أهداف المقرر
أن يدرك الطالب أن السبب في تطور علم النفس يرجع إلى الدراسة التجريبية للسلوك.
2 ـ أن يتعرف الطالب على أسس المنهج التجريبي.
3 ـ أن يتعلم الطالب كيفية تصميم التجربة، وأنواع التصميمات التجريبية ، واختيار مشكلة البحث وصياغة الفروض والتحقق من صحتها.
الموضوعات
1- العلم وخصائصه وأهدافه0
مدخل إلى علم النفس التجريبي:
تطور علم النفس التجريبي.
تعريف علم النفس التجريبي.
2- الطريقة التجريبية في علم النفس:
مفهوم التجربة.
أنواع العلاقات بين المتغيرات.
أنـواع التجارب.
المسئوليات الأخلاقية للباحث.
3ـ أنواع التصميمات التجريبية :
(أ) التصميمات التجريبية :
تصميم داخل الأفراد ( البسيط والعاملى ) 0
تصميم بين الأفراد ( البسيط والعاملى ) 0
التصميم المختلط 0
(ب) التصميمات شبة التجريبية :
تصميم المجموعة الواحدة 0
تصميم المجموعة الضابطة غير المكافئة 0
تصميم السلاسل الزمنية 0
التصميم المتعدد للسلاسل الزمنية
4 – مراحل إجراء التجربة العلمية:
التخطيط أو الإعداد للتجربة العلمية.
خطوات إجراء التجربة.
كتابة التقرير العلمي عن التجربة.
نموذج تقرير علمي عن التجربة.0
5ـ السيكوفيزيقا :
معنى السيكوفيزيقا ومجالاتها.
طرق قياس الإدراك الحسي للمنبهات.
طريقة الحدود.
طريقة المنبهات الثابتة.
طريقة التعديل.
طريقة اكتشاف الإشارة.
زمن الرجع:
الجذور التاريخية لموضوع لزمن الرجع.
تصنيف تجارب زمن الرجع.
تعريفات زمن الرجع.
أنواع زمن الرجع.
تحديد طبيعة أزمنة الرجع والعوامل المؤثرة فيها.
أهمية عامل الزمن وفائدة دراسة زمن الرجع.
6ـ الإدراك:
الإدراك الحسي وأهميته.
إدراك العمق البصري أو المسافة.
الخداع البصري.
تعريف الخداعات الإدراكية.
المراجع
عبد الفتاح القرشي ومحمد نجيب الصبوة (1994) : التجريب فى علم النفس0
التقييم
10 تقرير عن التجربة الأولى.
10 تقرير عن التجربة الثانية.
20 تقرير عن التجربة الثالثة.
20 درجة اختبار فصلي
40 درجة اختبار نهائي
الفصل الأول
العلم وخصائصه وأهدافه:
أولاًـ الفرق بين العلم والأفكار الشائعة:
1 ـ يميل الإنسان العادي للتمسك بآراء ليس لها سند علمي، بينما لا يتقبل الباحث العلمي أي فكرة دون إخضاعها للتجريب لإثبات صحتها أو خطئها.
2 ـ يبحث الإنسان العادي عن الشواهد التي تؤيد صحة تفسيره للظواهر، ويهمل التي تتعارض مع تفسيره. أما الباحث العلمي فيبحث عن كافة الشواهد التي تؤيد تفسيره والتي تتعارض معه، ويقبلها، ويخضعها للبحث.
3 ـ يحمل الإنسان العادي أفكارًا مسبقة ويحاول إثباتها بشتى الطرق، حتى لو وجد دلائل ضعيفة على صحتها. أما الباحث العلمي فإنه يتجرد من أفكاره المسبقة، ويبحث وموضوعية.
4ـ ينظر الشخص العادي إلى الحوادث المتلازمة على أنها ترتبط ارتباطًا السبب بالنتيجة، حتى لو كان هذا التلازم نتيجة للصدفة، أما الباحث العلمي فيحرص على التدقيق في هذا التلازم بطرق علمية منهجية.
5 ـ يلجأ الباحث العلمي لاستخدام أساليب الضبط التجريبي للتحقق من دقة العلاقة بين المتغيرات، وهو ما لا يستخدمه الشخص العادي.
6 ـ يستخدم الباحث العلمي النظريات والفروض في تفسير الظواهر، ثم يخضعها للفحص والتجريب، أما الإنسان العادي فيكتفي باستخدام انطباعاته الذاتية عن الظواهر.
الفكرة المركزية في هذه الفروق أن العلم منظم ومضبوط.
ثانيًاـ مفهوم العلم: ما هو العلم:
يُصعب وضع تعريف جامع مانع للعلم، وعمومًا فإن للعلم جانبين:
الأول: مضمون المعرفة، أو المعلومات التي تتراكم وتتكامل عن أحد مجالات الاهتمام.
ويُعرف العلم وفقًا لمضمون المعرفة على أنه " منظومة المعارف المتناسقة، أو مجموعة المفاهيم المترابطة الناتجة عن تراكم التراث العلمي عبر السنين".
الثاني: المنهج العلمي الذي يتمثل في طريقة التفكير وفى الأساليب التي يتبعها العلماء سعياً لاكتشاف المتغيرات في الطبيعة وفى الإنسان.
ويعرف العلم وفقًا للعملية أو النشاط العلمي على أنه " ذلك النوع من النشاط الذي يساعد في اكتشاف المتغيرات المهمة في الطبيعة، والربط بين هذه المتغيرات، وتفسير العلاقات القائمة بينها من خلال اكتشاف المبادئ والقوانين الأساسية التي تنتظمها".
وتَجمع تعريفات أخرى بين كل من المضمون والعملية في تعريف العلم، ويُعرف العلم وفقًا لهذا على أنه" سلسلة مترابطة من المفاهيم والإطارات النظرية التي نشأت نتيجة لاستخدام المنهج العلمي دون سواه".
وتتمثل أهمية الجمع بين كل من المضمون والعملية في التأكيد على أن التراكم الكمي للمعارف الإنسانية ليس الشرط الوحيد لبناء العلم، إذ أن الطريقة التي تم التوصل بها إلى هذه المعارف هي أساس بناء الحقائق العلمية.
ثالثًاـ وظائف العلم:
تتجسد وظائف العلم في الإجابة عن الأسئلة التالية: ما أو ماذا؟ وكيف ؟ ولماذا ؟.
وتظهر وظيفة العلم في ضوء المحاولات المتعمدة لوصف السلوك الإنساني وصفاً كمياً أو كيفياً بهدف تحديد مختلف المتغيرات المتضمنة في تشكيله، واكتشاف العلاقات القائمة بينها، ثم محاولة اكتشاف الأسباب الكامنة وراء حدوث السلوك، وصياغة التفسيرات المحتملة باستخدام المنهج العلمي.
