البلخي
أولاً: البلخي أول من فرق بين العصاب والذهان وجمع بين الانفعالات المختلفة في تصنيف واحد
استطاع البلخي بحسه الإكلينيكي العبقري أن يفرق بين العصاب أو المرض النفسي والذهان أو المرض العقلي (الجنون) ولعلة الرائد الأول في ذلك. ثم استطاع أن يوحد الانفعالات الإنسانية كالغضب والحزن والقلق في منظومة واحدة وأكد أن اختلالها هو المسئول عن الإضرابات النفسية, أستمع إليه وهو يحدثك بنفسه في هذا الشأن:
إن الأشياء التي تنسب إلى النفس كثيرة منها قوى فاضلة كالعقل والفهم والحفظ (أي ما نسميه بلغة اليوم بالأنشطة المعرفية) والأخرى هي مسترذلة هي أضدادها ومنها أخلاق محمودة كالعفة والسخاء والكرم والأخرى مذمومة مضادة لها ومنها أشياء عارضة تقع وترتفع كالغضب والفزع وما أشبههما".
ثانياً: البلخي رائد الطب السيكوسوماتي والتكاملي:
ركز البلخي على الناحية النفسجسمية أو السيكو سوماتية في كل جوانب المخطوطة ليس هذا فحسب بل إنه لينتقد أطباء عصره لإهمالهم لأهمية النواحي النفسية في مرضاهم رغم قدرتها على أحداث أعراض جسمية.
ثالثاً: قام البلخي بتصنيف الاضطرابات النفسية باسلوب سبق به عصره باكثر من تسعة قرون.
أن المتخصص الحديث قد يجد نفسه منبهراً أشد الانبهار عندما يقرأ تصنيف البلخي الدقيق لأهم أنواع الأمراض النفسية فهو يرتب الأعراض النفسية تحت أربعة أصناف’ ألا وهي الغضب ثم الخوف والفزع ثم الحزن والجزع .
ورابعها الوسواس فإذا تدبرنا في هذه الأصناف في هذه الأصناف الأربعة نجدها تحوي أهم الفصول التي يدرسها طلاب علم النفس المرضي وعلم نفس الشواذ في الجامعات المعاصرة تحت باب الاضطرابات العصابية المعروفة باضطرابات القلق كالمخاوف المرضية والعصاب الوسواسي القهري, كما يشتمل تصنيفه فوق ذلك على الاكتئاب بأنواعه المعروفة. لم يصل علم الطب النفسي إلى مثل هذا التصنيف إلا بعد قرون من وفاة علمنا العبقري.
رابعاً: أكد البلخي على أن الاضطرابات النفسية ما هي إلا صورة مبالغة للتوترات الانفعالية الني تصيب الأسوياء:
للبلخي نظرية حديثة متفائلة للمرض النفسي سبقت متخصصي الصحة النفسية بقرون.
فالفرق بين المضطرب نفسياً والشخص العادي المنفعل عند البلخي هو اختلاف درجة وليس اختلاف نوع يجعل من هذا مريضاً ومن ذاك صحيحاً ويتضح لنا ذلك في أن البلخي كرث الأبواب الثلاثة الأولى للناحية الوقائية للصحة النفسية فالباب الأول بعنوان مبلغ الحاجة إلى تدبير مصالح الأنفس والباب الثاني في تدبير حفظ صحة الأنفس عليها ثم الباب الثالث في تدبير إعادة صحة الأنفس إذا فُفدت.
خامساً: البلخي أول من فرق بين الحزن والاكتئاب العصابي أو الخارجي أو الإستجابي وبين الاكتئاب الذهاني أو الداخلي.
لقد قام البلخي بتصنيف أنواع الحزن والأكتئاب بتفصيل ينم عن حس اكلينيكي سبق فيه عصره بأكثر من عشرة قرون فهو يتحدث أولاً عن الحزن والاكتئاب العادي الذي يصيب جميع الناس بين الفينة والفينة ولا يمكن تجنبه كلياً لأنه كما يقول " موجود في طباع الدنيا وبنيتها فليس في ذلك حيلة" ثم هو بعد ذلك يقسم الحزن إلى نوعين أو ضربين كالآتي:
أحدهما ما يكون معروف السبب كإنسان يعرض له الحزن من فقد محبوب من أهل أو مال أو شيء خاص الموقع منه, والآخر مجهول السبب وهو غمة يجدها الإنسان على قلبه في عامة الأوقات تمنعه من النشاط وإظهار السرور وصدق الاستمتاع بشيء من اللذات والشهوات من غير أن يعرف لهذا الفتور والانكسار اللذين يجدهما شيئاً يخيل بهما عليه,
فأما الحزن المجهول السبب فإنه يرجع إلى الأعراض البدنية وتولده إنما يكون من قلة صفاء الدم وحيلة دفعه إما عن طريق العلاج الجسماني من الأغذية والأدوية وأما من طري العلاج النفساني فبالتلطف لاجتلاب السرور إلى النفس بالحادثة والمؤانسة والاستماع بما تطيب النفس به.
سادساً : البلخي رائد العلاج السلوكي والمعرفي
وهنا نأتي لأهم إسهام للبلخي وهو استخدامه لأحدث ما توصل إليه علم النفس العلاجي الحديث وقبل أن أسطر ما ذكره البلخي في العلاج السلوكي المعرفي.
كما أن البدن إنما يحفظ صحته عليه بوجهين : أحدهما أن يصان من الآفات الخارجة كالبرد والحر والنكبات المؤلمة والآخر أن يصان من نكبات الداخل وهو لا يترك شيء من أخلاطه يهيج عليه فيغلب سواه وذلك بتعديل الغذاء وأخذ النافع واجتناب الضار منه كذلك النفس إنما يحفظ صحتها عليها بوجهين :
أحدهما أن تصان من الأعراض الخارجة التي هي ورود عليها من الأشياء التي يسمعها الإنسان أو يبصرها فتقلقه وتضجره وتحرك منه قوة غضب أو فزع أو غم أو خوف وما أشبه ذلك والآخر أن تصان من الأعراض الداخلة التي هي التفكير فيما يؤديه إلى شيء مما وصفناه من الأعراض فيشغل قلبه ويقلق ضميره.
أولاً: البلخي أول من فرق بين العصاب والذهان وجمع بين الانفعالات المختلفة في تصنيف واحد
استطاع البلخي بحسه الإكلينيكي العبقري أن يفرق بين العصاب أو المرض النفسي والذهان أو المرض العقلي (الجنون) ولعلة الرائد الأول في ذلك. ثم استطاع أن يوحد الانفعالات الإنسانية كالغضب والحزن والقلق في منظومة واحدة وأكد أن اختلالها هو المسئول عن الإضرابات النفسية, أستمع إليه وهو يحدثك بنفسه في هذا الشأن:
إن الأشياء التي تنسب إلى النفس كثيرة منها قوى فاضلة كالعقل والفهم والحفظ (أي ما نسميه بلغة اليوم بالأنشطة المعرفية) والأخرى هي مسترذلة هي أضدادها ومنها أخلاق محمودة كالعفة والسخاء والكرم والأخرى مذمومة مضادة لها ومنها أشياء عارضة تقع وترتفع كالغضب والفزع وما أشبههما".
ثانياً: البلخي رائد الطب السيكوسوماتي والتكاملي:
ركز البلخي على الناحية النفسجسمية أو السيكو سوماتية في كل جوانب المخطوطة ليس هذا فحسب بل إنه لينتقد أطباء عصره لإهمالهم لأهمية النواحي النفسية في مرضاهم رغم قدرتها على أحداث أعراض جسمية.
ثالثاً: قام البلخي بتصنيف الاضطرابات النفسية باسلوب سبق به عصره باكثر من تسعة قرون.
أن المتخصص الحديث قد يجد نفسه منبهراً أشد الانبهار عندما يقرأ تصنيف البلخي الدقيق لأهم أنواع الأمراض النفسية فهو يرتب الأعراض النفسية تحت أربعة أصناف’ ألا وهي الغضب ثم الخوف والفزع ثم الحزن والجزع .
ورابعها الوسواس فإذا تدبرنا في هذه الأصناف في هذه الأصناف الأربعة نجدها تحوي أهم الفصول التي يدرسها طلاب علم النفس المرضي وعلم نفس الشواذ في الجامعات المعاصرة تحت باب الاضطرابات العصابية المعروفة باضطرابات القلق كالمخاوف المرضية والعصاب الوسواسي القهري, كما يشتمل تصنيفه فوق ذلك على الاكتئاب بأنواعه المعروفة. لم يصل علم الطب النفسي إلى مثل هذا التصنيف إلا بعد قرون من وفاة علمنا العبقري.
رابعاً: أكد البلخي على أن الاضطرابات النفسية ما هي إلا صورة مبالغة للتوترات الانفعالية الني تصيب الأسوياء:
للبلخي نظرية حديثة متفائلة للمرض النفسي سبقت متخصصي الصحة النفسية بقرون.
فالفرق بين المضطرب نفسياً والشخص العادي المنفعل عند البلخي هو اختلاف درجة وليس اختلاف نوع يجعل من هذا مريضاً ومن ذاك صحيحاً ويتضح لنا ذلك في أن البلخي كرث الأبواب الثلاثة الأولى للناحية الوقائية للصحة النفسية فالباب الأول بعنوان مبلغ الحاجة إلى تدبير مصالح الأنفس والباب الثاني في تدبير حفظ صحة الأنفس عليها ثم الباب الثالث في تدبير إعادة صحة الأنفس إذا فُفدت.
خامساً: البلخي أول من فرق بين الحزن والاكتئاب العصابي أو الخارجي أو الإستجابي وبين الاكتئاب الذهاني أو الداخلي.
لقد قام البلخي بتصنيف أنواع الحزن والأكتئاب بتفصيل ينم عن حس اكلينيكي سبق فيه عصره بأكثر من عشرة قرون فهو يتحدث أولاً عن الحزن والاكتئاب العادي الذي يصيب جميع الناس بين الفينة والفينة ولا يمكن تجنبه كلياً لأنه كما يقول " موجود في طباع الدنيا وبنيتها فليس في ذلك حيلة" ثم هو بعد ذلك يقسم الحزن إلى نوعين أو ضربين كالآتي:
أحدهما ما يكون معروف السبب كإنسان يعرض له الحزن من فقد محبوب من أهل أو مال أو شيء خاص الموقع منه, والآخر مجهول السبب وهو غمة يجدها الإنسان على قلبه في عامة الأوقات تمنعه من النشاط وإظهار السرور وصدق الاستمتاع بشيء من اللذات والشهوات من غير أن يعرف لهذا الفتور والانكسار اللذين يجدهما شيئاً يخيل بهما عليه,
فأما الحزن المجهول السبب فإنه يرجع إلى الأعراض البدنية وتولده إنما يكون من قلة صفاء الدم وحيلة دفعه إما عن طريق العلاج الجسماني من الأغذية والأدوية وأما من طري العلاج النفساني فبالتلطف لاجتلاب السرور إلى النفس بالحادثة والمؤانسة والاستماع بما تطيب النفس به.
سادساً : البلخي رائد العلاج السلوكي والمعرفي
وهنا نأتي لأهم إسهام للبلخي وهو استخدامه لأحدث ما توصل إليه علم النفس العلاجي الحديث وقبل أن أسطر ما ذكره البلخي في العلاج السلوكي المعرفي.
كما أن البدن إنما يحفظ صحته عليه بوجهين : أحدهما أن يصان من الآفات الخارجة كالبرد والحر والنكبات المؤلمة والآخر أن يصان من نكبات الداخل وهو لا يترك شيء من أخلاطه يهيج عليه فيغلب سواه وذلك بتعديل الغذاء وأخذ النافع واجتناب الضار منه كذلك النفس إنما يحفظ صحتها عليها بوجهين :
أحدهما أن تصان من الأعراض الخارجة التي هي ورود عليها من الأشياء التي يسمعها الإنسان أو يبصرها فتقلقه وتضجره وتحرك منه قوة غضب أو فزع أو غم أو خوف وما أشبه ذلك والآخر أن تصان من الأعراض الداخلة التي هي التفكير فيما يؤديه إلى شيء مما وصفناه من الأعراض فيشغل قلبه ويقلق ضميره.