علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionAttitude and Changing Health Behaviors : الاتجاهات وتغيير السلوكيات الضارة بالصحة EmptyAttitude and Changing Health Behaviors : الاتجاهات وتغيير السلوكيات الضارة بالصحة

more_horiz
على الرغم من النجاح الذي لاقته نظرية السلوك المخطط بربط المعتقدات بالسلوك، وفي تعديل العادات غير الصحية، إلا أن التوجهات
التي تركز على ما يحمله الأشخاص من اتجاهات، ليست ناجحة جداً في تفسير التغيير التلقائي في السلوكيات غير الصحية، ولا تتنبأ بالتغيرات
ومن العوامل التي تزيد من تعقد الأمر، أن محاولات الاتصال بالأفراد لتغيير اتجاهاتهم نحو ما يقومون .(Kirsch, السلوكية الطويلة الأمد ( 1983
A. ) به من سلوكيات غير صحية، تؤدي أحيانا إلى ظهور عمليات دفاعية غير منطقية. فقد يدرك الناس أن التهديد الصحي اقل خطورة من حقيقته
Clarke, Lovegrove, Williams, & ) وقد يخطئون باعتبار أنفسهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض من الآخرين ،(Liberman & Chaiken, 1992
وقد يرون أنفسهم مختلفين عن ،(Machhperson,2000; N.D. Weinstein & Klein, 1995
-131-
وقد يحملون معتقدات غير عقلانية حول أمور .(Gibbons, Gerrard & McCoy, أولئك الذين تعرضوا للإصابة بمخاطر صحية معينة ( 1995
الصحة، والمرض، والعلاج مما يؤدي إلى تشويههم للرسائل المتعلقة بالصحة، أو المتعلقة بممارسة العادات الصحية، وهو ما يتضح في قيام العديدين
.(A. J. Christensen, Moran, & Wiebe, بتناول كميات هائلة من العلاجات من دون أي استشارة طبية ( 1999
وبهذه الإمكانات المتعددة لتشويه التهديدات الصحية والرسائل المتعلقة بالصحة؛ فقد تعجز الرسائل، وحتى تلك التي صممت بعناية
فائقة، عن التغلب على هذه التحيزات في معالجة المعلومات.
ويؤدي بدوره إلى تجاهلهم ،(Miller & Miller, إضافة لذلك، فإن التفكير في الأمراض يمكن أن يولد مزاجا سلبيا لدى الأفراد ( 1995
للمخاطر التي يتعرضون لها، أو تبنيهم لتفسيرات ذات طابع دفاعي. ومع أن بعض الدراسات وجدت بأن المدركات المشوهة للمخاطر يمكن أن
إلاَّ أن تقارير اخرى تقترح بأن التفاؤل غير الواقعي لا يتأثر ،(Kreuter & Strecher, تتعدل عن طريق المعلومات والتدخلات التربوية ( 1995
.(N. D. Weinstein & Kein, بالتغذية الراجعة على الإطلاق ( 1995
ولأن العادات الصحية عادة ما تتأصل بعمق ومن الصعب تعديلها، فإن طرق تعديل الاتجاهات قد لا تكون كافية بحيث تزود بالأساس
ويبدو أن طرق تغيير الاتجاهات قد تعمل على غرس الدافعية لتغيير .(Stacy, Bentler, & Flay, المعرفي لتغيير العادات الضارة بالصحة ( 1994
عادة صحية معينة، ولكنها لا تزود بالمهارات الضرورية لإحداث تغيير فعلي بالسلوك، والمحافظة على التغيير المحدث. ولذلك فإن مختصي علم
النفس الصحي عمدوا إلى العودة إلى الأساليب العلاجية.
