مقدمـة:-
يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها ، فالأفراد المبدعين يلعبون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية. ومجتمعنا السوداني يعاني اليوم من مشكلات تربوية وتعليمية وسلوكية واجتماعية وسياسية ، هو في أمس الحاجة إلى الاهتمام بالطلاب المبدعين ، رجال الغد ، الذين يبنون الحضارات ويصنعون التقدم لأمتهم وللعالم أجمع ، فما أحوج طلابنا إلى الاهتمام من جانبنا لتنمية النواحي العقلية والمعرفية في سبيل إخراج طاقات الإبداع عندهم وتوجيهها الوجهة السليمة المناسبة ، لتنتج لنا بعد جهد جهيد ضروريات الحياة في مختلف الجوانب ويكون واقعنا عندها أفضل وأحسن. فعلينا الاهتمام ورعاية الطلاب المبدعين بهدف تنمية قدراتهم لصالحهم ولصالح المجتمع. وهنا يأتي دور الجامعة ونظام التعليم في تبني ذلك بواسطة الأستاذ الذي هو أهم العناصر المؤثرة في تنمية القدرة على الإبداع. فعليه فهم طبيعة المتعلم ومواهبه وقدراته وخصائصه المختلفة والعمل على تنميتها وازدهارها. فلابد من تدريب الأستاذ الجامعي على استخدام الأساليب التي تساعد على تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب من خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية ، غير التقليدية وطرائق التدريس الابتكاري Creative Teaching والبيئة التعليمية المثيرة الداعمة.
نلمس في وقتنا الحاضر ظاهرة ضعف استخدام التفكير في التعليم خاصة في طرائق التدريس التي تساعد على تنمية التفكير بأنواعه المختلفة. ولذلك أصبحت الحاجة ملحة للاهتمام والعناية بالتفكير وعلى الأخص التفكير الإبداعي Creative Thinking. ولا يتم ذلك إلا باستخدام طرائق وأساليب مختلفة لتعليم التفكير وتنميته ، بمعنى آخر تعليم الطلاب أشياء يستطيعون التفكير فيها. فيجب أن تكون اتجاهاتنا في مؤسسات التعليم مصوبة نحو تنمية تفكير يؤدي إلى توفير طالب جديد قادر على حل المشكلات الحياتية المختلفة ، وقادر على خلق واتخاذ القرارات البناءة المتطورة الضرورية لتقدم المجتمع. وهذا يتم بصورة فاعلة إذا استخدمت أساليب تدريسية تشمل المفاهيم النفسية والتربوية التي تساعد على تنمية الإبداع لدى المتعلمين. ومن أهم الأساليب التي تساعد على تنمية التفكير الإبداعي تلك التي يستخدم فيها المفاهيم النفسية والتربوية التالية:-
1- التعزيز Reinforcement
2- التمييز Discrimination
3- الدافعية للتعلم Learning Motivation
4- التدريس الابتكاري Creative Teaching
ولكن قبل ذلك علينا أن نلقي الضوء على مفهوم الإبداع.
ما هو الإبداع؟
الإبداع هو عملية يكون الفرد فيها حساساً للمشكلات وأوجه النقص وفجوات المعرفة والعناصر المفقودة وعدم الاتساق وغير ذلك ، فيحدد الصعوبة وباحثاً عن الحلول وواضعاً تخمينات أو فروضاً حول النقائص ، ثم يقوم باختبار وإعادة اختبار هذه الفروض ، وربما يعدلها ويعيد اختبارها ، وفي النهاية يربط بين النتائج.
بمعنى آخر هو القدرة على التفكير للتوصل إلى إنتاج متنوع وجديد يمكن تنفيذه ، سواء في مجال العلوم أن الفنون أو غيرها من مجالات الحياة المختلفة.
يتكون التفكير الإبداعي من خمسة مكونات (أبعاد) هي:-
1- الطلاقة Fluency.
2- المرونة Flexibility.
3- الأصالة Originality.
4- التفصيلات Elaborations.
5- الحساسية للمشكلات Problem Sensitivity.