رابعًاـ أهداف العلم:
1ـ الفهم: ينطوي فهم الظواهر على جانبين أساسيين، هما:
أ ـ الوصف: ويشير إلى التحقق من طبيعة الظاهرة ( مثل التحصيل الدراسي، أو التأخر العقلي، أو الغش المدرسي، أو العنف، أو التدخين) عن طريق معرفة خصائصها، أو مكوناتها، أو المتغيرات التي تشكلها، ومعدلات انتشارها. ومثال هذا ما هي معدلات انتشار التدخين، وما هي أنواع المواد التي يتم تدخينها، ومعدلات استهلاك كل مادة منها، وأي الفئات العمرية أكثر تدخينًا، وما هي معدلات انتشار التدخين بين الجنسين ( الذكور و الإناث )؟
ورغم أهمية وصف الظاهرة إلا أن وصفنا للظاهرة لا يؤدي إلى فهمنا لها، فوصفنا لسلوك التدخين بمختلف جوانبها لا يعني فهمنا له، وهنا يأتي دور تفسير الظاهرة، ففهم الظاهرة لا يكتمل بوصفها بل لابد من تفسيرها.
ب ـ التفسير: يشير التفسير إلى التحقق من الأسباب التي أدت إلى حدوث الظاهرة، وكيفية حدوثها، والأسباب المترتبة على حدوثها. وبمعنى آخر التحقق من العلاقة بين الظاهرة موضع الدراسة وغيرها من الظواهر الأخرى. وتُعد صياغة التعميمات ـ التصورات النظرية. التي تفسر الظواهر من أهم النتائج المرتبة على فهمها. وتتفاوت التعميمات من حيث مستويات تفسيرها، فقد يقدم أحد التعميمات تصورًا يفسر مجموعة محدودة من الظواهر. ورغم فائدته، إلا أن الهدف الأهم للعلم هو التوصل إلى تصورات يتسع مداها باستمرار. فالفروض، والنظريات، والقوانين جميعها تعميمات تتزايد درجة عموميتها بالتدريج، ولما كان التعميم الذي يعطينا أشمل تفسير هو أعظمها قيمة، فإن القانون إذن أعظم أهمية من النظرية أو الفرض. فعلى الرغم من فائدة التعميم الذي يفسر حركة كوكب واحد إلا أن التعميم الذي يفسر حركة كل الكواكب أعظم قيمة وأكثر فائدة (فان دالين، 1977، ص: 59).
2 ـ التنبؤ:
ويُقصد بالتنبؤ القدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت الأمور سيرًا معينًا، أو إذا وُجدت الظروف المسئولة عن حدوث ظاهرة ما. ويشير التنبؤ أيضًا إلى قابلية القانون أو القاعدة العامة للتطبيق في مواقف أخرى غير تلك التي نشأ فيها.
فقد استطاع مندلييف سنة 1871 التنبؤ بوجود عنصر جديد هو الجرمانيوم قبل اكتشافه له بخمسة عشر سنة، وذلك بعد أن لاحظ وجود ثغرات في الجدول الدوري الذي صنف فيه العناصر الكيميائية المعروفة.
وتُختبر صحة التنبؤ بخطوتين: تتمثل الخطوة الأولى في القيام بعملية استنتاج عقلي عن طريق الاستدلال. وتتمثل الخطوة الثانية في الاختبار التجريبي للتحقق مما إذا كان هذا الاستنتاج صحيح أم لا.
3 ـ الضبط:
يشير الضبط إلى التحكم في المتغيرات الأساسية التي تؤدي إلى وقوع حدث ما، وذلك بهدف زيادة احتمالات وقوع هذا الحدث، أو منع حدوثه. ولا يتحقق ضبط الظواهر بدون فهم كيفية حدوثها، والتحقق من المتغيرات المؤدية لحدوثها، والتنبؤ باحتمالات حدوثها. ويبدو هذا واضحًا من أن عجز الإنسان عن فهم بعض الأمراض المستعصية يقف حائلاً دون التوصل إلى علاجات ملائمة لهذه الأمراض، أما إذا عُرفت أسباب انتشار المرض، فيمكنا حينئذ البحث عن العلاجات المناسبة، وتجريب مدى فاعليتها، وإن أمكن هذا يُتاح التحكم في معدلات انتشاره.
الضبط غير ممكن في كل الحالات ( الكسوف والخسوف).
خامسًاـ خصائص العلم:
1- الموضوعية: تشير الموضوعية إلى البعد عن الأهواء والميول الذاتية عند الحكم علي المواقف، أو للتأكيد على اشتراك أكثر من شخص في إدراك وتسجيل خصائص الظاهرة بنفس الدرجة تقريبًا.
2- القابلية للتحقق: وتعني إثبات صحة الفروض والنظريات، أو دحضها عن طريق المشاهدة المضبوطة والقياس والتجريب، وما يتبع ذلك من حذف الفروض نهائيًا، أو تعديلها، أو تغييرها.
3- القياس: استخدام التقدير الكمي لوصف ما يوجد من خصائص الأشياء والأحداث وخصال الأشخاص. ويزيد القياس من دقة تقويم ما تتسم به الظواهر من خصائص، إذ أنه يوحد المعيار الذي يتم به تناول هذه الظاهرة.( التعريف الإجرائي ).
4- الطابع التراكمي ( غير الشخصي ):يُنسب العمل في بداياته لشخص ما، ثم إذا كان قابل للتحقق والإعادة يضاف إلي التراث العلمي الإنساني مما يحقق نوعًا من التقدم والارتقاء.
5- العلاقة الدينامية بين المشاهدات الواقعية والنظريات العلمية: وجود علاقة دينامية بين المشاهدات الواقعية والنظريات العلمية، فالنشاط العلمي نشاط دينامي متتابع الحلقات تتفاعل فيه كل من المشاهدة والمفاهيم النظرية التي تمثل النماذج النظرية المجردة.
6- قابلية العلم لأن يصحح نفسه: كل الباحثين يتبعون طريقة واحدة في التفكير ومنهج واحد فتصحح البحوث التحققية أخطاء سابقتها.
7 ـ القابلية للاستعادة: وتعني الحصول على نفس النتائج عند إعادة إجراء التجربة مرة أخرى في ظل تطابق الموقف التجريبي.
مدخل إلى علم النفس التجريبي:
أولاًـ تاريخ علم النفس التجريبي:
جمع هيرمان فون هيلمهولتز(1821-1894م) في نشاطه بين الفيزياء والفيزيولوجيا وعلم النفس، فقام بإجراء دراسات تتعلق بسرعة حدوث الدفعة العصبية(1850). فقام بإثارة أحد الأعصاب الحركية لدى الضفدع بواسطة تيار كهربائي ضعيف. وأعاد هذه العملية مرات عديدة ومن نقاط مختلفة من العصب الحركي. وفي كلّ مرة كان يحسب المسافة الفاصلة بين النقاط المثارة ويسجل استجابة الضفدع(انقباض العضلة) عن طريق جهاز خاص أعده خصيصاً لهذه الغاية(كيموجراف). ولاحظ المجرب أن ثمة فروقاً زمنية بين الاستجابات الحركية التي تصدر عن الضفدع، وأنَّ هذه الفروق تتناسب والفروق بين المسافات الفاصلة بين النقاط المثارة والعضلة. ومن خلال تعيين الفروق المكانية ومعرفة الفروق الزمنية تمكن هيلمهولتز من تحديد سرعة حدوث الاستثارة ووجد أنها مساوية لـ 25 متراً في الثانية.
