الكثير من التغيير في السلوك لا يحدث من خلال استخدام برامج تغيير السلوك، ولكن من خلال الهندسة الاجتماعية. فالهندسة
تتضمن تعديل البيئة بطرق تؤثر بقابلية الناس لممارسة سلوك صحي معين. وتسمى هذه الإجراءات بالسلبية (Social Engineering) الاجتماعية
لأنها لا تتطلب قيام الفرد بسلوك معين. فعلى سبيل المثال، يعتبر استخدام حزام الأمان في القيادة إجراء إيجابيا لأن على الفرد القيام به (Passive)
التي تنتفخ بشكل أوت وماتيكي بالهواء لدى (Airbags) للوقاية من التعرض للإصابة الناجمة عن حوادث السيارات، في حين أن الوسائد الهوائية
حدوث الحوادث تمثل إجراء سلبيا.
كما أن كثيرا من السلوكيات الصحية يتقرر حدوثها بفعل الهندسة الاجتماعية. فالحظر الذي يفرض على تعاطي بعض أنواع المخدرات
مثل الهيروين والكوكايين، وتنظيم عمليات التخلص من الفضلات السامة هي أمثلة على المعايير الصحية التي شرعت عن طريق القوانين. كما أن
التدخين وتعاطي الكحول هي من الأمور المحظورة قانونياً في ظروف معينة وعلى مجموعات عمرية معينة.
وفي أحيان كثيرة، تكون الحلول التي تقدمها الهندسة الاجتماعية للمشاكل الصحية أكثر نجاحاً من الحلول الفردية. فلنأخذ على سبيل
المثال مسألة تنقية المياه، فقد نستطيع أن نغرس عادات تنقية المياه لدى الأفراد عن طريق تصميم نظام تدخل يهدف إلى التأثير بالاتجاهات
وقد نتدخل من .(L. S. Robertson, والسلوك لإقناع الناس بغلي المياه التي يستخدمونها، علماً بأن تنقية المياه في مصادرها هو حل أفضل ( 1975
خلال توجيه الوالدين لجعلهما يقومان باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقليل وقوع الحوادث في البيت، ولكن اتباع طريقة في وضع الأدوية في عبوات
كما يؤدي تقليل معدل .(Fielding, تمثل حلولا أكثر نجاحاً ( 1978 (Fire Retardant) آمنة، وصنع ملابس الأطفال من مواد غير قابلة للاشتعال
السرعة المسموح به في قيادة المركبات إلى نتائج أفضل بكثير في تخفيف الوفيات والإعاقات الناجمة عن حوادث المركبات من مجرد التدخل لجعل
وزيادة العمر المسموح به لتناول الكحول من .(Fielding, الناس يغيرون عاداتهم في القيادة ( 1978
-155-
18 إلى 21 عاما يحقق نجاحا أكبر في التقليل من معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات مقارنة بما يمكن أن تؤديه البرامج المصممة
.(Ashley & Rankin, لمساعدة السائق الذي يقود تحت تأثير الكحول ( 1988
إن الآمال التي تعقد على الاستمرار باستخدام الهندسة الاجتماعية لتغيير العادات الصحية عظيمة. وقد تقود المحادثات الجارية بين
الحكومة الفيدرالية وشركات التبغ، إلى التوصل إلى قيود أكثر على سلوك التدخين، وخصوصاً ما يتصل بالإجراءات التي تتخذ لوضع قيود على التدخين
.(Secondhand Smoke) في الأماكن العامة، لحماية الناس مما يسمى بالتدخين السلبي أو من الدخان المنبعث من السجائر المدخنة
(Vending ويقترح أحد الباحثين، الذي تناول بالدراسة العادات الصحية والسمنة، القيام بالتحكم بما تحويه آلات البيع الأوتوماتيكية
في المدرسة، وزيادة الضريبة على الأغذية التي تحوي نسبة عالية من الدهون، وتقليل الضريبة على الأغذية التي تحوي نسبة متدنية Machines)
من الدهون، وضبط عمليات الدعاية على المنتجات الغنية بالدهون والكوليسترول- وبشكل خاص تلك الدعايات الموجهة للأطفال- ولا بد أن تؤخذ
.( M. F. Jacobson & Brownell, جميع هذه الأمور في الاعتبار لتقاوم الزيادة الهائلة في السمنة التي حدثت خلال العقدين السابقين ( 2000
وتحديداً فإن زيادة وضوح الدور الذي تساهم به التغذية والسمنة في تردي الأوضاع الصحية والتعرض للوفاة يرافقه ظهور الحلول المرتبطة
بالهندسة الاجتماعية بخصوص بيع الأغذية والدعاية لهذه المواد.
ومن طرق الهندسة الاجتماعية الحديثة نسبيا، التي تهدف إلى تحسين العادات الصحية، تلك التي تستخدم وسائل الإعلام الترفيهية
كانت أكثر نجاحا من المحاضرات والنشرات في (Soap Operas) لإيضاح الممارسات الجيدة. إذ تبين أن المسلسلات التي تعالج مشكلات اجتماعية
التأثير على الناس لتغيير عاداتهم الصحية في كثير من البلدان، وبشكل خاص في البلدان النامية. وقد وجد الباحثون ميلا أكبر للتغيير لدى أولئك
وبالطبع فإن هناك حدودا .(C. J. Williams, الذين يشاهدون نجومهم المفضلين في المسلسلات التلفزيونية يمارسون عادات صحية ( 2001
للاعتماد على وسائل الإعلام في تغيير السلوك، ولكن استخدام المسلسلات التلفزيونية في مواجهة مشكلات معينة مثل مشكلة الحمل بين المراهقات،
حقق بعض النجاح في التخفيف من المشكلة. (AIDS) ومتلازمة فقدان المناعة المكتسبة
ومن الطبيعي أن يكون هناك حدود للنجاح الذي يمكن أن يتحقق من خلال الاعتماد على الهندسة ا لاجتماعية. ومع أن التدخين أصبح
محظوراً في كثير من المناطق العامة، ولم يعد مسموحا به في كثير من الأماكن، إلا أن كثيرا من المدخنين، وعددا كبيرا من غير المدخنين ما زالوا يجدون
أن مثل هذه التشريعات غير مقبولة، لأن فيها تعديا على الحريات المدنية. وحتى بعد توضيح الفوائد الصحية التي يمكن أن تحققها الهندسة
الاجتماعية، فإن مسألة التضحية بالحرية الشخصية للأفراد يتم أخذها بعين الاعتبار بدرجة كبيرة. وبذلك فإن الكثير من العادات الصحية ستبقى
متروكة لتقدير الفرد. وبسبب هذه السلوكيات فإن التدخل الذي يتضمن المحادثة السيكولوجية يكون أكثر إقناعا.
تتضمن تعديل البيئة بطرق تؤثر بقابلية الناس لممارسة سلوك صحي معين. وتسمى هذه الإجراءات بالسلبية (Social Engineering) الاجتماعية
لأنها لا تتطلب قيام الفرد بسلوك معين. فعلى سبيل المثال، يعتبر استخدام حزام الأمان في القيادة إجراء إيجابيا لأن على الفرد القيام به (Passive)
التي تنتفخ بشكل أوت وماتيكي بالهواء لدى (Airbags) للوقاية من التعرض للإصابة الناجمة عن حوادث السيارات، في حين أن الوسائد الهوائية
حدوث الحوادث تمثل إجراء سلبيا.
كما أن كثيرا من السلوكيات الصحية يتقرر حدوثها بفعل الهندسة الاجتماعية. فالحظر الذي يفرض على تعاطي بعض أنواع المخدرات
مثل الهيروين والكوكايين، وتنظيم عمليات التخلص من الفضلات السامة هي أمثلة على المعايير الصحية التي شرعت عن طريق القوانين. كما أن
التدخين وتعاطي الكحول هي من الأمور المحظورة قانونياً في ظروف معينة وعلى مجموعات عمرية معينة.
