تقييم الفرد للمثيرات في الحياة اليومية
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
أهمية مفهوم الاتجاه لعلم النفس الاجتماعي:
الاتجاه مفهوم محوري في علم النفس الاجتماعي (انظر/ي ص ص 230-231). كما أن جزءا كبيرا من بنيتنا النفسية عبارة عن اتجاهات.
ويرتبط الاتجاه غالبا بمثيرات اجتماعية.
ولكي يكون لدى الفرد اتجاه فلابد أن يكون هناك موضوع لهذا الاتجاه، وتفاعل أو خبرة (بالمعني الواسع) مع موضوع الاتجاه.
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى:
الاتجاه ميل نفسي لتقييم كيان معين بدرجة من التفضيل أو عدم التفضيل.
فكلمة ميل نفسي تعني أن الاتجاه حالة داخلية عند الشخص قد تدوم وقد تقصر.
فالاتجاه ظاهرة نفسية فردية مهما كان عدد الأفراد الذين يتبنون هذا الاتجاه.
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى (تابع):
والقول بأن الاتجاه حالة داخلية يعني أن الاتجاه لا يمكن ملاحظته بطريقة مباشرة، فهو بناء افتراضي يتجسد في رابطة في الذاكرة طويلة المدى بين موضوع الاتجاه وتقييمه، ويتم الاستدلال عليه من آثاره على استجابات الفرد.
ومما يميز الاتجاه كميل نفسي عن غيره من الميول النفسية هو أنه يتضمن خاصية التقييم (درجة من التفضيل-عدم التفضيل، الإقدام-الإحجام، الحب-الكره).
والاستجابات التقييمية قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية؛ صريحة (لا لبس في تفسيرها من قبل الآخرين) أو ضمنية (لا يظهر معناها بوضوح)؛ تلقائية (تحدث بصورة عفوية دون قصد) أو مقصودة (يعيها الفرد).
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى (تابع):
والاتجاه يرتبط دائما بحضور موضوع ما (الكيان أو الشيء الذي ترتبط به الاستجابة التقييمية). وقد يكون موضوع الاتجاه فرد (فلان)، أو جماعة (فئة اجتماعية كاليهود مثلا)، أو شيئا (سلعة، نوعا من الأكل أو المنتوجات أو المصنوعات، مثلا)، أو فكرة (توجه أو مذهب سياسي أو ديني)، أو سلوك (الالتزام بالنظام أو العنف، مثلا) أو الفرد نفسه. فليس هناك اتجاهات دون موضوعات.
والاتجاه لا يتكون ولا يتم التعبير عنه إلا بحضور موضوعه.
والاتجاه يمكن أن يكون سلبيا أو إيجابيا، ولكن بدرجات متفاوتة. فشدة الاتجاه يمكن ترتيبها على متصل يمتد من الدرجات المنخفضة (أو انعدام الاتجاه) إلى المرتفعة مرورا بالمتوسطة.
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى (تابع):
والاتجاه لا يتكون إلا بعد استجابة الفرد لموضوعه، أي من خلال الخبرة (مكتسب أو متعلم)، وكلما تكررت الخبرة زادت قوة الاتجاه.
ويختلف الاتجاه عن السمة في أن الاتجاه له موضوع، أما السمة فليس لها موضوع. وهذا يعني أن الاتجاه أقل عمومية من السمة، حيث أن السمة تؤثر على معظم نشاطات الفرد، بينما يقتصر تأثير الاتجاه على الاستجابات الخاصة بموضوع الاتجاه. والاتجاه أقل ثباتا من السمة لأنه يمكن تغييره على الرغم من أن بعض الاتجاهات عصية على التغيير. كما أن الاتجاه يشتمل على خاصية التقييم أما السمة فليست لها تلك الخاصية، فهي توجه السلوك عموما.
أما القيم فيمكن النظر إليها على أنها عبارة عن اتجاهات مركزية يتكون كل منها من عدد من الاتجاهات المترابطة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
النموذج الثلاثي لبنية الاتجاه:
للاتجاه ثلاثة مكونات:
مكون ذهني (أفكار ومعتقدات حول موضوع الاتجاه)،
ومكون عاطفي (مشاعر وانفعالات وما يصاحبها من نشاطات النظام العصبي الودي)،
ومكون سلوكي (أو نزوعي كالنية).
هذه المكونات الثلاث مرتبطة فيما بينها ويمكن تمييزها في الوقت نفسه.
والاتجاه ومكوناته عوامل وسيطة-أي أنها تتوسط بين استجابات الفرد وموضوع الاتجاه.
والنموذج الثلاثي للاتجاه يفترض أن المكونات الثلاث مظاهر مختلفة لنفس البناء الافتراضي. أي أن الاتجاه عامل عام يتجسد في المكونات الثلاث كعوامل خاصة
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
النموذج الثلاثي لبنية الاتجاه:
والنموذج الثلاثي ليس وصفا تصنيفيا لأنواع الاستجابات، وإنما هو نموذج تفسيري يشرح بناء وعمليات الاتجاه.
وليس من الضروري، حسب النموذج الثلاثي، أن يكون هناك ارتباط قوي ودائم بين هذه المكونات الثلاث.
فأهمية المكونات الثلاث تختلف حسب نوع الموقف وموضوع الاتجاه، كما أن بينها تأثيرات متبادلة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات:
يؤكد التحليل الوظيفي للسلوك على الطبيعة الغرضية والتكيفية للسلوك والفكر الإنساني. والفكرة الرئيسة للنظرية الوظيفية في الاتجاهات هي أنها تخدم وظائف نفسية تمكن الفرد من التعامل مع بيئته الاجتماعية ومتطلباتها.
ويرى كاتز أن وظيفة المعرفة أو وظيفة تقييم الموضوع هي أهم أساس وظيفي لتكون الاتجاهات واستمرارها كجزء من البناء الذهني للفرد.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية للجوانب السلبية أو الإيجابية في الموضوعات يخدم وظيفة المعرفة لأنه يعمل كإطار مرجعي؛ أي أن اتجاهاتنا تؤثر على انتباهنا وتفسيرنا للمعلومات عن عالمنا الاجتماعي، وتحدد استجاباتنا في الحياة اليومية، وبهذا يبدو عالمنا الاجتماعي منتظما يمكن التنبؤ بأحداثه، والتعامل معها بكفاءة.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية يؤثر في انتقاء معلومات معينة من البيئة، وفي عملية ترميزها وتفسيرها، سواء كان اتجاها إيجابيا أو سلبيا.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
ووجود الأدلة التي تؤكد الوظيفة المعرفية للاتجاه لا يعني أن العمليات الذهنية تحت سيطرة وتوجيه دائمين من اتجاهاتنا.
