نشأته وحياته :-
ولد هاري ستاك سوليفان في نورويش ، نيو يورك في عام 1892 لأبوين فلاحين يعيشان في مزرعة مما جعل سوليفان يقضي طفولته في مجتمع معزول ، وقد كان وحيد أبويه درسه سوليفان في كلية الطب وتخرج عام 1917 من كلية شيكاغو للطب وجراحة وقد شارك في الحرب العالمية الأولي كضابط طبيب وعمل في الحكومة الفيدرالية كضابط طبي وعمله في مستشفي برات في مدينة توسون ميريلاند مما أعطاه الفرصة لإجراء البحوث المتخصص في بمرض الفصام وأصبح محررا لمجلة علم النفس التي ساهمة في شعبيته وتعرف الناس اليه وعمل مستشار لمجلس الخدمة المختارة في السنوات الأولي من الحرب العالمية الثانية ثم عمل كمستشار لليونسكو في الأمم المتحدة ( مشروع اليونسكو المتعلق بالتوتر ) وعمل في عيادته في شارع بارك – افنيو مما أهله لمعالجة كثيرين ومواصلة نشاطه الفعال في الشؤون المهنية وعند سفره لحضور مؤتمر اتحاد الصحة العقلية العالمي في باريس 1949 حيث وافته المنية هناك
المبادي الأساسية للنظريـــة

العلاقات الشخصية المتبادلة
أن الرؤيا الجديدة للإنسان في التحليل النفسبي عند سولبفان تأخذ بعين الاعتبار عمليات اتصال الشخصية والروابط والعلاقات الشخصية المتبادلة مؤكده أهميه العوامل والعلاقات الاجتماعية ولكنه لم ينكر أهميه العوامل البيولوجية الوراثية والفسيولوجية والتي تساهم في تكوين الشخصية وتزودها ببناء تنظيمي لأداء قدرات معينه يؤكد سوليفان ان الشخصية لا يمكن النظر إليها بمعزل عن العلاقات الشخصية في الموقف ويري ان الاتجاه العام لسلوك الشخصية ونشاطها يتحدد بالديناميكية النفسية الخاصة بكل فرد تبعا للموقف الاجتماعي القائم ولهذا يعتقد سوليفان ان كل سلو ك إنساني في الموقف يسعي نحو تحقيق إشباع حاجاته الأولية من جهة والي تحقيق حاجاته الي الأمن والطما نينة من جهة أخري فا البيئة الاجتماعية التي يمارس فيها الإنسان نشاطه لتحقيق إشباع حاجاته البيولوجية والثقافية تساعده علي تكوين شخصيته ونموها وتدعيم عناصرها .
نظام التوتر والقلق:-
يري سولبفان ان التوتر يقوم بدور بارز في تكوين الشخصية والناس دائما يكافحون لخفض التوتر والقلق ألناشي عن مصدرين أساسيين هما

أ\ الحاجات البيولوجية
ب\ وعدم الأمن الاجتماعي
ولذالك يصبح الحصول علي الرضاء والأمان هدفا لكل أنواع السلوك وعدم أزاله التوتر يؤدي الي القلق وأشار الي أهميه القلق في نظريته ويعتقد سوليفان بان الجزء الأكبر من شخصيه الفرد يتكون وينمو من خلال للتعامل مع القلق او التغلب علبه ، او لحماية نفسه من القلق حيث ان القلق يتسبب بظهور الذات .
