خبراء يبحثون على الكشف المبكر عن مرض التوحد

تدفع مجموعة من أبرز أطباء الأطفال في أمريكا بقوة من أجل إخضاع كافة الأطفال للفحص الطبي مرتين مع بلوغهم سن الثانية للكشف المبكر عن أعراض مرض التوحد، الذي يصيب طفلاً من بين كل 150 في الولايات المتحدة.


ويقول الخبراء إن بدء العلاج المبكر للاضطراب يساعد في تخفيف حدة المرض الذي وقف الطب الحديث عاجزاً أمامه، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وسينظر المؤتمر السنوي لجمعية أطفال الأطفال الأمريكيين، الذي يعقد في مدينة سان فرانسيسكو الاثنين، في تقريرين جديدين يتناولان الأعراض المبكرة للمرض التي يتوجب على أولياء الأمور أن يفطنوا لها، بجانب التشديد على إخضاع الأطفال لفحوصات مبكرة. .

ويعدد التقريران أعداداً هائلة من المؤشرات التحذيرية للإصابة بالتوحد،، الذي يقول الخبراء إنه يصيب طفلاً واحداً من كل 150 طفلاً أمريكي.

ويشددان على ضرورة إخضاع الأطفال المشتبهين بالإصابة بالتوحد للعلاج الفوري حتى قبل تشخصيه رسمياً، كما يحذر التقريران أولياء الأمور من إخضاع الأطفال لحميات غذائية خاصة أو للعلاج بالطب البديل، التي لم يُثبت فعاليتها رسمياً.

ويوصيان أن يتضمن البرنامج العلاجي إخضاع مرض التوحد إلى 25 ساعة في الأسبوع، على الأقل، لجلسات سلوكيات مكثفة تتضمن الأنشطة التعليمية والتلقين على التحدث.

وقالت د. كريس جونسون من "مركز علوم الصحة بجامعة تكساس" في سان أنطونيو، والتي ساهمت في وضع التقرير: "يأتينا الآباء حاليا وهم قلقون بشأن التوحد، قبل عقد مضى، لم يعلم أحد بشأن هذا المرض."

ومن جانبه علق د. سكوت مايرز على جانب من مؤثرات تنامي التوعية حول المرض قائلاً "التوعية يرافقها القلق غير الضروري، تلك المصادر ستساعد في تثقيف القاري بشأن الأشياء التي يتوجب القلق منها."

ويشار أن دراسة علمية حديثة أظهرت أن مرض التوحد، يصيب طفلاً واحداً على الأقل، من بين كل 150 طفلاً في الولايات المتحدة، مما يعد مؤشراً على أن معدلات انتشار هذا المرض تفوق كثيراً التوقعات.

واعتبرت الدراسة أن انتشار مرض التوحد بين الأطفال الأمريكيين، وفق هذا المعدل، يعكس الحاجة إلى اتخاذ إجراءات طبية أكثر صرامة، لمنع انتشاره.

ووصف مسؤولون حكوميون نتائج الدراسة بأنها "مفاجئة كاملة"، في إشارة إلى أن تلك النتائج جاءت على عكس ما كان يتوقعه المسؤولون الأمريكيون.

مازال العلماء يجتهدون في البحث عن المزيد من الحقائق حول عالم مرض التوحّد، الذي ازداد الانتباه له عالمياً مع تزايد أعداد المصابين به في الآونة الأخيرة.

ويعتبر مرض التوحد من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص المصابين إقامة علاقات ذات مغزى أو التواصل مع الآخرين ويعجزون أيضاً عن فهم العالم حولهم .

ورغم أن أسباب المرض ما زالت مجهولة، إلا أن هناك بعض الدراسات التي تفترض وجود شذوذات في حجم الدماغ، قد تكون مرافقة لهذا المرض .