أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي ولد في البصرة وعاش في بغداد وفيها توفي.
عرف رحمه الله بالزهد والورع ذكر الذهبي أن أباه خلف له مالا كثيراً فتركه وقال لا يتوارث أهل ملتين وورد في كتاب وفيات الأعيان أن والده ممن يقول بالقدر ويقول الذهبي عن الحارث:"المحاسبي كبير القدر وقد دخل في شيء يسير من الكلام فنقم عليه وقد ورد أن الإمام أحمد رحمه الله أثنى على الحارث من وجه وحذر منه من وجه آخر.
وقال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال:"المحاسبي العارف صاحب التواليف صدوق في نفسه وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه.
وللحارث المحاسبي عدد من المؤلفات منها: كتاب العقل وكتاب فهم القرآن وقد طبعا في مجلد واحد وكتاب الرعاية لحقوق الله وكتاب التوهم ورسالة المسترشدين وكتاب القصد والرجوع إلى الله.
المنهج ______
مصادر الحارث المحاسبي في لفتاته هي القرآن والسنة وملاحظاته العامة ويلاحظ أنه في اعتماده في السنة لا يدقق بل يعتمد على أحاديث ربما كانت ضعيفة أو موضوعة شأنه شأن الصوفية في ذلك وقد استخدم الحارث المحاسبي في دراسة الظاهرة النفسية منهجا يجمع بين ما يعرف الآن بالاستبطان والتداعي الحر.
بعض المفاهيم النفسية عند الحارث المحاسبي
1- النية
اعتنى المحاسبي بحظرات النفس ووساوسها وأعمال القلب وما يؤثر على النية فيبعثها أو يصرفها ومن أهم كتبه التي اعتنت بهذا الجانب كتاب الرعاية لحقوق الله تعالى.
2- اجتهد الحارث المحاسبي في توجيه العبد إلى رعاية حقوق الله تعالى بتصفية النية وإخلاصها لله سبحانه فكان من الطبيعي أن يتحدث عما يفسد النية من صوارف يشعر بها العبد ومن صوارف قد لا يشعر بها.
أما منهج الحارث المحاسبي في دراسة الدوافع الخلفية للسلوك فتقوم على أمور: الأول: الاستبطان وذلك بأن يلاحظ الشخص نيته ودخيلة نفسه ويراجع مقصده.
الثاني: ملاحظة السلوك الظاهر ولا سيما إذا لم ينجح الاستبطان في إدراك الدوافع.
ويلاحظ أن هذه الدوافع الخفية للسلوك عند الحارث المحاسبي ليست دائما سيئة.
العقل ____
يرى المحاسبي أن العقل يطلق على ثلاثة معان:
"أحدهما هو معناه لا معنى له غيره في الحقيقة والآخران اسمان جوزتهما العرب إذ كانا عنه فعلاً لا يكونان إلا به ومنه وقد سماها الله تعالى في كتابه والعلماء عقلا".
أ- هو غريزة وضعها الله سبحانه وتعالى في أكثر خلقه يولد بها العبد ثم يزيد فيه معنى بعد معنى بالمعرفة بالأسباب الدالة على المعقول.
ب- الفهم لإصابة المعنى.
ج- هو البصيرة والمعرفة بتعظيم قدر الأشياء النافعة والضارة في الدنيا والآخرة.
مقارنة بين الدوافع والغرائز عند الحارث والمحاسبي رحمه الله فرويد
فرويد
الغرائز مقصورة على جبس والعدوان .
لا شعورية فقط.
ليست خيرة
غير مقبولة اجتماعيا
يلجأ الشخص دائما إلى الحيلة اللاشعورية لتحقيق القبول الاجتماعي وإشباع الحاجات اللاشعورية.
الحارث المحاسبي
الدوافع والغرائز عامة وليست مقصورة على الجنس والعدوان.
الدوافع شعورية ولا شعورية.
أحياناً خيرة وأحياناً غير خيرة.
مقبولة اجتماعا.
قد يلجأ الشخص إلى الحيل اللاشعورية لتحقيق بعض المكاسب.