العلاقات الاجتماعية المبكرة :-
اعتقد سوليفان أن الشخصية يمكن ان تتغير بشكل كبير في السنوات اللاحقة من العمر ، ولاسيما سنوات المر اهقه التي تعتبر من اخطر المراحل وأكثرها تأثيرا في شخصيه الفرد المستقبلية وحياته
التواصل:-
لقد أكد سوليفان علي أهميه التواصل بين الأفراد كعامل فعال ومهم جدا في التفاعل ‘ واعتقد بان التواصل والاتصال لهه أهميه أيضا في ألمقابله الشخصية العلاجية فال المخاطبة والحديث مهم جدا بين الناس وبين الفرد وذاته والأهمية الخاصة للحديث تظهر في كونه وسيله اتمام العلاج النفسي الذي يعتمد علي الكلام والتحدث ان تركيز العلاج النفسي من وجهه نظر سوليفان ينصب علي الصعوبات في التفاعل الشخصي المتبادل والاتصال بين الفرد والآخرين


الانتبـــــاه:-
لقد وضع سوليفان لهذا العامل حوافز عديدة وهو احدي القلائل من اللذين أعطي الانتباه أهميه و أولوية في مفاهيمه حول السلوك
مفهوم الشخصية:-
وصف سوليفان الشخصية بأنها النمط الثابت نسبيا للمواقف المتكررة للعلاقات بين الأفراد التي تميز حياة الإنسان ويركز سولفان في هذا المجال على العوامل الثقافية والاجتماعية التي وتؤثر في تكوين الشخصية ويعتقد أن شخصية الفرد لا بمكن دراستها بمعزل عن الآخرين لأنها لا يمكن أن توجد بشكل منعزل أى منفصل ومستقل عن الشخصيات الأخرى .
يعتقد سوليفان بان طبيعة الشخصية تحددها التوترات التي تنشأ من كل من المصادر الفسلوجية والمصادر النفسية الاجتماعية وان الهدف للسلوك هو تقليل او خفض هذه التوترات وبصوره اخص إن مصدري التوتر هما الحاجات الفسيولوجية "الطعام -الماء الراحة ـالهواء ـالجنس عدم الأمن الاجتماعي وأسبابه حضاريه ـ ثقافيه والهدف الواضح لهذا هو تحقيق الأمان ويضع سوليفان تأكيدا كبيرا علي أهميه العلاقات بين الرضيع وأمه ويعتقد سوليفان إن الأطفال حساسون جدا لمواقف الآخرين نحوهم ويدرك الطفل انفعالات الآخرين من حوله ويستجيب لها ويجب إن نلاحظ إن القلق علي الرغم من مصدره العلاقات مع إلام إلا انه يصبح فيما بعد مرتبطا بكل عالم
الثقافة الواسع
جوانب الشخصية :-
يري سوتيفان ان هناك ثلاثة عمليات بارزه في التفاعلات بين الافراد التي تحدد شخصيه الفرد وهي
1\الديناميه Dynamisms
وهي شكل ثابت نسبيا من الطاقة والتي تظهر نفسها بعمليه مميزه في العلاقات بين الأفراد وبعبارة أخري هي أي نوع من السلوك سواء كان جسميا او عقليا "كما في التفكير " والذي يستمر ويتكرر حدوثه علي شكل عاده . وهي تتراكم حيث انه كلما كان للفرد كمية أعظم وتنوع أكثر من التجارب كثر عدد الديناميات ألتي يظهرها . وهي موروثة لكنها تخدم الحاجات الجسمية . ولو إن بعض الديناميات مثل الخوف والغضب قد تكون مرتبطة بشكل بعيد فقط للإشباع الجسمي ان الديناميات التي تتعلق مع العلاقات مع الآخرين يتعلمها الفرد من تجاربه مع الآخرين وكلتا الديناميات المورثة والمتعلمة هي سمات عامة تؤثر كثيرا في علاقات الفرد مع الآخرين
ان الطاقة برأي سوليفان هي الطاقة الجسدية ( الفيزيقية ) حيث رفض استعمال الطاقة النفسية فالديناميات الأساسية لدي جميع الأفراد واحده ولكن طرق التعبير عنها تختلف باختلاف الإفراد . ان أهم دينامية في الشخصية هي دينامية النفس او الذات
(Self –dynamism ) وهي أساسا فكرة الفرد عن نفسه مبنية علي أساس علاقاته مع الآخرين .