فالعمليات الذهنية تتأثر أيضا بعوامل شخصية وموقفية كأهداف الفرد الحالية، وقوة الأدلة المناقضة للاتجاه، والمعايير الذاتية، والحالة المزاجية والانفعالية.
كما يعتمد تأثر العمليات الذهنية بالاتجاه على خصائص الاتجاه نفسه.
فهناك اتجاهات قوية أو مركزية وأخرى ضعيفة أو هامشية؛ اتجاهات سهلة الاستدعاء وأخرى أقل سهولة.
والاتجاهات نفسها عرضة للتغير في ظروف محددة أو تحت شروط معينة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
إن فهمنا لوظائف الاتجاهات سيلقي الضوء على طبيعتها وكيفية تكونها ومن ثم كيفية تغييرها. وقد قدم براتكانيز وغرينوالد نموذجا يشرح بناء الاتجاه ووظيفة المعرفة التي يخدمها (انظر/ي مخطط النموذج ص243).
تتضمن بنية الاتجاه اسما يمثل موضوع الاتجاه في الذاكرة، وقواعد تطبيق هذا الاسم على المثير الذي يواجهه الفرد. ويتفاعل هذان العنصران مع خصائص المثير أو الموقف، وينتج عن ذلك فهم الفرد وكيفية استجابته للمثير أو الموقف.
كما تتضمن بنية الاتجاه ملخصا تقييميا، ويعمل هذا التلخيص كقاعدة حدسية توجه تقييم الفرد للموضوع بسهولة ويسر.
كما تتضمن بنية الاتجاه بناءً معرفيا يدعم الاتجاه ويؤدي إلى استمراره.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
ويعتبر هذا النموذج تبسيطا لهذه الظاهرة المعقدة حيث أن هناك تفاعل بين عناصر الاتجاه نفسها كما يحدث عندما تتأثر المخطوطة الذهنية بتقييم الفرد للموضوع، أو العكس.
كما أن الاتجاه ككل يتأثر بالسلوك وبالمعلومات وبما يخبره الفرد من مشاعر في حضور الاتجاه.
إن الاتجاه ليس بناء جامدا يوجه أحكام الفرد ومشاعره وسلوكه في الحياة اليومية بطريقة آلية.
فهناك نوع من العلاقة الموجبة أو السالبة بين الفرد ككل وموضوع الاتجاه؛ تبرز أحيانا وتغيب أخرى، تقوى أحيانا وتضعف أخرى.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
وظائف أخرى للاتجاهات:
الوظيفة الوسيلية أو المنفعية (تقدير الفرد لشخص يمكن أن يسهم في تحقيق أهدافه)
وظيفة التكيف الاجتماعي (تعبير المرء عن اتجاهات سائدة في الجماعة التي ينتمي إليها)،
وظيفة التعبير القيمي (الاتجاهات السلبية نحو قوى الاستعمار لدى من تمثل الحرية قيمة مركزية في بنائه القيمي)،
وظيفة الدفاع عن الذات (كأن يعبر المحروم من الحرية عن اتجاهات سلبية نحو الحرية بربطها بالفوضى، مثلا).
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
أسس تكون الاتجاهات:
بما أن الاتجاه يتجسد في استجابة تقييمية (فكرية أو عاطفية أو سلوكية) لموضوع ما، فمعرفتنا بكيفية نشوء الترابط بين الاستجابة التقييمية وموضوعها قد يساعدنا على معرفة كيفية تكون الاتجاهات.
دور المعلومات والعمليات الذهنية في تكوين الاتجاهات:
إن المعلومات التي نتلقاها في مواقف حياتنا اليومية، خاطئة كانت أو صحيحة، بمثابة المواد الأولية التي تتكون بناءً عليها اتجاهاتنا. والاتجاه الذي يتكون لدى متلقي المعلومات ليس مجرد صورة ذهنية لتلك المعلومات، حيث تخضع المعلومات للعمليات الذهنية المتعلقة بالتلقي والتفسير والتقييم، وتتأثر بما لدى الفرد من مخطوطات ذهنية ومفاهيم سابقة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
أسس تكون الاتجاهات:
دور المعلومات والعمليات الذهنية في تكوين الاتجاهات (تابع):
فأثر المعلومات على تكوين الاتجاهات يخضع لقوانين الانتباه والتخيل والتفيئة والذاكرة والإدراك. كما أن تأثير المعلومات محكوم بإدراك المتلقي لمصدرها (مصداقيته أو جاذبيته، مثلا).
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات:
لا يولد الفرد ومعه اتجاهات معينة. فالاتجاهات مكتسبة (متعلمة) من خلال الخبرة المباشرة أو غير المباشرة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات (تابع):
التشريط الكلاسيكي:
ينتج عن اقتران مثير محايد (شرطي) [كلمة-صوت-صورة] مع مثير طبيعي (غير شرطي) [صدمة كهربية-طعام] مما يؤدي إلى اكتساب المثير المحايد خاصية استدعاء الاستجابة الخاصة بالمثير الطبيعي. ولا تقتصر عملية التعلم على المثير الأصلي بل تتعداه إلى كل ما يشبهه (في المعنى أو الشكل، مثلا).
فعلى سبيل المثال اقتران مبنى المدرسة بخبرات سلبية يؤدي إلى استثارة مبنى المدرسة عند رؤيته للانفعالات التي من عادة المثير العقابي، مثلا، استثارتها.
وقد يحدث التشريط دون مستوى الوعي(انظر/ي ص 8-249). وتدل هذه النتائج أن الاتجاه يمكن أن يتكون في غياب أي معالجة واعية للمعلومات الاجتماعية.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات (تابع):
التشريط الإجرائي:
عندما يعبر الفرد بصورة تلقائية عن اتجاه معين ثم يتبع ذلك معزز إيجابي (أو سلبي) لفظي، مثلا، فسيؤدي المثير المعزز إلى زيادة (نقص) تكرار تعبير الفرد عن ذلك الاتجاه، أو إلى تشكيل اتجاه نحو مثير عرضي.
