ركز الفلاسفة مثل سارتر Sarter على أهمية الأخلاق Ethics، ويقول: إن الفرد يجب أن يكون سلوكه حسنا صحيحا يؤدي إلى ما يحقق حريته وأمنه وحرية وأمن الآخرين.
ومعظم المرشدين والمعالجين النفسيين يعملون في هدي دستور أخلاقي يحكم سلوكهم ويلتزمون به في المواقف المهيئة لعملية الإرشاد لمصلحة المرشد والعميل والمجتمع والمهنة. ولقد نشرت جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association؛ "1959" ورابطة المرشدين النفسيين الأمريكية American personael and Guidance Association؛ "1961" ما يمكن أن يسمى "الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين" "نوردبيرج Nordberg، 1970 جون بيتروفيسا وآخرون. Pietrofesa et al؛ 1980".
وتتوالى الدراسات والبحوث العربية في المؤتمرات والندوات الكاملة حول أخلاقيات ومعايير وضوابط الخدمات النفسية بصفة عامة ومن بينها خدمات التوجيه والإرشاد النفسي1.
ويهدف الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين إلى تحقيق ما يلي:
- تعريف المرشد ما يجب عليه أن يعمله في عملية الإرشاد بصفة عامة، وفي مواقف الصراع والطوارئ التي قد تنشأ خلال الممارسة.
- تحديد مسئوليات المرشد تجاه العميل.
- تحديد حقوق المرشد وحدوده في العملية الإرشادية.
- تحديد الإطار الاجتماعي وحقوق المجتمع على كل من المرشد والعميل.
ومما هو جدير بالذكر أن أخلاقيات الإرشاد والعلاج النفسي لا تنفصل عن أخلاقيات علم النفس ولا عن أخلاقيات العلم ولا عن الأخلاقيات بصفة عامة.
وتتخلص أهم المبادئ الأخلاقية لمهنة الأخصائي النفسي بصفة عامة كما حددتها الجمعية النفسية الأمريكية في عشرة مبادئ هي:
1- تحمل المسئولية.
2- الكفاءة في العمل.
3- معايير آداب وتشريعات العمل.
4- تدعيم عامة المجتمع للخدمات.
الترخيص: هذا شرط أساسي لممارسة الإرشاد النفسي وتحمل مسئولياته، أي أنه لا بد أن يكون من يقوم بعملية الإرشاد النفسي مؤهلا علميا وعمليا ومرخصا له بهذا العمل من قبل الجهات العلمية والرسمية، وهذا من باب إعطاء القوس باريها، وإعطاء "العيش لخبازه".
القسم: وقبل أن يحصل المرشد أو المعالج على الترخيص بممارسة الإرشاد أو العلاج النفسي لا بد أن يقسم قسم المهنة الذي من أهم بنوده مراعاة الله في عمله ومراعاة أخلاقيات المهنة.