وتعرف دينامية النفس بأنها نظام من الحماية يشتق من محاولات الطفل الأولي لإرضاء الأم وبذلك يحصل علي الإشباع والأمن ويبدأ الطفل بالتميز بين الأنا الجيد والانا السيئ حيث احدهما يجلب المدح بينما يجلب الأخر العقاب ومع ان دينامية الذات او النفس ضرورية جدا للحماية الا أنها متناقضة مع بعض الجوانب حيث أنها تمثل نظاماً يتماشي مع الثقافة ولذلك فهي لا تمثل الذات الحقيقية
تصور الأشخــاص Personification :-
فهو الذي يعني بالصور الذهنية التي يمتلكها الفرد عن الآخرين وعن النفس ، وهذه الصورة ليست بالضرورة تمثيلا صادقاً لأنها كأي إدراك او ملاحظة تتأثر جداً بطبيعة نظام الذات للفرد والصورة الذهنية التي يمتلكها الفرد عن النفس وعن الآخرين تشبه الدينامية وتبدءا في فترة الرضاعة وهي تعني بالحماية من القلق وعن طريقها يبنا إدراك ثابت لنوع معين من الناس يستطيع ان يستجيب لهم بطريقة ثابتة فإذا أدرك الطفل ان والده شخص قاس متسلط عندئذ قد يري كل الرجال في مركز السلطة بنفس الطريقة ، ويستجيب لهم كشخص كبير كسلوك مماثل للسلوك الذي كان يستعمله مع والده
أنماط التجارب Modes of experiences
قد ركز سليفان علي ثلاثة أنماط من الخبرة والتجارب هي :-
1. أسلوب اكتساب الخبرة البدائي الأولى prototoxic
وهو يعتبر التجربة الأكثر بداية من أنماط التجارب الأخرى ، وتحدث فقط ضمن الشهور الأولي من حياة الطفل تتمثل في إدراك الإحساس المباشر والمشاعر المباشرة عند حدوثها وتكون تجارب عشوائية غير منظمة وتختفي تحت تأثير التجارب الجديدة وكلما كبر الطفل الرضيع تنمو عنده القدرة علي تنظيم بعض المعاني واستنتاجها من خلال التجارب حيث يتعلم الطفل بعض المشاهد والأصوات من الوجه وتعابيره عن الأم وكذلك ابتسامتها او نبرة صوتها
2. أسلوب اكتساب الخبرة المتميزة parataxis
وتبدأ هذه الخبرة عندما يبدءا الرضيع باستيعاب بعد المعاني والعلاقات ويميز ذاته عن العالم الخارجي وقد تكون الخبرات والصور التي يمر بها الرضيع غير واقعية ولكن معناها يكون حقيقيا بالنسبة الي ذاتية الفرد ويتعلم الطفل استعمال اللغة بشكل مبسط
3. أسلوب اكتساب الخبرة المركبة syntaxis
يتميز هذا الأسلوب بالتفهم الكامل في العلاقات المنطقية لمختلف الرموز المستخدمة حيث يبدأ الطفل في التعرف علي التركيبات الصرفية في اللغة ويكتسب هذه المعاني من خلال الإعمال الجماعية والإعمال الشخصية مع الآخرين ومن الخبرة الاجتماعية
مراحــــل نمــو الشخصيــــــة :-
علي الرغم من ان سوليفان لا يهتم بمراحل النمو الليبيدية كما اهتم بها فرويد وإتباعه الا انه يعطي جل اهتمامه علي تلك العملية الداخلية genetic process التي تؤدي للفرد الي المراهقة وهو في ذلك يختلف عن الفرويديين اختلافا كليا .
وتتميز المراحل التي يحددها للنمو الإنساني بوجود إمكانيات للطفل في كل مرحلة تجعله واعيا علي وجه الخصوص لجوانب معينة من العلاقات الشخصية مع الآخرين في بيئته تجعله قادرا علي ان يتفاعل معها وهي وهي كما يلي :-
1. مرحلة الحضانــــــةInfancy :-
تبدأ منذ الميلاد حتى عام ونصف وتتميز هذه المرحلة بالنشاط الضمني للرضيع ويبدأ في هذه المرحلة التميز التدريجي لحدود العالم الخارجي الذي حوله عندما يدرك ان حاجاته الفسلوجية لا تشبع مباشرة ولكنه بعد ذلك يبدأ تدرجيا في إدراك هذا العالم والاشخاض الذين يحيطون به ويميز بين العلاقات والمواقف ومنذ تلك الفترة يبدأ الذات في التكوين والنمو نتيجة لحالات الارتياح او عدمه بما يحدث حوله ، ويعتمد الطفل في هذه الفترة علي والدية لاشباع حاجاته الفسلوجية والنفسية وتبدأ في هذه الفترة ايضا اولي مراحل التعليم وهو يتعلق بعض الأنماط الثقافية والسلوكية اذا انها تكتسب بتكرار المواقف والتجارب وتؤدي في النهاية الي ان يكتسب الطفل نماط السلوك وتحدد استجاباته ويتعلم بعض الكلمات والإشارات وهي وسيلة هامة للمشاركة الاجتماعية وتسمع بنقله الي مرحلة جديدة .