ويرى دونديرس(1818-1889م) أن تصورات الإنسان عن العالم الخارجي تتكون نتيجة نشاط العقد العصبية الناتج عن المثيرات الخارجية التي تستقبلها أعضاء الحس. وقام بقياس الزمن الذي يفصل بين التنبيه والاستجابة. وقد وضعت النتائج التي انتهى إليها حدًا لإدعاءات بعض العلماء بأن العملية النفسية غير قابلة للقياس. وأظهرت أنها ظاهرة موضوعية تحدث في الزمان والمكان. وبهذا فتح دونديرس الباب أمام لاحقيه ليقدموا دراسات اتخذت من الاستجابات الحركية والكلامية موضوعًا لها بوصفها وقائع نفسية.
اهتم إرنست فيبر(1795-1878م) في بداية نشاطه العلمي بدراسة حاسة اللمس. ونشر حول هذا الموضوع كتابين، أولهما "اللمس" (1834)، وثانيهما "اللمس والحساسية العامة"(1846). وحاول فيبر في مؤلفيه عرض نتائج مشاهداته وتجاربه التي تركزت حول آليات ظاهرة اللمس ومواقع وجودها في جسم الإنسان ومقارنتها بالحساسيّة العامة. وزيادة على هذا اهتم بمسألة قدرة الإنسان على الإحساس بالفرق بين المنبهات اللمسية والبصرية والسمعية. فدرس الاختلاف بين البشر من حيث قدراتهم على التمييز بين الأوزان والأصوات والأشكال بطريقة تجريبية. فقد كان يطلب من مفحوصيه، مثلاً، مقارنة شيئين من حيث الوزن.
اشتغل جوستاف فخنر(1801-1887م) خلال حياته في الفلسفة والفيزياء والفيزيولوجيا والسيكوفيزياء. وقدم إلى جامعة ليبزيخ لدراسة الطب عام 1817. وهو العام الذي وصل فيبر إليها لتدريس التشريح. ومن ثمّ قام فخنر بتدريس الفيزياء منذ عام 1834. ويرى فخنر أن الظاهرة الحسية تمر بأربع مراحل: التنبيه ( المرحلة الفيزيائية )، والإثارة ( المرحلة الفيزيولوجية )، والإحساس ( المرحلة النفسية )، والمحاكمة ( المرحلة المنطقية ). وأن العتبة هي نقطة الانتقال من المرحلة الثانية ( الفيزيولوجية ) إلى المرحلة الثالثة ( النفسية ). وقام فخنر بصياغة نتائج دراساته في شكل قانون رياض، وأطلق عليه فخنر بتواضع "قانون فيبر".
بدأ ويليام فونت(1832-1920م) حياته العلمية كطبيب ثم كاختصاصي في الفيزيولوجيا. ولعل أهم ما قدمه فونت هو كتابه "مبادئ علم النفس الفيزيولوجي" الذي نشره عام 1874، وتأسيسه لأول مخبر سيكولوجي عام 1879، تحول بعد فترة قصيرة إلى معهد زاره ودرس فيه العديد من رواد علم النفس في العالم. وتركزت البحوث التجريبية في المخبر على محاور ثلاثة: أ-دراسة الحس والإدراك البصري واللمسي والسمعي، ب-السيكوفيزياء، ج-دراسة زمن الرجع. ولكي يتسنى نشر نتائج هذه البحوث أسس فونت مجلة "الدراسات الفلسفية" عام 1881. و رأى فونت إن علم النفس، يجب أن يدرس الخبرة الداخلية المباشرة للفرد. وقد حدد الخبرة على هذا النحو، وألحق بها تلك الصفات كي يكسبها خصوصية تميزها، بل وتفصلها عن خبرة الفرد الخارجية. وبعد أن أجرى فونت سلسلة من التجارب المعملية مستخدمًا طريقة الاستبطان اعترضته صعوبات كثيرة بسبب تفاوت قدرة المفحوصين على التعبير عما يدور في داخلهم.
أخضع عالم النفس الألماني هيرمان ابنجهاوس (1850-1909) إحدى الوظائف النفسية المعقدة، وهي التذكر، للدراسة التجريبية، مدشنًا بذلك عهدًا جديدًا في تاريخ علم النفس التجريبي. وفي إحدى زياراته لفرنسا، وبينما كان يطوف شوارع باريس عثر بالمصادفة في أحد المحلات الصغيرة لبيع الكتب على كتاب "عناصر السيكوفيزياء". وقد أعجب بهذا المؤلف أيّما إعجاب، ولاسيما برهان صاحبه على إمكانية قياس الظاهرة النفسية (الحس) قياسًا كميًا. وقرر المضي في هذا المنهج، فوقع اختياره على موضوع التذكر.
واشتملت دراسة ابنجهاوس على 2300 مقطعٍ عديمة المعنى، ولقد ساعدته لغته الألمانية المعروفة بكلماتها الطويلة من وضع هذا العدد من المقاطع. ويكمن سبب اختياره للمقاطع عديمة المعنى في أنه أراد أن تكون عناصر مادة تجربته متساوية في درجة صعوبتها بالنسبة لكافة الأشخاص. وزيادة على هذا حرص على استبعاد أي تصور أو تداع محتمل يمكن أن يثيره المقاطع لدى الشخص. ثم قام ابنجهاوس بترتيب هذه المقاطع في سلاسل ذات أطوال متدرجة، تتألف أولاها من ثلاثة مقاطع والثانية من أربعة مقاطع، وهكذا إلى أن يصل عدد مقاطع السلسلة الأخيرة إلى ثلاثة عشر. وبهذا توصل ابنجهاوس إلى وضع العديد من المهمات التي تتألف كل واحدة من مجموعة من السلاسل.
وتوصل إلى أن عدد المرات اللازم لاسترجاع مادة ما يتناسب طردًا مع طولها، فكلما كانت المادة طويلة تطلبت مهمة حفظها واسترجاعها فيما بعد على نحو صحيح عددًا أكبر من المرات. ووجد أن عدد المرات اللازم لإعادة حفظ موضوع ما يتناقص مع مرور الزمن، إذ أن الجزء الأكبر من المادة المنسية يقع في الفترة الزمنية التي تعقب الحفظ مباشرة.
وسمحت آراء ابنجهاوس بالانتقال من مجال النظرية إلى ميدان تطبيقها وتعميمها على أرض الواقع. ولهذا السبب الجوهري يمكن اعتبار طريقة ابنجهاوس أول طريقة سيكولوجية علمية، نظرًا لاستخدامه طريقة موضوعية في بحث واحدة من الوظائف العقلية العليا، وتأكيده على قياس الفعل وليس القول مثلما فعل فونت.
ويكاد يجمع النقاد والمؤرخون من المهتمين بعلم النفس على أن كتاب "حول التذكر" الذي نشره ابنجهاوس عام 1885 هو واحد من أكثر المؤلفات في علم النفس التجريبي دقة وأصالة.
ثانيًاـ تعريف علم النفس التجريبي:
" هو أحد فروع علم النفس الأساسية التي تستهدف ابتكار طرق جديدة للبحث العلمي، وتطوير أساليب إجراء وتصميم التجارب العلمية".