سرية المعلومات: وسرية المعلومات تحتل مكانا هاما بين أخلاقيات الإرشاد، ولا شك أن الكثير من ما يدور في مقابلات الإرشاد أمور شخصية وخاصة وسرية. وكما يقول المثل "الناس أسرار"، وسرية المعلومات واجب وأمانة على المرشد، ذلك لأن المرشد يتوصل إلى أسرار وخصوصيات العميل مباشرة أو عن طريق وسائل الإرشاد مثل الاختبارات وغيرها في إطار من الثقة المتبادلة. والسرية واجبة على المرشد وحق للعميل. والمرشد مسئول عن المحافظة على أسرار العميل وليس له الحق في تسجيلها إلا بعد استئذان العميل. والقانون يؤاخذ المرشد أو المعالج إذا أساء استخدام الأسرار وإذا أباح بسر يضر العميل ماديا أو معنويا أو يشوه سمعته ومكانته أو حتى يحرجه. والمعلومات السرية تكون سرية على الجميع حتى على رجال القانون، ولا يمكن أن يباح بأي سر إلا بتصريح من العميل "يحسن أن يكون كتابيا". والسرية نسبية وليست مطلقة تماما وتتوقف على طبيعة المعلومات، فمن المعلومات التي لا تدخل في إطار السرية المعلومات العامة التي يعرفها الجميع، ولا تمس خصوصيات العميل والتي يمكن أن يباح بها في موقف تعليمي دون ذكر الاسم أو ما يدل عليه أو في مؤتمر دراسة الحالة وفقط لأعضاء فريق الإرشاد النفسي، وفي بعض الحالات للوالدين. ويلاحظ أنه إذا كان من الضروري أن يكتب المرشد تقريرا عن العميل فيجب أن يقتصر على تحديد التشخيص وما اتخذ من إجراءات إرشادية ولا يتضمن أي معلومات سرية "وارمان Warman؛ 1963". وتقدير مدى السرية متروك لحكمة المرشد وحسن تقديره. ويرى أليكساندر شنايدرز Schneiders "1963" أن حق السرية يسقط في بعض الحالات منها حالات العدوان المباشر على المرشد أو على سمعته ومكانته، أو الإضرار به، ومنها إلحاق الضرر بطرف ثالث بريء، ومنها العدوان على الصالح العام وحقوق المجتمع، ومنها حدوث ضرر مؤكد للمرشد إذا تم الاحتفاظ بالسر. وفي كل حالات جواز البوح يكون بهدف رفع الضرر عن الطرف المضار بما لا يضر العميل وبشرط أن يكون الذي يباح له بالسر مهنيا ومسئولا بدوره عن الاحتفاظ بهذا السر.
العلاقة المهنية: لا بد أن تكون العلاقة الإرشادية بين المرشد والعميل علاقة مهنية في إطار محدد من المعايير الاجتماعية الدينية والأخلاقية والقانونية المعروفة حتى يجد العميل فيها خبرة حقيقية لعلاقة أخلاقية نظيفة مع إنسان آخر. وينبغي ألا تتطور العلاقة المهنية إلى أي نوع آخر من العلاقات.
العمل المخلص: الإرشاد النفسي عمل إنساني من الدرجة الأولى، ويحتاج إلى الإخلاص ويتضمن ذلك تقديم أكبر قدر ممكن من العمل المخلص، واستخدام أنسب وأجدى الوسائل والطرق الإرشادية التي تتفق مع حاجات العميل ومشكلته، حتى يشعر المرشد بالرضا وراحة الضمير حين يبتغي وجه الله ولا يبتغي مجدا أو فائدة مادية أو شخصية، وبحيث لا تتدخل في العمل أمور شخصية قد تفسده. قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} وقال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} .
العمل كفريق: يجب أن يقوم بعملية الإرشاد النفسي فريق متكامل متعاون من الأخصائيين مثل المرشد النفسي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي، وغيرهم، بحيث يتيح فرصة تقديم الخدمات المتخصصة من كافة النواحي حتى يحقق الهدف، ومن المعروف أن معظم المشكلات، والاضطرابات النفسية لها أسبابها الاجتماعية ومظاهرها الجسمية وعناصرها النفسية وآثارها الاجتماعية ... وهكذا.
احترام اختصاص الزملاء: يجب احترام اختصاص الزملاء في فريق الإرشاد النفسي واحترام عملهم وتقديره وعدم القيام بعمل من اختصاص الآخرين مهما ظن ذلك سهلا يمكن أن يقوم به أي إنسان.
الاستثشارة المتبادلة: يجب القيام بالاستشارة المتبادلة مع الزملاء والخبراء والاستعانة بالأخصائيين الآخرين خاصة في الحالات الحدية أو الغريبة، فأحيانا قد يحتاج المرشد إلى مشورة طبيب الأعصاب أو الطبيب الباطني أو حتى المحامي.
الإحالة: يجب على المرشد إحالة العميل إلا أخصائي آخر إذا تطلب الأمر بمجرد إدراك الحاجة إلى ذلك، كأن تكون الحالة ليست من اختصاصه أو ليست في حدود إمكاناته أو تحتاج إلى الاستعانة بأخصائي آخر، وذلك حفظا على مصلحة كل من المرشد والعميل كما في حالة الشك في وجود مرض عقلي أو عضوي.