2. مرحلة الطفولةChildhood :-
تبدأ من عمر سنتين ونصف الي خمسة سنوات تبدأ الأسرة في هذه المرحلة تلقين الطفل مظاهر السلوك وتربيته حسب ثقافة المجتمع وتبدأ دينامية الذات في النمو و تتأثر بمظاهر الثواب والعقاب ومشاعر القبول والارتياح التي تبدو علي والديه اما من حيث مشاعر الطفل في هذه الفترة فان أخفاقة في إشباع حاجاته وعدم تحقيق رغباته يولد لديه الشعور بالقلق وهذه الشعور يعد من اشد أنواع القلق في حياة الطفل ويرى سوليفان انه في حالة التحول من مرحلة الطفولة الي مرحلة الحداثة تكون عن الطفل انطباع عام عن مجموعة القيم والمعايير الاجتماعية و الأخلاقية التي تؤثر في مختلف مواقف نشاطه .
3.مرحلــــــة الحداثـة Juvenile :-
تبدأ من خمسة سنة الي احدي عشر سنة في هذه الفترة يشعر الطفل في الحاجة للصحبة من نفس الجنس وأيضا يكتسب الكثير من الأنماط السلوكية والثقافية التي تساعده علي تكوينه الاجتماعي والثقافي ويدخل الطفل عالم المدرسة ويدخل في علاقات جديدة كلياً و للمدرسة اثر كبير علي شخصية الطفل حيث تزويده بمعارف وأفكار جديدة تخلق نوعا من الصراعات بين ما اكتسبه من الأسرة وقيم المدرسة ويميل للتنافس مع الآخرين و يأخذ لنفسه اتجاه عاما اتجاه العالم
4.مرحلة المراهقــــة Adolescence:-
تبدأ من احدي عشر حتي عشرين سنة لها اثر بالغ في حياة الفرد من الناحية الجسمية والبلوغ الجنسي ونمو الذات ويشتد النزاع في هذه المرحلة بين تأكيد ذاتية الفرد و ما تحمله من أفكار و أنماط سلوكية ونظرة المجتمع له وقسم سوليفان هذه المرحلة الي ثلاثة فترات هي :-
أ) ما قبل المراهقة Preadolescence التي تتميز بظهور اتجاه الفترة الي اهتمامه بالجنس الأخر نتيجة البلوغ الجنسي والاتجاه الي الحب والحاجة الي الارتباط بالغير كما تتصف علاقات الفرد بمظاهر العطف والاهتمام بزملائه وسعيه للحصول علي تقدير الآخرين
ب) فترة المراهقة adolescence التي تتميز بالنضج الجنسي التي تأخذ أحيانا شكل المودة والعناية بالجنس الأخر كما تتنوع اهتمامات المراهق الاجتماعية ويزداد نشاطه ونزعة المتمرد والاستقلالية
ج) المراهقة المتأخرة late adolescence التي تتميز بالاستقرار الذاتي واتجاهات الفرد وقيمة كما يتخذ الفرد أساليبه الخاصة في الحيل التي يوجه بها نواحي القلق والصراع ويتحدي كثير من الأوهام والأفكار والخيالات التي تعلمها في المراحل السابقة
5. مرحلة النضج (maturate ) وتتميز بالنضج الجنسي الكامل واشباع حاجات الفرد الجنسية كما تتميز بالاستقرار وتكوين الاتجاهات الثابتة تجاه المواقف والعالم ان نمو الشخصية يتغير في الذات والعمليات العقلية وتشكل الأنماط الثقافية والسلوكية للفرد وليست هذه المراحل ثابتة ولكنها تتباين
السلوك السوي والسلوك الشاذ:-
ليس من السهل تحديد الخط الفاصل بين السلوك السوي والشاذ وهناك أكثر من تعريف للسلوك الشاذ وأكثر من معيار للتميز بينه وبين السلوك العادي فالسواء ينظر إليه علي انه التكيف الجيد الذي يظهره الفرد بالشروط المحيطة الاجتماعية و يظهر السلوك السوي في حياتنا اليومية علي شكل السلوك المألوف او المعتدل والقالب علي الناس واذا كان الموقف يدعو الضحك وجهناه بالضحك والعكس ويعرف السلوك الشاذ علي انه السلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عما هو عادي من حيث تكراره وشدته وقوته وحدته وشكله
السلـــــوك المضطرب وتطوره عن سوليفـــــان :-
يعتقد سوليفان ان السلوك المضطرب ينشأ من تفاعلات الناس في الحياة اليومية فالسلوك المضطرب لا يختلف عن السلوك العادي في النوع ولكن في الدرجة فقط وكذالك ان الاضطرابات نمازج من التصرفات غير الملائمة في العلاقات الشخصية المتبادلة وأشار سوليفان الي أهمية الأساس الفسيولوجي وسماه الخلل البيولوجي .
بني سوليفان مفهومة عن الاضطراب حول مفهوم القلق بنقطتين أساسيتين
1. سوابق القلق Antecedents
2. نتائج القلق Consequents
القلــــــــق Anxiety :-
يعتبر القلق عن الفرويديين المحدثين نقطة محورية هامة في نمو الشخصية تماما كما نظر إليه فرويد لقد اعتبره سوليفان ظاهر تنتج عن العلاقات الشخصية وأيضا استجابة للشعور بالنبذ من قبل الآخرين أما العلاج في راي سوليفان فهو عبارة عن تعلم مواجهة القلق باستخدام وسائل دفاعية مناسبة
1. سوابق القلق Antecedents
القلق هو خبرة التوتر الذي ينتج عن أخطار حقيقية او موهوبة تهدد أحساس الفرد بالأمن او اذا زاد قدرتها خفضت من قدرة الفرد علي إشباع حجاته وأدت الي اضطراب علاقاته الشخصية المتبادلة والي الخلط في التفكير وتختلف شدة القلق باختلاف خطورة التهديد وفعالية عمليات الأمن التي تكون في حوزة الشخص ويعتقد سوليفان ان القلق هو المؤشر التربوي الكبير الأول في الحياة وينتقل القلقل الي الطفل عن طريق الأم والتي تعبر هي نفسها عن القلق في نظراتها ونغمات صوتها ومسلكها العام ويعترف بأنه لا يعرف كيفية الانتقال وان كان من المحتمل انه ينمو بواسطة نوع من عمليات التعاطف الوجداني تتسم طبيعته بالغموض وينشأ القلق عن طبيعة العلاقات الشخصية المتبادلة في المواقف المختلفة مثل (السخرية من الطفل - العقاب – إشكال النبذ المختلفة – الأم الحاقدة – العيش مع الشخص القلق كالأم أو المربية )
ظهور القلق :the occurrence of anxiety :-
ان الاستجابة للقلق هي التجنب ثم بعدها يتعلم الطفل كيف يتجنب المواقف التي سببت له القلقل ثم إعادة ربط الاستجابة في سلوكه والتي ارتبطه بالقلق في الماضي وكثيرا ما يقود القلق الي تطور الاضطرابات في الحالات التالية
1. اذا ظهر القلق بشكل مفرط ومتكرر هذا يؤدي الي ظهور استجابة تفوق درجة القلق الطبيعي
2. عندما يظهر الحادث الذي تسببه بطريقة غامضة وغير ثابتة
3. عندما يصبح مرتبط بمواقف او استجابات ضرورية لانها مختلف الاستجابات الفسيولوجية ( حاجات التوتر ) اذا كان هذا العنصر صحيحاً فانه يظهر اصطداما وسيواجه الطفل غموضا
الحل غير الفعال للقلق :- ineffective resolutions of anxiety
وقد يظهر نوعاً من الحلول غير الفعالة بالقلق حيث أطلق عليه سوليفان ديناميات الصعوبة الذي يعني ان هناك مجموعة من نمازج استجابات المختلفة للقلق والتي قد يستعملها الفرد ويثبت أنها غير فعاله لأنها تهيئ الفرد للمزيد من الضيق والقلق وقد أشار سوليفان ان نظام الذات هو مجموعة التجنيات وتتكون في النظام الذاتي من أسلوبين هما:-
1. التجنبات التي بواسطتها يعمل الفرد علي تجنب المواقف التي تجعله قلق ومجهدا فان ذلك يترك له اثر في تحقيق ذاته في المراحل المقبلة
2. التجنبات التي يعمل الفرد بواسطتها علي السيطرة علي محتويات شعوره حيث يتجنب
التشخيــص والتنبـــؤ :-
أن الهدف الأول الذي ركز عليه سوليفان في هذا المجال هو الوصول إلي تشخيص وتنبؤ حول وضعية المتعالج ، ولقد شدد سوليفان حول قضية التحليل الجيد والملائم لمشكلة المسترشد والتي يجب ان تبسق أي محاولات من المعالج للعميل فيها.
يمكن تلخيص ما رآه سوليفان في التشخيص عند الإجابة على السؤالين هما :
1. ما هي الصعوبات الظاهرة في حياة المريض والعوائق التي تقف أمام مصادر القوة ؟
2. ما هي خلفيات العمليات العلاجية وماذا يمكن ان نقدمه بواسطة إجراءات العلاج اللفظي .
العـــــــــــلاج عند سوليفان :-
يرى سوليفان ان السلطة المضطرب هو سلوك متعلم ، والشخص المضطرب يصور مخاوفه وقلقله ، حيث تشكل في النهاية عائقا أمام تعلم الاستجابة الملائمة والمناسبة .
فالعلاج وسيلة تزيد مثل هذه الصعوبات أمام عملية التعلم ويؤكل سولفيان ان المريض قادرا على حل مشاكله بنفسه دون الاستعانة بالأخصائي. اذا تعلم كيف يواجه ما سبب له الضيق والقلق وتجنب استخدام الإهمال للتخلص من هذه الصعوبات والعصاب .
الهدف من عملية العلاج :-
أكد سوليفان ان العميل هو الذي يحدد الأهداف من العملية العلاجية وهي :-
1. إمكانية مساعده العميل على إعادة أفكار واستجابات العميل إلي حيز الإدراك وبذلك يقضي علي القلق وتجنب التفكك
2. اكتشاف الخبرات والأفكار المفككة وأسباب فصلها
3. دراسة المشاكل الناتجة عن العلاقات الشخصية المتبادلة
4. تحليل المشاكل الناتجة عن العلاقات الشخصية المتبادلة
5. التعرف الى الأمور والظروف التي تسبب التوتر للعميل .
خصائـــص العلاج :-
ان المعالج النفسي هو الفرد المتخصص بما لديه من معلومات وخبرة ، وأسلوب العلاج يتميز بالصفات التالية كما يراها سوليفان وهي :
1. الإحاطة بمعلومات وخبرات كافية عن السلوك الذاتي للفرد وان يكون قادرا علي تشخيص الأمراض النفسية ومدركا مسبباتها وخصائصها النمو الطبيعي إضافة إلي معرفة العلاقات الشخصية المتبادلة بين الإفراد بشكل عام .
2. ان توفر لديه عملية الانتباه الجيد ويؤكد سوليفان علي أهمية انتباه المعالج الدائم أثناء المقابلة العلاجية ليتمكن من مراقبة وتقييم سلوك المريض أثناء العملية العلاجية
3. يرى سوليفان ان المعالج هو أكثر من مجرد شخص يعرف فقط ما يحدث بل هو قادر علي تحديد الحوادث المسببة للقلق حالما تظهر ، ولا تستطيع ان يحدد متى ينشا القلق عند المرض كذلك هو الذي يحاول ان يبعد عن المرض القلق والخوف
4. الاتجاهات وتقييم الاستجابة الموضوعية ، يؤكد سوليفان علي ضرورة عدم التبرير لدي المعالج اذ يجب ان يستخدم معلوماته علي رفع مكانته الشخصية علي حساب المسترشد وكذلك يجب ان ينظر الي القائم بمقابلته ليس علي انه عدوا او والدا او عاشقا او رئيسا بل شخص جاء اليه طالبا مساعدة وقادرا علي التفاعل معه .
5. يقوم العلاج التمهيدي علي التحدث مع المريض ليعمل المرشد علاقة مثمرة وبناءه بينه وبين المسترشد ، كما يجب ان يدرك المرشد كيف يتصرف وان يعرف قيمة ، وان يدرك انطباعه عن الجلسات التي قام بها مسبقا مع مسترشدين آخرين
المقابلة العلاجيــــــة The interview :-
قسم سوليفان المقابلة الي أربعة أقسام
1. البداية الرسمية : -
يتم من خلالها التعرف الأولي بين المعالج والعميل ،ولا يطرح خلالها الأسئلة الكثيرة لأنه يؤكد على ضرورة الملاحظة الايجابية الهادئة ن والأحاديث الودية ، والتي تتضمن معرفة الأسباب التي أدت الى مجئ العميل الي العلاج ، كما يركز سوليفان علي يقظة المعالج حول جميع المظاهر السلوكية للعميل حتى تساعده في تكوين اراء وانطباعات أولية حول الأسباب التي أدت الي قدوم العميل الي العلاج
2. الاستكشاف والتعرف :-
وتهدف هذه المرحلة الي الاستفسار المتضمن عن ماضي العميل وحاضره ومستقبلة ، وتندرج هذه الحقائق المتعلقة بحياة العميل تحت قائمة المعلومات الشخصية او الخاصة بتاريخ الحياة ،ويركز سوليفان علي عدم تسجيل الملاحظات التي يقولها العميل في أثناء فترة العلاج ، وذلك يؤدي الي تشتت الانتباه بدرجة كبيرة كما ينزعج العميل منها ، وقد يؤدي الي عدم إمكانية التواصل بين المعالج والعميل .
3. الاستفسار المفصل :-
يرى يوليفان ان علي العميل إلا يبدأ بأي وصفة شكلية ، من طراز قل لي شيئا يخطر علي بلك على المعالج ان يستفيد من ثغرات الذاكرة لدى العميل اثناء فترة الاستفسار ليعمله يتداعي تداعيا طليقا ، وبهذه الطريقة لا يتعلم العميل التداعي الطليق فحسب ، بل انه كذلك يخبر فائدة طريقة التداعي الطليق ،مثل ان يقدم له شرحاً شكلياً للهدف ،ويجب ان يكون المعالج قد كون عند نهاية المرحلتين الأوليتين من عملية المقابلة عدداً من الفروض الأولية فيما يتعلق بمشاكل العميل وأحواله ، ويجب علي المعالج ان يحاول في فترة الاستفسار المفصل ان يحدد أي هذه الفروض العديدة هو الفرض الصائب ، وهو يقوم بذلك عن طريق ألقاء الأسئلة ويقترح سوليفان عدد من المجالات يجب الاستفسار عنها ، مثل التدريب علي التبول والتبرز والاتجاهات نحو الجسم عادات الأكل والطموح النشاطات الجنسية

4. مرحلة الإنهاء ( الخاتمة ):-
عندما تصل المقابلات الي ختامها يصدر القائم بالمقابلة تقريرا نهائيا بما تعلمه ويصف للمسترشد طريقا يتعبه ويزن له النتائج المحتملة في حياته
تقيم وتحيل النظريــــــة :-
من الجدير بالذكر ان هاري سوليفان كان أولا طبيب نفسي ولذلك فان اهتماماته وأبحاثه كانت تتركز علي أمور غير تربوية ومن أهمها الفصام والعصاب القهري . وفيما يلي بعض النقاط التي يمكن ان نستخلصها من نظرية سوليفان :
1) التركيز علي اللغة والتواصل بين الطلاب في الصفوف وبين الطلاب والمدرسين لان هناك الكثير من المشاكل التي تحدث بسبب سوء التفاهم ولذلك اراد سوليفان تطبيق نظريته في خفض التوتر بين الدول
2)الرؤية الواضحة للمرشد حول وضع المسترشد والتنظيم المحدود الدقيق حول نقاط القوة ونقاط الضعف لديه حتى يحصل الخلط و عدم التلاعب بظروف المسترشد .
3) محاولة إيجاد بيئة سوية في الأنظمة المدرسية حتى تكون عامل مساعد ومؤثر في تعديل الأنماط السلوكية الخاطئة لدي الطلاب .
4) المدرس مثله مثل الأخصائي النفسي يجب عليه ان يكون مشاركا وملاحظا في الصف وليس ملقنا .
5) تشجيع التمثيل المسرحي بين الطلاب وذلك عن طريق لعب الأدوار كالأب ودور الأم هذه طريقة تسهم بشكل فعال في الكشف عن طريقة التشخيصات في نظام الذات
6) احترام المسترشد كانسان له كيانه وشخصيته
7) الأخذ بعين الاعتبار خصائص كل مرحلة من مراحل نمو الشخصية في العملية التربوية ويجب مراعاة هذه المراحل في التعامل مع الأطفال .
تقييم نظرية سليفان الايجابية والسلبية :-
ان تقيم سوليفان من الجانب الايجابي يظهر من خلال :
• ما تميزت به النظرية في نظريتها الي الإنسان علي انه كائن اجتماعي
• ساهمت نظرية سوليفان في البحث عن علم الأمراض النفسية .وظهر ذلك من خلال المقابلات التي كتبها أثناء وجوده في المستشفي ، ولا سميا فيما يتعلق بعلاج حالات الفصام .
• لم تكن حالات الفصام ميئوس منها في نظر سوليفان ، بل أكد علي إمكانية علاجهم ونجاح العلاج اذا تحلي المعالج بنوع من الصبر والفهم والملاحظة والانتباه .
• شجع سوليفان الأطباء الآخرين وعلماء الاجتماع علي القيام بمزيد من الدراسات حول العلاقات والاجتماعية والشخصية .
• قدم سوليفان عرضاً وافيا لتطور السلوك في المراحل العمرية التي يمر بها الفرد
• ساهم سوليفان في نظريته في التأكيد علي سلوك الأفراد الراشدين بأنها أكثر تعقيداً وذلك من خلال العلاقات الشخصية المتبادلة
أما نقاط ضعف النظرية التي تمثل الجانب السلبي للنظرية فاهمها :
• لقد أهمل سوليفان تحديد معنى المفاهيم التي استخدمها في نظريته فهناك صعوبات تتعلق باستعمال القلق .
• أهمل تصنيف العواطف والأحاسيس والإدراك وكيفية تأثيرها علي السلوك.
• ان أسلوب النظرية من النوع السهل بالنظر الى الإطار العام للنظرية الا ان هناك تعقيدا ما ادخل إليها من مصطلحات .
• أعطي أهميه كبيرة للتعليم ، الا ان ملاحظاته عنه محدودة
أوجــــه الخلاف بين سوليفــان وفرويد :-
• ينكر الاتجاه الليبدو الفرويدى لتفسير الشخصية
• لم يعتقد بان الغرائز الجنسية هي المنابع الرئيسية للدوافع الإنسانية
• أنكر ان الإنسان محصلة الإمكانيات الفكرية وحدها ورأى بتخصيص مكانة للإبعاد الاجتماعية في تكوين الشخصية واعتقد بتداخل الحاجات الفطرية والوراثية والقدرات النفسية والمكونات الاجتماعية وتكوين بناء الشخصية
• رفض سوليفان التداعي الحر في العلاج النفسي الذي استخدامه فرويد في علاج أمراض العصاب ووجد انه من الضروري دراسة الموقف يتناول فيه العلاقات الشخصية .
• ان تفسير فرويد للمرض النفسي يمر من خلال مراحل متعددة فقد افترض ان العوامل الرئيسية التي تحدد ماهية الشخصية وتسبب الأمراض العصابيه هو الصراع بين مكونات الشخصية ألهو والانا والانا الاعلي ثم استعان في تفسيره للإمراض بالحيل اللاشعورية . والميكانزمات الدفاعية وذلك من خلال إنكار وتخزين الواقع والتعامل اللاشعوري بدلا من الشعوري مما يؤدي الي ظهور الإعراض المرئية وركز في تفسيره للأمراض علي مراحل النمو الجنسي للطفل خلال السنوات الخمس الأولي .