الملخص:
يتضمن هذا الفصل عرض النتائج التي توصلت إليها الباحثة من خلال البحث الحالي وفقاً للأهداف والفرضيات، ومناقشة تلك النتائج في ضوء الدراسات السابقة والإطار النظري وملاحظات الباحثة، وكذلك التوصيات والمقترحات التي توصلت إليها الباحثة.
أولاً: عرض النتائج:
ومن خلال هذه النقطة سيتم عرض كل هدف ونتائجه
الهدف الأول:
1. بناء مقياس للاكتئاب الأساسي Major Depression وفقاً للنسخة المعدلة للمراجعة الرابعة للتصنيف الأمريكي (DSM-IV-RTM)
وقد تم تحقيق هذا الهدف من خلال الإجراءات التي أتبعت في المنهجية الخاصة ببناء المقاييس بدءاً باختبار المجالات مروراً باستخراج معاملات الصدق ومعاملات الثبات وتمييز الفقرات من خلال مرحلتين.
1. مرحلة التطبيق للعينة الاستطلاعية.
مرحلة التطبيق للعينة الأساسية من خلال عينات مرضية وعينات سوية ومن خلال هذه المرحلة تم استخراج معاملات الصدق والثبات والتمييز.
أخيراً تم وصف المقياس بصورته النهائية وبعد هذه الخطوات أصبح المقياس أداة يمكن الاعتماد عليها في البحث الحالي.
الهدف الثاني:
1. بناء برنامج جمعي سلوكي معرفي لعلاج الاكتئاب الأساسي وقد تم تحقيق هذا الهدف من خلال الإجراءات التي أتبعت في بناء البرنامج العلاجي ابتداءً من تعريف البرنامج وصولاً إلى مرحلة وصف البرنامج بجميع جلساته وأسلوب تقويمه ثم تحكيمه حتى أصبح جاهزاً للتطبيق.
الهدف الثالث:
الكشف عن أثر العلاج النفسي الجمعي لدى المكتئبات نفسياً من خلال إختبار الفرضيات التالية:
1) توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الاختبار القبلي والاختبار البعدي للمجموعة التجريبية.
2) لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نتائج الاختبار البعدي وبين نتائج الاختبارات التتبعية.
3) لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نتائج الاختبارات التتبعية وبعضها البعض.
الفرضية الأولى:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نتائج درجات القياس القبلي ونتائج درجات القياس البعدي.
من أجل إثبات هذه الفرضية قامت الباحثة بإختيار أفراد العينة اختباراً قبلياً من خلال مقياس الاكتئاب الأساسي أثناء عملية الفرز التي سبقت تطبيق البرنامج العلاجي والذي استمر لمدة شهرين بعدها مباشرة قامت الباحثة بتطبيق مقياس الاكتئاب الأساسي على أفراد العينة كإختبار بعدي (te-test) ولغرض إيجاد الفروق بين التطبيق القبلي والتطبيق البعدي استخدمت الباحثة اختبار ويلكوكسون للعينات المرتبطة وهو من الاختبارات اللابارامترية نظراً لصغر حجم العينة وذلك بعد حساب المتوسط الحسابي والإنحراف المعياري كما يوضح ذلك الجدول التالي:
جدول (13)
الفروق بين نتائج الاختبار القبلي والبعدي للمقياس
وسط حساب إنحراف معياري السالبة الموجبة النتيجة
الاختبار القبلي (Pre-test) 209.5 32.0 21.00 0.00 دال
الاختبار البعدي Te-test 132.0 34.0
بما أن ت=6 ومستوى دلالة 0.05 القيمة الحرجة لاختبار ويلكوكسون للعينات المرتبطة >1 وهي أكثر من القيم الصغرى لمجموع الرتب الموجبة والسالبة مما يعني أن الفروق دالة بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي.
مما يعني أن أفراد العينة استفادت من البرنامج بشكل جيد.
وهذا ما يعكسه التحسن الذي ظهر على العينة ولمسته الباحثة فعلاً.
الفرضية الثانية:
لا توجد فروق ذات دلالة بين نتائج الاختبار البعدي ونتائج الاختبارات التتبعية.
من أجل إثبات هذه الفرضية قامت الباحثة بتطبيق مقياس الاكتئاب الأساسي بهدف معرفة وتحديد درجة كل مريضة بعد تطبيق البرنامج مباشرة ثم أعيد التطبيق في كل شهرين مرة لمدة 6 أشهر حتى يتم حساب دلالة الصدق بين الاختبار البعدي والاختبارات التتبعية لكل إختبار على حدى.