ويكشف هذا التعريف عن الموقع المركزي للمنهج التجريبي بالنسبة لهذا الفرع من فروع علم النفس: حيث يتركز الاهتمام على طرق معالجة المتغيرات المستقلة، وقياس تأثيراتها في المتغيرات التابعة، بالإضافة إلى ضبط تأثيرات المتغيرات الدخيلة. ويتمثل الهدف الأساسي لمثل هذه الإجراءات في الوصول إلى أقصى درجات التحكم في الموقف التجريبي، مما يؤدي في النهاية إلى استنتاج علاقة سببية بين المتغيرات، ويمكن للباحث حينئذ أن يزعم أن أي تغير طرأ على المتغير التابع هو نتيجة للمعالجة التجريبية للمتغير المستقل، وليس لغيره من المتغيرات.
يُنظر إلى علم النفس التجريبي على أنه القاسم المشترك الأعظم بين مختلف فروع علم النفس، فاستخدام التقنيات التجريبية المنضبطة هدف نموذجي تسعى إليه كل فروع العلم.
يعكس تطور علم النفس التجريبي مدى التطور في مناهج البحث المستخدمة في شتى فروع علم النفس.
يقوم على استخدام المنهج العلمي القائم على المشاهدة والتجربة والقياس والاستدلال الاستقرائي، ويهدف من ذلك إلى تحقيق أعلى معدلات التوافق الإنساني والإنتاج كماً وكيفاً.
يبحث الظواهر السيكولوجية بالطرق التجريبية، أي إتباع قواعد معينة في تصميم وإجراء التجارب وتفسيرها مثله في ذلك مثل العلوم الطبيعية، ويستخدم عادة أجهزة معملية ويفيد من النتائج التجريبية التي يحصل عليها.
من المشكلات التي يهتم به عالم النفس التجريبي:
كيف نتعلم، كيف نحتفظ بما نتعلمه، كيف نتذكر، وماذا يجعلنا ننسى ؟
ما هي العوامل المؤثرة في دقة الانتباه؟
ما هي الكيفية التي يتم بها الإدراك ( الشكل، اللون، العمق، الكلام)؟
لماذا يصعب علينا التركيز في أحيان كثيرة ؟
الطريقة التجريبية في علم النفس:
أولاًـ مفهوم التجربة:
مثال أول: أثر عدد ساعات النوم في كفاءة التذكر.
مثال ثاني: أثر المكافأة المالية في كفاءة حل المشكلات الحسابية وعلى سبيل المثال، إذا افترض الباحث الفرض التالي: "تزداد كفاءة حل التلاميذ للمشكلات الحسابية مع زيادة قيمة المكافأة المالية على الأداء الجيد". يمكن اختبار صحة هذا الفرض عن طريق التوزيع العشوائي للعينة على ثلاث مجموعات تجريبية، تتعرض كل منها لظرف تجريبي يختلف عن الظرف التجريبي الذي تتعرض له المجموعة الأخرى على النحو التالي: يتلقى الأشخاص في المجموعة الأولى عشرة جنيهات عن كل مشكلة يحلونها حلاً صحيحًا، ويتلقون في المجموعة الثانية خمسة جنيهات عن كل مشكلة يحلونها حلاً صحيحًا، ولا يتلقون في المجموعة الثالثة أي مكافأة مالية عن المشكلات التي يحلونها حلا صحيحًا. ويُقاس بعد هذا الأداء الفعلي للأشخاص للتحقق مما إذا كانت زيادة المكافأة المالية قد زادت من كفاءة الأداء أم لا.
مثال ثالث: تلك التجربة التي أجراها هارلو سنة 1958 حول ارتباط الطفل بأمه. وحاولت هذه التجربة الإجابة عن السؤال التالي: هل يرجع الارتباط بين الطفل وأمه للاتصال الجسدي أم للإرضاع. وتضمنت العينة التجريبية مجموعتين من القردة، ونموذجين صناعيين للأم. وتم تغطية النموذج الأول بالقماش ليمثل الاتصال المريح. وشُكل النموذج الثاني للاتصال غير المريح من السلك فقط. وتعرضت القردة الصغيرة لكلا النموذجين في ظل تقديمهما للحليب أو عدم تقديمه.
واكتشف هارلو من خلال تسجيل الوقت الذي يلتصق فيها القرد بنموذج الأم، أن الارتباط اعلي بالأم القماش سواء كانت تقدم الحليب أم لا. ويعني هذا أن الاتصال المريح هو الأهم.
مثال رابع: تجربة جريسيل عن تأثير الضغط الجوي الذي تتعرض له الأم الحامل علي صحة الوليد ونشاطه الحركي. وقد استعان في هذه التجربة بمجموعة من الفئران الحوامل. مثلت إحداهما المجموعة الضابطة، حيث تتعرض للضغط الجوي العادي. ومثلت الأخرى المجموعة التجريبية، حيث تتعرض للضغط الجوي المرتفع 7 مرات في اليوم لمدة 20 دقيقة لمدة 20 يوم.
وتم فحص اللياقة الصحية لكل وليد. وكشفت النتائج عن أن نسل المجموعة التي تعرضت للضغط المرتفع اقل من حيث الوزن والنشاط الحركي مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ثانيًاـ تعريف التجربة:
هي محاولة للتحقق من فرض علمي عن طريق المعالجة التجريبية للمتغير المستقل، ثم رصد أثر هذه المعالجة في المتغير التابع مع ضبط أو تثبيت جميع الظروف الأخرى التي يمكن أن تؤثر في نتائج التجربة.
أو أنها ملاحظة مقصودة يحدثها الباحث عمداً في ظروف صناعية لجمع وتنظيم المعلومات تنظيماً يسمح بإثبات أو نفى فرض من الفروض.
وتبدأ عادة بتساؤل يريد الباحث أن يعرف إجابته.
مشكلة ( نظرية – عملية ) يريد حلاً لها 0
مثال : التذكر والعوامل المؤثرة فيه (مشكلة نظرية ).
فعالية برنامج لعلاج الخوف ( مشكلة عملية ).
عناصر التجربة:
تتضمن التجربة ثلاث عناصر أساسية، هي:
1ـ المعالجة التجريبية للمتغيرات.
2ـ ضبط المتغيرات الدخيلة.
3ـ قياس المتغير التابع.
المتغيرات:
يجدر بنا قبل عرض العناصر الأساسية للتجربة، شرح ما نعنيه بالمتغيرات:
المتغير هو أي شيء يمكن أن تتغير قيمته كمياً وكيفياً.
حيث يمكن التحكم في النوم - على سبيل المثال- كميًا عن طريق عدد الساعات التي يُسمح فيها للشخص بالنوم. ويمكن التحكم في التدعيم كيفيًا في ضوء التدعيم المعنوي والتدعيم المادي.
وتنقسم المتغيرات إلى كل من:
أ - المتغير المستقل:
هو المتغير الذي يتحكم الباحث في قيمته بالزيادة والنقصان للتحقق من تأثيره في المتغير التابع. مثل تأثير زيادة معدلات التدريب في كفاءة التعلم. ويُطلق عليه مصطلح مستقل لأنه لا يرتبط بما يفعله الشخص. وتوجد العديد من المتغيرات التي يمكن دراسة تأثيرها في السلوك.
وُتصنف المتغيرات المستقلة وفقًا لقدرة الباحث على إخضاعها للمعالجة التجريبية إلى نوعين، هما:
1- متغيرات مستقلة تصنيفية:
وهي متغيرات لا تخضع للتحكم التجريبي من قبل الباحث، ويمكن تناولها بالدراسة بشكل غير مباشر أي بالانتقاء والتصنيف، مثل خصائص الأشخاص كالجنس والنوع، والعمر، والذكاء. ولهذا تسمى متغيرات تصنيفية.
2- متغيرات مستقلة تجريبية:
وهي متغيرات تخضع للتحكم التجريبي من قبل الباحث، حيث يمكن التحكم في قيمتها بالزيادة والنقصان، تبعا لتصميم التجربة فتسمي المتغيرات التجريبية. مثل شدة الصوت، والضوء، وحجم التنبيهات، ونوعها.
ب- المتغيرات الدخيلة:
تتمثل في أي متغير يمكن أن يؤثر في المتغير التابع دون أن يكون مستهدف بالدراسة. وقد ترجع لخصائص الأشخاص أو ظروف التجربة أو ظروف خارجية.
ويتداخل تأثير المتغيرات الدخيلة مع تأثير المتغيرات المستقلة مما يجعل من الصعب التحقق من سبب التغيرات التي طرأت على المتغير التابع ( المستقل، أم الدخيل).
مثال: سرعة استجابة المفحوص للمنبهات البصرية البسيطة والمركبة.
متغيرات دخيلة هنا مثل ( الذكاء – الإضاءة – الضوضاء – العمر ـ النضج ـ الخبرات السابقة).
ج- المتغير التابع:
هو التغير الذي طرأ على أداء الشخص نتيجة تعرضه للمعالجة التجريبية، والتي تعبر عنها استجابات الأشخاص. وهي متغيرات تابعة لأنها تتبع المتغير المستقل في التغير. وتعبر المتغيرات التابعة عادة عن بعض مقاييس السلوك. وتُستخدم عادة صيغة " س دالة ص " للدلالة على اعتماد التغير في متغير ما على التغير في قيمة متغير آخر.
ويتوقف وصف متغير بأنه مستقل أو دخيل أو تابع بحسب وضعه في التصميم التجريبي. مثال : متغير القلق يمكن أن يكون :
مستقل: عندما يكون هو المقصود بالدراسة ( أثر القلق على التحصيل الدراسى ).
دخيل: عندما يكون غير مقصود بالدراسة ولكنه يؤثر على النتيجة.
تابع: عندما يكون الهدف دراسة العوامل التي تؤثر على القلق.
وترجع أهمية وصف المتغير التابع والتدقيق في قياسه، إلى أن مشاهدة ما يحدث للاستجابة من تغيير منتظم نتيجة تغيير المتغيرات المستقلة هو الهدف من إجراء التجربة.
العنصر الأول: المعالجة التجريبية للمتغيرات:
تشير إلى تدخل الباحث بالتغيير والتعديل في المتغير المستقل. وتأخذ المعالجة التجريبية أكثر من شكل:
1- تقديم المتغير المستقل أو حجبه: مثل تقديم مكافأة مالية عند حل المشكلات حلاً صحيحًا، أو عدم تقديمها.
2- تقديم المتغير بدرجات مختلفة: مثل التحكم في قيمة المكافأة المالية التي تقدم عند الحل الصحيح للمشكلات الحسابية، خمسة جنيهات، أو عشرة، أو خمسة عشر.
3- تقديم المتغير بكيفيات مختلفة: مثل التحكم في نوعية التدعيم، بأن يُقدم لأحدى المجموعات تدعيمًا ماديًا، ويُقدم للأخرى تدعيمًا معنويًا.
أساليب المعالجة التجريبية:
1- استخدام العقاقير لمعرفة أثرها، ويحدث هذا غالبًا عندما تجرى البحوث على عينات غير آدمية، مثل الفئران.
2- استخدام أساليب جراحية مثل استئصال أجزاء من مخ حيوان لمعرفة تأثير هذا على جانب محدد من جوانب السلوك.
3- أساليب ميكانيكية والكترونية مثل أجهزة المختبر.
4- أساليب سلوكية حيث يقدم المجرب سلوك ما أو تقدير أثره علي المفحوص (تشجيع).
العنصر الثاني: ضبط المتغيرات الدخيلة:
مشكلة هذا النوع من المتغيرات أن تأثيرها يختلط مع تأثير المتغير التجريبي المقصود بالدراسة، ويمنع هذا من إمكانية تحديد ما إذا كان التغير الذي طرأ على المتغير التابع. يرجع إلى المتغيرات المستقلة، أم إلى الدخيلة، أم إلى تأثيرهما معاً.
يجب على الباحث أن يتخذ إجراءات معينة لضبط تأثير المتغيرات الدخيلة.
الفشل في ضبط هذه المتغيرات يهدد الصدق الداخلي للدراسة ويضعف الثقة في نتائجها.
مصادر المتغيرات الدخيلة وأساليب ضبطها:
أ- خصائص الأفراد: مثل العمر –الجنس – الخبرة السابقة – مستوى الذكاء – الدافعية وعلى الباحث ضبط تأثيرها بحيث يحقق التكافؤ بين المجموعات فيما يتعلق بخصائص الأفراد ويمكن ضبط تأثيرها باستخدام الأساليب التالية:
1- تصميم داخل الأفراد:
استخدام نفس الأفراد في جميع الظروف التجريبية المختلفة بحيث يتعرض كل فرد من العينة لكل ظرف تجريبي ويتم قياس أدائه. ويعني هذا عدم وجود مجال لاختلاف خصائص الأفراد، حيث أن الأفراد هم أنفسهم الذين يشاركون في كل الظروف التجريبية.
تعتبر أفضل الطرق لتحقيق الضبط الكامل لجميع المتغيرات الدخيلة المرتبطة بخصائص الأفراد.
عيوبها: امتداد تأثير المعالجات وصعوبة تقدير تأثير كل معالجة على حدة ( مثال تأثير عقار في دقة الانتباه).
2- طريقة التجانس ( أو الاستبعاد):
يتحقق ذلك باختيار مجموعات متجانسة، ومن مستوى واحد للمتغير الدخيل المطلوب ضبطه.
مثال : الجنس ( المجموعة كلها من الذكور )
العمر ( فئة عمرية واحدة ) – الذكاء ( مستوى ذكاء متقارب).
يمكن للباحث بهذه الطريقة أن يتحكم في أكثر من متغير. ولكن من عيوبها: تضييق نطاق التجربة – تقلل من إمكانية تعميم النتائج.
3- التناظر: يتحقق التناظر باستخدام إحدى الطريقتين التاليتين:
طريقة الأزواج المتناظرة: توزيع الأفراد على المجموعات وفقاً لمستوياتهم فى الخاصية المطلوب ضبطها بحيث يتوفر فى كل مجموعة نفس المستويات تقريباً من الخاصية.
مثال: متغير الذكاء.
طريقة المجموعات المتناظرة: قياس الخاصية المطلوبة ضبطها في المجموعتين، ويتحقق التناظر إذا كانت المجموعتين متقاربتان في الخاصية اعتمادًا على بعض المؤشرات الإحصائية مثل المتوسط، والانحراف المعياري.
وتحقق طريقتا التناظر التكافؤ فيما يتعلق بمتغير أو اثنين، ولكن من الصعب أن تستخدما لضبط أكثر من متغيرين.
