تغير سلوك وأحكام الفرد في تفاعلاتهم
التأثير الاجتماعي في الحياة اليومية
معنى التأثير الاجتماعي وحقيقته في الحياة اليومية:
يشير التأثير الاجتماعي إلى العمليات التي يؤثر من خلالها الناس على أفكار بعضهم أو مشاعرهم أو انفعالاتهم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
هذه العمليات هي محور الاستمرارية والتغير في الأنماط السلوكية والفكرية السائدة في أي مجتمع. فما يتغير بالفعل هو ما يشعر به الأفراد أو يعتقدونه أو يفعلونه. وكل محاولات التأثير الاجتماعي-التي لا يكاد يخلو موقف من مواقف التفاعل الاجتماعي منها-تستهدف تغييرا على مستوى الفرد؛ أي في ذهنه أو عاطفته أو سلوكه.
التسهيل الاجتماعي وتفسيراته:
هل يتحسن أداء الفرد بحضور الآخرين أم يتدهور؟ كانت النتائج متضاربة وسعت الدراسات إلى تحديد العوامل التي تؤدي أي من النتيجتين.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
تفسيرات نظرية الدافع لأثر حضور الآخرين على أداء الفرد:
مستوى الاستثارة وسهولة المهمة:
يرى زاينس أن مجرد حضور الآخرين يؤدي إلى زيادة الاستثارة (طاقة عامة)، وزيادة الاستثارة تؤدي إلى زيادة صدور الاستجابات المسيطرة، وهي الاستجابات التي تعلمها الفرد بإتقان حتى أصبح يقوم بها آليا. فحضور الآخرين يؤدي إلى تحسن أداء المرء للمهمات السهلة وتدهور أدائه للمهمات الصعبة.
عوامل تقييم الذات في أثر حضور الآخرين على أداء الفرد:
لا يوافق بعض العلماء زاينس في تصويره الآلي (الفطري) للدافعية أو الاستثارة التي تنجم عن حضور الآخرين، ويرى البعض أن لدافع تقييم الذات دور رئيس في هذه الاستثارة. يقترح كوتريل صاحب فرضية هاجس التقييم أن الفرد يتعلم في فترة مبكرة من حياته الربط بين المكافأة والأداء الجيد، وأن المكافأة والعقاب يرتبطان برضى الآخرين عن أدائه. فالاستثارة الناجمة عن حضور الآخرين متعلمة وليست غريزية (انظر/ي تجربة شميت وزملاؤه، ص201).
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
عوامل تقييم الذات في أثر حضور الآخرين على أداء الفرد (تابع):
ويرى أصحاب نظرية التشتيت-الصراع أن قيام الفرد بمهمة معينة في حضور آخرين يتضمن عاملين؛ تشتيت الانتباه (وجود الآخرين يؤدي إلى تشتيت الانتباه، وهو عامل ذهني)، وصراع بين الانتباه للآخرين والانتباه للمهمة وهو الذي يزيد من مستوى الاستثارة (عامل دافعي).
وجدت إحدى الدراسات أن أداء الفرد للمهمة السهلة تحسن في حالة وجود آخر يؤدي نفس المهمة، بينما تعطل أداء الفرد للمهمة الصعبة حين كان الآخر يؤدي المهمة نفسها. وتفسير ذلك هو أن وجود شخص آخر يؤدي مهمة مماثلة يجذب انتباه الفرد أكثر مما لو كان الآخر يؤدي مهمة مختلفة، وهذا يؤكد دور المقارنة الاجتماعية. فالمقارنة هي أساس الدافعية وليس مجرد الحضور.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
عوامل تقييم الذات في أثر حضور الآخرين على أداء الفرد (تابع):
وتقترح نظرية وعي الذات أن حضور الآخرين يؤدي إلى رفع مستوى وعي الذات (العامة)، وبالتالي، ميل الفرد إلى تقييم أدائه بدقة. والفرد يقيم أداءه بمعيار عام لجودة أداء المهمة التي يقوم بها. فعندما يدرك أنه يمكن أن يؤدي هذه المهمة بشكل جيد فسيبذل جهدا أكبر (تحسن الأداء)، ولكن عندما يدرك أنه لن يؤديها بشكل جيد فسيقل جهده أو سيترك المهمة كليا (تدهور الأداء).