الاتجاهات المعرفية – السلوكية في تغيير السلوكيات الضارة بالصحة:
Cognitive – Behavioral Approaches to Health Behavior Change
بينت الأساليب التي تستند في تعديلها للسلوكيات الضارة بالصحة على تغيير الاتجاهات أنها أكثر فائدة في التنبؤ بالوقت الذي يصبح
(Cognitive-Behavioral Approaches) فيه الأفراد أكثر استعدادا لتغيير سلوكهم. وقد غيرت الاتجاهات العلاجية المعرفية- السلوكية
محور اهتمامها في تعديل العادات الصحية إلى السلوك المقصود ذاته؛ أي إلى الظروف التي تدعو إلى ظهو ره وبقائه، وإلى العوامل المعززة له
كما يوجه العلاج المعرفي- السلوكي تركي زا شديدا على المعتقدات التي يحملها الناس إزاء .(Freeman, Simon, Beutler, and Arkowitz, 1989)
Meichenbaum & Cameron, ) عاداتهم الصحية. إذ غالباً ما يقوم الناس بإجراء محادثات داخلية مع الذات تتدخل مع قابليتهم لتغيير سلوكهم
1974 ). فالشخص الذي يرغب، على سبيل المثال، بترك التدخين قد يتحول عن عملية التوقف عن طريق إنتاج شكوك ذاتية كأن يقول "سوف لن
أنجح في حياتي في التوقف عن التدخين"، أو يقول "أنا واحد من أولئك الأشخاص الذين يعتمدون ببساطة على السجائر"، "لقد حاولت في السابق
ولكنني لم أحقق النجاح قط ". ومن وجهة نظر العلاج المعرفي- السلوكي، فإن الشخص لن يتمكن من تغيير عاداته الصحية، أو يحافظ على التغير
الحادث، ما لم يتم
-132-
تعديل هذا المونولوج الداخلي (المحادثة الذاتية). وبذلك، فإن إجراءات التدخل المعرفية- السلوكية، تسعى لتغيير المدركات تماماً كسعيها لتغيير
السلوك.
إن تمييز أهمية إدراك الناس لعاداتهم الصحية في إحداث التغيير السلوكي، قد قاد إلى الوعي بأمور أخرى، ألا وهي ضرورة إعطاء المريض
في عملية التدخل الموجهة نحو تعديل السلوك. إن معظم برامج تعديل السلوك تبدأ بالعميل، وتعتبره هدفا تتوجه (Co-therapist) دور المشارك
نحوه الجهود الرامية لتغيير سلوكه، أما في العملية العلاجية، فإن عمليات التحكم الموجهة لتغيير السلوك، تنتقل تدريجياً من المعالج إلى العميل.
ولدى الاقتراب من نهاية مرحلة التدخل الرسمي، يقوم العملاء بمراقبة سلوكهم ويطبقون استراتيجيات التدخل المعرفي- السلوكي على سلوكهم، كما
يعملون على مكافأة أو عدم مكاف أة أنفسهم بناء على ما يقومون به من أفعال.
الملاحظة الذاتية والمراقبة الذاتية:
Self - Observation & Self – Monitoring
في تعديل السلوك، تستخدم الملاحظة الذاتية (Cognitive – Behavioral Modification) إن كث يرا من البرامج المعرفية- السلوكية
كخطوة أولى باتجاه تغيير السلوك. وهي تستند إلى منطق يعتبر أن على الفرد أن (Self-Monitoring) والمراقبة الذاتية (Self-Observation)
يدرك أبعاد السلوك المراد تعديله قبل البدء في عملية التغيير. فملاحظة الذات، ومراقبة الذات، تقيمان مدى تكرار السلوك المقصود تغييره،
إن .(Abel, Rouleau, & Coyne, 1987; Thoresen & Mahoney, والأحداث التي تسبق حدوثه، والنتائج التي تترتب على القيام به ( 1974
القيام بالملاحظة الذاتية والمراقبة الذاتية، عند البدء بعملية تغيير السلوك، يمهد لإشراك العميل في عملية تعديل السلوك في مرحلة مبكرة.
وتتضمن الخطوة الأولى في الملاحظة الذاتية معرفة كيفية تمييز السلوك المقصود تغييره. وهذه العملية سهلة بالنسبة لسلوكيات معينة.
