يُعدُ الطفل اليتيم أحد شرائح المجتمع المهمة ، وتُعدّ المشكلات النفسية التى يعانى منها في الأصل هى اضطرابات وظيفية في شخصيته نفسية المنشأ تؤثر في سلوكه قد تعوق توافقه النفسي في المجتمع الذى يعيش فيه .هدفت هذه الدراسة إلى معرفة بعض المشكلات النفسية التى تواجه الأطفال الأيتام وعلاقتها بنظرة الطفل إلى نفسه وتكوين مفاهيم ايجابية عن ذاته ، كما هدفت إلى تقصى أسباب هذه المشكلات وانعكاسها على شخصية الطفل اليتيم والسعي لإيجاد الحلول المناسبة التى تجعل من الطفل اليتيم شخصاً سوياً صالحاً لنفسه ومجتمعه. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي واستخدمت الاستبانة كأداة لجمع المعلومات لغرض الدراسة (مقياس المشكلات النفسية ومقياس مفهوم الذات) ، وبلغت العينة ( 200) تلميذاً من تلاميذ (الحلقة الثالثة) بمدارس الأساس بالمحلية ، واستخدمت الدراسة برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية(SPSS) للمعالجات الاحصائية وعلى ضوء البيانات التى تم تحليلها توصلت الدراسة إلى أن السمة العامة للمشكلات النفسية في ضوء مفهوم الذات لدى التلاميذ الأيتام منخفضة ، وأنه توجد علاقة إرتباطية سالبة ودالة إحصائياً بين المشكلات النفسية ومفهوم الذات لدى التلاميذ الأيتام ، كما لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية في متوسط درجات انتشار المشكلات النفسية بين الذكور والإناث ، وأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجات إختبار مفهوم الذات تعزى لمتغير النوع( ذكر/أنثى) لصالح الذكور. كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في متوسط درجات إنتشار المشكلات النفسية تعزى لمتغير البيئة ( ريف /حضر) لصالح الريف ، وكما توجد فروق ذات دلاله إحصائية في متوسط درجات إختبار مفهوم الذات تعزى لمتغير البيئة ( ريف /حضر) لصالح الحضر. وعلى ضوء هذه النتائج توصى الدراسة بإتباع القيم والمفاهيم الإسلامية التى تدعو إلى التكافل والتراحم ، وضرورة الاهتمام بالمشكلات النفسية لدى الأطفال الأيتام لما له أثر فاعل في التوافق النفسي لديهم . وكذلك تشجيع المنظمات الخيرية والتطوعية والإنسانية التى تعمل على كفالة الأيتام ، والاهتمام بشريحة الأطفال الأيتام في (الريف /الحضر) وتقديم الدعم المادي والمعنوي وأن لا يكون ذلك مشروطاً بفئة معينة وعمر معين.