تمهيد:
للإنسان حاجات كثيرة و متنوعة، منها ما هو مرتبط بالعوامل الداخلية ومنها
ما هو مرتبط بالعوامل الخارجية، ومنها ما هو مرتبط بهما معا، فعندما تتأثر حاجة ما
فهذا يعني أنها ُت حدث نوعا من التوتر الذي يشعر به الإنسان.
وهذا ما تلمسته لدى الطالب العامل في سيره نحو تحقيق أهدافه سواء كانت
أسرية أو مهنية أو دراسية.
فالعامل مند إلحاقه بالجامعة يضع نصب عينيه رفع مستواه الفكري و
التعليمي و هذا تحت جملة من العوامل النفسية و الاجتماعية، فيسعى إلى استكمال
مشواره للنجاح في الدورين بشطريه الأسري وذلك في علاقته مع أفراد أسرته
والدراسي المتمثلة في مزاولته لدراسة بالجامعة، وفى تعامله مع زملائه و أساتذته،
بالإضافة إلى شطره الأخر وهو دوره خارج الأسرة و الدراسة وهو دوره كعامل ينعم
بالرضا المهني.
ودارستنا لموضوع صراع الأدوار فإنما لنبحث إمكانية وجود علاقة بينه
وبين التوافق المهني لدى الطالب العامل، إذ أنه قد يترتب عنه أثار سواء على حياته
الأسرية أو الدراسية أو المهنية ومدى توافقه معها.
وحتى نصل إلى الهدف المنشود من البحث حاولنا ضبطه وفقًا للمنهجية
التالية :
أولا :موضوع البحث ؛ ·
ثانيًا : صراع الأدوار مفهومه، مظاهره ،مصادره ، أسبابه،أثاره ...؛ ·
ثالثا : التوافق المهني مفهومه ، شروطه ، مجالاته ، سوء التوافق ومظاهره. ·
رابعًا : إجراءات الدراسة الميدانية ؛ ·
خامسًا : عرض نتائج الدراسة ؛ ·
سادسًا : مناقشة نتائج الدراسة . ·
أو ً لا : موضوع البحث
مشكلة البحث:
واكبت التغيرات تكنولوجية والعولمة الثقافية تغيرات ارتسمت معالمها في
جميع جوانب الحياة، الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية، وكان ذلك نتيجة لاهتمامها
الذؤوب خاصة التعليم العالي، فأصبح الأفراد يطمحون للحصول على أكثر من شهادة
جامعية، وهذا ما يفسره إقبال العاملين على التعليم الجامعي، لزيادة مؤهلاتهم الناتجة
عن دوافع نفسية التي تنمي أنواعا من الطموح، وقد تتعارض مستويات الطموح مع
الواجب، مما يسبب له متاعب والآم تقودهم إلى صراع، ومن أمثلة هذه الصراعات:
صراع الطالب بين دوره كعامل واجباته، و دوره كطالب له طموح في البحث
العلمي، وهنا يعرض العامل إلى ضغوط و توترات تترك أثارًا السلبية على حا لته
الصحية والنفسية و الاجتماعية مما ينعكس بدوره على مستوى أدائه ،الأسري
والدراسي ناهيك عن دوره في العمل، والعامل الذي يعاني من اضطراب في صحته
النفسية فقد تؤثر عليه في قدرته على الانتباه و التذكر، مما يسبب له فشلا في جوانب
مختلفة فتنخفض فعالية أدائه، مما يؤدي به إلى الدخول في صراعات نفسية و
ضغوطات الداخلية، وهذا ما يسمى بسوء التوافق المهني حيث أن هذا الأخير لا يقف
عند حد العامل فحسب، بل يمتد أثرها إلى حد التهديد في إستمرار العامل في عمله بل
وحتى إلى خارج مجال العمل مما يؤثر ،عليه في مزاولته الدراسية بالجامعة وواجباته
الأسرية في حين أن التحاق العامل بالجامعة يفتح له أفاق واسعة فتصادفه عقبات
يسعى إلى إزاحتها من جوانب حياته، لتواصل إلى راحة نفسية واجتماعية ومهنية
وهذا ما يؤدي به إلى التوافق المهني، فقد أجريت بعض الدراسات حول صراع
الأدوار ومن الدراسات الهامة في هذا المجال، هي دراسات صراع الأدوار لدى الأم
العاملة وعلاقته ببعض المتغيرات مثل التوافق النفسي الأسري، والمهني كالدراسة
بدراسة بعنوان صراع الدور لدى « مارتينس » و « الكسندر كابلان » التي قامت بها
الأمهات الأمريكيات المتعلمات يقمن خارج البلاد. (سميرة محمد شند، 2000 ، ص:
91 )،وقامت (نعمت خليل) سنة 1989 بدراسة عن التوافق النفسي وعلاقته بصراع
الدور لدى الأم العاملة الطالبة وعلاقته ببعض جوانب الشخصي ة. (نفس المرجع
. ( السابق, ص: 101
كما أن دراسة (دوثي نيفيل)و (ساندرميكو) 1977 المعنونة بصراع الأدوار
لدى المرأة العاملة، في علاقته في حجم الأسرة إذ توصلتا إلى أن صراع الأدوار
يزداد بزيادة عدد الأبناء، و تزداد أعباء بزيادته، و خاصة في خالة وجود طفلين أو
أكثر كما أجريت بعض الدراسات حول التوافق المهني من بينها:
التي تهدف إلى معرفة العلاقة بين الاتجاه « جمعة أولاد حيمودة » و دراسة
نحو المهنة والتوافق المهني لدى مستشاري التوجيه المدرسي والمهني، حسب
التغييرات (الجنس, الأقدمية, التخصص الدراسي ) فكانت النتائج المتحصل عليها تدل
على عدم وجود فروق في الاتجاه نحو المهنة والتوافق المهني لدى مستشاري
المدرسي والمهني.
في دراستها في الكشف عن علاقة الاتصال « رويم فايزة » كما توصلت
الشخصي بالتوافق المهني لدى عمال الشركة الوطنية للكهرباء والغاز بمدينة ورقلة،
كما توصل (هوبوك) إلى أن أهم عنصر يجعل العاملين يميلون إلى مزاولة عملهم
( هو ميلهم إلى زملائهم الذين يعملون معهم ( عباس محمود عوض، 1976 ، ص : 73
ومن هنا نتساءل :
2) الإشكاليات:
هل توجد علاقة بين صراع الأوار و التوافق المهني لدى الطلاب العاملين ؟
الإشكاليات الفرعية:
-1 هل توجد فروق ذات دلاله إحصائية في صراع الأدوار لدى الطلاب العاملين
باختلاف الجنس ؟
-2 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع الأدوا ر الطلاب العاملين
باختلاف الحالة العائلية ؟
هل توجد فروق دلالة إحصائية في الأدوار لدى الطلاب العاملين باختلاف
سنوات العمل ؟
-4 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع الأوار لدى الطلاب العاملين
باختلاف – التخصص الدراسي ؟
3) الفرضيات:
- الفرضية العامة : توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين صراع الأدوار و التوافق
المهني لدى الطلاب العاملين.
- الفرضيات الفرعية:
-1 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
الجنس.
-2 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
الحالة العائلية .
-3 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
سنوات العمل .
-4 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
التخصص.
4) أهداف الدراسة:
إن الأهداف هي غايات يراد الوصول إليها و غاية هذه الدراسة هي:
- التحقق من صحة الفرضيات المطروحة .
- معرفة العوامل المؤثرة على التوافق المهني لدى الطلاب العاملين .
- توضيح الانعكاسات لصراع الأدوار لدى الطلاب العاملين على التوافق المهني.
- الكشف عن العوامل المختلفة لصراع الأدوار، والتي تقترن و تكون لها علاقة
بتوافق المهني .
- التعرف على كل من الصراع، الذي يعيشه الطالب العامل و توافقه مهنيا نظريا
وميدانيا.
5) أهمية الدراسة :
تبرز أهمية الدراسة في مايلي:
-أن صراع الأدوار لدى الفرد وقيامه بعدد من الأدوار الاجتماعية، و قد يكون
من بين هذه الأدوار بعض الاختلاف و الصراع، يؤثر على شخصيته و تبرز
أهمية الدراسة في معرفة أنواع الاضطرابات النفسية التي يعانيها هذا الفرد.
- التعرف على مدى قدرته على التوافق مع نفسه، ومع الوسط الذي يعيشه و
معرفة العوامل و الأسباب وراء ذلك .