فمن الواضح أن المدخن يستطيع أن يدرك ما إذا كان يقوم بالتدخين أم لا. في حين أن هناك سلوكيات أخرى، كالرغبة في التدخين، أصعب تحديدا؛
لذا فقد يتم تدريب الفرد لمراقبة الأحاسيس الداخلية عن قرب، وذلك من أجل تمييز السلوك المقصود تغييره بدقة أكبر.
ويتراوح ذلك من الأساليب البسيطة جدا التي .(Charting) أما الخطوة الثانية في الملاحظة الذاتية فهي تسجيل السلوك، وجدولته
بالاضافة إلى ،(Enacted) يكتفى فيها بتسجيل السلوك في كل مرة يحدث فيها، إلى أساليب أكثر تعقيدا الذي يوثق الظروف التي حدث فيها السلوك
فعلى سبيل المثال، يدرب المدخن على الاحتفاظ بسجل سلوكي .(e. g. Mckennell, 1973; Stunkard, المشاعر التي صاحبت ظهوره ( 1979
تفصيلي لجميع الظروف التي يقوم فيها بالتدخين. فقد يسجل كل مرة قام فيها بالتدخين، والوقت من النهار، والموقف الذي حدث فيه التدخين،
وهل كان هناك أشخاص آخرون لدى قيامه بالتدخين، وقد يقوم بتسجيل مشاعر الرغبة الذاتية التي وجدت عند إشعال السيجارة (مثل القلق أو
التوتر)، والشعور الذي تولد لدى القيام بالتدخين. وبذلك يتمكن من بناء برنامج لإحداث تغيير بنائي في السلوك يتناول التعامل مع هذه الظروف
التي ترافق حدوث السلوك (التدخين).
-133-
.(McFall, ومع أن ملاحظة الذات لا تشكل إلا خطوة أولية في تغيير السلوك، إلا أنها قد تعمل بذاتها في إحداث التغيير المطلوب ( 1970
فمجرد متابعة الفرد لسلوكه قد يؤدي إلى التقليل من عدد السجائر التي يدخنها. وفي العادة فإن التغيير في السلوك الذي يتسبب عن المراقبة
.(e. g. McCaul, Glasgow & O’Neil, الذاتية لا يستمر طويلاً، ولا بد من أن تقترن المراقبة الذاتية باتباع أساليب أخرى ( 1992
Classical Conditioning : الإشراط الكلاسيكي
في بداية القرن العشرين. وتعتبر (Ivan Pavlov) إن أول من توصل إلى الإشراط الكلاسيكي هو العالم السيكولوجي الروسي إيفان بافلوف
مباديء الإشراط الكلاسيكي من أول المباديء التي اتبعت لتغيير السلوك. ويقوم الإشراط الكلاسيكي على اقتران مثير غير شرطي (طبيعي) بمثير شرطي
3) خطوات الإشراط الكلاسيكي. - (صناعي) مما يؤدي إلى تكوين منعكسات شرطية. ويوضح الشكل ( 3
المرحلة الأولى المرحلة الثانية المرحلة الثالثة
CS يكتسب المثير الشرطي
القدرة على إحضار الاستجابة
إقتران المثير غير الشرطي
مع مثير آخر
مثير غير الشرطي
ينتج استجابة انعكاسية UC.S
مثير شرطي
C. S.
(الكحول)
