الدكتور محمد عزت عربي كاتبي
كلية التربية
جامعة دمشق
الملخص
سعى البحث الحالي إلى تحقيق الأهداف التالية:
الكشف عن طبيعة العلاقة الارتباطية بين العنف الأسري الموجه نحو الأبناء ·
والشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء وفي الوحدة النفسية ·
تبعاً لمتغيرات البحث: الجنس، المستوى التعليمي للأب، المستوى التعليمي للأم
لدى أفراد عينة البحث.
تكونت عينة البحث من ( 100 ) طالب وطالبة من طلبة الصف الأول الثانوي من الذكور
والإناث في محافظة ريف دمشق في مدينتي كفر بطنا والمليحة، واستخدم الباحث في بحثه
الحالي المنهج البحث الوصفي التحليلي، بالاعتماد على الأدوات التالية:
،( مقياس ممارسة الإساءة الوالدية كما يدركها الأبناء، من إعداد (الطراونة، 1999
.( ومقياس الشعور بالوحدة النفسية للمراهقين، وهو من إعداد (الدليم وعامر، 2004
أهم النتائج:
توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجات العنف الأسري الموجه نحو
الأبناء ودرجات الشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث، حيث بلغ معامل
. الترابط 0.371 وهو دال عند مستوى دلالة 0.01
توجد فروق ذات دلالة إحصائية في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير
الجنس عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، فالذكور أكثر تعرضا للعنف الأسري من الإناث.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في الشعور
بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، فالإناث أكثر تعرضا
للوحدة النفسية من الذكور.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في العنف
الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند مستوى الدلالة
0.01 )، حيث يزداد العنف الأسري بانخفاض المستوى التعليمي للأب. )
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في العنف
الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند مستوى الدلالة
0.01 )، حيث يزداد العنف الأسري بانخفاض المستوى التعليمي للأم. )
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في الشعور
بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، أي
زيادة الشعور بالوحدة النفسية بانخفاض المستوى التعليمي للأب.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في الشعور
بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، أي
يزداد الشعور بالوحدة النفسية بانخفاض المستوى التعليمي للأم.
وفي ضوء النتائج قدم الباحث مجموعة من المقترحات كان أهمها:
إجراء المزيد من الدراسات المتصلة بالعنف الأسري على فئات عمرية أخرى.
دعوة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز الثقافة الاجتماعية النابذة للعنف الأسري.
زيادة مراكز الاستشارات الأُسرية و تفعيل دورها وتطويره بما يتماشى مع المتغيرات في
مجال الأسرة والمجتمع.
مقدمة:
تعد الأسرة اللبنة الأولى في بناء الإنسان والمجتمع، وهي تلعب دورا أساسيا في
تكوين شخصية الإنسان، وفي تشكيل سلوكه في مختلف مراحل حياته، فالأسرة
مؤسسة اجتماعية تقوم بوظائف اجتماعية وتربوية ونفسية، فعن طريقها يكتسب الأبناء
المعايير العامة التي تفرضها أنماط الثقافة السائدة في المجتمع، ومن هنا تتضح أهمية
دور الوالدين في تشكيل شخصية الأبناء. باعتبارها صاحبة الدور الأول والرئيس في
عملية التنشئة الاجتماعية المبكرة، وما تتركه من بصمات واضحة على شخصية
.( الأبناء. (عبد الفتاح: 1992 ، ص 11
فالطفل والمراهق هما نتاج هذه الأسرة ومسؤوليتها الكبيرة بدءا بتوفير المسكن الكريم
وليس انتهاء بالتعليم، فالمراهق يحتاج لأسرة لا تؤمن له الحاجات الفسيولوجية فحسب
بل يحتاج لأسرة تؤمن له حاجاته النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية من خلال
التواصل الإنساني معهم وليس من خلال التعامل القائم على الشتم والتحقير والضرب
والإهمال والعزلة الذي يفقد الأسرة أهميتها باعتبارها مكانا للحب والسلام والدعم
العاطفي فتكون مصدرا للعديد من المشاكل التي يتعرض لها المراهقون، حيث إن
الأسرة بهذه الحالة يمكن أن تكون أكثر خطورة على الأطفال والمراهقين من أي مكان
.( آخر. (الفراية: 2006 ، ص 13
وعلى الرغم من أن العنف الأسري الموجه نحو الأبناء قديم قدم التاريخ إلا أنه لم
يحظ بالاهتمام الملائم إلا في الآونة الأخيرة، حيث يعيش العالم بأسره مرحلة تاريخية
حافلة بالاهتمام العالمي على صعيد الدول والشعوب بالطفل والطفولة، حيث عقدت
وتعقد العديد من المؤتمرات الدولية والتي تعنى بدراسة هذه الظاهرة
.(4- (العسالي: 2008 ، ص 3
ويعد العنف الأسري الموجه نحو الأبناء مصطلحا حديثا يستخدم للإشارة إلى الأفعال
المباشرة وغير المباشرة التي يوجهها الوالدان أو أولياء الأمر نحو أحد الأبناء بهدف
.( إيقاع الأذى النفسي أو اللفظي أو الجسدي أو الجنسي. (الفراية: 2006 ، ص 12
والعنف الأسري الموجه نحو الأبناء ينطوي على العديد من العواقب والآثار التي تأخذ
أشكالا عديدة جسدية وصحية ونفسية، ومن أهم هذه العواقب ومن أكثرها خطورة
العواقب النفسية للعنف الأسري الموجه نحو الأبناء كونها قد لا تكون ظاهرة بشكل
واضح ولكون آثارها تمتد إلى بقية حياة الفرد.
- 2 مشكلة البحث ومسوغاته:
يعد العنف الأسري الموجه نحو الأبناء من المشكلات المجتمعية الخطيرة نظرا لتأثيره
.( السلبي على الفرد وعلى المجتمع (الفراية: 2006 ، ص 4
فالعنف الأسري الموجه نحو الأبناء يكون لديهم ردود أفعال سلبية تنعكس على البيئة
والأفراد المحيطين بهم من مثل: ممارسة العنف على الآخرين والسرقة وممارسة الجريمة
.( والخروج على القوانين وتعاطي المخدرات والكحول. (أبو حلاوة: 2007 ، ص 19
وقد يمتد هذا العنف إلى داخل البناء النفسي للمراهق حيث يعاني المراهقون الذين
يتعرضون للعنف الأسري العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية كاضطرابات
القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والأكل، واضطرابات النطق كالتأتأة والتلعثم
بالكلام، كما أنهم يفقدون الشعور بالأمن، وقد يصابون بالعجز والإحباط والفشل في
.( القدرة على التواصل وبناء العلاقات مع الآخرين (يونس: 2008 ، ص 60
هنا يمكننا أن نستنتج انه يمكن أن يكون للعنف الأسري الموجه نحو الأبناء تأثير على
زيادة شعورهم بالوحدة النفسية، فالشعور بالوحدة النفسية يعبر عن شعور الفرد بوجود
فجوة نفسية تباعد بينه وبين أشخاصوموضوعات مجاله النفسي لدرجة يشعر معها الفرد
بافتقاد التقبل والحب من جانب الآخرين أو يترتب على ذلك عدم قدرته على تكوين
علاقات مثمرة ومشبعة مع الآخرين. وهذا الشعور تتباين أنواعه وأعراضه من النفور
النفسي والبعد عن الآخرين والشعور بالخجل والانطواء وعدم مقدرة الفرد في المشاركة
في الأحداث الاجتماعية، وتمركزه حول ذاته والبعد والنفور عن الآخرين
.( و(الصراف 1985 (Hojat,1982) Mia&Marcoen,1982)( (القشوش: 1979 ، ص 19
إن الأفراد ذوي الشعور المرتفع بالوحدة النفسية قد أقروا بأن آباءهم لم يكونوا يقضون
معهم وقتاً كافياً ولا يتفهمون مشاكلهم ولا يحاولون مساعدتهم عند الحاجة إليهم، كما أن
المراهقين الذين يشعرون بالوحدة النفسية قد قرروا أنهم كانوا يعيشون في أسر يسودها
البرود العاطفي في العلاقات مع الوالدين والقسوة الشديدة والإهمال وإثارة الألم النفسي
والتسلط الوالدي.
من خلال ما سبق، ونظراً لخطورة ظاهرة العنف الأسري بما تخلفه من آثار سلبية
على المراهق وعلى صحته النفسية، وبما تتركه من آثار مدمرة على المجتمع، ومن
خلال ملاحظات الباحث في أثناء عمله الميداني كمختص اجتماعي شعر بضرورة
دراسة ظاهرة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء وأثره في شعورهم بالوحدة النفسية
على أنها مشكلة جديرة بالبحث العلمي وتسليط الضوء عليها، وبذلك تتحدد مشكلة
البحث بالسؤال التالي:
ما مدى تأثير العنف الأسري الموجه نحو الأبناء على الشعور بالوحدة النفسية لدى
عينة من طلبة الصف الأول الثانوي في محافظة ريف دمشق؟.
- 3 أهمية البحث:
تتمثل أهمية البحث في النقاط التالية:
1) فيما تقدمه هذه الدراسة من حصيلة معرفية نظرية عن العنف الأسري الموجه
نحو الأبناء من حيث الشكل، والأسباب والعواقب، وفيما تقدمه من دراسة عملية
لعلاقة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء بالشعور بالوحدة النفسية لدى
المراهقين.
2) تفيد هذه الدراسة من خلال ما يمكن أن تتوصل إليه من نتائج في المساعدة على
الحد من ظاهرة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء.
3) كما يمكن أن تعد هذه الدراسة الحالية إضافة للمكتبة العربية على صعيد موضوع
الشعور بالوحدة النفسية والتي تفتقر إلى المراجع والأبحاث في مجاله.
- 4 أهداف البحث:
يسعى البحث الحالي إلى تحقيق الأهداف التالية:
الكشف عن طبيعة العلاقة الارتباطية بين العنف الأسري الموجه نحو الأبناء ·
والشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير الجنس ·
لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى ·
التعليمي للأب لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى ·
التعليمي للأم لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق بالشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير الجنس لدى أفراد عينة ·
البحث.
الكشف عن الفروق بالشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث تبعاً المستوى ·
التعليمي للأب.
الكشف عن الفروق بالشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث تبعاً المستوى ·
التعليمي للأب.
فرضيات البحث:
الفرضية الأولى: لا توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجات العنف
الأسري الموجه نحو الأبناء ودرجات الشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث
.( عند مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد في
العينة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة
.(0.05)
الفرضية الثالثة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
.( العينة في الشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية الرابعة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند
.( مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية الخامسة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند
.( مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية السادسة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في الشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند مستوى
.( الدلالة ( 0.05
الفرضية السابعة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في الشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند مستوى
.( الد
كلية التربية
جامعة دمشق
الملخص
سعى البحث الحالي إلى تحقيق الأهداف التالية:
الكشف عن طبيعة العلاقة الارتباطية بين العنف الأسري الموجه نحو الأبناء ·
والشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء وفي الوحدة النفسية ·
تبعاً لمتغيرات البحث: الجنس، المستوى التعليمي للأب، المستوى التعليمي للأم
لدى أفراد عينة البحث.
تكونت عينة البحث من ( 100 ) طالب وطالبة من طلبة الصف الأول الثانوي من الذكور
والإناث في محافظة ريف دمشق في مدينتي كفر بطنا والمليحة، واستخدم الباحث في بحثه
الحالي المنهج البحث الوصفي التحليلي، بالاعتماد على الأدوات التالية:
،( مقياس ممارسة الإساءة الوالدية كما يدركها الأبناء، من إعداد (الطراونة، 1999
.( ومقياس الشعور بالوحدة النفسية للمراهقين، وهو من إعداد (الدليم وعامر، 2004
أهم النتائج:
توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجات العنف الأسري الموجه نحو
الأبناء ودرجات الشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث، حيث بلغ معامل
. الترابط 0.371 وهو دال عند مستوى دلالة 0.01
توجد فروق ذات دلالة إحصائية في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير
الجنس عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، فالذكور أكثر تعرضا للعنف الأسري من الإناث.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في الشعور
بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، فالإناث أكثر تعرضا
للوحدة النفسية من الذكور.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في العنف
الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند مستوى الدلالة
0.01 )، حيث يزداد العنف الأسري بانخفاض المستوى التعليمي للأب. )
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في العنف
الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند مستوى الدلالة
0.01 )، حيث يزداد العنف الأسري بانخفاض المستوى التعليمي للأم. )
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في الشعور
بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، أي
زيادة الشعور بالوحدة النفسية بانخفاض المستوى التعليمي للأب.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد العينة في الشعور
بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند مستوى الدلالة ( 0.01 )، أي
يزداد الشعور بالوحدة النفسية بانخفاض المستوى التعليمي للأم.
وفي ضوء النتائج قدم الباحث مجموعة من المقترحات كان أهمها:
إجراء المزيد من الدراسات المتصلة بالعنف الأسري على فئات عمرية أخرى.
دعوة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز الثقافة الاجتماعية النابذة للعنف الأسري.
زيادة مراكز الاستشارات الأُسرية و تفعيل دورها وتطويره بما يتماشى مع المتغيرات في
مجال الأسرة والمجتمع.
مقدمة:
تعد الأسرة اللبنة الأولى في بناء الإنسان والمجتمع، وهي تلعب دورا أساسيا في
تكوين شخصية الإنسان، وفي تشكيل سلوكه في مختلف مراحل حياته، فالأسرة
مؤسسة اجتماعية تقوم بوظائف اجتماعية وتربوية ونفسية، فعن طريقها يكتسب الأبناء
المعايير العامة التي تفرضها أنماط الثقافة السائدة في المجتمع، ومن هنا تتضح أهمية
دور الوالدين في تشكيل شخصية الأبناء. باعتبارها صاحبة الدور الأول والرئيس في
عملية التنشئة الاجتماعية المبكرة، وما تتركه من بصمات واضحة على شخصية
.( الأبناء. (عبد الفتاح: 1992 ، ص 11
فالطفل والمراهق هما نتاج هذه الأسرة ومسؤوليتها الكبيرة بدءا بتوفير المسكن الكريم
وليس انتهاء بالتعليم، فالمراهق يحتاج لأسرة لا تؤمن له الحاجات الفسيولوجية فحسب
بل يحتاج لأسرة تؤمن له حاجاته النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية من خلال
التواصل الإنساني معهم وليس من خلال التعامل القائم على الشتم والتحقير والضرب
والإهمال والعزلة الذي يفقد الأسرة أهميتها باعتبارها مكانا للحب والسلام والدعم
العاطفي فتكون مصدرا للعديد من المشاكل التي يتعرض لها المراهقون، حيث إن
الأسرة بهذه الحالة يمكن أن تكون أكثر خطورة على الأطفال والمراهقين من أي مكان
.( آخر. (الفراية: 2006 ، ص 13
وعلى الرغم من أن العنف الأسري الموجه نحو الأبناء قديم قدم التاريخ إلا أنه لم
يحظ بالاهتمام الملائم إلا في الآونة الأخيرة، حيث يعيش العالم بأسره مرحلة تاريخية
حافلة بالاهتمام العالمي على صعيد الدول والشعوب بالطفل والطفولة، حيث عقدت
وتعقد العديد من المؤتمرات الدولية والتي تعنى بدراسة هذه الظاهرة
.(4- (العسالي: 2008 ، ص 3
ويعد العنف الأسري الموجه نحو الأبناء مصطلحا حديثا يستخدم للإشارة إلى الأفعال
المباشرة وغير المباشرة التي يوجهها الوالدان أو أولياء الأمر نحو أحد الأبناء بهدف
.( إيقاع الأذى النفسي أو اللفظي أو الجسدي أو الجنسي. (الفراية: 2006 ، ص 12
والعنف الأسري الموجه نحو الأبناء ينطوي على العديد من العواقب والآثار التي تأخذ
أشكالا عديدة جسدية وصحية ونفسية، ومن أهم هذه العواقب ومن أكثرها خطورة
العواقب النفسية للعنف الأسري الموجه نحو الأبناء كونها قد لا تكون ظاهرة بشكل
واضح ولكون آثارها تمتد إلى بقية حياة الفرد.
- 2 مشكلة البحث ومسوغاته:
يعد العنف الأسري الموجه نحو الأبناء من المشكلات المجتمعية الخطيرة نظرا لتأثيره
.( السلبي على الفرد وعلى المجتمع (الفراية: 2006 ، ص 4
فالعنف الأسري الموجه نحو الأبناء يكون لديهم ردود أفعال سلبية تنعكس على البيئة
والأفراد المحيطين بهم من مثل: ممارسة العنف على الآخرين والسرقة وممارسة الجريمة
.( والخروج على القوانين وتعاطي المخدرات والكحول. (أبو حلاوة: 2007 ، ص 19
وقد يمتد هذا العنف إلى داخل البناء النفسي للمراهق حيث يعاني المراهقون الذين
يتعرضون للعنف الأسري العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية كاضطرابات
القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والأكل، واضطرابات النطق كالتأتأة والتلعثم
بالكلام، كما أنهم يفقدون الشعور بالأمن، وقد يصابون بالعجز والإحباط والفشل في
.( القدرة على التواصل وبناء العلاقات مع الآخرين (يونس: 2008 ، ص 60
هنا يمكننا أن نستنتج انه يمكن أن يكون للعنف الأسري الموجه نحو الأبناء تأثير على
زيادة شعورهم بالوحدة النفسية، فالشعور بالوحدة النفسية يعبر عن شعور الفرد بوجود
فجوة نفسية تباعد بينه وبين أشخاصوموضوعات مجاله النفسي لدرجة يشعر معها الفرد
بافتقاد التقبل والحب من جانب الآخرين أو يترتب على ذلك عدم قدرته على تكوين
علاقات مثمرة ومشبعة مع الآخرين. وهذا الشعور تتباين أنواعه وأعراضه من النفور
النفسي والبعد عن الآخرين والشعور بالخجل والانطواء وعدم مقدرة الفرد في المشاركة
في الأحداث الاجتماعية، وتمركزه حول ذاته والبعد والنفور عن الآخرين
.( و(الصراف 1985 (Hojat,1982) Mia&Marcoen,1982)( (القشوش: 1979 ، ص 19
إن الأفراد ذوي الشعور المرتفع بالوحدة النفسية قد أقروا بأن آباءهم لم يكونوا يقضون
معهم وقتاً كافياً ولا يتفهمون مشاكلهم ولا يحاولون مساعدتهم عند الحاجة إليهم، كما أن
المراهقين الذين يشعرون بالوحدة النفسية قد قرروا أنهم كانوا يعيشون في أسر يسودها
البرود العاطفي في العلاقات مع الوالدين والقسوة الشديدة والإهمال وإثارة الألم النفسي
والتسلط الوالدي.
من خلال ما سبق، ونظراً لخطورة ظاهرة العنف الأسري بما تخلفه من آثار سلبية
على المراهق وعلى صحته النفسية، وبما تتركه من آثار مدمرة على المجتمع، ومن
خلال ملاحظات الباحث في أثناء عمله الميداني كمختص اجتماعي شعر بضرورة
دراسة ظاهرة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء وأثره في شعورهم بالوحدة النفسية
على أنها مشكلة جديرة بالبحث العلمي وتسليط الضوء عليها، وبذلك تتحدد مشكلة
البحث بالسؤال التالي:
ما مدى تأثير العنف الأسري الموجه نحو الأبناء على الشعور بالوحدة النفسية لدى
عينة من طلبة الصف الأول الثانوي في محافظة ريف دمشق؟.
- 3 أهمية البحث:
تتمثل أهمية البحث في النقاط التالية:
1) فيما تقدمه هذه الدراسة من حصيلة معرفية نظرية عن العنف الأسري الموجه
نحو الأبناء من حيث الشكل، والأسباب والعواقب، وفيما تقدمه من دراسة عملية
لعلاقة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء بالشعور بالوحدة النفسية لدى
المراهقين.
2) تفيد هذه الدراسة من خلال ما يمكن أن تتوصل إليه من نتائج في المساعدة على
الحد من ظاهرة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء.
3) كما يمكن أن تعد هذه الدراسة الحالية إضافة للمكتبة العربية على صعيد موضوع
الشعور بالوحدة النفسية والتي تفتقر إلى المراجع والأبحاث في مجاله.
- 4 أهداف البحث:
يسعى البحث الحالي إلى تحقيق الأهداف التالية:
الكشف عن طبيعة العلاقة الارتباطية بين العنف الأسري الموجه نحو الأبناء ·
والشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير الجنس ·
لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى ·
التعليمي للأب لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى ·
التعليمي للأم لدى أفراد عينة البحث.
الكشف عن الفروق بالشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير الجنس لدى أفراد عينة ·
البحث.
الكشف عن الفروق بالشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث تبعاً المستوى ·
التعليمي للأب.
الكشف عن الفروق بالشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث تبعاً المستوى ·
التعليمي للأب.
فرضيات البحث:
الفرضية الأولى: لا توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجات العنف
الأسري الموجه نحو الأبناء ودرجات الشعور بالوحدة النفسية لدى أفراد عينة البحث
.( عند مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد في
العينة العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة
.(0.05)
الفرضية الثالثة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
.( العينة في الشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية الرابعة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند
.( مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية الخامسة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في العنف الأسري الموجه نحو الأبناء تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند
.( مستوى الدلالة ( 0.05
الفرضية السادسة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في الشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب عند مستوى
.( الدلالة ( 0.05
الفرضية السابعة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
العينة في الشعور بالوحدة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم عند مستوى
.( الد