- التعرف على أهمية التوافق في حياة الطلاب بصفة عامة، و التوافق المهني
بصفة خاصة لأن التوافق المهني، من أهم جوانب التوافق النفسي و الاجتماعي
للطالب العامل حيث يتحكم بصورة مباشرة في نتائجه و دافعتيه في العمل .
- التعرف على الصعوبات التي يواجهها الطلاب العاملين في توافقهم.
- التعرف على سوء التوافق الذي يعاني منه الطالب في مجال الإداري و مجال
العمل .
6) أسباب اختيار الموضوع:
تتعدد المواضيع و المشاريع التي تشغل حياة الإنسان و تشير إلى دوافع , إلا
أن هناك موضوع معين تفرضه الظروف و الدوافع المختلفة يلفت اهتمام الفرد و تثير
أفكاره , هذه الأفكار هي التي تقف وراء الاختيار هذا ال موضوع و متمثلة في
مايلي:
كان اختيار هذا الموضوع انطلاقا من أنه أحد موضعات علم النفس
الاجتماعي , و أحد المحاور الهامة و الحساسة للملتقى بالإضافة إلى معرفة التوافق
المهني في ظل عصر ملئ بمشكلات و التوترات و الصراعات , و وضع الطالب
العامل و تعدد أدواره و تداخلها أحيانا في المقدمة المشكلات.
- وجود الكثير من الطلاب العاملين في المركز الجامعي بغرداية ، وبحكم التدريس
في الجامعة والاحتكاك بهم عرفت مدى معاناة هذه الفئة .
7) حدود الدراسة:
تحدد هذه الدراسة بشريا و زمنيا و مكانيا في إطار الحدود التالية:
الحدود البشرية: تتمثل الحدود البشرية لهذه الدراسة في الطلبة العاملين في المركز
الجامعي بغرداية , حيث قدر عددهم ب( 150 ) طالب وطالبة
الحدود الزمانية : تتحدد هذه الدراسة زمنيا خلال الموسم 2008 م / 2009 م.
الحدود المكانية : تتحدد هذه الدراسة مكانيا في المركز الجامعي بغرداية، و تتحدد هذه
الدراسة بالمنهج المتبع و التقنيات المستخدمة و أدوات جميع البيانات المتمثلة في
استبيان مصمم لقياس صراع الأدوار لدى الطلاب العاملين استبيان مصمم لقياس
التوافق المهني لدى الطلاب العاملين.
التعريفات الإجرائية:
صراع الأدوار:هي تصورات الطالب العامل الجامعي وتوقعاته المتعارضة اتجاه أدائه
لأدواره، وتعددها مع الشعور بعدم الاستطاعة تحقيق هذه المطالب، أو الاستجابة
بمختلف التوقعات في آن واحد، ففي ظل ثلاث أبعاد ( أسرية، مهنية ، تعليمية )،
وهذا وفقا للاستمارة المعدة في هذا الشأن .
الطالب العامل : هو ذلك الفرد الذي يدرس في المركز الجامعي بغرداية، في مختلف
التخصصات، و في مختلف المستويات، و يزاول نشاطه المهني خارج المركز سواء
ذكر أو أنثى، أعزب أو متزوج للموسم الدراسي 2008 م / 2009 م.
التوافق المهني : ويتمثل في مدى ملائمة و قدرة الطالب العامل على الانسجام
والتلاؤم بين دراسته و متطلباته المادية و النفسية و الاجتماعية لبيئته المهنية، و هو
ما يمكن قياسه بواسطة الاستبيان المعد لهذا الغرض، أي لقياسه في المركز الجامعي
غرداية 2008 م/ 2009 م.
ثانيا : صراع الأدوار
تمهي د: تعددت الأطر و التصورات التي تناولت الأدوار , كما تباينت هده الأطر
عندما ركز على الجانب الصراعي منها و لقد تجسد هذا النوع في إبراز محددة من
صراع الأدوار في شتى مواقف الحياة داخل المجتمع .
-1 مفهوم صراع الأدوار:
يرى (هونت) 1967 :أن صراع الأدوار عبارة عن قيام الفرد بعدد من
الأدوار الاجتماعية فقد يكون بين ه ذه الأدوار بعض الخلط والاختلاف
.( والصراع.(حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص: 171
يرمي صراع الأدوار إلى كمية الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد في
أدائه لدور من الأدوار، فقد تصل الضغوط إلى درجة التي تعوق الفرد عن أدائه
بشكل مقبول ويصبح من الضروري في هذه الحال ة البحث عن حل لهذا
الصراع.(صديقي محمد عفيفي، 2003 ، ص: 236 )،و يعرف (عبد المنعم الحفني)
1978 بان صراع الأدوار هو" ذلك الصراع الناشئ عن التناقض بين الأدوار التي
يعين على الفرد القيام بها في محيطه الاجتماعي "، وتعرفه (سامية الساعاتي) بأنه"
ذلك الموقف الذي يدرك الفرد فيه شاغل مركز معين أو لاعب دور بعينه انه
.( مواجه بتوقعات متباينة"(سميرة محمد شند، 2000 ، ص: 37
من التعريفات السابقة نرى أن صراع الأدوار هو "عدم قدرة الفرد للموائمة
بين دورين أو أكثر إذ يؤثر احدهما على القيام بالدور الآخر".
-2 مصادر صراع الأدوار:
1. صراع الدور الذي يكون مصدره شخصا واحدا:يحدث هدا النوع من الصراع
عندما يتعرض الفرض في بيئة العمل لتوقعات متعارضة أو متناقضة في نفس
الشخص.
2. صراع الدور الذي يكون مصدره أكثر من شخصين: يحدث هذا النوع من
الصراع عندما يواجه الفرد متطلبات متعارضة من شخصين أو أكثر في نفس
الوقت.
3. صراع الدور الناتج عن تعارض بين متطلبات الدور والقيم الشخصية: وتحدث
عندما تتعارض قيم ومعتقدات الفرد مع التوقعات المطلوبة منه في وظيفة ما
4. صراع الدور الناتج عن تعدد أدوار الفرد: يحدث هذا النوع من الصراع عندما
يكون للفرد أكثر من دور وتتعارض هذه الأدوار مع بعضها البعض (عبد السلا م
.( أبو قحف، 2001 ، ص: 190
-3 أسباب صراع الأدوار:
من مسببات صراع الأدوار كثيرة نذكر منها
- إدراك الفرد لنفسه انه يقوم بدورين أو أكثر وكلاهما يناسب مواقف مختلفة
تناسب مواقف ولا تناسب أخرى.
- قد يكون الصراع كامنا في التوقعات بالنسبة للأدوار المختلفة للفرد
.( والآخر.(حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص: 171
- ينشأ صراع الأدوار المتعدد حينما يحدث صراعا بين دورين أو أكثر، حيث
يؤدي تحقيق التوقعات المتصلة بأحد الأدوار إلى عدم القدرة على تحقيق توقعات
المرتبطة بالدور الآخر .
- قد يتطلب الدور الواحد في بعض الأحيان أكثر من سلوك الذي قد ينشأ من
الأساليب السلوكية المتعددة التي يتطلبها الدور، ويطلق على هذا الموقف صراع
.( المطالب المتعددة للدور (كامل علوان الزبيدي ، 2003 , ص: 167
- عدم الاتساق بين مقتضيات الأدوار وبين آرائه وعقائده واتجاهاته فإنه يجنح
إلى فعل شيء لخفض عدم الاتساق.
- قيام الفرد بمجموعة من الأدوار المتعددة والمتنوعة يؤدي إلى صراع في
.( الأدوار (راضي الوقفي، 2003 ، ص: 710
- يحدث عندما لا تتحدد الأدوار تحديدًا دقيقًا فنجد إن الجد مث ً لا يخوض صراع
الأجيال والأفراد الذين اختلفت أعمارهم يخوضون صراعا فيما بينهم وصراع
. ( الدور لدى الزوج تسلطي مع الأصدقاء والزوجة (بوفولة، 2007
- يحدث صراع الأدوار عندما تتأزم وتضطرب الشخصية فيضطرب معها أنماط
التفاعل مع الآخرين.
- ويحدث أيضا عندما يوجد فروق واضحة بينما يتوقعه الآخرون من الشخص
وما يتوقعه الشخص من نفسه .