مثير شرطي
C. S.
(الكحول)
مثير غير شرطي
UC.S
Antabuse
مثير غير شرطي
UC.S
عقار) )Antabuse
استجابة شرطية
C.R
(دوخة، غثيان، تقيؤ)
استجابة غير شرطية
UC.R
(دوخة، غثيان، تقيؤ)
استجابة غير شرطية
UC.R
(دوخة، غثيان، تقيؤ)
3 توظيف مباديء ا لإشراط الكلاسيكي في علاج الكحول - شكل 3
إن الإشراط الكلاسيكي كان من أول الطرق التي استخدمت لتغيير السلوك الضار بالصحة. ولإيضاح ذلك سنتناول استخدامه في علاج
هو عقار يسبب دواراً شديداً وغثيانا وقيئا - استجابة غير شرطية -(UC.S.) المثير غير الشرطي -،(Antabuse) الإدمان على الكحول. إن الأنتابيوز
لدى تناوله عن طريق الفم. ووفقاً لنظرية الإشراط الكلاسيكي، فإن هذه الإستجابة ا لانعكاسية من الدوار، والغثيان، والقيء يمكن إشراطها -(UC.R)
بتناول الكحول، إذا اقترن تناول الكحول باستمرار مع حقن المدمن بمادة الأنتابي وز. وبذلك يكون إعطاء مدمن الكحول المشروب الذي يفضله
-134-
من الكحول ليرشف منه، وفي الوقت ذاته يتم حقنه بمادة الأنتابيوز. ومع الزمن يرتبط الكحول مع الدوار، والغثيان، والقيء، الذي كان يتسبب عن
وقد . -(CR. عقار أنتابيوز. وبذلك يستدعي الكحول نفس الاستجابة التي كان عقار أنتابيوز يسببها - الدوار والغثيان والتقيؤ (استجابة شرطية
استخدمت مباديء الإشراط الكلاسيكي في علاج الإدمان والتدخين واضطرابات إدمانية أخرى.
ويتميز تأثير الإشراط الكلاسيكي في تعديل العادات السلوكية بالفعالية، ولكن العملاء يدركون سبب فعاليته. فالمدمنون على تعاطي
الكحول يدركون على سبيل المثال، أنهم إذا توقفوا عن أخذ العلاج فإنهم لن يتقيأوا عند تعاطيهم الكحول. وبذا فإننا لو تمكنا عن طريق الإشراط
الكلاسيكي من إنتاج الاستجابة الشرطية، فإن التغيير يعتمد بدرجة كبيرة على رغبة العميل بالتعاون. كما أن هذه الطريقة تعتبر في غاية القسوة،
وقد تسبب أحياناً مخاطر صحية. نتيجة لذلك، فهي لم تعد تستخدم بنفس الدرجة التي كانت تستخدم فيها سابق اً.
Operant Conditioning : الإشراط الإجرائي
الذي يعمل على تشكيل ا لاستجابة بشكل أتوماتيكي من خلال اقترانها (Classical Conditioning) على النقيض من الإشراط الكلاسيكي
يعمل على اقتران استجابة تلقائية تصدر عن الفرد مع نتائج محددة. ويعتبر (Operant Conditioning) مع مثير جديد، فإن الإشراط الإجرائي
حجر الزاوية في الإشراط الإجرائي. فعندما يؤدي الفرد سلوكاً ما ويتبع ذلك السلوك تعزيز إيجابي، فإنه من المرجح أن (Reinforcement) التعزيز
يتكرر ذلك السلوك مرة أخرى. وبالمثل إذا قام الفرد بأداء سلوك وكانت نتيجة هذا السلوك الحرمان من التعزيز، أو التعرض للعقاب، فإن احتمال
تكرار ذلك السلوك يقل على الأغلب. ومع مرور، الوقت فإن هذه الاقترانات تؤدي إلى تشكيل السلوكيات التي ارتبطت بالحصول على المعززات، وفي
المقابل يقل تكرار السلوكيات التي اقترنت بالعقاب أو لم تعزز.