وفي أحيان كثيرة، تكون الحلول التي تقدمها الهندسة الاجتماعية للمشاكل الصحية أكثر نجاحاً من الحلول الفردية. فلنأخذ على سبيل
المثال مسألة تنقية المياه، فقد نستطيع أن نغرس عادات تنقية المياه لدى الأفراد عن طريق تصميم نظام تدخل يهدف إلى التأثير بالاتجاهات
وقد نتدخل من .(L. S. Robertson, والسلوك لإقناع الناس بغلي المياه التي يستخدمونها، علماً بأن تنقية المياه في مصادرها هو حل أفضل ( 1975
خلال توجيه الوالدين لجعلهما يقومان باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقليل وقوع الحوادث في البيت، ولكن اتباع طريقة في وضع الأدوية في عبوات
كما يؤدي تقليل معدل .(Fielding, تمثل حلولا أكثر نجاحاً ( 1978 (Fire Retardant) آمنة، وصنع ملابس الأطفال من مواد غير قابلة للاشتعال
السرعة المسموح به في قيادة المركبات إلى نتائج أفضل بكثير في تخفيف الوفيات والإعاقات الناجمة عن حوادث المركبات من مجرد التدخل لجعل
وزيادة العمر المسموح به لتناول الكحول من .(Fielding, الناس يغيرون عاداتهم في القيادة ( 1978
-155-
18 إلى 21 عاما يحقق نجاحا أكبر في التقليل من معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات مقارنة بما يمكن أن تؤديه البرامج المصممة
.(Ashley & Rankin, لمساعدة السائق الذي يقود تحت تأثير الكحول ( 1988
إن الآمال التي تعقد على الاستمرار باستخدام الهندسة الاجتماعية لتغيير العادات الصحية عظيمة. وقد تقود المحادثات الجارية بين
الحكومة الفيدرالية وشركات التبغ، إلى التوصل إلى قيود أكثر على سلوك التدخين، وخصوصاً ما يتصل بالإجراءات التي تتخذ لوضع قيود على التدخين
.(Secondhand Smoke) في الأماكن العامة، لحماية الناس مما يسمى بالتدخين السلبي أو من الدخان المنبعث من السجائر المدخنة
(Vending ويقترح أحد الباحثين، الذي تناول بالدراسة العادات الصحية والسمنة، القيام بالتحكم بما تحويه آلات البيع الأوتوماتيكية
في المدرسة، وزيادة الضريبة على الأغذية التي تحوي نسبة عالية من الدهون، وتقليل الضريبة على الأغذية التي تحوي نسبة متدنية Machines)
من الدهون، وضبط عمليات الدعاية على المنتجات الغنية بالدهون والكوليسترول- وبشكل خاص تلك الدعايات الموجهة للأطفال- ولا بد أن تؤخذ
.( M. F. Jacobson & Brownell, جميع هذه الأمور في الاعتبار لتقاوم الزيادة الهائلة في السمنة التي حدثت خلال العقدين السابقين ( 2000
وتحديداً فإن زيادة وضوح الدور الذي تساهم به التغذية والسمنة في تردي الأوضاع الصحية والتعرض للوفاة يرافقه ظهور الحلول المرتبطة
بالهندسة الاجتماعية بخصوص بيع الأغذية والدعاية لهذه المواد.
ومن طرق الهندسة الاجتماعية الحديثة نسبيا، التي تهدف إلى تحسين العادات الصحية، تلك التي تستخدم وسائل الإعلام الترفيهية
كانت أكثر نجاحا من المحاضرات والنشرات في (Soap Operas) لإيضاح الممارسات الجيدة. إذ تبين أن المسلسلات التي تعالج مشكلات اجتماعية
التأثير على الناس لتغيير عاداتهم الصحية في كثير من البلدان، وبشكل خاص في البلدان النامية. وقد وجد الباحثون ميلا أكبر للتغيير لدى أولئك
وبالطبع فإن هناك حدودا .(C. J. Williams, الذين يشاهدون نجومهم المفضلين في المسلسلات التلفزيونية يمارسون عادات صحية ( 2001
للاعتماد على وسائل الإعلام في تغيير السلوك، ولكن استخدام المسلسلات التلفزيونية في مواجهة مشكلات معينة مثل مشكلة الحمل بين المراهقات،
حقق بعض النجاح في التخفيف من المشكلة. (AIDS) ومتلازمة فقدان المناعة المكتسبة
ومن الطبيعي أن يكون هناك حدود للنجاح الذي يمكن أن يتحقق من خلال الاعتماد على الهندسة ا لاجتماعية. ومع أن التدخين أصبح
محظوراً في كثير من المناطق العامة، ولم يعد مسموحا به في كثير من الأماكن، إلا أن كثيرا من المدخنين، وعددا كبيرا من غير المدخنين ما زالوا يجدون
أن مثل هذه التشريعات غير مقبولة، لأن فيها تعديا على الحريات المدنية. وحتى بعد توضيح الفوائد الصحية التي يمكن أن تحققها الهندسة
الاجتماعية، فإن مسألة التضحية بالحرية الشخصية للأفراد يتم أخذها بعين الاعتبار بدرجة كبيرة. وبذلك فإن الكثير من العادات الصحية ستبقى
متروكة لتقدير الفرد. وبسبب هذه السلوكيات فإن التدخل الذي يتضمن المحادثة السيكولوجية يكون أكثر إقناعا.