العجز عن التعبير عن المشاعر في المواقف التي تتطلب اتصالا ايجابيا
وآخر سلبيا مما يؤدي إلى قمة الرغبة في التعبير عن المشاعر والأفكار، وهذه
الصعوبة في التعبير أمام الآخرين غالبا ما تحول الشخص إلى فرد باهت فاقد
( للمناعة الاجتماعية والنفسية ويسهل تحطيمه وتجاوزه ( أسامة حمدونة , 2008
-4 مظاهر صراع الأدوار:
أكثر الناس عرضة لصراع الأدوار هم الرؤساء والمشرفون على الهيئات
العامة و المنظمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كأن يجد مدير المدرسة نفس ه
مرغم على إرضاء التلاميذ والآباء وأجهز الرقابة العامة ومتطلبات الوزارة فقد يعاني
من صراع الأدوار بشدة مما يؤثر على ثقته بنفسه ورضاه عن عمله ( أسامة حمدونة
.( 2008 ,
يبرز ويظهر بصفة خاصة عندما يحدث تفسير اجتماعي في حياة الفرد مثلما
يحدث عندما ينتقل الفرد من طبقة اجتماعية إلى طبقة اجتماعية على إلى طبقة أدنى
نتيجة انخفاض المستوى الاقتصادي أو العكس
و يظهر أيضا في حالة رجل الشرطة الذي عليه أن يقبض على أي مجرم
، حتى ولو كان احد أقاربه كان يكون أخا له (خليل عبد الرحمان معايطة، 2000
ص: 198 )، وفي حالة المراهق الذي يشرف على الرشد ويجب عليه القيام بدور الابن
المطيع.(حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص: 171 )،و الناظر بالمدرسة الذي
يكتشف أن ابنه يغش فلا يدري أيعاقبه كبقية التلاميذ أم يتحيز له لأنه ابنه ومنه يقع في
صراع للأدوار ،حالة المرأة العاملة والمتزوجة والتي قد تكون أم ًا لمجموعة من
.( الأطفال (حلمي المليجي ، 2001 ، ص: 179
5 - تحليل صراع الأدوار:
قد يستجيب الفرد للصراع ويحله بأحد الحلول الأربعة:
- الاستجابة للضغط والاستسلام له.
- التمسك بالمعايير المهنية ومتطلباتها.
- محاولة التوفيق بين الآراء المتعارضة.
( - تجنب اتخاذ قرار حاسم وهام. ( أسامة حمدونة ، 2008
ترى النظم الإدارية تحرص على تحديد الموصفات ومعايير للأدوار المختلفة
تجنبا للصراع بين أفراد المجموعة الواحدة كتحديد مواصفات كل وظيفة وتحديد
أدوارها تحديدًا دقيقا قاطعا ودلك للتخفيف من حدة الصراع بالفصل بين الأدوار،
إضافة إلى تغيير الآراء والاتجاهات ليقترب الفرد من مقتضيات الدور الجديد (راضي
.( الوقفي، 1998 ، ص: 710
-6 آثار صراع الأدوار:
تؤثر على الشخصية تأثيرا سيئا ويخلق الكثير من المشكلات حتى لقد نسب إليه ·
بعض أنواع الاضطرابات النفسية. (حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص:
، (171
و صراع الأدوار ظاهرة تعكس مشكلة التفكك في البناء الاجتماعي وعدم ·
الانسجام بين الشخصية والبناء الذاتي
عند حدوث الصراع بين دورين أو أكثر بحيث يؤدي إلى تحقيق التوقعات ·
المتصلة بأحد الأدوار إلى عدم القدرة على تحقيق التوقعات المرتبطة بالدور
الآخر
قد يتحلى الفرد عن القيام بدور لمصلحة دور آخر ·
·
.( وقوعه فريسة للصراع الداخلي (راضي الوقفي، 2003 ، ص: 710
عند حدوث الصراع بين دورين أو أكثر بحيث تؤدي إلى تحقيق التوقعات ·
المتصلة بأخذ الأدوار إلى عدم القدرة على تحقيق التوقعات المرتبطة بالدور
.( الآخر( كامل علوان ا لزبيدي, 2003 ، ص: 167
تدل نتائج الدراسات العلمية أن صور صراع الأدوار المختلفة ينتج عنها الكثير ·
من الآثار السلبية الضارة بالفرد والمنظمة ونذكر منها:
ارتفاع ضغط الدم وزيادة دقات القلب وارتفاع مستوى القلق والتوتر في جانب ·
العمل.
، ارتفاع معدلات الغياب وترك العمل.(خليل عبد الرحمن معايط ة, 2000 ·
.( ص: 198
انخفاض مستوى الرضا الوظيفي و انخفاض الإنتاجية. ·
ضعف الثقة في الرؤساء والمنظمة ككل (عبد السلام أبو قحف، 2001 ، ص: ·
.(191
ثالثًا: التوافق المهني
تمهيد : تعتبر التوافق المهني من أهم مجالات التوافق ، لأنه يمس مجال واسع الذي
يأخذ من الإنسان معظم وقته وجهده وتفكيره ، ويبرز مكانته الاجتماعية ويشبع
حاجاته وعليه فالتوافق الفرد مهنيُا بشير إلي توافقه مع ذاته ومع غيره .
-1 مفهوم التوافق المهني :
وهو عملية دينامكية مستمرة التي يقوم بها الفرد لتحقيق التلاؤم بينه وبين
البيئة المهنية والمادية والاجتماعية والمحافظة على هذا التلاؤم ( الشيخ كامل محمد
عويضة، 1992 ، ص: 165 ) ، كما يعرفه سعد رياض على أنه '' حالة ما تربط بين
الفرد وعمله مما يؤدي إلي حالة من الرضا عن الدور الذي يقوم به الفرد ، ومن
،( خلاله يشعر بالأمان والاستقرار في عمله '' ( سعد رياض ، 2005 ، ص 15
ويرى'' دافيس'' أنه حالة من الاتساق مع نسق التنظيم وأنه عملية دينامكية وليست
. ( نهائية ( إبراهيم شوقي عبد الحميد ، 1998 ، ص : 132
وترى وجهة نظر أخري من مقاربة مختلفة أن التوافق المهني هو '' تقبل
الفرد للعاملين معه ورضاه عن التغيرات التي تعتري العمل من وقت لأخر وانسجامه
مع الظروف العمل المختلفة وتميزه الكمي والكيفي في الأداء '' ( حمدي يا سين
. ( وآخرون ، 1999 ، ص 20
ومن خلال التعارف السابقة نستنتج أن التوافق المهني هو التلاؤم المستمر
للعامل مع الظروف ومتطلبات بيئته المهنية المادية كانت أو اجتماعية وذلك بالتوفيق
بين خصائصه الذاتية وطبيعة العمل وظروفه وعلاقاته بزملاء العمل والوصول إلي
التوازن والتوافق .
-2 شروط التوافق المهني : توجد مجموعة من الشروط يضمن توفرها تحقق
التوافق المهني واهما مايلي :
شعور العامل بالرضا عن مستواه الاقتصادي ؛ ·
شعوره بان صاحب العمل يقدره ويعتم به ؛ ·
إدراكه لشعور بالمساواة مع غيره من العمال ؛ ·
حبه لنوعية العمل ؛ ·
توفر فرص الترقية والتدريب المهني في العمل ؛ ·
شعوره الأمان والاستقرار النفسي في العمل . ·
-3 مظاهر التوافق المهني : يؤكد جميع العلماء أنه يمكن الاستدلال على التوافق
المهني من خلال مجموعتان أساسيتان من العلاقات وهما الرضا و الإرضاء .