من الأمور المهمة المميزة للإشراط الإجرائي. فجدول التعزيز (Reinforcement Schedules) وتعتبر جداول التعزيز
يعني أن السلوك يتعزز في كل مرة يحدث فيها. وتعتبر هذه الطريقة في تقديم التعزيز غير ،(Continuous Reinforcement Schedule) المستمر
إذ يتوقع الفرد الحصول على المعزز في كل مرة يؤدي بها السلوك. وفي حال ؛(Extinction) فعالة في إكساب الفرد القدرة على مقاومة الإنطفاء
توقف التعزيز، أي إذا لم يقترن ظهور الاستجابة بالحصول على المعزز في مناسبة معينة، فإن الفرد قد يتوقف عن القيام بالاستجابة. لذلك خلص
بدلاً من ،(Intermittent Reinforcement Schedules) علماء النفس إلى أن السلوك الذي يتم تعلمه باستخدام جداول التعزيز المتغير أو المتقطع
التعزيز المستمر يكون أكثر ثباتا ومقاومة للانطفاء.
إن كثيراً من العادات الضارة بالصحة يمكن اعتبارها استجابات إجرائية. فعلى سبيل المثال، قد يحافظ الفرد على عادة شرب الكحول لأن
مزاجه يتحسن عندما يتناولها، أو قد يستمر بالتدخين بسبب اقتران ذلك بضغط الرفاق. وفي كلتا الحالتين فإن التعزيز يكون سببا في الحفاظ على
العادات الضارة بالصحة.
-135-
دور الإشراط الإجرائي في تغيير العادات الضارة بالصحة:
Operant Conditioning to Change Health Behavior
يستخدم الإشراط الإجرائي دائماً لتعديل السلوكيات الضارة بالصحة. وفي بداية الجهود التي توجه لتغيير عادة سلوكية غير صحية يزود
الأفراد بالمعززات الإيجابية لدى قيامهم بأي فعل يجعلهم أكثر قرباً من الهدف. وعندما يحدث تقدم في تخفيف أو تعديل العادة الضارة بالصحة،
تتم المطالبة بإجراء تغيير أكبر في السلوك للحصول على نفس المعزز. فعلى سبيل المثال، لنفترض أن ميري تدخن 20 سيجارة في اليوم. فقد تقوم أولا
بتحديد عدد من المعززات التي يمكن أن تحصل عليها عندما تتمكن من تقليل عدد السجائر لتصبح قريبة من الهدف الذي وضعته، مثل، الذهاب
إلى السينما أو تناول العشاء خارج البيت. وقد تقوم ميري بتحديد عدد السجائر التي ستمتنع عن تدخينها كهدف للوصول إليه (مثل 15 سيجارة في
اليوم). وعندما تبلغ هذا الهدف فقد تقوم بتطبيق التعزيز (تذهب إلى السينما، أو تتناول العشاء خارج البيت). أما الخطوة الثانية فتكون بتقليل
عدد السجائر إلى 10 في اليوم، وعندما يتحقق ذلك تعزز نفسها مرة ثانية، ثم تحدد الهدف بخفض عدد السجائر بشكل منتظم إلى 5، ثم إلى 4، ثم
إلى 3، ثم إلى 1، فصفر. وعبر هذه الطريقة يمكن الوصول إلى هدف التوقف عن التدخين.
