نبذة عن الكتاب :
لاقت رسوم الأطفال لفترة طويلة الإهمال والتجاهل وسوء الفهم قبل أن تسترعي انتباه الباحثين , وتحظى باعتراف القائمين على امر تنشئة الطفل وتربيته .
فقد رآها البعض محض شخبطة لا معنى لها , ورآها البعض مسخا للواقع - كما يعرفه البالغون والكبار - وتشويها له وكان ذلك جزاءا لا يتجزء من النظرة السائدة آنذاك إلى الطفل ذاته .
وقد ألقيت هذه الرؤى بظلالها الكثيفة على تدريس الفن للصغار , كما حالت دون إدراك القيمة الحقيقية لرسوم الأطفال كنشاط بالنسبة لهم , وكسجلات لنموهم في مختلف المناحي , ولمشاعرهم وأفكراهم وخبايا شخصياتهم بالنسبة لنا .
إن الرسوم المتحركة تعد انعكاسا لشخصية الطفل في سوائها وانحرافها , وفي حالاتها الشعورية واللاشعورية , ومن ثم فهي مفتاح لفهمها والكشف عن أغوارها وتقويمها وتوجيهها .
وقد حرصت في معالجة موضوع هذا الكتاب على تناوله من منظور تكاملي على اساس ان رسوم الأطفال ظاهرة لها جوانبها السكولوجية والفنية التشكيلية وربما ساعد ذلك على فض الإشتباك , وتحقيق التقارب فيما بين توجهات بحثية تبدو متعارضة في تناول الظاهرة .
فأهل التربية عن طريق الفن ينظرون إلى الرسوم المتحركة من زاوية مقوماتها الفنية والجمالية , بينما يعني السيكولوجيون من منظور أخر بدلالاتها النفسية , تارة على انها محض نشاط عقلي وتارة على أنها مرآة لمزاج الطفل وأعماق شخصيته , وغير ذلك مما سيتبين لنا في الصفحات التالية .
وقد وطدت العزم على الأإستعانة بمجموعة كبيرة من رسوم الأطفال في مراحل عمرية مختلفة لشرح المفاهيم والأفكار التي وردت في الفصول المختلفة للكتاب , فليس من المعقول أن نكتفي باللغة اللفظية , ونحن في مقام الحديث عن اللغة الشكلية البصرية .