الاحتذاء:
تُكتسب الاتجاهات لا عن طريق الخبرة المباشرة فقط (تعلم شرطي كلاسيكي أو إجرائي)، وإنما عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين، ونتائجه عليهم، وهو ما يسمى بالاحتذاء.
ويحدث الاحتذاء عندما يتخذ الفرد شخصا آخر نموذجا يتماهى معه. وهو يحدث لنوعين من الأسباب: النتائج الملاحظة لسلوك النموذج على النموذج نفسه، وأفكار الفرد المتعلم ومشاعره نحو النموذج.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
سلوك الفرد و تكون الاتجاهات:
يمكن أن تتكون اتجاهات الفرد أيضا من خلال ملاحظته لسلوكه هو نفسه، (نظرية إدراك الذات ونظرية التنافر الذهني).
وفي نفس السياق بينت الدراسات أن تقييم الفرد لأي هدف يكون أعلى إذا بذل جهدا أعلى في تحصيله مما إذا كان الجهد المبذول أقل (نظرية تبرير الجهد).
طرق قياس الاتجاهات
هناك عدة طرق لقياس الاتجاهات أشهرها طريقة ليكرت وطريقة تمايز المعاني (انظر/ي ص ص 253-263).
ولا يمكن قبول نتائج القياس إلا إذا كانت درجات صدق المقياس وثباته مقبولة أو مرتفعة. والصدق أن يقيس المقياس ما خصص له أو ما يزعم صاحب المقياس أنه يقيسه. والثبات هو أن يعطينا المقياس قراءات متشابهة إلى حد كبير إذا طُبق في فترات زمنية متفاوتة. والصدق ألزم من الثبات حيث أن المقياس الصادق بالضرورة ثابت والعكس ليس صحيحا. وتشير الموضوعية إلى تحرر المقياس من ذاتية المصحح حيث يحصل المفحوص على نفس الدرجة بغض النظر عن القائم بالتصحيح. هذه الخصائص الثلاث لها الأولوية عند تقييم المقاييس. وهناك خصائص تأتي في المرتبة الثانية في تقييم المقياس منها الاقتصاد في الوقت والجهد والمال والمفاهيم.
ولكي يكون مقياس اتجاه صادقا فيجب أن يشتمل على بنود تبرز خاصية تقييم موضوع الاتجاه (سلبي أو إيجابي) في أفكار ومشاعر وسلوكيات المفحوصين.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
هل توجد علاقة بين السلوك والاتجاه-هل يمكن التنبؤ بالسلوك من الاتجاه؟
سؤال ذا قيمة علمية وتطبيقية. وقد كانت نتائج الدراسات الأولى مخيبة للآمال. والذي يجب التأكيد عليه في هذا الصدد هو أن الاتجاه ليس إلا عاملا واحدا من العوامل التي تحدد استجابات الفرد السلوكية. فالضغوط الموقفية، والدوافع، والمعايير الذاتية والاجتماعية، ونوع موضوع الاتجاه كلها يمكن أن تتدخل في تحديد السلوك الذي قد يصدر من الفرد. فالعلاقة بين الاتجاه والسلوك لا يمكن أن تكون قوية دائما.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟
العوامل المنهجية التي تؤثر على علاقة الاتجاه بالسلوك:
تزداد علاقة الاتجاه بالسلوك إذا روعيت شروط أو عوامل منهجية تتعلق بطرق قياس الاتجاه المدروس والسلوك المراد التنبؤ به، وأهمها معيار الفعل المتعدد، ومستوى تناسب القياس مع السلوك المراد التنبؤ به.
فالظاهرة النفسية تتمثل في مظاهر سلوكية متعددة، ولا يمكن ابتسارها في مظهر سلوكي واحد، وبالتالي فإن استخدام معايير سلوكية متعددة يرفع درجة ارتباط درجات الأفراد على مقياس الاتجاه وسلوكهم الفعلي. كما أن العلاقة تضعف عندما يختلف مستوى قياس الاتجاه عن مستوى قياس السلوك، أي يصعب التنبؤ بسلوك الأفراد من درجاتهم على مقياس الاتجاه. إن استخدام مقياس اتجاه يتناسب مع السلوك المراد التنبؤ به سيرفع من قدرتنا على التنبؤ بالسلوك من الاتجاه.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
تأثير خصائص الاتجاه على علاقة السلوك بالاتجاه:
إن بنية الاتجاه وطبيعته يمكن أن تؤثر على علاقة الاتجاه بالسلوك:
إذا انخفضت درجة الاتساق بين المكونين الذهني-العاطفي فإن من الصعوبة التنبؤ بسلوك الأفراد من درجاتهم على مقياس الاتجاه. فالاتساق الذهني-العاطفي في بنية الاتجاه يؤدي إلى قوة علاقة الاتجاه بالسلوك.
تختلف الاتجاهات كأبنية (مخطوطات) ذهنية من حيث قابليتها للاستدعاء. وسهولة استدعاء الاتجاه (سرعة المفحوص في التعبير عن اتجاهه وتكرار التعبير [مؤشرات لسهولة الاستدعاء] عن الاتجاه)، ترتبط بقوة علاقته بالسلوك.
قوة الاتجاه (قوة ارتباط موضوع الاتجاه بتقييمه في ذاكرة الفرد) تؤدي إلى سهولة استدعائه، ومن ثم إلى قوة علاقة الاتجاه بالسلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
قد لا تؤثر اتجاهات الفرد على سلوكه نحو موضوعات الاتجاهات لسببين:
الأول، وجود معايير ذاتية لدى الفرد ضد هذا السلوك،
والثاني، ضعف التحكم المدرك بالسلوك.
وللأهمية العلمية والتطبيقية لنظرية الفعل العقلاني ولصيغتها المعدلة (نظرية الفعل المخطط)، فيما يلي شرح لها مسبوقا بشرح لإطارها العام (نموذج التوقع القيمة).
