكثير من الفجوات المعرفية في أعمال من سبقوه، وبذا تزداد احتمالات الخلق والابتكار وذلك أن توفرت له الثقة في نفسه وقدراته وتحررت إرادته، فلذلك حرصت العديد من الدول والمجتمعات على تهيئة مختلف السبل والإمكانات التي تتيح لهذه الرسائل التميز والإبداع، كما حرصت على تقويم مسيرتها كل حين .
بدأت الدراسات العليا في السودان في منتصف الستينات، وأنشئت كلية الدراسات العليا في جامعة الخرطوم عام (1974) (عصام محمد عبد الماجد، 1998)، أما في مجال التربية وعلم النفس فقد بدأت في العام (1977) (محمد الحسن أحمد أبو شنب، 2002) وذلك عند إنشاء قسم للدراسات العليا بكلية التربية بجامعة الخرطوم، ويعتقد محمد الحسن أحمد أبو شنب (2002) أن هذا التاريخ هو بداية الميلاد الحقيقي للبحث التربوي النفسي بصورته المتعارف عليها عالمياً وإقليمياً، رغم أن هناك محاولات بحثية في السودان قد تعود للعام (1934) أي منذ تأسيس معهد بخت الرضا، ولعل هذا يؤكد أن الدراسات العليا تعد نقلة مهمة في تطور البحث النفسي والتربوي في السودان .
منذ العام (1977) وحتى العام (2002) كانت هناك سبعة جامعات سودانية تقدم برامج دراسات عليا في علم النفس هي : (1) جامعة الخرطوم في كلية التربية التي تمت فيها إجازة أول رسالة ماجستير في علم النفس عام (1980) وأول دكتوراه في علم النفس في العام (1989) وذلك بعد (111) عام من إجازة أول دكتوراه في الجامعات الأمريكية (محمد شحاتة ربيع، 1986)، أما في كلية الآداب وفي نفس الجامعة كانت إجازة أول رسالة ماجستير في العام (1986)، وأول دكتوراه في العام (1992) (صلاح الدين عطا الله وفضل المولى عبد الرضى الشيخ، 2003) . (2) جامعة أمدرمان الإسلامية التي أجيزت فيها أول رسالة ماجستير في العام (1985) في كلية التربية، أما في كلية الآداب فكانت إجازة أول رسالة ماجستير في عام (2002) . (3) جامعة أفريقيا العالمية وأجيزت فيها أول رسالة ماجستير في العام (1995) . (4) جامعة الجزيرة التي كانت إجازة أول رسالة ماجستير فيها في العام (1997) . (5) جامعة السودان التي أيضاً نوقشت فيها أول رسالة ماجستير في العام (1997) . (6) جامعة النيلين وأول رسالة ماجستير أجيزت فيها في العام (1999) . (7) جامعة جوبا التي بدأ التسجيل فيها لنيل الماجستير في علم النفس بكلية الآداب في العام (2001) .
لاحظ الباحث أن هذه البرامج توجد في ست كليات للتربية وثلاث كليات آداب وهناك ثلاثة معاهد متخصصة في الدراسات الإنسانية تناولت موضوعات نفسية وهي (مركز البحوث والترجمة، مركز دراسات الكوارث واللاجئين، مركز الدراسات الأفريقية) بجامعة أفريقيا العالمية، كما أن هذه البرامج في خمس جامعات بدأت بعد عام (1995) أي بعد (15) عام من البداية الحقيقية للدراسات العليا في علم النفس . كانت هذه بعض الملاحظات الأولية التي لمسها الباحث في بداية اهتمامه بهذا الموضوع مما شجعه لمحاولة استقصاء علمي لواقع الدراسات العليا في علم النفس ومدى إسهامها العلمي مما يشكل خطوة في مجال النقد السيكولوجي الذي بشر به عمر هارون الخليفة (2001)، ومحاولة محدودة لكتابة جزء من تاريخ علم النفس في السودان وذلك تمشياً مع توجيهات الغالي أحرشاو(1992) الذي وصى بأهمية كتابة تاريخ السيكولوجيا العربية، كما أنه يعد إسهام في بيبلوغرافيا الرسائل الجامعية الذي وصى به عبد الرحمن حسن العارف (1997)، أضف إلى ذلك أنه امتداد متواضع للمجهودات السودانية في توثيق الرسائل الجامعية والبحوث العلمية، مثل : لجنة يوسف فضل (1983)، مجهودات مركز قاسم عثمان نور، دار الوثائق القومية، مكتبة السودان وكلية الدراسات العليا بجامعة الخرطوم، ومشروع كلية التقانة لحصر الرسائل الجامعية (1997) (أنظر: عثمان مختار الصديق، 1999)، ولعل ذلك قد يكون خطوة في سبيل تصحيح مسيرة البحث العلمي في علم النفس، كما قد يتيح للمهتمين الإلمام بجوانب قد تكون خفية نوعاً ما في وعاء من أهم أوعية البحث العلمي .
مشكلة الدراسة
من العرض السابق يتضح أنه طوال الفترة الزمنية منذ عام (1977) وحتى العام (2002) أسهمت العديد من الجامعات السودانية في الدراسات العليا في علم النفس مما شكل تراثاً مهماً في مجال البحث العلمي ولكن هذا التراث لم يتم مسحه وتوثيقه وتسجيله بصورة دقيقة، كما لم يخضع هذا التراث لتحليل علمي وإحصائي دقيق يبين واقعه – وذلك في حدود علم الباحث – وقد أجريت دراسة لتوثيق وتحليل محتوى رسائل علم النفس في جامعة الخرطوم (صلاح الدين فرح عطا الله وفضل المولى عبد الرضى الشيخ، 2003)، كما تجرى حالياً دراسة مهمة عن مدى توطين علم النفس في السودان من خلال تحليل محتوى رسائل الماجستير يقوم بها طالب الماجستير حاج شريف محمد حسين (قيد البحث) . وحتى يحتل هذا المصدر الرئيسي من مصادر البحث مكانته اللائقة به في الساحة العلمية السودانية فهناك حاجة لإجراء العديد من الدراسات حول هذه الرسائل وتعد الدراسة الحالية واحدة من هذه الدراسات في هذا المجال وتتلخص مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية :
(1) ما هي رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس التي أجيزت في جامعة أمدرمان الإسلامية حتى العام (2003) ؟
(2) ما هي رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس التي أجيزت في جامعة أفريقيا العالمية حتى العام (2003) ؟
(3) ما هو توزيع هذه الرسائل حسب الكليات المنجزة فيها ؟
(4) ما هي الموضوعات السيكولوجية (المتغيرات النفسية)، التي تم تناولها في هذه الرسائل ؟
(5) ما هي طرق البحث العلمي المستخدمة في هذه الرسائل ؟
(6) ما هو حجم العينات المستخدمة ؟ وما هي أنواعها ؟
(7) ما هي المجتمعات التي تمت دراستها في هذه الرسائل؟
(8) من هم الأساتذة الذين أشرفوا على هذه الرسائل، وما هي تخصصاتهم ؟
(9) ما هو توزيع هذه الرسائل حسب نوع الباحثين ؟
(10) ما هي اللغة التي كتبت بها هذه الرسائل ؟
(11) ما هي أمكنة إجراء هذه الدراسات ؟
(12) ما هي جنسيات الباحثين الذين أجروا هذه الدراسات ؟
(13) ما هو توزيع الرسائل حسب السنوات التي أجريت فيها ؟
أهداف الدراسة
(1) توثيق رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس التي أجيزت في جامعتي أمدرمان الإسلامية وأفريقيا العالمية في الفترة (1977-2003) .
(2) تحليل محتوى هذه الرسائل من حيث الموضوعات، والكليات، ونوع الباحثين، والأشراف، وطرق البحث، وحجم العينات وأنواعها، والمجتمعات المدروسة، واللغة التي كتبت بها الرسالة، وجنسية الباحثين، وأمكنة إجراء هذه الدراسات، ومن ثم إجراء المقارنات اللازمة والعرض الناقد التحليلي لهذه الرسائل .
أهمية الدراسة
1) قلة الدراسات التي تناولت توثيق أو تحليل رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس في السودان .
2) قد تفيد هذه الدراسة الباحثين باستخدام العرض التوثيقي ككشاف يعطي فكرة سريعة عن عناوين الرسائل ومكانها مما يسهل عملية الوصول إليها والاستفادة منها في أدبيات بحوثهم .
3) عرض الرسائل التي أجيزت في علم النفس قد يفيد الباحثين الجدد في عدم تكرار الموضوعات السابقة التي درست خاصة وأن هناك أعداد كبيرة تسجل في الدراسات العليا في الفترة الأخيرة، حيث يزيد عدد المسجلين للدراسات العليا في الجامعات السودانية ومؤسسات التعليم العالي على ثلاثين ألف طالب (محمد سلمان وآخرون، 2004)، ولا شك أن المسجلين في علم النفس يشكلون نسبة لا يستهان بها منهم .
4) قد تقدم هذه الدراسة معلومات مهمة عن رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس، وهذا أمر له أهميته الكبرى في هذا العصر الذي يعرف بعصر المعلومات، أو عصر الثورة المعلوماتية، ومالها من أهمية في التنمية .
5) من الممكن أن تكون هذه الدراسة نواة لقاعدة معلومات (Data-Base) عن رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس بالسودان .
6) تحليل محتوى هذه الرسائل والعرض الناقد لها قد يعطي معلومات عن واقع الدراسات العليا في علم النفس مما قد يفيد في تطوير مسيرة البحث السيكولوجي في السودان .
7) قد تشجع هذه الدراسة باحثين آخرين لتناول قضايا علم النفس في السودان بهذا الأسلوب التحليلي .
خلفية الدراسة
تم إنشاء وحدة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة أمدرمان الإسلامية في عام (1977) وتم تعيين عبد الرحمن البيصار رئيساً لهذه الوحدة، ثم تحول أمر الدراسات العليا إلى لجنة يرأسها مدير الجامعة عام (1981)، وبعد ذلك أصبحت الكليات هي التي تشرف على الدراسات العليا بالتنسيق مع المجلس العلمي للجامعة مباشرة (دليل الرسائل الجامعية، 1998) . وقد تم الاهتمام منذ وقت مبكر بالدراسات العليا في التربية وعلم النفس وذلك بفضل مؤسس الجامعة البروفيسور كامل الباقر، وهو من المختصين في مجال التربية وعلم النفس وله مؤلفات مهمة في هذا الشأن (كامل الباقر، 1988) وهو أول من درس علم النفس التربوي في جامعة أمدرمان الإسلامية (صلاح وقيع الله كردمان، 2003) . وكان التسجيل في الدراسات العليا في التربية وعلم النفس يتم في كلية أصول الدين والتربية، وانفصلت التربية عن أصول الدين في عام (1992) ليصبح إسمها كلية التربية، كما تم تطور آخر في مجال الدراسات العليا وهو قيام كلية الدراسات العليا بقرار من المجلس العلمي للجامعة وكان ذلك في 10/9/2000 وتختص الكلية بطلاب الدراسات العليا في جميع التخصصات على مستوى الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه (بدر الدين شيخ إدريس محمد، 2001)، وقد قدم إلى الجامعة في عام (1977) عدد من كبار أساتذة علم النفس في الوطن العربي في ذلك الوقت كأساتذة زائرين وهم : صلاح الدين مخيمر، وعباس عوض، وأحمد راجح، وعبد الرحمن العيسوي، وأخيراً كمال دسوقي الذي أعير للعمل في جامعة أمدرمان الإسلامية (وحدة المعلومات، 1978)، وأتيحت لكمال دسوقي أستاذ علم النفس الاجتماعي الشهير ومؤسس قسم علم النفس بجامعة الزقازيق– فرصة الاشراف على أول رسالة ماجستير في علم النفس مع الأستاذ السوداني عمر بلال الصديق، كما استفادت الجامعة من خبرات الأستاذ حسن مصطفى عبد المعطي أستاذ الصحة النفسية وعلم النفس الإكلينيكي بجامعة الزقازيق في الإشراف على رسائل في علم النفس وأيضاً من الأساتذة المصرين في تلك الفترة نبيل عبد الحليم متولي، والدكتور محمد مصطفى زيدان، ومن ثم توالت الرسائل التي أشرف عليها الأساتذة السودانيين .
أما في كلية الآداب فقد تأخرت الدراسات العليا كثيراً، إذ بدأ التسجيل لماجستير علم النفس في كلية الآداب في عام (1998)، وتمت مناقشة أول رسالة ماجستير في عام (2002)، ولم تجاز حتى الآن رسالة دكتوراه واحدة .