أ- الرضا : فيشير إلي الدرجة الكلية لمشاعر الفرد الايجابية نحو كل من عمله وإدارة
العمل وكذلك نحو إدارة التطوير الذي يتم في بيئة العمل ( إبراهيم شوقي عبد الحميد ،
1998 ، ص : 133 ) ويتمثل في عدة أشكال منها :
الرضا عن الزملاء ؛ ·
الرضا عن ظروف العمل ؛ ·
الرضا عن طبيعة العمل والمؤسسة ؛ ·
الرضا عم المسؤول . ·
ب- الإرضاء :ويعبر عنه بمدى كفاءة العامل وأهلية وكفايته بالطريقة التي يقدره بها
الرؤساؤه وزملاءه (سعد رياض، 2005 ،ص: 77 )، ويشمل مايلي :
إرضاء المسؤول والزملاء ؛ ·
الإنظباط ؛ ·
إتباع نظام سير العمل بالمؤسسة
العوامل المؤثرة في التوافق المهني :هناك عدة عوامل تؤثر في في التوافق
الفرد مهنيًا ونذكر منها :
أ- العوامل الشخصية : ونجيزها في مايلي :
عدم تناسب قدرات ومهارات وسمات الشخصية للعامل مع متطلبات أداء هذا ·
العمل من هذه المتغيرات ؛
كلما كانت الحالة الصحية سيئة كلما وجد العامل نفسه عاجزا عن أداء عمله ·
أو تأديته دون نجاح يذكر مما يشعره بالنقص ؛
المشكلات السرية والعائلية تؤثر بشكل مباشر في هذا التوافق ؛ ·
الحالة النفسية والمزاجية للعامل الاضطرابات الانفعالية والنفسية والصراع ·
...الخ من الأسباب الهامة لعدم توافق العامل في العمل .( الشيخ كامل محمد
. ( عويضة ، 1992 ، ص 170
ب- العوامل المرتبطة بالعمل : أن العمال لا يكونون وجهًا لوجه مع الم ديرين
واتصالهم مع هؤلاء المدرين يكون مباشر خلال السياسات والتدريب الذي يتلقونه
وعلى جانب ذلك يؤكد جارسون ما لدخل علاقة بعد الرضا أن كان منخفضا ، ويؤكد
على علاقة عدم الأمان بسوء التوافق فإن أي شيء يؤثر بأمن أو مكانة العامل يميل
. ( لاستثارة الخوف .( محمد السيد أبو النيل ، 1985 ، ص 271
ج - العوامل الخارجية: أن العامل قبل أن يكون عامل في مؤسسة معينة فهو عضو
في جماعات كثيرة ومختلفة ويختلف مركزه فيها من جماعة إلي أخرى ، فهو
المسؤول والمسيطر الذي يعتمد عليه داخل الأسرة المتكونة من الزوجة والأولاد
وهو أسرته الكبيرة المتكونة من الوالدين و الأشقاء بين السيطرة والخضوع بقدر ما
يجمعه بهم من علاقات وهو عضو كذلك في جماعات النادي والمقهى والشارع ...
( سعد رياض، 3005 ،ص: 75 ) ، ووجد أن الكثير من المشكلات التي تواجه العامل
في عمله إنما هي حصيلة مشاكل أخرى خارج نطاق العمل .
ويري شافر و شوبين أن سبب عدم الرضا المهني ربما يكون أساسًا راجعًا
إلي الموقف العمل ذاته بل يكون مرجعه سوء توافق الشخصي عام ، كالصراعات
التي تنشأ في ظل المنزل فتاتي بها إلي موقف العمل ( فرج عبد القادر طه ، 2001
،ص: 81 ) ، ومنه لأبدا عند دراسة أي نوع من الأعمال وإشباع الحاجات وشخصية
العامل وإنتاجه و الإحاطة بكل العوامل الخارجية التي قد تكون بمثابة مشكلات تؤثر
بدورها على توافق العامل في عمله .
-5 سوء التوافق المهني : وهو عجز العامل لظروف عمله المادية أو الاجتماعية أو
لهما جميعًا مما يجعله غير راضي عنها وغير مرضي عنه منها ويظهر في المظاهر
التالية ونذكرها بإيجاز :
سوء النتاج العامل من حيث الكيف وقلته من حيث الكم ؛ ·
كثرة الحوادث التي يتعرض لها العامل وقوعه في أخطاء فنية كثيرة أثناء ·
أدائه عمله ؛
إساءة استخدام ألألأت والأدوات؛ ·
تمارض العامل وكثرة غيابه عن العمل بدون عذر وتنقله من عمل إلي أخر. ·
يبدو على العامل أعراض التكاسل واللامبالاة لكل ما يدور حوله ؛( الشيخ ·
( كامل محمد عويضة ، 1992 ، ص: 168
كثرة الشكوى والتمرد على التعليمات واللوائح ؛ ·
السلوك العدواني والتخريبي للعامل وتحريض زملائه على الشكوى والتمرد ·
ضد اللوائح ونظم العمل .
رابعا :إجراءات الدراسة الميدانية :
تمهيد:
تعد الملامسة العملية لأي بحث علمي ، أكاديمي تنبع من النتائج المتحصل
عليها ، ومدى مطابقتها لنتائج الدراسات السابقة ، و من هنا يفترض علينا تقديم
الإجراءات الميدانية المتبعة خلال إنجاز البحث بدءا بالمنهج المستخدم ، و وصولا
لعينة و مواصفتها ثم وصف الأدوات المستخدمة في البحث ثم التأكد من صلاحيتها ،
و خصائصها السيكومترية ضمن الدراسة الاستطلاعية للبحث و سنتناول خطوات
البحث ، و وصولا في أخير إلى الأساليب معالجة الإحصائية .
1: المنهج المستخدم في الدراسة.
إن مناهج البحث العلمي عديدة، حيث أن هذه الأخيرة هي التي تحدد المنهج
الذي يستخدمه الباحث في بحثه.
و نظرا لطبيعة هذه الدراسة فإن المنهج الملائم لها هو المنهج الوصفي الذي
دراسة أوضاع الراهنة للظواهر من حيث خصائصها، أشكالها، و » يعرف
علاقاتها و عوامل مؤثر في ذلك، و هذا يعني أنه يهتم بدراسة حاضر الظواهر و
( ربحي مصطفى عليان، عثمان محمد غنيم، 2008 ، ص: 52 ) « الأحداث
و البحث الوصفي لا يقف عند وصف ظاهرة موضوع الدراسة و لكنه يذهب
إلى أبعد من ذلك فيحلل و يفسر و يقارن من أجل استخلاص النتائج ( تركي رابح،
( 1984 ، ص: 129
أن المنهج الوصفي لا يقف عند جمع البيانات بل » .« محمد شفيق » كما يرى
يتعداها هده الحقائق و تلك البيانات، و تحليلها و تفسيرها و دلالتها و تحديدها للصورة
) « التي هي عليها كما و كيفا بهدف بالوصول إلى نتائج نهائية التي يمكن تعميمه ا
.( محمد شفيق ، 2001 ، ص: 100
و عليه فاعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي و على أسلوب الدراسة
الميدانية و أن هذا المنهج يساعد في الحصول على بيانات و معلومات واقعية و شاملة
من أرض الواقع للمشكلة.
2: العينة و مواصفاتها :
وفيما يلي « ذكور و إناث » أجريت هذه الدراسة على فئة الطلاب العاملين
خصائص أفراد العينة.
خصائصها:
- اختيار العينة كان بطريقة عشوائية قصدية.
- تمثيلها للجنسين وهذا ما يساعدنا على تحديد الفروق بين المتغيرات للجنسين.
- وجود العينة بمستويات دراسة مختلفة وهذا ما يساعدنا على المقارنة و اكتشاف
الفوارق.
- إجراء الدراسة على فئة العاملين المتزوجين وغير المتزوجين.
- وجود عينة الدراسة في تخصصات مختلفة ومستويات دراسية مختلفة.
- استبعاد الطلاب العاملين المطلقين والأرامل من عينة الدراسة.
- إجراء البحث على عينة الطلاب العاملين مختلفة الأقدمية والمعبر عنها بسنوات
العمل، فعينة الدراسة تكون أقل من 10 سنوات عمل أو أكثر من 10 سنوات
عمل.
1) :من حيث الجنس:
الجدول رقم ( 01 ): يوضح توزيع العينة الأساسية حسب الجنس
نلاحظ من خلال الجدول أن نسبة 62.66 % من أفراد العينة ذكور و أن
نسبة 37.33 % من أفراد العينة إناث.
2): من حيث الحالة العائلية: متزوج - غير متزوج
الجدول رقم ( 02 ): يوضح توزيع العينة الأساسية حسب الحالة العائلية
يلاحظ من خلال الجدول أن 47.33 % من أفراد العينة متزوجين بما فيهم من
ذكور وإناث، إلا أن 52.66 % من أفراد العينة غير متزوجين (ذكور وإناث) .
3) : من حيث سنوات العمل:
الجدول رقم ( 03 ): يوضح توزيع العينة حسب سنوات العمل
يتضح من خلال الجدول السابق أن 61.33 % من أفراد العينة باختلاف
سنوات العمل يعملون بمعدل 10 سنوات عمل. إلا أن 38.67 % من أفراد العينة
.( يعملون بمعدل يفوق 10 سنوات عمل، كما هو ممثل في الشكل رقم ( 07
للإنسان حاجات كثيرة و متنوعة، منها ما هو مرتبط بالعوامل الداخلية ومنها
ما هو مرتبط بالعوامل الخارجية، ومنها ما هو مرتبط بهما معا، فعندما تتأثر حاجة ما
فهذا يعني أنها ُت حدث نوعا من التوتر الذي يشعر به الإنسان.