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
نموذج التوقع-القيمة:
يعتبر أحد أهم النماذج الدافعية-الذهنية إذ يؤكد على أن السلوك محصلة اعتقادات الفرد عن النتائج المحتملة للسلوك (توقع)، وتقييمه لتلك النتائج (قيمة). أي أن التنبؤ بسلوك ما يتطلب قياس اعتقادات الفرد عن النتائج المحتملة لهذا السلوك، وقياس تقييمه لتلك النتائج، أو اعتقاداته حول أهميتها.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
نظرية الفعل العقلاني:
هي أهم نظرية ركزت على تفسير علاقة الاتجاه بالسلوك، وتعتبر أشهر صياغة معاصرة لنموذج التوقع-القيمة (آجزن وفيشبن). وحسب هذه النظرية يمر القرار السلوكي بمراحل تفكير يفاضل فيها الفرد بين الخيارات السلوكية الممكنة في الموقف. وتفترض هذه النظرية أن المحدد المباشر للسلوك هو نية القيام بالسلوك من عدمها. وتتمثل النية في عزم الفرد على القيام بسلوك معين.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
نظرية الفعل العقلاني (تابع):
ونية القيام بالسلوك نتيجة لعاملين: (1) اتجاه الفرد نحو السلوك (تقييمه له) و(2) المعيار الذاتي (اعتقادات الفرد بصحة القيام بالسلوك). وينتج اتجاه الفرد نحو السلوك من اعتقاداته حول نتائجه المحتملة، وينتج المعيار الذاتي من اعتقاد الفرد بمدى مصادقة أو تقبل الآخرين (المهمين) لقيامه بالسلوك، ودرجة دافعيته لمسايرتهم.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
تقييم نظرية الفعل العقلاني:
بينت الدراسات نجاح هذه النظرية في تفسير العلاقة بين الاتجاهات نحو موضوعات معينة والسلوك نحو هذه الموضوعات.
إلا أن نجاحها ينحصر في التنبؤ بالسلوك الاختياري الذي ليس دونه عوائق شخصية داخلية أو خارجية، وبهذا يصعب على النظرية التنبؤ بالسلوك الذي يتطلب قدرات معينة أو تعاونا من الآخرين.
ومن عيوب هذه النظرية أنها حصرت محددات النية في الاتجاهات نحو السلوك والمعيار الذاتي، بينما للنية محددات أخرى خصوصا الالتزامات الأخلاقية التي يدركها الفرد ويستدخلها ضمن بنيته النفسية، وليس فقط ما يعتقده عن آراء الآخرين.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
تقييم نظرية الفعل العقلاني (تابع):
كما أن من محددات النية الهوية الشخصية والاجتماعية لأن مفهوم الفرد لذاته كفرد أو كعضو في جماعة يؤثر في نواياه السلوكية.
كما أهملت هذه النظرية عادات الفرد وسلوكه في الماضي وركزت على ما يعتقده الآن.
كما تخطئ هذه النظرية في افتراضها أن الفرد يعي كل قراراته السلوكية لأنها تركز على النية. والحقيقة هي أنه ليس من الضروري أن يصدر كل سلوك بوعي أو بعد تفكير. فالنية ليست دائما ضرورية للتنبؤ بالسلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
تقييم نظرية الفعل العقلاني (تابع):
ومن عيوب هذه النظرية افتراضها أن العلاقة بين الاتجاه والسلوك أحادية الوجهة، حيث أن قيام المرء بسلوك معين يمكن أن ينتج عنه اتجاه/أو تغير في الاتجاه نحو موضوع السلوك.
نظرية السلوك المخطط:
تعتبر تعديلا لنظرية الفعل العقلاني، حيث ترى أن قوة الاتجاه والمعيار الذاتي وحدهما غير كافيين، وما هو مهم بجانب هذين العاملين هو درجة التحكم المدرك الذي يعتقد المرء أنه يستطيع ممارسته على سلوكه-وضده إدراكه لصعوبة هذا التحكم وكثرة العوائق التي تحول دون القيام به. وزيادة التحكم المدرك ينتج عنه تأثير النية على السلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
نظرية السلوك المخطط (تابع):
حدد آجزن نوعين من العوامل التي تؤثر في درجة التحكم المدرك:
عوامل داخلية (توفر المعلومات، المهارة، القدرة، انفعالات الفرد، عاداته القهرية)،
وعوامل خارجية (الفرص المتاحة، تعاون الآخرين).
فنظرية السلوك المخطط تُبقي على الفرضية الرئيسة لنظرية الفعل العقلاني التي تقرر أن العامل الرئيس في قيام الفرد بسلوك معين هو نيته، لكنها تضيف محددا ثالثا للنية وهو التحكم المدرك بالسلوك (السهولة أو الصعوبة المدركة للقيام بالسلوك)، والذي يعكس خبرات الفرد السابقة كما يعكس الصعوبات المتوقعة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
نظرية السلوك المخطط (تابع):
والنظرية لا تتعامل مع التحكم الفعلي وإنما مع إدراك الفرد لقدرته على التحكم.
والقاعدة العامة التي تقرها نظرية السلوك المخطط هي أنه كلما زادت إيجابية الاتجاه والمعيار الذاتي للسلوك، وزاد التحكم المدرك بالسلوك قويت نية الفرد للقيام بالسلوك.
فنية الفرد تتأثر بدرجة إدراكه للتحكم.
فعندما يدرك الفرد أنه لا يمكنه التحكم بسلوك معين أو بالظروف التي يحدث فيها فسيضعف احتمال تكون نية قوية لديه للقيام بالسلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
تأثير بعض عوامل الشخصية على علاقة الاتجاه بالسلوك:
يرى علماء الشخصية أن هناك فروقا فردية فيما يتعلق بقوة علاقة الاتجاه بالسلوك.
فالأفراد الذين يحصلون على درجة عالية في رصد الذات يتأثر سلوكهم بالمعلومات الموقفية وردود أفعال الآخرين لسلوكهم أكثر من تأثره بحالاتهم الداخلية واتجاهاتهم، ولذلك فالعلاقة بين اتجاهاتهم وسلوكهم ضعيفة بعكس الذين يحصلون على درجة منخفضة في رصد الذات.
والأفراد الذين يحصلون على درجة مرتفعة في وعي الذات الخاصة يعكس سلوكهم اتجاهاتهم (علاقة قوية) أكثر ممن يحصلون على درجات عالية في وعي الذات العامة (علاقة ضعيفة).
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
أهمية مفهوم الاتجاه لعلم النفس الاجتماعي:
الاتجاه مفهوم محوري في علم النفس الاجتماعي (انظر/ي ص ص 230-231). كما أن جزءا كبيرا من بنيتنا النفسية عبارة عن اتجاهات.
ويرتبط الاتجاه غالبا بمثيرات اجتماعية.
ولكي يكون لدى الفرد اتجاه فلابد أن يكون هناك موضوع لهذا الاتجاه، وتفاعل أو خبرة (بالمعني الواسع) مع موضوع الاتجاه.
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى:
الاتجاه ميل نفسي لتقييم كيان معين بدرجة من التفضيل أو عدم التفضيل.
فكلمة ميل نفسي تعني أن الاتجاه حالة داخلية عند الشخص قد تدوم وقد تقصر.
فالاتجاه ظاهرة نفسية فردية مهما كان عدد الأفراد الذين يتبنون هذا الاتجاه.
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى (تابع):
والقول بأن الاتجاه حالة داخلية يعني أن الاتجاه لا يمكن ملاحظته بطريقة مباشرة، فهو بناء افتراضي يتجسد في رابطة في الذاكرة طويلة المدى بين موضوع الاتجاه وتقييمه، ويتم الاستدلال عليه من آثاره على استجابات الفرد.
ومما يميز الاتجاه كميل نفسي عن غيره من الميول النفسية هو أنه يتضمن خاصية التقييم (درجة من التفضيل-عدم التفضيل، الإقدام-الإحجام، الحب-الكره).
والاستجابات التقييمية قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية؛ صريحة (لا لبس في تفسيرها من قبل الآخرين) أو ضمنية (لا يظهر معناها بوضوح)؛ تلقائية (تحدث بصورة عفوية دون قصد) أو مقصودة (يعيها الفرد).
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى (تابع):
والاتجاه يرتبط دائما بحضور موضوع ما (الكيان أو الشيء الذي ترتبط به الاستجابة التقييمية). وقد يكون موضوع الاتجاه فرد (فلان)، أو جماعة (فئة اجتماعية كاليهود مثلا)، أو شيئا (سلعة، نوعا من الأكل أو المنتوجات أو المصنوعات، مثلا)، أو فكرة (توجه أو مذهب سياسي أو ديني)، أو سلوك (الالتزام بالنظام أو العنف، مثلا) أو الفرد نفسه. فليس هناك اتجاهات دون موضوعات.
والاتجاه لا يتكون ولا يتم التعبير عنه إلا بحضور موضوعه.
والاتجاه يمكن أن يكون سلبيا أو إيجابيا، ولكن بدرجات متفاوتة. فشدة الاتجاه يمكن ترتيبها على متصل يمتد من الدرجات المنخفضة (أو انعدام الاتجاه) إلى المرتفعة مرورا بالمتوسطة.
أهمية مفهوم الاتجاه وتعريفه
تعريف الاتجاه والتفريق بينه وبين مفاهيم أخرى (تابع):
والاتجاه لا يتكون إلا بعد استجابة الفرد لموضوعه، أي من خلال الخبرة (مكتسب أو متعلم)، وكلما تكررت الخبرة زادت قوة الاتجاه.
ويختلف الاتجاه عن السمة في أن الاتجاه له موضوع، أما السمة فليس لها موضوع. وهذا يعني أن الاتجاه أقل عمومية من السمة، حيث أن السمة تؤثر على معظم نشاطات الفرد، بينما يقتصر تأثير الاتجاه على الاستجابات الخاصة بموضوع الاتجاه. والاتجاه أقل ثباتا من السمة لأنه يمكن تغييره على الرغم من أن بعض الاتجاهات عصية على التغيير. كما أن الاتجاه يشتمل على خاصية التقييم أما السمة فليست لها تلك الخاصية، فهي توجه السلوك عموما.
أما القيم فيمكن النظر إليها على أنها عبارة عن اتجاهات مركزية يتكون كل منها من عدد من الاتجاهات المترابطة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
النموذج الثلاثي لبنية الاتجاه:
للاتجاه ثلاثة مكونات:
مكون ذهني (أفكار ومعتقدات حول موضوع الاتجاه)،
ومكون عاطفي (مشاعر وانفعالات وما يصاحبها من نشاطات النظام العصبي الودي)،
ومكون سلوكي (أو نزوعي كالنية).
هذه المكونات الثلاث مرتبطة فيما بينها ويمكن تمييزها في الوقت نفسه.
والاتجاه ومكوناته عوامل وسيطة-أي أنها تتوسط بين استجابات الفرد وموضوع الاتجاه.
والنموذج الثلاثي للاتجاه يفترض أن المكونات الثلاث مظاهر مختلفة لنفس البناء الافتراضي. أي أن الاتجاه عامل عام يتجسد في المكونات الثلاث كعوامل خاصة
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
النموذج الثلاثي لبنية الاتجاه:
والنموذج الثلاثي ليس وصفا تصنيفيا لأنواع الاستجابات، وإنما هو نموذج تفسيري يشرح بناء وعمليات الاتجاه.
وليس من الضروري، حسب النموذج الثلاثي، أن يكون هناك ارتباط قوي ودائم بين هذه المكونات الثلاث.
فأهمية المكونات الثلاث تختلف حسب نوع الموقف وموضوع الاتجاه، كما أن بينها تأثيرات متبادلة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات:
يؤكد التحليل الوظيفي للسلوك على الطبيعة الغرضية والتكيفية للسلوك والفكر الإنساني. والفكرة الرئيسة للنظرية الوظيفية في الاتجاهات هي أنها تخدم وظائف نفسية تمكن الفرد من التعامل مع بيئته الاجتماعية ومتطلباتها.
ويرى كاتز أن وظيفة المعرفة أو وظيفة تقييم الموضوع هي أهم أساس وظيفي لتكون الاتجاهات واستمرارها كجزء من البناء الذهني للفرد.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية للجوانب السلبية أو الإيجابية في الموضوعات يخدم وظيفة المعرفة لأنه يعمل كإطار مرجعي؛ أي أن اتجاهاتنا تؤثر على انتباهنا وتفسيرنا للمعلومات عن عالمنا الاجتماعي، وتحدد استجاباتنا في الحياة اليومية، وبهذا يبدو عالمنا الاجتماعي منتظما يمكن التنبؤ بأحداثه، والتعامل معها بكفاءة.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية يؤثر في انتقاء معلومات معينة من البيئة، وفي عملية ترميزها وتفسيرها، سواء كان اتجاها إيجابيا أو سلبيا.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
ووجود الأدلة التي تؤكد الوظيفة المعرفية للاتجاه لا يعني أن العمليات الذهنية تحت سيطرة وتوجيه دائمين من اتجاهاتنا.
فالعمليات الذهنية تتأثر أيضا بعوامل شخصية وموقفية كأهداف الفرد الحالية، وقوة الأدلة المناقضة للاتجاه، والمعايير الذاتية، والحالة المزاجية والانفعالية.
كما يعتمد تأثر العمليات الذهنية بالاتجاه على خصائص الاتجاه نفسه.
فهناك اتجاهات قوية أو مركزية وأخرى ضعيفة أو هامشية؛ اتجاهات سهلة الاستدعاء وأخرى أقل سهولة.
والاتجاهات نفسها عرضة للتغير في ظروف محددة أو تحت شروط معينة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
إن فهمنا لوظائف الاتجاهات سيلقي الضوء على طبيعتها وكيفية تكونها ومن ثم كيفية تغييرها. وقد قدم براتكانيز وغرينوالد نموذجا يشرح بناء الاتجاه ووظيفة المعرفة التي يخدمها (انظر/ي مخطط النموذج ص243).
تتضمن بنية الاتجاه اسما يمثل موضوع الاتجاه في الذاكرة، وقواعد تطبيق هذا الاسم على المثير الذي يواجهه الفرد. ويتفاعل هذان العنصران مع خصائص المثير أو الموقف، وينتج عن ذلك فهم الفرد وكيفية استجابته للمثير أو الموقف.
كما تتضمن بنية الاتجاه ملخصا تقييميا، ويعمل هذا التلخيص كقاعدة حدسية توجه تقييم الفرد للموضوع بسهولة ويسر.
كما تتضمن بنية الاتجاه بناءً معرفيا يدعم الاتجاه ويؤدي إلى استمراره.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
ويعتبر هذا النموذج تبسيطا لهذه الظاهرة المعقدة حيث أن هناك تفاعل بين عناصر الاتجاه نفسها كما يحدث عندما تتأثر المخطوطة الذهنية بتقييم الفرد للموضوع، أو العكس.
كما أن الاتجاه ككل يتأثر بالسلوك وبالمعلومات وبما يخبره الفرد من مشاعر في حضور الاتجاه.
إن الاتجاه ليس بناء جامدا يوجه أحكام الفرد ومشاعره وسلوكه في الحياة اليومية بطريقة آلية.
فهناك نوع من العلاقة الموجبة أو السالبة بين الفرد ككل وموضوع الاتجاه؛ تبرز أحيانا وتغيب أخرى، تقوى أحيانا وتضعف أخرى.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
وظائف الاتجاهات (تابع):
وظائف أخرى للاتجاهات:
الوظيفة الوسيلية أو المنفعية (تقدير الفرد لشخص يمكن أن يسهم في تحقيق أهدافه)
وظيفة التكيف الاجتماعي (تعبير المرء عن اتجاهات سائدة في الجماعة التي ينتمي إليها)،
وظيفة التعبير القيمي (الاتجاهات السلبية نحو قوى الاستعمار لدى من تمثل الحرية قيمة مركزية في بنائه القيمي)،
وظيفة الدفاع عن الذات (كأن يعبر المحروم من الحرية عن اتجاهات سلبية نحو الحرية بربطها بالفوضى، مثلا).
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
أسس تكون الاتجاهات:
بما أن الاتجاه يتجسد في استجابة تقييمية (فكرية أو عاطفية أو سلوكية) لموضوع ما، فمعرفتنا بكيفية نشوء الترابط بين الاستجابة التقييمية وموضوعها قد يساعدنا على معرفة كيفية تكون الاتجاهات.
دور المعلومات والعمليات الذهنية في تكوين الاتجاهات:
إن المعلومات التي نتلقاها في مواقف حياتنا اليومية، خاطئة كانت أو صحيحة، بمثابة المواد الأولية التي تتكون بناءً عليها اتجاهاتنا. والاتجاه الذي يتكون لدى متلقي المعلومات ليس مجرد صورة ذهنية لتلك المعلومات، حيث تخضع المعلومات للعمليات الذهنية المتعلقة بالتلقي والتفسير والتقييم، وتتأثر بما لدى الفرد من مخطوطات ذهنية ومفاهيم سابقة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
أسس تكون الاتجاهات:
دور المعلومات والعمليات الذهنية في تكوين الاتجاهات (تابع):
فأثر المعلومات على تكوين الاتجاهات يخضع لقوانين الانتباه والتخيل والتفيئة والذاكرة والإدراك. كما أن تأثير المعلومات محكوم بإدراك المتلقي لمصدرها (مصداقيته أو جاذبيته، مثلا).
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات:
لا يولد الفرد ومعه اتجاهات معينة. فالاتجاهات مكتسبة (متعلمة) من خلال الخبرة المباشرة أو غير المباشرة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات (تابع):
التشريط الكلاسيكي:
ينتج عن اقتران مثير محايد (شرطي) [كلمة-صوت-صورة] مع مثير طبيعي (غير شرطي) [صدمة كهربية-طعام] مما يؤدي إلى اكتساب المثير المحايد خاصية استدعاء الاستجابة الخاصة بالمثير الطبيعي. ولا تقتصر عملية التعلم على المثير الأصلي بل تتعداه إلى كل ما يشبهه (في المعنى أو الشكل، مثلا).
فعلى سبيل المثال اقتران مبنى المدرسة بخبرات سلبية يؤدي إلى استثارة مبنى المدرسة عند رؤيته للانفعالات التي من عادة المثير العقابي، مثلا، استثارتها.
وقد يحدث التشريط دون مستوى الوعي(انظر/ي ص 8-249). وتدل هذه النتائج أن الاتجاه يمكن أن يتكون في غياب أي معالجة واعية للمعلومات الاجتماعية.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات (تابع):
التشريط الإجرائي:
عندما يعبر الفرد بصورة تلقائية عن اتجاه معين ثم يتبع ذلك معزز إيجابي (أو سلبي) لفظي، مثلا، فسيؤدي المثير المعزز إلى زيادة (نقص) تكرار تعبير الفرد عن ذلك الاتجاه، أو إلى تشكيل اتجاه نحو مثير عرضي.
الاحتذاء:
تُكتسب الاتجاهات لا عن طريق الخبرة المباشرة فقط (تعلم شرطي كلاسيكي أو إجرائي)، وإنما عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين، ونتائجه عليهم، وهو ما يسمى بالاحتذاء.
ويحدث الاحتذاء عندما يتخذ الفرد شخصا آخر نموذجا يتماهى معه. وهو يحدث لنوعين من الأسباب: النتائج الملاحظة لسلوك النموذج على النموذج نفسه، وأفكار الفرد المتعلم ومشاعره نحو النموذج.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
سلوك الفرد و تكون الاتجاهات:
يمكن أن تتكون اتجاهات الفرد أيضا من خلال ملاحظته لسلوكه هو نفسه، (نظرية إدراك الذات ونظرية التنافر الذهني).
وفي نفس السياق بينت الدراسات أن تقييم الفرد لأي هدف يكون أعلى إذا بذل جهدا أعلى في تحصيله مما إذا كان الجهد المبذول أقل (نظرية تبرير الجهد).
طرق قياس الاتجاهات
هناك عدة طرق لقياس الاتجاهات أشهرها طريقة ليكرت وطريقة تمايز المعاني (انظر/ي ص ص 253-263).
ولا يمكن قبول نتائج القياس إلا إذا كانت درجات صدق المقياس وثباته مقبولة أو مرتفعة. والصدق أن يقيس المقياس ما خصص له أو ما يزعم صاحب المقياس أنه يقيسه. والثبات هو أن يعطينا المقياس قراءات متشابهة إلى حد كبير إذا طُبق في فترات زمنية متفاوتة. والصدق ألزم من الثبات حيث أن المقياس الصادق بالضرورة ثابت والعكس ليس صحيحا. وتشير الموضوعية إلى تحرر المقياس من ذاتية المصحح حيث يحصل المفحوص على نفس الدرجة بغض النظر عن القائم بالتصحيح. هذه الخصائص الثلاث لها الأولوية عند تقييم المقاييس. وهناك خصائص تأتي في المرتبة الثانية في تقييم المقياس منها الاقتصاد في الوقت والجهد والمال والمفاهيم.
ولكي يكون مقياس اتجاه صادقا فيجب أن يشتمل على بنود تبرز خاصية تقييم موضوع الاتجاه (سلبي أو إيجابي) في أفكار ومشاعر وسلوكيات المفحوصين.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
هل توجد علاقة بين السلوك والاتجاه-هل يمكن التنبؤ بالسلوك من الاتجاه؟
سؤال ذا قيمة علمية وتطبيقية. وقد كانت نتائج الدراسات الأولى مخيبة للآمال. والذي يجب التأكيد عليه في هذا الصدد هو أن الاتجاه ليس إلا عاملا واحدا من العوامل التي تحدد استجابات الفرد السلوكية. فالضغوط الموقفية، والدوافع، والمعايير الذاتية والاجتماعية، ونوع موضوع الاتجاه كلها يمكن أن تتدخل في تحديد السلوك الذي قد يصدر من الفرد. فالعلاقة بين الاتجاه والسلوك لا يمكن أن تكون قوية دائما.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟
العوامل المنهجية التي تؤثر على علاقة الاتجاه بالسلوك:
تزداد علاقة الاتجاه بالسلوك إذا روعيت شروط أو عوامل منهجية تتعلق بطرق قياس الاتجاه المدروس والسلوك المراد التنبؤ به، وأهمها معيار الفعل المتعدد، ومستوى تناسب القياس مع السلوك المراد التنبؤ به.
فالظاهرة النفسية تتمثل في مظاهر سلوكية متعددة، ولا يمكن ابتسارها في مظهر سلوكي واحد، وبالتالي فإن استخدام معايير سلوكية متعددة يرفع درجة ارتباط درجات الأفراد على مقياس الاتجاه وسلوكهم الفعلي. كما أن العلاقة تضعف عندما يختلف مستوى قياس الاتجاه عن مستوى قياس السلوك، أي يصعب التنبؤ بسلوك الأفراد من درجاتهم على مقياس الاتجاه. إن استخدام مقياس اتجاه يتناسب مع السلوك المراد التنبؤ به سيرفع من قدرتنا على التنبؤ بالسلوك من الاتجاه.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
تأثير خصائص الاتجاه على علاقة السلوك بالاتجاه:
إن بنية الاتجاه وطبيعته يمكن أن تؤثر على علاقة الاتجاه بالسلوك:
إذا انخفضت درجة الاتساق بين المكونين الذهني-العاطفي فإن من الصعوبة التنبؤ بسلوك الأفراد من درجاتهم على مقياس الاتجاه. فالاتساق الذهني-العاطفي في بنية الاتجاه يؤدي إلى قوة علاقة الاتجاه بالسلوك.
تختلف الاتجاهات كأبنية (مخطوطات) ذهنية من حيث قابليتها للاستدعاء. وسهولة استدعاء الاتجاه (سرعة المفحوص في التعبير عن اتجاهه وتكرار التعبير [مؤشرات لسهولة الاستدعاء] عن الاتجاه)، ترتبط بقوة علاقته بالسلوك.
قوة الاتجاه (قوة ارتباط موضوع الاتجاه بتقييمه في ذاكرة الفرد) تؤدي إلى سهولة استدعائه، ومن ثم إلى قوة علاقة الاتجاه بالسلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
قد لا تؤثر اتجاهات الفرد على سلوكه نحو موضوعات الاتجاهات لسببين:
الأول، وجود معايير ذاتية لدى الفرد ضد هذا السلوك،
والثاني، ضعف التحكم المدرك بالسلوك.
وللأهمية العلمية والتطبيقية لنظرية الفعل العقلاني ولصيغتها المعدلة (نظرية الفعل المخطط)، فيما يلي شرح لها مسبوقا بشرح لإطارها العام (نموذج التوقع القيمة).
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
نموذج التوقع-القيمة:
يعتبر أحد أهم النماذج الدافعية-الذهنية إذ يؤكد على أن السلوك محصلة اعتقادات الفرد عن النتائج المحتملة للسلوك (توقع)، وتقييمه لتلك النتائج (قيمة). أي أن التنبؤ بسلوك ما يتطلب قياس اعتقادات الفرد عن النتائج المحتملة لهذا السلوك، وقياس تقييمه لتلك النتائج، أو اعتقاداته حول أهميتها.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
نظرية الفعل العقلاني:
هي أهم نظرية ركزت على تفسير علاقة الاتجاه بالسلوك، وتعتبر أشهر صياغة معاصرة لنموذج التوقع-القيمة (آجزن وفيشبن). وحسب هذه النظرية يمر القرار السلوكي بمراحل تفكير يفاضل فيها الفرد بين الخيارات السلوكية الممكنة في الموقف. وتفترض هذه النظرية أن المحدد المباشر للسلوك هو نية القيام بالسلوك من عدمها. وتتمثل النية في عزم الفرد على القيام بسلوك معين.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
نظرية الفعل العقلاني (تابع):
ونية القيام بالسلوك نتيجة لعاملين: (1) اتجاه الفرد نحو السلوك (تقييمه له) و(2) المعيار الذاتي (اعتقادات الفرد بصحة القيام بالسلوك). وينتج اتجاه الفرد نحو السلوك من اعتقاداته حول نتائجه المحتملة، وينتج المعيار الذاتي من اعتقاد الفرد بمدى مصادقة أو تقبل الآخرين (المهمين) لقيامه بالسلوك، ودرجة دافعيته لمسايرتهم.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
تقييم نظرية الفعل العقلاني:
بينت الدراسات نجاح هذه النظرية في تفسير العلاقة بين الاتجاهات نحو موضوعات معينة والسلوك نحو هذه الموضوعات.
إلا أن نجاحها ينحصر في التنبؤ بالسلوك الاختياري الذي ليس دونه عوائق شخصية داخلية أو خارجية، وبهذا يصعب على النظرية التنبؤ بالسلوك الذي يتطلب قدرات معينة أو تعاونا من الآخرين.
ومن عيوب هذه النظرية أنها حصرت محددات النية في الاتجاهات نحو السلوك والمعيار الذاتي، بينما للنية محددات أخرى خصوصا الالتزامات الأخلاقية التي يدركها الفرد ويستدخلها ضمن بنيته النفسية، وليس فقط ما يعتقده عن آراء الآخرين.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
أثر المعايير الذاتية والتحكم المدرك بالسلوك على قوة علاقة الاتجاه بالسلوك:
تقييم نظرية الفعل العقلاني (تابع):
كما أن من محددات النية الهوية الشخصية والاجتماعية لأن مفهوم الفرد لذاته كفرد أو كعضو في جماعة يؤثر في نواياه السلوكية.
كما أهملت هذه النظرية عادات الفرد وسلوكه في الماضي وركزت على ما يعتقده الآن.
كما تخطئ هذه النظرية في افتراضها أن الفرد يعي كل قراراته السلوكية لأنها تركز على النية. والحقيقة هي أنه ليس من الضروري أن يصدر كل سلوك بوعي أو بعد تفكير. فالنية ليست دائما ضرورية للتنبؤ بالسلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
تقييم نظرية الفعل العقلاني (تابع):
ومن عيوب هذه النظرية افتراضها أن العلاقة بين الاتجاه والسلوك أحادية الوجهة، حيث أن قيام المرء بسلوك معين يمكن أن ينتج عنه اتجاه/أو تغير في الاتجاه نحو موضوع السلوك.
نظرية السلوك المخطط:
تعتبر تعديلا لنظرية الفعل العقلاني، حيث ترى أن قوة الاتجاه والمعيار الذاتي وحدهما غير كافيين، وما هو مهم بجانب هذين العاملين هو درجة التحكم المدرك الذي يعتقد المرء أنه يستطيع ممارسته على سلوكه-وضده إدراكه لصعوبة هذا التحكم وكثرة العوائق التي تحول دون القيام به. وزيادة التحكم المدرك ينتج عنه تأثير النية على السلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
نظرية السلوك المخطط (تابع):
حدد آجزن نوعين من العوامل التي تؤثر في درجة التحكم المدرك:
عوامل داخلية (توفر المعلومات، المهارة، القدرة، انفعالات الفرد، عاداته القهرية)،
وعوامل خارجية (الفرص المتاحة، تعاون الآخرين).
فنظرية السلوك المخطط تُبقي على الفرضية الرئيسة لنظرية الفعل العقلاني التي تقرر أن العامل الرئيس في قيام الفرد بسلوك معين هو نيته، لكنها تضيف محددا ثالثا للنية وهو التحكم المدرك بالسلوك (السهولة أو الصعوبة المدركة للقيام بالسلوك)، والذي يعكس خبرات الفرد السابقة كما يعكس الصعوبات المتوقعة.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
نظرية السلوك المخطط (تابع):
والنظرية لا تتعامل مع التحكم الفعلي وإنما مع إدراك الفرد لقدرته على التحكم.
والقاعدة العامة التي تقرها نظرية السلوك المخطط هي أنه كلما زادت إيجابية الاتجاه والمعيار الذاتي للسلوك، وزاد التحكم المدرك بالسلوك قويت نية الفرد للقيام بالسلوك.
فنية الفرد تتأثر بدرجة إدراكه للتحكم.
فعندما يدرك الفرد أنه لا يمكنه التحكم بسلوك معين أو بالظروف التي يحدث فيها فسيضعف احتمال تكون نية قوية لديه للقيام بالسلوك.
طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه
متى توجد علاقة بين الاتجاه والسلوك، وما طبيعتها؟ (تابع):
تأثير بعض عوامل الشخصية على علاقة الاتجاه بالسلوك:
يرى علماء الشخصية أن هناك فروقا فردية فيما يتعلق بقوة علاقة الاتجاه بالسلوك.
فالأفراد الذين يحصلون على درجة عالية في رصد الذات يتأثر سلوكهم بالمعلومات الموقفية وردود أفعال الآخرين لسلوكهم أكثر من تأثره بحالاتهم الداخلية واتجاهاتهم، ولذلك فالعلاقة بين اتجاهاتهم وسلوكهم ضعيفة بعكس الذين يحصلون على درجة منخفضة في رصد الذات.
والأفراد الذين يحصلون على درجة مرتفعة في وعي الذات الخاصة يعكس سلوكهم اتجاهاتهم (علاقة قوية) أكثر ممن يحصلون على درجات عالية في وعي الذات العامة (علاقة ضعيفة).