Modeling : النمذجة
إن .(Bandura, إلى التعلم الذي يحدث عن طريق مشاهدة شخص آخر يقوم بأداء السلوك ( 1969 (Modeling) تشير النمذجة
المشاهدة والمحاكاة التي تليها، يمكن أن تشكل اتجاهات فعالة لتغيير العادات الضارة بالصحة. وهذه النقطة أوضحتها إحدى الدراسات التي بينت
(I. G. Sarason, Sarason, Pierce, Shearin أن طلبة المدرسة الثانوية الذين شاهدوا آخرين يتبرعون بالدم، كانوا أكثر ميلا للقيام بذلك السلوك
.& Sayers, 1991)
من المباديء المهمة في النمذجة. فالأفراد أكثر ميلاً لتقليد السلوك الصحي الذي يصدر عن أشخاص (Similarity) ويعتبر التشابه
يشبهونهم. وبمقدار ما يعتقدون بأنهم يشبهون نمطا من الأشخاص الذين يقومون بسلوكيات تعرضهم للمخاطر الصحية، بمقدار ما يكونون أكثر ميلا
Gibbons ) لمحاكاتها. وبقدر ما يدركون بأنهم يماثلون نمطا من الأشخاص، لا يؤدي سلوكا يسبب مخاطر صحية، بقدر ما يميلون إلى تغيير سلوكهم
فقد يرفض السباح أخذ سيجارة من صديقه لأنه يد رك أن معظم كبار السباحين لا يدخنون. .(& Gerrard, 1995
ويمكن اعتبار النمذجة من الأساليب المهمة التي لها تأثير بعيد الامد في تغيير السلوك. فعلى سبيل المثال، تشتمل برامج المساعدة
مثل برامج جمعية ،(Destructive Habits) التي تهدف إلى علاج العادات السلوكية المدمرة للذات (Self–Help Programs) الذاتية
ضمنيا على مباديء النمذجة. ففي هذه البرامج ينضم الشخص الذي يقرر الالتزام بتغيير ،(Acoholics Anonymous) مدمني الكحول المجهولين
سلوكه الإدماني إلى أشخاص لديهم نفس المشكلة، ولكنهم حققوا على الأقل بعض النجاح في التغلب عليها. وفي لقاء هؤلاء الاشخاص فإن الناس
يشتركون في الطرق التي تساعدهم على التخلص من مشاكلهم الصحية. ومن خلال الاستماع إلى هذه الطرق، فإن الذي انضم حديثاً للمجموعة
يمكن أن يتعلم من أفرادها كيف يتصرف، ويتبع نماذج سلوكية فعالة في تأهيله. كما يمكن استخدام النمذجة
-136-
كأسلوب لتخفيف القلق الذي يمكن أن يكون سببا في ظهور بعض العادات السيئة، أو في ظهور المخاوف التي تظهر عند التعرض لبعض الممارسات
الصحية الوقائية، مثل، أخذ المطاعيم. إذ يمكن التخفيف من المخاوف التي يحملها الفرد من خلال مشاهدته نموذجاً يقوم بأداء نشاطات يخاف
النمذجة في محاولة لتقليل (Vernon, المشاهد من القيام بها، وينجح في التعامل مع الموقف بفعالية. فعلى سبيل المثال، استخدم فيرنون ( 1974
خوف الأطفال من أخذ المطاعيم. إذ قام بتعريض مجموعة من الأطفال قبل إعطائهم الإبر، لفيلم غير واقعي عن أطفال يأخذون المطعوم دون أن
يبدو عليهم أي إشارة لوجود الألم، أو أي تعبيرات تدل على وجوده. في حين تم تعريض مجموعة أخرى لمشاهدة فيلم واقعي، عن أطفال يظهرون
شعورا بالألم لفترة وجيزة، ويبدو عليهم درجة متوسطة من ا لإنفعال الناجم عن الألم. ولم تشاهد المجموعة الثالثة (المجموعة الضابطة)، أي فيلم.
بينت النتائج أن الأطفال الذين شاهدوا الفيلم الواقعي، تعرضوا لأقل درجة من مشاعر الألم عند إعطائهم الإبر لاحقا. وبالمقابل، فإن الذين شاهدوا
أفلاما غير واقعية، كانوا أكثر تعبيرا عن الشعور بالألم عند إعطائهم الإبر. إن نتائج هذه الدراسة توضح نقطة مهمة أخرى حول النمذجة. فعندما
تستخدم النمذجة لتخفيف الخوف أو القلق، يكون من الأفضل أن يشاهد الشخص أشخاصاً يخافون مثله، ولكنهم يمتلكون القدرة على ضبط
معاناتهم، بدلاً من مشاهدة نماذج لا يظهرون الخوف عندما يستجيبون للموقف. لأن النماذج التي لديها خوف من الموقف تقدم صورة حقيقية
عن الخبرة، ويكون لدى المشاهد فرصة أفضل للتوحد معها، بدلا من تلك النماذج التي تتصرف بهدوء غير واقعي في مواجهة التهديد. إن عملية
Kazdin, 1974, Meichenbaum, ) أكثر نجاح اً ،(Coping Techniques) التوحد هذه قد تساعد الشخص ليتعلم ويقلد أساليب في التعامل
1971 ). لقد لعبت النمذجة دوراً مهماً في تعديل السلوك المتصل بالعادات الصحية، لأنها تعرض الفرد لآخرين نجحوا في تعديل عاداتهم السلوكية
الصحية. وقد تحقق النمذجة أكبر نجاح عندما تبين الصعوبات الواقعية التي يواجهها الأشخاص لدى قيامهم بهذه التغييرات.