وفي جامعة أفريقيا العالمية تمت إجازة أول رسالة وهي تغطي موضوعاً نفسياً في عام (1995)، وذلك في مركز البحوث والترجمة والنشر، وهو بالإضافة لمعهدين آخرين في الجامعة (معهد دراسات الكوراث واللاجئين، ومعهد الدراسات الإفريقية) درجوا على تناول جوانب وموضوعات سيكولوجية عديدة من ضمن الموضوعات التي يدرسها طلابهم . وبعد إنشاء كلية التربية تطور الأمر حيث أصبحت تمنح درجة الماجستير في علم النفس التربوي، وأول رسالة أجيزت في كلية التربية كانت في العام (1998) .
الدراسات السابقة
وجد البحث العلمي ومشكلاته اهتماماً واسعاً بين الباحثين العرب، مثل دراسات شادية التل (1998)، وصبري الربيحات (1999) . كما تناولوا البحث التربوي بمختلف أنواعه للوقوف على مشكلاته ومثالبه ومن ثم محاولة حلها، مثل دراسات أحمد علي كنعان (2000)، وفريد أبو زينه وعدنان عوض (1985)، وأحمد محمود بدر (1986)، ومحمد عبد الله الصانع وعبد الجبار توفيق (1983)، كما تناولت الدراسات أيضاً تقويم أبحاث أعضاء هيئات التدريس في الجامعات العربية مثل دراسات : أحمد علي كنعان (2001)، وحسن علي حسن (1999)، وهند ماجد الخثيلة (1992) . وقد وجدت الدراسات العليا ومشكلاتها أيضاً، اهتماماً متزايداً من الباحثين مثل صالحة سنقر (1984) ودراسات سعيد بامشموس ومحمود عبد الحليم منسي (1989)، ومحمد عبد الله المنيع (1991)، وداخل حسن جريو (1994)، وعلي الحوات (1996)، وعزت عبد الحميد محمد (1997)، وزكريا يحي لال (1999)، وجهينا طراف (2003أ، 2003ب) .
وفي السودان هناك بعض الدراسات التي تناولت البحث العلمي مثل دراسات : محمد الحسن أحمد أبو شنب (2002)، وعبد الرحمن خوجلي المبارك (2000)، ومختار عثمان الصديق (1999)، وعصام محمد عبد الماجد (1998)، والطيب أحمد حياتي (1991) . ولم يتحصل الباحث على دراسة نفسية اهتمت بطلاب الدراسات العليا ومشكلاتهم سوى دراسة واحدة درست التوافق النفسي والاجتماعي لدى طلاب كلية الدراسات العليا (إبراهيم عبد الرحيم حميدة Himaida,1999) .
أما فيما يختص بتوثيق وتحليل رسائل الماجستير والدكتوراه فقد كانت الدراسات قليلة في هذا المجال عربياً ومحلياً – وذلك في حدود علم الباحث وإطلاعه – ولكن هناك بعض الدراسات التوثيقية وأخرى تحليلية اهتمت بتحليل البحوث النفسية عامة، أو كتب علم النفس وسيستعرض الباحث هنا أهم الدراسات التي وجدها في هذا المجال :
(1) دراسة عبد العاطي أحمد الصياد (1985) :
كانت دراسته بعنوان "النماذج الإحصائية في البحث التربوي والنفسي العربي بين ما هو قائم وما يجب أن يكون" وقدم في دراسته المنظور الإحصائي للظواهر التربوية والنفسية، ووضح نماذج دراستها ومتطلبات كل نموذج، كما قام بإجراء دراسة تقويمية للواقع الإحصائي لهذه النماذج في البحث التربوي والنفسي العربي وذلك من خلال دراسة عينة تمثل البحوث التربوية والنفسية التي نشرت في الدوريات والمجلات العلمية في العالم العربي في الفترة من (1977) إلى (1983)، وقد كانت الدوريات المدروسة (31) دورية وخلص من دراسته إلى وجود أزمة إحصائية تمثل تحدياً يواجهه البحث النفسي والتربوي، فقد وجد أن هناك (154) استخداماً للنماذج الإحصائية (99) استخدام منها غير مناسب بنسبة (64%)، و(36%) فقط من استخدامات النماذج كان استخداماً مناسباً، أما من حيث النماذج الإحصائية الأكثر شيوعاً من حيث الاستخدام فقد استخدم (143) من إجمالي (154) استخداماً استخدم فيها النموذج البسيط بنسبة (93%) وكان استخدام النموذج المتعدد قليلاً، وكذلك النموذج المتعدد المتدرج . وبلغت نسبة استخدام النموذج البسيط استخداماً مناسباً (31%) من إجمالي عدد الاستخدامات الكلي للنماذج الإحصائية، بينما بلغت هذه النسبة حوالي (33%) من إجمالي استخدامات النموذج البسيط، والنموذج البسيط في حالته الدنيا (أ) الذي يقابل اختبار (ت) للفرق بين عينتين مستقلتين كان الأكثر استخداماً بنسبة (83%)، والحالة (ب) من النموذج البسيط التي تقابل اختبار (ف) استخدم بنسبة (7%) ومعظمها خاطئة حيث لم تستخدم المقارنات البعدية عند وجود فروق مثل (شيفيه أو نيو مان كولز) أو غيرها من الطرق، كما وجدت الدراسة أن الباحثين النفسيين أكثر استخداماً للنماذج الإحصائية عن نظائرهم التربويين، وأن الباحثين النفسيين أكثر خطأ في استخدام النماذج الإحصائية على وجه العموم من التربويين حيث كان استخدامهم غير المناسب بنسبة (70%) في حين كان الاستخدام غير المناسب عند التربويين (57%)، ولكن عند استخدام النماذج المتعددة كانت أخطاء النفسيين أقل. واختتمت الدراسة بوضع تصور من خلاله يستطيع الباحث التربوي والنفسي أن ينتقي النموذج الإحصائي المناسب لطبيعة المشكلة التي يتصدى لدراستها، كما وضحت أهم المراجع التي تعالج النماذج المنتقاة وكذا حزمة البرامج الإحصائية المناسبة لهذا النموذج .
(2) دراسة محمد الأحمد الرشيد (1988) :
وكانت بعنوان "تقويم مراكز البحث التربوي في دول "مجلس التعاون الخليجي" وتوصلت الدراسة إلى أن عدد هذه المراكز هو (10) مراكز، وأن أبرز مهامها وأهدافها هو إجراء البحوث والدراسات في المجالات التربوية والقيام بنشرها، وأن هناك (190) متخصصاً تربوياً إضافة إلى (74) إدارياً يعملون في هذه المراكز، واتضح أن المركز التربوي بدولة الكويت هو الأكثر إنتاجاً فقد نشر (194) بحثاً في مجال التربية وعلم النفس، والمجموع الكلي للبحوث المنجزة في هذه المراكز هو (486) بحثاً ونال مجال التقويم والاختبارات المدرسية أكبر قدر من الاهتمام (133) بحثاً وهو ما يعادل (27%)، ثم مجال المناهج والبرامج والأساليب والطرق التربوية الذي استقطب (125) بحثاً ما يعادل (26%)، وتحتل بحوث الإدارة والتنظيم والإشراف والإرشاد والتوجيه التربوي المرتبة الثالثة بنسبة (15%)، وتعليم الفئات الخاصة (6%)، كما كان عدد البحوث التطبيقية أكثر من البحوث النظرية، ولكن في البحوث المشتركة كانت أغلبية البحوث تطبيقية، وتوصلت الدراسة إلى أن الميزانيات المخصصة للمراكز كانت مناسبة، أما وسائل نشر البحوث فكانت أغلبية المراكز تعتمد أسلوب البحوث المطبوعة، وإصدار النشرات الإعلامية المختلفة، وهناك قلة منها تعتمد إصدار مجلة بحوث منتظمة .
(3) دراسة فؤاد عبد اللطيف أبو حطب وآخرون (1989) :
وكانت بعنوان "البحوث النفسية والتربوية في مصر في نصف قرن" وهي عبارة عن ندوة المؤتمر الخامس لعلم النفس في مصر، وقد قدمت معلومات تاريخية مهمة منها أن بداية البحث النفسي والتربوي في مصر ترجع إلى مطلع الثلاثينات من القرن الماضي وكانت في المعهد العالي للمعلمين، ثم شهدت الأربعينات إسهامات كلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم كلية الآداب في الإسكندرية التي أنشئت في نفس الفترة، وجامعة عين شمس في الخمسينات، كما تم في هذه الندوة توضيح الخطة الرئيسية لمشروع تحليل البحوث النفسية والتربوية الذي لم تتضح نتائجه بعد . وتمثلت الخطة في تحديد مصادر البحوث التربوية والنفسية، ثم تحليل مصادر المعلومات، إعداد استبيان يوجه إلى الأفراد العلميين والهيئات العلمية، إعداد النظام التصنيفي للبحوث التربوية والنفسية، إعداد القائمة البيبلوغرافية، تحليل محتوى عينات من رسائل الماجستير والدكتوراه، ثم القيام بتقويم هذه البحوث من خلال تحديد المحكات المناسبة .
(4) دراسة جمال الخطيب (1990) :
وكانت بعنوان "مدى استخدام منهجية البحث ذات المنحى الفردي في ميدان التخلف العقلي : دراسة ببليومترية" وهدفت إلى التعرف على مدى استخدام منهجية البحث ذات المنحى الفردي في البحوث التجريبية في ميدان التخلف العقلي، قام الباحث بتحليل جميع البحوث التجريبية التي نشرت في المجلة الأمريكية للتخلف العقلي منذ عام (1974) وحتى عام (1986) وبلغت (424) بحثاً . بينت النتائج أن الأغلبية العظمى (75%) من الدراسات قد استخدمت منهجية مقارنة المجموعات، إلا أن منهجية البحث ذات المنحى الفردي قد أصبحت تستخدم أكثر فأكثر في السنوات القليلة الماضية، وقد تم تقييم أساليب تحليل البيانات المستخدمة في الدراسات ذات المنحى الفردي فتبين أن (76%) من هذه الدراسات استخدمت التحليل البصري، و(10%) استخدمت التحليل الإحصائي، و(14%) استخدمت كلاً من التحليل البصري والتحليل الإحصائي، كما قام الباحث بتحديد أنواع تصاميم البحث المستخدمة فتبين أن (41%) من الدراسات استخدمت تصميم (أ- ب- أ- ب)، و (24%) استخدمت تصميم الخطوط القاعدية المتعددة، و(12%) استخدمت كل من تصميم (أ- ب- أ- ب) والخطوط القاعدية المتعددة، و(12%) استخدمت تصميم العناصر المتعددة، و(11%) استخدمت تصاميم بحث أخرى . ولقد تم التحقق من ثبات البيانات من خلال تحليل الدراسات على يد محكمين مستقلين فوجدا أن نسبة الاتفاق عالية .
(5) دراسة زايد عجير الحارثي (1990) :
وكانت بعنوان "إشكاليات تحديد وتقييم مشكلة البحث في الدراسات النفسية والتربوية"، قام بتحليل عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه واستطاع أن يتوصل إلى تحديد (7) من نماذج الإشكاليات التي يتعرض لها الباحثون في تحديد واختيار مشكلة البحث وصياغتها والتعبير عنها وهي (المشكلات العلمية ليست أسئلة أخلاقية أو معنوية، تحديد فروع مشكلات صغيرة، عمومية وخصوصية المشكلات والفرضيات، الاختلافات بين المشكلات والفرضيات، عدم وضوح فكرة البحث في ذهن الباحث، الخلط بين مشكلة البحث وهدفه ودواعيه، ضعف الصلة بين المشكلة والاحداث والظواهر التي تتخذ موضوعا للبحث)، كما توصل الباحث إلى اقتراح جملة محكات نظرية على ثلاثة مستويات، تحديد مشكلة البحث، صياغة المشكلة، وتقويم المشكلة .
(6) دراسة زايد عجير الحارثي (1992) :
وكانت بعنوان "رسائل الماجستير في علم النفس، الجزء الأول 1399هـ- 1410هـ" وتم فيها عرض رسائل الماجستير التي أجيزت في قسم علم النفس بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية في خلال الفترة ما بين (1979- 1990) وقد تبين أنه جرت مناقشة (66) رسالة ماجستير في هذا القسم، وتضمن عرض هذه الرسائل عدة عناصر هي : عنوان الدراسة، وسنة الاعتماد، واسم الباحث، والمشرف، ومشكلة الدراسة، أهداف الدراسة وفروض الدراسة، أدوات الدراسة، الأساليب الإحصائية المستخدمة، والنتائج . وانحصرت مجالات هذه الرسائل في (15) مجال هي بالترتيب : السلوك الاجتماعي للأطفال، الاتجاهات والتنشئة الاجتماعية، المخدرات، جنوح الأحداث، السلوك الانحرافي (الإجرامي)، الشخصية، مشكلات الطفولة والمراهقة، الشيخوخة، المعوقين، التحصيل الدراسي، التعليم، الإبداع والابتكار، الميول المهنية والتوجيه المهني، علم النفس الإكلينيكي والإرشاد النفسي، الإحصاء والمقاييس .
(7) دراسة عبد المحسن سعد العتيبي (1993) :
وكانت بعنوان "دراسة تقويمية للأبحاث المنشورة في دورية التربية المستمرة" وهدفت لتقويم الأبحاث المنشورة في دورية التربية المستمرة وهي – بحوث نفسية وتربوية – من حيث التزامها بمعايير البحث العلمي المتعارف عليها والمطلوبة في الدوريات المحكمة، وقد اشتملت الدراسة على (13) بحثاً اختيرت عشوائياً تمثل عينة الدراسة، وهي تشكل حوالي (30%) من جميع الأبحاث المنشورة بتلك المجلة في الفترة من (1980) إلى (1987)، ولإجراء الدراسة قام بتصميم نموذج من (19) بند يتناول الجوانب المنهجية في البحث ثم قام بعرض كل بحث على ثلاثة من الأساتذة فبلغ عددهم (30) أستاذاً لتقويم البحث وفق هذا النموذج .
وكانت أهم نتائج الدراسة : اتفق المحكمون على أهمية الأبحاث المنشورة في المجلة وكذلك على انطباق المضمون على العناوين، ولكن لم يوافقوا على وضوح أهداف البحوث أو أسئلتها أو تحقيق أسئلة الدراسات لأهدافها أو نتائج التصميم الدراسي أو مفاهيم الدراسات، كما أن اختيار العينات لم يتم بطريقة سليمة وكذلك طرق معالجة البيانات، وكانت هناك موافقة كبيرة على الاستفادة من الدراسات السابقة، ولكن كانت هناك معارضة وعدم موافقة للأسلوب الذي تمت به مناقشة النتائج وكذلك أدوات الدراسة، ولكن رأوا مناسبة عرض النتائج، وكان هناك اتجاه سائد وقوي على أن بناء التوصيات غير سليم، أما المراجع فقد كانت هناك عدم موافقة بشدة على كفاية المراجع للدراسات التي قومت، ولكن وافقوا على الأسلوب المستخدم في الدراسات، وسلامة اللغة، ولكنهم عارضوا طرق التوثيق المستخدمة، وأخيراً وضحوا أن مستوى البحوث المنشورة دون المتوسط .
(8) دراسة زيد عبد المحسن آل حسين (1994) :
وكانت بعنوان "دليل الرسائل الجامعية في المملكة العربية السعودية" وهدفت لوضع دليل بيبلوغرافي جامع للرسائل الجامعية الممنوحة من جامعات المملكة العربية السعودية، بالإضافة لذلك قامت بتحليل هذه الرسائل من عدة جوانب .
وتوصلت الدراسة إلى الرسائل التي أجيزت في علم النفس حتى عام 1994م كانت كما يلي: في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (رسالة ماجستير واحدة)، جامعة أم القرى بكلية التربية قسم علم النفس (87 رسالة)، جامعة الإمام محمد بن سعود في كلية العلوم الاجتماعية (5 دكتوراه، 4 ماجستير)، وجامعة الملك سعود (70 ماجستير)، وجامعة الملك عبد العزيز (27 ماجستير)، الرئاسة العامة لتعليم البنات بكلية التربية للبنات بجدة (5 دكتوراه، 7 ماجستير)، وكلية التربية للبنات بالرياض (4 دكتوراه، و3 ماجستير)، وكلية التربية للبنات بمكة المكرمة (دكتوراه واحدة)، والمعهد العالي للعلوم الأمنية (المركز العربي للعلوم الأمنية والتدريب) بقسم العلوم الاجتماعية (4 ماجستير) .
أما الموضوعات التي درست فكانت بالترتيب التالي : التوجيه التربوي، وجنوح الأحداث، والشخصية، والاختبارات والقياسات التعليمية، والصحة النفسية والإرشاد النفسي، والذكاء، والابتكار، واضطرابات الشخصية، والأطفال المعوقون، والحرب النفسية، والتأخر الدراسي، والتكيف النفسي، والموهبة والتفوق العقلي، والتوجيه المهني، ونمو الأطفال، والشيخوخة .
أما عن فروع ومجالات علم النفس التي تم تناولها فكانت بالترتيب التالي : علم النفس التربوي، علم النفس الاجتماعي، علم نفس الطفل، علم النفس الجنائي، الفئات الخاصة، علم النفس العسكري، علم النفس التجريبي، طرق تدريس علم النفس .
وكانت نسبة النساء في الماجستير (22%) ونسبة الرجال في الماجستير (78%)، أما في الدكتوراه فكانت نسبة النساء (19%) والرجال (81%) .
(9) دراسة أحمد عودة وأحمد الخطيب (1994) :
وكانت بعنوان "التحليل الإحصائي في البحوث النفسية والتربوية دراسة وصفية – تحليلية" . وانحصر مجتمع الدراسة في بحوث طلبة الماجستير في جامعتي اليرموك والأردنية، وبحوث أعضاء هيئة التدريس في جامعة اليرموك، وبلغت رسائل الماجستير التي تم الرجوع إليها (302) في الفترة ما بين (1971- 1992)، أما بحوث أعضاء هيئة التدريس فبلغت (105) بحثاً في الفترة ما بين (1984- 1990)، وكانت رسائل الماجستير في علم النفس التربوي والنمو وعلم النفس الاجتماعي (28) رسالة وكانت بحوث الأساتذة في هذه المجالات (9)، وفي الإرشاد والتوجيه النفسي كانت هناك (43) رسالة ماجستير و(6) بحوث، أما القياس والتقويم فكانت هناك (24) رسالة و(5) بحوث .
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية : بلغت البحوث التي استخدمت التحليل الإحصائي (259) رسالة ماجستير بنسبة (96%)، وفي البحوث المهنية (74) بحثاً استخدم التحليل الإحصائي بنسبة (73%) .
وكان ترتيب استخدام الأساليب الإحصائية في رسائل الماجستير من الأكثر استخداماً إلى الأقل كما يلي : اختبار (ت)، مقاييس النزعة والتشتت والنسبة، تحليل التباين الثنائي، المقارنات المتعددة، تحليل التباين الآحادي، تحليل التباين الثلاثي، ولم يتم استخدام تحليل التباين الرباعي والمتعدد، والتحليل التمييزي .
(10) دراسة حسن صديق وكتر نصر (1995) :
وكانت بعنوان "الإصدارات النفسية العربية : دراسة إحصائية تحليلية" وجد الباحث إن إصدارات علم النفس المسجلة يقارب (700) كتاب، وهذا يبين مشكلة كمية لقلة العدد، كما وجد مشكلة في نوعية الإصدارات حيث أن تدريس هذا العلم ما يزال يدور حول العموميات ولم تجدا الاختصاصات الدقيقة حتى الآن الاهتمام الكافي، وتم تصنيف الإصدارات في ثمان فئات هي : علم النفس العام (28.5%)، علم النفس العيادي والقياس النفسي (20.3%) وعلم النفس الاجتماعي (18.5%)، والتحليل النفسي (9.2%)، وعلم النفس التربوي (7.4%)، والطب النفسي (3.6%)، حيث تبين أن (70%) من الإصدارات النفسية تقع في مجال علم النفس العام والمعلومات العامة كما تبين أن المؤلفات أكثر من الكتب المترجمة .
(11) دراسة أحمد الشيخ حمد (1995) :
وكانت بعنوان "بيبلوغرافيا البحوث التربوية التي أجريت بكلية التربية جامعة الخرطوم 1980-1995". هدفت دراسته لتوثيق الرسائل التي أجريت بكلية التربية في هذه الفترة، فبلغ العدد الكلي للرسائل المنجزة في هذه الفترة (103) رسالة، منها (95) رسالة ماجستير بنسبة (92%)، و(8) دكتوراه بنسبة (8%)، وبلغت رسائل علم النفس (18) رسالة بنسبة (17%) منها (16) ماجستير بنسبة (16%) و(2) دكتوراه بنسبة (2%)، واحتلت رسائل علم النفس من ناحية العدد المرتبة الثانية بعد رسائل المناهج التي كانت بنسبة (73%)، ومن الجوانب التربوية الأخرى التي تم تناولها في كلية التربية، طرق التدريس (6%)، الإدارة التربوية (3%)، فلسفة التربية (2%)، اقتصاديات التعليم (2%).
وكانت نسبة الذكور في الدكتوراه (75%)، وفي الماجستير (66%)، أما الإناث فكن في الدكتوراه (25%)، وفي الماجستير (34%) . أما في علم النفس فكان الذكور في الماجستير (9) بنسبة (56%)، وفي الدكتوراه (2) بنسبة
(11) دراسة أحمد الشيخ حمد (1995) :
وكانت بعنوان "بيبلوغرافيا البحوث التربوية التي أجريت بكلية التربية جامعة الخرطوم 1980-1995". هدفت دراسته لتوثيق الرسائل التي أجريت بكلية التربية في هذه الفترة، فبلغ العدد الكلي للرسائل المنجزة في هذه الفترة (103) رسالة، منها (95) رسالة ماجستير بنسبة (92%)، و(8) دكتوراه بنسبة (8%)، وبلغت رسائل علم النفس (18) رسالة بنسبة (17%) منها (16) ماجستير بنسبة (16%) و(2) دكتوراه بنسبة (2%)، واحتلت رسائل علم النفس من ناحية العدد المرتبة الثانية بعد رسائل المناهج التي كانت بنسبة (73%)، ومن الجوانب التربوية الأخرى التي تم تناولها في كلية التربية، طرق التدريس (6%)، الإدارة التربوية (3%)، فلسفة التربية (2%)، اقتصاديات التعليم (2%).
وكانت نسبة الذكور في الدكتوراه (75%)، وفي الماجستير (66%)، أما الإناث فكن في الدكتوراه (25%)، وفي الماجستير (34%) . أما في علم النفس فكان الذكور في الماجستير (9) بنسبة (56%)، وفي الدكتوراه (2) بنسبة (100%)، أما الإناث فكن (7) بنسبة (44%)، ولم تحصل أي أنثى على درجة الدكتوراه .
(12) دراسة فخر الدين القلا (1997) :
وكانت بعنوان "تقنيات التعليم والتقويم والبحث العلمي والتربوي في كلية التربية (1964- 1996) وقد تناولت واقع البحث العلمي التربوي في كلية التربية في جامعة دمشق، وتوصلت إلى أنه في هذه الفترة أنجزت (130) بحثاً في مستوى الماجستير وحوالي (30) بحثاً في مستوى الدكتوراه في التربية وعلم النفس، وأول درجة ماجستير منحت في عام (1965)، وأول دكتوراه في عام (1980)، كما لاحظ غلبة البحوث التربوية على علم النفس إذ أن ثلثي بحوث الدكتوراه كانت في التربية، وتزيد هذه النسبة في رسائل الماجستير، وقد اهتمت البحوث النفسية بتوفير أدوات قياس موضوعية مقننة وتحسين أنظمة الامتحانات، ودراسة الاتجاهات، ومشكلات العمل .
(13) دراسة موسى النبهان (1998) :
وكانت بعنوان "دراسة تحليلية لواقع رسائل الماجستير في التربية وعلم النفس في الجامعات الأردنية خلال الفترة 1971- 1988" وهدفت إلى استقصاء واقع رسائل الماجستير في التربية وعلم النفس المنجزة في الجامعات الأردنية على مدى العقدين الماضيين (1971- 1988) في ضوء مجالات البحث، والمنهجية، وطبيعة المتغيرات، وإجراءات المعاينة .
كشفت الدراسة إلى أن النسبة الكبرى من البحوث الواردة في رسائل الماجستير كانت وصفية مقارنة، وتطبيقية ذات منحى كمي، كما اتصفت أيضاً بكبر حجم العينات المستخدمة فيها، ومما يؤخذ على معظم الدراسات التربوية كونها عالجت الظاهرة التربوية والنفسية بوصفها بسيطة وأحادية البعد رغم أن طبيعتها تشير إلى عكس ذلك .
كما توصلت الدراسة إلى نتائج أخرى أهمها أن نسبة الذكور الذين حصلوا على ماجستير في علم النفس التربوي كانت (79%) مقابل (21%) من الإناث، وفي القياس والتقويم (81%) ذكور و(19%) إناث، وفي الإرشاد والتوجيه (70%) ذكور و(30%) إناث .
أما من حيث طريقة البحث فكانت البحوث الوصفية المقارنة بنسبة (62%)، والوصفية الارتباطية (16%)، والتجريبية (11%)، والتاريخية (6%)، والتقويمية (4%)، ودراسة الحالة (1%)، أما من حيث هدف البحث فكانت البحوث التطبيقية (92%)، والأساسية (8%)، أما من حيث طبيعة البحوث فكانت نسبة البحوث الكمية (81%)، والكيفية (19%) .
أما من حيث مجتمع الدراسة فكانت نسبة طلبة المرحلة الثانوية (31%)، وطلبة المرحلة الأساسية الثانية (الإعدادية) (15%)، وطلبة المرحلة الأساسية الأولى (الابتدائية) (13%)، ومعلمون في مراحل مختلفة (10%)، وطلبة جامعات (8%)، وطلبة كليات المجتمع (7.3%)، إداريون في مراحل مختلفة (5.3%)، مراكز تدريب (3%)، مرشدون في مراحل مختلفة (3%)، معاقون (2.4%)، طلبة ما قبل المدرسة (2%) .
أما من حيث حجم العينة، فكانت العينات الأكثر من (500) بنسبة (24%)، والعينات من (100- 199) بنسبة (21%)، وأقل من (100) بنسبة (19%)، ومن (200- 299) بنسبة (13%)، ومن (300- 399) بنسبة (12%)، ومن (400- 499) بنسبة (11%) .
أما من حيث الأسلوب الإحصائي فتبين أن نسبة (6%) فقط من هذه الرسائل استخدمت الطرق اللامعلمية في تحليل البيانات وأشار الاستقصاء كذلك إلى أن تطبيق الأساليب البارامترية قد تم دون التحقق من توافر الشرط اللازم لاستخدام تلك الأساليب، خاصة صفة الاعتدالية، وقد كانت نسب استخدام الأساليب الإحصائية أحادية المتغير كما يلي : اختبار (ت) بنسبة (22%)، تحليل التباين الثنائي (20%)، الارتباط والانحدار (15%)، تحليل التباين الأحادي (10%)، وتحليل التباين الثلاثي (8%)، تحليل التباين الرباعي (6%)، اختبارات لامعلمية (6%)، تحليل التغاير (5%)، اختبار (ز) (2%) .
أما من حيث طبيعة المتغيرات، فحاز التحصيل الدراسي في حقول مختلفة نسبة (34%)، الاتجاهات والميول والاهتمامات (30%)، التحصيل والاتجاهات (21%)، القدرات العقلية (15%)، النوع (80%) .
(14) دراسة عادل كمال خضر (1999) :
وكانت بعنوان "وضع البحث النفسي في مصر" وتوصلت إلى أن هناك ثلاث جهات رئيسية هي المسئولة عن البحث النفسي في مصر، أولها الجامعات وذلك من خلال ثمانية أنواع من الأقسام وهي : أقسام علم النفس بكليات الآداب، وأقسام الصحة النفسية وعلم النفس التعليمي بكليات التربية، أقسام الطب النفسي بكليات الطب، معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، معهد الدراسات العليا للبيئة بجامعة عين شمس، كليات رياض الأطفال، وأقسام علم النفس في كليات التربية النوعية، وكلية البنات بجامعة عين شمس، وبعد الجامعات هناك الجمعيات مثل الجمعية المصرية للدراسات النفسية، ورابطة الأخصائيين النفسيين، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وثالث جهة هي مراكز البحوث مثل : المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، مركز دراسات الطفولة بجامعة عين شمس، مركز معوقات الطفولة بجامعة عين شمس، مركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر، ومركز الطب النفسي بجامعة عين شمس، ومركز البحوث والدراسات النفسية بجامعة القاهرة، ومركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس .
وللتعرف على الموضوعات المثارة في البحث النفسي المصري قام باستعراض المحاور في مجلة علم النفس من (يناير 1987 حتى يونيو 1999)، ومجلة دراسات نفسية من (يناير 1991 حتى يناير 1999) فكانت الموضوعات كما يلي : (1) دراسات اهتمت بالتعرف على الخصائص النفسية في مراحل العمر المختلفة، مرحلة الطفولة، والمراهقة، ومرحلة الشباب، المسنين . (2) دراسات اهتمت بالتعرف على خصائص الشخصية مثل : الاكتئاب، والقلق، العدوان والعنف، مصدر الضبط، التعصب، تقدير الذات ومفهوم الذات وصورة الجسم، الخجل، الوحدة النفسية، الدافع للإنجاز، الطموح، الاغتراب، الانبساط والانطواء، التوافق النفسي، الحاجات النفسية والأمن النفسي، الاتجاه نحو المخاطرة، العصابية، القدرات العقلية والذكاء، البناء العاملي للخصائص النفسية وعوامل الشخصية وأنماط الشخصية، خصائص شخصية المرضى العضويين . (3) دراسات اهتمت بمجال علم النفس الإكلينيكي مثل : العلاج النفسي، التشخيص النفسي، الأمراض النفسية، الإدمان، الإبداع والتفكير الابتكاري والأصالة، التحليل النفسي، سيكولوجية الفئات الخاصة، دور الأخصائي النفسي . (4) دراسات اهتمت بمجال القياس النفسي مثل : تصميم الاختبارات النفسية، صدق وثبات الاختبارات النفسية، البنية السيكومترية والعاملية للمقاييس، الدلالات الإكلينيكية للاختبارات النفسية . (5) دراسات في علم النفس الاجتماعي مثل : المساندة الاجتماعية، ديناميات الجماعة، والتوافق الزواجي، والاتجاهات، ودور الأسرة في التنشئة، والقبول والرفض الوالدي، والضغوط الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية الايوائية، والانتماء، والقيم والمعايير الاجتماعية، والهجرة، وسيكولوجية المرأة، وعلم النفس ومشكلات المجتمع. (6) دراسات في علم النفس عبر الحضاري . (7) دراسات في علم النفس الجنائي مثل : خصائص المجرمين، وجناح الأحداث والمسجونين، والاغتصاب والبغاء، والإرهاب والقتلة، وسيكولوجية المرتشون، والجريمة الاقتصادية . (8) دراسات اهتمت بمجال علم النفس الصناعي والتنظيمي مثل : الرضا عن العمل، والتوافق المهني والصحة النفسية والكفاية الإنتاجية، الاستهداف للحوادث والأداء على الآلة . (9) دراسات في علم النفس التعليمي مثل : التحصيل الدراسي، سيكولوجية المتفوقين والمتأخرين دراسياً، المعلمين، صعوبات التعليم والتوافق الدراسي والتعليم المستمر . (10) دراسات في علم النفس الفيزيولوجي . (11) دراسات في علم النفس التجريبي . (12) دراسات في علم النفس المعرفي . (13) دراسات في علم نفس الفن . (14) علم النفس السياسي . (15) علم النفس الاتصالي . (16) علم النفس الإداري . (17) علم النفس الفارقي . (18) دراسات في مناهج البحث في علم النفس .
كما توصل الباحث للسلبيات الموجودة في البحث النفسي في مصر مثل : العمل الفردي، عدم الاهتمام بالتخصص الدقيق، عدم تعاون الأقسام العلمية مع بعضها، عدم وجود خطط بحثية لتوجيه مسار البحث النفسي، عدم توفر الدعم المالي المناسب للبحوث النفسية، قصور الاختبارات السيكولوجية .
(15) دراسة سكرة عبد الرحمن طويل (2000) :
وكانت بعنوان "الرسائل الجامعية في العلوم الاجتماعية المودعة بمكتبة جامعة النيلين في الفترة من 1956- 1998" ولم تتوصل إلى وجود رسائل في علم النفس أجيزت في الجامعات السودانية، ولكن وجدت بعض الرسائل التي أعدها باحثون سودانيون في الجامعات المصرية، وكذلك بعض الرسائل في علم النفس أعدها باحثون م
د. صلاح الدين فرح عطا الله بخيت
أستاذ مساعد ورئيس قسم علم النفس، جامعة الإمام المهدي
د.فضل المولى عبد الرضي الشيخ
أستاذ مساعد ، قسم علم النفس ، كلية التربية، جامعة دنقلا
رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس بالجامعات
السودانية في ربع قرن (1977 – 2003م)
(دراسة توثيقية تحليلية)
الجزء الثاني : جامعتي أمدرمان الإسلامية وإفريقيا العالمية
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة الحالية الى توثيق وتحليل رسائل الماجستير والدكتوراه التي أجريت في جامعتي أمدرمان الاسلامية وأفريقيا العالمية. تم حصر الرسائل التي أجريت في الجامعتين فكانت (104) رسالة ماجستير و(35) رسالة دكتوراه أجريت في جامعة أمدرمان الاسلامية في الفترة من (1985- 2003) ،وفي جامعة أفريقيا العالمية كانت هناك (49) رسالة ماجستير و(8) رسائل دكتوراه في الفترة (1995- 2003) ، كانت هذه الرسائل مجتمعة هي التي أجري عليها تحليل المحتوى للاجابة عن (13) سؤالا تمثل اجاباتها واقع البحث العلمي في مستوى رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس بالجامعتين. تم تصميم نموذج لجمع المعلومات يتضمن (11) فئة وتم التحقق من صدقه عن طريق المحكمين ، وعن طريق الصدق الذاتي الذي بلغ (0.93) ، أما ثباته فقد حسب عن طريق نسبة اتفاق اثنين من المصححين وقد بلغ (0.88). بينما استخدم الباحثان النسب المئوية لتحليل بيانات الدراسة.
كشفت الدراسة عن عدة نتائج أهمها: أن معظم الرسائل أجريت في كليتي التربية بالجامعتين ، وكان التحصيل الدراسي هو الموضوع الاكثر تكرارا يليه التوافق النفسي والاجتماعي في جامعة أمدرمان الاسلامية ، بينما جاءت الاتجاهات في المرتبة الثانية في جامعة أفريقيا العالمية مما يشير الى ان غالبية الموضوعات انحصرت في علم النفس التربوي ، وكانت البحوث الوصفية هي السائدة في الجامعتين خاصة الارتباطية منها والمسحية ،وانعدمت بعض البحوث الوصفية (مثل:العلية المقارنة ، وتحليل المحتوى،ودراسة الحالة) ، كما كانت هناك ندرة في البحوث التجريبية ،وكانت عينات الدراسة متوسطة الحجم وتم اختيارها بالطريقة الطبقية العشوائية ،وكانت المدارس والجامعات هي البيئة المفضلة لاجراء الدراسات حيث كانت غالبية العينات طلابية، وتوصلت الدراسة الى ان هناك عدد من الرسائل في جامعة افريقيا العالمية أشرف عليها أساتذة غير متخصصين في علم النفس ، وكانت الباحثات الاناث هن الاكثر في الماجستير بينما كان الذكور هم الاكثر نيلا لدرجة الدكتوراه ، و معظم الدراسات قد أجريت في ولاية الخرطوم ، كما كان هناك عدد من الباحثين من جنسيات غير سودانية ،ولوحظ أن هناك زيادة مطردة في أعداد الرسائل منذ العام 1995م. وقد أظهرت الدراسة اتساقا مع الدراسات السابقة وخاصة تلك التي أجريت في السودان ،وتم مناقشة نتائج الدراسة ووضعت بعض التوصيات التي قد تساعد في تطوير هذا المجال مستقبلا.
المقدمــة
تشكل رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس أحد مصدرين أساسيين للبحث السيكولوجي في العالم، فقد جرت العادة في الغرب وفي بعض الدول العربية أن تستل منها ما بين دراسة إلى أربع دراسات من الرسالة الواحدة وتنشر في دوريات سيكولوجية مرموقة (مختار عثمان الصديق، 1999؛ جاي، 2001؛ عمر هارون الخليفة، قيد النشر)، وفي بلد مثل السودان لا توجد فيه ميزانية مخصصة للبحث السيكولوجي من قبل أجهزة الدولة المختلفة – المخصص من الناتج القومي للبحث العلمي في السودان هو (0.003%) (محمد سلمان علي وآخرون، 2004؛ أحمد عبد الرازق البوني، 2004) ، وهي أقل نسبة يطلع عليها الباحث من بين مجموعة كبيرة من الدول، بينما الإنفاق على الجوانب العسكرية حجمه (36%) (عبد المنعم مصطفى الأمين، 2004) ، كما لا توجد ميزانية مخصصة للبحث في الجامعات، ولا توجد فيه مراكز بحثية متخصصة في علم النفس*، ويعاني من ندرة الدوريات العلمية المتخصصة، كما لم تحظى فيه الأبحاث في المجالات الإنسانية بالقدر من الاهتمام الذي نالته الأبحاث في المجالات التقنية والصناعية والزراعية (عبد الرحمن خوجلي المبارك، 2000)، كل ذلك يجعل لهذه الرسائل أهمية عظمى وقيمة كبيرة إن رشدت، حيث من الممكن توجيهها لدراسة مشكلات واقعية في مجتمعنا ودراسة قضايا علمية تطبيقية، إذ أن هذه الرسائل ممولة ذاتياً وبقليل من الجهد المشترك بين الطالب والمشرف تظهر لها فوائد متعددة علمياً ومجتمعياً وفي الوقت الراهن ربما تكون المخرج الأمثل لدراسة المشكلات الملحة والظواهر المختلفة في مجتمعنا، كما أنها من الممكن أن تسهم في تطور علم النفس الوطني الذي لا ينمو ولا يتطور إلا ببحوث محلية تعكس واقعنا وتدرس مشكلاتنا اليومية، خاصة وأنه قد تبلور اتجاه عام بأن العلم هو ممارسة اجتماعية متطورة تمارسها فئات اجتماعية متخصصة ومدربة وذلك تلبية لحاجات معينة (هشام غضيب، 1997)، وقد أكد على ذلك محمد محجوب هارون عندما دعى لإنتاج المعرفة ونقلها في سياق اجتماعي (مهيد محمد المتوكل، 2003)، أو هو ما أطلق عليه مصطفى سويف (2000) بناء وتشييد المدرسة الوطنية في العلم .
يرى موسى النبهان (1998) أن برامج الدراسات العليا المتوافرة في الجامعات هي إحدى المؤشرات الرئيسية للحكم على واقع البحث العلمي في أي بلد، كما يرى بأنها مصدر رئيسي للإسهام في التنمية البشرية، وأن انفصالها عن مشكلات المجتمع يقلل من دور الجامعات في خدمة المجتمع وحل مشكلات التنمية فيه (محمد عبد العليم مرسي، 1985)، أما وضحى السويدي (1994) خبيرة البحث العلمي فترى في الدراسات العليا حلاً لعدم التفرغ للبحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس فبإشرافهم الجاد على طلاب الدراسات العليا يستطيعون تنفيذ الكثير من البحوث المتميزة، وقد أفاد محمد منير مرسي (1996) بأن بورج (Borg,1963) يرى بأن من أهم الأسباب الرئيسية للتقدم البطيء في التربية وعلم النفس هو عدم الاستفادة القصوى من بحوث الدراسات العليا، بينما يرى محمد عبد العليم مرسي (1984، 1985) وعبد الرحمن أحمد عثمان (1995) إن أكثر ما يقعد بحوث الدراسات العليا ويؤدي لتخلفها أن الكثير من الأساتذة يعدونها تمارين بحثية تهدف لتدريب الطلاب على البحث العلمي فحسب . ويؤكد الغالي أحرشاو (1992) أن مشكل البحث السيكولوجي في البلاد العربية هو عدم أصالته إذ أن من معايير توطين علم النفس هو عدد المؤلفات المنبئة بالخلق والابتكار، ولا شك أن رسائل الماجستير والدكتوراه المعدة بعناية تعد المنطلق الأساسي والبداية للمؤلفات المنبئة بالخلق والابتكار . ويقرر المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا (1986) في مصر أن مستويات هذه الرسائل تتوقف بالدرجة الأولى على كفاءة وقدرات القائمين عليها، ومن العوامل الكمية المؤثرة عليها أيضاً هو نسب أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب حيث تتميز جامعات الدول المتقدمة بارتفاع هذه النسبة حيث تتراوح ما بين (1: 6)، أضف إلى ذلك أن عدد كبير من الجامعات وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية يخصص عدداً من أعضاء هيئات التدريس للتفرغ للدراسات العليا، ويعفونهم من كثير من مهامهم التدريسية والإدارية، كما يتمتعون بمزايا خاصة لمزيد من التشجيع لهم .
ولعل ما أوردناه آنفاً يؤكد أهمية رسائل الماجستير والدكتوراه ،إذ أنها تساعد في تقدم العلم لأنها ليست تمارين بحثية فحسب إنما إنتاج علمي راقي يسهم في التراكم المعرفي العلمي للإنسانية، كما أنها تعد بداية حقيقية لباحثين قادمين يرجى منهم الخلق والابتكار، لأن الباحث يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين فلذا يرجى منه أن يكون قد وعى الكثير من الفجوات المعرفية في أعمال من سبقوه، وبذا تزداد احتمالات الخلق والابتكار وذلك أن توفرت له الثقة في نفسه وقدراته وتحررت إرادته، فلذلك حرصت العديد من الدول والمجتمعات على تهيئة مختلف السبل والإمكانات التي تتيح لهذه الرسائل التميز والإبداع، كما حرصت على تقويم مسيرتها كل حين .
بدأت الدراسات العليا في السودان في منتصف الستينات، وأنشئت كلية الدراسات العليا في جامعة الخرطوم عام (1974) (عصام محمد عبد الماجد، 1998)، أما في مجال التربية وعلم النفس فقد بدأت في العام (1977) (محمد الحسن أحمد أبو شنب، 2002) وذلك عند إنشاء قسم للدراسات العليا بكلية التربية بجامعة الخرطوم، ويعتقد محمد الحسن أحمد أبو شنب (2002) أن هذا التاريخ هو بداية الميلاد الحقيقي للبحث التربوي النفسي بصورته المتعارف عليها عالمياً وإقليمياً، رغم أن هناك محاولات بحثية في السودان قد تعود للعام (1934) أي منذ تأسيس معهد بخت الرضا، ولعل هذا يؤكد أن الدراسات العليا تعد نقلة مهمة في تطور البحث النفسي والتربوي في السودان .
منذ العام (1977) وحتى العام (2002) كانت هناك سبعة جامعات سودانية تقدم برامج دراسات عليا في علم النفس هي : (1) جامعة الخرطوم في كلية التربية التي تمت فيها إجازة أول رسالة ماجستير في علم النفس عام (1980) وأول دكتوراه في علم النفس في العام (1989) وذلك بعد (111) عام من إجازة أول دكتوراه في الجامعات الأمريكية (محمد شحاتة ربيع، 1986)، أما في كلية الآداب وفي نفس الجامعة كانت إجازة أول رسالة ماجستير في العام (1986)، وأول دكتوراه في العام (1992) (صلاح الدين عطا الله وفضل المولى عبد الرضى الشيخ، 2003) . (2) جامعة أمدرمان الإسلامية التي أجيزت فيها أول رسالة ماجستير في العام (1985) في كلية التربية، أما في كلية الآداب فكانت إجازة أول رسالة ماجستير في عام (2002) . (3) جامعة أفريقيا العالمية وأجيزت فيها أول رسالة ماجستير في العام (1995) . (4) جامعة الجزيرة التي كانت إجازة أول رسالة ماجستير فيها في العام (1997) . (5) جامعة السودان التي أيضاً نوقشت فيها أول رسالة ماجستير في العام (1997) . (6) جامعة النيلين وأول رسالة ماجستير أجيزت فيها في العام (1999) . (7) جامعة جوبا التي بدأ التسجيل فيها لنيل الماجستير في علم النفس بكلية الآداب في العام (2001) .
لاحظ الباحث أن هذه البرامج توجد في ست كليات للتربية وثلاث كليات آداب وهناك ثلاثة معاهد متخصصة في الدراسات الإنسانية تناولت موضوعات نفسية وهي (مركز البحوث والترجمة، مركز دراسات الكوارث واللاجئين، مركز الدراسات الأفريقية) بجامعة أفريقيا العالمية، كما أن هذه البرامج في خمس جامعات بدأت بعد عام (1995) أي بعد (15) عام من البداية الحقيقية للدراسات العليا في علم النفس . كانت هذه بعض الملاحظات الأولية التي لمسها الباحث في بداية اهتمامه بهذا الموضوع مما شجعه لمحاولة استقصاء علمي لواقع الدراسات العليا في علم النفس ومدى إسهامها العلمي مما يشكل خطوة في مجال النقد السيكولوجي الذي بشر به عمر هارون الخليفة (2001)، ومحاولة محدودة لكتابة جزء من تاريخ علم النفس في السودان وذلك تمشياً مع توجيهات الغالي أحرشاو(1992) الذي وصى بأهمية كتابة تاريخ السيكولوجيا العربية، كما أنه يعد إسهام في بيبلوغرافيا الرسائل الجامعية الذي وصى به عبد الرحمن حسن العارف (1997)، أضف إلى ذلك أنه امتداد متواضع للمجهودات السودانية في توثيق الرسائل الجامعية والبحوث العلمية، مثل : لجنة يوسف فضل (1983)، مجهودات مركز قاسم عثمان نور، دار الوثائق القومية، مكتبة السودان وكلية الدراسات العليا بجامعة الخرطوم، ومشروع كلية التقانة لحصر الرسائل الجامعية (1997) (أنظر: عثمان مختار الصديق، 1999)، ولعل ذلك قد يكون خطوة في سبيل تصحيح مسيرة البحث العلمي في علم النفس، كما قد يتيح للمهتمين الإلمام بجوانب قد تكون خفية نوعاً ما في وعاء من أهم أوعية البحث العلمي .
مشكلة الدراسة
من العرض السابق يتضح أنه طوال الفترة الزمنية منذ عام (1977) وحتى العام (2002) أسهمت العديد من الجامعات السودانية في الدراسات العليا في علم النفس مما شكل تراثاً مهماً في مجال البحث العلمي ولكن هذا التراث لم يتم مسحه وتوثيقه وتسجيله بصورة دقيقة، كما لم يخضع هذا التراث لتحليل علمي وإحصائي دقيق يبين واقعه – وذلك في حدود علم الباحث – وقد أجريت دراسة لتوثيق وتحليل محتوى رسائل علم النفس في جامعة الخرطوم (صلاح الدين فرح عطا الله وفضل المولى عبد الرضى الشيخ، 2003)، كما تجرى حالياً دراسة مهمة عن مدى توطين علم النفس في السودان من خلال تحليل محتوى رسائل الماجستير يقوم بها طالب الماجستير حاج شريف محمد حسين (قيد البحث) . وحتى يحتل هذا المصدر الرئيسي من مصادر البحث مكانته اللائقة به في الساحة العلمية السودانية فهناك حاجة لإجراء العديد من الدراسات حول هذه الرسائل وتعد الدراسة الحالية واحدة من هذه الدراسات في هذا المجال وتتلخص مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية :
(1) ما هي رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس التي أجيزت في جامعة أمدرمان الإسلامية حتى العام (2003) ؟
(2) ما هي رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس التي أجيزت في جامعة أفريقيا العالمية حتى العام (2003) ؟
(3) ما هو توزيع هذه الرسائل حسب الكليات المنجزة فيها ؟
(4) ما هي الموضوعات السيكولوجية (المتغيرات النفسية)، التي تم تناولها في هذه الرسائل ؟
(5) ما هي طرق البحث العلمي المستخدمة في هذه الرسائل ؟
(6) ما هو حجم العينات المستخدمة ؟ وما هي أنواعها ؟
(7) ما هي المجتمعات التي تمت دراستها في هذه الرسائل؟
(8) من هم الأساتذة الذين أشرفوا على هذه الرسائل، وما هي تخصصاتهم ؟
(9) ما هو توزيع هذه الرسائل حسب نوع الباحثين ؟
(10) ما هي اللغة التي كتبت بها هذه الرسائل ؟
(11) ما هي أمكنة إجراء هذه الدراسات ؟
(12) ما هي جنسيات الباحثين الذين أجروا هذه الدراسات ؟
(13) ما هو توزيع الرسائل حسب السنوات التي أجريت فيها ؟
أهداف الدراسة
(1) توثيق رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس التي أجيزت في جامعتي أمدرمان الإسلامية وأفريقيا العالمية في الفترة (1977-2003) .
(2) تحليل محتوى هذه الرسائل من حيث الموضوعات، والكليات، ونوع الباحثين، والأشراف، وطرق البحث، وحجم العينات وأنواعها، والمجتمعات المدروسة، واللغة التي كتبت بها الرسالة، وجنسية الباحثين، وأمكنة إجراء هذه الدراسات، ومن ثم إجراء المقارنات اللازمة والعرض الناقد التحليلي لهذه الرسائل .
أهمية الدراسة
1) قلة الدراسات التي تناولت توثيق أو تحليل رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس في السودان .
2) قد تفيد هذه الدراسة الباحثين باستخدام العرض التوثيقي ككشاف يعطي فكرة سريعة عن عناوين الرسائل ومكانها مما يسهل عملية الوصول إليها والاستفادة منها في أدبيات بحوثهم .
3) عرض الرسائل التي أجيزت في علم النفس قد يفيد الباحثين الجدد في عدم تكرار الموضوعات السابقة التي درست خاصة وأن هناك أعداد كبيرة تسجل في الدراسات العليا في الفترة الأخيرة، حيث يزيد عدد المسجلين للدراسات العليا في الجامعات السودانية ومؤسسات التعليم العالي على ثلاثين ألف طالب (محمد سلمان وآخرون، 2004)، ولا شك أن المسجلين في علم النفس يشكلون نسبة لا يستهان بها منهم .
4) قد تقدم هذه الدراسة معلومات مهمة عن رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس، وهذا أمر له أهميته الكبرى في هذا العصر الذي يعرف بعصر المعلومات، أو عصر الثورة المعلوماتية، ومالها من أهمية في التنمية .
5) من الممكن أن تكون هذه الدراسة نواة لقاعدة معلومات (Data-Base) عن رسائل الماجستير والدكتوراه في علم النفس بالسودان .
6) تحليل محتوى هذه الرسائل والعرض الناقد لها قد يعطي معلومات عن واقع الدراسات العليا في علم النفس مما قد يفيد في تطوير مسيرة البحث السيكولوجي في السودان .
7) قد تشجع هذه الدراسة باحثين آخرين لتناول قضايا علم النفس في السودان بهذا الأسلوب التحليلي .
خلفية الدراسة
تم إنشاء وحدة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة أمدرمان الإسلامية في عام (1977) وتم تعيين عبد الرحمن البيصار رئيساً لهذه الوحدة، ثم تحول أمر الدراسات العليا إلى لجنة يرأسها مدير الجامعة عام (1981)، وبعد ذلك أصبحت الكليات هي التي تشرف على الدراسات العليا بالتنسيق مع المجلس العلمي للجامعة مباشرة (دليل الرسائل الجامعية، 1998) . وقد تم الاهتمام منذ وقت مبكر بالدراسات العليا في التربية وعلم النفس وذلك بفضل مؤسس الجامعة البروفيسور كامل الباقر، وهو من المختصين في مجال التربية وعلم النفس وله مؤلفات مهمة في هذا الشأن (كامل الباقر، 1988) وهو أول من درس علم النفس التربوي في جامعة أمدرمان الإسلامية (صلاح وقيع الله كردمان، 2003) . وكان التسجيل في الدراسات العليا في التربية وعلم النفس يتم في كلية أصول الدين والتربية، وانفصلت التربية عن أصول الدين في عام (1992) ليصبح إسمها كلية التربية، كما تم تطور آخر في مجال الدراسات العليا وهو قيام كلية الدراسات العليا بقرار من المجلس العلمي للجامعة وكان ذلك في 10/9/2000 وتختص الكلية بطلاب الدراسات العليا في جميع التخصصات على مستوى الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه (بدر الدين شيخ إدريس محمد، 2001)، وقد قدم إلى الجامعة في عام (1977) عدد من كبار أساتذة علم النفس في الوطن العربي في ذلك الوقت كأساتذة زائرين وهم : صلاح الدين مخيمر، وعباس عوض، وأحمد راجح، وعبد الرحمن العيسوي، وأخيراً كمال دسوقي الذي أعير للعمل في جامعة أمدرمان الإسلامية (وحدة المعلومات، 1978)، وأتيحت لكمال دسوقي أستاذ علم النفس الاجتماعي الشهير ومؤسس قسم علم النفس بجامعة الزقازيق– فرصة الاشراف على أول رسالة ماجستير في علم النفس مع الأستاذ السوداني عمر بلال الصديق، كما استفادت الجامعة من خبرات الأستاذ حسن مصطفى عبد المعطي أستاذ الصحة النفسية وعلم النفس الإكلينيكي بجامعة الزقازيق في الإشراف على رسائل في علم النفس وأيضاً من الأساتذة المصرين في تلك الفترة نبيل عبد الحليم متولي، والدكتور محمد مصطفى زيدان، ومن ثم توالت الرسائل التي أشرف عليها الأساتذة السودانيين .
أما في كلية الآداب فقد تأخرت الدراسات العليا كثيراً، إذ بدأ التسجيل لماجستير علم النفس في كلية الآداب في عام (1998)، وتمت مناقشة أول رسالة ماجستير في عام (2002)، ولم تجاز حتى الآن رسالة دكتوراه واحدة .
وفي جامعة أفريقيا العالمية تمت إجازة أول رسالة وهي تغطي موضوعاً نفسياً في عام (1995)، وذلك في مركز البحوث والترجمة والنشر، وهو بالإضافة لمعهدين آخرين في الجامعة (معهد دراسات الكوراث واللاجئين، ومعهد الدراسات الإفريقية) درجوا على تناول جوانب وموضوعات سيكولوجية عديدة من ضمن الموضوعات التي يدرسها طلابهم . وبعد إنشاء كلية التربية تطور الأمر حيث أصبحت تمنح درجة الماجستير في علم النفس التربوي، وأول رسالة أجيزت في كلية التربية كانت في العام (1998) .
الدراسات السابقة
وجد البحث العلمي ومشكلاته اهتماماً واسعاً بين الباحثين العرب، مثل دراسات شادية التل (1998)، وصبري الربيحات (1999) . كما تناولوا البحث التربوي بمختلف أنواعه للوقوف على مشكلاته ومثالبه ومن ثم محاولة حلها، مثل دراسات أحمد علي كنعان (2000)، وفريد أبو زينه وعدنان عوض (1985)، وأحمد محمود بدر (1986)، ومحمد عبد الله الصانع وعبد الجبار توفيق (1983)، كما تناولت الدراسات أيضاً تقويم أبحاث أعضاء هيئات التدريس في الجامعات العربية مثل دراسات : أحمد علي كنعان (2001)، وحسن علي حسن (1999)، وهند ماجد الخثيلة (1992) . وقد وجدت الدراسات العليا ومشكلاتها أيضاً، اهتماماً متزايداً من الباحثين مثل صالحة سنقر (1984) ودراسات سعيد بامشموس ومحمود عبد الحليم منسي (1989)، ومحمد عبد الله المنيع (1991)، وداخل حسن جريو (1994)، وعلي الحوات (1996)، وعزت عبد الحميد محمد (1997)، وزكريا يحي لال (1999)، وجهينا طراف (2003أ، 2003ب) .
وفي السودان هناك بعض الدراسات التي تناولت البحث العلمي مثل دراسات : محمد الحسن أحمد أبو شنب (2002)، وعبد الرحمن خوجلي المبارك (2000)، ومختار عثمان الصديق (1999)، وعصام محمد عبد الماجد (1998)، والطيب أحمد حياتي (1991) . ولم يتحصل الباحث على دراسة نفسية اهتمت بطلاب الدراسات العليا ومشكلاتهم سوى دراسة واحدة درست التوافق النفسي والاجتماعي لدى طلاب كلية الدراسات العليا (إبراهيم عبد الرحيم حميدة Himaida,1999) .
أما فيما يختص بتوثيق وتحليل رسائل الماجستير والدكتوراه فقد كانت الدراسات قليلة في هذا المجال عربياً ومحلياً – وذلك في حدود علم الباحث وإطلاعه – ولكن هناك بعض الدراسات التوثيقية وأخرى تحليلية اهتمت بتحليل البحوث النفسية عامة، أو كتب علم النفس وسيستعرض الباحث هنا أهم الدراسات التي وجدها في هذا المجال :
(1) دراسة عبد العاطي أحمد الصياد (1985) :
كانت دراسته بعنوان "النماذج الإحصائية في البحث التربوي والنفسي العربي بين ما هو قائم وما يجب أن يكون" وقدم في دراسته المنظور الإحصائي للظواهر التربوية والنفسية، ووضح نماذج دراستها ومتطلبات كل نموذج، كما قام بإجراء دراسة تقويمية للواقع الإحصائي لهذه النماذج في البحث التربوي والنفسي العربي وذلك من خلال دراسة عينة تمثل البحوث التربوية والنفسية التي نشرت في الدوريات والمجلات العلمية في العالم العربي في الفترة من (1977) إلى (1983)، وقد كانت الدوريات المدروسة (31) دورية وخلص من دراسته إلى وجود أزمة إحصائية تمثل تحدياً يواجهه البحث النفسي والتربوي، فقد وجد أن هناك (154) استخداماً للنماذج الإحصائية (99) استخدام منها غير مناسب بنسبة (64%)، و(36%) فقط من استخدامات النماذج كان استخداماً مناسباً، أما من حيث النماذج الإحصائية الأكثر شيوعاً من حيث الاستخدام فقد استخدم (143) من إجمالي (154) استخداماً استخدم فيها النموذج البسيط بنسبة (93%) وكان استخدام النموذج المتعدد قليلاً، وكذلك النموذج المتعدد المتدرج . وبلغت نسبة استخدام النموذج البسيط استخداماً مناسباً (31%) من إجمالي عدد الاستخدامات الكلي للنماذج الإحصائية، بينما بلغت هذه النسبة حوالي (33%) من إجمالي استخدامات النموذج البسيط، والنموذج البسيط في حالته الدنيا (أ) الذي يقابل اختبار (ت) للفرق بين عينتين مستقلتين كان الأكثر استخداماً بنسبة (83%)، والحالة (ب) من النموذج البسيط التي تقابل اختبار (ف) استخدم بنسبة (7%) ومعظمها خاطئة حيث لم تستخدم المقارنات البعدية عند وجود فروق مثل (شيفيه أو نيو مان كولز) أو غيرها من الطرق، كما وجدت الدراسة أن الباحثين النفسيين أكثر استخداماً للنماذج الإحصائية عن نظائرهم التربويين، وأن الباحثين النفسيين أكثر خطأ في استخدام النماذج الإحصائية على وجه العموم من التربويين حيث كان استخدامهم غير المناسب بنسبة (70%) في حين كان الاستخدام غير المناسب عند التربويين (57%)، ولكن عند استخدام النماذج المتعددة كانت أخطاء النفسيين أقل. واختتمت الدراسة بوضع تصور من خلاله يستطيع الباحث التربوي والنفسي أن ينتقي النموذج الإحصائي المناسب لطبيعة المشكلة التي يتصدى لدراستها، كما وضحت أهم المراجع التي تعالج النماذج المنتقاة وكذا حزمة البرامج الإحصائية المناسبة لهذا النموذج .
(2) دراسة محمد الأحمد الرشيد (1988) :
وكانت بعنوان "تقويم مراكز البحث التربوي في دول "مجلس التعاون الخليجي" وتوصلت الدراسة إلى أن عدد هذه المراكز هو (10) مراكز، وأن أبرز مهامها وأهدافها هو إجراء البحوث والدراسات في المجالات التربوية والقيام بنشرها، وأن هناك (190) متخصصاً تربوياً إضافة إلى (74) إدارياً يعملون في هذه المراكز، واتضح أن المركز التربوي بدولة الكويت هو الأكثر إنتاجاً فقد نشر (194) بحثاً في مجال التربية وعلم النفس، والمجموع الكلي للبحوث المنجزة في هذه المراكز هو (486) بحثاً ونال مجال التقويم والاختبارات المدرسية أكبر قدر من الاهتمام (133) بحثاً وهو ما يعادل (27%)، ثم مجال المناهج والبرامج والأساليب والطرق التربوية الذي استقطب (125) بحثاً ما يعادل (26%)، وتحتل بحوث الإدارة والتنظيم والإشراف والإرشاد والتوجيه التربوي المرتبة الثالثة بنسبة (15%)، وتعليم الفئات الخاصة (6%)، كما كان عدد البحوث التطبيقية أكثر من البحوث النظرية، ولكن في البحوث المشتركة كانت أغلبية البحوث تطبيقية، وتوصلت الدراسة إلى أن الميزانيات المخصصة للمراكز كانت مناسبة، أما وسائل نشر البحوث فكانت أغلبية المراكز تعتمد أسلوب البحوث المطبوعة، وإصدار النشرات الإعلامية المختلفة، وهناك قلة منها تعتمد إصدار مجلة بحوث منتظمة .
(3) دراسة فؤاد عبد اللطيف أبو حطب وآخرون (1989) :
وكانت بعنوان "البحوث النفسية والتربوية في مصر في نصف قرن" وهي عبارة عن ندوة المؤتمر الخامس لعلم النفس في مصر، وقد قدمت معلومات تاريخية مهمة منها أن بداية البحث النفسي والتربوي في مصر ترجع إلى مطلع الثلاثينات من القرن الماضي وكانت في المعهد العالي للمعلمين، ثم شهدت الأربعينات إسهامات كلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم كلية الآداب في الإسكندرية التي أنشئت في نفس الفترة، وجامعة عين شمس في الخمسينات، كما تم في هذه الندوة توضيح الخطة الرئيسية لمشروع تحليل البحوث النفسية والتربوية الذي لم تتضح نتائجه بعد . وتمثلت الخطة في تحديد مصادر البحوث التربوية والنفسية، ثم تحليل مصادر المعلومات، إعداد استبيان يوجه إلى الأفراد العلميين والهيئات العلمية، إعداد النظام التصنيفي للبحوث التربوية والنفسية، إعداد القائمة البيبلوغرافية، تحليل محتوى عينات من رسائل الماجستير والدكتوراه، ثم القيام بتقويم هذه البحوث من خلال تحديد المحكات المناسبة .
(4) دراسة جمال الخطيب (1990) :
وكانت بعنوان "مدى استخدام منهجية البحث ذات المنحى الفردي في ميدان التخلف العقلي : دراسة ببليومترية" وهدفت إلى التعرف على مدى استخدام منهجية البحث ذات المنحى الفردي في البحوث التجريبية في ميدان التخلف العقلي، قام الباحث بتحليل جميع البحوث التجريبية التي نشرت في المجلة الأمريكية للتخلف العقلي منذ عام (1974) وحتى عام (1986) وبلغت (424) بحثاً . بينت النتائج أن الأغلبية العظمى (75%) من الدراسات قد استخدمت منهجية مقارنة المجموعات، إلا أن منهجية البحث ذات المنحى الفردي قد أصبحت تستخدم أكثر فأكثر في السنوات القليلة الماضية، وقد تم تقييم أساليب تحليل البيانات المستخدمة في الدراسات ذات المنحى الفردي فتبين أن (76%) من هذه الدراسات استخدمت التحليل البصري، و(10%) استخدمت التحليل الإحصائي، و(14%) استخدمت كلاً من التحليل البصري والتحليل الإحصائي، كما قام الباحث بتحديد أنواع تصاميم البحث المستخدمة فتبين أن (41%) من الدراسات استخدمت تصميم (أ- ب- أ- ب)، و (24%) استخدمت تصميم الخطوط القاعدية المتعددة، و(12%) استخدمت كل من تصميم (أ- ب- أ- ب) والخطوط القاعدية المتعددة، و(12%) استخدمت تصميم العناصر المتعددة، و(11%) استخدمت تصاميم بحث أخرى . ولقد تم التحقق من ثبات البيانات من خلال تحليل الدراسات على يد محكمين مستقلين فوجدا أن نسبة الاتفاق عالية .
(5) دراسة زايد عجير الحارثي (1990) :
وكانت بعنوان "إشكاليات تحديد وتقييم مشكلة البحث في الدراسات النفسية والتربوية"، قام بتحليل عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه واستطاع أن يتوصل إلى تحديد (7) من نماذج الإشكاليات التي يتعرض لها الباحثون في تحديد واختيار مشكلة البحث وصياغتها والتعبير عنها وهي (المشكلات العلمية ليست أسئلة أخلاقية أو معنوية، تحديد فروع مشكلات صغيرة، عمومية وخصوصية المشكلات والفرضيات، الاختلافات بين المشكلات والفرضيات، عدم وضوح فكرة البحث في ذهن الباحث، الخلط بين مشكلة البحث وهدفه ودواعيه، ضعف الصلة بين المشكلة والاحداث والظواهر التي تتخذ موضوعا للبحث)، كما توصل الباحث إلى اقتراح جملة محكات نظرية على ثلاثة مستويات، تحديد مشكلة البحث، صياغة المشكلة، وتقويم المشكلة .
(6) دراسة زايد عجير الحارثي (1992) :
وكانت بعنوان "رسائل الماجستير في علم النفس، الجزء الأول 1399هـ- 1410هـ" وتم فيها عرض رسائل الماجستير التي أجيزت في قسم علم النفس بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية في خلال الفترة ما بين (1979- 1990) وقد تبين أنه جرت مناقشة (66) رسالة ماجستير في هذا القسم، وتضمن عرض هذه الرسائل عدة عناصر هي : عنوان الدراسة، وسنة الاعتماد، واسم الباحث، والمشرف، ومشكلة الدراسة، أهداف الدراسة وفروض الدراسة، أدوات الدراسة، الأساليب الإحصائية المستخدمة، والنتائج . وانحصرت مجالات هذه الرسائل في (15) مجال هي بالترتيب : السلوك الاجتماعي للأطفال، الاتجاهات والتنشئة الاجتماعية، المخدرات، جنوح الأحداث، السلوك الانحرافي (الإجرامي)، الشخصية، مشكلات الطفولة والمراهقة، الشيخوخة، المعوقين، التحصيل الدراسي، التعليم، الإبداع والابتكار، الميول المهنية والتوجيه المهني، علم النفس الإكلينيكي والإرشاد النفسي، الإحصاء والمقاييس .
(7) دراسة عبد المحسن سعد العتيبي (1993) :
وكانت بعنوان "دراسة تقويمية للأبحاث المنشورة في دورية التربية المستمرة" وهدفت لتقويم الأبحاث المنشورة في دورية التربية المستمرة وهي – بحوث نفسية وتربوية – من حيث التزامها بمعايير البحث العلمي المتعارف عليها والمطلوبة في الدوريات المحكمة، وقد اشتملت الدراسة على (13) بحثاً اختيرت عشوائياً تمثل عينة الدراسة، وهي تشكل حوالي (30%) من جميع الأبحاث المنشورة بتلك المجلة في الفترة من (1980) إلى (1987)، ولإجراء الدراسة قام بتصميم نموذج من (19) بند يتناول الجوانب المنهجية في البحث ثم قام بعرض كل بحث على ثلاثة من الأساتذة فبلغ عددهم (30) أستاذاً لتقويم البحث وفق هذا النموذج .
وكانت أهم نتائج الدراسة : اتفق المحكمون على أهمية الأبحاث المنشورة في المجلة وكذلك على انطباق المضمون على العناوين، ولكن لم يوافقوا على وضوح أهداف البحوث أو أسئلتها أو تحقيق أسئلة الدراسات لأهدافها أو نتائج التصميم الدراسي أو مفاهيم الدراسات، كما أن اختيار العينات لم يتم بطريقة سليمة وكذلك طرق معالجة البيانات، وكانت هناك موافقة كبيرة على الاستفادة من الدراسات السابقة، ولكن كانت هناك معارضة وعدم موافقة للأسلوب الذي تمت به مناقشة النتائج وكذلك أدوات الدراسة، ولكن رأوا مناسبة عرض النتائج، وكان هناك اتجاه سائد وقوي على أن بناء التوصيات غير سليم، أما المراجع فقد كانت هناك عدم موافقة بشدة على كفاية المراجع للدراسات التي قومت، ولكن وافقوا على الأسلوب المستخدم في الدراسات، وسلامة اللغة، ولكنهم عارضوا طرق التوثيق المستخدمة، وأخيراً وضحوا أن مستوى البحوث المنشورة دون المتوسط .
(8) دراسة زيد عبد المحسن آل حسين (1994) :
وكانت بعنوان "دليل الرسائل الجامعية في المملكة العربية السعودية" وهدفت لوضع دليل بيبلوغرافي جامع للرسائل الجامعية الممنوحة من جامعات المملكة العربية السعودية، بالإضافة لذلك قامت بتحليل هذه الرسائل من عدة جوانب .
وتوصلت الدراسة إلى الرسائل التي أجيزت في علم النفس حتى عام 1994م كانت كما يلي: في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (رسالة ماجستير واحدة)، جامعة أم القرى بكلية التربية قسم علم النفس (87 رسالة)، جامعة الإمام محمد بن سعود في كلية العلوم الاجتماعية (5 دكتوراه، 4 ماجستير)، وجامعة الملك سعود (70 ماجستير)، وجامعة الملك عبد العزيز (27 ماجستير)، الرئاسة العامة لتعليم البنات بكلية التربية للبنات بجدة (5 دكتوراه، 7 ماجستير)، وكلية التربية للبنات بالرياض (4 دكتوراه، و3 ماجستير)، وكلية التربية للبنات بمكة المكرمة (دكتوراه واحدة)، والمعهد العالي للعلوم الأمنية (المركز العربي للعلوم الأمنية والتدريب) بقسم العلوم الاجتماعية (4 ماجستير) .
أما الموضوعات التي درست فكانت بالترتيب التالي : التوجيه التربوي، وجنوح الأحداث، والشخصية، والاختبارات والقياسات التعليمية، والصحة النفسية والإرشاد النفسي، والذكاء، والابتكار، واضطرابات الشخصية، والأطفال المعوقون، والحرب النفسية، والتأخر الدراسي، والتكيف النفسي، والموهبة والتفوق العقلي، والتوجيه المهني، ونمو الأطفال، والشيخوخة .
أما عن فروع ومجالات علم النفس التي تم تناولها فكانت بالترتيب التالي : علم النفس التربوي، علم النفس الاجتماعي، علم نفس الطفل، علم النفس الجنائي، الفئات الخاصة، علم النفس العسكري، علم النفس التجريبي، طرق تدريس علم النفس .
وكانت نسبة النساء في الماجستير (22%) ونسبة الرجال في الماجستير (78%)، أما في الدكتوراه فكانت نسبة النساء (19%) والرجال (81%) .
(9) دراسة أحمد عودة وأحمد الخطيب (1994) :
وكانت بعنوان "التحليل الإحصائي في البحوث النفسية والتربوية دراسة وصفية – تحليلية" . وانحصر مجتمع الدراسة في بحوث طلبة الماجستير في جامعتي اليرموك والأردنية، وبحوث أعضاء هيئة التدريس في جامعة اليرموك، وبلغت رسائل الماجستير التي تم الرجوع إليها (302) في الفترة ما بين (1971- 1992)، أما بحوث أعضاء هيئة التدريس فبلغت (105) بحثاً في الفترة ما بين (1984- 1990)، وكانت رسائل الماجستير في علم النفس التربوي والنمو وعلم النفس الاجتماعي (28) رسالة وكانت بحوث الأساتذة في هذه المجالات (9)، وفي الإرشاد والتوجيه النفسي كانت هناك (43) رسالة ماجستير و(6) بحوث، أما القياس والتقويم فكانت هناك (24) رسالة و(5) بحوث .
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية : بلغت البحوث التي استخدمت التحليل الإحصائي (259) رسالة ماجستير بنسبة (96%)، وفي البحوث المهنية (74) بحثاً استخدم التحليل الإحصائي بنسبة (73%) .
وكان ترتيب استخدام الأساليب الإحصائية في رسائل الماجستير من الأكثر استخداماً إلى الأقل كما يلي : اختبار (ت)، مقاييس النزعة والتشتت والنسبة، تحليل التباين الثنائي، المقارنات المتعددة، تحليل التباين الآحادي، تحليل التباين الثلاثي، ولم يتم استخدام تحليل التباين الرباعي والمتعدد، والتحليل التمييزي .
(10) دراسة حسن صديق وكتر نصر (1995) :
وكانت بعنوان "الإصدارات النفسية العربية : دراسة إحصائية تحليلية" وجد الباحث إن إصدارات علم النفس المسجلة يقارب (700) كتاب، وهذا يبين مشكلة كمية لقلة العدد، كما وجد مشكلة في نوعية الإصدارات حيث أن تدريس هذا العلم ما يزال يدور حول العموميات ولم تجدا الاختصاصات الدقيقة حتى الآن الاهتمام الكافي، وتم تصنيف الإصدارات في ثمان فئات هي : علم النفس العام (28.5%)، علم النفس العيادي والقياس النفسي (20.3%) وعلم النفس الاجتماعي (18.5%)، والتحليل النفسي (9.2%)، وعلم النفس التربوي (7.4%)، والطب النفسي (3.6%)، حيث تبين أن (70%) من الإصدارات النفسية تقع في مجال علم النفس العام والمعلومات العامة كما تبين أن المؤلفات أكثر من الكتب المترجمة .
(11) دراسة أحمد الشيخ حمد (1995) :
وكانت بعنوان "بيبلوغرافيا البحوث التربوية التي أجريت بكلية التربية جامعة الخرطوم 1980-1995". هدفت دراسته لتوثيق الرسائل التي أجريت بكلية التربية في هذه الفترة، فبلغ العدد الكلي للرسائل المنجزة في هذه الفترة (103) رسالة، منها (95) رسالة ماجستير بنسبة (92%)، و(8) دكتوراه بنسبة (8%)، وبلغت رسائل علم النفس (18) رسالة بنسبة (17%) منها (16) ماجستير بنسبة (16%) و(2) دكتوراه بنسبة (2%)، واحتلت رسائل علم النفس من ناحية العدد المرتبة الثانية بعد رسائل المناهج التي كانت بنسبة (73%)، ومن الجوانب التربوية الأخرى التي تم تناولها في كلية التربية، طرق التدريس (6%)، الإدارة التربوية (3%)، فلسفة التربية (2%)، اقتصاديات التعليم (2%).
وكانت نسبة الذكور في الدكتوراه (75%)، وفي الماجستير (66%)، أما الإناث فكن في الدكتوراه (25%)، وفي الماجستير (34%) . أما في علم النفس فكان الذكور في الماجستير (9) بنسبة (56%)، وفي الدكتوراه (2) بنسبة
(11) دراسة أحمد الشيخ حمد (1995) :
وكانت بعنوان "بيبلوغرافيا البحوث التربوية التي أجريت بكلية التربية جامعة الخرطوم 1980-1995". هدفت دراسته لتوثيق الرسائل التي أجريت بكلية التربية في هذه الفترة، فبلغ العدد الكلي للرسائل المنجزة في هذه الفترة (103) رسالة، منها (95) رسالة ماجستير بنسبة (92%)، و(8) دكتوراه بنسبة (8%)، وبلغت رسائل علم النفس (18) رسالة بنسبة (17%) منها (16) ماجستير بنسبة (16%) و(2) دكتوراه بنسبة (2%)، واحتلت رسائل علم النفس من ناحية العدد المرتبة الثانية بعد رسائل المناهج التي كانت بنسبة (73%)، ومن الجوانب التربوية الأخرى التي تم تناولها في كلية التربية، طرق التدريس (6%)، الإدارة التربوية (3%)، فلسفة التربية (2%)، اقتصاديات التعليم (2%).
وكانت نسبة الذكور في الدكتوراه (75%)، وفي الماجستير (66%)، أما الإناث فكن في الدكتوراه (25%)، وفي الماجستير (34%) . أما في علم النفس فكان الذكور في الماجستير (9) بنسبة (56%)، وفي الدكتوراه (2) بنسبة (100%)، أما الإناث فكن (7) بنسبة (44%)، ولم تحصل أي أنثى على درجة الدكتوراه .
(12) دراسة فخر الدين القلا (1997) :
وكانت بعنوان "تقنيات التعليم والتقويم والبحث العلمي والتربوي في كلية التربية (1964- 1996) وقد تناولت واقع البحث العلمي التربوي في كلية التربية في جامعة دمشق، وتوصلت إلى أنه في هذه الفترة أنجزت (130) بحثاً في مستوى الماجستير وحوالي (30) بحثاً في مستوى الدكتوراه في التربية وعلم النفس، وأول درجة ماجستير منحت في عام (1965)، وأول دكتوراه في عام (1980)، كما لاحظ غلبة البحوث التربوية على علم النفس إذ أن ثلثي بحوث الدكتوراه كانت في التربية، وتزيد هذه النسبة في رسائل الماجستير، وقد اهتمت البحوث النفسية بتوفير أدوات قياس موضوعية مقننة وتحسين أنظمة الامتحانات، ودراسة الاتجاهات، ومشكلات العمل .
(13) دراسة موسى النبهان (1998) :
وكانت بعنوان "دراسة تحليلية لواقع رسائل الماجستير في التربية وعلم النفس في الجامعات الأردنية خلال الفترة 1971- 1988" وهدفت إلى استقصاء واقع رسائل الماجستير في التربية وعلم النفس المنجزة في الجامعات الأردنية على مدى العقدين الماضيين (1971- 1988) في ضوء مجالات البحث، والمنهجية، وطبيعة المتغيرات، وإجراءات المعاينة .
كشفت الدراسة إلى أن النسبة الكبرى من البحوث الواردة في رسائل الماجستير كانت وصفية مقارنة، وتطبيقية ذات منحى كمي، كما اتصفت أيضاً بكبر حجم العينات المستخدمة فيها، ومما يؤخذ على معظم الدراسات التربوية كونها عالجت الظاهرة التربوية والنفسية بوصفها بسيطة وأحادية البعد رغم أن طبيعتها تشير إلى عكس ذلك .
كما توصلت الدراسة إلى نتائج أخرى أهمها أن نسبة الذكور الذين حصلوا على ماجستير في علم النفس التربوي كانت (79%) مقابل (21%) من الإناث، وفي القياس والتقويم (81%) ذكور و(19%) إناث، وفي الإرشاد والتوجيه (70%) ذكور و(30%) إناث .
أما من حيث طريقة البحث فكانت البحوث الوصفية المقارنة بنسبة (62%)، والوصفية الارتباطية (16%)، والتجريبية (11%)، والتاريخية (6%)، والتقويمية (4%)، ودراسة الحالة (1%)، أما من حيث هدف البحث فكانت البحوث التطبيقية (92%)، والأساسية (8%)، أما من حيث طبيعة البحوث فكانت نسبة البحوث الكمية (81%)، والكيفية (19%) .
أما من حيث مجتمع الدراسة فكانت نسبة طلبة المرحلة الثانوية (31%)، وطلبة المرحلة الأساسية الثانية (الإعدادية) (15%)، وطلبة المرحلة الأساسية الأولى (الابتدائية) (13%)، ومعلمون في مراحل مختلفة (10%)، وطلبة جامعات (8%)، وطلبة كليات المجتمع (7.3%)، إداريون في مراحل مختلفة (5.3%)، مراكز تدريب (3%)، مرشدون في مراحل مختلفة (3%)، معاقون (2.4%)، طلبة ما قبل المدرسة (2%) .
أما من حيث حجم العينة، فكانت العينات الأكثر من (500) بنسبة (24%)، والعينات من (100- 199) بنسبة (21%)، وأقل من (100) بنسبة (19%)، ومن (200- 299) بنسبة (13%)، ومن (300- 399) بنسبة (12%)، ومن (400- 499) بنسبة (11%) .
أما من حيث الأسلوب الإحصائي فتبين أن نسبة (6%) فقط من هذه الرسائل استخدمت الطرق اللامعلمية في تحليل البيانات وأشار الاستقصاء كذلك إلى أن تطبيق الأساليب البارامترية قد تم دون التحقق من توافر الشرط اللازم لاستخدام تلك الأساليب، خاصة صفة الاعتدالية، وقد كانت نسب استخدام الأساليب الإحصائية أحادية المتغير كما يلي : اختبار (ت) بنسبة (22%)، تحليل التباين الثنائي (20%)، الارتباط والانحدار (15%)، تحليل التباين الأحادي (10%)، وتحليل التباين الثلاثي (8%)، تحليل التباين الرباعي (6%)، اختبارات لامعلمية (6%)، تحليل التغاير (5%)، اختبار (ز) (2%) .
أما من حيث طبيعة المتغيرات، فحاز التحصيل الدراسي في حقول مختلفة نسبة (34%)، الاتجاهات والميول والاهتمامات (30%)، التحصيل والاتجاهات (21%)، القدرات العقلية (15%)، النوع (80%) .
(14) دراسة عادل كمال خضر (1999) :
وكانت بعنوان "وضع البحث النفسي في مصر" وتوصلت إلى أن هناك ثلاث جهات رئيسية هي المسئولة عن البحث النفسي في مصر، أولها الجامعات وذلك من خلال ثمانية أنواع من الأقسام وهي : أقسام علم النفس بكليات الآداب، وأقسام الصحة النفسية وعلم النفس التعليمي بكليات التربية، أقسام الطب النفسي بكليات الطب، معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، معهد الدراسات العليا للبيئة بجامعة عين شمس، كليات رياض الأطفال، وأقسام علم النفس في كليات التربية النوعية، وكلية البنات بجامعة عين شمس، وبعد الجامعات هناك الجمعيات مثل الجمعية المصرية للدراسات النفسية، ورابطة الأخصائيين النفسيين، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وثالث جهة هي مراكز البحوث مثل : المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، مركز دراسات الطفولة بجامعة عين شمس، مركز معوقات الطفولة بجامعة عين شمس، مركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر، ومركز الطب النفسي بجامعة عين شمس، ومركز البحوث والدراسات النفسية بجامعة القاهرة، ومركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس .
وللتعرف على الموضوعات المثارة في البحث النفسي المصري قام باستعراض المحاور في مجلة علم النفس من (يناير 1987 حتى يونيو 1999)، ومجلة دراسات نفسية من (يناير 1991 حتى يناير 1999) فكانت الموضوعات كما يلي : (1) دراسات اهتمت بالتعرف على الخصائص النفسية في مراحل العمر المختلفة، مرحلة الطفولة، والمراهقة، ومرحلة الشباب، المسنين . (2) دراسات اهتمت بالتعرف على خصائص الشخصية مثل : الاكتئاب، والقلق، العدوان والعنف، مصدر الضبط، التعصب، تقدير الذات ومفهوم الذات وصورة الجسم، الخجل، الوحدة النفسية، الدافع للإنجاز، الطموح، الاغتراب، الانبساط والانطواء، التوافق النفسي، الحاجات النفسية والأمن النفسي، الاتجاه نحو المخاطرة، العصابية، القدرات العقلية والذكاء، البناء العاملي للخصائص النفسية وعوامل الشخصية وأنماط الشخصية، خصائص شخصية المرضى العضويين . (3) دراسات اهتمت بمجال علم النفس الإكلينيكي مثل : العلاج النفسي، التشخيص النفسي، الأمراض النفسية، الإدمان، الإبداع والتفكير الابتكاري والأصالة، التحليل النفسي، سيكولوجية الفئات الخاصة، دور الأخصائي النفسي . (4) دراسات اهتمت بمجال القياس النفسي مثل : تصميم الاختبارات النفسية، صدق وثبات الاختبارات النفسية، البنية السيكومترية والعاملية للمقاييس، الدلالات الإكلينيكية للاختبارات النفسية . (5) دراسات في علم النفس الاجتماعي مثل : المساندة الاجتماعية، ديناميات الجماعة، والتوافق الزواجي، والاتجاهات، ودور الأسرة في التنشئة، والقبول والرفض الوالدي، والضغوط الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية الايوائية، والانتماء، والقيم والمعايير الاجتماعية، والهجرة، وسيكولوجية المرأة، وعلم النفس ومشكلات المجتمع. (6) دراسات في علم النفس عبر الحضاري . (7) دراسات في علم النفس الجنائي مثل : خصائص المجرمين، وجناح الأحداث والمسجونين، والاغتصاب والبغاء، والإرهاب والقتلة، وسيكولوجية المرتشون، والجريمة الاقتصادية . (8) دراسات اهتمت بمجال علم النفس الصناعي والتنظيمي مثل : الرضا عن العمل، والتوافق المهني والصحة النفسية والكفاية الإنتاجية، الاستهداف للحوادث والأداء على الآلة . (9) دراسات في علم النفس التعليمي مثل : التحصيل الدراسي، سيكولوجية المتفوقين والمتأخرين دراسياً، المعلمين، صعوبات التعليم والتوافق الدراسي والتعليم المستمر . (10) دراسات في علم النفس الفيزيولوجي . (11) دراسات في علم النفس التجريبي . (12) دراسات في علم النفس المعرفي . (13) دراسات في علم نفس الفن . (14) علم النفس السياسي . (15) علم النفس الاتصالي . (16) علم النفس الإداري . (17) علم النفس الفارقي . (18) دراسات في مناهج البحث في علم النفس .
كما توصل الباحث للسلبيات الموجودة في البحث النفسي في مصر مثل : العمل الفردي، عدم الاهتمام بالتخصص الدقيق، عدم تعاون الأقسام العلمية مع بعضها، عدم وجود خطط بحثية لتوجيه مسار البحث النفسي، عدم توفر الدعم المالي المناسب للبحوث النفسية، قصور الاختبارات السيكولوجية .
(15) دراسة سكرة عبد الرحمن طويل (2000) :
وكانت بعنوان "الرسائل الجامعية في العلوم الاجتماعية المودعة بمكتبة جامعة النيلين في الفترة من 1956- 1998" ولم تتوصل إلى وجود رسائل في علم النفس أجيزت في الجامعات السودانية، ولكن وجدت بعض الرسائل التي أعدها باحثون سودانيون في الجامعات المصرية، وكذلك بعض الرسائل في علم النفس أعدها باحثون م