كرامة المهنة: الإرشاد النفسي مهنة ولا بد من المحافظة على كرامة المهنة في علاقة المرشد بالعملاء وبالجمهور بصفة عامة. فلا يصح أن يعرض المرشد خدماته الإرشادية على الناس في الأماكن العامة وفي الجلسات العامة وفي وسائل الإعلام، وحتى في حالة الإعلان يجب أن يحافظ على كرامة المهنة. إن الإرشاد النفسي مهنة لها مكانتها ومكانها ولا بد أن يسعى إليها من يحتاج إليها1. كذلك يجب اتباع السلوك الشخصي والمهني الذي يتفق مع كرامة المهنة.
لتكاليف: في حالة الإرشاد الذي يدفع العميل تكاليفه يجب أن تكون التكاليف بالمعروف دون استغلال، ودون إرهاق للعميل، ويجب ألا تتحكم في عملية الإرشاد نفسها مهما كانت الظروف، وفي حالة الإرشاد المجاني على حساب الدولة يجب أن يعطي المرشد حق العميل كاملا في الخدمة بإخلاص وكأنه يدفع التكاليف فعلا، فالمسألة أولا وآخرا مسألة ضمير وأخلاق.
أسس فلسفية أخرى:
هناك بعض الأسس الفلسفة الأخرى وأهمها:
الكينونة والصيرورة: Being and Becoming الكينونة هي أي ما يوجد أو ما يمكن أن يوجد. وكل الكائنات الموجودة فعلا أو المحتمل وجودها مادية كانت أو روحية بسيطة أو معقدة تدخل في إطار الكينونة والصيرورة تتضمن التغير. والكينونة والصيرورة متكاملان وبينهما تغير يبقى على الكينونة ويؤدي إلى الصيرورة. فمثلا الطفل الصغير ينمو ويصير راشدا كبيرا، أي أن الذي كان طفلا وصار راشدا ما زال نفس الشخص. وكل شيء في الإنسان يتغير مع الزمن والنمو، فلا شيء في الإنسان في لحظة معينة يظل كما كان منذ عشر سنوات خلت أو حتى من عشر ثوان مضت. ولكن الشخص ما زال هو الشخص، أي أن هناك أشياء في الشخص تظل كما هي بينما أشياء أخرى تتغير، ومعنى ذلك أنه ليس هناك جديد لأن ما يسمى جديدا جاء من قديم كائن ولا يمكن أن يأتي من لا شيء، لأنه لا شيء يأتي من لا شيء، ومفهوم التغير قائم لأننا نعيش في عالم متغير. وفي الإرشاد النفسي لدينا المرشد والعميل وعيادة أو مركز الإرشاد، ويكون الإرشاد النفسي فقط عندما يكون هناك شخص يقدم له الإرشاد وينظر إلى هذا الشخص ككائن يتغير رغم بقائه نفس الشخص.
الجماليات Aesthetics: الجماليات فرع من الفلسفة يدرس الفن والجمال، ويهتم المرشدون بالجماليات كأساس من الأسس الفلسفية للإرشاد النفسي على أساس أن تقدير الجمال وتذوقه جزء هام في مساعدة العميل في توافقه للحياة.
المنطق Logic: المنطق فرع من الفلسفة يدرس قواعد التفكير الصحيح، ولمعرفته جيدا يجب دراسة موضوعات مثل الاستقراء والاستنباط والمنطق الرياضي ... إلخ وتحتاج عملية الإرشاد إلى دراسة المنطق وقواعده الأساسية إذ أن كثيرا من المناقشات في المقابلات الإرشادية تحتاج إلى التفكير المنطقي، وهناك من أساليب الإرشاد النفسي المختصر أسلوب الإقناع المنطقي الذي يقوم على تحديد أسباب السلوك المضطرب من أفكار ومعتقدات غير منطقية والتخلص منها بالإقناع المنطقي وإعادة العميل إلى التفكير المنطقي.
