يشكل القلق أكثر الإضطرابات النفسية شيوعاً، بل أنه تحول إلى علامة سواء في ظل التنافس المرافق لتطورات الحياة اليومية وتعقيداتها، حتى باتت بعض أنواع القلق تعتبر سويية وضرورية لدعم قدرة الفرد على المنافسة وتحقيق النجاحات، مثال ذلك أن قلق الإمتحان يعتبر طبيعياً ودافعاً للتحصيل وللنجاح، وهو لا يتحول إلى إضطراب إلا في الحالات التي يتجاوز فيها حدوده الطبيعية أو المشتركة بين المعروضين للإمتحان. مصطلح الأمن هو المقابل لمصطلح القلق وهو يسعى لعلاجه بتأمين أجواء الأمان التي تدعم الفرد في مواجهة مخاوفه وقلقه، حتى أصبح الامن مسؤولية جماعة تتقاسمها الدولة، عبر أجهزتها الأمنية، مع الجمهور المستفيد من الأمان والساعي له، وبذلك تتداخل دلالات الأمن مع مختلف وجوه النشاط الإنساني لكونها تترافق مع عوامل القلق، بما يدفع الباحثين للحديث عن تصنيفات أمنية متعددة، فهناك الأمن الداخلي، الأمن الخارجي، والأمن العام، والأمن الإجتماعي. ويتضح لنا مما تقدم مدى تعقيد دلالات مفهوم الأمن وتداخل المسؤوليات في مجاله، الأمر الذي من شأنه تعقيد البحث في الموضوع، وهذا ما دفع المؤلف لمقاربته من خلال الجوانب التالية: 1-الأمن الإجتماعي في مجتمعات الحروب والكوارث العربية، 2-التعاون بين أجهزة الامن والإعلام، 3-دينامية العلاقة بين الجريمة والعقاب، 4-أساليب الإرتقاء بالإعلام الأمني، 5-سيكولوجية الإرهاب ومتغيرات عصر النهايات، 6-مقومات الأمن الإجتماعي في المجتمع الخليجي، 7-علاقة حوادث السير بتشويه الدفاعات النفسية، 8-الحقوق بين الليبيرالية والفكر التقليدي، 9-قراءة في الكارثة الأميركية الجديدة وإنعكاساتها. وهذه الفصول هي مجموعة بحوث شارك فيها المؤلف في مؤتمرات وندوات أمنية، جمعها في هذا الكتاب بسبب ضعف المساهمة السيكولوجية العربية في مجال الأمني وندرة هذه المساهمات