أما نظرية تقديم الذات فتقترح أن دافع الفرد للظهور بشكل إيجابي أمام الآخرين يؤدي إلى تحسن أدائه للمهمات السهلة عندما يكون هناك من يراقبه. فعندما يؤدي بشكل جيد عددا من المهمات السهلة أمام الآخرين فسيتحسن أداءه حتى في المهمات الصعبة.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
تفسير المعالجة المعلوماتية لأثر التسهيل الاجتماعي:
لا تستبعد نظرية التشتيت-الصراع فكرة أن وجود الآخرين يؤثر على الأداء عبر تأثيره على الانتباه. فالمعلومات التي ترشح من المثيرات أكبر من قدرة الفرد على معالجتها جميعا بشكل فعال. ويرى مانستيد وسيمن أنه لا توجد معايير موضوعية للحكم على درجة صعوبة المهمة، ويركزان في تفسيرهما على العوامل التي تؤثر في معالجة المعلومات اعتمادا على التمييز بين المعالجة المعلوماتية التلقائية والمعالجة المعلوماتية الواعية المضبوطة. ويرى مانستيد وسيمن أن حضور الآخرين يؤدي إلى تركيز الفرد لانتباهه على مدى تقدمه في خطوات أداء المهمة التي تتطلب معالجة معلوماتية تلقائية وبذلك يتحسن أداؤه لها. أما إذا كانت المهمة تتطلب معالجة معلوماتية دقيقة واعية ومضبوطة، فإن حضور الآخرين يقتطع قدرا من الانتباه اللازم لأداء ذلك النوع من المهام، مما يؤدي بالتالي إلى تدهور أدائه.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أثر رينغلمان (التقاعس الاجتماعي) وتفسيراته:
وجد رينغلمان أن الجهد الذي يبذله الفرد يقل كلما زاد عدد من يشاركونه في أداء مهمة.
تفسيرات أثر رينغلمان:
فقدان التآزر: يرى شتاينر أن أهم سبب لانخفاض انتاجية الفرد في الأعمال المشتركة هو فقدان تآزر أفعالهم.
فقدان الدافعية: يفقد الفرد بعض دافعيته عندما يشترك معه آخرون، أو أنه يعتمد عليهم، وهذا ما سمي أثر التقاعس الاجتماعي.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
تفسيرات أثر التقاعس الاجتماعي:
انتشار المسئولية: يرى لاتين وزملاؤه في نظرية الأثر الاجتماعي أن عمل الأفراد معا يؤدي إلى انخفاض إحساس كل منهم بمسئوليته الشخصية عن إنجاز المهمة.
نموذج الجهد الجماعي: يرى كارو وويليامز أن الفرد تقل دافعيته في الأعمال الجماعية لأنه لا يدرك وجود علاقة قوية بين جهده ونتائج هذا الجهد (المكافأة المادية أو المعنوية).
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
القبول والإذعان والطاعة:
قد يساير الفرد توقعات الآخرين في سلوك معين دون حدوث تغير دائم في اعتقاده أو مشاعره أو سلوكه، وهذا ما يسمى بالإذعان. أما القبول فهو أن يقوم الفرد بسلوك يساير فيه توقعات الآخرين مع اقتناعه بقيمة هذا السلوك. والطاعة يمكن أن تكون قبولا ويمكن أن تكون إذعانا لكنها تتعلق بتنفيذ الفرد لطلبات محددة من أفراد آخرين يكونون عادة مصدر سلطة. والفرد يتعلم منذ صغره وفي كل المجتمعات أن يقيم رموز السلطة إذ أن الكثير مما يعرفه هو عبارة عن خبرات لم يمر بها هو نفسه وإنما انتقلت إليه عن طريق هذه الرموز بطريقة رسمية منظمة أو بطريقة غير رسمية.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
الأسس النفسية لتكون المعايير وتأثيرها على أحكام الفرد:
إنَّ تكون المعايير الفردية والجماعية لا يعتمد بالضرورة على أي أدلة موضوعية.
كما أنها بمجرد تكونها تصبح عاملا قويا يؤثر في سلوك الفرد وأحكامه الاجتماعية وإدراكاته (انظر/ي تجربة شريف ص ص 209-211).
فالأسس النفسية للمعايير الاجتماعية القائمة هي تكوين نقاط مرجعية مشتركة أو إرساءات كنتيجة للتفاعل بين الأفراد.
وبمجرد تأسس تلك الإرساءات ويتم استدخالها من قبل الفرد فإنها تصبح لاحقا عوامل مهمة في تحديد أو تعديل ردود أفعاله للمواقف التي يواجهها بمفرده، سواء كانت اجتماعية أو غير اجتماعية خصوصا إذا كان مجال المثيرات غير واضح المعالم.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
مسايرة الفرد للأغلبية:
المسايرة تغير في السلوك أو الاعتقاد ناتج عن ضغط الجماعة الحقيقي أو المتخيل. فالمسايرة تتضمن تخلي الفرد عن استجابة يميل إليها وقيامه باستجابة يفضلها أشخاص آخرون أو يتوقعونها منه (انظر/ي تجربة آش، ص ص213-216).
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
بينما كان المثير غامضا في تجارب شريف، كان المثير واضحا جدا في تجارب آش. فكيف يمكن التوفيق بين مسايرة الفرد للآخرين في غياب أي معلومات موضوعية، وحدوثها مع توافر تلك المعلومات؟
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
كانت المعلومات هي ما ينقص المفحوص في تجارب شريف، وبالتالي، كانت مسايرة الفرد للآخرين من قبيل التأثير المعلوماتي.
فحاجة الفرد للتأكد من صحة آرائه تجعله يقارنها بآراء الآخرين عندما لا تكون هناك معلومات موضوعية للحكم على صحة آرائه (وظيفة الواقعية الاجتماعية لفيستنغر). وبما أن الاتفاق مع الآخرين يمنح الفرد شعورا بالرضا عن آرائه، فإن الناس يفضلون التشابه مع الآخرين على الاختلاف عنهم. والتغير هنا مثال للقبول، حيث يتفق رأي الفرد المعلن مع ما يعتقده داخليا، وما يعتقده داخليا يتأثر بالمعيار الجمعي. واستمرار التغير لاحقا دليل على أن التغير حقيقي. فالتأثير المعلوماتي أكثر داوما من التأثير المعياري.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
أما في تجارب آش فقد كانت المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار الصحيح متوفرة، ومع هذا اتخذ الفرد قرار مسايرة رأي الأغلبية الخاطئ لأنه ربما يخشى الازدراء لكونه مختلف عن الأغلبية. فهذا التغير من قبيل التأثير المعياري (ضغط الجماعة)، وهو مثال على الإذعان.
وقد وجد دويتش وجيرارد أن الغموض (قلة ثقة الفرد في صحة معلوماته)، يزيد من المسايرة (تأثير اجتماعي معلوماتي)، وأن زيادة الضغط الاجتماعي تزيد من نسبة المسايرة (تأثير اجتماعي معياري). كما وجدا أن وجود هدف جماعي مشترك يزيد من المسايرة، وأن الثقة العالية في صحة معلومات الفرد والدرجة المنخفضة من الضغط الاجتماعي (سرية الاستجابة) لم تؤد إلى إلغاء المسايرة لرأي الأغلبية الخاطئ وإن أدت إلى خفضها (23% مسايرة).
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة المسايرة هي:
حجم الأغلبية (3 أشخاص)،
الإجماع (إذا أعطى مفحوص واحد إجابة صحيحة تنخفض نسبة المسايرة إلى 5.5%)،
قوة الجماعة وتماسكها،
عمومية الاستجابة (ضد خصوصيتها أو سريتها)،
قوة مصدر التأثير،
عدم وجود التزام مسبق لدى الفرد ضد رأي الأغلبية.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
الطاعة:
تعكس الطاعة علاقة الفرد بأحد رموز السلطة، وتقتضي تنفيذ ما يطلبه شخص آخر بشكل صريح، وليس مجرد تأثر سلوكي أو فكري.
كما أنها تتضمن شعور الفرد بمشروعية الطلب الذي يطلبه مصدر التأثير.
وقد كشفت دراسات ميلغرام عن نتائج مفزعة خالفت توقعات خبراء متخصصين في السلوك البشري، وتدعو لمراجعة تصوراتنا عما يمكن أن يسببه الإنسان من ألم لإنسان آخر.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
العوامل التي تؤثر في درجة قابلية الفرد لطاعة أوامر مشابهة لأوامر المجرب في تجربة ميلغرام وهي:
المباشرية: (يسمى أحيانا البعد الانفعالي عن الضحية) ويشير إلى القرب الاجتماعي-الانفعالي لمتلقي الأمر من الضحية ، (علاقة عكسية)،
القرب: ويشير إلى المسافة بين متلقي الأمر والآمر (علاقة عكسية)،
الشرعية: عامل مهم يؤثر في نسبة الطاعة للأوامر التي قد لاتكون جذابة لمتلقيها. كما أنها توفر نوعا من التبرير لسلوك الفرد غير المقبول لأنه سيعزوه إلى مصدر شرعي مما يخفض من إحساسه بالمسئولية، و
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
العوامل التي تؤثر في درجة قابلية الفرد لطاعة أوامر مشابهة لأوامر المجرب في تجربة ميلغرام وهي:
عضوية الجماعة: فقيام الفرد بسلوك معين كعضو في جماعة (حينما تكون عضويته في الجماعة بارزة في ذهنه) يسهل تقبله لهذا السلوك ولو لم يتقبله شخصيا، أو عندما تكون عضويته في الجماعة غير بارزة في ذهنه وفي الموقف. ويزداد هذا الأثر كلما كانت الجماعة مهمة نفسيا للفرد، وكلما كانت قوية أو متسقة.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
ما الأسس التي تجعل الأفراد ينفذون أوامر آخرين سواء أدى تنفيذها إلى تحقيق أهداف خيرة أو نهايات مأساوية؟
إن أي موقف من مواقف التأثير الاجتماعي يؤدي إلى الطاعة أو الاذعان أو القبول يتضمن توزيعا للقوة بين الأفراد المتفاعلين، مهما كان تفاعلهم قصيرا أو عابرا.
تتسم القوة الاجتماعية بالديناميكية وتعدد الأبعاد، وذلك لأنها تتطلب تفاعلا بين شخصين أو أكثر، وهذا يعني أنها تتضمن نوعا من الحوار، كما تتطلب أخذ خصائص الشخصين المتفاعلين، والعمليات النفسية كالإدراك والأهداف بعين الاعتبار. كما أن القوة تحدث في مواقف تفاعل متعددة، وهذا التنوع يعني أن للقوة أسسا مختلفة تتناسب مع معطيات الموقف والمتفاعلين.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
عرف كولينز وريفن القوة بأنها التأثير الممكن الذي يدركه شخص ما من وسيط مؤثر.
فالقوة تعني إمكانية التأثير سلوكيا أو انفعاليا أو ذهنيا أو بها جميعا. أي أنها تتجسد في استجابات الفرد المتأثر.
كما أن إمكانية تأثير شخص ما تعتمد على إدراك الآخرين له،
كما أن هناك فروق بين المتفاعلين في قدرتهم على التأثير.
إن القوة تستمد معناها من الدلالات النفسية الحاضرة في موقف التفاعل.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
وتزداد إمكانية تأثير الشخص على من يتفاعلون معه حسب إدراك أعضاء الجماعة له في ستة جوانب:
قوة الإثابة: يدرك الشخص أن لدى الآخر القوة لإثابته.
قوة القسر: يدرك الشخص أن لدى الآخر القوة لعقابه.
قوة المرجعية: حين ينفذ الفرد أمرا لا يرغبه لكنه مرغوب من قبل الجماعة التي ينتمي لها.
قوة الخبرة: يعزو الشخص معرفة أكبر للشخص الآخر.
قوة الشرعية: يقبل الشخص معايير توجب أن يكون للشخص الآخر تأثير عليه.
قوة المعلومات: المستقلة عن طبيعة مصدرها.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
ليس هناك استقلال تام في مواقف التفاعل الواقعية بين هذه الأسس، لكن من المتوقع أن تزداد أهمية نوع أو أكثر من هذه الأسس حسب خصائص موقف التفاعل وأهدافه وعلاقة المتفاعلين. ويعتبر ريفن أن القوة المعلوماتية أقدر أنواع القوة على إحداث تغييرات دائمة لأن تأثيراتها مستقلة عن خصائص مصدر التأثير، ولكن ليس من الممكن تعميم هذا في كل مواقف التفاعل.
التأثير الاجتماعي في الحياة اليومية
معنى التأثير الاجتماعي وحقيقته في الحياة اليومية:
يشير التأثير الاجتماعي إلى العمليات التي يؤثر من خلالها الناس على أفكار بعضهم أو مشاعرهم أو انفعالاتهم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
هذه العمليات هي محور الاستمرارية والتغير في الأنماط السلوكية والفكرية السائدة في أي مجتمع. فما يتغير بالفعل هو ما يشعر به الأفراد أو يعتقدونه أو يفعلونه. وكل محاولات التأثير الاجتماعي-التي لا يكاد يخلو موقف من مواقف التفاعل الاجتماعي منها-تستهدف تغييرا على مستوى الفرد؛ أي في ذهنه أو عاطفته أو سلوكه.
التسهيل الاجتماعي وتفسيراته:
هل يتحسن أداء الفرد بحضور الآخرين أم يتدهور؟ كانت النتائج متضاربة وسعت الدراسات إلى تحديد العوامل التي تؤدي أي من النتيجتين.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
تفسيرات نظرية الدافع لأثر حضور الآخرين على أداء الفرد:
مستوى الاستثارة وسهولة المهمة:
يرى زاينس أن مجرد حضور الآخرين يؤدي إلى زيادة الاستثارة (طاقة عامة)، وزيادة الاستثارة تؤدي إلى زيادة صدور الاستجابات المسيطرة، وهي الاستجابات التي تعلمها الفرد بإتقان حتى أصبح يقوم بها آليا. فحضور الآخرين يؤدي إلى تحسن أداء المرء للمهمات السهلة وتدهور أدائه للمهمات الصعبة.
عوامل تقييم الذات في أثر حضور الآخرين على أداء الفرد:
لا يوافق بعض العلماء زاينس في تصويره الآلي (الفطري) للدافعية أو الاستثارة التي تنجم عن حضور الآخرين، ويرى البعض أن لدافع تقييم الذات دور رئيس في هذه الاستثارة. يقترح كوتريل صاحب فرضية هاجس التقييم أن الفرد يتعلم في فترة مبكرة من حياته الربط بين المكافأة والأداء الجيد، وأن المكافأة والعقاب يرتبطان برضى الآخرين عن أدائه. فالاستثارة الناجمة عن حضور الآخرين متعلمة وليست غريزية (انظر/ي تجربة شميت وزملاؤه، ص201).
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
عوامل تقييم الذات في أثر حضور الآخرين على أداء الفرد (تابع):
ويرى أصحاب نظرية التشتيت-الصراع أن قيام الفرد بمهمة معينة في حضور آخرين يتضمن عاملين؛ تشتيت الانتباه (وجود الآخرين يؤدي إلى تشتيت الانتباه، وهو عامل ذهني)، وصراع بين الانتباه للآخرين والانتباه للمهمة وهو الذي يزيد من مستوى الاستثارة (عامل دافعي).
وجدت إحدى الدراسات أن أداء الفرد للمهمة السهلة تحسن في حالة وجود آخر يؤدي نفس المهمة، بينما تعطل أداء الفرد للمهمة الصعبة حين كان الآخر يؤدي المهمة نفسها. وتفسير ذلك هو أن وجود شخص آخر يؤدي مهمة مماثلة يجذب انتباه الفرد أكثر مما لو كان الآخر يؤدي مهمة مختلفة، وهذا يؤكد دور المقارنة الاجتماعية. فالمقارنة هي أساس الدافعية وليس مجرد الحضور.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
عوامل تقييم الذات في أثر حضور الآخرين على أداء الفرد (تابع):
وتقترح نظرية وعي الذات أن حضور الآخرين يؤدي إلى رفع مستوى وعي الذات (العامة)، وبالتالي، ميل الفرد إلى تقييم أدائه بدقة. والفرد يقيم أداءه بمعيار عام لجودة أداء المهمة التي يقوم بها. فعندما يدرك أنه يمكن أن يؤدي هذه المهمة بشكل جيد فسيبذل جهدا أكبر (تحسن الأداء)، ولكن عندما يدرك أنه لن يؤديها بشكل جيد فسيقل جهده أو سيترك المهمة كليا (تدهور الأداء).
أما نظرية تقديم الذات فتقترح أن دافع الفرد للظهور بشكل إيجابي أمام الآخرين يؤدي إلى تحسن أدائه للمهمات السهلة عندما يكون هناك من يراقبه. فعندما يؤدي بشكل جيد عددا من المهمات السهلة أمام الآخرين فسيتحسن أداءه حتى في المهمات الصعبة.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
تفسير المعالجة المعلوماتية لأثر التسهيل الاجتماعي:
لا تستبعد نظرية التشتيت-الصراع فكرة أن وجود الآخرين يؤثر على الأداء عبر تأثيره على الانتباه. فالمعلومات التي ترشح من المثيرات أكبر من قدرة الفرد على معالجتها جميعا بشكل فعال. ويرى مانستيد وسيمن أنه لا توجد معايير موضوعية للحكم على درجة صعوبة المهمة، ويركزان في تفسيرهما على العوامل التي تؤثر في معالجة المعلومات اعتمادا على التمييز بين المعالجة المعلوماتية التلقائية والمعالجة المعلوماتية الواعية المضبوطة. ويرى مانستيد وسيمن أن حضور الآخرين يؤدي إلى تركيز الفرد لانتباهه على مدى تقدمه في خطوات أداء المهمة التي تتطلب معالجة معلوماتية تلقائية وبذلك يتحسن أداؤه لها. أما إذا كانت المهمة تتطلب معالجة معلوماتية دقيقة واعية ومضبوطة، فإن حضور الآخرين يقتطع قدرا من الانتباه اللازم لأداء ذلك النوع من المهام، مما يؤدي بالتالي إلى تدهور أدائه.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أثر رينغلمان (التقاعس الاجتماعي) وتفسيراته:
وجد رينغلمان أن الجهد الذي يبذله الفرد يقل كلما زاد عدد من يشاركونه في أداء مهمة.
تفسيرات أثر رينغلمان:
فقدان التآزر: يرى شتاينر أن أهم سبب لانخفاض انتاجية الفرد في الأعمال المشتركة هو فقدان تآزر أفعالهم.
فقدان الدافعية: يفقد الفرد بعض دافعيته عندما يشترك معه آخرون، أو أنه يعتمد عليهم، وهذا ما سمي أثر التقاعس الاجتماعي.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
تفسيرات أثر التقاعس الاجتماعي:
انتشار المسئولية: يرى لاتين وزملاؤه في نظرية الأثر الاجتماعي أن عمل الأفراد معا يؤدي إلى انخفاض إحساس كل منهم بمسئوليته الشخصية عن إنجاز المهمة.
نموذج الجهد الجماعي: يرى كارو وويليامز أن الفرد تقل دافعيته في الأعمال الجماعية لأنه لا يدرك وجود علاقة قوية بين جهده ونتائج هذا الجهد (المكافأة المادية أو المعنوية).
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
القبول والإذعان والطاعة:
قد يساير الفرد توقعات الآخرين في سلوك معين دون حدوث تغير دائم في اعتقاده أو مشاعره أو سلوكه، وهذا ما يسمى بالإذعان. أما القبول فهو أن يقوم الفرد بسلوك يساير فيه توقعات الآخرين مع اقتناعه بقيمة هذا السلوك. والطاعة يمكن أن تكون قبولا ويمكن أن تكون إذعانا لكنها تتعلق بتنفيذ الفرد لطلبات محددة من أفراد آخرين يكونون عادة مصدر سلطة. والفرد يتعلم منذ صغره وفي كل المجتمعات أن يقيم رموز السلطة إذ أن الكثير مما يعرفه هو عبارة عن خبرات لم يمر بها هو نفسه وإنما انتقلت إليه عن طريق هذه الرموز بطريقة رسمية منظمة أو بطريقة غير رسمية.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
الأسس النفسية لتكون المعايير وتأثيرها على أحكام الفرد:
إنَّ تكون المعايير الفردية والجماعية لا يعتمد بالضرورة على أي أدلة موضوعية.
كما أنها بمجرد تكونها تصبح عاملا قويا يؤثر في سلوك الفرد وأحكامه الاجتماعية وإدراكاته (انظر/ي تجربة شريف ص ص 209-211).
فالأسس النفسية للمعايير الاجتماعية القائمة هي تكوين نقاط مرجعية مشتركة أو إرساءات كنتيجة للتفاعل بين الأفراد.
وبمجرد تأسس تلك الإرساءات ويتم استدخالها من قبل الفرد فإنها تصبح لاحقا عوامل مهمة في تحديد أو تعديل ردود أفعاله للمواقف التي يواجهها بمفرده، سواء كانت اجتماعية أو غير اجتماعية خصوصا إذا كان مجال المثيرات غير واضح المعالم.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
مسايرة الفرد للأغلبية:
المسايرة تغير في السلوك أو الاعتقاد ناتج عن ضغط الجماعة الحقيقي أو المتخيل. فالمسايرة تتضمن تخلي الفرد عن استجابة يميل إليها وقيامه باستجابة يفضلها أشخاص آخرون أو يتوقعونها منه (انظر/ي تجربة آش، ص ص213-216).
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
بينما كان المثير غامضا في تجارب شريف، كان المثير واضحا جدا في تجارب آش. فكيف يمكن التوفيق بين مسايرة الفرد للآخرين في غياب أي معلومات موضوعية، وحدوثها مع توافر تلك المعلومات؟
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
كانت المعلومات هي ما ينقص المفحوص في تجارب شريف، وبالتالي، كانت مسايرة الفرد للآخرين من قبيل التأثير المعلوماتي.
فحاجة الفرد للتأكد من صحة آرائه تجعله يقارنها بآراء الآخرين عندما لا تكون هناك معلومات موضوعية للحكم على صحة آرائه (وظيفة الواقعية الاجتماعية لفيستنغر). وبما أن الاتفاق مع الآخرين يمنح الفرد شعورا بالرضا عن آرائه، فإن الناس يفضلون التشابه مع الآخرين على الاختلاف عنهم. والتغير هنا مثال للقبول، حيث يتفق رأي الفرد المعلن مع ما يعتقده داخليا، وما يعتقده داخليا يتأثر بالمعيار الجمعي. واستمرار التغير لاحقا دليل على أن التغير حقيقي. فالتأثير المعلوماتي أكثر داوما من التأثير المعياري.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
أما في تجارب آش فقد كانت المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار الصحيح متوفرة، ومع هذا اتخذ الفرد قرار مسايرة رأي الأغلبية الخاطئ لأنه ربما يخشى الازدراء لكونه مختلف عن الأغلبية. فهذا التغير من قبيل التأثير المعياري (ضغط الجماعة)، وهو مثال على الإذعان.
وقد وجد دويتش وجيرارد أن الغموض (قلة ثقة الفرد في صحة معلوماته)، يزيد من المسايرة (تأثير اجتماعي معلوماتي)، وأن زيادة الضغط الاجتماعي تزيد من نسبة المسايرة (تأثير اجتماعي معياري). كما وجدا أن وجود هدف جماعي مشترك يزيد من المسايرة، وأن الثقة العالية في صحة معلومات الفرد والدرجة المنخفضة من الضغط الاجتماعي (سرية الاستجابة) لم تؤد إلى إلغاء المسايرة لرأي الأغلبية الخاطئ وإن أدت إلى خفضها (23% مسايرة).
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
دراسات تفسيرية لنتائج تجارب مظفر شريف وتجارب آش:
العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة المسايرة هي:
حجم الأغلبية (3 أشخاص)،
الإجماع (إذا أعطى مفحوص واحد إجابة صحيحة تنخفض نسبة المسايرة إلى 5.5%)،
قوة الجماعة وتماسكها،
عمومية الاستجابة (ضد خصوصيتها أو سريتها)،
قوة مصدر التأثير،
عدم وجود التزام مسبق لدى الفرد ضد رأي الأغلبية.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
الطاعة:
تعكس الطاعة علاقة الفرد بأحد رموز السلطة، وتقتضي تنفيذ ما يطلبه شخص آخر بشكل صريح، وليس مجرد تأثر سلوكي أو فكري.
كما أنها تتضمن شعور الفرد بمشروعية الطلب الذي يطلبه مصدر التأثير.
وقد كشفت دراسات ميلغرام عن نتائج مفزعة خالفت توقعات خبراء متخصصين في السلوك البشري، وتدعو لمراجعة تصوراتنا عما يمكن أن يسببه الإنسان من ألم لإنسان آخر.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
العوامل التي تؤثر في درجة قابلية الفرد لطاعة أوامر مشابهة لأوامر المجرب في تجربة ميلغرام وهي:
المباشرية: (يسمى أحيانا البعد الانفعالي عن الضحية) ويشير إلى القرب الاجتماعي-الانفعالي لمتلقي الأمر من الضحية ، (علاقة عكسية)،
القرب: ويشير إلى المسافة بين متلقي الأمر والآمر (علاقة عكسية)،
الشرعية: عامل مهم يؤثر في نسبة الطاعة للأوامر التي قد لاتكون جذابة لمتلقيها. كما أنها توفر نوعا من التبرير لسلوك الفرد غير المقبول لأنه سيعزوه إلى مصدر شرعي مما يخفض من إحساسه بالمسئولية، و
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
العوامل التي تؤثر في درجة قابلية الفرد لطاعة أوامر مشابهة لأوامر المجرب في تجربة ميلغرام وهي:
عضوية الجماعة: فقيام الفرد بسلوك معين كعضو في جماعة (حينما تكون عضويته في الجماعة بارزة في ذهنه) يسهل تقبله لهذا السلوك ولو لم يتقبله شخصيا، أو عندما تكون عضويته في الجماعة غير بارزة في ذهنه وفي الموقف. ويزداد هذا الأثر كلما كانت الجماعة مهمة نفسيا للفرد، وكلما كانت قوية أو متسقة.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
ما الأسس التي تجعل الأفراد ينفذون أوامر آخرين سواء أدى تنفيذها إلى تحقيق أهداف خيرة أو نهايات مأساوية؟
إن أي موقف من مواقف التأثير الاجتماعي يؤدي إلى الطاعة أو الاذعان أو القبول يتضمن توزيعا للقوة بين الأفراد المتفاعلين، مهما كان تفاعلهم قصيرا أو عابرا.
تتسم القوة الاجتماعية بالديناميكية وتعدد الأبعاد، وذلك لأنها تتطلب تفاعلا بين شخصين أو أكثر، وهذا يعني أنها تتضمن نوعا من الحوار، كما تتطلب أخذ خصائص الشخصين المتفاعلين، والعمليات النفسية كالإدراك والأهداف بعين الاعتبار. كما أن القوة تحدث في مواقف تفاعل متعددة، وهذا التنوع يعني أن للقوة أسسا مختلفة تتناسب مع معطيات الموقف والمتفاعلين.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
عرف كولينز وريفن القوة بأنها التأثير الممكن الذي يدركه شخص ما من وسيط مؤثر.
فالقوة تعني إمكانية التأثير سلوكيا أو انفعاليا أو ذهنيا أو بها جميعا. أي أنها تتجسد في استجابات الفرد المتأثر.
كما أن إمكانية تأثير شخص ما تعتمد على إدراك الآخرين له،
كما أن هناك فروق بين المتفاعلين في قدرتهم على التأثير.
إن القوة تستمد معناها من الدلالات النفسية الحاضرة في موقف التفاعل.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
وتزداد إمكانية تأثير الشخص على من يتفاعلون معه حسب إدراك أعضاء الجماعة له في ستة جوانب:
قوة الإثابة: يدرك الشخص أن لدى الآخر القوة لإثابته.
قوة القسر: يدرك الشخص أن لدى الآخر القوة لعقابه.
قوة المرجعية: حين ينفذ الفرد أمرا لا يرغبه لكنه مرغوب من قبل الجماعة التي ينتمي لها.
قوة الخبرة: يعزو الشخص معرفة أكبر للشخص الآخر.
قوة الشرعية: يقبل الشخص معايير توجب أن يكون للشخص الآخر تأثير عليه.
قوة المعلومات: المستقلة عن طبيعة مصدرها.
تأثيرات ’مجرد حضور الآخرين‘ على أداء الفرد
أسس القوة واستراتيجيات التأثير الاجتماعي بين الأشخاص:
ليس هناك استقلال تام في مواقف التفاعل الواقعية بين هذه الأسس، لكن من المتوقع أن تزداد أهمية نوع أو أكثر من هذه الأسس حسب خصائص موقف التفاعل وأهدافه وعلاقة المتفاعلين. ويعتبر ريفن أن القوة المعلوماتية أقدر أنواع القوة على إحداث تغييرات دائمة لأن تأثيراتها مستقلة عن خصائص مصدر التأثير، ولكن ليس من الممكن تعميم هذا في كل مواقف التفاعل.