Stimulus Control : ضبط المثيرات
يتطلب التعديل الناجح للسلوكيات الضارة بالصحة، فهما للأحداث التي تسبق السلوك تماماً، كفهم النتائج التي تلي السلوك المقصود
تعديله. فالأفراد الذين يقومون بممارسة عادات سلوكية ضارة بالصحة كالتدخين، وتناول الكحول، والإفراط في تناول الطعام، يطورون روابط بين
التي تكون (Discriminative Stimuli) هذه السلوكيات وبين المثيرات الموجودة في بيئتهم. وكل هذه المثيرات قد تقوم بوظيفة المثيرات التمييزية
قادرة على استدعاء السلوك المقصود. فعلى سبيل المثال، فإن شكل الطعام ورائحتة يعملان بوصفهما مثيرين تمييزيين لتناول الطعام. كما أن شكل
علبة السجائر ورائحة القهوة قد تعملان كمثيرات للتدخين. وتكمن أهمية المثير التمييزي لأنه يعمل بمثابة إشارة تعلن بأن معززاً إيجابياً سوف يلي
ظهور المثير.
مع المرضى الذين (Stimulus Control Interventions) وهناك منحيين يتبعان لدى تنفيذ إجراءات التدخل عن طريق ضبط المثيرات
يحاولون تغيير عاداتهم الضارة بالصحة: أما الأول، فيركز على تخليص البيئة من المثيرات التمييزية التي تدعو لظهور السلوك المشكل، في حين يركز
الثاني على إيجاد مث يرات تمييزية جديدة تعمل كمؤشرات بان استجابة جديدة سوف يتم تعزيزها
ولكن كيف يعمل ضبط المثيرات في علاج المشكلة السلوكية؟ إن تناول الطعام يحدث في العادة بضبط من المثيرات التمييزية، كوجود
الطعام المفضل، والنشاطات التي يقترن بها دائما تناول الطعام (مثل الحديث بالهاتف أو مشاهدة التلفاز). وكخطوة أولية في علاج السمنة
يشجع الأفراد على تقليل أو إبعاد هذه المثيرات التمييزية المحفزة على تناول الطعام. وقد يحثون على التخلص من الأطعمة الفاتحة ،(Obesity)
للشهية أو الأطعمة الدهنية الممتعة، وعلى الالتزام بتناول الطعام في مكان محدد في البيت، والامتناع عن تناول الطعام عندما يقومون بنشاطات
(مثل الحديث بالهاتف أو مشاهدة التلفاز). ويمكن أن يزود البيت بمثيرات أخرى تشير إلى أن تناول الطعام ضمن ظروف مسيطر عليها سيؤدي
للحصول على المعززات. فعلى سبيل المثال، فقد توضع إشارات في مواقع مهمة في البيت تذكر الأفراد بالتعزيز الذي سيحصلون عليه بعد أن يتغير
سلوكهم.

descriptionAttitude and Changing Health Behaviors : الاتجاهات وتغيير السلوكيات الضارة بالصحة Emptyرد: Attitude and Changing Health Behaviors : الاتجاهات وتغيير السلوكيات الضارة بالصحة

more_horiz
كتاب علم النفس الصحي شيلي تايلور‎ ترجمة وسام درويش بريك - فوزي شاكر طعيمة
https://www.file-up.org/aav0ze7u9j9a

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد