نبذة النيل والفرات:
يؤمن المؤلفان بأن المنحى التكاملي يعتبر أساسياً لعلاج وفهم حياة الأطفال والمراهقين المضطربين سلوكياً؛ ولقد حاول في هذا الكتاب الإلتزام بهذا التكامل وذلك من خلال: أولاً: يدمج الكتاب النظرية، والبحث، والخبرة بإعتبار أن كلا منها "طرقاً للمعرفة" يتضمن شيئاً مهما يقدمه فقد رأى المؤلفان بأن النظريات حول طبيعة السلوك المضطرب وأسبابه يجب أن توجه أساليب التدخل العلاجية، وأن تلك الجهود المبذولة لتحسين التكيف السلوكي والإنفعالي للأطفال يجب أن تبنى على أسس نظرية، وأن الخبرات يمكن أن توجه بما يتوصل إليه البحث من نتائج؛ أما ثانياً: يعمل هذا الكتاب على تكامل وجهات النظر المتعددة والضرورية للفهم والتأثير على تكيف الأطفال السلوكي، إذ ليس هناك منحى واحداً يكفي لتعريف الإضطرابات السلوكية وعلاجها، لكن من الواضح أن بعض الأساليب قد تكون أكثر فائدة من بعضها الآخر لفهم هذه الإضطرابات.
ولقد تم تقسيم محتوى الكتاب الذي يتضمن أربعة أبواب رئيسية إلى جزئين، يتضمن كل جزء منهما بابين أساسيين وذلك على النحو التالي: الجزء الأول: يبدأ بالقضايا الأساسية التي تمثل الباب الأول، حيث يضع الفصل الأول الأساس لبقية الكتاب وذلك بتزويدنا بمقدمة لأنظمة التصنيفات وتحديد القضايا والأهداف الحالية في إعداد البرامج التربوية للأطفال والمراهقين من المضطربين سلوكياً، ويراجع الفصل الثاني العناصر الأساسية للأطر النظرية المستخدمة في فهم السلوك المضطرب، أما الفصل الثالث فيناقش أهداف وعمليات تقييم الإضطرابات السلوكية، أما الباب الثاني فيركز على خصائص المضطربين سلوكياً، وحيث أن هناك عدة أنماط من السلوك المضطرب، لذلك تناول المؤلفان الفصول الأربعة التالية أهم خصائص المضطربين سلوكياً.
ويبدأ الجزء الثاني من الكتاب بالبرامج التربوية الخاصة التي تمثل الباب الأول منه والذي يركز على التدخلات العلاجية، حيث قرن المؤلفان بين الطرق التي تمثل التوجه السلوكي (الفصل الأول) وتلك التي تتبنى التوجه النفسي التربوي (الفصل الثاني)، وقد ترجما في الفصل الثالث هذه التدخلات العلاجية في إطار إعداد البرامج التربوية، أما الباب الثاني الذي يتناول المعلمين والوالدين فيركز على لاعبين أساسيين في حياة الأطفال المضطربين سلوكياً، ففي الفصل الرابع ناقشا السمات والكفايات الهامة للمعلمين، وفي الفصل الخامس والأخير الذي تناول علاقة المدرسة والمنزل، وضعا الأشكال المحتملة لمشاركة الوالدين في التدخلات العلاجية، واستكشفا طرقاً لتسهيل التعاون والمشاركة بين المنزل والمدرسة.