ولإيجاد دلالة الفروق بين التطبيق البعدي والتطبيقات التتبعية المختلفة، استخدمت الباحثة اختبار ويلكوكسون للعينات المرتبطة وهو كما أسلفت الباحثة من الاختبارات للآبارامترية (اللامعلمية) والتي تستخدم للمجموعات الصغيرة نظراً لصغر حجم العينة، وذلك بعد حساب المتوسط الحسابي والإنحراف المعياري كما يوضح ذلك الجدول التالي:
جدول (14)
يبين الفروق بين درجات المريضات على الاختبار البعدي والاختبارات التتبعية خلال 6 أشهر من المتابعة
أوجه المقارنة الوسط الحسابي الإنحراف المعياري السالبة الموجبة النتيجة
المقارنة الاختبار البعدي 132.2 34.0 14.00 7.00 غير دال
الأولى الاختبار التتبعي الأولى بعد شهرين 127.8 36.8
المقارنة التائية الاختبار البعدي
الاختبار التتبعي التائي بعد 4 أشهر 132.2
119.2 34.0
50.7 14.00 7.00 غير دال
المقارنة الثالثة
المقارنة الثالثة الاختبار البعدي
الاختبار التتبعي
الثالث بعد 6 أشهر 132.2
104.5 34.0
50.2 16.00 5.00 غير دال
بما أن ن=6 ومستوى دلالة 0.05 القيمة الحرجة لإختبار ويلكوكسون للعينات المرتبطة< أو = 1 وهي أصغر من القيم الصغرى لمجموع الرتب الموجبة والسالبة وهذا يعني عدم دلالة الفرق.
وتشير هذه النتيجة إلى ثبات التحسن بالنسبة لأفراد العينة لمدة 6 أشهر بالمقارنة مع نتائج الاختبار البعدي.
الفرضية الثالثة:
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نتائج الاختبارات التتبعية وبعضها البعض.
ولإثبات هذه الفرضية قامت الباحثة بمقارنة كل تطبيق تتبعي بما يليه.
ولغرض إيجاد الفروق قامت الباحثة بحساب دلالة الفرق بين كل تطبيق تتبعي بما يليه أي بعد شهرين من التطبيق السابق.
من خلال إختبار ويلكوكسون للعينات المرتبطة وذلك بعد حساب المتوسط الحسابي والإنحراف المعياري كما يوضح ذلك الجدول التالي:
جدول (15)
يبين الفروق بين درجات المجموعة التجريبية على المقياس التتبعي خلال 6 أشهر من المتابعة
أوجه المقارنة الوسط الحسابي الانحراف المعياري السالبة الموجبة النتيجة
المقارنة الاختبار التتبعي 132.2 34.0 14.00 7.00 غير دال
الأولى الأولى البعدي
الاختبار التتبعي الثاني 127.8 36.8
المقارنة الثانية الاختبار التتبعي
التائي – الاختبار
التتبعي الثالث 127.8
119.2 36.8
50.7 15.00 6.00 غير دال
المقارنة الثالثة
المقارنة الثالثة الاختبار التتبعي
الثالث – الاختبار التتبعي الرابع 119.2
104.5 50.7
50.2 20.00 10.00 دال
وتشير النتيجة إلى ثبات النتائج حتى الشهر الرابع نظراً لأن مستوى الدلالة < أو = 1 وبعدها بدأت النتائج في التحسن وكأنها عادت إلى نفس مستوى الاستفادة بعد البرنامج مباشرة نظراً لأن مستوى الدلالة > 1..
شكل (7)
يبين الفروق بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي للمجموعة التجريبية والفروق بين الاختبار البعدي والاختبارات التتبعية لمدة ستة أشهر والفروق بين الاختبارات التتبعية وبعضها البعض لمدة ستة أشهر.









