د ٠ صافيناز أحمد كمال إبراهيم
أستاذ مساعد - كلية التربية والعلوم الإنسانية - جامعة طيبة بالمدينة المنورة
الملخص :
من مجالات التحول التى طرأت على الدراسات والبحوث النفسية والتربوية الانتقال من
الاهتمام بالدراسات الوصفية القائمة على وصف وتفسير الظواهر إلى الدراسات التجريبية القائمة على
التحكم والضبط فى متغير أو أكثر للتعرف على أثره فى متغير أو عدة متغيرات تابعة ٠ والبرامج
الإرشادية والعلاجية ما هى إلا تصميم من تصميمات الدراسات التجريبية التى تسعى لإحداث تغيير
مقصود فى سلوك عينة من المفحوصين ٠بمعنى أن هذه البرامج باستراتيجياتها المختلفة هى المتغير
المستقل ، وتغيير سلوك المفحوصين هو المتغير التابع ٠
وهدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على فاعلية البرامج الإرشادية والعلاجية فى خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال من خلال مراجعة ( ١٥ ) برنامجًا فى رسائل للماجستير والدكتوراه و
وأسلوب ، Meta- Analysis بحوث منشورة فى المجلات العلمية ، وباستخدام ما وراء التحليل
كمدخل لتقويم فاعلية هذه البرامج أظهرت النتائج ما يلى : Effect Size حجم التأثير
- غالبية البرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى خفض اضطرابات الانتباه اكتفت فقط
بصدق المحكمين دون التحقق من ثبات عناصر وبنود البرنامج ٠
- أكثر الاستراتيجيات الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى هذه البرامج هى : الإرشاد الأسرى
، أساليب وفنيات تعديل السلوك ( التعزيز ، والنمذجة ، والمناقشة ، وأداء الأدوار ، والتلقين ، وتكلفة
الاستجابة ، والانتباه ، والأداء الحركى ، والدافعية ، والواجبات المنزلية ) ، واستراتجيات ما وراء
المعرفة ، وفنيات التحكم الذاتى ، والتعليمات الذاتية ، والمهارات الاجتماعية ، والتدريب على الضبط
الذاتى ٠
- أكثر التصميمات التجريبية المستخدمة فى تنفيذ البرامج الإرشادية والعلاجية هو التصميم
التجريبى لمجموعتين تجريبية وضابطة مع قياس قبلى وبعدى ٠
- حجم التأثير للبرامج الإرشادية والعلاجية فى خفض اضطرابات الانتباه كبير ٠
- حجم العينة المستخدمة فى هذه البرامج صغير ، وبالتالى فالأساليب الإحصائية لا بارامترية
٠
- الفترات الزمنية المستخدمة لتنفيذ هذه البرامج قصيرة ، بالإضافة إلى الاكتفاء بحساب
الفروق بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة ، أو متوسطات درجات القياسين
القبلى والبعدى لمعرفة تأثير البرنامج دون وجود قياس تتبعى لمعرفة التأثير على المدى البعيد ٠
المقدمة :
تتطلب عملية التعلم من التلاميذ أن يركزوا انتباههم أثناء استقبال المعلومات ،
ويشكل هذا صعوبة لدى بعض التلاميذ حيث يتشتت انتباههم مع زيادة النشاط الحركى
والاندفاعية ، ويتسم هؤلاء التلاميذ بعدم الاستقرار داخل حجرة الدراسة وخارجها ، مما
يؤدى إلى ظهور بعض المشكلات التى تنتشر بين هؤلاء التلاميذ وزملائهم من جهة
وبينهم وبين معلميهم من جهة أخرى ، الأمر الذى يؤدى إلى انخفاض مستوى تحصيلهم
بالإضافة إلى انخفاض تقدير الذات ، ، ( Barkely & et al , 1992 : الدراسى ( 164
: والاكتئاب ، والتشاؤم ، وفتور الشعور بالسعادة (أحمد طنطاوى وعفاف عجلان ، ١٩٩٥
٠ وتكوين مفهوم سلبى عن الذات ، ونقص الدافعية للدراسة ، والسلوك العدوانى ، (٦٥
ونقص المهارات الاجتماعية ، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية جيدة (أحمد عبد