وهذا ما تلمسته لدى الطالب العامل في سيره نحو تحقيق أهدافه سواء كانت
أسرية أو مهنية أو دراسية.
فالعامل مند إلحاقه بالجامعة يضع نصب عينيه رفع مستواه الفكري و
التعليمي و هذا تحت جملة من العوامل النفسية و الاجتماعية، فيسعى إلى استكمال
مشواره للنجاح في الدورين بشطريه الأسري وذلك في علاقته مع أفراد أسرته
والدراسي المتمثلة في مزاولته لدراسة بالجامعة، وفى تعامله مع زملائه و أساتذته،
بالإضافة إلى شطره الأخر وهو دوره خارج الأسرة و الدراسة وهو دوره كعامل ينعم
بالرضا المهني.
ودارستنا لموضوع صراع الأدوار فإنما لنبحث إمكانية وجود علاقة بينه
وبين التوافق المهني لدى الطالب العامل، إذ أنه قد يترتب عنه أثار سواء على حياته
الأسرية أو الدراسية أو المهنية ومدى توافقه معها.
وحتى نصل إلى الهدف المنشود من البحث حاولنا ضبطه وفقًا للمنهجية
التالية :
أولا :موضوع البحث ؛ ·
ثانيًا : صراع الأدوار مفهومه، مظاهره ،مصادره ، أسبابه،أثاره ...؛ ·
ثالثا : التوافق المهني مفهومه ، شروطه ، مجالاته ، سوء التوافق ومظاهره. ·
رابعًا : إجراءات الدراسة الميدانية ؛ ·
خامسًا : عرض نتائج الدراسة ؛ ·
سادسًا : مناقشة نتائج الدراسة . ·
أو ً لا : موضوع البحث
مشكلة البحث:
واكبت التغيرات تكنولوجية والعولمة الثقافية تغيرات ارتسمت معالمها في
جميع جوانب الحياة، الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية، وكان ذلك نتيجة لاهتمامها
الذؤوب خاصة التعليم العالي، فأصبح الأفراد يطمحون للحصول على أكثر من شهادة
جامعية، وهذا ما يفسره إقبال العاملين على التعليم الجامعي، لزيادة مؤهلاتهم الناتجة
عن دوافع نفسية التي تنمي أنواعا من الطموح، وقد تتعارض مستويات الطموح مع
الواجب، مما يسبب له متاعب والآم تقودهم إلى صراع، ومن أمثلة هذه الصراعات:
صراع الطالب بين دوره كعامل واجباته، و دوره كطالب له طموح في البحث
العلمي، وهنا يعرض العامل إلى ضغوط و توترات تترك أثارًا السلبية على حا لته
الصحية والنفسية و الاجتماعية مما ينعكس بدوره على مستوى أدائه ،الأسري
والدراسي ناهيك عن دوره في العمل، والعامل الذي يعاني من اضطراب في صحته
النفسية فقد تؤثر عليه في قدرته على الانتباه و التذكر، مما يسبب له فشلا في جوانب
مختلفة فتنخفض فعالية أدائه، مما يؤدي به إلى الدخول في صراعات نفسية و
ضغوطات الداخلية، وهذا ما يسمى بسوء التوافق المهني حيث أن هذا الأخير لا يقف
عند حد العامل فحسب، بل يمتد أثرها إلى حد التهديد في إستمرار العامل في عمله بل
وحتى إلى خارج مجال العمل مما يؤثر ،عليه في مزاولته الدراسية بالجامعة وواجباته
الأسرية في حين أن التحاق العامل بالجامعة يفتح له أفاق واسعة فتصادفه عقبات
يسعى إلى إزاحتها من جوانب حياته، لتواصل إلى راحة نفسية واجتماعية ومهنية
وهذا ما يؤدي به إلى التوافق المهني، فقد أجريت بعض الدراسات حول صراع
الأدوار ومن الدراسات الهامة في هذا المجال، هي دراسات صراع الأدوار لدى الأم
العاملة وعلاقته ببعض المتغيرات مثل التوافق النفسي الأسري، والمهني كالدراسة
بدراسة بعنوان صراع الدور لدى « مارتينس » و « الكسندر كابلان » التي قامت بها
الأمهات الأمريكيات المتعلمات يقمن خارج البلاد. (سميرة محمد شند، 2000 ، ص:
91 )،وقامت (نعمت خليل) سنة 1989 بدراسة عن التوافق النفسي وعلاقته بصراع
الدور لدى الأم العاملة الطالبة وعلاقته ببعض جوانب الشخصي ة. (نفس المرجع
. ( السابق, ص: 101
كما أن دراسة (دوثي نيفيل)و (ساندرميكو) 1977 المعنونة بصراع الأدوار
لدى المرأة العاملة، في علاقته في حجم الأسرة إذ توصلتا إلى أن صراع الأدوار
يزداد بزيادة عدد الأبناء، و تزداد أعباء بزيادته، و خاصة في خالة وجود طفلين أو
أكثر كما أجريت بعض الدراسات حول التوافق المهني من بينها:
التي تهدف إلى معرفة العلاقة بين الاتجاه « جمعة أولاد حيمودة » و دراسة
نحو المهنة والتوافق المهني لدى مستشاري التوجيه المدرسي والمهني، حسب
التغييرات (الجنس, الأقدمية, التخصص الدراسي ) فكانت النتائج المتحصل عليها تدل
على عدم وجود فروق في الاتجاه نحو المهنة والتوافق المهني لدى مستشاري
المدرسي والمهني.
في دراستها في الكشف عن علاقة الاتصال « رويم فايزة » كما توصلت
الشخصي بالتوافق المهني لدى عمال الشركة الوطنية للكهرباء والغاز بمدينة ورقلة،
كما توصل (هوبوك) إلى أن أهم عنصر يجعل العاملين يميلون إلى مزاولة عملهم
( هو ميلهم إلى زملائهم الذين يعملون معهم ( عباس محمود عوض، 1976 ، ص : 73
ومن هنا نتساءل :
2) الإشكاليات:
هل توجد علاقة بين صراع الأوار و التوافق المهني لدى الطلاب العاملين ؟
الإشكاليات الفرعية:
-1 هل توجد فروق ذات دلاله إحصائية في صراع الأدوار لدى الطلاب العاملين
باختلاف الجنس ؟
-2 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع الأدوا ر الطلاب العاملين
باختلاف الحالة العائلية ؟
هل توجد فروق دلالة إحصائية في الأدوار لدى الطلاب العاملين باختلاف
سنوات العمل ؟
-4 هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع الأوار لدى الطلاب العاملين
باختلاف – التخصص الدراسي ؟
3) الفرضيات:
- الفرضية العامة : توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين صراع الأدوار و التوافق
المهني لدى الطلاب العاملين.
- الفرضيات الفرعية:
-1 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
الجنس.
-2 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
الحالة العائلية .
-3 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
سنوات العمل .
-4 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صراع لدى الطلاب العاملين باختلاف
التخصص.
4) أهداف الدراسة:
إن الأهداف هي غايات يراد الوصول إليها و غاية هذه الدراسة هي:
- التحقق من صحة الفرضيات المطروحة .
- معرفة العوامل المؤثرة على التوافق المهني لدى الطلاب العاملين .
- توضيح الانعكاسات لصراع الأدوار لدى الطلاب العاملين على التوافق المهني.
- الكشف عن العوامل المختلفة لصراع الأدوار، والتي تقترن و تكون لها علاقة
بتوافق المهني .
- التعرف على كل من الصراع، الذي يعيشه الطالب العامل و توافقه مهنيا نظريا
وميدانيا.
5) أهمية الدراسة :
تبرز أهمية الدراسة في مايلي:
-أن صراع الأدوار لدى الفرد وقيامه بعدد من الأدوار الاجتماعية، و قد يكون
من بين هذه الأدوار بعض الاختلاف و الصراع، يؤثر على شخصيته و تبرز
أهمية الدراسة في معرفة أنواع الاضطرابات النفسية التي يعانيها هذا الفرد.
- التعرف على مدى قدرته على التوافق مع نفسه، ومع الوسط الذي يعيشه و
معرفة العوامل و الأسباب وراء ذلك .