4- التوزيع العشوائي للأفراد على مجموعات البحث:
تساعد على توزيع خصائص الأفراد بطريقة متكافئة على مجموعات البحث، بحيث لا تتركز خاصية معينة في مجموعة دون أخرى.
ويشمل التوزيع العشوائي كافة المتغيرات الدخيلة.
ويضم إمكانية ضبط جميع خصائص الأفراد.
عيوبها: قد لا يتحقق هذا في حالة العينات الصغيرة.
5- الضبط الإحصائي:
يتم قياس المتغير الدخيل وتستخدم أساليب إحصائية مثل تحليل التغاير ، والارتباط الجزئى.
نستطيع الحصول من تحليل التغاير على تقدير التأثير الذي يرجع إلى المتغير المستقل بعد عزل تأثير المتغير الدخيل.
ب- متغيرات دخيلة ترجع إلى الظروف الخارجية:
يظهر تأثير هذه المتغيرات إذا استمر إجراء التجربة مدة طويلة، بمعنى أن يتضمن التصميم التجريبي عدد من الجلسات التجريبية عبر مدد زمنية ممتدة.
مثال: دراسة تأثير برنامج إرشادي، قد تؤثر في هذه الحالة الظروف الاجتماعية، والخبرة، والإعلام.
ويظهر تأثيرها بوضوح في حالة المجموعة الواحدة مع عدة قياسات.
ويُضبط تأثير هذه المتغيرات الدخيلة باستخدام مجموعة ضابطة مع المجموعة التجريبية أو مجموعتين تجريبيتين تقدم لكل منهما معالجة تجريبية مختلفة.
ج- متغيرات دخيلة ترجع إلى ظروف التجربة:
1- توقعات المشاركين: تؤثر توقعات المشاركين نتيجة لمعرفتهم أنهم يشاركون في التجربة في أدائهم إما بالسلب وإما بالإيجاب، وهذا بصرف النظر عن طبيعة المعالجة التجريبية.
مثال أول: تجربة هورثون: دراسة تأثير فترات الراحة في كفاءة الإنتاج.
التصميم التجريبي: وضعت إحدى المجموعات في خاصة، وبقيت المجموعات الأخرى في موقعها، وقدمت معالجات مختلفة لفترات الراحة وتوزيعها للمجموعات المختلفة.
النتائج :
كان مستوى كفاءة أداء المجموعة التي عُزلت في حجرة خاصة أفضل دائماً بصرف النظر عن نوع المعالجة وحتى بدون تقديم معالجة. وعُرف هذا بمسمى تأثير هورثون.
مثال ثاني: إعطاء عقاقير طبية ليس لها تأثير placebo.
ويتم التحكم في هذا المتغير الدخيل باستخدام أسلوب الحجب البسيط simple – blind ويعني هذا الأسلوب عدم معرفة المجموعات بطبيعة المعالجة التجريبية، مع التأكيد على ضرورة عدم شعور المشاركين في مختلف المجموعات بأي فروق نتيجة لوجودهم في مجموعة ما.
ويظهر أيضًا تأثير التوقع بالنسبة للمجرب، حيث تؤدي معرفة بهدف التجربة، وتحديد المجموعة التجريبية إلى زيادة حماسه للطريقة التي تتفق مع توقعاته.
ويتم ضبط تأثير التوقع في هذه الحالة باستخدام أسلوب الحجب المزدوج double – blind، حيث تُحجب المعلومات عن المشاركين والمجربين.
2- الظروف الفيزيقية للتجربة:
متغيرات دخيلة ترجع إلى الخصائص الفيزيائية لمكان إجراء التجربة، مثل شدة الضوء، والضوضاء، ودرجة الحرارة، والألوان، وترتيب الحجرة، والأثاث.
وتُعد طريقة التثبيت أفضل طريقة لضبط هذه المتغيرات. بحيث تتساوى الظروف فى المجموعتين التجريبية والضابطة.
أما في حالة وجود بعض المتغيرات التي لا يمكن تثبيتها مثل استخدام أكثر من مجرب، أو إجراء التجربة في أوقات مختلفة، فإن أفضل طريقة للضبط في هذه الحالة هي طريقة الموازنة.
وتتضمن هذه الطريقة تعريض المشاركين في كل ظرف تجريبي للصور المختلفة للمتغير الدخيل. فمثلاً وقت الإجراء: يعمل نصف المشاركين فى كل ظرف تجريبى فى وقت مبكر ويعمل النصف الآخر فى وقت متأخر.
3- تأثير العوامل العارضة: هي العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تذبذب الأداء من محاولة إلى أخرى ( تشتت الانتباه – الحالة النفسية).
وللتغلب على تأثيرها يجب تكرار التجربة لعدد من المحاولات والاعتماد على متوسط أو وسيط هذه المحاولات.
ثالثاً : قياس المتغير التابع:
إن أي تجربة تظهر نتائجها في صورة سلوك قابل للقياس، وهو ما يعبر عنه بالمتغير التابع. والاستجابة يكون لها أكثر من مظهر كتكرارها وشدتها ومدتها. ويتوقف مظهر الاستجابة الذي يتم قياسه على صياغة الفرض الذي تُجرى الدراسة للتحقق منه.
وتتمثل أهم طرق قياس الاستجابة فيما يلي:
1ـ سعة الاستجابة: تشير إلى قوة الاستجابة أو شدتها. مثل شدة التوتر كما يقاس من خلال مقياس السيكوجلفانوميتر، أو حين نكون بصدد اختبار متدرج للشدة كما في قياس الاتجاهات. من أمثلتها :
القوة التي يستخدمها الحيوان في الضغط على الرافعة للحصول على الطعام وكلما زادت قوة الضغط كان ذلك مؤشراً على سعة الاستجابة.
شدة ضغط القلم على الورقة أثناء الكتابة كمؤشر للتوتر0
اتساع حدقة العين كمؤشر للفرح، زيادة كمية اللعاب عند سماع صوت الجرس في تجارب الإشراط الكلاسيكى 0
تستخدم مقاييس سعة الاستجابة بكثرة في تجارب التعلم والدافعية.
قد تستخدم مقاييس التقدير أحياناً لقياس السعة ومنها :
الشكل المعروض يسبب لي الضيق بدرجة :
كبيرة – متوسطة – قليلة 0
2- مدة الاستجابة: تشير إلى الوقت الذي يستغرقه الشخص في الوصول إلى نهاية الاستجابة، أي الوقت الفاصل بين بدء الاستجابة ونهايتها. مثل الوقت اللازم لاجتياز المتاهة.
تستخدم في أنواع السلوك الذي يستمر لفترة زمنية معينة.
يكثر استخدامها في تجارب الإدراك والتعلم والمهارات الحركية.
من أمثلتها:
الزمن المستغرق في الوصول إلى نهاية المتاهة – كتابة نص
تعتبر المدة مؤشر على سرعة الأداء.
تستخدم ساعات الإيقاف لقياس زمن الاستجابة.
3- كمون الاستجابة: وهو الوقت الفاصل بين ظهور التنبيه وبدء صدور الاستجابة. الوقت الذي ينقضي بين ظهور المنبه أو المثير وبداية الاستجابة ( ويشار إليه أحياناً زمن الرجع)، غير أن زمن الرجع قد يتضمن الوقت الذى يستغرقه المفحوص فى الاستجابة، بالإضافة إلى الوقت الذى ينقضى بين ظهور المنبة وبداية الاستجابة.