١٤٢ ) ويوصف هؤلاء التلاميذ بأنهم يعانون من : الرحمن والسيد أبو هاشم ، ٢٠٠٢
Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD) * اضطرابات الانتباه
٣
٥%) من كل المواطنين الأمريكيين - وتشير بعض الإحصاءات إلى أن حوالى ( ٣
٧%) من أطفال المدارس يعانون من هذا الاضطراب ، أما فى بريطانيا - ، وأن ( ٥
فحوالى ( ١.٨ %) من الأطفال يعانون من النشاط الزائد وهم يشكلون جزءًا من ( ٥%) من
أطفال المدارس الذين يعانون من اضطراب الانتباه والحركة ( سحر الخشرمى ، ٢٠٠٤
٢٠ %) من تلاميذ - ٠بينما يشير محمود حمودة ( ١٩٩٨ ) إلى أن حوالى ( ٥ ( ٢٢:
المرحلة الابتدائية فى أمريكا يظهر لديهم هذا الاضطراب ، أما فى مصر فتتراوح نسبة
)(% ٠ وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنها تبلغ ( ١٠.٥ (%٦.٢- انتشاره بين ( ٣.٤
٠ وفى المملكة العربية السعودية بلغت نسبة انتشاره (٨١ : أشرف عبد القادر ، ١٩٩٣
١٨ ) فى حين تشير دراسة جمال الحامد : حوالى ( ٩.٦ %) ( عادل اليامى ، ١٩٩٣
٢٠٠٢ ) أن نسبة انتشار اضطراب الانتباه ( ١٦.٥ %)، واضطراب الانتباه المصحوب )
، (% بنشاط حركى زائد تصل إلى ( ١٦.٧
________________
* يستخدم مصطلح اضطرابات الانتباه فى هذه الدراسة للإشارة إلى اضطراب الانتباه
المصحوب بنشاط حركة زائد واندفاعية ٠
والنشاط الزائد والاندفاعية معًا ( ١٢.٦ %) ، كما أوضحت الدراسة أن نسبة
الانتشار تتناسب عكسيًا مع المستوى التعليمى للأبوين ، والإقامة ، والمستوى الاقتصادى
والاجتماعى للأسرة ، والترتيب الميلادى للطفل ، ويكثر انتشاره بين الأطفال الذين
يتصفون بالعدوانية ، والاتكالية ، والتصرفات غير المقبولة اجتماعية مقارنة بغيرهم من
الأطفال العاديين ٠ ويزداد هذا الاضطراب بين التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر ذات
٤
مستوى اقتصادى واجتماعى منخفض ليصل إلى حوالى ( ٢٠ %) فى بعض المجتمعات
٠ (٦٦ : (أحمد عثمان وعفاف عجلان ، ١٩٩٥
من الواضح اختلاف نسب انتشار هذا الاضطراب طبقًا لتعريفه وأدوات تشخيصه
والتعرف عليه فض ً لا عن متغيرات أخرى مثل الجنس ، والعمر ، والمستوى الاقتصادى
والاجتماعى ٠ وبشكل عام تصل حالات الذكور إلى أربعة أضعاف حالات الإناث ٠ وفى
إحصاءات أخرى يتبين أن ( ٩٠ %) من الأطفال الذين يتم تصنيفهم على أنهم يعانون من
٠ (٢٣ : اضطرابات الانتباه هم من الذكور (سحر الخشرمى ، ٢٠٠٤
يتضح مما سبق أن مشكلة اضطرابات الانتباه يعانى منها الكثير من أطفال
المدارس مما يترتب عليه وجود أعباء إضافية تواجه المعلمين عند التعامل مع هؤلاء
الأطفال ٠ وهو الأمر الذى يتطلب البحث عن العلاج المناسب للتصدى لتلك المشكلات
وزيادة اندماج هؤلاء التلاميذ مع أقرانهم العاديين فى جميع الأنشطة المدرسية ٠
وتعددت اتجاهات علاج اضطرابات الانتباه لدى الأطفال تبعًا لتعدد الأسباب
المؤدية إليه من ناحية ، وتبعًا لتعدد اهتمامات المتخصصين والباحثين الذين اهتموا بهذه
المشكلة من ناحية أخرى ٠ ومن أهم الأساليب المستخدمة في خفض حدة اضطراب
الانتباه لدى الأطفال : البرامج الإرشادية ( سهام السلاموني ، ٢٠٠١ ) ، (رضا كشك ،
٠ والبرامج العلاجية ومنها العلاج السلوكى أو ( ٢٠٠٢ ) ، (صافيناز كمال ، ٢٠٠٤
العلاج السلوكى المعرفى ( أميرة بخش ، ١٩٩٧ ) ، ( سعيد دبيس والسيد السمادوني ،
١٩٩٨ ) ، ( زينب شقير ، ١٩٩٩ ) ، (ظافر القحطاني ، ٢٠٠٥ ) ، (هشام الخولى ،
٢٠٠٥ ) والتى أظهرت نتائجها جميعًا وجود تحسن فى مستوى أداء الأطفال ذوى
اضطرابات الانتباه ، وانخفاض حدة هذا الاضطراب بالرغم من اختلاف البيئات التى
٥
أجريت فيها ، ونوعية العينة وحجمها ، والاستراتيجية المستخدمة فى التدريب أو العلاج
٠ وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل هل هذا التحسن فعلى ومستمر أم أنه وقتى ويزول بزوال
المؤثر وهو الاستراتيجية المستخدمة أو وقت البرنامج ؟ ٠ والدراسة الحالية ما هى إلا
محاولة للتعرف أكثر على الجوانب الإيجابية والسلبية فى هذه البرامج للاستفادة منها فيما
بعد حتى يمكن التخفيف من حدة هذه الاضطرابات ٠
تساؤلات الدراسة :
انتشر فى الفترة السابقة إعداد الباحثين للعديد من رسائل الماجستير والدكتوراه
والبحوث النفسية والتربوية التى تهتم بتصميم وتنفيذ برامج تدريبية وعلاجية ، وتسعى كل
هذه الدراسات لتحقيق مقومات الإعداد والتنفيذ الجيد للبرامج ٠ وبالإضافة إلى وجود
توصيات بضرورة تقويم البرامج التدريبية والعلاجية ، والتعرف على حدودها الزمنية
فإن الدراسة الحالية تحاول التعرف (Powell , والمكانية ، والأكثر فعالية منها ( 2006:102
على خطوات التصميم والتنفيذ ومدى جودة البرامج المقدمة للتلاميذ الذين يعانون من
اضطرابات الانتباه ٠وعلى ذلك تتحدد مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيسى التالى : " هل
يتحقق للبرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى خفض اضطرابات الانتباه المعايير
المقبولة من حيث ( التشخيص ، والإعداد ، والتنفيذ ، والتقويم ) ؟ ٠ ويتفرع من هذا
التساؤل الأسئلة التالية :
١- ما أكثر المحكات استخدامًا فى التعرف على الأطفال ذوى اضطرابات
الانتباه ؟
٢-هل يتحقق للبرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة في خفض اضطرابات
الانتباه درجة مقبولة من الخصائص السيكومترية (الصدق والثبات ) ؟ ٠
٦
٣- ما الاستراتيجيات الإرشادية والعلاجية الأكثر استخدامًا فى برامج خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٤- ما التصميمات التجريبية المستخدمة لتنفيذ البرامج الإرشادية والعلاجية
المستخدمة في خفض اضطراب الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٥- ما حجم التأثير للبرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٦- هل يختلف حجم التأثير باختلاف نوعية العينات المستخدمة فى البرامج
الإرشادية والعلاجية لخفض اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٧- هل يختلف حجم التأثير باختلاف المدة الزمنية للبرنامج المستخدمة فى خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
أهداف الدراسة : تتحدد أهداف الدراسة الحالية فى التعرف علي :
١- تعريف القارئ العربي في مجال البحوث والدراسات النفسية والتربوية
بأسلوب حجم التأثير كأحد الأساليب الكمية الحديثة فى تجميع وتوليف نتائج البحوث
والدراسات السابقة ٠
٢- فاعلية البرامج الإرشادية والعلاجية باستخدام حجم التأثير ، ودرجة اختلاف
هذه الفاعلية باختلاف بعض المتغيرات سواء الخاصة بطبيعة البرامج أو نوعية العينة ٠
أهمية الدراسة : تكمن أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية :
١- تتناول الدراسة تقويم البرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة بهدف خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ، وبالتالى فإن مناقشة وتحليل خطوات تصميم وتنفيذ هذه
البرامج قد يثمر فى تحسين جودة النتائج التى نخرجبها من الدراسات التي تناولتها
أستاذ مساعد - كلية التربية والعلوم الإنسانية - جامعة طيبة بالمدينة المنورة
الملخص :
من مجالات التحول التى طرأت على الدراسات والبحوث النفسية والتربوية الانتقال من
الاهتمام بالدراسات الوصفية القائمة على وصف وتفسير الظواهر إلى الدراسات التجريبية القائمة على
التحكم والضبط فى متغير أو أكثر للتعرف على أثره فى متغير أو عدة متغيرات تابعة ٠ والبرامج
الإرشادية والعلاجية ما هى إلا تصميم من تصميمات الدراسات التجريبية التى تسعى لإحداث تغيير
مقصود فى سلوك عينة من المفحوصين ٠بمعنى أن هذه البرامج باستراتيجياتها المختلفة هى المتغير
المستقل ، وتغيير سلوك المفحوصين هو المتغير التابع ٠
وهدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على فاعلية البرامج الإرشادية والعلاجية فى خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال من خلال مراجعة ( ١٥ ) برنامجًا فى رسائل للماجستير والدكتوراه و
وأسلوب ، Meta- Analysis بحوث منشورة فى المجلات العلمية ، وباستخدام ما وراء التحليل
كمدخل لتقويم فاعلية هذه البرامج أظهرت النتائج ما يلى : Effect Size حجم التأثير
- غالبية البرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى خفض اضطرابات الانتباه اكتفت فقط
بصدق المحكمين دون التحقق من ثبات عناصر وبنود البرنامج ٠
- أكثر الاستراتيجيات الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى هذه البرامج هى : الإرشاد الأسرى
، أساليب وفنيات تعديل السلوك ( التعزيز ، والنمذجة ، والمناقشة ، وأداء الأدوار ، والتلقين ، وتكلفة
الاستجابة ، والانتباه ، والأداء الحركى ، والدافعية ، والواجبات المنزلية ) ، واستراتجيات ما وراء
المعرفة ، وفنيات التحكم الذاتى ، والتعليمات الذاتية ، والمهارات الاجتماعية ، والتدريب على الضبط
الذاتى ٠
- أكثر التصميمات التجريبية المستخدمة فى تنفيذ البرامج الإرشادية والعلاجية هو التصميم
التجريبى لمجموعتين تجريبية وضابطة مع قياس قبلى وبعدى ٠
- حجم التأثير للبرامج الإرشادية والعلاجية فى خفض اضطرابات الانتباه كبير ٠
- حجم العينة المستخدمة فى هذه البرامج صغير ، وبالتالى فالأساليب الإحصائية لا بارامترية
٠
- الفترات الزمنية المستخدمة لتنفيذ هذه البرامج قصيرة ، بالإضافة إلى الاكتفاء بحساب
الفروق بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة ، أو متوسطات درجات القياسين
القبلى والبعدى لمعرفة تأثير البرنامج دون وجود قياس تتبعى لمعرفة التأثير على المدى البعيد ٠
المقدمة :
تتطلب عملية التعلم من التلاميذ أن يركزوا انتباههم أثناء استقبال المعلومات ،
ويشكل هذا صعوبة لدى بعض التلاميذ حيث يتشتت انتباههم مع زيادة النشاط الحركى
والاندفاعية ، ويتسم هؤلاء التلاميذ بعدم الاستقرار داخل حجرة الدراسة وخارجها ، مما
يؤدى إلى ظهور بعض المشكلات التى تنتشر بين هؤلاء التلاميذ وزملائهم من جهة
وبينهم وبين معلميهم من جهة أخرى ، الأمر الذى يؤدى إلى انخفاض مستوى تحصيلهم
بالإضافة إلى انخفاض تقدير الذات ، ، ( Barkely & et al , 1992 : الدراسى ( 164
: والاكتئاب ، والتشاؤم ، وفتور الشعور بالسعادة (أحمد طنطاوى وعفاف عجلان ، ١٩٩٥
٠ وتكوين مفهوم سلبى عن الذات ، ونقص الدافعية للدراسة ، والسلوك العدوانى ، (٦٥
ونقص المهارات الاجتماعية ، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية جيدة (أحمد عبد
١٤٢ ) ويوصف هؤلاء التلاميذ بأنهم يعانون من : الرحمن والسيد أبو هاشم ، ٢٠٠٢
Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD) * اضطرابات الانتباه
٣
٥%) من كل المواطنين الأمريكيين - وتشير بعض الإحصاءات إلى أن حوالى ( ٣
٧%) من أطفال المدارس يعانون من هذا الاضطراب ، أما فى بريطانيا - ، وأن ( ٥
فحوالى ( ١.٨ %) من الأطفال يعانون من النشاط الزائد وهم يشكلون جزءًا من ( ٥%) من
أطفال المدارس الذين يعانون من اضطراب الانتباه والحركة ( سحر الخشرمى ، ٢٠٠٤
٢٠ %) من تلاميذ - ٠بينما يشير محمود حمودة ( ١٩٩٨ ) إلى أن حوالى ( ٥ ( ٢٢:
المرحلة الابتدائية فى أمريكا يظهر لديهم هذا الاضطراب ، أما فى مصر فتتراوح نسبة
)(% ٠ وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنها تبلغ ( ١٠.٥ (%٦.٢- انتشاره بين ( ٣.٤
٠ وفى المملكة العربية السعودية بلغت نسبة انتشاره (٨١ : أشرف عبد القادر ، ١٩٩٣
١٨ ) فى حين تشير دراسة جمال الحامد : حوالى ( ٩.٦ %) ( عادل اليامى ، ١٩٩٣
٢٠٠٢ ) أن نسبة انتشار اضطراب الانتباه ( ١٦.٥ %)، واضطراب الانتباه المصحوب )
، (% بنشاط حركى زائد تصل إلى ( ١٦.٧
________________
* يستخدم مصطلح اضطرابات الانتباه فى هذه الدراسة للإشارة إلى اضطراب الانتباه
المصحوب بنشاط حركة زائد واندفاعية ٠
والنشاط الزائد والاندفاعية معًا ( ١٢.٦ %) ، كما أوضحت الدراسة أن نسبة
الانتشار تتناسب عكسيًا مع المستوى التعليمى للأبوين ، والإقامة ، والمستوى الاقتصادى
والاجتماعى للأسرة ، والترتيب الميلادى للطفل ، ويكثر انتشاره بين الأطفال الذين
يتصفون بالعدوانية ، والاتكالية ، والتصرفات غير المقبولة اجتماعية مقارنة بغيرهم من
الأطفال العاديين ٠ ويزداد هذا الاضطراب بين التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر ذات
٤
مستوى اقتصادى واجتماعى منخفض ليصل إلى حوالى ( ٢٠ %) فى بعض المجتمعات
٠ (٦٦ : (أحمد عثمان وعفاف عجلان ، ١٩٩٥
من الواضح اختلاف نسب انتشار هذا الاضطراب طبقًا لتعريفه وأدوات تشخيصه
والتعرف عليه فض ً لا عن متغيرات أخرى مثل الجنس ، والعمر ، والمستوى الاقتصادى
والاجتماعى ٠ وبشكل عام تصل حالات الذكور إلى أربعة أضعاف حالات الإناث ٠ وفى
إحصاءات أخرى يتبين أن ( ٩٠ %) من الأطفال الذين يتم تصنيفهم على أنهم يعانون من
٠ (٢٣ : اضطرابات الانتباه هم من الذكور (سحر الخشرمى ، ٢٠٠٤
يتضح مما سبق أن مشكلة اضطرابات الانتباه يعانى منها الكثير من أطفال
المدارس مما يترتب عليه وجود أعباء إضافية تواجه المعلمين عند التعامل مع هؤلاء
الأطفال ٠ وهو الأمر الذى يتطلب البحث عن العلاج المناسب للتصدى لتلك المشكلات
وزيادة اندماج هؤلاء التلاميذ مع أقرانهم العاديين فى جميع الأنشطة المدرسية ٠
وتعددت اتجاهات علاج اضطرابات الانتباه لدى الأطفال تبعًا لتعدد الأسباب
المؤدية إليه من ناحية ، وتبعًا لتعدد اهتمامات المتخصصين والباحثين الذين اهتموا بهذه
المشكلة من ناحية أخرى ٠ ومن أهم الأساليب المستخدمة في خفض حدة اضطراب
الانتباه لدى الأطفال : البرامج الإرشادية ( سهام السلاموني ، ٢٠٠١ ) ، (رضا كشك ،
٠ والبرامج العلاجية ومنها العلاج السلوكى أو ( ٢٠٠٢ ) ، (صافيناز كمال ، ٢٠٠٤
العلاج السلوكى المعرفى ( أميرة بخش ، ١٩٩٧ ) ، ( سعيد دبيس والسيد السمادوني ،
١٩٩٨ ) ، ( زينب شقير ، ١٩٩٩ ) ، (ظافر القحطاني ، ٢٠٠٥ ) ، (هشام الخولى ،
٢٠٠٥ ) والتى أظهرت نتائجها جميعًا وجود تحسن فى مستوى أداء الأطفال ذوى
اضطرابات الانتباه ، وانخفاض حدة هذا الاضطراب بالرغم من اختلاف البيئات التى
٥
أجريت فيها ، ونوعية العينة وحجمها ، والاستراتيجية المستخدمة فى التدريب أو العلاج
٠ وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل هل هذا التحسن فعلى ومستمر أم أنه وقتى ويزول بزوال
المؤثر وهو الاستراتيجية المستخدمة أو وقت البرنامج ؟ ٠ والدراسة الحالية ما هى إلا
محاولة للتعرف أكثر على الجوانب الإيجابية والسلبية فى هذه البرامج للاستفادة منها فيما
بعد حتى يمكن التخفيف من حدة هذه الاضطرابات ٠
تساؤلات الدراسة :
انتشر فى الفترة السابقة إعداد الباحثين للعديد من رسائل الماجستير والدكتوراه
والبحوث النفسية والتربوية التى تهتم بتصميم وتنفيذ برامج تدريبية وعلاجية ، وتسعى كل
هذه الدراسات لتحقيق مقومات الإعداد والتنفيذ الجيد للبرامج ٠ وبالإضافة إلى وجود
توصيات بضرورة تقويم البرامج التدريبية والعلاجية ، والتعرف على حدودها الزمنية
فإن الدراسة الحالية تحاول التعرف (Powell , والمكانية ، والأكثر فعالية منها ( 2006:102
على خطوات التصميم والتنفيذ ومدى جودة البرامج المقدمة للتلاميذ الذين يعانون من
اضطرابات الانتباه ٠وعلى ذلك تتحدد مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيسى التالى : " هل
يتحقق للبرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى خفض اضطرابات الانتباه المعايير
المقبولة من حيث ( التشخيص ، والإعداد ، والتنفيذ ، والتقويم ) ؟ ٠ ويتفرع من هذا
التساؤل الأسئلة التالية :
١- ما أكثر المحكات استخدامًا فى التعرف على الأطفال ذوى اضطرابات
الانتباه ؟
٢-هل يتحقق للبرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة في خفض اضطرابات
الانتباه درجة مقبولة من الخصائص السيكومترية (الصدق والثبات ) ؟ ٠
٦
٣- ما الاستراتيجيات الإرشادية والعلاجية الأكثر استخدامًا فى برامج خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٤- ما التصميمات التجريبية المستخدمة لتنفيذ البرامج الإرشادية والعلاجية
المستخدمة في خفض اضطراب الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٥- ما حجم التأثير للبرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة فى خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٦- هل يختلف حجم التأثير باختلاف نوعية العينات المستخدمة فى البرامج
الإرشادية والعلاجية لخفض اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
٧- هل يختلف حجم التأثير باختلاف المدة الزمنية للبرنامج المستخدمة فى خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ؟ ٠
أهداف الدراسة : تتحدد أهداف الدراسة الحالية فى التعرف علي :
١- تعريف القارئ العربي في مجال البحوث والدراسات النفسية والتربوية
بأسلوب حجم التأثير كأحد الأساليب الكمية الحديثة فى تجميع وتوليف نتائج البحوث
والدراسات السابقة ٠
٢- فاعلية البرامج الإرشادية والعلاجية باستخدام حجم التأثير ، ودرجة اختلاف
هذه الفاعلية باختلاف بعض المتغيرات سواء الخاصة بطبيعة البرامج أو نوعية العينة ٠
أهمية الدراسة : تكمن أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية :
١- تتناول الدراسة تقويم البرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة بهدف خفض
اضطرابات الانتباه لدى الأطفال ، وبالتالى فإن مناقشة وتحليل خطوات تصميم وتنفيذ هذه
البرامج قد يثمر فى تحسين جودة النتائج التى نخرجبها من الدراسات التي تناولتها