- التعرف على أهمية التوافق في حياة الطلاب بصفة عامة، و التوافق المهني
بصفة خاصة لأن التوافق المهني، من أهم جوانب التوافق النفسي و الاجتماعي
للطالب العامل حيث يتحكم بصورة مباشرة في نتائجه و دافعتيه في العمل .
- التعرف على الصعوبات التي يواجهها الطلاب العاملين في توافقهم.
- التعرف على سوء التوافق الذي يعاني منه الطالب في مجال الإداري و مجال
العمل .
6) أسباب اختيار الموضوع:
تتعدد المواضيع و المشاريع التي تشغل حياة الإنسان و تشير إلى دوافع , إلا
أن هناك موضوع معين تفرضه الظروف و الدوافع المختلفة يلفت اهتمام الفرد و تثير
أفكاره , هذه الأفكار هي التي تقف وراء الاختيار هذا ال موضوع و متمثلة في
مايلي:
كان اختيار هذا الموضوع انطلاقا من أنه أحد موضعات علم النفس
الاجتماعي , و أحد المحاور الهامة و الحساسة للملتقى بالإضافة إلى معرفة التوافق
المهني في ظل عصر ملئ بمشكلات و التوترات و الصراعات , و وضع الطالب
العامل و تعدد أدواره و تداخلها أحيانا في المقدمة المشكلات.
- وجود الكثير من الطلاب العاملين في المركز الجامعي بغرداية ، وبحكم التدريس
في الجامعة والاحتكاك بهم عرفت مدى معاناة هذه الفئة .
7) حدود الدراسة:
تحدد هذه الدراسة بشريا و زمنيا و مكانيا في إطار الحدود التالية:
الحدود البشرية: تتمثل الحدود البشرية لهذه الدراسة في الطلبة العاملين في المركز
الجامعي بغرداية , حيث قدر عددهم ب( 150 ) طالب وطالبة
الحدود الزمانية : تتحدد هذه الدراسة زمنيا خلال الموسم 2008 م / 2009 م.
الحدود المكانية : تتحدد هذه الدراسة مكانيا في المركز الجامعي بغرداية، و تتحدد هذه
الدراسة بالمنهج المتبع و التقنيات المستخدمة و أدوات جميع البيانات المتمثلة في
استبيان مصمم لقياس صراع الأدوار لدى الطلاب العاملين استبيان مصمم لقياس
التوافق المهني لدى الطلاب العاملين.
التعريفات الإجرائية:
صراع الأدوار:هي تصورات الطالب العامل الجامعي وتوقعاته المتعارضة اتجاه أدائه
لأدواره، وتعددها مع الشعور بعدم الاستطاعة تحقيق هذه المطالب، أو الاستجابة
بمختلف التوقعات في آن واحد، ففي ظل ثلاث أبعاد ( أسرية، مهنية ، تعليمية )،
وهذا وفقا للاستمارة المعدة في هذا الشأن .
الطالب العامل : هو ذلك الفرد الذي يدرس في المركز الجامعي بغرداية، في مختلف
التخصصات، و في مختلف المستويات، و يزاول نشاطه المهني خارج المركز سواء
ذكر أو أنثى، أعزب أو متزوج للموسم الدراسي 2008 م / 2009 م.
التوافق المهني : ويتمثل في مدى ملائمة و قدرة الطالب العامل على الانسجام
والتلاؤم بين دراسته و متطلباته المادية و النفسية و الاجتماعية لبيئته المهنية، و هو
ما يمكن قياسه بواسطة الاستبيان المعد لهذا الغرض، أي لقياسه في المركز الجامعي
غرداية 2008 م/ 2009 م.
ثانيا : صراع الأدوار
تمهي د: تعددت الأطر و التصورات التي تناولت الأدوار , كما تباينت هده الأطر
عندما ركز على الجانب الصراعي منها و لقد تجسد هذا النوع في إبراز محددة من
صراع الأدوار في شتى مواقف الحياة داخل المجتمع .
-1 مفهوم صراع الأدوار:
يرى (هونت) 1967 :أن صراع الأدوار عبارة عن قيام الفرد بعدد من
الأدوار الاجتماعية فقد يكون بين ه ذه الأدوار بعض الخلط والاختلاف
.( والصراع.(حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص: 171
يرمي صراع الأدوار إلى كمية الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد في
أدائه لدور من الأدوار، فقد تصل الضغوط إلى درجة التي تعوق الفرد عن أدائه
بشكل مقبول ويصبح من الضروري في هذه الحال ة البحث عن حل لهذا
الصراع.(صديقي محمد عفيفي، 2003 ، ص: 236 )،و يعرف (عبد المنعم الحفني)
1978 بان صراع الأدوار هو" ذلك الصراع الناشئ عن التناقض بين الأدوار التي
يعين على الفرد القيام بها في محيطه الاجتماعي "، وتعرفه (سامية الساعاتي) بأنه"
ذلك الموقف الذي يدرك الفرد فيه شاغل مركز معين أو لاعب دور بعينه انه
.( مواجه بتوقعات متباينة"(سميرة محمد شند، 2000 ، ص: 37
من التعريفات السابقة نرى أن صراع الأدوار هو "عدم قدرة الفرد للموائمة
بين دورين أو أكثر إذ يؤثر احدهما على القيام بالدور الآخر".
-2 مصادر صراع الأدوار:
1. صراع الدور الذي يكون مصدره شخصا واحدا:يحدث هدا النوع من الصراع
عندما يتعرض الفرض في بيئة العمل لتوقعات متعارضة أو متناقضة في نفس
الشخص.
2. صراع الدور الذي يكون مصدره أكثر من شخصين: يحدث هذا النوع من
الصراع عندما يواجه الفرد متطلبات متعارضة من شخصين أو أكثر في نفس
الوقت.
3. صراع الدور الناتج عن تعارض بين متطلبات الدور والقيم الشخصية: وتحدث
عندما تتعارض قيم ومعتقدات الفرد مع التوقعات المطلوبة منه في وظيفة ما
4. صراع الدور الناتج عن تعدد أدوار الفرد: يحدث هذا النوع من الصراع عندما
يكون للفرد أكثر من دور وتتعارض هذه الأدوار مع بعضها البعض (عبد السلا م
.( أبو قحف، 2001 ، ص: 190
-3 أسباب صراع الأدوار:
من مسببات صراع الأدوار كثيرة نذكر منها
- إدراك الفرد لنفسه انه يقوم بدورين أو أكثر وكلاهما يناسب مواقف مختلفة
تناسب مواقف ولا تناسب أخرى.
- قد يكون الصراع كامنا في التوقعات بالنسبة للأدوار المختلفة للفرد
.( والآخر.(حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص: 171
- ينشأ صراع الأدوار المتعدد حينما يحدث صراعا بين دورين أو أكثر، حيث
يؤدي تحقيق التوقعات المتصلة بأحد الأدوار إلى عدم القدرة على تحقيق توقعات
المرتبطة بالدور الآخر .
- قد يتطلب الدور الواحد في بعض الأحيان أكثر من سلوك الذي قد ينشأ من
الأساليب السلوكية المتعددة التي يتطلبها الدور، ويطلق على هذا الموقف صراع
.( المطالب المتعددة للدور (كامل علوان الزبيدي ، 2003 , ص: 167
- عدم الاتساق بين مقتضيات الأدوار وبين آرائه وعقائده واتجاهاته فإنه يجنح
إلى فعل شيء لخفض عدم الاتساق.
- قيام الفرد بمجموعة من الأدوار المتعددة والمتنوعة يؤدي إلى صراع في
.( الأدوار (راضي الوقفي، 2003 ، ص: 710
- يحدث عندما لا تتحدد الأدوار تحديدًا دقيقًا فنجد إن الجد مث ً لا يخوض صراع
الأجيال والأفراد الذين اختلفت أعمارهم يخوضون صراعا فيما بينهم وصراع
. ( الدور لدى الزوج تسلطي مع الأصدقاء والزوجة (بوفولة، 2007
- يحدث صراع الأدوار عندما تتأزم وتضطرب الشخصية فيضطرب معها أنماط
التفاعل مع الآخرين.
- ويحدث أيضا عندما يوجد فروق واضحة بينما يتوقعه الآخرون من الشخص
وما يتوقعه الشخص من نفسه .
