د السيد مصطفى السنباطي
د عمر إسماعيل
د أحلام عبد السميع العقباوي
ملخص
هدفت الدراسة إلى محاولة التعرف على طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز
وقلق الاختبا ر، وعلى طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز والثقة بالنف س، و معرفة
مدى وجود فروق داله إحصائيًا بين الذكور و الإناث في دافع الإنج از و قلق
الاختبار و الثقة بالنف س،واشتملت عل ى عينة عشوائية من ( ٦٠٠ ) طالب وطالبة
من مدارس الثانو ية العام ة، وذلك بواقع ( ٣٠٠ ) طالب و ( ٣٠٠ ) طالب ة،
١٩ ) عام بمتوسط عمري ( ١٧,٨ )وانحراف – وتتراوح أعمارهم ما بين ( ١٧
معياري ( ١,٨ ) واستخدم الباحثين اختبار الدافع ل لإنجاز للأطفال والراشدي ن.
أعداد ( فاروق عب د الفتاح موس ى، ١٩٨٧ ) تعديل ( سناء محمد سليمان )،
ومقياس الثقة بالنف س. أعداد (سيدني شروج ر، ١٩٩٠ ) تعريب (عادل عب د الله
)، ومقياس قلق الاختبار أعداد الباحثين، وتوصلت الدراسة إلى:
عدم وجود علاقة ارتباطية بين الدافع ل لإنجاز و قلق الاختبار لدى طلاب
المرحلة الثانوية العام ة، عدم وجود علاقة ارتباطية بين الدافع للإنجاز و الثقة
بالنفس لدى طلاب المرحلة الثانوية العام ة، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين
متوسطي درجات الذكور و الإناث من طلاب المرحلة الثانوية العامة في الدافع
للإنجاز لصالح الإنا ث، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات
الذكور و الإناث من طلاب المرحلة الثانوية في قلق الامتحا ن، وجود فروق
ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور و الإناث من طلاب المرحلة
الثانوية العامة في الثقة بالنفس لصالح الإناث.
الكلمات المفتاحية:
-دافع الإنجاز.
-قلق الاختبار.
-الثقة بالنفس.
-طلاب المرحلة الثانوية.
المقدمة
يمثل دافع الإنجاز أحد الجوانب المهمة في منظومة الدوافع الإنساني ة
مجال علم النفس الاجتماع ي، وبحوث i والتي اهتم بدراستها الباحثون ف ي
الشخصية وكذلك المهتمون بالتحصيل الد راسي والأداء المعملي في إطار علم
النفس التربوي، ويرجع الاهتمام بدراسة دافع الإنجاز نظرا لأهميته ليس فقط في
المجال النفسي، ولكن أيضا في العديد من المجالات والميادين التطبيقية والعلمية
كالمجال الاقتصادي، والمجال الدراسي، والمجال التربوي، والمجال الأكاديم ي
حيث يعد الدافع للإنجاز عام ً لا مهم ًا في توجيه سلوك الفرد وسلوك المحيطين به
كما يعتبر الدافع للإنجاز مكون ًا أساسي ًا في سعى الفرد تجاه تحقيق ذاته، وتأكيده ا
حيث يشعر الفرد بتحقيق ذاته من خلال م ا ينجزه وفيما يحققه من أهداف، وفيما
يسعى إليه من أسلوب حياة أفضل، ومس تويات أعظم لوجوده الإنسان ي(عب د
.(١) ١(١٦-١٥ ، اللطيف خليفة ، ٢٠٠٠
وأن دافع الإنجاز العالي يزيد من قدرة الأفراد على ضبط أنفسهم ف ي
العمل وقدرتهم على حل المشكلات وأيضا تساعدهم على محاولة التغلب على
كل الصعوبات والعقبات التي تعترضهم، وأن هذه الف ئة من الأفراد تع مل على
أداء المهمات معتدلة الصعوبة وهم مسرورون، ويبدون موجهين نحو العمل
بهمة عالية، وعلى العكس من ذلك فأن منخفض ي دافع الإنجا ز يتجنبون
المشكلات وسرعان م ا يتوقفون عن حلها عندما يواجهون المصاعب (عاطف
.٢(٤-٣ ، شواشرة ، ٢٠٠٧
أن نجاح الطالب في العمل المدرسي يتوقف على م ا لديه من قوة إنجاز
نحو ذلك وعلى العكس من ذلك إذا كان اندفاعه أقل عن ذلك تقتر همته، ويهبط
إنجازه، لهذا فأن أكثر الدراسات أيدت وجود دلالة بين دافع الإنجاز الدراسي و
إنجاز الطالب الدراسي، وأن الطلبة ذوى الإنجاز العالي يتعلمون أسرع وأدق
.٣(١٨٩ ، من ذوى الإنجاز المنخفض ( باسم ولى ، محمد جاسم ، ٢٠٠٤
وإذا كانت الدافعية وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية فإنها تعد من أهم
العوامل التي تساعد على تحصيل المعرف ة والفهم والمهارات وغيرها من
الأهداف التي نسعى لتحقيقها مثلها في ذلك مثل الذكاء والخبرة الساب قة،
فالمتعلمون(الطلاب) الذين يتمتعون بدافعية عالية يتم تحصيلهم الدراسي بفاعلية
أكبر في حين أن المتعلمي ن الذين ليس لديهم دافعية عالية قد يصبحون مثار
شغب وسخرية داخل الفصل
أما فيما يتعلق بعلاقة دافع الإنجاز بالقلق والثقة بالنفس، فتشير الدراسات
إلى أن أصحاب الدافع القوى للإنجاز يتميزون بأنهم أميل للثقة بالنفس وإلى
تفضيل المسؤولية الفردية، وتفضيل المعرفة بنتائج أعمالهم، وهم يحصلو ن على
درجات مدرسية عالية، وهم نشطون في البيئة والكلية و يق اومون الضغط
الاجتماعي الخارجي، ويتميزون بالمخاطر المعتدلة في المواقف التي تعتمد على
قراراتهم الخاصة للمواقف التي تعتمد على الخطر، كما أن الأفراد ذوى دافع
الإنجاز المرتفع ومستوى القلق المنخفض، يفضلون الوظائف التي تهيئ لهم
فرصًا معقولة من النجاح وعائدا مادي ًا معقو ً لا أيض ًا، بينما يميل الأفراد ذوى
الإنجاز المنخفض ومستوى القلق المرتفع إلى الوظائف ال سهلة ذات العائد
.(١٠٧ ، الصغير ( عويد المشعان ، ١٩٩٩
وعندما نقوم بتدقيق النظر في العلاقة بين دافع الإنجاز وكل من القلق و
الثقة بالنفس، نجد أن الآخرين يتكاملان في ضبط الدر جة ا للازمة لتجسيد دافع
الإنجاز، فالثقة بالنفس مهمة لدافع الإنجاز حتى تتولد استجابة ال تحد ي عندما
يواجه الفرد ظروف قاهرة له، فالثقة بالنفس هي التي تحول معوقات السلوك إلى
دوافع ل ه، كما أن القلق مهم حتى لا يداهمنا الوقت دون أنجاز شيء، والقلق هو
الذي يدفعنا إلى تنظيم الوقت.
ومما سبق يتضح أن الدافع للإنجاز ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة
ومعرفة ع لاقتها ببعض المتغيرات كالقلق و الثق ة بالنفس، ولهذا سيتم في هذا
البحث دراسة دافع الإنجاز وعلاقته بمستوى قلق الاختبار ومستوى الثق ة بالنفس
لدى طلاب المرحلة الثانوية.
أو ً لا:مشكلة الدراسة:-
يمكن صياغة مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤل التالي:-
ما طبيعة الع لاقة بين دافع الإنجاز وكل من القلق و الثق ة بالنفس لدى عينة من
طلاب الثانوية العامة ؟
و ينبثق من هذا السؤال التساؤلات التالية:
١-ما طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز وقلق الاختبار؟
٢-ما طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز والثقة بالنفس؟
٣-هل توجد فروق بين الذكور و الإناث في دافع الإنجاز؟
٤-هل توجد فروق بين الذكور و الإناث في درجة قلق الاختبار؟
٥-هل توجد فروق بين الذكور و الإناث في الثقة بالنفس؟
ثانيا:أهداف الدراسة:-
- تهدف الدراسة الحالية إلى محاولة التعرف على ما يلي:-
١- التعرف على طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز وقلق الاختبار .
٢- التعرف على طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز والثقة بالنفس .
٣- معرفة ما إذا كان هناك فروق داله إحصائيًا بين الذكور و الإنا ث في دافع
الإنجاز.
٤-معرفة ما إذا كان هناك فروق داله إحصائيًا بين الذكور و الإنا ث في در جة
قلق الاختبار.
٥-معرفة ما إذا كان هناك فروق داله إحصائيًا ب ين الذكور و الإنا ث في الثق ة
بالنفس.
ثالثا:أهمية الدراسة:-
-يمكن تحديد أهمية الدراسة الحالية في الآتي:-
أ- الأهمية النظرية :
١-قلة البحوث التي تناولت دافع الإنجاز وعلاقته بكل من قل ق الاختبا ر و الثق ة
بالنفس .
٢-قد تس اعد دراستنا لأهمية دافع الإنجاز على إحداث التوازن، أي تغير النظرة
إلى الإنسان على أنه صانع البيئة، وفى نفس الوقت نتاج لها.
٣-قد تساعد هذه الدراسة الباحثين على أجراء دراسات أخرى ذات علاق ة
بالموضوع .
٤-يلعب دافع الإنجاز دورا مهما و خطيرًا ف ي رفع مستوى أداء الفرد و
إنتاجيته في مختلف المجالات والأنشطة التي يواجهها .
٥-الرغبة في الإنجاز والتفوق من أهم دوافع السلوك الإنساني لذا لابد من
معرفة معوقاتها لتجنب الفشل في الوصول إلى درجات التفوق و الامتياز.
٦-اهتمام علماء النفس اهتماما كبيرا بدراسة دافع الإنجا ز فربما إشباع دافع
الإنجاز قد يؤدى إلى إشباع دوافع أخرى ، فحصول الفرد على درجات
مرتفعه ومكا نة عالية في المجتمع قد تساعده على إشباع حاجته للأمن
والانتماء والاستقرار النفسي.
٧- تأتى أهمية الدراسة الحالية من العينة المستخدمة و هم (طلبة الثانوية العامة)
لأنهم في بداية طريقهم نحو تحقيق أهدافهم المستقبلية فيجب أن يجتازوا
طريقهم بتقدم وتفوق و إنجا ز، و دعم من لديهم دافعية عالي ة للإنجا ز
والنهوض بمن لديهم دافعية منخفضة لدفعهم إلى الأمام.
ب . الأهمية تطبيقية:-
تأتى أهمية الدراسة الحالية من أهمية م ا قد تتوصل إليه من
نتائج من شأنه ا الإسهام في توجيه الطلاب نحو الأفضل وكذلك
إرشادهم ومساعدتهم في رفع مستوى أدائهم وقدرتهم الإنجازية في جو
خالي من القلق ومملوء بالثقة بالنفس.
رابعا : مفاهيم الدراسة:-
المحور الأول ( دافع الإنجاز ):
. Achievement : ١-الإنجاز
يعد دافع الإنجاز مكونًا أساسيًا في سعى الفرد اتجاه تحقيق ذاته ، حيث
يشعر الإنسان بتحقيق ذاته من خلال م ا ينجز وفيما يحققه من أهدا ف، وأن
الأفراد الذين لديهم دافع مرتفع للتحصيل يعملون بجديه أكبر من غيرهم ،
ويحققون نجاحات أكثر في حياتهم ، وفي مواقف متعددة من الحياة. ( عاطف
( حسن شواشرة ، ٢٠٠٧ ، ص ٤
وقد طرح ( دفيد ووف ، ١٩٦٩ ) تميزًا بين نمطين من دافع الإنجاز هما :
. ( Self – Achievement ) : أ-الإنجاز الذاتي
والذي يتنافس الفرد فيه مع ذاته في مواجهه قدراته ومعاييره الذاتي ة
الخاصة وهو أقرب لنمط دافع الإنجاز الذي أهتم (( ماكيلاند )) بدراسته والذي
يبدو مدفوعًا بالرغبة في الشعور بالفخر والاعتزاز بالنجاح .
. ( Social – Achievement ) : ب-الإنجاز الاجتماعي
والذي يمثل نشاطًا وتنافسًا في مواجهه المعايير التي يضعها الآخرون ،
ومدفوعًا بعوامل خارجية مثل الرغبة في المعرفة والميل للاستحسان الاجتماعي
( للنجاح. ( حسن علي حسن ، ١٩٩٩ ، ص ٤٥
٢ تعريف الدافعية :
يحاول البعض من الباحثين مثل (أتكسون) التمييز بين مفهوم الدافع
على أساس أن ( الدافع ) هو ( Motivation) ومفهوم الدافع ية (Motive)
عبارة عن استعداد الفرد لبذل الجهد أو السعي في سبيل تحقيق أو إشباع هدف
معين .
أما في حالة دخول هذا الاستعداد أو الميل إلى حيز التحقيق الفعلي أو
الصريح فأن ذلك يعنى الدافعية . باعتبارها عملية نشطة .
وعلى الرغم من محاولة البعض التميز بين المفهومين ، فأنه لا يوجد
حتى الآن م ا يبرر مسألة الفصل بينهم ا. ويستخدم مفهوم الدافع كمرادف لمفهوم
الدافعية، حيث يعبر كلاهما عن الملامح الأساسية للسلوك المدفوع .
وفي ضوء هذا فأنه عند استخدامنا لأي من المفهومين (الدافع أو الدافعية
) فأننا نقصد شيء واحدًا .
٣-تصنيف الدوافع .
هناك العديد من التصنيفات التي قدمها الباحثون عند تقسيمهم لأنواع
الدوافع المختلفة، ومن هذه التقسيمات ما يأتي :
والدوافع (Instrumental ) أ-التصنيف الذي يميز بين الدوافع الو سيليه
. ( Consummator ) الاستهلاكية
الدافع الو سي لي هو الذي يؤدي إشباعه إلى الوصول إلى دافع أ خر، أما
الدافع الاستهلاكي فوظيفته هي الإشباع الفعلي للدافع ذاته .
ب تصنيف الدوافع طبقًا لمصدرها إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولي: دوافع الجسم
وترتبط بالتكوين البيولوجي للفرد ، وتساهم في تنظيم الوظائف
(Homeostasis) الفسيولوجية. ويعرف هذا النوع من التنظيم بالتوازن الذاتي
ومن هذه الدوافع الجوع والعطش والجنس .
. ( Self – perception ) . الفئة الثانية : دوافع إدراك الذات
من خلال مختلف العمليات العقلية ، وهى التي تؤدي إلى مستوى تقدير
الذات . وتعمل على المحافظة على صوره مفهوم الذات ، ومنها دافع الإنجاز .
الفئة الثالثة : الدوافع الاجتماعية .
والتي تختص بالعلاقات بين الأشخاص ومنها دافع السيطرة.
ج تصنيف الدوافع طبقًا لنظرية ( ماسلو ) في الدافعية الإنسانية :
قدم ماسلو تنظيمًا هرميًا للدوافع في عده مستويات هي :
الحاجات الفسيولوجية : وهي الحاجات التي تكفل بقاء الفرد مثل الحاجة إلى
(الهواء الطعام الشراب) .
الحاجة إلى الأمن : فتشير إلى رغبة الفرد في الحماية من الخطر و التهدد
والحرمان .
الحاجة الاجتماعية : فتمثل في الرغبة في الانتماء والارتباط بالآخرين .
أما الحاجة إلى التقدير ، فتمثل الرغبة في تقدير الذات وتقدير الآخرين لها .
وحدد الحاجة إلى تحقيق الذا ت بأنها رغبة الفرد في تحقي ق إمكانيا ته وتنميتها و
يعتمد تحقي ق الذات على الفهم و المعرف ة الواضحة لدي الفرد بإمكاناته الذاتي ة
( ٨٦ - وحدودها .(عبد اللطيف محمد خليفة ، ٢٠٠٠ ، ص ٧٦
٤- تعريف الإنجاز.
٢٥ ) : أن الدافع للإنجاز تكوين ، عرفت ناديه الشرنوب ي( ١٩٨٨
افتراضي متعدد الأبعاد يدفع الفرد إلى المثابرة على بذل الجهد وتحمل الصعاب
والتغلب على م ا يصادفه من عقبات في سبيل تحقيق الطموح إلى التفوق
والارتقاء من خلال المنافسة و الإصرار، وأن يتم ذلك بسرعة و استقلالية .
٥٨ ) : بأنه هو استعداد الفرد أو ميلة ، وأشار حسن علي حس ن ( ١٩٨٩
أو اهتمامه بالاجتهاد والتنافس في أداء عمل غير روتيني أو غير مألوف
ومحاولة بلوغ هدف إنجازي بعيد المدى وفقًا لمستوى محدد للامتيا ز أو الجودة
.
٧٢ ): بأنه هو الرغبة -٧١ ، وعرفه فاروق عبد الفتاح موسى( ١٩٨٩
في الأداء الجيد وتحقيق النجاح وهو هدف ذاتي ينشط ا لسلوك و يوجه، ويعد
من المكونات المهمة للنجاح في العمل .
٨٦ ) : أنه يعني استعداد الفرد ، وعرفه عبد اللطيف خليف ة( ٢٠٠٠
لتحمل المسؤولية و السع ي نحو التفوق لتحقيق أهداف معينه والمثابرة ، والتغلب
على العقبات والمشكلات التي تواجهه والشعور بأهمية الزمن والتخطيط
للمستقبل .
ومن خلال العرض السابق نجد أن هناك وجهات نظر مختلفة بين
العلماء في تعريف الإنجاز إلا أن القاسم المشترك بينهما هو ( سعي الفرد
للوصول إلى الامتياز والنجاح والتفوق) .
ففي بعض التعاريف أكدت على أن الإنجاز هو سعى الفرد إلى تحقيق
التفوق، واحترام الذات وتحقيق النجاح وأن يكون الفرد متميزًا عن الآخرين،
والقيام بالمهام علي وجه أفضل وتخطى العقبات والاستقلالية .
وفي التعاريف الأخرى هو القدرة علي التخطيط للمستقبل ومواجه ة
المشكلات وهو حاجه إنسانية تتباين بين الناس في قوتها وهو مجموعه من
القوى التي توجه وتعزز السلوك نحو غرض معين ، وهو أيضًا عمل غير
مألوف والاجتهاد والتنافس وهو نشط ذاتي
ويعتمد البحث الحالي علي التعريف التالي للإنجاز :
(بأنه قدرة الفرد على مقاومة الضغوط الاجتماعية، وضغوط
العمل والدراسة واستعداد الفرد لتحمل المسؤولية و السع ي إلى النجاح
ومنافسة الآخرين ومحاولة التفوق عليهم).
Anxiety المحور الثاني :القلق:
١- تعريف القلق:-
للقلق في علم النفس الحديث، مكانة بارزة فهو المفهوم المركزي في علم
الأمراض النفسية والعقلية والعرض الجوهري المشترك في ا لاض طرابات
النفسية بل وفى أمراض عضوية شتى ويعد القلق مح ور الع صاب (
الاضطرابات النفسي ة) وأبرز خصائصه ، بل يعتبر أكثر فئاته شيوع ًا. ( أحمد
( على، عزت عبد الله، ٢٠٠٣ ، ص ٢٤
القلق هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلى أو
رمزي قد يحدث، ويصبحها خوف غامض ، وأعراض نفسيه جسميه .( حامد
( عبد السلام زهران ، ١٩٧٨ ، ص ٣٩٧
-القلق: انفعال غير سار وشعور مكدر بتهديد أو هم مقيم ، وعدم راحة
و استقرا ر، مع أحساس بالتوتر والشد ، وخوف دائم لا مبرر له من الناحية
الموضوعية، وغالب ًا يتعلق هذ ا الخوف بالمستقبل و المجهول ، كما يتضمن القلق
استجابة مفرطة لموافق لا تعنى خطرا حقيقيا ، والتي قد لا تخرج في الواقع
عن أطار الحياة العادية لكن الفرد الذي يعانى من القلق يستجيب لها غالبا كما لو
كانت ضرورات ملحة ، أو مواقف تصعب مواجهتها .( أحمد محمد عبد الخالق
( ٢٠٠٥ ، ص ، ٤٣٧ ،
ومن خلال استعراض التعريفات السابقة للقلق يتضح اختلاف وجه ات
النظر ، ولم يجمع العلماء على تعريف شامل للقلق ، إلا أن القاسم المشترك
بينهما هو أن القلق حالة من التوتر الشامل والخوف الشديد وتوقع الشر وعدم
الراحة والاستقرار .
٢-قلق الاختبار: -
يعتبر القلق ظاهرة -قديمة حديثة - صاحبت الإنسان منذ مولده الأول بيد
أن هذا العصر الذي نعيشه بما صاحبه من تغيرات، وضغوط جعل الإنسان يشعر
بأن القلق يلازمه في كل جانب من جوانب حياته، غير أن جانبا من هذا القلق يمكن
أن يكون خلاقا إيجابيا أما الجانب الأكبر فهو القلق الذي يعصف بمواهب الإنسان
وإبداعاته، ولذلك لا غرابة أن نرى إجماعا لدى معظم علماء النفس أن القلق هو
المحور والمحرك الأساسي لجميع الأمراض النفسية، بل هو أيضا أساس جمي ع
الإنجازات الإيجابية في الحياة.
وقد أدرك علماء النفس منذ الخمسينيات أهمية دراسة العلاقة بين القل ق
والتعلم، وكشفت كثير من نتائج الدراسات النقاب على أن بعضالطلاب ينجزون
أقل من مستوى قدراتهم الفعلية في بعض المواقف التي تتسم بالضغط والتقوي م
كمواقف الاختبارات وأطلقوا على القلق في هذه المواقف تسمي ة قل ق الاختبار
باعتباره يشير إلى نوع من القلق العام الذي يظهر في مواقف معين ة مرتبط ة
الاختبارات والتقويم بصفة عامة حيث نجد الطلاب في Test Anxiety بمواقف
هذه المواقف يشعرون بالاضطراب والتوتر والضيق.( منذر عبد الحميد الضامن،
(٢٢٠ ،٢٠٠٣
حيث تلعب الاختبارات دو را ها ما في حياة الطلاب وهي أح د أسالي ب
التقييم الضرورية إلا أنها قد يرتبط بها ما يجعل منها مشكلة مخيفة ومقلقلة . ويتخذ
قلق الاختبار أهمية خاصة، نظرا لارتباطه الشديد بتحديد مصير الطالب ومستقبله
الدراسي والعملي، ومكانته في المجتمع،ولذلك فهو يعتبر دراسة حقيقية لكثير من
الطلا ب وأسرهم أيضا، بل وبالنسبة للمجتمع، مما حد ا بكثير من الأخصائيين في
(٩٥ ، هذا المجال الاهتمام بدراسة قلق الاختبار. (حامد زهران، ٢٠٠٠
"لا أذكر شيئا من مادة الاختبارات " عبارة نسمعها كثير ا م ن طلب ة
وطالبات يستعدون لدخول الاختبار "وهى إحدى المشكلات التي يواجهها الطلب ة
عندما يعلن المعلم عن اختبار أو امتحان فيصبح الطالب قلقا ويزداد هذا القلق في
الاختبارات التي يتم بموجبها الانتقال من مرحلة إلى أخرى كالانتقال من المرحلة
الابتدائية إلى الإعدادية أو المرحلة الإعدادية إلي المرحلة الثانوية وبالانتقال م ن
المرحلة الثانوية إلي الحياة الجامعية ، وخلال هذه الفترة يركز التلاميذ والأساتذة
وأولياء الأمور والمراقبون على أداء التلاميذ في الاختبارات مما يخلق جوا م ن
القلق يكون مركزه الطالب.
فقلق الاختبار من المواضيع المهمة التي تؤثر على الطلاب سلبا أو إيجابا،
فالقلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الاختبارات هو أمر طبيعي وسلوك
عرضي مألوف مادام في درجاته المقبولة، ويعد داف عا إيجابيا ، وه و مطلو ب
لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر، أما إذا أخذ أعرا ضا غير طبيعية كعدم النوم
وفقدان الشهية وعدم التركيز وكثرة التفكير في الاختبار، وعد م القدر ة عل ى
استدعاء المعلومات من الذاكرة، والانشغال في النتائج المترقبة فإن هذه الأعراض
وغيرها تربك الطالب وتعرقل أداءه المطلوب في الاختبار، مما ينتج عنه قلق ما
يسمى (بقلق الاختبار) و لاشك في أنه كلما قضينا في المدرسة أيا ما أكثر أصبحنا
أكثر توافًقا وانسجا ما مع الاختبارات.
وكذلك يصاحب فترة الاختبارات التحصيلية المدرسية بع ضأعرا ض
القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب، وإنما لدى أسرهم أيضا، ويعرف القلق لغة
بأنه الحركة والاضطراب، وقلق الاختبار حالة نفسية تتصف بالخوف والتوقع أي
أنه حالة انفعالية تعتري بعضالطلاب قبل وأثناء الاختبارات مصحوب ة بتوت ر
وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مع التركيز المطلو ب أثن اء
الاختبار مما يؤّثر سلبا على المهام العقلية في موقف الاختبار، ويعود سببها إلى أن
الطالب يدرك موقف التقييم ( الاختبار) على أّنه موقف تهديد للشخصية.
أما القلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الاختبارات فه و أم ر
طبيعي، و سلوك عرضي مألوف ما دام في درجاته المقبولة ويعد دافعا إيجابي ا
وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر.أما إذا أخذ أعراضا غير طبيعية
كعدم النوم المتصل وفقدان الشهية وعدم التركيز الذهني، وتسلط بعضالأفكار الو
سواسية، وبعضالاضطرابات الانفعالية والجسمية فهذه هي حالة قلق الاختبا ر
التي نحن بصدد الحديث عنها والتأكيد على سبل الوقاية منها وعلاجها، مع توظيف
وتوجيه القلق الدافع ( الإيجابي ) توظيفا إرشاديا يؤدي إلى مزيد م ن الإنتاجي ة
لجميع الطلاب في بيئة آمنة ، وذلك انطلاقا من المبدأ السيكولوجي والذي ين ص
على أنه :كلما زاد القلق ( القلق الطبيعي ) زاد مستوى التركي ز والأداء وكلم ا
وصل القلق إلى مستوى القلق المرضي كلما أدى ذلك إلى تناقصالتركيز .
وتعتبر مشكلة قلق الاختبار من أهم وأعقد المشاكل النفسية التي تواجه ل
يس فقط التلميذ، ولكن أيضا تواجه الأسرة بأكملها، فالضغوط النفسية التي تقع علي
عاتق أبنائها الطلاب سواء أكانت ضغو ً طا أسرية متمثلة في رغبة الأسرة في تفوق
أبنائها وحصولهم علي أعلي تقدير، أم ضغوطا مدرسية متمثلة ف ي المناه ج
المدرسية ونظم الاختبارات، والتفاعل القائم بين الطالب والمدرسين والزملاء ،
والحرصعلي عدم الفشل، وارتفاع مستوي طموح الفرد، كل هذه الضغوط تتجسد
في مشكلة قلق الاختبار ،ومن الجدير بالذكر، انه لا يوجد بيت من البيوت يخلو من
مشكلة القلق الناش ئ عن الاختبارات، وخصو صا إذا كانت هذه الاختبارات تحدد
مستقبل الإنسان وما تسببه من توتر لجميع أفراد الأسرة. (عبد الظاهر الطي ب،
(٣٩٠ ،١٩٩٤
ويتضح مما سبق الاهتمام بهذه الظاهرة يزداد لا لكونها ظاهرة نفسية فقط
بل لأنه تعدي ذلك ليصبح شك لًا من أشكال الاضطراب، ومن هنا لا بد للباحث
أن يلفت الانتباه إلي أن قلق الاختبار يعتبر أقرب إلي حالة القلق، ويرتبط بسم ة
القلق، ويعبر قلق الاختبار عن الحالة التي يصل إليها الطالب نتيجة الزيادة ف ي
درجة الانزعاج، والانفعالية من أداء الاختبار، وفي ضوء النظر إلي القلق كحالة
أو كسمة، فان قلق الاختبار يرتبط بقلق الحالة أكثر من ارتباطه بقلق السمة، وعليه
يمكن أن يتحول قلق الاختبار كحالة إلي قلق الاختبار كسمة إذا ل م نستط ع أن
نخفضمن ذلك القلق ونعمل علي ترشيده.
٣-تعريف قلق الاختبار:
وهو قلق الاختبار المعتدل، ذو التأثير الايجابي المساعد، والذي يعتبر قلًقا
دافعيا يدفع الطالب للدراسة والاستذكار والتحصيل المرتفع، وينشطه ويحفزه علي
الاستعداد للامتحانات وييسر أداء الاختبار.
: Debilitative ب-قلق الاختبار المعسر
وهو قلق الاختبار المرتفع، ذو التأثير السلبي المعوق ، حي ث تتوت ر
الأعصاب ويزداد الخوف والانزعاج والرهبة، ويستثير استجابات غير مناسبة ،
مما يعوق قدرة الطالب علي التذكر والفهم، ويربكه حين يستعد للامتحان، ويعسر
أداء الاختبار، وهكذا فإن قلق الاختبار المعسر (الزائد أو المرتفع )، قل ق غي ر
(٩٨ ، ضروري ويجب خفضه وترشيده .( حامد زهران، ٢٠٠٠
٥-مكونات قلق الاختبار :
يشير المهتمين في هذا المجال إلي أن قلق الاختبا ر يتضم ن مكوني ن
أساسيين هما كالتالي:
حيث ينشغل الفرد بالتفكير ف ي :Worry ١-المكون المعرفي أو الانزعاج
تبعات الفشل، مثل فقدان :المكانة والتقدير ، وهذا يمثل سمة القلق.
حيث يشعر الفرد بالضيق : Emotionality ٢-المكون الانفعالي : أو الانفعالية
والتوتر والهلع من ،الاختبارات، وبالإضافة إلي مصاحبات فسيولوجية، وهذا يمثل
(٢٤٦ ، حالة القلق.(سامر جميل رضوان، ٢٠٠٢
٦-أعراض ومظاهر قلق الاختبار :
يعد قلق الاختبار من نوع قلق الحالة تميي زا له عن قل ق السم ة وم ن
الأعراضالتي تنتاب الفرد أثناء تعرضه لقلق الاختبار ما يلي:
-التوتر والأرق وفقدان الشهية، وتسلط بعضالأفكار الو سواسية قبيل وأثناء ليالي
الاختبار.
د عمر إسماعيل
د أحلام عبد السميع العقباوي
ملخص
هدفت الدراسة إلى محاولة التعرف على طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز
وقلق الاختبا ر، وعلى طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز والثقة بالنف س، و معرفة
مدى وجود فروق داله إحصائيًا بين الذكور و الإناث في دافع الإنج از و قلق
الاختبار و الثقة بالنف س،واشتملت عل ى عينة عشوائية من ( ٦٠٠ ) طالب وطالبة
من مدارس الثانو ية العام ة، وذلك بواقع ( ٣٠٠ ) طالب و ( ٣٠٠ ) طالب ة،
١٩ ) عام بمتوسط عمري ( ١٧,٨ )وانحراف – وتتراوح أعمارهم ما بين ( ١٧
معياري ( ١,٨ ) واستخدم الباحثين اختبار الدافع ل لإنجاز للأطفال والراشدي ن.
أعداد ( فاروق عب د الفتاح موس ى، ١٩٨٧ ) تعديل ( سناء محمد سليمان )،
ومقياس الثقة بالنف س. أعداد (سيدني شروج ر، ١٩٩٠ ) تعريب (عادل عب د الله
)، ومقياس قلق الاختبار أعداد الباحثين، وتوصلت الدراسة إلى:
عدم وجود علاقة ارتباطية بين الدافع ل لإنجاز و قلق الاختبار لدى طلاب
المرحلة الثانوية العام ة، عدم وجود علاقة ارتباطية بين الدافع للإنجاز و الثقة
بالنفس لدى طلاب المرحلة الثانوية العام ة، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين
متوسطي درجات الذكور و الإناث من طلاب المرحلة الثانوية العامة في الدافع
للإنجاز لصالح الإنا ث، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات
الذكور و الإناث من طلاب المرحلة الثانوية في قلق الامتحا ن، وجود فروق
ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور و الإناث من طلاب المرحلة
الثانوية العامة في الثقة بالنفس لصالح الإناث.
الكلمات المفتاحية:
-دافع الإنجاز.
-قلق الاختبار.
-الثقة بالنفس.
-طلاب المرحلة الثانوية.
المقدمة
يمثل دافع الإنجاز أحد الجوانب المهمة في منظومة الدوافع الإنساني ة
مجال علم النفس الاجتماع ي، وبحوث i والتي اهتم بدراستها الباحثون ف ي
الشخصية وكذلك المهتمون بالتحصيل الد راسي والأداء المعملي في إطار علم
النفس التربوي، ويرجع الاهتمام بدراسة دافع الإنجاز نظرا لأهميته ليس فقط في
المجال النفسي، ولكن أيضا في العديد من المجالات والميادين التطبيقية والعلمية
كالمجال الاقتصادي، والمجال الدراسي، والمجال التربوي، والمجال الأكاديم ي
حيث يعد الدافع للإنجاز عام ً لا مهم ًا في توجيه سلوك الفرد وسلوك المحيطين به
كما يعتبر الدافع للإنجاز مكون ًا أساسي ًا في سعى الفرد تجاه تحقيق ذاته، وتأكيده ا
حيث يشعر الفرد بتحقيق ذاته من خلال م ا ينجزه وفيما يحققه من أهداف، وفيما
يسعى إليه من أسلوب حياة أفضل، ومس تويات أعظم لوجوده الإنسان ي(عب د
.(١) ١(١٦-١٥ ، اللطيف خليفة ، ٢٠٠٠
وأن دافع الإنجاز العالي يزيد من قدرة الأفراد على ضبط أنفسهم ف ي
العمل وقدرتهم على حل المشكلات وأيضا تساعدهم على محاولة التغلب على
كل الصعوبات والعقبات التي تعترضهم، وأن هذه الف ئة من الأفراد تع مل على
أداء المهمات معتدلة الصعوبة وهم مسرورون، ويبدون موجهين نحو العمل
بهمة عالية، وعلى العكس من ذلك فأن منخفض ي دافع الإنجا ز يتجنبون
المشكلات وسرعان م ا يتوقفون عن حلها عندما يواجهون المصاعب (عاطف
.٢(٤-٣ ، شواشرة ، ٢٠٠٧
أن نجاح الطالب في العمل المدرسي يتوقف على م ا لديه من قوة إنجاز
نحو ذلك وعلى العكس من ذلك إذا كان اندفاعه أقل عن ذلك تقتر همته، ويهبط
إنجازه، لهذا فأن أكثر الدراسات أيدت وجود دلالة بين دافع الإنجاز الدراسي و
إنجاز الطالب الدراسي، وأن الطلبة ذوى الإنجاز العالي يتعلمون أسرع وأدق
.٣(١٨٩ ، من ذوى الإنجاز المنخفض ( باسم ولى ، محمد جاسم ، ٢٠٠٤
وإذا كانت الدافعية وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية فإنها تعد من أهم
العوامل التي تساعد على تحصيل المعرف ة والفهم والمهارات وغيرها من
الأهداف التي نسعى لتحقيقها مثلها في ذلك مثل الذكاء والخبرة الساب قة،
فالمتعلمون(الطلاب) الذين يتمتعون بدافعية عالية يتم تحصيلهم الدراسي بفاعلية
أكبر في حين أن المتعلمي ن الذين ليس لديهم دافعية عالية قد يصبحون مثار
شغب وسخرية داخل الفصل
أما فيما يتعلق بعلاقة دافع الإنجاز بالقلق والثقة بالنفس، فتشير الدراسات
إلى أن أصحاب الدافع القوى للإنجاز يتميزون بأنهم أميل للثقة بالنفس وإلى
تفضيل المسؤولية الفردية، وتفضيل المعرفة بنتائج أعمالهم، وهم يحصلو ن على
درجات مدرسية عالية، وهم نشطون في البيئة والكلية و يق اومون الضغط
الاجتماعي الخارجي، ويتميزون بالمخاطر المعتدلة في المواقف التي تعتمد على
قراراتهم الخاصة للمواقف التي تعتمد على الخطر، كما أن الأفراد ذوى دافع
الإنجاز المرتفع ومستوى القلق المنخفض، يفضلون الوظائف التي تهيئ لهم
فرصًا معقولة من النجاح وعائدا مادي ًا معقو ً لا أيض ًا، بينما يميل الأفراد ذوى
الإنجاز المنخفض ومستوى القلق المرتفع إلى الوظائف ال سهلة ذات العائد
.(١٠٧ ، الصغير ( عويد المشعان ، ١٩٩٩
وعندما نقوم بتدقيق النظر في العلاقة بين دافع الإنجاز وكل من القلق و
الثقة بالنفس، نجد أن الآخرين يتكاملان في ضبط الدر جة ا للازمة لتجسيد دافع
الإنجاز، فالثقة بالنفس مهمة لدافع الإنجاز حتى تتولد استجابة ال تحد ي عندما
يواجه الفرد ظروف قاهرة له، فالثقة بالنفس هي التي تحول معوقات السلوك إلى
دوافع ل ه، كما أن القلق مهم حتى لا يداهمنا الوقت دون أنجاز شيء، والقلق هو
الذي يدفعنا إلى تنظيم الوقت.
ومما سبق يتضح أن الدافع للإنجاز ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة
ومعرفة ع لاقتها ببعض المتغيرات كالقلق و الثق ة بالنفس، ولهذا سيتم في هذا
البحث دراسة دافع الإنجاز وعلاقته بمستوى قلق الاختبار ومستوى الثق ة بالنفس
لدى طلاب المرحلة الثانوية.
أو ً لا:مشكلة الدراسة:-
يمكن صياغة مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤل التالي:-
ما طبيعة الع لاقة بين دافع الإنجاز وكل من القلق و الثق ة بالنفس لدى عينة من
طلاب الثانوية العامة ؟
و ينبثق من هذا السؤال التساؤلات التالية:
١-ما طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز وقلق الاختبار؟
٢-ما طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز والثقة بالنفس؟
٣-هل توجد فروق بين الذكور و الإناث في دافع الإنجاز؟
٤-هل توجد فروق بين الذكور و الإناث في درجة قلق الاختبار؟
٥-هل توجد فروق بين الذكور و الإناث في الثقة بالنفس؟
ثانيا:أهداف الدراسة:-
- تهدف الدراسة الحالية إلى محاولة التعرف على ما يلي:-
١- التعرف على طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز وقلق الاختبار .
٢- التعرف على طبيعة العلاقة بين دافع الإنجاز والثقة بالنفس .
٣- معرفة ما إذا كان هناك فروق داله إحصائيًا بين الذكور و الإنا ث في دافع
الإنجاز.
٤-معرفة ما إذا كان هناك فروق داله إحصائيًا بين الذكور و الإنا ث في در جة
قلق الاختبار.
٥-معرفة ما إذا كان هناك فروق داله إحصائيًا ب ين الذكور و الإنا ث في الثق ة
بالنفس.
ثالثا:أهمية الدراسة:-
-يمكن تحديد أهمية الدراسة الحالية في الآتي:-
أ- الأهمية النظرية :
١-قلة البحوث التي تناولت دافع الإنجاز وعلاقته بكل من قل ق الاختبا ر و الثق ة
بالنفس .
٢-قد تس اعد دراستنا لأهمية دافع الإنجاز على إحداث التوازن، أي تغير النظرة
إلى الإنسان على أنه صانع البيئة، وفى نفس الوقت نتاج لها.
٣-قد تساعد هذه الدراسة الباحثين على أجراء دراسات أخرى ذات علاق ة
بالموضوع .
٤-يلعب دافع الإنجاز دورا مهما و خطيرًا ف ي رفع مستوى أداء الفرد و
إنتاجيته في مختلف المجالات والأنشطة التي يواجهها .
٥-الرغبة في الإنجاز والتفوق من أهم دوافع السلوك الإنساني لذا لابد من
معرفة معوقاتها لتجنب الفشل في الوصول إلى درجات التفوق و الامتياز.
٦-اهتمام علماء النفس اهتماما كبيرا بدراسة دافع الإنجا ز فربما إشباع دافع
الإنجاز قد يؤدى إلى إشباع دوافع أخرى ، فحصول الفرد على درجات
مرتفعه ومكا نة عالية في المجتمع قد تساعده على إشباع حاجته للأمن
والانتماء والاستقرار النفسي.
٧- تأتى أهمية الدراسة الحالية من العينة المستخدمة و هم (طلبة الثانوية العامة)
لأنهم في بداية طريقهم نحو تحقيق أهدافهم المستقبلية فيجب أن يجتازوا
طريقهم بتقدم وتفوق و إنجا ز، و دعم من لديهم دافعية عالي ة للإنجا ز
والنهوض بمن لديهم دافعية منخفضة لدفعهم إلى الأمام.
ب . الأهمية تطبيقية:-
تأتى أهمية الدراسة الحالية من أهمية م ا قد تتوصل إليه من
نتائج من شأنه ا الإسهام في توجيه الطلاب نحو الأفضل وكذلك
إرشادهم ومساعدتهم في رفع مستوى أدائهم وقدرتهم الإنجازية في جو
خالي من القلق ومملوء بالثقة بالنفس.
رابعا : مفاهيم الدراسة:-
المحور الأول ( دافع الإنجاز ):
. Achievement : ١-الإنجاز
يعد دافع الإنجاز مكونًا أساسيًا في سعى الفرد اتجاه تحقيق ذاته ، حيث
يشعر الإنسان بتحقيق ذاته من خلال م ا ينجز وفيما يحققه من أهدا ف، وأن
الأفراد الذين لديهم دافع مرتفع للتحصيل يعملون بجديه أكبر من غيرهم ،
ويحققون نجاحات أكثر في حياتهم ، وفي مواقف متعددة من الحياة. ( عاطف
( حسن شواشرة ، ٢٠٠٧ ، ص ٤
وقد طرح ( دفيد ووف ، ١٩٦٩ ) تميزًا بين نمطين من دافع الإنجاز هما :
. ( Self – Achievement ) : أ-الإنجاز الذاتي
والذي يتنافس الفرد فيه مع ذاته في مواجهه قدراته ومعاييره الذاتي ة
الخاصة وهو أقرب لنمط دافع الإنجاز الذي أهتم (( ماكيلاند )) بدراسته والذي
يبدو مدفوعًا بالرغبة في الشعور بالفخر والاعتزاز بالنجاح .
. ( Social – Achievement ) : ب-الإنجاز الاجتماعي
والذي يمثل نشاطًا وتنافسًا في مواجهه المعايير التي يضعها الآخرون ،
ومدفوعًا بعوامل خارجية مثل الرغبة في المعرفة والميل للاستحسان الاجتماعي
( للنجاح. ( حسن علي حسن ، ١٩٩٩ ، ص ٤٥
٢ تعريف الدافعية :
يحاول البعض من الباحثين مثل (أتكسون) التمييز بين مفهوم الدافع
على أساس أن ( الدافع ) هو ( Motivation) ومفهوم الدافع ية (Motive)
عبارة عن استعداد الفرد لبذل الجهد أو السعي في سبيل تحقيق أو إشباع هدف
معين .
أما في حالة دخول هذا الاستعداد أو الميل إلى حيز التحقيق الفعلي أو
الصريح فأن ذلك يعنى الدافعية . باعتبارها عملية نشطة .
وعلى الرغم من محاولة البعض التميز بين المفهومين ، فأنه لا يوجد
حتى الآن م ا يبرر مسألة الفصل بينهم ا. ويستخدم مفهوم الدافع كمرادف لمفهوم
الدافعية، حيث يعبر كلاهما عن الملامح الأساسية للسلوك المدفوع .
وفي ضوء هذا فأنه عند استخدامنا لأي من المفهومين (الدافع أو الدافعية
) فأننا نقصد شيء واحدًا .
٣-تصنيف الدوافع .
هناك العديد من التصنيفات التي قدمها الباحثون عند تقسيمهم لأنواع
الدوافع المختلفة، ومن هذه التقسيمات ما يأتي :
والدوافع (Instrumental ) أ-التصنيف الذي يميز بين الدوافع الو سيليه
. ( Consummator ) الاستهلاكية
الدافع الو سي لي هو الذي يؤدي إشباعه إلى الوصول إلى دافع أ خر، أما
الدافع الاستهلاكي فوظيفته هي الإشباع الفعلي للدافع ذاته .
ب تصنيف الدوافع طبقًا لمصدرها إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولي: دوافع الجسم
وترتبط بالتكوين البيولوجي للفرد ، وتساهم في تنظيم الوظائف
(Homeostasis) الفسيولوجية. ويعرف هذا النوع من التنظيم بالتوازن الذاتي
ومن هذه الدوافع الجوع والعطش والجنس .
. ( Self – perception ) . الفئة الثانية : دوافع إدراك الذات
من خلال مختلف العمليات العقلية ، وهى التي تؤدي إلى مستوى تقدير
الذات . وتعمل على المحافظة على صوره مفهوم الذات ، ومنها دافع الإنجاز .
الفئة الثالثة : الدوافع الاجتماعية .
والتي تختص بالعلاقات بين الأشخاص ومنها دافع السيطرة.
ج تصنيف الدوافع طبقًا لنظرية ( ماسلو ) في الدافعية الإنسانية :
قدم ماسلو تنظيمًا هرميًا للدوافع في عده مستويات هي :
الحاجات الفسيولوجية : وهي الحاجات التي تكفل بقاء الفرد مثل الحاجة إلى
(الهواء الطعام الشراب) .
الحاجة إلى الأمن : فتشير إلى رغبة الفرد في الحماية من الخطر و التهدد
والحرمان .
الحاجة الاجتماعية : فتمثل في الرغبة في الانتماء والارتباط بالآخرين .
أما الحاجة إلى التقدير ، فتمثل الرغبة في تقدير الذات وتقدير الآخرين لها .
وحدد الحاجة إلى تحقيق الذا ت بأنها رغبة الفرد في تحقي ق إمكانيا ته وتنميتها و
يعتمد تحقي ق الذات على الفهم و المعرف ة الواضحة لدي الفرد بإمكاناته الذاتي ة
( ٨٦ - وحدودها .(عبد اللطيف محمد خليفة ، ٢٠٠٠ ، ص ٧٦
٤- تعريف الإنجاز.
٢٥ ) : أن الدافع للإنجاز تكوين ، عرفت ناديه الشرنوب ي( ١٩٨٨
افتراضي متعدد الأبعاد يدفع الفرد إلى المثابرة على بذل الجهد وتحمل الصعاب
والتغلب على م ا يصادفه من عقبات في سبيل تحقيق الطموح إلى التفوق
والارتقاء من خلال المنافسة و الإصرار، وأن يتم ذلك بسرعة و استقلالية .
٥٨ ) : بأنه هو استعداد الفرد أو ميلة ، وأشار حسن علي حس ن ( ١٩٨٩
أو اهتمامه بالاجتهاد والتنافس في أداء عمل غير روتيني أو غير مألوف
ومحاولة بلوغ هدف إنجازي بعيد المدى وفقًا لمستوى محدد للامتيا ز أو الجودة
.
٧٢ ): بأنه هو الرغبة -٧١ ، وعرفه فاروق عبد الفتاح موسى( ١٩٨٩
في الأداء الجيد وتحقيق النجاح وهو هدف ذاتي ينشط ا لسلوك و يوجه، ويعد
من المكونات المهمة للنجاح في العمل .
٨٦ ) : أنه يعني استعداد الفرد ، وعرفه عبد اللطيف خليف ة( ٢٠٠٠
لتحمل المسؤولية و السع ي نحو التفوق لتحقيق أهداف معينه والمثابرة ، والتغلب
على العقبات والمشكلات التي تواجهه والشعور بأهمية الزمن والتخطيط
للمستقبل .
ومن خلال العرض السابق نجد أن هناك وجهات نظر مختلفة بين
العلماء في تعريف الإنجاز إلا أن القاسم المشترك بينهما هو ( سعي الفرد
للوصول إلى الامتياز والنجاح والتفوق) .
ففي بعض التعاريف أكدت على أن الإنجاز هو سعى الفرد إلى تحقيق
التفوق، واحترام الذات وتحقيق النجاح وأن يكون الفرد متميزًا عن الآخرين،
والقيام بالمهام علي وجه أفضل وتخطى العقبات والاستقلالية .
وفي التعاريف الأخرى هو القدرة علي التخطيط للمستقبل ومواجه ة
المشكلات وهو حاجه إنسانية تتباين بين الناس في قوتها وهو مجموعه من
القوى التي توجه وتعزز السلوك نحو غرض معين ، وهو أيضًا عمل غير
مألوف والاجتهاد والتنافس وهو نشط ذاتي
ويعتمد البحث الحالي علي التعريف التالي للإنجاز :
(بأنه قدرة الفرد على مقاومة الضغوط الاجتماعية، وضغوط
العمل والدراسة واستعداد الفرد لتحمل المسؤولية و السع ي إلى النجاح
ومنافسة الآخرين ومحاولة التفوق عليهم).
Anxiety المحور الثاني :القلق:
١- تعريف القلق:-
للقلق في علم النفس الحديث، مكانة بارزة فهو المفهوم المركزي في علم
الأمراض النفسية والعقلية والعرض الجوهري المشترك في ا لاض طرابات
النفسية بل وفى أمراض عضوية شتى ويعد القلق مح ور الع صاب (
الاضطرابات النفسي ة) وأبرز خصائصه ، بل يعتبر أكثر فئاته شيوع ًا. ( أحمد
( على، عزت عبد الله، ٢٠٠٣ ، ص ٢٤
القلق هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلى أو
رمزي قد يحدث، ويصبحها خوف غامض ، وأعراض نفسيه جسميه .( حامد
( عبد السلام زهران ، ١٩٧٨ ، ص ٣٩٧
-القلق: انفعال غير سار وشعور مكدر بتهديد أو هم مقيم ، وعدم راحة
و استقرا ر، مع أحساس بالتوتر والشد ، وخوف دائم لا مبرر له من الناحية
الموضوعية، وغالب ًا يتعلق هذ ا الخوف بالمستقبل و المجهول ، كما يتضمن القلق
استجابة مفرطة لموافق لا تعنى خطرا حقيقيا ، والتي قد لا تخرج في الواقع
عن أطار الحياة العادية لكن الفرد الذي يعانى من القلق يستجيب لها غالبا كما لو
كانت ضرورات ملحة ، أو مواقف تصعب مواجهتها .( أحمد محمد عبد الخالق
( ٢٠٠٥ ، ص ، ٤٣٧ ،
ومن خلال استعراض التعريفات السابقة للقلق يتضح اختلاف وجه ات
النظر ، ولم يجمع العلماء على تعريف شامل للقلق ، إلا أن القاسم المشترك
بينهما هو أن القلق حالة من التوتر الشامل والخوف الشديد وتوقع الشر وعدم
الراحة والاستقرار .
٢-قلق الاختبار: -
يعتبر القلق ظاهرة -قديمة حديثة - صاحبت الإنسان منذ مولده الأول بيد
أن هذا العصر الذي نعيشه بما صاحبه من تغيرات، وضغوط جعل الإنسان يشعر
بأن القلق يلازمه في كل جانب من جوانب حياته، غير أن جانبا من هذا القلق يمكن
أن يكون خلاقا إيجابيا أما الجانب الأكبر فهو القلق الذي يعصف بمواهب الإنسان
وإبداعاته، ولذلك لا غرابة أن نرى إجماعا لدى معظم علماء النفس أن القلق هو
المحور والمحرك الأساسي لجميع الأمراض النفسية، بل هو أيضا أساس جمي ع
الإنجازات الإيجابية في الحياة.
وقد أدرك علماء النفس منذ الخمسينيات أهمية دراسة العلاقة بين القل ق
والتعلم، وكشفت كثير من نتائج الدراسات النقاب على أن بعضالطلاب ينجزون
أقل من مستوى قدراتهم الفعلية في بعض المواقف التي تتسم بالضغط والتقوي م
كمواقف الاختبارات وأطلقوا على القلق في هذه المواقف تسمي ة قل ق الاختبار
باعتباره يشير إلى نوع من القلق العام الذي يظهر في مواقف معين ة مرتبط ة
الاختبارات والتقويم بصفة عامة حيث نجد الطلاب في Test Anxiety بمواقف
هذه المواقف يشعرون بالاضطراب والتوتر والضيق.( منذر عبد الحميد الضامن،
(٢٢٠ ،٢٠٠٣
حيث تلعب الاختبارات دو را ها ما في حياة الطلاب وهي أح د أسالي ب
التقييم الضرورية إلا أنها قد يرتبط بها ما يجعل منها مشكلة مخيفة ومقلقلة . ويتخذ
قلق الاختبار أهمية خاصة، نظرا لارتباطه الشديد بتحديد مصير الطالب ومستقبله
الدراسي والعملي، ومكانته في المجتمع،ولذلك فهو يعتبر دراسة حقيقية لكثير من
الطلا ب وأسرهم أيضا، بل وبالنسبة للمجتمع، مما حد ا بكثير من الأخصائيين في
(٩٥ ، هذا المجال الاهتمام بدراسة قلق الاختبار. (حامد زهران، ٢٠٠٠
"لا أذكر شيئا من مادة الاختبارات " عبارة نسمعها كثير ا م ن طلب ة
وطالبات يستعدون لدخول الاختبار "وهى إحدى المشكلات التي يواجهها الطلب ة
عندما يعلن المعلم عن اختبار أو امتحان فيصبح الطالب قلقا ويزداد هذا القلق في
الاختبارات التي يتم بموجبها الانتقال من مرحلة إلى أخرى كالانتقال من المرحلة
الابتدائية إلى الإعدادية أو المرحلة الإعدادية إلي المرحلة الثانوية وبالانتقال م ن
المرحلة الثانوية إلي الحياة الجامعية ، وخلال هذه الفترة يركز التلاميذ والأساتذة
وأولياء الأمور والمراقبون على أداء التلاميذ في الاختبارات مما يخلق جوا م ن
القلق يكون مركزه الطالب.
فقلق الاختبار من المواضيع المهمة التي تؤثر على الطلاب سلبا أو إيجابا،
فالقلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الاختبارات هو أمر طبيعي وسلوك
عرضي مألوف مادام في درجاته المقبولة، ويعد داف عا إيجابيا ، وه و مطلو ب
لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر، أما إذا أخذ أعرا ضا غير طبيعية كعدم النوم
وفقدان الشهية وعدم التركيز وكثرة التفكير في الاختبار، وعد م القدر ة عل ى
استدعاء المعلومات من الذاكرة، والانشغال في النتائج المترقبة فإن هذه الأعراض
وغيرها تربك الطالب وتعرقل أداءه المطلوب في الاختبار، مما ينتج عنه قلق ما
يسمى (بقلق الاختبار) و لاشك في أنه كلما قضينا في المدرسة أيا ما أكثر أصبحنا
أكثر توافًقا وانسجا ما مع الاختبارات.
وكذلك يصاحب فترة الاختبارات التحصيلية المدرسية بع ضأعرا ض
القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب، وإنما لدى أسرهم أيضا، ويعرف القلق لغة
بأنه الحركة والاضطراب، وقلق الاختبار حالة نفسية تتصف بالخوف والتوقع أي
أنه حالة انفعالية تعتري بعضالطلاب قبل وأثناء الاختبارات مصحوب ة بتوت ر
وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مع التركيز المطلو ب أثن اء
الاختبار مما يؤّثر سلبا على المهام العقلية في موقف الاختبار، ويعود سببها إلى أن
الطالب يدرك موقف التقييم ( الاختبار) على أّنه موقف تهديد للشخصية.
أما القلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الاختبارات فه و أم ر
طبيعي، و سلوك عرضي مألوف ما دام في درجاته المقبولة ويعد دافعا إيجابي ا
وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر.أما إذا أخذ أعراضا غير طبيعية
كعدم النوم المتصل وفقدان الشهية وعدم التركيز الذهني، وتسلط بعضالأفكار الو
سواسية، وبعضالاضطرابات الانفعالية والجسمية فهذه هي حالة قلق الاختبا ر
التي نحن بصدد الحديث عنها والتأكيد على سبل الوقاية منها وعلاجها، مع توظيف
وتوجيه القلق الدافع ( الإيجابي ) توظيفا إرشاديا يؤدي إلى مزيد م ن الإنتاجي ة
لجميع الطلاب في بيئة آمنة ، وذلك انطلاقا من المبدأ السيكولوجي والذي ين ص
على أنه :كلما زاد القلق ( القلق الطبيعي ) زاد مستوى التركي ز والأداء وكلم ا
وصل القلق إلى مستوى القلق المرضي كلما أدى ذلك إلى تناقصالتركيز .
وتعتبر مشكلة قلق الاختبار من أهم وأعقد المشاكل النفسية التي تواجه ل
يس فقط التلميذ، ولكن أيضا تواجه الأسرة بأكملها، فالضغوط النفسية التي تقع علي
عاتق أبنائها الطلاب سواء أكانت ضغو ً طا أسرية متمثلة في رغبة الأسرة في تفوق
أبنائها وحصولهم علي أعلي تقدير، أم ضغوطا مدرسية متمثلة ف ي المناه ج
المدرسية ونظم الاختبارات، والتفاعل القائم بين الطالب والمدرسين والزملاء ،
والحرصعلي عدم الفشل، وارتفاع مستوي طموح الفرد، كل هذه الضغوط تتجسد
في مشكلة قلق الاختبار ،ومن الجدير بالذكر، انه لا يوجد بيت من البيوت يخلو من
مشكلة القلق الناش ئ عن الاختبارات، وخصو صا إذا كانت هذه الاختبارات تحدد
مستقبل الإنسان وما تسببه من توتر لجميع أفراد الأسرة. (عبد الظاهر الطي ب،
(٣٩٠ ،١٩٩٤
ويتضح مما سبق الاهتمام بهذه الظاهرة يزداد لا لكونها ظاهرة نفسية فقط
بل لأنه تعدي ذلك ليصبح شك لًا من أشكال الاضطراب، ومن هنا لا بد للباحث
أن يلفت الانتباه إلي أن قلق الاختبار يعتبر أقرب إلي حالة القلق، ويرتبط بسم ة
القلق، ويعبر قلق الاختبار عن الحالة التي يصل إليها الطالب نتيجة الزيادة ف ي
درجة الانزعاج، والانفعالية من أداء الاختبار، وفي ضوء النظر إلي القلق كحالة
أو كسمة، فان قلق الاختبار يرتبط بقلق الحالة أكثر من ارتباطه بقلق السمة، وعليه
يمكن أن يتحول قلق الاختبار كحالة إلي قلق الاختبار كسمة إذا ل م نستط ع أن
نخفضمن ذلك القلق ونعمل علي ترشيده.
٣-تعريف قلق الاختبار:
وهو قلق الاختبار المعتدل، ذو التأثير الايجابي المساعد، والذي يعتبر قلًقا
دافعيا يدفع الطالب للدراسة والاستذكار والتحصيل المرتفع، وينشطه ويحفزه علي
الاستعداد للامتحانات وييسر أداء الاختبار.
: Debilitative ب-قلق الاختبار المعسر
وهو قلق الاختبار المرتفع، ذو التأثير السلبي المعوق ، حي ث تتوت ر
الأعصاب ويزداد الخوف والانزعاج والرهبة، ويستثير استجابات غير مناسبة ،
مما يعوق قدرة الطالب علي التذكر والفهم، ويربكه حين يستعد للامتحان، ويعسر
أداء الاختبار، وهكذا فإن قلق الاختبار المعسر (الزائد أو المرتفع )، قل ق غي ر
(٩٨ ، ضروري ويجب خفضه وترشيده .( حامد زهران، ٢٠٠٠
٥-مكونات قلق الاختبار :
يشير المهتمين في هذا المجال إلي أن قلق الاختبا ر يتضم ن مكوني ن
أساسيين هما كالتالي:
حيث ينشغل الفرد بالتفكير ف ي :Worry ١-المكون المعرفي أو الانزعاج
تبعات الفشل، مثل فقدان :المكانة والتقدير ، وهذا يمثل سمة القلق.
حيث يشعر الفرد بالضيق : Emotionality ٢-المكون الانفعالي : أو الانفعالية
والتوتر والهلع من ،الاختبارات، وبالإضافة إلي مصاحبات فسيولوجية، وهذا يمثل
(٢٤٦ ، حالة القلق.(سامر جميل رضوان، ٢٠٠٢
٦-أعراض ومظاهر قلق الاختبار :
يعد قلق الاختبار من نوع قلق الحالة تميي زا له عن قل ق السم ة وم ن
الأعراضالتي تنتاب الفرد أثناء تعرضه لقلق الاختبار ما يلي:
-التوتر والأرق وفقدان الشهية، وتسلط بعضالأفكار الو سواسية قبيل وأثناء ليالي
الاختبار.