بعد أن تبين لعلماء القياس النفسي أن إختبارات الذكاء لا تقيس كل الوظائف العقلية قياساً شاملاً ، أي أنها تقيس الذكاء كقدرة عامة . بدأوا يفكرون في قياسات أخرى تقيس القدرات الخاصة مثلاً : القدرة الرياضية (العددية) والقدرة المكانية والقدرة اللغوية والقدرة الكتابية والقدرة الميكانيكية والقدرة الموسيقية وغير ذلك من القدرات الخاصة . فظهرت بطاريات لقياس مجموعة من القدرات تستخدم في مجالات الإختيار المهني والتوجيه المهني والمجالات العسكرية . وكان أكثر إختبارات الإستعدادات الخاصة إستخداماً هي :-
1- إختبارات الإستعدادات الميكانيكية Mechanical Aptitude Tests
2- إختبارات الإستعدادات الكتابية Writing Aptitude Tests
3- إختبارات الإستعدادات الموسيقية Musical Aptitude Tests
ثم حدث تطور لإختبارات الإستعدادات والقدرات فظهرت بطاريات للإختبارات مثل :-
1- بطارية إختبار الإستعداد العام General Aptitude Test Battary أو ما تسمى بالبطارية العامة لإختبارات الإستعدادات .
قام بتصميم هذه البطارية مكتب التوظيف الأمريكي ، تشمل الجوانب التالية:-
- القدرة العامة على التعلم .
- الإستعداد اللغوي .
- الإستعداد الرياضي (العددي) .
- القدرة على التصور المكاني .
- القدرة على إدراك الشكل أو الهيئة .
- الإدراك الكتابي .
- التوافق الحركي .
- مهارات أصابع اليد .
- مهارة اليد .
2- بطارية إختبارات شيكاجو للقدرات العقلية الأولية والتي بنيت على تصنيف ثرستون Thurstone للقدرات الأولية .
3- إختبار مينسوتا للعلاقات المكانية The Minnesota Special Relations Test .
4- اختبار مينسوتا للتجميع الميكانيكي The Minnesota Assembly Test
5- لوحة مينسوتا الورقية للأشكال The Minnesota Paper Form Board .
كانت الإختبارات الثلاثة الأخيرة (3،4،5) نتيجة لدراسة واسعة عن الإستعداد المكانيكي قام بها العالم دونالد ج .باترسون . Donald G.Paterson و معاونوه في جامعة مينسوتا عام 1930 .
6- مقاييس سيشور Seashor للمواهب الموسيقية The Seashore Measuers Of Musical Talents في جامعة آيوا .
إختبارات القدرة على التفكير الإبتكاري :-
التفكير الإبتكاري أحد أنواع النشاط العقلي الذي يتميز بالتجديد والتأمل والإختراع وإيجاد الحلول غير المألوفة . و يظهر في صورة عملية Process أو ناتج Product أو عوامل عقلية .
قام جيلفورد بدراسة عن القدرات العقلية حدد فيها القدرات العقلية الإبتكارية في ضوء التفكير المنطلق (التباعدي) Divergent Thinking حيث اعتبر الإبتكار عبارة عن تنظيمات أو تكوينات مؤلفة من عدد من القدرات العقلية البسيطة و تختلف بإختلاف مجال الإبتكار .
لخصت الدراسات المختلفة القدرات الإبتكارية في الآتي :-
1- الطلاقة Fluancy :-
وهي القدرة على إنتاج كم كبير من الأفكار الجيدة اللفظية وغير اللفظية – لمواقف حل المشكلة . ولها أربعة أشكال هي :-
- الطلاقة اللفظية Verbal Fluency :-
وهي القدرة على سرعة إنتاج آكبر عدد ممكن من الكلمات التي تتوافر فيها شروط معينة .
- الطلاقة التعبيرية Expressional Fluency :-
وهي القدرة عن التعبير عن التفكير بطلاقة أو الصياغة في عبارات مفيدة .
- طلاقة التداعي Associational Fluency :-
وهي القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الوحدات الأولية ذات الخصائص المعينة .
- الطلاقة الفكرية Ideational Fluency :-
وهي القدرة على سرعة إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار التي تنتمي إلى فرع معين من الأفكار في زمن محدد .

2- المرونة Flexibility :-
وهي القدرة على تغيير الأفكار في أنماط جديدة مختلفة ، وإتخاذ طرق مختلفة من مواقف المشكلات والتفكير في الأفكار الكثيرة والطرق المختلفة ، ولها شكلان هما :-
- المرونة التكيفية الشكلية Adaptive Felxibility :-
وهي القدرة على تغيير التفكير والزاوية الذهنية لمواجهة مواقف جديدة ومشكلات متغيرة .
- المرونة التلقائية Spontaneous Felxibility :-
وهي القدرة على تغيير التفكير في حرية دون توجيه نحو حل معين . وفي إتجاهات جديدة لإنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار المختلفة في سهولة ويسر.
3- الأصالة Originality :-
هي القدرة على إيجاد حلول غير مألوفة للمشكلة . أو هي القدرة على سرعة إنتاج أفكار تستوفي شروطاً معينة في موقف معين. الجدة أو الندرة من الوجهة الإحصائية . أو الأفكار غير المباشرة والبعيدة عن الموقف المثير .
4- التفصيلات Elaboration :-
هي القدرة على إضافة أفكار جديدة و توسيع مدى الأفكار التي تشمل على التطور . والتعديل الأفضل وإستكمال الفكرة .
5- الحساسية للمشكلات Problem Sensitivity :-
هي القدرة على التعرف على مواطن الضعف أو النقص أو الفجوات في الموقف المثير.
مراحل التفكير الإبتكاري :-
يمر التفكير الإبتكاري بأربعة مراحل هي :-
1- مرحلة التحضير أو الإعداد Preparation :-
وفيها يتم إعداد المعلومات والأفكار المرتبطة بالمشكلة لتصبح أكثر وضوحاً .
2- مرحلة الإحتضان Incubation :-
وهي مرحلة كمون المشكلة . أي إختزان الأفكار الجديدة تحت مستوى الوعي النفسي أو العقلي .
3- مرحلة الإلهام (لحظة الإشراق أو الومضة أو الفلاش) :-
وهي لحظة إيجاد الحل المفاجئ والشعور بالسعادة .
4- مرحلة الإثبات (التحقق) Verification :-
مرحلة إكتمال الإنتاج الإبتكاري .
قام كل من جيلفورد Guilford و تورانس Torrance بإعداد إختبارات تقيس قدرات التفكير الإبتكاري (الطلاقة ، المرونة ، الأصالة ، التفصيلات) .
فقد حاول جيلفورد قياس كل قدرة على حدة بحيث أنها تسطيع أن تعكس مهام متعددة في ضوء المحتوى الكلي . وحاول تورانس قياس القدرات جميعها معاً لتعطي أداءً معيناً في آن واحد .
تعتبر (إختبارات تورانس للتفكير الإبتكاري) من أشهر إختبارات القدرة على التفكير الإبتكاري و أدقها . وقد قام عبدالله محمود سليمان وفؤاد أبو حطب بترجمة هذه الإختبارات إلى اللغة العربية ، وهي تتكون من :-
أولاً :- اختبار التفكير الإبتكاري باستخدام الصور (إختبارات للأشكال : الصورة (أ) الصورة (ب) ) :-
يتطلب هذا الإختبار إستجابات في شكل رسومات أو صور . ويمكن إستخدامها إبتداءً من مرحلة التعليم قبل المدرسي إلى التعليم فوق الجامعي . ويتكون من الأنشطة التالية :-
النشاط الأول :-
يقوم المفحوص بتكوين صورة أو موضوع مبتكر من شكل جزئي . ثم يكتب أسفله عنواناً مثيراً للإهتمام .
النشاط الثاني :-
يقوم المفحوص بتكملة الصور لتعطي شكلاً معيناً غير مألوف . والنشاط عبارة عن خطوط أو أشكال ناقصة تضاف إليها خطوطاً أو صوراً بواسطة المفحوص لتعطي موضوعاً جديداً مثيراً للإهتمام.
النشاط الثالث :-الخطوط :-
هنا يقوم المفحوص بإضافة بعض الخطوط إلى الأشكال الناقصة لرسم موضوعات أو صوراً مثيرة للإهتمام وغير مألوفة لتحكي قصة أو قصصاً كاملة مثيرة للإهتمام ، ثم كتابة أسفل كل رسم عنواناً مثيراً للإهتمام . مثال :-
الصورة (ب) :
يتكون الإختبار من عدة أشكال مصنفة في ثلاثة أنشطة تمثل ثلاثة مظاهر مختلفة للإبتكار . وقد خصص لكل نشاط عشرة دقائق ، والأنشطة هي :-
النشاط الأول :- تكوين الصورة Picture Construction :-
يعطي المفحوص في هذا النشاط ورقة ملونة (على شكل حبة فاصوليا) . وعليه أن يضعها في الصفحة البيضاء المحددة لذلك . ويطلب منه أن يفكر في صورة تكون فيها الورقة الملونة جزءاً لا يتجزأ منها . وتركز التعليمات على إستجابة أصيلة بسؤال المفحوص أن يفكر في شيء لن يأتي به أحد آخر في المجموعة ، كذلك يشجع المفحوص على أن يأتي بتفاصيل بواسطة التعليمات التي تطلب إضافة أفكار تجعل الصورة تحكي قصة كاملة ومثير للإهتمام بقدر الإمكان ، ولهذا فإن الناتج يقوم على أساس الأصالة والتفاصيل . يشجع هذا النشاط الميل إلى إيجاد هدف لشيء ليس له هدف محدد ، ثم إضافة تفاصيل إليه بشكل يحقق الهدف .
النشاط الثاني :- الأشكال الناقصة The Incomplete Figures :-
يتكون هذا النشاك من (10) أشكال ناقصة ويطلب من المفحوص إكمالها بحيث تحكي قصة غير مألوفة ومثير للإهتمام .
يستثير هذا النشاط ميل المفحوص إلى التشكيل والتكامل ، وكما هو معروف في علم النفس الجشتطلت ، يخلق الشكل الناقص في الفرد توتراً يؤدي إلى محاولة إكماله في أبسط الصور وأسهلها . لذلك فإن المفحوص لكي يأتي بإجابة أصيلة ، عليه أن يسيطر على توتره ، ويؤجل الإشباع الذي يمكن أن يحصل عليه من الميل الإندفاعي لإكمال الشكل .
ويصحح كل شكل يكمل على أساس المرونة والأصالة والتفاصيل ، ويمكن تصحيح العنوان على أساس الأصالة والذكاء .
النشاط الثالث :- الدوائر Circles The :-
يتكون هذا النشاط من (40) دائرة ، ويطلب من المفحوص أن ينتج أكبر عدد ممكن من الصور والرسوم . يقيس هذا النشاط القدرة على عمل إرتباطات متعددة لمثير واحد . ويستثير الميل إلى تمزيق البناء حتى يمكن خلق شئ جديد ، وقد حاول تورانس في هذا النشاط أن يستثير الأنواع الأربعة للتفكير التباعدي Divargent Thinking ، وأن يوجد صراعاً بين الميل إلى الإستجابة الذي يرتبط بكل نوع . فالتعليمات التي تستثير الطلاقة هي : (حاول أن ترى كم من الموضوعات أو الصور تستطيع أن ترسم) .
والمرونة هي :- (أعمل أكثر ما تستطيع من الصور والموضوعات المختلفة) . والأصالة هي :- (حاول أن تفكر في أشياء لن يفكر فيها أحد آخر ) . والتفاصيل هي :- (ضع أكثر ما تستطيع من أفكار) .