مناقشة نتائج البحث السابق:
1) إذا ما عدنا إلى الفرضية الأولى نجد أن النتيجة تتوافق مع دراسة دينيس ويلفلي 2002م في سرعة التحسن الذي يمكن أن يحدثها العلاج السلوكي المعرفي في 20 جلسة فقط بالمقارنة مع العلاج البين شخصي (Interpersonal)، كما أيدت هذه النتيجة نتائج دراسة جازافي وناصري (2005م) والتي أثبتت تحسن المرضى من الاكتئاب في فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر كما إتفقت كذلك مع دراسة هيون م س ، تشونج جي لي، حيث ظهرت النتائج مرضية بالنسبة لتحسن الاكتئاب فقط وترى الباحثة أن سبب التحسن يعود إلى سهولة هذا النوع من البرامج خصوصاً وأن مفرداتها واضحة وتتناسب مع الطبقات المتعلمة وهذا ما ينطبق على أفراد العينة، كما أن المجموعة العلاجية كانت أسلوب العلاج المطبق عليها العلاج السلوكي المعرفي الجمعي فإن تكوين العلاقات الاجتماعية أثناءها كان من ضمن نجاح أسلوب العلاج، كما أثبتت ذلك دراسة قدمها البرنامج الوطني القومي للصحة العقلية (NIMH) أن العلاج الجمعي يساهم في تحسن العزلة الاجتماعية لحالات الاكتئاب (Clarc, Hipke 11 :2002)
وقد وضح الداهري أن العدد الأمثل هو من (6-17) متعالج وكلما كان العدد أقل كان ذلك أفضل . (الداهري، 2005: 210)
بالإضافة إلى أن العلاج السلوكي المعرفي كان مقصوراً ولمدة 20 عاماً على الاكتئاب مما فرض على علاج الاكتئاب منهجية علمية ومن هنا فقد أثبت فعالية كبيرة في هذا الميدان.(اليهي، 2005: 27)
ومن المعلوم أن العقاقير الطبية لها فاعلية كبيرة في سرعة التحسن، ومن هنا فقد تسابقت شركات الأدوية في تبني الاختبارات التي تؤكد سرعة التحسن الخاصة بالدواء المراد إنتاجه(*).
2. كما أثبتت الفرضية الثانية أن هناك ثبات في الاستجابات وهذا يعني أن هناك مقاومة للإنتكاسة خلال 6 أشهر التي تلت تطبيق البرنامج وهذه النتائج توافق النتائج التي توصلت ليها دراسة السقاف 2007م ودراسة كلارك 2002م التي أثبتت فعالية العلاج السلوكي المعرفي الجمعي في منع نوبات الاكتئاب خلال عام كامل، ودراسة جانسون 2005م التي أثبتت فعالية العلاج السلوكي المعرفي الجمعي كتدخل مبكر من أجل علاج الأرق وهو أحد الأعراض للاكتئاب على مدى عام كامل، وقد أكد محمد أن نتائج الدراسات التتبعية توضح أن لهذا النوع من العلاج فاعلية أفضل على المدى الطويل حيث يقلل بدرجة كبيرة من معدلات حدوث الانتكاسة بعد إنتهاء البرنامج العلاجي إذا ما قورن بغيره من الأساليب العلاجية الأخرى النفسية أو الطبية وفي مقدمتها العلاج بالعقاقير . (محمد: 2000: 169).
كما قد يعود ذلك إلى التماسك الذي حضي به أفراد المجموعة العلاجية بعد إنتهاء العلاج ولفترة، فأعضاء المجموعة أثناء بناء الجماعة العلاجية يحتاجون إلى أمرين:
1- بناء العلاقات بين أعضاء الجماعة من خلال التدعيم
2- بناء المهارات. (Inskip, 1996: 35)
كما أشار إلى ذلك كارترايت (Cart wright) حيث وضح أنه كلما كان الإنسجام والجاذبية من أعضاء المجموعة أكبر كلما استطاع الأفراد تحقيق فائدة ومنفعة من الجلسات العلاجية وأن جاذبية المجموعة تتحدد بأهمية أهدافها ومدى تطابق هذه الأهداف مع احتياجات الأعضاء (العزة: 2000: 66).
وقد أشار white (2000) أنه لكي يكون العلاج المعرفي الجماعي فعالاً وناجحاً فلا بد من تماسك الجماعة والتركيز على المهمة . (الداهري، 2007: 247)
كما أن ذلك قد يكون عائداً إلى قلة عدد أفراد الجماعة فقد أشار لوسر 1957 إلى أنه كلما زاد حجم الجماعة كلما أصبح التفاعل بين الأعضاء أضعف وأضعف بحيث تكون الأعضاء والعلاقات فيما بينهم ليست لها معنى. (العزة، 2000: 55)
3. كما أثبتت الفرضية الثالثة إن هناك ثبات في التحسن لأربعة أشهر ثم حدث تحسن في آخر شهرين للتطبيق بهذه، وهذه النتيجة لم تتفق مع أي من الدراسات السابقة إلا أنها أتفقت مع رأي ليهي في دور العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب في التغيير الذاتي.
(ليهي، 2005: 59)
وهذا ما يؤكد رأي (فايد 2005) في أن إزالة أي من العوامل التي تساهم في اكتئاب أحادي القطبية قد تعزز تحسينات في كل مجالات الأداء. (فايد، 2005: 316)
حيث أن التطور المعرفي الذي حدث لدى أفراد العينة والذي من خلاله قمن بمواجهة مشاعر الاكتئاب بعد إنتهاء العلاج ومن غير تدخل من المعالج (الباحثة) أو من أحد آخر.
مثلاً أوضحت إحدى أفراد العينة إنها لم تعد حساسة كما في السابق من زميلاتها لأنها تعلمت فحص الأولة والأخرى أكدت أنها أصبحت أكثر تأكيداً لذاتها في إستخدام المهارات الاجتماعية حيث حاولت مواجهة أحد أقرباءها بما يزعجها وأقنعها بوجهة نظره وهذا يدل على أن أفراد المجموعة تطوروا مع التجربة، وأصبحوا أكثر تقبلاً لذاواتهم وللآخرين وأن المنطق والحوار مع الأخر أصبح سيد الموقف.
وقد اتضح من خلال الدراسة أن نوع الاتصال بين أفراد الجماعة كان على النحو الآتي:
جميع أفراد الدراسة دون استثناء يفضلون (أ) ثلاثة منهم فقط يفضلون (ب) أما (ج) فلم يفضله إلا (أ)، أما (د) يفضله إلا اثنان (و) كان الأخير ولم يفضله أحد، (ب) كان بينه وبين (أ) تفضيل متبادل الجميع كان ينظر إلى (أ) أنه الشخص الأفضل والأذكى والأكثر توازناً، والأغلب كان ينظر إلى (ب) على أنه الشخص الأكثر طيبة بين جميع أفرد المجموعة.
وقد انعكس ذلك في صورة اتصالات تليفونية وزيارات منزلية وتعارف عائلي استمر حتى شهور المتابعة.
ومن هنا فإن التماسك الذي ظهر للعيان بين أفراد المجموعة دوره في التواصل المتبادل مما أدى إلى استفادة البعض من البعض الأخر فيما يتعلق بالأساليب العلاجية التي تعلموها أثناء جلسات برنامج العلاج النفسي الجمعي للاكتئاب الأساسي (major Depression)
ثانياً: التوصيات:
بناءاً على النتائج التي توصلت إليها الباحثة في بحثها الحالي، واستكمالاً للجوانب ذات العلاقة بها، وتلمساً للمشكلات التي عانت منها الباحثة أثناء تطبيقها للبحث، والعمل على تحسين أوضاع أفراد العينة وبالذات تلك الشريحة الاجتماعية من مرضى الاكتئاب، توصي الباحثة بما يلي:
1) توصي الباحثة وزارة التعليم العالي بالنهوض بمستوى البحث العلمي، بما يخدم العلاج النفسي الفردي والجمعي على حد سواء، من خلال مؤسسات بحثية وعلاجية معاً، تعمل على توفير العينات المناسبة وبالأعداد المناسبة في وقت قصير تآسياً بالدول المتقدمة.
2) توصي الباحثة وزارة الصحة والسكان بتدريب أكبر عدد من الاختصاصيين النفسيين والذين يعملون في المستشفيات الحكومية وغيرها على فنيات التشخيص القائم على المحكات التشخيصية العالمية.
3) توصي الباحثة المؤسسات المجتمعية المختلفة. توفير كوادر مؤهلة من الاختصاصيين النفسيين والأطباء النفسيين والممرضين النفسيين العاملين في مجال العلاج النفسي الجمعي تأسياً بالدول المتقدمة.
4) توصي الباحثة وزارتي الصحة والتعليم العالي بالعمل على نشر ثقافة الجماعة، مع الاهتمام بثقافة الفرد.
ثالثاً: المقترحات:
واستكمالاً للبحث الحالي، تقترح الباحثة على الجهات المعنية ذات الاختصاص ما يلي:
1) تطبيق هذا برنامج العلاج الجمعي والمعد من قبل الباحثة على الذكور لمعرفة أثره على المكتئبين منهم.
2) الاستفادة من المقياس الذي قامت الباحثة بإعداده لمعرفة مستويات الشدة لدى مرضى الاكتئاب الأساسي اليمنيين.
3) القيام بأبحاث جانبية عن أثر الاكتئاب في التدهور الدراسي – التدهور في العلاقات الزواجية والأسرية – وعلاقة الاكتئاب الأساسي بالإدمان – الأطفال- الانتحار.
4) تطبيق البرنامج على أعداد مختلفة من المرضى، وعمل مقارنات حتى يتم الحصول على العدد الذي يمكن أن نجعله معياراً للعلاج الجمعي في اليمن من خلال التدرج في استخدام أعداد العينات.
5) القيام بأبحاث خاصة ببرامج العلاج الجمعي أكثر تطوراً