د . زياد بركات
دكتوراة علم النفس التربوي
استاذ علم النفس المساعد
جامعة القدس المفتوحة
برنامج التربية
منطقة طولكرم التعليمة
فلسطين
هدفت هذه الى التعرف ع لى مستوى التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض المتغيرات
الديمغرافية والتربوية ، ولهذا الغرض اختار الباحث عينة مكونة من ( 200 ) طالبًا وطالبة ملتحقين في جامعة
القدس المفتوحة – منطقة طولكرم التعليمية ، موزعين تبعًا لمتغيرات الدراسة موضع البحث ، كما استخدم
مقياس التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة تم اعداده لهذا الغرض . ولقد تكشفت نتائج هذه الدراسة
عن :
40 % ) من أفراد الدراسة قد أظهروا نمطًا من التفكير الايجابي منهم ما نسبته , 1. أن ما نسبته ( 5
16 % ) من الاناث . , %40 ) من الذكور و ( 5 )
2. وجود فروق جوهرية بين درجات الطلاب على اختبار التفكير الايجابي والسلبي تعزى لمتغيرات :
الجنس وعمل الام ، وذلك لمصلحة الطالبات الاناث والطلاب أبناء الامهات غير العاملات .
3. عدم وجود فروق جوهرية بين درجات الطلاب على اختبار التفكير الايجابي والسلبي تعزى لمتغ يرات :
التحصيل الاكاديمي ، و مكان السكن ، وعمل الاب ، ومستوى تعليم الاب والام .
كما نوقشت نتائج هذه الدراسة في ضوء اطارها النظري والدراسات السابقة وتم تقديم بعض
المقترحات والتطبيقات التربوية واقتراح بعض التوصيات ذات العلاقة .
The Positive and Negative Thinking: Field
Study on University Students among Some
Variables
Dr. Zeiad Barakat
Al – Quds Open University
Palestine
Abstract
This study aimed at identifying the level of positive and negative thinking
on university students among some demographic and educational
variables. To achieve this purpose the positive and negative thinking
scale ( PNTS) had been applied to (200 ) students of both five in deferent
faculties of Al – Quds Open University , ( 100 females , 100 males of age
between 18 – 46 years ) . The results indicated that:
1. Only (40.5 %) from the study subject showed positive thinking
(16.5% males and 24% females).
2 . There were statistical significance differences between student's scores
on positive and negative thinking due to variables: Gender, and mother's
employee, in favor of females and non-employee mother's sons.
3 . There were no statistical significance differences between student's
scores on positive and negative thinking due to variables: Academic
achievement, specialization, residency, father's profession, parent's
education level.
Fainaly, in light of the study results and discussion
مقدمةِ
يُعد التفكير عام ً لا من العوامل الاساسية في حياة الانسان فهو الذي يساعد على توجه الحياة وتقدمها
، كما يساعد على حل كثير من المشكلات وتجنب الكثير من الاخطار ، وبه يستطيع الانسان السيطرة والتحكم
على امور كثيرة وتسييرها لصالحه ، فالتفكير عملية عقلية معرفية وجدانية راقية ُتبنى وتؤسس على محصلة
العمليات النفسية الاخرى ، كالادراك والاحساس والتحصيل والابداع ، وكذلك على العمليات العقلية كالتذكر
والتمييز والتعميم والمقارنة والاستدلال والتحليل ، ومن ثم يأتي التفكير على قمة هذه العمليات العقلية والنفسية
وذلك للدور الكبير الذي يلعبه في المناقشات وحل المسائل الرياضية وغيرها ، ح تى أنه لا يمكن الاستغناء
عنه في عمليات اكتساب المعرفة وحل المشكلات التي تواجه الانسان .
تتميز عملية التفكير أيضًا بأنها عملية إنسانية وتتطلب عملية تنميتها وتعلمها جهودًا متميزة من
أطراف عديدة، في مراحل العمر المختلفة، وهي ذات صلة بالنواحي الوراثية والبي ئية من حيث المجالات
المختلفة: الجسمية، والاجتماعية، والانفعالية، والثقافية، والحضارية، والانسان يولد ولديه آلة التفكير وهي
وان هذا العقل البشري يركز على شيء معين ،( Brain ) العقل أو أردنا التسمية البيولوجية العلمية فهو المخ
بحد ذاته، ويحاول ان يلغي الفشل من حياته ويفكر بالسعادة، ويحاول دائمًا ان يلغي التعاسة من حياة الفرد،
فالعقل ( المخ ) يعطي أوامره مباشرة الى الاحاسيس والحركات الداخلية والخارجية للابقاء على الخبرات
السارة والغاء الخبرات غير السارة، ولهذا يجب ان يتدرب الانسان على مهارة التفكير الايجابي، لتح ويل كل
أفكاره واحاسيسه لكي تكون في خدمة مصالحه وحاجاته، بد ً لا من ان تكون ضد وبعكس هذه المصالح
والحاجات.
ومن هنا، فإن للمناهج الدراسية بعامة والمقرارات الدراسية الجامعية بخاصة دور كبير ومهم في
تنمية وتطوير التفكير ومهاراته لدى الطلبة وا لدارسين، إذ يتم عن طريقها تعليم الطلاب على التنظيم
والتسلسل في تفكيرهم، وتطبيق هذه المهارات التفكيرية داخل وخارج المؤسسات التعليمية والتربوية، فمن
الواجب أن يتعلم الأطفال والشباب ويتدربوا على آلية التفكير الايجابي ومهاراته أثناء التحاقهم بالمدارس
والجامعات، حتى يتسنى لهم إتقان هذا النمط من التفكير الفعال والمنظم الذي يوصل بصاحبه إلى السعادة
حينما قال عن ( Smith, 1993 p والحياة المنتجة، وهنا لابد من التوقف والتأمل بقول المربي سميث ( 9
فعالية عملية التعلم والتعليم " لا يعنيني ماذا يعلمون أولادي، ولا يعنيني ماذا يدرسون، إنما كل ما يعنيني حقًا
هو أن يتعلموا كيف يفكرون، إذ يجب أن يتعلموا كيف يتخذون قراراتهم بأنفسهم "، لذا، فإن الإنسان كائن
عقلاني يتشكل نمط حياته العام تبعًا لنوعية الحركة المعرفية والادراكية التي يتخذها في موقف معين، وحسب
أساليبه الاستدلالية والمعرفية التي يستخدمه ا في هذا الموقف، لأن تغيير الكثير من الأخطاء التي يعيشها
الأفراد وتغيير الواقع المرير إلى واقع سليم يعتمد بشكل أساسي على الأسلوب التفكيري الذي يستخدمونه في
هذا التغيير، لأن ما يعيشه هؤلاء الأفراد من واقع سيء ومتردي هو نتاج عمليات التفكير الخاطئ التي
يمارسونها إثناء حياتهم، وتراكم هذه الخبرات حتى تصبح بهذا الواقع، ومن هنا كان لا بد من تغيير أو على
.( الأقل تعديل أساليب وأنماط التفكير التي يستخدمها الأفراد لتغيير هذا الواقع (معاش، 2003
5
وكلما كان هذا التفكير ايجابيًا كلما أدى إلى حل فاعل وناجع لهذه المشكلة، وك لما كان هذا التفكير
سلبيًا كلما أدى إلى التعامل مع هذه المشكلات بأساليب سطحية وخاطئة، سواء كان ذلك بتضخيم هذه
المشكلات والمبالغة في التعامل معها وبالتالي عدم الوصول إلى حل مقنع لها، أو بتبسيطها واختزالها
واستسهالها واتباع أساليب سلبية في التعامل مها، وبالت الي عدم الوصول إلى حل مناسب لها، وعلى وجه
الأجمال، فإن التفكير السلبي إرتبط بتدهور المستوى الصحي وازدياد الحالات المرضية كالكئابة والاضطراب
النفسي وغير ذلك، حيث تشير الدراسات والبحوث النفسية والتربوية إلى أن الاضطراب النفسي والعقلي ليس
ناشئًا من المواقف الص عبة التي تحيط بالفرد بقدر ما هو ناجم عن حالة اليأس الذي تنتابه اتجاه تلك المواقف،
والذي يوحي إليه بالعجز والفشل اتجاهها، وهذا ما يعبر عنه بالتفكير السلبي للحياة، والذي يجعل الفرد ينظر
Johnson, ) إلى حياته والى الحياة من حوله بمنظار مظلم قاتم، ويجعله أكثر تعاسة وتشاؤمًا في نهج تفكيره
؛Kenneth & Kenneth, 2004 ؛Frank, 2004 ؛Jbeard, 2003 ؛Bhatnagar, 2003 ؛2002
.(Whyte, 2004
لم تعد المعرفة غاية بحد ذاتها، وإنما أصبح التركيز على المفهوم الوظيفي لتلك المعرفة، لذا
أصبحت الجامعات مطالبة وبشكل فعلي للاستجابة وا لتفاعل مع ظروف ومتطلبات مجتمعاتها من خلال نشر
المعارف العلمية والتقنية عن طريق التدريس الجامعي الفعال الذي ليعتمد على الحفظ والتلقين والتلقي السلبي،
وإنما يعتمد على النقاش الفكري الايجابي المثمر، والحوار البناء القادر على الفهم والتحليل الناقد، ومن هنا
تتبن أهمية الجامعات في إعداد الأجيال ورفد المجتمعات بهذه الأجيال القادرة على البحث والتقصي والابتكار،
والقادرة على ممارسة التفكير الناجح والفعال، هذا التفكير الذي أصبح يعرف بالتفكير الراقي (
لأنه يتجاوز التفكير السطحي الساذج ( التعويضي، 2004 ). وفي هذا المجال ( Advanced thinking
نتذكر ما أورده المفكر " باولو فرايري " في كتابه تعليم المقهورين ( 1985 ) من أن على المجتمعات النامية
أن تغير من طريقة تدريس أبناءها من طريقة التلقين الطريقة التي اسماها التعليم البنكي إلى استخدام طريقة
الحوار والنقاش والتفاعل المثمر ب ين المعلم والمتعلم، كما سبقه المفكر والتربوي " جون ديوي " في كتابه كيف
حيث أشار إلى الاهتمام بالتفكير وتنشئة الفرد وتعليمه كيف يفكر ( حبيب، ( How to thinking ) تفكر
.( 1996
ومن هنا، يتجلى الاهتمام بموضوع هذه الدراسة وأهدافها المهتمة بتقديم إطار نظري فكري حول
التفكير الايجابي والتفكير السلبي، ومعرفة طبيعة توافر هاذين النمطين من التفكير لدى طلبة الجامعة في
ضوء بعض المتغيرات، لأن معرفة هذه الأساليب والأنماط التفكيرية لدى الطلبة يؤدي إلى معرفة الأجيال
التي سوف تتحمل مسؤولية بناء مستقبل المجتمع، كما يساعد ذلك في تنمية أساليب التدريس المناسب في
الجامعات بحيث تخدم وتسهم في إكساب الطلبة مهارات التفكير المختلفة.
6
الإطار النظري
تتضمن لغة التفكير كثيرًا من التعبيرات المجازية المشنقة من لغة الإدراك مما يوحي بنوع من هذا
والواقع أن هذا التشابه المجازي هو انعكاس ،( Perception ) والإدراك ( Thinking ) التشابه بين التفكير
لتشابه أعمق بين الإدراك والتفكير، وهناك من بين الدارسين والباحثين في علم النفس من يؤكد على أن
القوانين الأساسية التي يخضع لها الإدراك هي ذاتها القوانين التي يخضع لها التفكير، وهذا ما تؤكده الدراسات
Binet ) وعلماء النفس المعرفيين من مثل بينيه ،( Gestalt ) النظرية والامبيريقية لعلماء النفس ا لجشطالت
وغيرهم، وما قوانين التشابه والاختلاف، والصورة والخلفية، ( Piaget ) وبياجيه ( Bruner ) ) وبرونر
Tincher, وإعادة التنظيم، إلا بعض من هذه القوانين التي استخدمها العلماء على وجود هذا التشابه( 2003
)، على أن شيوع هذا الخلط والتداخل بين التفكير والإدراك ليس من قبيل المصادفة، لأن التفكير والإدراك
لهذا التداخل هي: ( Blunden, هما مفهومان متداخلان ومن الممكن تحديد ثلاثة جوانب ( 2004
1. إذا كان التفكير يعني ما يفكر به الإنسان أو ما ينتبه إليه من مثيرات وأشياء ، فإنه من المؤكد أن أفكارنا
كثيرًا ما تكون أفكار عن أشياء مدركة أص ً لا بالنسبة لنا .
2 . إن التفكير يعني حل المشكلات التي تواجه الأفراد وكثيرًا ما تشتمل هذه المشكلات على علاقات
زمانية ومكانية تتضمن عملية حلها إدراك جيد لهذ ه العلاقات، كما هو الحال في العمل في المتاهات
الميكانيكية أو تصميم زي معين، أو تصميم خارطة ما وغير ذلك.
3 .أن التشابه بين عمليات الإدراك وعمليات التفكير عملية كبيرة ومعقدة ومتشابكة ومتداخلة.
تفسيرًا لكيفية حدوث عملية الانتقال من (Brey ) وفي هذا المجال يقدم العالم التربوي وليام بري
عالم بسيط يتسم بالتمركز حول الذات والتفكير السلبي إلى آخر اجتماعي يتسم بأنه أكثر تعقيدًا وذو تفكير
ايجابي ناقد، ويظهر ذلك في عدد من المواقف التطورية ( مايرز، 1993 ) كالآتي:
أي تمثل حالة من التبسيط المعرفي لدى Duplicity ) 1. الموقف الأول عرضه بري تحت اسم الثنائية
الفرد حيث يعتقد في هذا الموقف إن العالم يقسم إلى ( صحيح ) و ( جيد ) مقابل ( خطأ ) و ( سيئ )
فقط، وقد تم تفسير ذلك اعتمادًا على الاختلاف في التفسيرات التي تصل إلى الفرد من خلال مجموعات
مرجعية مختلفة كالأسرة والمدرسين والأصحاب والأقران.
حيث يدرك الطلاب إن عدم اليقين ( Multiplicity ) 2. الموقف الثاني عرضه بري تحت اسم التعددية
موجود إزاء حلول المشكلات والمسائل والقضايا المختلفة، وان مصادر المعرفة ( Doubted ) ( الشك
المختلفة لا تملك دائمًا إجابات واضحة لهذه المشكلات والقضايا، وان الطلبة يعتقدون ويقنعون بتعدد
الآراء والقيم ووجهات النظر، وينظرون إليها على أساس أنها مشروعة وممكنة الاحتمال.
وفي هذا الموقف يدرك الطلاب إن Relativism ) 3. الموقف الثالث عرضه بري تحت اسم النسبية
هناك مجالات تحتمل وجود الكثير من وجهات النظر، وان العوامل ا لمحيطة بالمشكلة تساعد على إيجاد
الحلول المناسبة لها، وفي هذه المرحلة لا تقرر الجهات المسئولة كيفية تفكير الطلاب بل إن هؤلاء
الطلاب يبدلون بتكوين القرارات الخاصة بهم نتيجة لقناعاتهم ومعتقداتهم.
7
وهنا يصبح الطالب Commitment ) 4. الموقف الرابع والنهائي عرضه بري تحت عنوان الالتزام
قادر على تحمل مسؤولية اختياراته، ويرى إن هناك تفوق ملموس في هذه المرحلة يطرأ على عمليات
التفكير الناقد والايجابي لدى الطلاب نتيجة لانتقالهم من مرحلة الثنائية إلى مرحلة التعددية.
على أنه من الثابت أن لعملية التفكير وظيفة تختلف عن غيره من العمليات العقلية الأخرى كالإدراك
حيث إن ،( Attention ) والانتباه ،( Imagination ) والتخيل ،( Memory ) والتذكر ،(Perception )
التفكير يعتبر عملية مستقلة عن المثيرات الحاضرة أو الموجودة في الموقف، بينما العمليات العقلية الأخرى
فجميعها تعمل عن طريق الإثارة الحسية المرتبطة بالمثيرات الخارجية، فالتفكير ما هو إلا سلسلة متتابعة
محددة لمفاهيم رمزية تثيرها مشكلة معينة تحتاج إلى حل من نوع محدد، وان سعي الفرد لحل هذه المشكلة
هو مؤشر ودلالة على وجود وأهمية التفكير لمواجهة هذه المشكلة، فالتفكير يتضمن معالجة د اخلية لعناصر
الموقف من جهة، ومن جهة أخرى يقوم على تجهيز الفرد المثيرات الداخلية لديه حيث لا تتوافر في الموقف
و الاستنباط ( Inductive ) الادراكي الراهن، وبذلك فإن التفكير يعتمد على عمليتين ذهنيتين هما: الاستقراء
والتي يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية على انه لا تتميز عملية .( Deductive ) أو الاستنتاج
التفكير بأنها إنسانية فحسب، وإنما إنها عملية تتطلب تنميتها واكتسابها جهودًا متميزة من أطراف عدة ( غانم،
تصنيفًا للتفكير يشتمل على أربعة أصناف تبدأ بابسط الأعمال ( Dewy ) 1995 )، ويقترح هنا ديوي
الذهنية وتنتهي بأكثرها تعقيدًا وهذه الأصناف هي :
1. التصورات العابرة وأحلام اليقظة.
2. القصص التصويرية والخيالية والحوادث غير الحقيقية التي تحضر في الذهن دون قصد
موضوعي.
3. الاعتقاد بالأشياء التي لا تحتاج إلى برهان أو إثبات، وتكون هذه الاعتقادات عادة مقبولة بدون
أي شك، باعتبار أنها مثبته، وفي هذا النوع من التفكير يكمن خطر نشؤ الأوهام والخرفات.
4. التفكير التحليلي: وهو أدق أنواع التفكير، إذ يتطلب تحليل المشاكل والحقائق قبل الحكم عليها
وعلى صحتها أو عدمه. وهنا، يفترض ديوي أن التفكير هو الأداة الصالحة لمعالجة المشاكل
والتغلب عليها، حيث يمر التفكير عند ديوي في مراحل مختصرة تبدأ بوجود المشكلة ذاتها، ثم
Parrott & ) جمع المعلومات حولها، ووضع الفروض والتحقق منها، للوصول إلى النتائج
.( Parrott, 2004
لكن قد يلجأ بعض الأفراد إلى نمط من التفكير الخاطئ الذي يسهم في حل المشكلات التي تو اجههم
بالشكل المطلوب والمتوقع منهم، ومن بعض هذه الأخطاء القاتلة التي توصل الفرد إلى التفكير السلبي ( بكار،
؛Patterson, 2003 ؛Bhatnagar, 2003 ؛ الحمادي، 2003 ؛ معاش، 2003 ؛Cavanagh, 2002 ؛1993
Whyte, 2004 ؛Sharma, 2004 ؛Frank, 2004 ؛ العوضي، 2004 ؛Tincher, 2003
وهي نظرة سطحية ضيقة للأشياء وتعتبر ( Making Causal Inferences ) 1. النظرة الجزئية
أساس قاصر للتفكير وهو خطأ في الإدراك أو الفهم، وهو يقوم على تقويم الكل على أساس
الجزء الذي أدركه أو فكر فيه من الموقف الكلي.
2. السلم الزماني: حيث يتم التركيز على فترة زمنية محددة وغالبًا ما تكون قريبة وحاضرة،
فيبقى هذا النمط من التفكير تفكيرًا انيًا وخاصًا لا يحسب أي حساب للمستقبل.
8
وهنا ينصب التفكير فقط على ما يحققه للفرد من Egocenteric ) 3. التمركز حول الذات
مصلحة خاصة، بمعنى أن الإدراك والتفكير لدى الفرد في هذه الحالة تتصف بالتفكير الذاتي مع
والسير وراء المؤثرات والانفعالات ،(Decent ration ) غياب مفهوم النحن الاجتماعي
الوجدانية وتضخيم هذه المواقف العاطفية دون رؤية عميقة للموقف مع انعدام الثقة بالنفس.
وهو شعور الفرد بالغرور والتعالي في نمط تفكيره Arrogance ) 4. الغرور والعجرفة
ويعتبر هذا الشعور من الأخطاء الشائعة في تفكير الأشخاص، ويصل بأصحابه إلى البحث في
أمور لا تحتاج إلى تفسير منطقي لأنها تتسم بالوضوح فهو يضخمها بشكل مبالغ فيه حتى
يعطي نفسه العذر لمناقشتها ومتابعتها.
ويعتبر ذلك أحد مظاهر الجمود في التفكير يقوم First Impression ) 5. الانطباع الأولي
على الفهم الخاطئ، ويتسم هذا النمط من التفكير بالتسرع والاندفاع في اتخاذ القرارات حول
مشكلة ما، دون الإمعان والتعمق فيها، لذا لا بد للفرد من أن يكون قادر على تعديل وتغيير
تصوراته الناتجة عن الانطباع الأول للأشياء والظواهر إذا ما ثبت له خطأ هذه الانطباعات.
( Generalization ) وهو رغبة الفرد بإطلاق تعابير معممة Extremism ) 6. التطرف
وحدية سلبًا أو ايجابًا، ويعتبر ذلك من معوقات التفكير الايجابي، حيث يقوم تفكير الفرد هنا
على تعميم تقويم الأشياء من خلال تقويم جزء أو عنصر أو خاصية واحدة، وباستخدام تعابير
لغوية حاسمة وقاطعة غير قابلة للتغيير أو التعديل، ويقود ذلك إلى سلوكيات تؤثر بشكل كبير
على العلاقة مع الآخرين.
أي عدم وجود أهداف مثالية وعظيمة في حياة Vacuum ) 7. الفراغ وانعدام وجود الأهداف
الفرد وعدم وجود طموحات عالية لديه تشغل تفكيره، مما يؤدي إلى وجود فراغ فكري لديه.
ويعني ذلك عدم امتلاك الفرد Judgment and Perception ) 8. اتجاهات الحكم والتقدير
للمعايير الموضوعية والسليمة التي تحدد له الانطباع الصحيح أو الخطأ للأشياء، فتصبح
قراراته ناتجة عن التصورات الأولية السطحية، النابعة عن المشاعر والأحاسيس والميول
والاتجاهات النفسية والاجتماعية غير المقنعة، وغير العقلانية، مما يؤدي ذلك إلى الخطأ
والفشل في التفكير والإدراك.
أي قد يتأثر حكم الفرد الحالي للظاهرة السلوكية أو Halo Effect ) 9. تأثير الهالة العام
الأشياء نتيجة لمعرفته السابقة عن ه ذه الظاهرة أو الشيء، فإن كانت فكرته ومعرفته السابقة
ايجابية سوف تؤثر على تقويمه لها حتى وان كانت سلبية، والعكس صحيح، حيث تؤثر فكرته
السلبية السابقة لها على تقويمه السلبي للظاهرة حتى وان كانت ايجابية في الوقت الراهن.
أي استخدام الفرد في حكمه وتقويمه للأشياء Stereotyping ) 10 . القوالب أو الأنماط المسبقة
على أساس وضعها على شكل قوالب جاهزة، متأثرًا في حكمه على هذه الأشياء بالخصائص
العامة الايجابية أو السلبية عن هذه القوالب المعدة مسبقًا، والإشكالية هنا، هي أن التفكير بهذه
الحالة يقوم على التعميم، وقد يكون هذ ا التعميم خاطا، لأن هناك فروق فردية واضحة بين
الأفراد لا يمكن تعميم أحكامنا وتجاهل هذه الاختلافات الفردية.
سمات التفكير السلبي مقارنة بالتفكير الايجابي
Johnson, ) بعد تحليل العديد من الدراسات التي عنيت ببحث نمطي التفكير الايجابي والسلبي
Moro, ، ألعوضي، 2004 ؛Sharma, 2003 ؛Maurizio, 2003 ؛ 2002 ؛ بكار، 2003 ؛ لحمادي، 2003
أمكن ،(Whyte, 2004 ؛Wools ton, 2004 ؛Talin, 2004 ؛Paul, 2004 ؛ Allergist, 2004؛2004
إظهار السمات والخصائص الأساسية للتفكير السلبي من خلال مقارنته بالتفكير الايجابي، وذلك كما هو مبين
في جدول المقارنة الآتي:
سمات التفكير السلبي سمات التفكير الايجابي
1. الفرد صاحب التفكير السلبي ذو فكر متصلب
غير قادر على ( Dogmatism ) شديد الجمود
التخلص من أرائه حتى لو بدا له خطؤها .
Flexible ) 1.بينما صاحب التفكير المرن
الايجابي فإنه يُذعن للحق ويتوق إلى thinking )
معرفة الجديد من المعلومات سواء كان موافقًا أو
مخالفًا لها.
2. اللغة التي يستخدمها صاحب التفكر السلبي تميل
إلى المغالاة والحدية والقطعية والتعميم،
ومفرداته التي يستخدمها قوية وصارمة،
ورموزه مغلقة وحاسمة غير قابلة للتعاطي مع
الرأي الأخر.
2. أما صاحب التفكير الايجابي فإن لغته ومفرداته
تتمتع بالمرونة قابلة للأخذ والعطاء، قادر على
الحوار والمناقشة العلمية، قادر على الدخول في
مناقشات وحوارات مثمرة ومفيدة بالنسبة له
وللآخرين.
3. يتميز بتخلف الطرح وتدني مستوى المقولات
والمفاهيم لديه بسبب قناعاته المتصلبة والجامدة.
3. بينما مداخلاته وطروحاته تمتاز بالسمو والرقي
حيث مفاهيمه ومقولاته منطقية وقابلة للتعديل
والتغيير إذا اقتضت الحاجة لذلك.
4. يتصف الفرد ذو التفكير السلبي بضعف
الإحساس الوجداني نحو الآخرين فلا يهمه أن
يلقي بالكلام الخشن والجارح نحوهم، دون أن
يأبه بما يسببه لهم من أذى لاحساساتهم.
4. بينما صاحب التفكير الايجابي فيتصف بقدرته
الفائقة على اختيار كلامه بحيث لا يجرح الآخرين
ولا يستهزئ بهم، ويقدم نقده وملاحظاته للآخرين
على شكل نقد بناء ومفيد.
5. يتصف صاحب التفكير السلبي بالثرثرة وإعطاء
انطباع للآخرين بأنه مثقف وأن لديه إجابات لكل
سؤال مهما كان نوعه وفي كل المواقف، فهو
يستخدم عدد معين من المفاهيم والمصطلحات
والمبادئ الجاهزة والمحددة، والتي يستخدمها في
كل موقف سواء كانت مناسبة أو غير مناسبة،
وبالتالي يكون حديثه لا جدوى منه مليء
بالمغالطات العلمية والمنطقية.
5. أما ص احب التفكير الايجابي الذي يتصف بفكر
مستنير وقادر على إبداء الرأي مع احترام الرأي
الأخر، ويستخدم ما يناسب من مفاهيم ومصطلحات
للموقف أو موضوع النقاش دون زيادة أو تقصان،
وبالتالي يكون حديثه مناسب للموقف ومقنع للطرف
الأخر.
6. يميل صاحب التفكير السلبي إلى إعطاء
المستمعين له صورة مثالية عنه وعن شخصيته
6. أما الفرد صاحب التفكير الايجابي فيحاول قدر
الامكان إعطاء تصور طبيعي وواقعي عن ذاته أمام
10
تأبى طبائع الناس تحقيقها، ولكن سريعًا ما
تتكشف هذه الصورة وسريعًا ما يراه الآخرون
على حقيقته، وسبب ذلك ناتج عن نقص في
الشفافية وقلة الخبرة بواقع الحال بالنسبة له.
الآخرين، ويقدم نفسه للآخرين بشفافية وبشكل
متواضع، لأنه يدرك أن المثالية والكمال ليست من
صفات البشر وبالتالي لا حاجة إلى تقنيع شخصيته
بما لا يفيد ولا يلزم.
7. يتمتع أيضا صاحب التفكير السلبي بضعف
المعالجة وافتقاره للأساليب والحلول الفعالة
للمشكلات، بسبب استخدامه للأسلوب التقليدي
في البحث والتفكير والذي لا يتناسب مع
التصورات الجديدة والمعاصرة.
7. بينما يتمتع صاحب التفكير الايجابي بامتلاكه
لأساليب مبتكرة وجديدة تناسب التطور الحاصل، فهو
بذلك يعتبر من الأفراد المبدعين القادر على إعطاء
حلول ناجعة وفاعلة للمشكلات المحيطة له ولغيره.
8. عادة ما يقع أصحاب التفكير السلبي في مواقف
من الإرباك ويضعون أنفسهم في ورطات حرجة
أثناء النقاشات المختلفة، نتيجة للتناقضات الفكرية
حيث لا يمتلكون الخلفية الثقافية الواسعة التي
تساعدهم على متابعة النقاش بموضوعية.
8. بينما يحرص أصحاب التفكير الايجابي بأن لا
يحدث ذلك معهم ويساعدهم على ذلك امتلاكهم
ناصية من الفكر والثقافة والمرونة الفكرية التي
تساعدهم على تجنب مثل هذه المواقف المحرجة .
أعراض التفكير السلبي
كما وسبق أن تبين إن التفكير السليم الا يجابي هو عبارة عن مجموعة من العمليات العقلية والنفسية
والاجتماعية التي يقوم بها الفرد من فهم واستيعاب، ومحاكمة واستدلال، وتذكر واسترجاع، وهي تدور عادة
حول موضوع ما، بشكل مترابط ومتناسق، وبتسلسل منطقي معقول، بينما التفكير المضطرب والسلبي فإن
الدراسات والبحوث قد أظهرت بعض الجوانب والمظاهر التشخيصية آلاتية له:
أو ً لا: اضطرابات التفكير: وتظهر في الجوانب التشخيصية الآتية:
حيث يكون الانتقال من فكرة إلى أخرى دون أن يستكمل Context thinking ) 1. سياق التفكير
الفكرة الأولى، أو الدوران حول نفس الفكرة مرات ومرات، أو ا لكف عن الحديث عن فكرة قبل الانتهاء
.( Sharma, منها، أو الدخول في ذكر تفاصيل كثيرة حول الفكرة لا لزوم لها في سياق الحديث ( 2003
ويكون على شكل أفكار غير مترابطة منطقيًا أو على شكل Content thinking ) 2. محتوى التفكير
أوهام وأفكار غير ثابتة، ويدور التفكير هنا ح ول أحداث تشبه الأحلام، ويظهر هذا الإضراب على شكل
عدم قدرة الفرد على التفكير في المفاهيم المجردة التصورية، أواللجؤ إلى التفكير المبهم البعيد عن الأفكار
.( Whyte, 2004 ؛Sharma, الحقيقية للأشياء ( 2003
أي ظهور حالة من الفتور وا لخمول في التفكير أو ما تسمى Neuropathy ) 3. اضطراب الشعور
بحيث ( Delerium ) كما قد يظهر ذلك على شكل هذيان فكري ،( Cama ) بحالة السبات في التفكير
يكون ذهن الفرد في هذه الحالة ما بين اليقظة والنعاس ويصل احيانًا إلى حالة الإغماء التام ( حبيب،
.( Johnson, 2002 ؛1996
11
ويظهر ذلك على شكل زيادة القدرة على تذكر تفاصيل Memory disorder ) 4. اضطراب الذاكرة
دقيقة جدًا لبعض الخبرات التي مر بها الفرد، والتي يؤدي تذكره لها إلى حا لة من الضيق والكدر والقلق،
وبخاصة في حالة الخبرات غير السارة، أو أن يظهر ذلك على شكل فقدان الفرد لجزء من ذكرياته أو
.( Mnro, 2004 ؛Tincher, 2003 ؛Johnson, لذكرياته كاملة ( 2002
بمعنى أن يظهر الفرد المضطرب نمط من التفكير Emotional disorder ) 5. اضطراب الانفعالي
غير المتناسب مع الموقف كمًا ونوعًا، بحيث يظهر الفرد بعض المفردات اللغوية غير المعبرة بشكل
؛ دقيق عما يجول في خاطره من أفكار، فيقع نتيجة لذلك ببعض الأخطاء والأوهام ( غانم، 1995
.( Lagenguist, 2004
6. اضطراب السلوك الحركي: ويظهر ذلك على شكل تكرار لبعض الحركات العصبية أو بعض التعابير
والمفردات دون أن يكون لها حاجة أو ضرورة، كما تظهر لدى الفرد في هذه الحالة بعض الحركات
.( المقلوبة أو المصطنعة على شكل أنماط من السلوك الآلية غير المقنعة للموقف ( الحمادي، 2003
ثانيًا: القناعات الخاطئة
تؤدي القناعات الخاطئة والتفكير الخاطئ إلى مشكلات في التكيف وفي الصحة النفسية، وفيما يلي
Cavanagh, توضيح لبعض النماذج من هذه القناعات الخاطئة في التفكير ( 2002
بمعنى أن يحكم الفرد على مجموعة من الأشياء أو الأفراد Overgeneralization ) 1. التعميم الزائد
بناء على جزء أو مظهر واحد من هذه الأشياء.
أي إعطاء أهمية مبالغ فيها لموضوع معين بحيث All – or - Nothing ) 2. كل شيء أو لا شيء
يصبح هذا الموضوع محور ت فكير الفرد ولا يجد بديل له ، ويسعى إلى تحقيقه دون غيره وقد يصل إليه
وقد لا يصل كأن يقول لنفسه إما أن ادرس الطب مث ً لا أو لا ادرس إطلاقا .
استخدام عبارات تقدم إحكام مطلقة قاطعة لا تأخذ Absolute sentences ) 3. الجمل المطلقة
الاحتمالات المختلفة بعين الاعتبار، واستخدام مفردات لغوية في غير موضعها.
4. استمرار الوضع قائمًا زمانيًا: أي عدم الثقة بالمستقبل واستخدام الأفكار المتشائمة من الحياة على
افتراض أن ما كان موجودًا في الماضي سيبقى كما هو في الحاضر والمستقبل.
وتؤدي هذه القناعات الخاطئة إلى أخطاء وجمود في التفكير، والمشكلة في هذه القناعات الخاطئة
مقاومتها المستمرة لأي محاولة للتعديل والتغيير إلى درجة كبيرة، حتى أن بعض الناس الذين يحملون مثل
هذه القناعات على استعداد للتضحية بكل شيء دفاعًا عنها، ومن الأسباب التي تجعل من هذه القناعات
الخاطئة مقاومة للتعديل والتغيير أنها:
أ. تمتاز بالخصوصية بحيث لا يتم التعبير عنها شعوريًا وإنما يعبر عنها بشكل لا شعوري وبالتالي يصعب
إدراكها من قبل الفرد بوضوح، فهو لا يتحدث عنها ولا يستطيع مناقشتها مع الآخرين لأنه ا خفية وغير
ظاهرة.
ب. تظهر بعض هذه القناعات في مراحل الطفولة الباكرة فتصبح أساسية في حياة الفرد لا يستطيع الاستغناء
عنها في سبيل التكيف مع متتطلبات الحياة، وتتحول بذلك إلى أنماط من العادات الثابتة والراسخة في تفكير
الفرد غير قابلة للتعديل والتغيير لقناعته فيها.
12
ج. لا يتنازل عنها الفرد ببساطة وبسهولة لأنه قد توصل إليها من خلال ف ترة زمنية طويلة، لدرجة أن بعض
الأفراد الذين يحملون هذه القناعات الخاطئة يسعون إلى إثبات صحة هذه القناعات، باتباع أساليب وطرق
مختلفة لأنهم يفضلون أن يكونوا على حق أكثر من تفضيلهم لأن يكونوا أكثر سعادة وأكثر صدق
وموضوعية، ومن بين هذه الطرق والأساليب التي يلجأ إليها هؤلاء الأفراد:
بحيث يحاول الفرد تجاهل وتجنب المعلومات أو الإحداث Selection ignoring ) 1. التجاهل الانتقائي
أو المواقف أو الوقائع التي تنفي هذه القناعات أو تناقضها، ويبقي ويثبت ادراكه كله حول المواقف
والوقائع التي تميز هذه القناعات الخاطئة وتؤكدها ولو أنها غير موضوعية.
يركز الفرد حامل هذه القناعات الخاطئة انتباهه على أي Selection attention ) 2. الانتباه الانتقائي
ملاحظة تثبت قناعاته الخاطئة ولا يركز على دون ذلك.
أي محاولة الفرد لتفسير الوقائع التي Imitative reinforcement ) 3. المكافأة أو التعزيزات الزائفة
يصادفها في حياته بشكل خاطئ باعتبارها تتضمن مكافأة أو تشجيع لهذه القناعات الخاطئة، كما يحاول
بعض الأفراد الذين يحملون هذه القناعات طلب الإطراء والمديح لهذه القناعات، فإذا ما حصل الفرد على
هذه التعزيزات والإطراءات بين الفينة والأخرى ممن حوله فإن هذه القناعات الخاطئة تزداد رسوخًا
.( Extinction ) وتثبتًا لديه وتصبح أكثر مقاومة للامحاء
4. اختيار الأصدقاء: يقوم الفرد باختيار أصدقائه الذين يحملون قناعات تشبه قناعاته مما يؤدي إلى أن
يعمل كل فرد من أفراد هذه العلاقة على اختيار وانتقاء الوقائع والأحداث التي تثبت هذه القناعات
الخاطئة وروايتها وتكرارها بشكل يزيد من تركيز الانتباه عليها.
العوامل التي تؤثر على التفكير الايجابي والتفكير السلبي :
1. التنشئة الاجتماعية والتحديات التي تواجهها:
تواجه التنشئة الاجتماعية في عالمنا العربي والإسلامي اليوم نوعين من التحديات: أحداهما داخلي
بمعنى أنه نابع من المجتمع ذاته وأنظمته ومعاييره ونسقه المختلفة، والآخر خارجي، بمعنى انه مصدره
خارج حدود المجتمع المتمثل بالمتغيرات التي تدخل على ثقافة المجتمع من الثقافات الأخرى نتيجة للتفاعل
السلبي أو الايجابي ( الحمادي، 2003 )، لقد كانت التنشئة الاجتماعية في المجتمعات التقليدية محصورة في
عدد قليل ومحدود من المؤسسات التربوية والاجتماعية، كالأسرة والمدرسة والجماعة والمسجد والجيرة،
بحيث تساند هذه المؤسسات بعضها البعض لتحقيق تنشئة متوازية سليمة، بعيدًا عن التناقض والتصارع
والمنافسة فيما بين أهدافها، ولكن مع تطور المجتمعات وهجرة الأسر أو بعض أفرادها من الريف إلى المدن
الكبيرة تعددت وسائط التنشئة الاجتماعية، لتشتمل إضافة إلى ما هو موجود، الفيديو والتلفزيون والإذاعة
والسنما والمسرح والصحافة والكمبيوتر والانترنت والقنوات الفضائية، والتي تتعارض فيم ا بينها من حيث
الأهداف والأساليب والوسائط، وينعكس هذا التناقض والتصارع بين هذه المؤسسات على عملية التنشئة
الاجتماعية فتصبح مشوشة، فينعكس كل ذلك على شخصية الفرد ونفسيته فيصاب بالاضطرابات النفسية
.( المختلفة ( حبيب، 1996
13
كما أن تعقد الحياة العصرية ومتطلباتها الأساسية والكمالية التي أصبحت الأخيرة منها نتيجة لهذا
التطور أساسية في كثير من الحالات، مما أدى إلى اضطراب العلاقات الأسرية وتفككها، وهذا انعكس ايضًا
سلبًا على عملية التنشئة الاجتماعية وتجسد ذلك في الاضرابات العلاقة بين الزوجين، والانفصال أو الطلاق،
أو الخلافات الزوجية، أو تعدد الزوجات، كل ذلك يؤدي إلى نتائج وخيمة على الأطفال بسبب غياب الوالد عن
البيت، وغياب ألام العاملة وفقدان الأولاد مصدر العطف والحنان والتوجيه والتدبير، فهذا الواقع الجديد للحياة
الأسرية إضافة إلى تدني دخل الأسرة المادي وانحراف معايير الأسرة الاجتماعية وعدم الاستقرار، كل ذلك
.( أسهم في تقليص دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ( أيوب، 2002 ؛ العوضي، 2004
2.الحروب:
لعل القول المشهور في هذا المجال بأن الحروب يصنعها الكبار ويقع ضحيتها الصغار هو أكبر
تعبير عن مدى التأثير المعنوي والنفسي لهذه الحروب على الأطفال، حيث تؤكد كثير من الدراسات والبحوث
النفسية على أن أخطر آثار الحروب هي التي تظهر على الأطفال من حيث فقدان التوازن النفسي لديهم،
وظهور الكثير من المشكلات النفسية كالقلق الشديد والفزع والتعاسة والعدوانية والعصاب النفسي وغير ذلك،
وتقول أخصائية الطب النفسي والعقلي نعمة البدراوي في هذا المجال " أن الصدمات التي يتعرض لها الطفل
بفعل الإنسان أقسى وأشد مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخًا في الذاكرة "
( البدراوي، 2003 )، ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات والخبر ات غير السارة في فترات
متقاربة، فتتراكم هذه الخبرات لدى الطفل والشاب على شكل مشكلات نفسية واجتماعية عميقة بخاصة إذا لم
يتمكن الأهل أو المجتمع احتواء هذه الحالات من خلال مساعدة الطفل على تجاوز هذه المشكلات، ومن أهم
الحالات النفسية والاجتماعية التي يتعرض له ا الطفل والشاب خلال الحرب: سوء التغذية، المرض، التشرد،
اليتم، الفواجع بسبب المشاهدة العنيفة، ارتكاب أعمال العنف، العجز والاتكالية.
3. المناخ الأسري:
لا يوجد هناك من المؤسسات أو الهيئات التي تستطيع أن تلعب الدور الذي تلعبه الأسرة في حياة
الأفراد، ومن أهم السمات المميزة لهذا المناخ الأسري ( الطواب، 1991 ؛ البدراوي، 2003
أ. تشجيع الأبناء على الاستقلالية في التفكير واتباع أسلوب الحوار والنقاش والتفاهم وليس أسلوب إلقاء
الأوامر وأسلوب الطاعة العمياء، وذلك من خلال ما تقدمه من شعور بالأمن والاطمئنان للطفل.
ب. التخلص ما أمكن من أساليب التربية غير السوية كالقسوة والتهديد والتوبيخ ، والسخرية والعقاب البدني
والمعنوي ، أو التدليل الزائد ، والنبذ والإهمال ، أو التذبذب وعدم الثبات في أسلوب معاملة الأبناء .
ج. توفير مثيرات متنوعة ومختلفة وعديدة أمام الأبناء لإتاحة الفرص ة لديهم للاختيار من بينها ما يناسب
قدراتهم وميولهم واتجاهاتهم.
د. تنمية حب الاستطلاع عند الأبناء وتعزيزه لديهم من أجل تطوير قدراتهم العقلية والإبداعية.
4. المدرسة:
المدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية تقوم بعمليات التعليم والتربية معًا وهي تقوم بوظيفتين تكادان
تكونان متناقضتين هما: الأولى تتعلق بنقل التراث والمحافظة عليه، والثانية تتعلق بالتغير ومواكبة التطور،
14
والنظام التعليمي الجيد هو الذي يستطيع التوفيق بين هذين الجانبين، ولقد نشأت المدرسة عندما تطورت
المجتمعات وتعقدت المعارف وتعددت وأصبحت الأسرة غير قادرة على تحمل أعباء هذه الوظائف بمنفردها،
وتمشيًا مع سياسة ديمقراطية التعلم والتعليم عمدت معظم المجتمعات المتقدمة منها والنامية الى توفير
مؤسسات تعليمية رسمية يتلقى فيها ابناؤها العلوم والمعارف المختلفة والمتطورة، وبالرغم من أن قيام
المدرسة قد سلب المؤسسات التربو ية التقليدية كثيرًا من مهامها، لكنها لا يمكن ان تحل محلها بأي حال من
.( الاحوال، وبقيت تلك المؤسسات وبخاصة الاسرة تعمل في خط متوا ٍ ز مع المدرسة ( غانم، 1995
والمدرسة هي المؤسسة التربوية الرسمية الوحيدة التي يمكنها تقديم خدمات تربوية متوازنة للافراد،
بمعنى انها تمتاز عن غيرها من المؤسسات بتقديم الخدمات التعليمية والتربوية بشكل مخطط ومنظم حسب
العمر الزمني والعقلي للتلميذ، وهذا غير متوفر بأ ٍ ي من المؤسسات الاخرى على أهميتها، والمدرسة بشكل
عام ، مثلها مثل المؤسسات المختلفة، تتكون من مجموعة من العناصر الاساس ية التي تتكامل مع بعضها
البعض بنائيًا وتتساند وظيفيًا للحفاظ على استمرارية هذه المؤسسة وبقائها، وهذه العناصر تتفاعل في اطار
School ) المدرسة كمؤسسة أو نظام اجتماعي، وهي التي تحدد ما يطلق عليه فاعلية المدرسة
البدراوي ، 2003 )، ومن هذه الع ناصر المعلم والمتعلم ومدير المدرسة والمنهاج ) ( Effectiveness
والتقنيات والوسائط المستخدمة والتقويم، وكلما تكاملت هذه العناصر وقامت بوظائفها بشكل سليم كلما قدمت
المدرسة خدماتها بالشكل المطلوب، وكلما حصل هناك قصور أو عجز في واحدة أو أكثر من هذه العناصر
كلما انخفضت فاعلية المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية .
5. شعور الفرد بالنقص والدونية :
ويعتبر هذا العامل من العوامل المهمة التي تؤثر في نمط واسلوب التفكير لدى الفرد فتجعله تفكيرًا
ايجابيًا أو سلبيًا، وهناك عدة اسباب تؤدي الى احساس الفرد بالنقص والدونية أهمها:
أ . التربية غير السوية: يؤكد معظم علماء النفس على ان التربية والتنشئة الخاطئة لها تأثير خطير في تكوين
الفرد النفسي والاجتماعي وتوجيه سلوكه توجيهًا سويًا، فإن قامت التربية والتنشئة على الخوف والتوتر
والانفعال والصراع الدائم والمتكرر، فإنها تؤدي الى بلورة شخصية مضطربة لدى الافراد وهذا ينعكس في
سلوكه وفي استعداده للاصابة بالامراض النفسية والعقلية، لذا، فإنه لا بد من توفير اساليب تربوية يسودها
التعاطف والحنان بين أفراد الاسرة، وتوفير تربية تحترم الفرد وتتقبل مشاعره واتجاهاته ( جامعة القدس
.( المفتوحة، 1992
ب. الحرمان والقيود الاجتماعية: ينشأ الفرد في مجتمعاتنا ومنذ الطفولة المبكرة لنظم اجتماعية قمعية تقوم
على الحرمان والسيطرة، وتتعدد اشكال هذا الحرمان فقد يكون حرمانًا ماديًا، أو يكون حرمانًا من المكانة
والمركز الاجتماعي، أو حرمانًا من ابداء الراي بحرية، كل ذلك يحد من قدرة الفر د على ممارسة التفكير
.( الايجابي المثمر، ويجعله عرضة للضطراب الفكري والتطرف فيه ( البدراوي، 2003
ج. هيمنة النظم السياسي المتخلفة : إن الأنظمة السياسية الرجعية المتخلفة تسعى دائمًا إلى إشعار مواطنيها
بالعجز والضعف والنقص ، حتى يبقى هؤلاء المواطنين مسلوبي الإرادة وبحاجة إلى هذه الأنظمة ، ولا
يفكرون بغير إشباع حاجاتهم الأساسية في الحياة ولا يطالبون بحقوقهم ، وبذلك فإن هذه الأنظمة الحاكمة
15
المتخلفة تصبح حجر عثرة أمام ممارسة الفرد لحريته الفكرية ويبقى تفكيره سلبي وفي حدود ما تقبله هذه
الأنظمة وما تسمح به .
6 .وسائل الاعلام المختلفة :
إن حجم الإقبال على وسائل الإعلام المتطورة بأشكالها المختلفة يتضاعف تقريبًا كل عام وكل شهر وبشكل
متسارع، فقد اثبتت بعض الدراسات ان هناك تأثير مباشر وملحوظ للتلفاز والبث الفضائي على سلوك وتفكير
المشاهدين، كما وجد تأثير ملحوظ للمشاهدة ال تلفازية في مبادئ الافرد ومدى تقبلهم وقدرتهم على التكيف مع
المعايير الاجتماعية (جبسون، 1990 ). ان سهولة الوصول الى المعلومات الغزيرة جدًا باستخدام تقنيات في
متناول الجميع كشبكة الانترنت العالمية، تؤدي الى ركون الافراد الى الوسائل والتقنيات دون ان يستخدم
تفكره ، وهنا يجب ان لايفهم محاربة هذه التقنيات ومقاطعتها ، وانما يجب استخدامها بالقدر الذي يؤدي
الغرض والهدف ، وان يعتمد الفرد على اساليبه وسماته في التفكير والبحث وان لا يركن الى ما هو سهل .
تحديد مشكلة الدراسة
يعبر التربويون دائمًا عن قلقهم حول عج ز الطلاب في مراحلهم المختلفة على التفكير المنتج والفعال
الذي يؤدي إلى نتائج جيدة من حيث الإنجاز والتحصيل الدراسي، وقد دأبت المحاولات التطويرية المستمرة
لتنمية مهارات التفكير الايجابي لدى التلاميذ، وظلت هذه هي المشكلة الأساسية والقائمة باستمرار بالنسبة
للعملية التربوية والتعليمية، وبالرغم من كثافة الدراسات والبحوث النظرية والامبريقية في أدبيات هذا
الموضوع وبخاصة في المجتمعات الغربية، إلا أنه ما زال هناك الكثير من التساؤلات حول الممارسات
العملية لتطوير هذه المهارات، وما زال هناك فقر في توفير البرامج التدريبية والمقترحة في هذا المضمار ،
وبخاصة في مجتمعاتنا العربية، ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة لتقديم إطار نظري معمق حول حاجة
الإنسان العربي لتطوير مهارات التفكير الايجابي لديه حتى يستطيع مواكبة التسارع في حجم ونوعية
المعلومات المتوفرة في حياتنا المعاصرة، وزيادة فع الية هذا التفكير ليصبح قادرًا على متابعة التقدم
التكنولوجي والثروة المعرفية الآخذة بالزيادة يومًا بعد يوم بسبب المستجدات والتغيرات الطارئة على حياة
الإنسان في هذا العالم ، واستجلاء مدى أهمية تمتع الأفراد بمهارات التفكير الايجابي وتجنب التفكير السلبي من
أجل تحقيق هذه الأهداف، كما هدفت هذه الدراسة بإجراء دراسة ميدانية للتعرف على على طبيعة التفكير
الايجابي والسلبي في علاقته ببعض المتغيرات المرتبطة بطلبة الجامعة، وتقديم بعض المقترحات والتوصيات
اللازمة لتطوير الانسان العربي من مهارة التفكير الايجابي لديه.
أهمية الدراسة
كتب الكثير حول أساليب التفكير وانماطه ومميزات هذه الاساليب وخصائصها الايجابية التي تنعكس
على سلوك الافراد وقدراتهم وابداعاتهم المختلفة، إلا أنه قلة من الباحثين وبخاصة في الجانب العربي من أهتم
16
بتوضيح ماهية التفكير الايجابي والتفكير السلبي، ومزا يا وتأثير كل منهما على حياة الفرد، ومعرفة العوامل
المؤثرة على هذه الانماط من التفكير سواء من حيث المؤسسات الاجتماعية أو المؤسسات التربوية المختلفة،
حيث أننا مطالبين دائمًا بضرورة السعي الحثيث والجاد لوضع اسس واستراتيجيات موضوعية وصحيحة
لوقاية انفسنا من الوص فات الجاهزة، والحالات التي تقودنا الى ان نكون مرتعًا خصبًا للافكار السلبية
( الطواب، 1996 ) . حيث أن العلاقة القوية بين الثقة بالنفس وبين الأفكار الايجابية كما انه في المقابل
العلاقة قوية ب يالدراسية، الشخصية والأفكار السلبية، فكلما قوية ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته وسماته الشخصية
كلما كانت شخصيته ايجابية وأفكاره وأساليب تفكيره ايجابية، وعكس ذلك كلما كانت ثقته بنفسه ضعيفة
ومهزوزة كلما كانت أفكاره وأساليب تفكيره سلبية. حيث يُعد التفكير العلمي هو هدفًا يجب أن تسعى المناهج
الدراسية والمعلمين لتحقيقه في ج ميع المراحل الدراسية ، ويعتبر وسيلة في الوقت نفسه للارتقاء بمستوى
الفرد والمجتمع ، وأن الاهتمام بتدريب الطلاب على مهارات التفكير الايجابي الفعال يكون له مردود كبير
. ( على مستوى معيشتهم في الحاضر والمستقبل ( عبد السلام ، 2004
لذا، فقد أوصت بعض المؤتمرات العالمية التابعة لمعهد اليونسكو بالاهتمام بتنمية مهارات التفكير
في التدريس وفي المناهج التربوية المختلفة، ونتيجة لذلك انعقد المؤتمر الثالث للوزراء والمسؤولين في التعليم
في الوطن العربي في بغداد عام ( 1985 )، وكان موضوع المؤتمر حول البيئة التدريسية في الجامع ات
العربية، ولقد قررت بعض الدول العربية بعد هذا المؤتمر تدريس التفكير بأنواعه المختلفة في مقرر خاص
في المرحلة الثانوية وربطه في مواضيع الرياضيات والعلوم ( ردمان، 2001 )، حيث أن للمناهج الدراسية
بعامة والمناهج الدراسية الجامعية بخاصة دور كبير ومهم في تنمية وتطوير التفكير ومهاراته المختلفة، إذ يتم
عن طريقها تعليم وتدريب الطلاب على التنظيم والتسلسل في تفكيرهم ومن ثم يمكنهم تطبقها خلال تفاعلهم
.( Brayer, وانخراطهم الفعلي في المؤسسات الاجتماعية والتربوية المختلفة ( 1989
هدف الدراسة
استهدفت الدراسة الحالية مع رفة مستوى التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض
المتغيرات الديمغرافية والتربوية لديهم، وبالتحديد فإن هذه الدراسة حاولت الإجابة عن الاستفسارات آلاتية:
1 .ما هو نمط التفكير السائد لدى طلبة الجامعة ؟ هل هو التفكير الايجابي أم التفكير السلبي ؟
2 . هل تختلف أنماط التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة تبعًا للمتغيرات : الجنس، والتحصيل
الأكاديمي، والتخصص، ومكان السكن، ومستوى تعليم الأب وألام، وعمل الأب وألام ؟
الدراسات السابقة
قام الطواب ( الطواب، 1991 ) فقد هدفت إلى معرفة نوع التفكير الصوري لدى ط لبة الجامعة في
مصر مقارنة بما توصلت إليه الجامعات الأجنبية، كذلك هدفت الدراسة إلى معرفة أثر متغيرات : نوع
الدراسة، والتدريب العملي، و الجنس في نمط التفكير، تكونت عينة الدراسة من ( 250 ) طالبًا وطالبة في
17
المرحلة الرابعة بكلية التربية من جامعة الاسكندرية، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة احصائيًا بين
طلاب ذو التخصصات المختلفة ( تاريخ، لغة عربية، فلسفة، رياضيات ) في التفكير لدى الطلاب لمصلحة
طلبة الرياضيات، كما توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة احصائيًا بين الجنسين في التفكير.
دراسة بهدف التعرف على تأثير التفكير السلبي في السلوك ( Teasdale , أجرى تيسدال ( 1993
الاكتئابي ومدى العلاقة المتبادلة بينهما لدى طلبة الجامعة ، ُ طبقت الدراسة على عينة بلغت ( 522 ) طالبًا
وطالبة ، لفحص سؤال أساسي يوضح العلاقة بين الكئابة والتفكير السلبي ، وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة
مفادها أن التفكير السلبي يؤدي إلى الاكتئاب ، وان المزاج المكتئب يحدد نوعية التفكير ايجابي أو سلبي ،
بمعنى أن هناك علاقة طردية بين التفكير السلبي والاكتئاب .
بهدف التحقق من أثر ( Fennell & Others, وفي دراسة مشابهة أجراها فينيل وآخرون ( 1996
الكآبة النفسية في توفير المناخ المناسب للتفكير السلبي، وقد تكونت عينة الدراسة من ( 30 ) مريضًا بالكآبة
59 ) سنة، وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة عامة وهي أن لا يوجد تأثير – تتراوح أعمارهم بين ( 21
جوهري للكآبة المنخفضة والمرتفعة في مستوى التفكير السلبي.
بدراسة بعنوان تأثير التفكير الايجابي والسلبي في ( Goodhart , وقام جودهارت ( 1999
التحصيل والأداء الانجازي في مواقف معينة ، تم اختيار عينة مكونة من ( 151 ) طالبًا وطالبة من طلبة
الجامعة ، وقد خرجت الدراسة إلى وجود ارتباط جوهري بين نمط التفكير الايجابي والقدرة على الإنجاز
التحصلي لدى الطلبة ، بينما
دكتوراة علم النفس التربوي
استاذ علم النفس المساعد
جامعة القدس المفتوحة
برنامج التربية
منطقة طولكرم التعليمة
فلسطين
هدفت هذه الى التعرف ع لى مستوى التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض المتغيرات
الديمغرافية والتربوية ، ولهذا الغرض اختار الباحث عينة مكونة من ( 200 ) طالبًا وطالبة ملتحقين في جامعة
القدس المفتوحة – منطقة طولكرم التعليمية ، موزعين تبعًا لمتغيرات الدراسة موضع البحث ، كما استخدم
مقياس التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة تم اعداده لهذا الغرض . ولقد تكشفت نتائج هذه الدراسة
عن :
40 % ) من أفراد الدراسة قد أظهروا نمطًا من التفكير الايجابي منهم ما نسبته , 1. أن ما نسبته ( 5
16 % ) من الاناث . , %40 ) من الذكور و ( 5 )
2. وجود فروق جوهرية بين درجات الطلاب على اختبار التفكير الايجابي والسلبي تعزى لمتغيرات :
الجنس وعمل الام ، وذلك لمصلحة الطالبات الاناث والطلاب أبناء الامهات غير العاملات .
3. عدم وجود فروق جوهرية بين درجات الطلاب على اختبار التفكير الايجابي والسلبي تعزى لمتغ يرات :
التحصيل الاكاديمي ، و مكان السكن ، وعمل الاب ، ومستوى تعليم الاب والام .
كما نوقشت نتائج هذه الدراسة في ضوء اطارها النظري والدراسات السابقة وتم تقديم بعض
المقترحات والتطبيقات التربوية واقتراح بعض التوصيات ذات العلاقة .
The Positive and Negative Thinking: Field
Study on University Students among Some
Variables
Dr. Zeiad Barakat
Al – Quds Open University
Palestine
Abstract
This study aimed at identifying the level of positive and negative thinking
on university students among some demographic and educational
variables. To achieve this purpose the positive and negative thinking
scale ( PNTS) had been applied to (200 ) students of both five in deferent
faculties of Al – Quds Open University , ( 100 females , 100 males of age
between 18 – 46 years ) . The results indicated that:
1. Only (40.5 %) from the study subject showed positive thinking
(16.5% males and 24% females).
2 . There were statistical significance differences between student's scores
on positive and negative thinking due to variables: Gender, and mother's
employee, in favor of females and non-employee mother's sons.
3 . There were no statistical significance differences between student's
scores on positive and negative thinking due to variables: Academic
achievement, specialization, residency, father's profession, parent's
education level.
Fainaly, in light of the study results and discussion
مقدمةِ
يُعد التفكير عام ً لا من العوامل الاساسية في حياة الانسان فهو الذي يساعد على توجه الحياة وتقدمها
، كما يساعد على حل كثير من المشكلات وتجنب الكثير من الاخطار ، وبه يستطيع الانسان السيطرة والتحكم
على امور كثيرة وتسييرها لصالحه ، فالتفكير عملية عقلية معرفية وجدانية راقية ُتبنى وتؤسس على محصلة
العمليات النفسية الاخرى ، كالادراك والاحساس والتحصيل والابداع ، وكذلك على العمليات العقلية كالتذكر
والتمييز والتعميم والمقارنة والاستدلال والتحليل ، ومن ثم يأتي التفكير على قمة هذه العمليات العقلية والنفسية
وذلك للدور الكبير الذي يلعبه في المناقشات وحل المسائل الرياضية وغيرها ، ح تى أنه لا يمكن الاستغناء
عنه في عمليات اكتساب المعرفة وحل المشكلات التي تواجه الانسان .
تتميز عملية التفكير أيضًا بأنها عملية إنسانية وتتطلب عملية تنميتها وتعلمها جهودًا متميزة من
أطراف عديدة، في مراحل العمر المختلفة، وهي ذات صلة بالنواحي الوراثية والبي ئية من حيث المجالات
المختلفة: الجسمية، والاجتماعية، والانفعالية، والثقافية، والحضارية، والانسان يولد ولديه آلة التفكير وهي
وان هذا العقل البشري يركز على شيء معين ،( Brain ) العقل أو أردنا التسمية البيولوجية العلمية فهو المخ
بحد ذاته، ويحاول ان يلغي الفشل من حياته ويفكر بالسعادة، ويحاول دائمًا ان يلغي التعاسة من حياة الفرد،
فالعقل ( المخ ) يعطي أوامره مباشرة الى الاحاسيس والحركات الداخلية والخارجية للابقاء على الخبرات
السارة والغاء الخبرات غير السارة، ولهذا يجب ان يتدرب الانسان على مهارة التفكير الايجابي، لتح ويل كل
أفكاره واحاسيسه لكي تكون في خدمة مصالحه وحاجاته، بد ً لا من ان تكون ضد وبعكس هذه المصالح
والحاجات.
ومن هنا، فإن للمناهج الدراسية بعامة والمقرارات الدراسية الجامعية بخاصة دور كبير ومهم في
تنمية وتطوير التفكير ومهاراته لدى الطلبة وا لدارسين، إذ يتم عن طريقها تعليم الطلاب على التنظيم
والتسلسل في تفكيرهم، وتطبيق هذه المهارات التفكيرية داخل وخارج المؤسسات التعليمية والتربوية، فمن
الواجب أن يتعلم الأطفال والشباب ويتدربوا على آلية التفكير الايجابي ومهاراته أثناء التحاقهم بالمدارس
والجامعات، حتى يتسنى لهم إتقان هذا النمط من التفكير الفعال والمنظم الذي يوصل بصاحبه إلى السعادة
حينما قال عن ( Smith, 1993 p والحياة المنتجة، وهنا لابد من التوقف والتأمل بقول المربي سميث ( 9
فعالية عملية التعلم والتعليم " لا يعنيني ماذا يعلمون أولادي، ولا يعنيني ماذا يدرسون، إنما كل ما يعنيني حقًا
هو أن يتعلموا كيف يفكرون، إذ يجب أن يتعلموا كيف يتخذون قراراتهم بأنفسهم "، لذا، فإن الإنسان كائن
عقلاني يتشكل نمط حياته العام تبعًا لنوعية الحركة المعرفية والادراكية التي يتخذها في موقف معين، وحسب
أساليبه الاستدلالية والمعرفية التي يستخدمه ا في هذا الموقف، لأن تغيير الكثير من الأخطاء التي يعيشها
الأفراد وتغيير الواقع المرير إلى واقع سليم يعتمد بشكل أساسي على الأسلوب التفكيري الذي يستخدمونه في
هذا التغيير، لأن ما يعيشه هؤلاء الأفراد من واقع سيء ومتردي هو نتاج عمليات التفكير الخاطئ التي
يمارسونها إثناء حياتهم، وتراكم هذه الخبرات حتى تصبح بهذا الواقع، ومن هنا كان لا بد من تغيير أو على
.( الأقل تعديل أساليب وأنماط التفكير التي يستخدمها الأفراد لتغيير هذا الواقع (معاش، 2003
5
وكلما كان هذا التفكير ايجابيًا كلما أدى إلى حل فاعل وناجع لهذه المشكلة، وك لما كان هذا التفكير
سلبيًا كلما أدى إلى التعامل مع هذه المشكلات بأساليب سطحية وخاطئة، سواء كان ذلك بتضخيم هذه
المشكلات والمبالغة في التعامل معها وبالتالي عدم الوصول إلى حل مقنع لها، أو بتبسيطها واختزالها
واستسهالها واتباع أساليب سلبية في التعامل مها، وبالت الي عدم الوصول إلى حل مناسب لها، وعلى وجه
الأجمال، فإن التفكير السلبي إرتبط بتدهور المستوى الصحي وازدياد الحالات المرضية كالكئابة والاضطراب
النفسي وغير ذلك، حيث تشير الدراسات والبحوث النفسية والتربوية إلى أن الاضطراب النفسي والعقلي ليس
ناشئًا من المواقف الص عبة التي تحيط بالفرد بقدر ما هو ناجم عن حالة اليأس الذي تنتابه اتجاه تلك المواقف،
والذي يوحي إليه بالعجز والفشل اتجاهها، وهذا ما يعبر عنه بالتفكير السلبي للحياة، والذي يجعل الفرد ينظر
Johnson, ) إلى حياته والى الحياة من حوله بمنظار مظلم قاتم، ويجعله أكثر تعاسة وتشاؤمًا في نهج تفكيره
؛Kenneth & Kenneth, 2004 ؛Frank, 2004 ؛Jbeard, 2003 ؛Bhatnagar, 2003 ؛2002
.(Whyte, 2004
لم تعد المعرفة غاية بحد ذاتها، وإنما أصبح التركيز على المفهوم الوظيفي لتلك المعرفة، لذا
أصبحت الجامعات مطالبة وبشكل فعلي للاستجابة وا لتفاعل مع ظروف ومتطلبات مجتمعاتها من خلال نشر
المعارف العلمية والتقنية عن طريق التدريس الجامعي الفعال الذي ليعتمد على الحفظ والتلقين والتلقي السلبي،
وإنما يعتمد على النقاش الفكري الايجابي المثمر، والحوار البناء القادر على الفهم والتحليل الناقد، ومن هنا
تتبن أهمية الجامعات في إعداد الأجيال ورفد المجتمعات بهذه الأجيال القادرة على البحث والتقصي والابتكار،
والقادرة على ممارسة التفكير الناجح والفعال، هذا التفكير الذي أصبح يعرف بالتفكير الراقي (
لأنه يتجاوز التفكير السطحي الساذج ( التعويضي، 2004 ). وفي هذا المجال ( Advanced thinking
نتذكر ما أورده المفكر " باولو فرايري " في كتابه تعليم المقهورين ( 1985 ) من أن على المجتمعات النامية
أن تغير من طريقة تدريس أبناءها من طريقة التلقين الطريقة التي اسماها التعليم البنكي إلى استخدام طريقة
الحوار والنقاش والتفاعل المثمر ب ين المعلم والمتعلم، كما سبقه المفكر والتربوي " جون ديوي " في كتابه كيف
حيث أشار إلى الاهتمام بالتفكير وتنشئة الفرد وتعليمه كيف يفكر ( حبيب، ( How to thinking ) تفكر
.( 1996
ومن هنا، يتجلى الاهتمام بموضوع هذه الدراسة وأهدافها المهتمة بتقديم إطار نظري فكري حول
التفكير الايجابي والتفكير السلبي، ومعرفة طبيعة توافر هاذين النمطين من التفكير لدى طلبة الجامعة في
ضوء بعض المتغيرات، لأن معرفة هذه الأساليب والأنماط التفكيرية لدى الطلبة يؤدي إلى معرفة الأجيال
التي سوف تتحمل مسؤولية بناء مستقبل المجتمع، كما يساعد ذلك في تنمية أساليب التدريس المناسب في
الجامعات بحيث تخدم وتسهم في إكساب الطلبة مهارات التفكير المختلفة.
6
الإطار النظري
تتضمن لغة التفكير كثيرًا من التعبيرات المجازية المشنقة من لغة الإدراك مما يوحي بنوع من هذا
والواقع أن هذا التشابه المجازي هو انعكاس ،( Perception ) والإدراك ( Thinking ) التشابه بين التفكير
لتشابه أعمق بين الإدراك والتفكير، وهناك من بين الدارسين والباحثين في علم النفس من يؤكد على أن
القوانين الأساسية التي يخضع لها الإدراك هي ذاتها القوانين التي يخضع لها التفكير، وهذا ما تؤكده الدراسات
Binet ) وعلماء النفس المعرفيين من مثل بينيه ،( Gestalt ) النظرية والامبيريقية لعلماء النفس ا لجشطالت
وغيرهم، وما قوانين التشابه والاختلاف، والصورة والخلفية، ( Piaget ) وبياجيه ( Bruner ) ) وبرونر
Tincher, وإعادة التنظيم، إلا بعض من هذه القوانين التي استخدمها العلماء على وجود هذا التشابه( 2003
)، على أن شيوع هذا الخلط والتداخل بين التفكير والإدراك ليس من قبيل المصادفة، لأن التفكير والإدراك
لهذا التداخل هي: ( Blunden, هما مفهومان متداخلان ومن الممكن تحديد ثلاثة جوانب ( 2004
1. إذا كان التفكير يعني ما يفكر به الإنسان أو ما ينتبه إليه من مثيرات وأشياء ، فإنه من المؤكد أن أفكارنا
كثيرًا ما تكون أفكار عن أشياء مدركة أص ً لا بالنسبة لنا .
2 . إن التفكير يعني حل المشكلات التي تواجه الأفراد وكثيرًا ما تشتمل هذه المشكلات على علاقات
زمانية ومكانية تتضمن عملية حلها إدراك جيد لهذ ه العلاقات، كما هو الحال في العمل في المتاهات
الميكانيكية أو تصميم زي معين، أو تصميم خارطة ما وغير ذلك.
3 .أن التشابه بين عمليات الإدراك وعمليات التفكير عملية كبيرة ومعقدة ومتشابكة ومتداخلة.
تفسيرًا لكيفية حدوث عملية الانتقال من (Brey ) وفي هذا المجال يقدم العالم التربوي وليام بري
عالم بسيط يتسم بالتمركز حول الذات والتفكير السلبي إلى آخر اجتماعي يتسم بأنه أكثر تعقيدًا وذو تفكير
ايجابي ناقد، ويظهر ذلك في عدد من المواقف التطورية ( مايرز، 1993 ) كالآتي:
أي تمثل حالة من التبسيط المعرفي لدى Duplicity ) 1. الموقف الأول عرضه بري تحت اسم الثنائية
الفرد حيث يعتقد في هذا الموقف إن العالم يقسم إلى ( صحيح ) و ( جيد ) مقابل ( خطأ ) و ( سيئ )
فقط، وقد تم تفسير ذلك اعتمادًا على الاختلاف في التفسيرات التي تصل إلى الفرد من خلال مجموعات
مرجعية مختلفة كالأسرة والمدرسين والأصحاب والأقران.
حيث يدرك الطلاب إن عدم اليقين ( Multiplicity ) 2. الموقف الثاني عرضه بري تحت اسم التعددية
موجود إزاء حلول المشكلات والمسائل والقضايا المختلفة، وان مصادر المعرفة ( Doubted ) ( الشك
المختلفة لا تملك دائمًا إجابات واضحة لهذه المشكلات والقضايا، وان الطلبة يعتقدون ويقنعون بتعدد
الآراء والقيم ووجهات النظر، وينظرون إليها على أساس أنها مشروعة وممكنة الاحتمال.
وفي هذا الموقف يدرك الطلاب إن Relativism ) 3. الموقف الثالث عرضه بري تحت اسم النسبية
هناك مجالات تحتمل وجود الكثير من وجهات النظر، وان العوامل ا لمحيطة بالمشكلة تساعد على إيجاد
الحلول المناسبة لها، وفي هذه المرحلة لا تقرر الجهات المسئولة كيفية تفكير الطلاب بل إن هؤلاء
الطلاب يبدلون بتكوين القرارات الخاصة بهم نتيجة لقناعاتهم ومعتقداتهم.
7
وهنا يصبح الطالب Commitment ) 4. الموقف الرابع والنهائي عرضه بري تحت عنوان الالتزام
قادر على تحمل مسؤولية اختياراته، ويرى إن هناك تفوق ملموس في هذه المرحلة يطرأ على عمليات
التفكير الناقد والايجابي لدى الطلاب نتيجة لانتقالهم من مرحلة الثنائية إلى مرحلة التعددية.
على أنه من الثابت أن لعملية التفكير وظيفة تختلف عن غيره من العمليات العقلية الأخرى كالإدراك
حيث إن ،( Attention ) والانتباه ،( Imagination ) والتخيل ،( Memory ) والتذكر ،(Perception )
التفكير يعتبر عملية مستقلة عن المثيرات الحاضرة أو الموجودة في الموقف، بينما العمليات العقلية الأخرى
فجميعها تعمل عن طريق الإثارة الحسية المرتبطة بالمثيرات الخارجية، فالتفكير ما هو إلا سلسلة متتابعة
محددة لمفاهيم رمزية تثيرها مشكلة معينة تحتاج إلى حل من نوع محدد، وان سعي الفرد لحل هذه المشكلة
هو مؤشر ودلالة على وجود وأهمية التفكير لمواجهة هذه المشكلة، فالتفكير يتضمن معالجة د اخلية لعناصر
الموقف من جهة، ومن جهة أخرى يقوم على تجهيز الفرد المثيرات الداخلية لديه حيث لا تتوافر في الموقف
و الاستنباط ( Inductive ) الادراكي الراهن، وبذلك فإن التفكير يعتمد على عمليتين ذهنيتين هما: الاستقراء
والتي يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية على انه لا تتميز عملية .( Deductive ) أو الاستنتاج
التفكير بأنها إنسانية فحسب، وإنما إنها عملية تتطلب تنميتها واكتسابها جهودًا متميزة من أطراف عدة ( غانم،
تصنيفًا للتفكير يشتمل على أربعة أصناف تبدأ بابسط الأعمال ( Dewy ) 1995 )، ويقترح هنا ديوي
الذهنية وتنتهي بأكثرها تعقيدًا وهذه الأصناف هي :
1. التصورات العابرة وأحلام اليقظة.
2. القصص التصويرية والخيالية والحوادث غير الحقيقية التي تحضر في الذهن دون قصد
موضوعي.
3. الاعتقاد بالأشياء التي لا تحتاج إلى برهان أو إثبات، وتكون هذه الاعتقادات عادة مقبولة بدون
أي شك، باعتبار أنها مثبته، وفي هذا النوع من التفكير يكمن خطر نشؤ الأوهام والخرفات.
4. التفكير التحليلي: وهو أدق أنواع التفكير، إذ يتطلب تحليل المشاكل والحقائق قبل الحكم عليها
وعلى صحتها أو عدمه. وهنا، يفترض ديوي أن التفكير هو الأداة الصالحة لمعالجة المشاكل
والتغلب عليها، حيث يمر التفكير عند ديوي في مراحل مختصرة تبدأ بوجود المشكلة ذاتها، ثم
Parrott & ) جمع المعلومات حولها، ووضع الفروض والتحقق منها، للوصول إلى النتائج
.( Parrott, 2004
لكن قد يلجأ بعض الأفراد إلى نمط من التفكير الخاطئ الذي يسهم في حل المشكلات التي تو اجههم
بالشكل المطلوب والمتوقع منهم، ومن بعض هذه الأخطاء القاتلة التي توصل الفرد إلى التفكير السلبي ( بكار،
؛Patterson, 2003 ؛Bhatnagar, 2003 ؛ الحمادي، 2003 ؛ معاش، 2003 ؛Cavanagh, 2002 ؛1993
Whyte, 2004 ؛Sharma, 2004 ؛Frank, 2004 ؛ العوضي، 2004 ؛Tincher, 2003
وهي نظرة سطحية ضيقة للأشياء وتعتبر ( Making Causal Inferences ) 1. النظرة الجزئية
أساس قاصر للتفكير وهو خطأ في الإدراك أو الفهم، وهو يقوم على تقويم الكل على أساس
الجزء الذي أدركه أو فكر فيه من الموقف الكلي.
2. السلم الزماني: حيث يتم التركيز على فترة زمنية محددة وغالبًا ما تكون قريبة وحاضرة،
فيبقى هذا النمط من التفكير تفكيرًا انيًا وخاصًا لا يحسب أي حساب للمستقبل.
8
وهنا ينصب التفكير فقط على ما يحققه للفرد من Egocenteric ) 3. التمركز حول الذات
مصلحة خاصة، بمعنى أن الإدراك والتفكير لدى الفرد في هذه الحالة تتصف بالتفكير الذاتي مع
والسير وراء المؤثرات والانفعالات ،(Decent ration ) غياب مفهوم النحن الاجتماعي
الوجدانية وتضخيم هذه المواقف العاطفية دون رؤية عميقة للموقف مع انعدام الثقة بالنفس.
وهو شعور الفرد بالغرور والتعالي في نمط تفكيره Arrogance ) 4. الغرور والعجرفة
ويعتبر هذا الشعور من الأخطاء الشائعة في تفكير الأشخاص، ويصل بأصحابه إلى البحث في
أمور لا تحتاج إلى تفسير منطقي لأنها تتسم بالوضوح فهو يضخمها بشكل مبالغ فيه حتى
يعطي نفسه العذر لمناقشتها ومتابعتها.
ويعتبر ذلك أحد مظاهر الجمود في التفكير يقوم First Impression ) 5. الانطباع الأولي
على الفهم الخاطئ، ويتسم هذا النمط من التفكير بالتسرع والاندفاع في اتخاذ القرارات حول
مشكلة ما، دون الإمعان والتعمق فيها، لذا لا بد للفرد من أن يكون قادر على تعديل وتغيير
تصوراته الناتجة عن الانطباع الأول للأشياء والظواهر إذا ما ثبت له خطأ هذه الانطباعات.
( Generalization ) وهو رغبة الفرد بإطلاق تعابير معممة Extremism ) 6. التطرف
وحدية سلبًا أو ايجابًا، ويعتبر ذلك من معوقات التفكير الايجابي، حيث يقوم تفكير الفرد هنا
على تعميم تقويم الأشياء من خلال تقويم جزء أو عنصر أو خاصية واحدة، وباستخدام تعابير
لغوية حاسمة وقاطعة غير قابلة للتغيير أو التعديل، ويقود ذلك إلى سلوكيات تؤثر بشكل كبير
على العلاقة مع الآخرين.
أي عدم وجود أهداف مثالية وعظيمة في حياة Vacuum ) 7. الفراغ وانعدام وجود الأهداف
الفرد وعدم وجود طموحات عالية لديه تشغل تفكيره، مما يؤدي إلى وجود فراغ فكري لديه.
ويعني ذلك عدم امتلاك الفرد Judgment and Perception ) 8. اتجاهات الحكم والتقدير
للمعايير الموضوعية والسليمة التي تحدد له الانطباع الصحيح أو الخطأ للأشياء، فتصبح
قراراته ناتجة عن التصورات الأولية السطحية، النابعة عن المشاعر والأحاسيس والميول
والاتجاهات النفسية والاجتماعية غير المقنعة، وغير العقلانية، مما يؤدي ذلك إلى الخطأ
والفشل في التفكير والإدراك.
أي قد يتأثر حكم الفرد الحالي للظاهرة السلوكية أو Halo Effect ) 9. تأثير الهالة العام
الأشياء نتيجة لمعرفته السابقة عن ه ذه الظاهرة أو الشيء، فإن كانت فكرته ومعرفته السابقة
ايجابية سوف تؤثر على تقويمه لها حتى وان كانت سلبية، والعكس صحيح، حيث تؤثر فكرته
السلبية السابقة لها على تقويمه السلبي للظاهرة حتى وان كانت ايجابية في الوقت الراهن.
أي استخدام الفرد في حكمه وتقويمه للأشياء Stereotyping ) 10 . القوالب أو الأنماط المسبقة
على أساس وضعها على شكل قوالب جاهزة، متأثرًا في حكمه على هذه الأشياء بالخصائص
العامة الايجابية أو السلبية عن هذه القوالب المعدة مسبقًا، والإشكالية هنا، هي أن التفكير بهذه
الحالة يقوم على التعميم، وقد يكون هذ ا التعميم خاطا، لأن هناك فروق فردية واضحة بين
الأفراد لا يمكن تعميم أحكامنا وتجاهل هذه الاختلافات الفردية.
سمات التفكير السلبي مقارنة بالتفكير الايجابي
Johnson, ) بعد تحليل العديد من الدراسات التي عنيت ببحث نمطي التفكير الايجابي والسلبي
Moro, ، ألعوضي، 2004 ؛Sharma, 2003 ؛Maurizio, 2003 ؛ 2002 ؛ بكار، 2003 ؛ لحمادي، 2003
أمكن ،(Whyte, 2004 ؛Wools ton, 2004 ؛Talin, 2004 ؛Paul, 2004 ؛ Allergist, 2004؛2004
إظهار السمات والخصائص الأساسية للتفكير السلبي من خلال مقارنته بالتفكير الايجابي، وذلك كما هو مبين
في جدول المقارنة الآتي:
سمات التفكير السلبي سمات التفكير الايجابي
1. الفرد صاحب التفكير السلبي ذو فكر متصلب
غير قادر على ( Dogmatism ) شديد الجمود
التخلص من أرائه حتى لو بدا له خطؤها .
Flexible ) 1.بينما صاحب التفكير المرن
الايجابي فإنه يُذعن للحق ويتوق إلى thinking )
معرفة الجديد من المعلومات سواء كان موافقًا أو
مخالفًا لها.
2. اللغة التي يستخدمها صاحب التفكر السلبي تميل
إلى المغالاة والحدية والقطعية والتعميم،
ومفرداته التي يستخدمها قوية وصارمة،
ورموزه مغلقة وحاسمة غير قابلة للتعاطي مع
الرأي الأخر.
2. أما صاحب التفكير الايجابي فإن لغته ومفرداته
تتمتع بالمرونة قابلة للأخذ والعطاء، قادر على
الحوار والمناقشة العلمية، قادر على الدخول في
مناقشات وحوارات مثمرة ومفيدة بالنسبة له
وللآخرين.
3. يتميز بتخلف الطرح وتدني مستوى المقولات
والمفاهيم لديه بسبب قناعاته المتصلبة والجامدة.
3. بينما مداخلاته وطروحاته تمتاز بالسمو والرقي
حيث مفاهيمه ومقولاته منطقية وقابلة للتعديل
والتغيير إذا اقتضت الحاجة لذلك.
4. يتصف الفرد ذو التفكير السلبي بضعف
الإحساس الوجداني نحو الآخرين فلا يهمه أن
يلقي بالكلام الخشن والجارح نحوهم، دون أن
يأبه بما يسببه لهم من أذى لاحساساتهم.
4. بينما صاحب التفكير الايجابي فيتصف بقدرته
الفائقة على اختيار كلامه بحيث لا يجرح الآخرين
ولا يستهزئ بهم، ويقدم نقده وملاحظاته للآخرين
على شكل نقد بناء ومفيد.
5. يتصف صاحب التفكير السلبي بالثرثرة وإعطاء
انطباع للآخرين بأنه مثقف وأن لديه إجابات لكل
سؤال مهما كان نوعه وفي كل المواقف، فهو
يستخدم عدد معين من المفاهيم والمصطلحات
والمبادئ الجاهزة والمحددة، والتي يستخدمها في
كل موقف سواء كانت مناسبة أو غير مناسبة،
وبالتالي يكون حديثه لا جدوى منه مليء
بالمغالطات العلمية والمنطقية.
5. أما ص احب التفكير الايجابي الذي يتصف بفكر
مستنير وقادر على إبداء الرأي مع احترام الرأي
الأخر، ويستخدم ما يناسب من مفاهيم ومصطلحات
للموقف أو موضوع النقاش دون زيادة أو تقصان،
وبالتالي يكون حديثه مناسب للموقف ومقنع للطرف
الأخر.
6. يميل صاحب التفكير السلبي إلى إعطاء
المستمعين له صورة مثالية عنه وعن شخصيته
6. أما الفرد صاحب التفكير الايجابي فيحاول قدر
الامكان إعطاء تصور طبيعي وواقعي عن ذاته أمام
10
تأبى طبائع الناس تحقيقها، ولكن سريعًا ما
تتكشف هذه الصورة وسريعًا ما يراه الآخرون
على حقيقته، وسبب ذلك ناتج عن نقص في
الشفافية وقلة الخبرة بواقع الحال بالنسبة له.
الآخرين، ويقدم نفسه للآخرين بشفافية وبشكل
متواضع، لأنه يدرك أن المثالية والكمال ليست من
صفات البشر وبالتالي لا حاجة إلى تقنيع شخصيته
بما لا يفيد ولا يلزم.
7. يتمتع أيضا صاحب التفكير السلبي بضعف
المعالجة وافتقاره للأساليب والحلول الفعالة
للمشكلات، بسبب استخدامه للأسلوب التقليدي
في البحث والتفكير والذي لا يتناسب مع
التصورات الجديدة والمعاصرة.
7. بينما يتمتع صاحب التفكير الايجابي بامتلاكه
لأساليب مبتكرة وجديدة تناسب التطور الحاصل، فهو
بذلك يعتبر من الأفراد المبدعين القادر على إعطاء
حلول ناجعة وفاعلة للمشكلات المحيطة له ولغيره.
8. عادة ما يقع أصحاب التفكير السلبي في مواقف
من الإرباك ويضعون أنفسهم في ورطات حرجة
أثناء النقاشات المختلفة، نتيجة للتناقضات الفكرية
حيث لا يمتلكون الخلفية الثقافية الواسعة التي
تساعدهم على متابعة النقاش بموضوعية.
8. بينما يحرص أصحاب التفكير الايجابي بأن لا
يحدث ذلك معهم ويساعدهم على ذلك امتلاكهم
ناصية من الفكر والثقافة والمرونة الفكرية التي
تساعدهم على تجنب مثل هذه المواقف المحرجة .
أعراض التفكير السلبي
كما وسبق أن تبين إن التفكير السليم الا يجابي هو عبارة عن مجموعة من العمليات العقلية والنفسية
والاجتماعية التي يقوم بها الفرد من فهم واستيعاب، ومحاكمة واستدلال، وتذكر واسترجاع، وهي تدور عادة
حول موضوع ما، بشكل مترابط ومتناسق، وبتسلسل منطقي معقول، بينما التفكير المضطرب والسلبي فإن
الدراسات والبحوث قد أظهرت بعض الجوانب والمظاهر التشخيصية آلاتية له:
أو ً لا: اضطرابات التفكير: وتظهر في الجوانب التشخيصية الآتية:
حيث يكون الانتقال من فكرة إلى أخرى دون أن يستكمل Context thinking ) 1. سياق التفكير
الفكرة الأولى، أو الدوران حول نفس الفكرة مرات ومرات، أو ا لكف عن الحديث عن فكرة قبل الانتهاء
.( Sharma, منها، أو الدخول في ذكر تفاصيل كثيرة حول الفكرة لا لزوم لها في سياق الحديث ( 2003
ويكون على شكل أفكار غير مترابطة منطقيًا أو على شكل Content thinking ) 2. محتوى التفكير
أوهام وأفكار غير ثابتة، ويدور التفكير هنا ح ول أحداث تشبه الأحلام، ويظهر هذا الإضراب على شكل
عدم قدرة الفرد على التفكير في المفاهيم المجردة التصورية، أواللجؤ إلى التفكير المبهم البعيد عن الأفكار
.( Whyte, 2004 ؛Sharma, الحقيقية للأشياء ( 2003
أي ظهور حالة من الفتور وا لخمول في التفكير أو ما تسمى Neuropathy ) 3. اضطراب الشعور
بحيث ( Delerium ) كما قد يظهر ذلك على شكل هذيان فكري ،( Cama ) بحالة السبات في التفكير
يكون ذهن الفرد في هذه الحالة ما بين اليقظة والنعاس ويصل احيانًا إلى حالة الإغماء التام ( حبيب،
.( Johnson, 2002 ؛1996
11
ويظهر ذلك على شكل زيادة القدرة على تذكر تفاصيل Memory disorder ) 4. اضطراب الذاكرة
دقيقة جدًا لبعض الخبرات التي مر بها الفرد، والتي يؤدي تذكره لها إلى حا لة من الضيق والكدر والقلق،
وبخاصة في حالة الخبرات غير السارة، أو أن يظهر ذلك على شكل فقدان الفرد لجزء من ذكرياته أو
.( Mnro, 2004 ؛Tincher, 2003 ؛Johnson, لذكرياته كاملة ( 2002
بمعنى أن يظهر الفرد المضطرب نمط من التفكير Emotional disorder ) 5. اضطراب الانفعالي
غير المتناسب مع الموقف كمًا ونوعًا، بحيث يظهر الفرد بعض المفردات اللغوية غير المعبرة بشكل
؛ دقيق عما يجول في خاطره من أفكار، فيقع نتيجة لذلك ببعض الأخطاء والأوهام ( غانم، 1995
.( Lagenguist, 2004
6. اضطراب السلوك الحركي: ويظهر ذلك على شكل تكرار لبعض الحركات العصبية أو بعض التعابير
والمفردات دون أن يكون لها حاجة أو ضرورة، كما تظهر لدى الفرد في هذه الحالة بعض الحركات
.( المقلوبة أو المصطنعة على شكل أنماط من السلوك الآلية غير المقنعة للموقف ( الحمادي، 2003
ثانيًا: القناعات الخاطئة
تؤدي القناعات الخاطئة والتفكير الخاطئ إلى مشكلات في التكيف وفي الصحة النفسية، وفيما يلي
Cavanagh, توضيح لبعض النماذج من هذه القناعات الخاطئة في التفكير ( 2002
بمعنى أن يحكم الفرد على مجموعة من الأشياء أو الأفراد Overgeneralization ) 1. التعميم الزائد
بناء على جزء أو مظهر واحد من هذه الأشياء.
أي إعطاء أهمية مبالغ فيها لموضوع معين بحيث All – or - Nothing ) 2. كل شيء أو لا شيء
يصبح هذا الموضوع محور ت فكير الفرد ولا يجد بديل له ، ويسعى إلى تحقيقه دون غيره وقد يصل إليه
وقد لا يصل كأن يقول لنفسه إما أن ادرس الطب مث ً لا أو لا ادرس إطلاقا .
استخدام عبارات تقدم إحكام مطلقة قاطعة لا تأخذ Absolute sentences ) 3. الجمل المطلقة
الاحتمالات المختلفة بعين الاعتبار، واستخدام مفردات لغوية في غير موضعها.
4. استمرار الوضع قائمًا زمانيًا: أي عدم الثقة بالمستقبل واستخدام الأفكار المتشائمة من الحياة على
افتراض أن ما كان موجودًا في الماضي سيبقى كما هو في الحاضر والمستقبل.
وتؤدي هذه القناعات الخاطئة إلى أخطاء وجمود في التفكير، والمشكلة في هذه القناعات الخاطئة
مقاومتها المستمرة لأي محاولة للتعديل والتغيير إلى درجة كبيرة، حتى أن بعض الناس الذين يحملون مثل
هذه القناعات على استعداد للتضحية بكل شيء دفاعًا عنها، ومن الأسباب التي تجعل من هذه القناعات
الخاطئة مقاومة للتعديل والتغيير أنها:
أ. تمتاز بالخصوصية بحيث لا يتم التعبير عنها شعوريًا وإنما يعبر عنها بشكل لا شعوري وبالتالي يصعب
إدراكها من قبل الفرد بوضوح، فهو لا يتحدث عنها ولا يستطيع مناقشتها مع الآخرين لأنه ا خفية وغير
ظاهرة.
ب. تظهر بعض هذه القناعات في مراحل الطفولة الباكرة فتصبح أساسية في حياة الفرد لا يستطيع الاستغناء
عنها في سبيل التكيف مع متتطلبات الحياة، وتتحول بذلك إلى أنماط من العادات الثابتة والراسخة في تفكير
الفرد غير قابلة للتعديل والتغيير لقناعته فيها.
12
ج. لا يتنازل عنها الفرد ببساطة وبسهولة لأنه قد توصل إليها من خلال ف ترة زمنية طويلة، لدرجة أن بعض
الأفراد الذين يحملون هذه القناعات الخاطئة يسعون إلى إثبات صحة هذه القناعات، باتباع أساليب وطرق
مختلفة لأنهم يفضلون أن يكونوا على حق أكثر من تفضيلهم لأن يكونوا أكثر سعادة وأكثر صدق
وموضوعية، ومن بين هذه الطرق والأساليب التي يلجأ إليها هؤلاء الأفراد:
بحيث يحاول الفرد تجاهل وتجنب المعلومات أو الإحداث Selection ignoring ) 1. التجاهل الانتقائي
أو المواقف أو الوقائع التي تنفي هذه القناعات أو تناقضها، ويبقي ويثبت ادراكه كله حول المواقف
والوقائع التي تميز هذه القناعات الخاطئة وتؤكدها ولو أنها غير موضوعية.
يركز الفرد حامل هذه القناعات الخاطئة انتباهه على أي Selection attention ) 2. الانتباه الانتقائي
ملاحظة تثبت قناعاته الخاطئة ولا يركز على دون ذلك.
أي محاولة الفرد لتفسير الوقائع التي Imitative reinforcement ) 3. المكافأة أو التعزيزات الزائفة
يصادفها في حياته بشكل خاطئ باعتبارها تتضمن مكافأة أو تشجيع لهذه القناعات الخاطئة، كما يحاول
بعض الأفراد الذين يحملون هذه القناعات طلب الإطراء والمديح لهذه القناعات، فإذا ما حصل الفرد على
هذه التعزيزات والإطراءات بين الفينة والأخرى ممن حوله فإن هذه القناعات الخاطئة تزداد رسوخًا
.( Extinction ) وتثبتًا لديه وتصبح أكثر مقاومة للامحاء
4. اختيار الأصدقاء: يقوم الفرد باختيار أصدقائه الذين يحملون قناعات تشبه قناعاته مما يؤدي إلى أن
يعمل كل فرد من أفراد هذه العلاقة على اختيار وانتقاء الوقائع والأحداث التي تثبت هذه القناعات
الخاطئة وروايتها وتكرارها بشكل يزيد من تركيز الانتباه عليها.
العوامل التي تؤثر على التفكير الايجابي والتفكير السلبي :
1. التنشئة الاجتماعية والتحديات التي تواجهها:
تواجه التنشئة الاجتماعية في عالمنا العربي والإسلامي اليوم نوعين من التحديات: أحداهما داخلي
بمعنى أنه نابع من المجتمع ذاته وأنظمته ومعاييره ونسقه المختلفة، والآخر خارجي، بمعنى انه مصدره
خارج حدود المجتمع المتمثل بالمتغيرات التي تدخل على ثقافة المجتمع من الثقافات الأخرى نتيجة للتفاعل
السلبي أو الايجابي ( الحمادي، 2003 )، لقد كانت التنشئة الاجتماعية في المجتمعات التقليدية محصورة في
عدد قليل ومحدود من المؤسسات التربوية والاجتماعية، كالأسرة والمدرسة والجماعة والمسجد والجيرة،
بحيث تساند هذه المؤسسات بعضها البعض لتحقيق تنشئة متوازية سليمة، بعيدًا عن التناقض والتصارع
والمنافسة فيما بين أهدافها، ولكن مع تطور المجتمعات وهجرة الأسر أو بعض أفرادها من الريف إلى المدن
الكبيرة تعددت وسائط التنشئة الاجتماعية، لتشتمل إضافة إلى ما هو موجود، الفيديو والتلفزيون والإذاعة
والسنما والمسرح والصحافة والكمبيوتر والانترنت والقنوات الفضائية، والتي تتعارض فيم ا بينها من حيث
الأهداف والأساليب والوسائط، وينعكس هذا التناقض والتصارع بين هذه المؤسسات على عملية التنشئة
الاجتماعية فتصبح مشوشة، فينعكس كل ذلك على شخصية الفرد ونفسيته فيصاب بالاضطرابات النفسية
.( المختلفة ( حبيب، 1996
13
كما أن تعقد الحياة العصرية ومتطلباتها الأساسية والكمالية التي أصبحت الأخيرة منها نتيجة لهذا
التطور أساسية في كثير من الحالات، مما أدى إلى اضطراب العلاقات الأسرية وتفككها، وهذا انعكس ايضًا
سلبًا على عملية التنشئة الاجتماعية وتجسد ذلك في الاضرابات العلاقة بين الزوجين، والانفصال أو الطلاق،
أو الخلافات الزوجية، أو تعدد الزوجات، كل ذلك يؤدي إلى نتائج وخيمة على الأطفال بسبب غياب الوالد عن
البيت، وغياب ألام العاملة وفقدان الأولاد مصدر العطف والحنان والتوجيه والتدبير، فهذا الواقع الجديد للحياة
الأسرية إضافة إلى تدني دخل الأسرة المادي وانحراف معايير الأسرة الاجتماعية وعدم الاستقرار، كل ذلك
.( أسهم في تقليص دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ( أيوب، 2002 ؛ العوضي، 2004
2.الحروب:
لعل القول المشهور في هذا المجال بأن الحروب يصنعها الكبار ويقع ضحيتها الصغار هو أكبر
تعبير عن مدى التأثير المعنوي والنفسي لهذه الحروب على الأطفال، حيث تؤكد كثير من الدراسات والبحوث
النفسية على أن أخطر آثار الحروب هي التي تظهر على الأطفال من حيث فقدان التوازن النفسي لديهم،
وظهور الكثير من المشكلات النفسية كالقلق الشديد والفزع والتعاسة والعدوانية والعصاب النفسي وغير ذلك،
وتقول أخصائية الطب النفسي والعقلي نعمة البدراوي في هذا المجال " أن الصدمات التي يتعرض لها الطفل
بفعل الإنسان أقسى وأشد مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخًا في الذاكرة "
( البدراوي، 2003 )، ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات والخبر ات غير السارة في فترات
متقاربة، فتتراكم هذه الخبرات لدى الطفل والشاب على شكل مشكلات نفسية واجتماعية عميقة بخاصة إذا لم
يتمكن الأهل أو المجتمع احتواء هذه الحالات من خلال مساعدة الطفل على تجاوز هذه المشكلات، ومن أهم
الحالات النفسية والاجتماعية التي يتعرض له ا الطفل والشاب خلال الحرب: سوء التغذية، المرض، التشرد،
اليتم، الفواجع بسبب المشاهدة العنيفة، ارتكاب أعمال العنف، العجز والاتكالية.
3. المناخ الأسري:
لا يوجد هناك من المؤسسات أو الهيئات التي تستطيع أن تلعب الدور الذي تلعبه الأسرة في حياة
الأفراد، ومن أهم السمات المميزة لهذا المناخ الأسري ( الطواب، 1991 ؛ البدراوي، 2003
أ. تشجيع الأبناء على الاستقلالية في التفكير واتباع أسلوب الحوار والنقاش والتفاهم وليس أسلوب إلقاء
الأوامر وأسلوب الطاعة العمياء، وذلك من خلال ما تقدمه من شعور بالأمن والاطمئنان للطفل.
ب. التخلص ما أمكن من أساليب التربية غير السوية كالقسوة والتهديد والتوبيخ ، والسخرية والعقاب البدني
والمعنوي ، أو التدليل الزائد ، والنبذ والإهمال ، أو التذبذب وعدم الثبات في أسلوب معاملة الأبناء .
ج. توفير مثيرات متنوعة ومختلفة وعديدة أمام الأبناء لإتاحة الفرص ة لديهم للاختيار من بينها ما يناسب
قدراتهم وميولهم واتجاهاتهم.
د. تنمية حب الاستطلاع عند الأبناء وتعزيزه لديهم من أجل تطوير قدراتهم العقلية والإبداعية.
4. المدرسة:
المدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية تقوم بعمليات التعليم والتربية معًا وهي تقوم بوظيفتين تكادان
تكونان متناقضتين هما: الأولى تتعلق بنقل التراث والمحافظة عليه، والثانية تتعلق بالتغير ومواكبة التطور،
14
والنظام التعليمي الجيد هو الذي يستطيع التوفيق بين هذين الجانبين، ولقد نشأت المدرسة عندما تطورت
المجتمعات وتعقدت المعارف وتعددت وأصبحت الأسرة غير قادرة على تحمل أعباء هذه الوظائف بمنفردها،
وتمشيًا مع سياسة ديمقراطية التعلم والتعليم عمدت معظم المجتمعات المتقدمة منها والنامية الى توفير
مؤسسات تعليمية رسمية يتلقى فيها ابناؤها العلوم والمعارف المختلفة والمتطورة، وبالرغم من أن قيام
المدرسة قد سلب المؤسسات التربو ية التقليدية كثيرًا من مهامها، لكنها لا يمكن ان تحل محلها بأي حال من
.( الاحوال، وبقيت تلك المؤسسات وبخاصة الاسرة تعمل في خط متوا ٍ ز مع المدرسة ( غانم، 1995
والمدرسة هي المؤسسة التربوية الرسمية الوحيدة التي يمكنها تقديم خدمات تربوية متوازنة للافراد،
بمعنى انها تمتاز عن غيرها من المؤسسات بتقديم الخدمات التعليمية والتربوية بشكل مخطط ومنظم حسب
العمر الزمني والعقلي للتلميذ، وهذا غير متوفر بأ ٍ ي من المؤسسات الاخرى على أهميتها، والمدرسة بشكل
عام ، مثلها مثل المؤسسات المختلفة، تتكون من مجموعة من العناصر الاساس ية التي تتكامل مع بعضها
البعض بنائيًا وتتساند وظيفيًا للحفاظ على استمرارية هذه المؤسسة وبقائها، وهذه العناصر تتفاعل في اطار
School ) المدرسة كمؤسسة أو نظام اجتماعي، وهي التي تحدد ما يطلق عليه فاعلية المدرسة
البدراوي ، 2003 )، ومن هذه الع ناصر المعلم والمتعلم ومدير المدرسة والمنهاج ) ( Effectiveness
والتقنيات والوسائط المستخدمة والتقويم، وكلما تكاملت هذه العناصر وقامت بوظائفها بشكل سليم كلما قدمت
المدرسة خدماتها بالشكل المطلوب، وكلما حصل هناك قصور أو عجز في واحدة أو أكثر من هذه العناصر
كلما انخفضت فاعلية المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية .
5. شعور الفرد بالنقص والدونية :
ويعتبر هذا العامل من العوامل المهمة التي تؤثر في نمط واسلوب التفكير لدى الفرد فتجعله تفكيرًا
ايجابيًا أو سلبيًا، وهناك عدة اسباب تؤدي الى احساس الفرد بالنقص والدونية أهمها:
أ . التربية غير السوية: يؤكد معظم علماء النفس على ان التربية والتنشئة الخاطئة لها تأثير خطير في تكوين
الفرد النفسي والاجتماعي وتوجيه سلوكه توجيهًا سويًا، فإن قامت التربية والتنشئة على الخوف والتوتر
والانفعال والصراع الدائم والمتكرر، فإنها تؤدي الى بلورة شخصية مضطربة لدى الافراد وهذا ينعكس في
سلوكه وفي استعداده للاصابة بالامراض النفسية والعقلية، لذا، فإنه لا بد من توفير اساليب تربوية يسودها
التعاطف والحنان بين أفراد الاسرة، وتوفير تربية تحترم الفرد وتتقبل مشاعره واتجاهاته ( جامعة القدس
.( المفتوحة، 1992
ب. الحرمان والقيود الاجتماعية: ينشأ الفرد في مجتمعاتنا ومنذ الطفولة المبكرة لنظم اجتماعية قمعية تقوم
على الحرمان والسيطرة، وتتعدد اشكال هذا الحرمان فقد يكون حرمانًا ماديًا، أو يكون حرمانًا من المكانة
والمركز الاجتماعي، أو حرمانًا من ابداء الراي بحرية، كل ذلك يحد من قدرة الفر د على ممارسة التفكير
.( الايجابي المثمر، ويجعله عرضة للضطراب الفكري والتطرف فيه ( البدراوي، 2003
ج. هيمنة النظم السياسي المتخلفة : إن الأنظمة السياسية الرجعية المتخلفة تسعى دائمًا إلى إشعار مواطنيها
بالعجز والضعف والنقص ، حتى يبقى هؤلاء المواطنين مسلوبي الإرادة وبحاجة إلى هذه الأنظمة ، ولا
يفكرون بغير إشباع حاجاتهم الأساسية في الحياة ولا يطالبون بحقوقهم ، وبذلك فإن هذه الأنظمة الحاكمة
15
المتخلفة تصبح حجر عثرة أمام ممارسة الفرد لحريته الفكرية ويبقى تفكيره سلبي وفي حدود ما تقبله هذه
الأنظمة وما تسمح به .
6 .وسائل الاعلام المختلفة :
إن حجم الإقبال على وسائل الإعلام المتطورة بأشكالها المختلفة يتضاعف تقريبًا كل عام وكل شهر وبشكل
متسارع، فقد اثبتت بعض الدراسات ان هناك تأثير مباشر وملحوظ للتلفاز والبث الفضائي على سلوك وتفكير
المشاهدين، كما وجد تأثير ملحوظ للمشاهدة ال تلفازية في مبادئ الافرد ومدى تقبلهم وقدرتهم على التكيف مع
المعايير الاجتماعية (جبسون، 1990 ). ان سهولة الوصول الى المعلومات الغزيرة جدًا باستخدام تقنيات في
متناول الجميع كشبكة الانترنت العالمية، تؤدي الى ركون الافراد الى الوسائل والتقنيات دون ان يستخدم
تفكره ، وهنا يجب ان لايفهم محاربة هذه التقنيات ومقاطعتها ، وانما يجب استخدامها بالقدر الذي يؤدي
الغرض والهدف ، وان يعتمد الفرد على اساليبه وسماته في التفكير والبحث وان لا يركن الى ما هو سهل .
تحديد مشكلة الدراسة
يعبر التربويون دائمًا عن قلقهم حول عج ز الطلاب في مراحلهم المختلفة على التفكير المنتج والفعال
الذي يؤدي إلى نتائج جيدة من حيث الإنجاز والتحصيل الدراسي، وقد دأبت المحاولات التطويرية المستمرة
لتنمية مهارات التفكير الايجابي لدى التلاميذ، وظلت هذه هي المشكلة الأساسية والقائمة باستمرار بالنسبة
للعملية التربوية والتعليمية، وبالرغم من كثافة الدراسات والبحوث النظرية والامبريقية في أدبيات هذا
الموضوع وبخاصة في المجتمعات الغربية، إلا أنه ما زال هناك الكثير من التساؤلات حول الممارسات
العملية لتطوير هذه المهارات، وما زال هناك فقر في توفير البرامج التدريبية والمقترحة في هذا المضمار ،
وبخاصة في مجتمعاتنا العربية، ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة لتقديم إطار نظري معمق حول حاجة
الإنسان العربي لتطوير مهارات التفكير الايجابي لديه حتى يستطيع مواكبة التسارع في حجم ونوعية
المعلومات المتوفرة في حياتنا المعاصرة، وزيادة فع الية هذا التفكير ليصبح قادرًا على متابعة التقدم
التكنولوجي والثروة المعرفية الآخذة بالزيادة يومًا بعد يوم بسبب المستجدات والتغيرات الطارئة على حياة
الإنسان في هذا العالم ، واستجلاء مدى أهمية تمتع الأفراد بمهارات التفكير الايجابي وتجنب التفكير السلبي من
أجل تحقيق هذه الأهداف، كما هدفت هذه الدراسة بإجراء دراسة ميدانية للتعرف على على طبيعة التفكير
الايجابي والسلبي في علاقته ببعض المتغيرات المرتبطة بطلبة الجامعة، وتقديم بعض المقترحات والتوصيات
اللازمة لتطوير الانسان العربي من مهارة التفكير الايجابي لديه.
أهمية الدراسة
كتب الكثير حول أساليب التفكير وانماطه ومميزات هذه الاساليب وخصائصها الايجابية التي تنعكس
على سلوك الافراد وقدراتهم وابداعاتهم المختلفة، إلا أنه قلة من الباحثين وبخاصة في الجانب العربي من أهتم
16
بتوضيح ماهية التفكير الايجابي والتفكير السلبي، ومزا يا وتأثير كل منهما على حياة الفرد، ومعرفة العوامل
المؤثرة على هذه الانماط من التفكير سواء من حيث المؤسسات الاجتماعية أو المؤسسات التربوية المختلفة،
حيث أننا مطالبين دائمًا بضرورة السعي الحثيث والجاد لوضع اسس واستراتيجيات موضوعية وصحيحة
لوقاية انفسنا من الوص فات الجاهزة، والحالات التي تقودنا الى ان نكون مرتعًا خصبًا للافكار السلبية
( الطواب، 1996 ) . حيث أن العلاقة القوية بين الثقة بالنفس وبين الأفكار الايجابية كما انه في المقابل
العلاقة قوية ب يالدراسية، الشخصية والأفكار السلبية، فكلما قوية ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته وسماته الشخصية
كلما كانت شخصيته ايجابية وأفكاره وأساليب تفكيره ايجابية، وعكس ذلك كلما كانت ثقته بنفسه ضعيفة
ومهزوزة كلما كانت أفكاره وأساليب تفكيره سلبية. حيث يُعد التفكير العلمي هو هدفًا يجب أن تسعى المناهج
الدراسية والمعلمين لتحقيقه في ج ميع المراحل الدراسية ، ويعتبر وسيلة في الوقت نفسه للارتقاء بمستوى
الفرد والمجتمع ، وأن الاهتمام بتدريب الطلاب على مهارات التفكير الايجابي الفعال يكون له مردود كبير
. ( على مستوى معيشتهم في الحاضر والمستقبل ( عبد السلام ، 2004
لذا، فقد أوصت بعض المؤتمرات العالمية التابعة لمعهد اليونسكو بالاهتمام بتنمية مهارات التفكير
في التدريس وفي المناهج التربوية المختلفة، ونتيجة لذلك انعقد المؤتمر الثالث للوزراء والمسؤولين في التعليم
في الوطن العربي في بغداد عام ( 1985 )، وكان موضوع المؤتمر حول البيئة التدريسية في الجامع ات
العربية، ولقد قررت بعض الدول العربية بعد هذا المؤتمر تدريس التفكير بأنواعه المختلفة في مقرر خاص
في المرحلة الثانوية وربطه في مواضيع الرياضيات والعلوم ( ردمان، 2001 )، حيث أن للمناهج الدراسية
بعامة والمناهج الدراسية الجامعية بخاصة دور كبير ومهم في تنمية وتطوير التفكير ومهاراته المختلفة، إذ يتم
عن طريقها تعليم وتدريب الطلاب على التنظيم والتسلسل في تفكيرهم ومن ثم يمكنهم تطبقها خلال تفاعلهم
.( Brayer, وانخراطهم الفعلي في المؤسسات الاجتماعية والتربوية المختلفة ( 1989
هدف الدراسة
استهدفت الدراسة الحالية مع رفة مستوى التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة في ضوء بعض
المتغيرات الديمغرافية والتربوية لديهم، وبالتحديد فإن هذه الدراسة حاولت الإجابة عن الاستفسارات آلاتية:
1 .ما هو نمط التفكير السائد لدى طلبة الجامعة ؟ هل هو التفكير الايجابي أم التفكير السلبي ؟
2 . هل تختلف أنماط التفكير الايجابي والسلبي لدى طلبة الجامعة تبعًا للمتغيرات : الجنس، والتحصيل
الأكاديمي، والتخصص، ومكان السكن، ومستوى تعليم الأب وألام، وعمل الأب وألام ؟
الدراسات السابقة
قام الطواب ( الطواب، 1991 ) فقد هدفت إلى معرفة نوع التفكير الصوري لدى ط لبة الجامعة في
مصر مقارنة بما توصلت إليه الجامعات الأجنبية، كذلك هدفت الدراسة إلى معرفة أثر متغيرات : نوع
الدراسة، والتدريب العملي، و الجنس في نمط التفكير، تكونت عينة الدراسة من ( 250 ) طالبًا وطالبة في
17
المرحلة الرابعة بكلية التربية من جامعة الاسكندرية، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة احصائيًا بين
طلاب ذو التخصصات المختلفة ( تاريخ، لغة عربية، فلسفة، رياضيات ) في التفكير لدى الطلاب لمصلحة
طلبة الرياضيات، كما توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة احصائيًا بين الجنسين في التفكير.
دراسة بهدف التعرف على تأثير التفكير السلبي في السلوك ( Teasdale , أجرى تيسدال ( 1993
الاكتئابي ومدى العلاقة المتبادلة بينهما لدى طلبة الجامعة ، ُ طبقت الدراسة على عينة بلغت ( 522 ) طالبًا
وطالبة ، لفحص سؤال أساسي يوضح العلاقة بين الكئابة والتفكير السلبي ، وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة
مفادها أن التفكير السلبي يؤدي إلى الاكتئاب ، وان المزاج المكتئب يحدد نوعية التفكير ايجابي أو سلبي ،
بمعنى أن هناك علاقة طردية بين التفكير السلبي والاكتئاب .
بهدف التحقق من أثر ( Fennell & Others, وفي دراسة مشابهة أجراها فينيل وآخرون ( 1996
الكآبة النفسية في توفير المناخ المناسب للتفكير السلبي، وقد تكونت عينة الدراسة من ( 30 ) مريضًا بالكآبة
59 ) سنة، وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة عامة وهي أن لا يوجد تأثير – تتراوح أعمارهم بين ( 21
جوهري للكآبة المنخفضة والمرتفعة في مستوى التفكير السلبي.
بدراسة بعنوان تأثير التفكير الايجابي والسلبي في ( Goodhart , وقام جودهارت ( 1999
التحصيل والأداء الانجازي في مواقف معينة ، تم اختيار عينة مكونة من ( 151 ) طالبًا وطالبة من طلبة
الجامعة ، وقد خرجت الدراسة إلى وجود ارتباط جوهري بين نمط التفكير الايجابي والقدرة على الإنجاز
التحصلي لدى الطلبة ، بينما