ومعظم المرشدين والمعالجين النفسيين يعملون في هدي دستور أخلاقي يحكم سلوكهم ويلتزمون به في المواقف المهيئة لعملية الإرشاد لمصلحة المرشد والعميل والمجتمع والمهنة. ولقد نشرت جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association؛ "1959" ورابطة المرشدين النفسيين الأمريكية American personael and Guidance Association؛ "1961" ما يمكن أن يسمى "الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين" "نوردبيرج Nordberg، 1970 جون بيتروفيسا وآخرون. Pietrofesa et al؛ 1980".
وتتوالى الدراسات والبحوث العربية في المؤتمرات والندوات الكاملة حول أخلاقيات ومعايير وضوابط الخدمات النفسية بصفة عامة ومن بينها خدمات التوجيه والإرشاد النفسي1.
ويهدف الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين إلى تحقيق ما يلي:
- تعريف المرشد ما يجب عليه أن يعمله في عملية الإرشاد بصفة عامة، وفي مواقف الصراع والطوارئ التي قد تنشأ خلال الممارسة.
- تحديد مسئوليات المرشد تجاه العميل.
- تحديد حقوق المرشد وحدوده في العملية الإرشادية.
- تحديد الإطار الاجتماعي وحقوق المجتمع على كل من المرشد والعميل.
ومما هو جدير بالذكر أن أخلاقيات الإرشاد والعلاج النفسي لا تنفصل عن أخلاقيات علم النفس ولا عن أخلاقيات العلم ولا عن الأخلاقيات بصفة عامة.
وتتخلص أهم المبادئ الأخلاقية لمهنة الأخصائي النفسي بصفة عامة كما حددتها الجمعية النفسية الأمريكية في عشرة مبادئ هي:
1- تحمل المسئولية.
2- الكفاءة في العمل.
3- معايير آداب وتشريعات العمل.
4- تدعيم عامة المجتمع للخدمات.
الترخيص: هذا شرط أساسي لممارسة الإرشاد النفسي وتحمل مسئولياته، أي أنه لا بد أن يكون من يقوم بعملية الإرشاد النفسي مؤهلا علميا وعمليا ومرخصا له بهذا العمل من قبل الجهات العلمية والرسمية، وهذا من باب إعطاء القوس باريها، وإعطاء "العيش لخبازه".
القسم: وقبل أن يحصل المرشد أو المعالج على الترخيص بممارسة الإرشاد أو العلاج النفسي لا بد أن يقسم قسم المهنة الذي من أهم بنوده مراعاة الله في عمله ومراعاة أخلاقيات المهنة.
سرية المعلومات: وسرية المعلومات تحتل مكانا هاما بين أخلاقيات الإرشاد، ولا شك أن الكثير من ما يدور في مقابلات الإرشاد أمور شخصية وخاصة وسرية. وكما يقول المثل "الناس أسرار"، وسرية المعلومات واجب وأمانة على المرشد، ذلك لأن المرشد يتوصل إلى أسرار وخصوصيات العميل مباشرة أو عن طريق وسائل الإرشاد مثل الاختبارات وغيرها في إطار من الثقة المتبادلة. والسرية واجبة على المرشد وحق للعميل. والمرشد مسئول عن المحافظة على أسرار العميل وليس له الحق في تسجيلها إلا بعد استئذان العميل. والقانون يؤاخذ المرشد أو المعالج إذا أساء استخدام الأسرار وإذا أباح بسر يضر العميل ماديا أو معنويا أو يشوه سمعته ومكانته أو حتى يحرجه. والمعلومات السرية تكون سرية على الجميع حتى على رجال القانون، ولا يمكن أن يباح بأي سر إلا بتصريح من العميل "يحسن أن يكون كتابيا". والسرية نسبية وليست مطلقة تماما وتتوقف على طبيعة المعلومات، فمن المعلومات التي لا تدخل في إطار السرية المعلومات العامة التي يعرفها