أولاً: التعزيز:-
يعرف التعزيز بأنه الحادث أو المثير الذي يؤدي إلى زيادة احتمال تكرار حدوث الاستجابة موضوع التعزيز ، أي الاستجابة المسبوقة بالتعزيز مباشرة. وقد يكون التعزيز إيجابياً ، وذلك في حالة تقديم أو تطبيق بعض المثيرات المرغوب فيها على نمط سلوكي ما. وقد يكون سلبياً ، عندما تتم إزالة بعض المثيرات غير المرغوب فيها ، بعد نمط سلوكي معين.
قد سبق القرآن الكريم علماء النفس بإعطاء معنىً لمفهوم التعزيز ، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (فاستجاب لهم رَبُهُمْ أني لا أُضِيعُ عَملَ عاملٍ منكُم من ذَكرٍ أو أُنثَى ، بَعْضُكم من بَعْض فالذين هَاجرُوا وأُخْرجُوا من ديَارِهمْ وأُوذُوا في سَبِيلي وقَاتلُوا وقُتِلُوا لأُكَفرنّ عنْهُم سَيْئاتِهم ولأُدْخلَنهُم جنّات تَجْري من تَحْتهَا الأَنْهارُ ثَوَاباً منْ عند الله ، والله عندَهُ حُسنْ الثّوَاب). (سورة آل عمران ، الآية 195). وقوله تعالى: (لا خيْرُ في كَثيرٍ من نّجْواهُم إلا منْ أمَر بصَدقَةٍ أوْ معْرُوفٍ أو إصًلاحٍ بين النّاس ، ومن يَفْعَل ذلك ابْتغَاءَ مرْضَات الله فَسوْفَ نُؤتِيه أجْراً عَظِيماً). (سورة النساء ، الآية 114).
فالتعزيز إذاً منبه يؤدي وجوده إلى زيادة قوة الرابطة بين المثير والاستجابة ، أو هو منبه يزيد احتمالات حدوث استجابة معينة.
تؤدي استمرارية التعزيز في النهاية على تنمية القدرة إلى التفكير الإبداعي لدى الطلاب. فعلى الأستاذ استخدام أساليب التعزيز بنوعيها الايجابي والسلبي. فإعطاء الطالب نظير أدائه تفكيراً غير مألوف أو استجابة جديدة أو حل مميز لمشكلة ما مكافأة مادية أو معنوية تعتبر تقوية للموقف السلوكي له فهو تعزيز إيجابي. ويكون أيضاً الموقف السلوكي التعليمي قوياً إذا استخدم الأستاذ الأسلوب السلبي للتعزيز مثل: تقديم مكافأة عن طريق إلغاء كل ما يكره فعله الطالب.
على الأستاذ تقدير الفكرة الإبداعية للطالب واحترامها وتشجيعه وتعزيزه أمام جميع الطلاب.
ثانياً: التمييز:-
لا يستجيب الإنسان بنفس الطريقة الطبيعية والاجتماعية المتنوعة ، فكل موقف له استجابة تختلف عن استجابة الموقف الآخر. وهذا يعني أن للإنسان سلوك انتقائي ينتج استجابات مختلفة تتسق مع التغير المستمر في الحياة. وبناءً على ما اكتسبه الإنسان من خبرات ومعرفة ومعلومات عن عالمه يستطيع اختيار بعض المثيرات وتجاهل لمثيرات أخرى. وهنا تظهر قدرته على التمييز. أي أنه يميز بين المثيرات الموجودة في الموقف ، وهذا ينقلنا إلى مفهوم التعلم التمييزي الذي يشكل القاعدة الأساسية للتعلم كله.
تشكل ظاهرة الاستجابة التمايزية البنية الرئيسة للتعلم. وتؤدي إلى إتباع استراتيجيات مختلفة في التعلم حتى يصبح أكثر فاعلية. (فتزويد المتعلم بالقرائن الدالة الواضحة ، وبيان خصائص التشابه والاختلاف بين المثيرات ، وتعزيز الاستجابات المرغوب فيها ، تمكن المتعلم من أداء هذه الاستجابات على نحو أفضل ، وتحسن مقدرته على تعلم التمييز).
يمكن أن نخلص من ذلك إلى أن التمييز عبارة عن القدرة على الاستجابة على نحو مختلف لمثيرات مختلفة. يستطيع الأستاذ جعل الموقف التعليمي والذي يتضمن مثيرات متشابهة أو غير متشابهة مساعداً في تنمية قدرة الطالب على التفكير وخاصة التفكير الإبداعي باستخدام مفهوم التمييز.
ثالثاً: الدافعية للتعلم:-
تلعب الدافعية دوراً مهماً في عملية التعلم ، وهي هدف تربوي في حد ذاتها. بل هي هدف مهم تحاول النظم التربوية تحقيقه فأصبح بالضرورة استثارة دافعية الطلاب وتوجيهها بطرق تساعد على تنمية قدراتهم وتحسين أدائهم التحصيلي ، بل بطرق تعمل على إكسابهم اهتمامات وميول معينة. فالدافعية Motivation طاقة نفسية (قوة نفسية) تقوم بتوجيه أنشطة الطلاب المختلفة ، المعرفية والانفعالية والحركية ، نحو تحقيق أهداف معينة ، وهي وسيلة تستخدم لانجاز تلك الأهداف في المجالات التعليمية والتربوية.
تعتبر الدافعية شرطاً أساسياً لعملية التعلم فهي تقوم بتنشيط سلوك الفرد وتنقله من حالة السكون إلى حالة الحركة وتمد سلوكه بالطاقة وتثير نشاطه ، كما أنها توجه سلوكه نحو وجهة معينة. وتساعده في تحديد أوجه النشاط المطلوبة لكي تتم عملية التعلم. فعلى الأستاذ العمل على إثارة دافعية الطالب وتعزيزها لكي يستطيع تحقيق نجاح أكبر.
رابعاً: التدريس الابتكاري:-
عملية الإبداع عملية مستمرة باستمرار الحياة ، وإمكانها النمو والتطور بمرور الزمن وفي أي مكان ، ويمكن تعلمها والتدريب عليها بتوافر ظروف معينة. وقد أعطت التربية الحديثة اهتماماً كبيراً بها بهدف بناء الشخصية الناجحة ذات القدرة العالية على التفكير الإبداعي ، وذلك باستخدام أساليب ناجحة مبتكرة مثل أسلوب التدريس الابتكاري Creative Teaching.
يمكن تعريف التدريس الابتكاري بأنه أساليب تدريسية متميزة تثير دافعية الطالب وتجعله متفاعلاً ومتجاوباً مع موضوع المحاضرة ، وتبرز خصائصه الإبداعية غير المألوفة للعاديين ، وتساعد على التغيير الجديد المتنوع لأفكاره ، وصولاً إلى الاستجابات الصحيحة. وبمعنى آخر فهو طرق واستراتيجيات متنوعة وغير مألوفة في التدريس ، تستخدم في تشجيع وتنمية قدرات الطلاب على التفكير الابتكاري. يعتبر التدريس الابتكاري وسيلة فعالة ومؤثرة في اكتساب المعرفة وتغيير نمط التفكير.
يستطيع الأستاذ المبتكر استخدام استراتيجيات معينة في التدريس الابتكاري وذلك إذا وضع في اعتباره الآتي:-
1- ألا يخاف المخاطر.
2- رغبته في التجريب ومحاولته اكتشاف نتائج جديدة.
3- ميله إلى استخدام طريقة التدريس الابتكاري.
4- يفكر بطريقة مختلفة للواقع المعاش He thinks outside the box.
5- ميله على استخدام الأفكار الجديدة في طريقة تدريسه.
6- استخدامه لأساليب المرح المختلفة والأنشطة المرحة.
If you are not having fun, you are not being the teacher you can be.
7- استخدامه لأنشطة تشمل التجارب Experiments والعمل الجماعي والتكنولوجيا لتوضيح وتأكيد استيعابهم وفهمهم للمادة والمفاهيم المختلفة.
8- الأستاذ المبتكر ليس محاضراً Lecturer بل هو ميسر أو مسهل Facilator الذي يطلب من الطلاب إجابات عن أسئلة تتطلب منهم استخدام استراتيجيات مستوى التفكير المرتفع طبقاً لفرضيات بلوم Bloom في التحليل والتطبيق والتقويم.
تساعد أساليب التدريس الابتكاري على تنمية التفكير الإبداعي وذلك:-
1- بقبول الحلول غير النمطية والاستجابات غير المألوفة من قبل الطلاب.
2- التركيز على إكساب الطلاب أسلوب حل المشكلات.
3- التركيز على إكساب الطلاب مفاهيم مثل: التفكير التباعدي Divergent Thinking ، الحرية ، الديمقراطية ، التنوع ، ...الخ.
4- تنمية القدرة على اتخاذ القرار المناسب لدى الطلاب.
5- مساعدة الطلاب على استخدام أسلوب التحليل في فهم النتائج وتفسيرها والتنبؤ بنتائج جديدة بناءً على ذلك.
في نهاية هذه المحاضرة يمكن تلخيص بعض أساليب تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب في الآتي:-
1- تنمية حب الاستطلاع عند الطالب.
2- تحرير الطالب من الخوف والخطأ.
3- تشجيع المبادرة الفردية.
4- تجنب تهميش الشخصيات ذات القدرات الإبداعية.
5- استخدام الوسائل والأنشطة المتعلقة كأسلوب في التعليم.
6- التشجيع على البحث والاكتشاف وحل المشكلات.
7- تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف ، وتتطلب وضع الافتراضات، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن ، وإثارة البحث والتجريب.
8- تغيير صور الامتحانات من أسئلة تقيس التذكر مثل: (ماهي ، عدد ، أذكر ، عرف ، ...الخ) إلى أسئلة تحتاج من الطالب إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية الطالب.
9- استخدام طريقة العصف الذهني Brain Storming.
10- الابتعاد عن أساليب الغرس والتلقين وفرض الأفكار ومساعدة الطلاب على الوصول إلى المعلومات والأفكار بأنفسهم.
11- التركيز على أساليب التدريس المفتوح كالمناقشة والمشروعات والعمل بنظام المجموعات
يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها ، فالأفراد المبدعين يلعبون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية. ومجتمعنا السوداني يعاني اليوم من مشكلات تربوية وتعليمية وسلوكية واجتماعية وسياسية ، هو في أمس الحاجة إلى الاهتمام بالطلاب المبدعين ، رجال الغد ، الذين يبنون الحضارات ويصنعون التقدم لأمتهم وللعالم أجمع ، فما أحوج طلابنا إلى الاهتمام من جانبنا لتنمية النواحي العقلية والمعرفية في سبيل إخراج طاقات الإبداع عندهم وتوجيهها الوجهة السليمة المناسبة ، لتنتج لنا بعد جهد جهيد ضروريات الحياة في مختلف الجوانب ويكون واقعنا عندها أفضل وأحسن. فعلينا الاهتمام ورعاية الطلاب المبدعين بهدف تنمية قدراتهم لصالحهم ولصالح المجتمع. وهنا يأتي دور الجامعة ونظام التعليم في تبني ذلك بواسطة الأستاذ الذي هو أهم العناصر المؤثرة في تنمية القدرة على الإبداع. فعليه فهم طبيعة المتعلم ومواهبه وقدراته وخصائصه المختلفة والعمل على تنميتها وازدهارها. فلابد من تدريب الأستاذ الجامعي على استخدام الأساليب التي تساعد على تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب من خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية ، غير التقليدية وطرائق التدريس الابتكاري Creative Teaching والبيئة التعليمية المثيرة الداعمة.
نلمس في وقتنا الحاضر ظاهرة ضعف استخدام التفكير في التعليم خاصة في طرائق التدريس التي تساعد على تنمية التفكير بأنواعه المختلفة. ولذلك أصبحت الحاجة ملحة للاهتمام والعناية بالتفكير وعلى الأخص التفكير الإبداعي Creative Thinking. ولا يتم ذلك إلا باستخدام طرائق وأساليب مختلفة لتعليم التفكير وتنميته ، بمعنى آخر تعليم الطلاب أشياء يستطيعون التفكير فيها. فيجب أن تكون اتجاهاتنا في مؤسسات التعليم مصوبة نحو تنمية تفكير يؤدي إلى توفير طالب جديد قادر على حل المشكلات الحياتية المختلفة ، وقادر على خلق واتخاذ القرارات البناءة المتطورة الضرورية لتقدم المجتمع. وهذا يتم بصورة فاعلة إذا استخدمت أساليب تدريسية تشمل المفاهيم النفسية والتربوية التي تساعد على تنمية الإبداع لدى المتعلمين. ومن أهم الأساليب التي تساعد على تنمية التفكير الإبداعي تلك التي يستخدم فيها المفاهيم النفسية والتربوية التالية:-
1- التعزيز Reinforcement
2- التمييز Discrimination
3- الدافعية للتعلم Learning Motivation
4- التدريس الابتكاري Creative Teaching
ولكن قبل ذلك علينا أن نلقي الضوء على مفهوم الإبداع.
ما هو الإبداع؟
الإبداع هو عملية يكون الفرد فيها حساساً للمشكلات وأوجه النقص وفجوات المعرفة والعناصر المفقودة وعدم الاتساق وغير ذلك ، فيحدد الصعوبة وباحثاً عن الحلول وواضعاً تخمينات أو فروضاً حول النقائص ، ثم يقوم باختبار وإعادة اختبار هذه الفروض ، وربما يعدلها ويعيد اختبارها ، وفي النهاية يربط بين النتائج.
بمعنى آخر هو القدرة على التفكير للتوصل إلى إنتاج متنوع وجديد يمكن تنفيذه ، سواء في مجال العلوم أن الفنون أو غيرها من مجالات الحياة المختلفة.
يتكون التفكير الإبداعي من خمسة مكونات (أبعاد) هي:-
1- الطلاقة Fluency.
2- المرونة Flexibility.
3- الأصالة Originality.
4- التفصيلات Elaborations.
5- الحساسية للمشكلات Problem Sensitivity.
أولاً: التعزيز:-
يعرف التعزيز بأنه الحادث أو المثير الذي يؤدي إلى زيادة احتمال تكرار حدوث الاستجابة موضوع التعزيز ، أي الاستجابة المسبوقة بالتعزيز مباشرة. وقد يكون التعزيز إيجابياً ، وذلك في حالة تقديم أو تطبيق بعض المثيرات المرغوب فيها على نمط سلوكي ما. وقد يكون سلبياً ، عندما تتم إزالة بعض المثيرات غير المرغوب فيها ، بعد نمط سلوكي معين.
قد سبق القرآن الكريم علماء النفس بإعطاء معنىً لمفهوم التعزيز ، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (فاستجاب لهم رَبُهُمْ أني لا أُضِيعُ عَملَ عاملٍ منكُم من ذَكرٍ أو أُنثَى ، بَعْضُكم من بَعْض فالذين هَاجرُوا وأُخْرجُوا من ديَارِهمْ وأُوذُوا في سَبِيلي وقَاتلُوا وقُتِلُوا لأُكَفرنّ عنْهُم سَيْئاتِهم ولأُدْخلَنهُم جنّات تَجْري من تَحْتهَا الأَنْهارُ ثَوَاباً منْ عند الله ، والله عندَهُ حُسنْ الثّوَاب). (سورة آل عمران ، الآية 195). وقوله تعالى: (لا خيْرُ في كَثيرٍ من نّجْواهُم إلا منْ أمَر بصَدقَةٍ أوْ معْرُوفٍ أو إصًلاحٍ بين النّاس ، ومن يَفْعَل ذلك ابْتغَاءَ مرْضَات الله فَسوْفَ نُؤتِيه أجْراً عَظِيماً). (سورة النساء ، الآية 114).
فالتعزيز إذاً منبه يؤدي وجوده إلى زيادة قوة الرابطة بين المثير والاستجابة ، أو هو منبه يزيد احتمالات حدوث استجابة معينة.
تؤدي استمرارية التعزيز في النهاية على تنمية القدرة إلى التفكير الإبداعي لدى الطلاب. فعلى الأستاذ استخدام أساليب التعزيز بنوعيها الايجابي والسلبي. فإعطاء الطالب نظير أدائه تفكيراً غير مألوف أو استجابة جديدة أو حل مميز لمشكلة ما مكافأة مادية أو معنوية تعتبر تقوية للموقف السلوكي له فهو تعزيز إيجابي. ويكون أيضاً الموقف السلوكي التعليمي قوياً إذا استخدم الأستاذ الأسلوب السلبي للتعزيز مثل: تقديم مكافأة عن طريق إلغاء كل ما يكره فعله الطالب.
على الأستاذ تقدير الفكرة الإبداعية للطالب واحترامها وتشجيعه وتعزيزه أمام جميع الطلاب.
ثانياً: التمييز:-
لا يستجيب الإنسان بنفس الطريقة الطبيعية والاجتماعية المتنوعة ، فكل موقف له استجابة تختلف عن استجابة الموقف الآخر. وهذا يعني أن للإنسان سلوك انتقائي ينتج استجابات مختلفة تتسق مع التغير المستمر في الحياة. وبناءً على ما اكتسبه الإنسان من خبرات ومعرفة ومعلومات عن عالمه يستطيع اختيار بعض المثيرات وتجاهل لمثيرات أخرى. وهنا تظهر قدرته على التمييز. أي أنه يميز بين المثيرات الموجودة في الموقف ، وهذا ينقلنا إلى مفهوم التعلم التمييزي الذي يشكل القاعدة الأساسية للتعلم كله.
تشكل ظاهرة الاستجابة التمايزية البنية الرئيسة للتعلم. وتؤدي إلى إتباع استراتيجيات مختلفة في التعلم حتى يصبح أكثر فاعلية. (فتزويد المتعلم بالقرائن الدالة الواضحة ، وبيان خصائص التشابه والاختلاف بين المثيرات ، وتعزيز الاستجابات المرغوب فيها ، تمكن المتعلم من أداء هذه الاستجابات على نحو أفضل ، وتحسن مقدرته على تعلم التمييز).
يمكن أن نخلص من ذلك إلى أن التمييز عبارة عن القدرة على الاستجابة على نحو مختلف لمثيرات مختلفة. يستطيع الأستاذ جعل الموقف التعليمي والذي يتضمن مثيرات متشابهة أو غير متشابهة مساعداً في تنمية قدرة الطالب على التفكير وخاصة التفكير الإبداعي باستخدام مفهوم التمييز.
ثالثاً: الدافعية للتعلم:-
تلعب الدافعية دوراً مهماً في عملية التعلم ، وهي هدف تربوي في حد ذاتها. بل هي هدف مهم تحاول النظم التربوية تحقيقه فأصبح بالضرورة استثارة دافعية الطلاب وتوجيهها بطرق تساعد على تنمية قدراتهم وتحسين أدائهم التحصيلي ، بل بطرق تعمل على إكسابهم اهتمامات وميول معينة. فالدافعية Motivation طاقة نفسية (قوة نفسية) تقوم بتوجيه أنشطة الطلاب المختلفة ، المعرفية والانفعالية والحركية ، نحو تحقيق أهداف معينة ، وهي وسيلة تستخدم لانجاز تلك الأهداف في المجالات التعليمية والتربوية.
تعتبر الدافعية شرطاً أساسياً لعملية التعلم فهي تقوم بتنشيط سلوك الفرد وتنقله من حالة السكون إلى حالة الحركة وتمد سلوكه بالطاقة وتثير نشاطه ، كما أنها توجه سلوكه نحو وجهة معينة. وتساعده في تحديد أوجه النشاط المطلوبة لكي تتم عملية التعلم. فعلى الأستاذ العمل على إثارة دافعية الطالب وتعزيزها لكي يستطيع تحقيق نجاح أكبر.
رابعاً: التدريس الابتكاري:-
عملية الإبداع عملية مستمرة باستمرار الحياة ، وإمكانها النمو والتطور بمرور الزمن وفي أي مكان ، ويمكن تعلمها والتدريب عليها بتوافر ظروف معينة. وقد أعطت التربية الحديثة اهتماماً كبيراً بها بهدف بناء الشخصية الناجحة ذات القدرة العالية على التفكير الإبداعي ، وذلك باستخدام أساليب ناجحة مبتكرة مثل أسلوب التدريس الابتكاري Creative Teaching.
يمكن تعريف التدريس الابتكاري بأنه أساليب تدريسية متميزة تثير دافعية الطالب وتجعله متفاعلاً ومتجاوباً مع موضوع المحاضرة ، وتبرز خصائصه الإبداعية غير المألوفة للعاديين ، وتساعد على التغيير الجديد المتنوع لأفكاره ، وصولاً إلى الاستجابات الصحيحة. وبمعنى آخر فهو طرق واستراتيجيات متنوعة وغير مألوفة في التدريس ، تستخدم في تشجيع وتنمية قدرات الطلاب على التفكير الابتكاري. يعتبر التدريس الابتكاري وسيلة فعالة ومؤثرة في اكتساب المعرفة وتغيير نمط التفكير.
يستطيع الأستاذ المبتكر استخدام استراتيجيات معينة في التدريس الابتكاري وذلك إذا وضع في اعتباره الآتي:-
1- ألا يخاف المخاطر.
2- رغبته في التجريب ومحاولته اكتشاف نتائج جديدة.
3- ميله إلى استخدام طريقة التدريس الابتكاري.
4- يفكر بطريقة مختلفة للواقع المعاش He thinks outside the box.
5- ميله على استخدام الأفكار الجديدة في طريقة تدريسه.
6- استخدامه لأساليب المرح المختلفة والأنشطة المرحة.
If you are not having fun, you are not being the teacher you can be.
7- استخدامه لأنشطة تشمل التجارب Experiments والعمل الجماعي والتكنولوجيا لتوضيح وتأكيد استيعابهم وفهمهم للمادة والمفاهيم المختلفة.
8- الأستاذ المبتكر ليس محاضراً Lecturer بل هو ميسر أو مسهل Facilator الذي يطلب من الطلاب إجابات عن أسئلة تتطلب منهم استخدام استراتيجيات مستوى التفكير المرتفع طبقاً لفرضيات بلوم Bloom في التحليل والتطبيق والتقويم.
تساعد أساليب التدريس الابتكاري على تنمية التفكير الإبداعي وذلك:-
1- بقبول الحلول غير النمطية والاستجابات غير المألوفة من قبل الطلاب.
2- التركيز على إكساب الطلاب أسلوب حل المشكلات.
3- التركيز على إكساب الطلاب مفاهيم مثل: التفكير التباعدي Divergent Thinking ، الحرية ، الديمقراطية ، التنوع ، ...الخ.
4- تنمية القدرة على اتخاذ القرار المناسب لدى الطلاب.
5- مساعدة الطلاب على استخدام أسلوب التحليل في فهم النتائج وتفسيرها والتنبؤ بنتائج جديدة بناءً على ذلك.
في نهاية هذه المحاضرة يمكن تلخيص بعض أساليب تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب في الآتي:-
1- تنمية حب الاستطلاع عند الطالب.
2- تحرير الطالب من الخوف والخطأ.
3- تشجيع المبادرة الفردية.
4- تجنب تهميش الشخصيات ذات القدرات الإبداعية.
5- استخدام الوسائل والأنشطة المتعلقة كأسلوب في التعليم.
6- التشجيع على البحث والاكتشاف وحل المشكلات.
7- تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف ، وتتطلب وضع الافتراضات، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن ، وإثارة البحث والتجريب.
8- تغيير صور الامتحانات من أسئلة تقيس التذكر مثل: (ماهي ، عدد ، أذكر ، عرف ، ...الخ) إلى أسئلة تحتاج من الطالب إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية الطالب.
9- استخدام طريقة العصف الذهني Brain Storming.
10- الابتعاد عن أساليب الغرس والتلقين وفرض الأفكار ومساعدة الطلاب على الوصول إلى المعلومات والأفكار بأنفسهم.
11- التركيز على أساليب التدريس المفتوح كالمناقشة والمشروعات والعمل بنظام المجموعات