ثانياً :- اختبارالتفكير الإبتكاري بإستخدام الكلمات (إختبارات الألفاظ : الصورة (أ) ، الصورة (ب) ) .
يستخدم هذا النوع من الإختبارات إبتداءً من مرحلة الأساس (بعد السنة الرابعة) إلى طلاب مرحلة الدراسات العليا (التعليم فوق الجامعي) . ويتم إجراؤه فردياً أو جماعياً . مثال :-
الصورة (أ) :-
إختبار تورانس للتفكير الإبتكاري بإستخدام الكلمات :-
يتكون هذا الإختبار من سبعة إختبارات فرعية على شكل أنشطة يؤديها المفحوص للإستدلال على مستوى القدرات الأساسية المكونة للتفكير الإبتكار(الطلاقة،الأصالة،المرونة). وعلى النحو التالي :-
النشاط الأول :- توجيه الأسئلة :-
يحتوي على تقديم رسمة معبرة عن وقوع شخص في موقف غامض مثير للأسئلة ، ويطلب من المفحوص أن يدوَن كل ما يخطر بباله من أسئلة متصلة بالموقف وتكشف عن قدرته على إدراك الفجوات والنواقص وإملائها من تفكيره .
النشاط الثاني :- تخمين الأسباب :-
يطلب من المفحوص ذكر أكبر عدد ممكن من الأسباب التي أدت بوقوع الشخص المقدم في رسمة النشاط الأول في ذلك الموقف .
النشاط الثالث :- تخمين النتائج :-
يطلب من المفحوص ذكر أكبر عدد ممكن من الأسباب التي أدت بوقوع الشخص في الموقف المعبر عنه بالرسم في النشاط الأول . ويعطي المفحوص مدة خمسة دقائق لكل نشاط من الأنشطة الثلاثة ، وتحسب درجة الطلاقة من خلال عدد الإستجابات المقبولة . أما درجة المرونة فتحسب من خلال عدد التحولات في التفكير من استجابة إلى أخرى . وتوزع الأسئلة والأسباب والنتائج في فئات مختلفة . ومن خلال ندرة الإجابة وإختلافها عن الوضوح والشيوع المستدل عليه بحساب التكرار و نسبته ، تقدر درجة الأصالة .
النشاط الرابع :- تحسين الإنتاج :-
يتضمن وصفاً مصوراً لإحدى لعب الأطفال القطنية المحشوة (تجسد صورة فيل). ويطلب من المفحوص إدخال تحسينات وتعديلات تجعل اللعبة أكبر إمتاعاً للطفل وإثارة للإنتباه ، كمؤشر للقدرة على إنتاج أفكار مثيرة وذات قيمة عملية .
النشاط الخامس :- الإستعمالات غير الشائعة :-
يطلب من المفحوص في هذا النشاط أن يفكر في إستعمالات غير شائعة لعلب الكرتون الفارغة كمؤشر لقدرة المفحوص على الخروج عن التقيد بأسلوب محدد من التفكير .
النشاط السادس :- الأسئلة غير الشائعة :-
يطلب من المفحوص في هذا النشاط تدوين كل ما يخطر له من أسئلة وإستفسارات عن علب الكرتون كمؤشر لإمتلاك القدرة الإفتراضية المعبرة عن سعة الخيال .
النشاط السابع :- إفتراض أن :-
يوضع أمام المفحوص في هذا النشاط موقف غير ممكن الحدوث . وهو عبارة عن رسمة لسحب تتدلى منها خطوط تصلها بالأرض ، ويطلب من المفحوص أن يفترض حدوث فعلي لهذا الموقف ويدوَن كل ما يمكن أن يترتب من نتائج على حدوثه .
ويعطى المفحوص مدة عشرة دقائق في النشاطين الرابع والخامس . وخمس دقائق في النشاطين الأخيرين السادس والسابع .