العجز عن التعبير عن المشاعر في المواقف التي تتطلب اتصالا ايجابيا
وآخر سلبيا مما يؤدي إلى قمة الرغبة في التعبير عن المشاعر والأفكار، وهذه
الصعوبة في التعبير أمام الآخرين غالبا ما تحول الشخص إلى فرد باهت فاقد
( للمناعة الاجتماعية والنفسية ويسهل تحطيمه وتجاوزه ( أسامة حمدونة , 2008
-4 مظاهر صراع الأدوار:
أكثر الناس عرضة لصراع الأدوار هم الرؤساء والمشرفون على الهيئات
العامة و المنظمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كأن يجد مدير المدرسة نفس ه
مرغم على إرضاء التلاميذ والآباء وأجهز الرقابة العامة ومتطلبات الوزارة فقد يعاني
من صراع الأدوار بشدة مما يؤثر على ثقته بنفسه ورضاه عن عمله ( أسامة حمدونة
.( 2008 ,
يبرز ويظهر بصفة خاصة عندما يحدث تفسير اجتماعي في حياة الفرد مثلما
يحدث عندما ينتقل الفرد من طبقة اجتماعية إلى طبقة اجتماعية على إلى طبقة أدنى
نتيجة انخفاض المستوى الاقتصادي أو العكس
و يظهر أيضا في حالة رجل الشرطة الذي عليه أن يقبض على أي مجرم
، حتى ولو كان احد أقاربه كان يكون أخا له (خليل عبد الرحمان معايطة، 2000
ص: 198 )، وفي حالة المراهق الذي يشرف على الرشد ويجب عليه القيام بدور الابن
المطيع.(حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص: 171 )،و الناظر بالمدرسة الذي
يكتشف أن ابنه يغش فلا يدري أيعاقبه كبقية التلاميذ أم يتحيز له لأنه ابنه ومنه يقع في
صراع للأدوار ،حالة المرأة العاملة والمتزوجة والتي قد تكون أم ًا لمجموعة من
.( الأطفال (حلمي المليجي ، 2001 ، ص: 179
5 - تحليل صراع الأدوار:
قد يستجيب الفرد للصراع ويحله بأحد الحلول الأربعة:
- الاستجابة للضغط والاستسلام له.
- التمسك بالمعايير المهنية ومتطلباتها.
- محاولة التوفيق بين الآراء المتعارضة.
( - تجنب اتخاذ قرار حاسم وهام. ( أسامة حمدونة ، 2008
ترى النظم الإدارية تحرص على تحديد الموصفات ومعايير للأدوار المختلفة
تجنبا للصراع بين أفراد المجموعة الواحدة كتحديد مواصفات كل وظيفة وتحديد
أدوارها تحديدًا دقيقا قاطعا ودلك للتخفيف من حدة الصراع بالفصل بين الأدوار،
إضافة إلى تغيير الآراء والاتجاهات ليقترب الفرد من مقتضيات الدور الجديد (راضي
.( الوقفي، 1998 ، ص: 710
-6 آثار صراع الأدوار:
تؤثر على الشخصية تأثيرا سيئا ويخلق الكثير من المشكلات حتى لقد نسب إليه ·
بعض أنواع الاضطرابات النفسية. (حامد عبد السلام زهران، 2003 ، ص:
، (171
و صراع الأدوار ظاهرة تعكس مشكلة التفكك في البناء الاجتماعي وعدم ·
الانسجام بين الشخصية والبناء الذاتي
عند حدوث الصراع بين دورين أو أكثر بحيث يؤدي إلى تحقيق التوقعات ·
المتصلة بأحد الأدوار إلى عدم القدرة على تحقيق التوقعات المرتبطة بالدور
الآخر
قد يتحلى الفرد عن القيام بدور لمصلحة دور آخر ·
·
.( وقوعه فريسة للصراع الداخلي (راضي الوقفي، 2003 ، ص: 710
عند حدوث الصراع بين دورين أو أكثر بحيث تؤدي إلى تحقيق التوقعات ·
المتصلة بأخذ الأدوار إلى عدم القدرة على تحقيق التوقعات المرتبطة بالدور
.( الآخر( كامل علوان ا لزبيدي, 2003 ، ص: 167
تدل نتائج الدراسات العلمية أن صور صراع الأدوار المختلفة ينتج عنها الكثير ·
من الآثار السلبية الضارة بالفرد والمنظمة ونذكر منها:
ارتفاع ضغط الدم وزيادة دقات القلب وارتفاع مستوى القلق والتوتر في جانب ·
العمل.
، ارتفاع معدلات الغياب وترك العمل.(خليل عبد الرحمن معايط ة, 2000 ·
.( ص: 198
انخفاض مستوى الرضا الوظيفي و انخفاض الإنتاجية. ·
ضعف الثقة في الرؤساء والمنظمة ككل (عبد السلام أبو قحف، 2001 ، ص: ·
.(191
ثالثًا: التوافق المهني
تمهيد : تعتبر التوافق المهني من أهم مجالات التوافق ، لأنه يمس مجال واسع الذي
يأخذ من الإنسان معظم وقته وجهده وتفكيره ، ويبرز مكانته الاجتماعية ويشبع
حاجاته وعليه فالتوافق الفرد مهنيُا بشير إلي توافقه مع ذاته ومع غيره .
-1 مفهوم التوافق المهني :
وهو عملية دينامكية مستمرة التي يقوم بها الفرد لتحقيق التلاؤم بينه وبين
البيئة المهنية والمادية والاجتماعية والمحافظة على هذا التلاؤم ( الشيخ كامل محمد
عويضة، 1992 ، ص: 165 ) ، كما يعرفه سعد رياض على أنه '' حالة ما تربط بين
الفرد وعمله مما يؤدي إلي حالة من الرضا عن الدور الذي يقوم به الفرد ، ومن
،( خلاله يشعر بالأمان والاستقرار في عمله '' ( سعد رياض ، 2005 ، ص 15
ويرى'' دافيس'' أنه حالة من الاتساق مع نسق التنظيم وأنه عملية دينامكية وليست
. ( نهائية ( إبراهيم شوقي عبد الحميد ، 1998 ، ص : 132
وترى وجهة نظر أخري من مقاربة مختلفة أن التوافق المهني هو '' تقبل
الفرد للعاملين معه ورضاه عن التغيرات التي تعتري العمل من وقت لأخر وانسجامه
مع الظروف العمل المختلفة وتميزه الكمي والكيفي في الأداء '' ( حمدي يا سين
. ( وآخرون ، 1999 ، ص 20
ومن خلال التعارف السابقة نستنتج أن التوافق المهني هو التلاؤم المستمر
للعامل مع الظروف ومتطلبات بيئته المهنية المادية كانت أو اجتماعية وذلك بالتوفيق
بين خصائصه الذاتية وطبيعة العمل وظروفه وعلاقاته بزملاء العمل والوصول إلي
التوازن والتوافق .
-2 شروط التوافق المهني : توجد مجموعة من الشروط يضمن توفرها تحقق
التوافق المهني واهما مايلي :
شعور العامل بالرضا عن مستواه الاقتصادي ؛ ·
شعوره بان صاحب العمل يقدره ويعتم به ؛ ·
إدراكه لشعور بالمساواة مع غيره من العمال ؛ ·
حبه لنوعية العمل ؛ ·
توفر فرص الترقية والتدريب المهني في العمل ؛ ·
شعوره الأمان والاستقرار النفسي في العمل . ·
-3 مظاهر التوافق المهني : يؤكد جميع العلماء أنه يمكن الاستدلال على التوافق
المهني من خلال مجموعتان أساسيتان من العلاقات وهما الرضا و الإرضاء .
أ- الرضا : فيشير إلي الدرجة الكلية لمشاعر الفرد الايجابية نحو كل من عمله وإدارة
العمل وكذلك نحو إدارة التطوير الذي يتم في بيئة العمل ( إبراهيم شوقي عبد الحميد ،
1998 ، ص : 133 ) ويتمثل في عدة أشكال منها :
الرضا عن الزملاء ؛ ·
الرضا عن ظروف العمل ؛ ·
الرضا عن طبيعة العمل والمؤسسة ؛ ·
الرضا عم المسؤول . ·
ب- الإرضاء :ويعبر عنه بمدى كفاءة العامل وأهلية وكفايته بالطريقة التي يقدره بها
الرؤساؤه وزملاءه (سعد رياض، 2005 ،ص: 77 )، ويشمل مايلي :
إرضاء المسؤول والزملاء ؛ ·
الإنظباط ؛ ·
إتباع نظام سير العمل بالمؤسسة
العوامل المؤثرة في التوافق المهني :هناك عدة عوامل تؤثر في في التوافق
الفرد مهنيًا ونذكر منها :
أ- العوامل الشخصية : ونجيزها في مايلي :
عدم تناسب قدرات ومهارات وسمات الشخصية للعامل مع متطلبات أداء هذا ·
العمل من هذه المتغيرات ؛
كلما كانت الحالة الصحية سيئة كلما وجد العامل نفسه عاجزا عن أداء عمله ·
أو تأديته دون نجاح يذكر مما يشعره بالنقص ؛
المشكلات السرية والعائلية تؤثر بشكل مباشر في هذا التوافق ؛ ·
الحالة النفسية والمزاجية للعامل الاضطرابات الانفعالية والنفسية والصراع ·
...الخ من الأسباب الهامة لعدم توافق العامل في العمل .( الشيخ كامل محمد
. ( عويضة ، 1992 ، ص 170
ب- العوامل المرتبطة بالعمل : أن العمال لا يكونون وجهًا لوجه مع الم ديرين
واتصالهم مع هؤلاء المدرين يكون مباشر خلال السياسات والتدريب الذي يتلقونه
وعلى جانب ذلك يؤكد جارسون ما لدخل علاقة بعد الرضا أن كان منخفضا ، ويؤكد
على علاقة عدم الأمان بسوء التوافق فإن أي شيء يؤثر بأمن أو مكانة العامل يميل
. ( لاستثارة الخوف .( محمد السيد أبو النيل ، 1985 ، ص 271
ج - العوامل الخارجية: أن العامل قبل أن يكون عامل في مؤسسة معينة فهو عضو
في جماعات كثيرة ومختلفة ويختلف مركزه فيها من جماعة إلي أخرى ، فهو
المسؤول والمسيطر الذي يعتمد عليه داخل الأسرة المتكونة من الزوجة والأولاد
وهو أسرته الكبيرة المتكونة من الوالدين و الأشقاء بين السيطرة والخضوع بقدر ما
يجمعه بهم من علاقات وهو عضو كذلك في جماعات النادي والمقهى والشارع ...
( سعد رياض، 3005 ،ص: 75 ) ، ووجد أن الكثير من المشكلات التي تواجه العامل
في عمله إنما هي حصيلة مشاكل أخرى خارج نطاق العمل .
ويري شافر و شوبين أن سبب عدم الرضا المهني ربما يكون أساسًا راجعًا
إلي الموقف العمل ذاته بل يكون مرجعه سوء توافق الشخصي عام ، كالصراعات
التي تنشأ في ظل المنزل فتاتي بها إلي موقف العمل ( فرج عبد القادر طه ، 2001
،ص: 81 ) ، ومنه لأبدا عند دراسة أي نوع من الأعمال وإشباع الحاجات وشخصية
العامل وإنتاجه و الإحاطة بكل العوامل الخارجية التي قد تكون بمثابة مشكلات تؤثر
بدورها على توافق العامل في عمله .
-5 سوء التوافق المهني : وهو عجز العامل لظروف عمله المادية أو الاجتماعية أو
لهما جميعًا مما يجعله غير راضي عنها وغير مرضي عنه منها ويظهر في المظاهر
التالية ونذكرها بإيجاز :
سوء النتاج العامل من حيث الكيف وقلته من حيث الكم ؛ ·
كثرة الحوادث التي يتعرض لها العامل وقوعه في أخطاء فنية كثيرة أثناء ·
أدائه عمله ؛
إساءة استخدام ألألأت والأدوات؛ ·
تمارض العامل وكثرة غيابه عن العمل بدون عذر وتنقله من عمل إلي أخر. ·
يبدو على العامل أعراض التكاسل واللامبالاة لكل ما يدور حوله ؛( الشيخ ·
( كامل محمد عويضة ، 1992 ، ص: 168
كثرة الشكوى والتمرد على التعليمات واللوائح ؛ ·
السلوك العدواني والتخريبي للعامل وتحريض زملائه على الشكوى والتمرد ·
ضد اللوائح ونظم العمل .
رابعا :إجراءات الدراسة الميدانية :
تمهيد:
تعد الملامسة العملية لأي بحث علمي ، أكاديمي تنبع من النتائج المتحصل
عليها ، ومدى مطابقتها لنتائج الدراسات السابقة ، و من هنا يفترض علينا تقديم
الإجراءات الميدانية المتبعة خلال إنجاز البحث بدءا بالمنهج المستخدم ، و وصولا
لعينة و مواصفتها ثم وصف الأدوات المستخدمة في البحث ثم التأكد من صلاحيتها ،
و خصائصها السيكومترية ضمن الدراسة الاستطلاعية للبحث و سنتناول خطوات
البحث ، و وصولا في أخير إلى الأساليب معالجة الإحصائية .
1: المنهج المستخدم في الدراسة.
إن مناهج البحث العلمي عديدة، حيث أن هذه الأخيرة هي التي تحدد المنهج
الذي يستخدمه الباحث في بحثه.
و نظرا لطبيعة هذه الدراسة فإن المنهج الملائم لها هو المنهج الوصفي الذي
دراسة أوضاع الراهنة للظواهر من حيث خصائصها، أشكالها، و » يعرف
علاقاتها و عوامل مؤثر في ذلك، و هذا يعني أنه يهتم بدراسة حاضر الظواهر و
( ربحي مصطفى عليان، عثمان محمد غنيم، 2008 ، ص: 52 ) « الأحداث
و البحث الوصفي لا يقف عند وصف ظاهرة موضوع الدراسة و لكنه يذهب
إلى أبعد من ذلك فيحلل و يفسر و يقارن من أجل استخلاص النتائج ( تركي رابح،
( 1984 ، ص: 129
أن المنهج الوصفي لا يقف عند جمع البيانات بل » .« محمد شفيق » كما يرى
يتعداها هده الحقائق و تلك البيانات، و تحليلها و تفسيرها و دلالتها و تحديدها للصورة
) « التي هي عليها كما و كيفا بهدف بالوصول إلى نتائج نهائية التي يمكن تعميمه ا
.( محمد شفيق ، 2001 ، ص: 100
و عليه فاعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي و على أسلوب الدراسة
الميدانية و أن هذا المنهج يساعد في الحصول على بيانات و معلومات واقعية و شاملة
من أرض الواقع للمشكلة.
2: العينة و مواصفاتها :
وفيما يلي « ذكور و إناث » أجريت هذه الدراسة على فئة الطلاب العاملين
خصائص أفراد العينة.
خصائصها:
- اختيار العينة كان بطريقة عشوائية قصدية.
- تمثيلها للجنسين وهذا ما يساعدنا على تحديد الفروق بين المتغيرات للجنسين.
- وجود العينة بمستويات دراسة مختلفة وهذا ما يساعدنا على المقارنة و اكتشاف
الفوارق.
- إجراء الدراسة على فئة العاملين المتزوجين وغير المتزوجين.
- وجود عينة الدراسة في تخصصات مختلفة ومستويات دراسية مختلفة.
- استبعاد الطلاب العاملين المطلقين والأرامل من عينة الدراسة.
- إجراء البحث على عينة الطلاب العاملين مختلفة الأقدمية والمعبر عنها بسنوات
العمل، فعينة الدراسة تكون أقل من 10 سنوات عمل أو أكثر من 10 سنوات
عمل.
1) :من حيث الجنس:
الجدول رقم ( 01 ): يوضح توزيع العينة الأساسية حسب الجنس
نلاحظ من خلال الجدول أن نسبة 62.66 % من أفراد العينة ذكور و أن
نسبة 37.33 % من أفراد العينة إناث.
2): من حيث الحالة العائلية: متزوج - غير متزوج
الجدول رقم ( 02 ): يوضح توزيع العينة الأساسية حسب الحالة العائلية
يلاحظ من خلال الجدول أن 47.33 % من أفراد العينة متزوجين بما فيهم من
ذكور وإناث، إلا أن 52.66 % من أفراد العينة غير متزوجين (ذكور وإناث) .
3) : من حيث سنوات العمل:
الجدول رقم ( 03 ): يوضح توزيع العينة حسب سنوات العمل
يتضح من خلال الجدول السابق أن 61.33 % من أفراد العينة باختلاف
سنوات العمل يعملون بمعدل 10 سنوات عمل. إلا أن 38.67 % من أفراد العينة
.( يعملون بمعدل يفوق 10 سنوات عمل، كما هو ممثل في الشكل رقم ( 07