الجميع، ولا تمس خصوصيات العميل والتي يمكن أن يباح بها في موقف تعليمي دون ذكر الاسم أو ما يدل عليه أو في مؤتمر دراسة الحالة وفقط لأعضاء فريق الإرشاد النفسي، وفي بعض الحالات للوالدين. ويلاحظ أنه إذا كان من الضروري أن يكتب المرشد تقريرا عن العميل فيجب أن يقتصر على تحديد التشخيص وما اتخذ من إجراءات إرشادية ولا يتضمن أي معلومات سرية "وارمان Warman؛ 1963". وتقدير مدى السرية متروك لحكمة المرشد وحسن تقديره. ويرى أليكساندر شنايدرز Schneiders "1963" أن حق السرية يسقط في بعض الحالات منها حالات العدوان المباشر على المرشد أو على سمعته ومكانته، أو الإضرار به، ومنها إلحاق الضرر بطرف ثالث بريء، ومنها العدوان على الصالح العام وحقوق المجتمع، ومنها حدوث ضرر مؤكد للمرشد إذا تم الاحتفاظ بالسر. وفي كل حالات جواز البوح يكون بهدف رفع الضرر عن الطرف المضار بما لا يضر العميل وبشرط أن يكون الذي يباح له بالسر مهنيا ومسئولا بدوره عن الاحتفاظ بهذا السر.
العلاقة المهنية: لا بد أن تكون العلاقة الإرشادية بين المرشد والعميل علاقة مهنية في إطار محدد من المعايير الاجتماعية الدينية والأخلاقية والقانونية المعروفة حتى يجد العميل فيها خبرة حقيقية لعلاقة أخلاقية نظيفة مع إنسان آخر. وينبغي ألا تتطور العلاقة المهنية إلى أي نوع آخر من العلاقات.
العمل المخلص: الإرشاد النفسي عمل إنساني من الدرجة الأولى، ويحتاج إلى الإخلاص ويتضمن ذلك تقديم أكبر قدر ممكن من العمل المخلص، واستخدام أنسب وأجدى الوسائل والطرق الإرشادية التي تتفق مع حاجات العميل ومشكلته، حتى يشعر المرشد بالرضا وراحة الضمير حين يبتغي وجه الله ولا يبتغي مجدا أو فائدة مادية أو شخصية، وبحيث لا تتدخل في العمل أمور شخصية قد تفسده. قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} وقال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} .
العمل كفريق: يجب أن يقوم بعملية الإرشاد النفسي فريق متكامل متعاون من الأخصائيين مثل المرشد النفسي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي، وغيرهم، بحيث يتيح فرصة تقديم الخدمات المتخصصة من كافة النواحي حتى يحقق الهدف، ومن المعروف أن معظم المشكلات، والاضطرابات النفسية لها أسبابها الاجتماعية ومظاهرها الجسمية وعناصرها النفسية وآثارها الاجتماعية ... وهكذا.
احترام اختصاص الزملاء: يجب احترام اختصاص الزملاء في فريق الإرشاد النفسي واحترام عملهم وتقديره وعدم القيام بعمل من اختصاص الآخرين مهما ظن ذلك سهلا يمكن أن يقوم به أي إنسان.
الاستثشارة المتبادلة: يجب القيام بالاستشارة المتبادلة مع الزملاء والخبراء والاستعانة بالأخصائيين الآخرين خاصة في الحالات الحدية أو الغريبة، فأحيانا قد يحتاج المرشد إلى مشورة طبيب الأعصاب أو الطبيب الباطني أو حتى المحامي.
الإحالة: يجب على المرشد إحالة العميل إلا أخصائي آخر إذا تطلب الأمر بمجرد إدراك الحاجة إلى ذلك، كأن تكون الحالة ليست من اختصاصه أو ليست في حدود إمكاناته أو تحتاج إلى الاستعانة بأخصائي آخر، وذلك حفظا على مصلحة كل من المرشد والعميل كما في حالة الشك في وجود مرض عقلي أو عضوي.