4- تكرار الاستجابة: يُستخدم هذا المقياس في العلوم الاجتماعية، ويشير إلى عدد مرات إقبال عينة من الأشخاص على إصدار سلوك ما، مثل الصلاة والتدخين. تقاس بعدد مرات حدوث الاستجابة.
تُستخدم في السلوك الذي لا يستغرق سوى فترة زمنية قصيرة جداً.
يمكن تحويل التكرار إلى نسبة مئوية.
من أمثلتها: قياس التذكر بنسبة الكلمات التي تذكرها الشخص من مجموع الكلمات التي قدمت له، وتكرار الاستجابات الخطأ كمؤشر لقياس الدقة.
5- معدل الاستجابة: هو عدد وحدات الاستجابة التي يحصل عليها المفحوص في وحدة من الزمن. وتُقاس بعدد مرات الاستجابة التي تصدر في مدة زمنية معينة ( فى اليوم أو الساعة أو الدقيقة ) مثل عدد نوبات الغضب، وعدد نبضات القلب.
قد يؤثر معدل الاستجابة أحياناً في جودة الأداء، لأنه كلما زاد معدل سرعة الأداء زاد احتمال وقوع الفرد فى الخطأ 0
الفرق بين مؤشر التكرار ومؤشر معدل الاستجابة أن الأول يعبر عن مجموع تكرارات حدوث الاستجابة أثناء وقت التجربة، أما المعدل فيعتمد على متوسط تكرارات الاستجابة فى وحدات زمنية محددة.
6- مستوي الاستجابة: تُستخدم هذه الطريقة إذا تمكن الباحث من تدريج مستوى صعوبة الاختبار الذي يتعرض له الأشخاص، ومثال هذا اختبارات الذكاء. ويستخدم عند قياس المستوى الكيفي للأداء، عندما يكون الزمن المتاح للاستجابة غير محدد ، كقياس مستوى القدرة على حل المشكلات الصعبة.
تستخدم بكثرة في تقدير الاستجابات الحركية والأعمال الفنية.
7- دقة الاستجابة: مثل عدد الأخطاء في اختبارات الشطب
أنواع العلاقات بين المتغيرات
في الدراسات النفسية
تُصنف المتغيرات موضع الدراسة في علم النفس ثلاثة أنواع هي:
1ـ متغيرات التنبيه: يُقصد بمتغيرات التنبيه أي تغيرات في البيئة الخارجية المحيطة بالكائن تؤثر في وعيه. وتُعد معظم المتغيرات المستخدمة في تجارب علم النفس من نوعية متغيرات التنبيه هذه. ويستخدم مفهوم التنبيه هنا بالمعنى الواسع الذي يشمل أي جانب من جوانب البيئة الفيزيائية، أو الاجتماعية التي تثير أجهزة الاستقبال الحسي في الكائن أو تؤثر في سلوكه، والأمثلة البسيطة لها الضوء والصوت والحرارة، والضغط....الخ. وهذه المتغيرات يمكن تحديد مقدراها أو درجة شدتها مثلاً.
2ـ متغيرات الكائن: يُقصد بها أي متغيرات تمثل خاصية أو سمة مميزة للكائن أو شخص المشارك وتتسم بالثبات النسبي. وتشمل هذه المتغيرات الخصائص الجسمية أو الفسيولوجية مثل: النوع،السلالة، الطول والوزن ...الخ، أو خصائص سيكولوجية مثل: الذكاء، وسمات الشخصية، والاتجاهات، والميول، أو المتغيرات الديموجرافية مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ومستوى التعليم. وهذه متغيرات لا تخضع للمعالجة التجريبية.
3ـ متغيرات الاستجابة: تشير إلى أي نشاط يقوم به الشخص. ونادرًا ما تستخدم هذه المتغيرات كمتغيرات مستقلة في سياق إجراء التجارب المعملية. ( مثال: التحقق من فرض مفاده أن الناجحين في اختبارات قيادة السيارة لديهم درجة أعلى من التآزر البصري).
ويُشار إلى العلاقة بين المتغيرات بكلمة وظيفة أو دالة ( د )، فعندما نقول أن التحصيل الدراسي دالة للذكاء والمثابرة، فمعنى هذا أن التحصيل يتغير كميًا حسب مستوى الذكاء والمثابرة.
أنواع العلاقات:
1ـ العلاقة بين الاستجابة والمنبه (س= دم):
الاستجابة دالة للمنبه، أي أنها تتغير تبعا له، مثل:
حدقة العين والضوء.
سرعة التنفس (استجابة ظاهرة ) دالة لكمية ثانى أكسيد الكربون (منبه داخلى ) (دراسات تجريبية).
إفراز الإدرينالين ( استجابة داخلية ) دالة للتعرض لموقف مثير ( منبه خارجى ).
جفاف الحلق ( استجابة داخلية ) دالة لكمية الماء فى أنسجة الجسم ( منبه داخلى ).
هذا النوع من العلاقات هى الأكثر استخداماً فى الدراسات التجريبية.
2- العلاقة بين الاستجابة وخصائص الكائن (س= دك):
الاستجابة دالة لخاصية الكائن الحي، أي أن أي تغير في الكائن ينتج عنه تغير في الاستجابة، مثل القلق والأداء الحركي، أو الذكاء والتحصيل الدراسي(دراسات ارتباطية).
من أمثلتها :
الأخطاء في الأداء الحركي ( استجابة ) دالة القلق (صفة).
التحصيل (استجابة ) دالة الذكاء والدافعية (صفتان).
العلاقات الاجتماعية (استجابة) دالة الاتجاهات (صفة ).
هذا النوع من العلاقات يدخل في نطاق الدراسات الوصفية.
3- علاقة استجابة باستجابة (س= دس):
الاستجابة دالة للاستجابة، أي أن استجابة ما يقوم بها الكائن الحي تتوقف على استجابة أخرى، مثل تقلص المعدة ناتج من الإحساس بالجوع (دراسات وصفية).
من أمثلتها :
الوقوع في الحوادث (استجابة ) دالة السرعة (استجابة).
تقلصات المعدة (استجابة ) دالة الإحساس بالجوع (استجابة).
عدد الأخطاء (استجابة) دالة سرعة الاستجابة (استجابة).
هذا النوع من العلاقات موضوع الدراسات الوصفية الإرتباطية.
4- العلاقة بين خصائص الكائن الحي والمنبهات (ك=دم):
خاصية الكائن الحي دالة للمنبه، أي تتغير خصائص الكائن الحي نتيجة للتغير في منبه معين.
الحالة الجسمية للوليد (جسمية ) دالة لتغذية الأم الحامل (منبه).
الإبتكارية لدى الأبناء (معرفية) دالـة لأسلوب التنشئة الاجتماعية (منبه ).
الاكتئاب (وجدانية ) دالة لمواقف الإحباط ( منبه ).
5- العلاقة بين مختلف صفات الكائن الحي(ك=دك):
أي أن التغير في خاصية معينة لدى الكائن الحي دالة لخاصية أخرى.
