تلخص هيرلوك "Hurlock 1980" الخصائص العامة لطور الرشد الأوسط, أو ما نسميه بلوغ الأشد على النحو الآتي:
1- يُعَدذُ هذا الطور -بعد مرحلة الشيخوخة أو الرشد المتأخر- أكثر الأطوار إفزاعًا للإنسان، فعادةً لا يعترف الراشد أنه بلغه إلّا إذا أجبرته "المرة" أو "تاريخ الميلاد" على هذا الاعتراف, ويرجع هذا إلى ما يشيع عن هذه المرحلة من أفكارٍ سلبيةٍ وصورٍ نمطيةٍ غير ملائمة، ومنها نقصان الحيوية الجسمية والجنسية وفقدان القدرة على الإنجاب، والتركيز على أهمية الشباب في الثقافات المعاصرة، ومن عوامل شيوع هذه المعتقدات نقصان المعلومات الصحيحة عن هذه المرحلة وعدم التهيؤ لها، فكما يخشى الأطفال والآباء البلوغ وما يصاحبه من تغيرات جسمية وسلوكية، يخشى الراشدون والراشدات مرحلة وسط العمر, وبالطبع فإن هذا الخوف يمكن اختزاله بالمعلومات المسبقة والإعداد الجيد.
2- كما أن البلوغ هو فترة انتقال من الطفولة إلى المراهقة والرشد، فإن وسط العمر هو الفترة التي يتخلّى فيها الفرد عن الخصائص الجسمية والسلوكية للرشد، ويبدأ في الدخول في عهدٍ جديدٍ تنشأ فيه خصائص جسمية وسلوكية جديدة، ومع هذا التغيرات يبدأ الراشد في تعلُّمِ أنماطٍ سلوكية جديدة، ولعب أدوار مختلفة. وهو كمثل البالغ أيضًا يتوقع منه أن يفكر ويسلك على نحوٍ مختلفٍ عَمَّا كان يفعل حين كان أصغر سنًّا, ومثل البلوغ أيضًا, فإن تغيرات الرشد الأوسط لها تضمينات انفعالية هامة لدى كلٍّ من النساء والرجال.
3- طور وسط العمر يتطلب إعادة تكيف للتغيرات الجسمية وللأدوار المتغيرة, ولو أن التكيف لبعض الأدوار الجديدة يكون شاقًّا، ومن ذلك التكيف للاقتراب من التقاعد، ويظهر هذا خاصَّةً في منتصف الخمسينات من العمر, ويكون على الفرد أن يعوّض فقدان أحد الأدوار بنشاطٍ أكبر في الأدوار الأخرى, أو بتنمية دور جديد محل الدور المفقود, وأكثر الأدوار تعرضًا للتغير خلال طور وسط العمر -ومع اقترابه من نهايته- أدوار الوالدية والزواج "بوفاة رفيق الحياة في بعض الأحيان", وتعويض هذه الأدوار أو إكمالها أو إحلال أدوار جديدة محلها يتخذ صورًا شتَّى من التكيُّف؛ مثل التقليل من أهمية بعض الأدوار؛ بحيث يتناقص تدريجيًّا ما تستغرقه من وقت الراشد واهتمامه، وزيادة الاهتمام بالأدوار التي كانت مهملة في الماضي مثل دور الوسيط في العلاقات العائلية، والمنسق لأنشطة الأصدقاء، والمنظم للأنشطة التطوعية "جمع التبرعات مثلًا" وغيرها.
وتغيير الأدوار ليس من المسائل السهلة, وخاصةً بعد أن يكون الفرد قد لعب هذه الأدوار لفترة طويلة نسبيًّا من الزمن، وتعلم أن يشتق منها الرضا والإشباع. فالتكيف لمرحلة وسط العمر يتطلب مرونة؛ بحيث يمكن للفرد أن يتحوّل إلى الأدوار الجديدة, إلّا أن ما يعوق هذا التوافق -أحيانًا- أن نجاح الفرد في أحد أدواره القديمة قد يقوده إلى التصلب والجمود، مما يجعل التوافق لدور جديد صعبًا, كما أن الشخص الذي لعب في الماضي عددًا محدودًا من الأدوار, يكون أقل مرونة من شخص آخر تعددت أدواره وتنوعت، وتعلم من الخبرة أن يشتق رضاه من أدوار مختلفة، وفي هذه الحالة يكون التحول إلى دور جديد مسألة هينة, ولتيسير عملية التوافق لدور جديد يمكن للمرء أن يفعل ما يوصي به هافيجهرست بأن "يسحب رأس ماله الانفعالي من أحد الأدوار السابقة, ويستثمره في دور جديد"
Havighurst 1954".
ومع تغير الأدوار يتطلب الأمر أيضًا التوافق للتغيرات في أنماط الحياة، ومن ذلك مثلًا: أن البيت الذي كان في الماضي مزدحمًا بالأبناء حينما كانوا صغارًا، أصبح الآن كبيرًا وخاويًا نتيجة استقلال الأبناء -الذين صاروا راشدين- بحياتهم الجديدة, لقد "خلا العش"، كما تقول هيرلوك، مما قد يتطلب الانتقال إلى مسكنٍ أصغر، وربما إلى حيٍّ جديدٍ إذا سمحت الظروف بذلك.
4- طور وسط العمر هو وقت الإنجاز Achievement؛ ففيه يصل المرء إلى قمة الأداء, ويجني ثمار سنوات الإعداد الطويل, والعمل الشاق في المراحل والأطوار السابقة، وفيه يكون المرء قد حصَّلَ قدرًا كافيًا من الخبرة من خلال التعليم المستمر "إلّا في حالة الأميين", والعمل والعلاقات الإنسانية, مما يهيئ له قدرة على الحكم الصحيح أو التقويم الجيد للعلاقات الاجتماعية, كما أن مركزه المالي والاجتماعي يكون قد تدعم، ويبدأ على الأقل في إدراك المستقبل والأهداف التي يسعى إليها بوضوح, وفي ذلك يقول ورنر Werner أنه "لو صاحب هذا الاستقرار صحة جيدة فإننا نستطيع القول أن الحياة تبدأ في سن الأربعين.
وهكذا يمكن أن توصف مرحلة وسط العمر بأنها قمة منحنى حياة الإنسان، ليس فقط من الناحية المالية والاقتصادية والنجاح الاجتماعي, وإنما من حيث السلطة والمكانة أيضًا, ويتم الوصول إلى هذه القمة عادةً بين الأربعين والخمسين، إلّا أن متوسط عمر الإنجاز يختلف تبعًا لنمط الإنتاج الابتكاري، وكيف هذا الإنتاج، والعمر الذي بدأ فيه المرء حياته المهنية، وغير ذلك من العوامل, ومن الملاحظ أن معدل الإنتاجية الجيدة في المجالات المختلفة لا يتغير كثيرًا في هذه المرحلة، كما أن التدهور يكون تدريجيًّا, إلّا أن ما يلفت النظر حقًّا أن الإنتاج ذا المستوى الرفيع يتناقص في عمر مبكر، وسرعة تناقصه تكون أكثر تزايدًا من الإنتاج ذي المستوى الأقل, وتؤكد البحوث التي أجريت في الولايات المتحدة "Hurlock 1980" أن الإنتاج الابتكاري للمهندسين وغيرهم من التكنولوجيين يصل إلى قمته في حوالي سن الأربعين, ثم يتناقص بسرعة حتى سن الخامسة والستين. وفي دراسة أجريت على الأنشطة العلمية لعلماء النفس, أوضحت أن أعلى معدلات الإنتاج "كما يتمثل في النشر العلمي" يتم عندهم في الثلاثينات والأربعينات, مع هبوطٍ واضح في الخمسينات، وخلال الستينات لا يتعدَّى مقدار المنشور نصف ما ينشر في المراحل العمرية السابقة.
ومنتصف العمر في الفترة الذي تُعَدُّ فيها القيادة في العمل هي مكافأة
1- يُعَدذُ هذا الطور -بعد مرحلة الشيخوخة أو الرشد المتأخر- أكثر الأطوار إفزاعًا للإنسان، فعادةً لا يعترف الراشد أنه بلغه إلّا إذا أجبرته "المرة" أو "تاريخ الميلاد" على هذا الاعتراف, ويرجع هذا إلى ما يشيع عن هذه المرحلة من أفكارٍ سلبيةٍ وصورٍ نمطيةٍ غير ملائمة، ومنها نقصان الحيوية الجسمية والجنسية وفقدان القدرة على الإنجاب، والتركيز على أهمية الشباب في الثقافات المعاصرة، ومن عوامل شيوع هذه المعتقدات نقصان المعلومات الصحيحة عن هذه المرحلة وعدم التهيؤ لها، فكما يخشى الأطفال والآباء البلوغ وما يصاحبه من تغيرات جسمية وسلوكية، يخشى الراشدون والراشدات مرحلة وسط العمر, وبالطبع فإن هذا الخوف يمكن اختزاله بالمعلومات المسبقة والإعداد الجيد.
2- كما أن البلوغ هو فترة انتقال من الطفولة إلى المراهقة والرشد، فإن وسط العمر هو الفترة التي يتخلّى فيها الفرد عن الخصائص الجسمية والسلوكية للرشد، ويبدأ في الدخول في عهدٍ جديدٍ تنشأ فيه خصائص جسمية وسلوكية جديدة، ومع هذا التغيرات يبدأ الراشد في تعلُّمِ أنماطٍ سلوكية جديدة، ولعب أدوار مختلفة. وهو كمثل البالغ أيضًا يتوقع منه أن يفكر ويسلك على نحوٍ مختلفٍ عَمَّا كان يفعل حين كان أصغر سنًّا, ومثل البلوغ أيضًا, فإن تغيرات الرشد الأوسط لها تضمينات انفعالية هامة لدى كلٍّ من النساء والرجال.
3- طور وسط العمر يتطلب إعادة تكيف للتغيرات الجسمية وللأدوار المتغيرة, ولو أن التكيف لبعض الأدوار الجديدة يكون شاقًّا، ومن ذلك التكيف للاقتراب من التقاعد، ويظهر هذا خاصَّةً في منتصف الخمسينات من العمر, ويكون على الفرد أن يعوّض فقدان أحد الأدوار بنشاطٍ أكبر في الأدوار الأخرى, أو بتنمية دور جديد محل الدور المفقود, وأكثر الأدوار تعرضًا للتغير خلال طور وسط العمر -ومع اقترابه من نهايته- أدوار الوالدية والزواج "بوفاة رفيق الحياة في بعض الأحيان", وتعويض هذه الأدوار أو إكمالها أو إحلال أدوار جديدة محلها يتخذ صورًا شتَّى من التكيُّف؛ مثل التقليل من أهمية بعض الأدوار؛ بحيث يتناقص تدريجيًّا ما تستغرقه من وقت الراشد واهتمامه، وزيادة الاهتمام بالأدوار التي كانت مهملة في الماضي مثل دور الوسيط في العلاقات العائلية، والمنسق لأنشطة الأصدقاء، والمنظم للأنشطة التطوعية "جمع التبرعات مثلًا" وغيرها.
وتغيير الأدوار ليس من المسائل السهلة, وخاصةً بعد أن يكون الفرد قد لعب هذه الأدوار لفترة طويلة نسبيًّا من الزمن، وتعلم أن يشتق منها الرضا والإشباع. فالتكيف لمرحلة وسط العمر يتطلب مرونة؛ بحيث يمكن للفرد أن يتحوّل إلى الأدوار الجديدة, إلّا أن ما يعوق هذا التوافق -أحيانًا- أن نجاح الفرد في أحد أدواره القديمة قد يقوده إلى التصلب والجمود، مما يجعل التوافق لدور جديد صعبًا, كما أن الشخص الذي لعب في الماضي عددًا محدودًا من الأدوار, يكون أقل مرونة من شخص آخر تعددت أدواره وتنوعت، وتعلم من الخبرة أن يشتق رضاه من أدوار مختلفة، وفي هذه الحالة يكون التحول إلى دور جديد مسألة هينة, ولتيسير عملية التوافق لدور جديد يمكن للمرء أن يفعل ما يوصي به هافيجهرست بأن "يسحب رأس ماله الانفعالي من أحد الأدوار السابقة, ويستثمره في دور جديد"
Havighurst 1954".
ومع تغير الأدوار يتطلب الأمر أيضًا التوافق للتغيرات في أنماط الحياة، ومن ذلك مثلًا: أن البيت الذي كان في الماضي مزدحمًا بالأبناء حينما كانوا صغارًا، أصبح الآن كبيرًا وخاويًا نتيجة استقلال الأبناء -الذين صاروا راشدين- بحياتهم الجديدة, لقد "خلا العش"، كما تقول هيرلوك، مما قد يتطلب الانتقال إلى مسكنٍ أصغر، وربما إلى حيٍّ جديدٍ إذا سمحت الظروف بذلك.
4- طور وسط العمر هو وقت الإنجاز Achievement؛ ففيه يصل المرء إلى قمة الأداء, ويجني ثمار سنوات الإعداد الطويل, والعمل الشاق في المراحل والأطوار السابقة، وفيه يكون المرء قد حصَّلَ قدرًا كافيًا من الخبرة من خلال التعليم المستمر "إلّا في حالة الأميين", والعمل والعلاقات الإنسانية, مما يهيئ له قدرة على الحكم الصحيح أو التقويم الجيد للعلاقات الاجتماعية, كما أن مركزه المالي والاجتماعي يكون قد تدعم، ويبدأ على الأقل في إدراك المستقبل والأهداف التي يسعى إليها بوضوح, وفي ذلك يقول ورنر Werner أنه "لو صاحب هذا الاستقرار صحة جيدة فإننا نستطيع القول أن الحياة تبدأ في سن الأربعين.
وهكذا يمكن أن توصف مرحلة وسط العمر بأنها قمة منحنى حياة الإنسان، ليس فقط من الناحية المالية والاقتصادية والنجاح الاجتماعي, وإنما من حيث السلطة والمكانة أيضًا, ويتم الوصول إلى هذه القمة عادةً بين الأربعين والخمسين، إلّا أن متوسط عمر الإنجاز يختلف تبعًا لنمط الإنتاج الابتكاري، وكيف هذا الإنتاج، والعمر الذي بدأ فيه المرء حياته المهنية، وغير ذلك من العوامل, ومن الملاحظ أن معدل الإنتاجية الجيدة في المجالات المختلفة لا يتغير كثيرًا في هذه المرحلة، كما أن التدهور يكون تدريجيًّا, إلّا أن ما يلفت النظر حقًّا أن الإنتاج ذا المستوى الرفيع يتناقص في عمر مبكر، وسرعة تناقصه تكون أكثر تزايدًا من الإنتاج ذي المستوى الأقل, وتؤكد البحوث التي أجريت في الولايات المتحدة "Hurlock 1980" أن الإنتاج الابتكاري للمهندسين وغيرهم من التكنولوجيين يصل إلى قمته في حوالي سن الأربعين, ثم يتناقص بسرعة حتى سن الخامسة والستين. وفي دراسة أجريت على الأنشطة العلمية لعلماء النفس, أوضحت أن أعلى معدلات الإنتاج "كما يتمثل في النشر العلمي" يتم عندهم في الثلاثينات والأربعينات, مع هبوطٍ واضح في الخمسينات، وخلال الستينات لا يتعدَّى مقدار المنشور نصف ما ينشر في المراحل العمرية السابقة.
ومنتصف العمر في الفترة الذي تُعَدُّ فيها القيادة في العمل هي مكافأة