كرامة المهنة: الإرشاد النفسي مهنة ولا بد من المحافظة على كرامة المهنة في علاقة المرشد بالعملاء وبالجمهور بصفة عامة. فلا يصح أن يعرض المرشد خدماته الإرشادية على الناس في الأماكن العامة وفي الجلسات العامة وفي وسائل الإعلام، وحتى في حالة الإعلان يجب أن يحافظ على كرامة المهنة. إن الإرشاد النفسي مهنة لها مكانتها ومكانها ولا بد أن يسعى إليها من يحتاج إليها1. كذلك يجب اتباع السلوك الشخصي والمهني الذي يتفق مع كرامة المهنة.
لتكاليف: في حالة الإرشاد الذي يدفع العميل تكاليفه يجب أن تكون التكاليف بالمعروف دون استغلال، ودون إرهاق للعميل، ويجب ألا تتحكم في عملية الإرشاد نفسها مهما كانت الظروف، وفي حالة الإرشاد المجاني على حساب الدولة يجب أن يعطي المرشد حق العميل كاملا في الخدمة بإخلاص وكأنه يدفع التكاليف فعلا، فالمسألة أولا وآخرا مسألة ضمير وأخلاق.
أسس فلسفية أخرى:
هناك بعض الأسس الفلسفة الأخرى وأهمها:
الكينونة والصيرورة: Being and Becoming الكينونة هي أي ما يوجد أو ما يمكن أن يوجد. وكل الكائنات الموجودة فعلا أو المحتمل وجودها مادية كانت أو روحية بسيطة أو معقدة تدخل في إطار الكينونة والصيرورة تتضمن التغير. والكينونة والصيرورة متكاملان وبينهما تغير يبقى على الكينونة ويؤدي إلى الصيرورة. فمثلا الطفل الصغير ينمو ويصير راشدا كبيرا، أي أن الذي كان طفلا وصار راشدا ما زال نفس الشخص. وكل شيء في الإنسان يتغير مع الزمن والنمو، فلا شيء في الإنسان في لحظة معينة يظل كما كان منذ عشر سنوات خلت أو حتى من عشر ثوان مضت. ولكن الشخص ما زال هو الشخص، أي أن هناك أشياء في الشخص تظل كما هي بينما أشياء أخرى تتغير، ومعنى ذلك أنه ليس هناك جديد لأن ما يسمى جديدا جاء من قديم كائن ولا يمكن أن يأتي من لا شيء، لأنه لا شيء يأتي من لا شيء، ومفهوم التغير قائم لأننا نعيش في عالم متغير. وفي الإرشاد النفسي لدينا المرشد والعميل وعيادة أو مركز الإرشاد، ويكون الإرشاد النفسي فقط عندما يكون هناك شخص يقدم له الإرشاد وينظر إلى هذا الشخص ككائن يتغير رغم بقائه نفس الشخص.
الجماليات Aesthetics: الجماليات فرع من الفلسفة يدرس الفن والجمال، ويهتم المرشدون بالجماليات كأساس من الأسس الفلسفية للإرشاد النفسي على أساس أن تقدير الجمال وتذوقه جزء هام في مساعدة العميل في توافقه للحياة.
المنطق Logic: المنطق فرع من الفلسفة يدرس قواعد التفكير الصحيح، ولمعرفته جيدا يجب دراسة موضوعات مثل الاستقراء والاستنباط والمنطق الرياضي ... إلخ وتحتاج عملية الإرشاد إلى دراسة المنطق وقواعده الأساسية إذ أن كثيرا من المناقشات في المقابلات الإرشادية تحتاج إلى التفكير المنطقي، وهناك من أساليب الإرشاد النفسي المختصر أسلوب الإقناع المنطقي الذي يقوم على تحديد أسباب السلوك المضطرب من أفكار ومعتقدات غير منطقية والتخلص منها بالإقناع المنطقي وإعادة العميل إلى التفكير المنطقي.