الابتكارية (معرفية ) دالة للذكاء (معرفية ).
مفهوم الذات (وجدانية ) دالة ملامح الوجه ( جسمية ).
الميول المهنية ( وجدانية ) دالة للاستعدادات العقلية ( معرفية ).
أنـواع التجارب
تُصنف التجارب النفسية إلى عدد من الأنواع:
أولاًـ وفقًا لنوع المفحوص:
1- تجارب تجرى على الإنسان: والإنسان هو المستهدف بالتجارب النفسية، وتشمل هذه التجارب كل جوانب السلوك الإنساني. ويُستفاد منها في عمليات التفسير والتنبؤ والضبط للسلوك الإنساني. وتحول اعتبارات أخلاقية وإنسانية دون إجراء بعض التجارب على الإنسان.
2- تجارب تجرى على الحيوان: ويتم اللجوء إليها عندما يتعذر تنفيذ التجارب على الإنسان. وتتميز هذه التجارب بدرجة عالية من الضبط للمتغيرات الدخيلة، غير أن نتائج التجارب على الحيوان لا تصلح للتعميم على الإنسان.
ثانيًاـ وفقًا لمكان إجراء التجارب:
1- ميدانية: تُجرى فى واقع الحياة العملية خارج المختبر، وتتميز بأنها تدرس الظاهرة في الواقع. ويختار الباحث هنا مجموعات البحث من الواقع مثل الأسرة، أو المدرسة. وتتميز بإمكانية تعميم نتائجها والإفادة منها في الجوانب التطبيقية.
عيوبها: صعوبة التحكم فى المتغيرات الدخيلة، أو التوزيع العشوائى للأفراد على مجموعات البحث.
2- مختبرية: تُجرى داخل المختبر، حيث يمكن فصل الظواهر وتحديد المتغيرات تحديدًا دقيقًا، وضبط المتغيرات الدخيلة مما يزيد من الصدق الداخلي والثقة في نتائجها.
عيوبها: صعوبة تعميم النتائج.
3- المحاكاة: تُجرى التجارب بهذا الأسلوب عندما يستحيل دراسة الظاهرة في المواقف العملية لاعتبارات عملية أو أخلاقية. وتتضمن تصميم مواقف اصطناعية تشبه إلى حد كبير الموقف أو الظاهرة المقصود دراستها ( برامج المحاكاة بواسطة الحاسب الآلى).
ثالثًاـ تصميم التجارب بحسب مجال الدراسة:
1- النفسي الفسيولوجي والبيولوجي: تدرس العلاقة بين الظواهر النفسية وأساسها الفسيولوجي والبيولوجي.
2- الإدراك: مجالات الإحساس والانتباه والإدراك (مجلة علم النفس التجريبى للإدراك الإنسانى).
3- النمو: مظاهر النمو المختلفة ومراحله المتعاقبة (مجلة علم النفس التجريبى لسيكولوجية الطفل).
4- المعرفي: الذاكرة والتعلم ومختلف العمليات المعرفية (مجلة علم النفس التجريبى للتعلم والذاكرة والمعرفة).
5 – علم النفس الاجتماعى: موضوعات الإدراك الاجتماعى والاتجاهات (مجلة علم النفس الاجتماعى التجريبى).
6- الإكلينيكي: علاج الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية (مجلة البحوث الإكلينيكية التجريبة المتنوعة).
رابعًاـ وفقًا لهدف التجربة:
1ـ استكشافية: تبدأ بمجموعة من الملاحظات التي تثير اهتمام الباحث، فيبدأ بإجراء تجارب للتعرف على الظاهرة والعوامل المؤثرة فيها.
2ـ التحقق : تمثل غالبية التجارب فى مجال علم النفس، وتصمم للتحقق من فرض علمى فى محاولة لتفسير ظاهرة معينة.
3ـ حاسمة: حين تجئ نتائج التجارب متعارضة، ويصبح من الصعب التوفيق بين التفسيرات المتضاربة لنفس الظاهرة. ومثال هذا التجارب عن دافع الجوع.
4ـ منهجية: تهتم بدراسة الأساليب والطرق المستخدمة فى دراسة الظواهر والمقارنة بينها وابتكار أجهزة جديدة لدراسة الظواهر.
ولا بد من التأكيد على أن التصنيفات السابقة متداخلة فقد تكون التجربة الواحدة استطلاعية من حيث الهدف وتجرى على الحيوان من حيث نوع المفحوص وتتعلق بالمجال الفسيولوجي.
المسئوليات الأخلاقية للباحث في إجراء التجارب
يجب على كل باحث يجري تجارب نفسية على الإنسان أو الحيوان أن يدرك أنه يتعامل مع كائنات حية لها حقوقها التي ينبغي أن تُحترم. لكن هذا لا يحدث دائمًا، وتوجد أمثلة لتجارب لم يُلتزم فيها بالجانب الأخلاقي:
تجربة ملجرام Milgram: زعم أنها تجربة للتعلم، سيقوم فيها بعض المشاركين بتعليم قوائم من الكلمات لمتعلمين من خلال توصيلات كهربائية.
وتمثل الهدف الحقيقي للتجربة في التعرف على مدى إطاعة الفرد للسلطة بصرف النظر عن اقتناعه بالعمل الذي يطلب منه.
طلب من المعلمين إعطاء المتعلم الذي يخطئ صدمات تتزايد في درجة شدتها ويستحيل على المتعلمين تحملها. وهذا في ظل سماع المعلمين لصراخ المتعلمين الناتج عن تألمهم من التعرض للصدمات الكهربائية.
ونتيجة لهذا توقف بعض المشاركين عن زيادة شدة الصدمة الكهربائية، ورفضوا إطاعة الأوامر، واستمر آخرون في تنفيذ الأوامر.
وفي حقيقة الأمر، فلم تتضمن التجربة تعريض أشخاص للصدمات الكهربية، وإنما مجرد لتسجيلات صوتية لصرخات.
التجربة عموماً مصحوبة بكثير من الانفعالات والصراع النفسي الذي يتعرض له الفرد بين اقتناعه بخطأ ما يطلب منه وإطاعته للأوامر.
تجربة زمباردو Zimbardo: قام بدراسة الآثار النفسية المترتبة على التعرض لظروف السجن، واختار عدداً من المتطوعين وأخضعهم لظروف مماثلة تماماً لظروف السجن. ولم يتحملوا الاستمرار فى هذه الظروف القاسية، وظهر عليهم الهياج والإحباط والالتهابات الجلدية، مما اضطره للإفراج عنهم وإنهاء التجربة.
تجربة كالفى Clafee: استخدم بعض الجنود المستجدين، حيث أخذوا إلى منطقة منعزلة وأعطوا تعليمات مضللة، ثم أخبروا أنهم تسببوا بتصرفاتهم فى أن تقذف المدفعية وحداتهم التي بها زملائهم، مما تسبب في مقتل الكثير منهم. أصابت هذه المعلومات هؤلاء الجنود بألم كبير وانخرطوا فى البكاء والصراخ، ولم تفلح محاولات تهدئتهم.
وقد وضعت الجمعية النفسية الأمريكية American Psychological Association (APA) مجموعة من المبادئ، تمثل ميثاقاً أخلاقياً ينبغي أن يلتزم به الباحثون: