علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالفصل العاشر: المُعَالجَةُ المُحافِظَة للعجز الجنسي: اِعْتباراتٌ هامَّة Emptyالفصل العاشر: المُعَالجَةُ المُحافِظَة للعجز الجنسي: اِعْتباراتٌ هامَّة

more_horiz
للحصولِ على أَفْضَل النَّتائج عِنْدَ معالجةِ العجز في تحقيق الانتصاب، لا بدَّ من التَّعرُّف على العجز وتَشْخيصه ومعالجته باكراً. ويضعُ هذا الفصل الخطوطَ العريضة لبعض النقاط الهامَّة في التَّعامُل مع هذه المشكلة، بينما تُقَدِّم الفصولُ 11 - 14 لمحةً شاملة عن كل أنماط العلاج المستخدَمَة في تَدْبيرِ العجز في تحقيق الانتصاب.

ينبغي أن تكونَ المعالجةُ المُوصَى بها والمُخْتَارَة للرجل الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب والمحافظة عليه مُحافِظةً وبسيطةً ما أمكن، وأن تبنى بشكل خاص بالاعتماد على التشخيص والحاجات الخاصة للرجل الذي يعاني منه. فبعد مناقشةٍ شاملة لجميع الخيارات، يجرى اختيارُ المعالجة الأمثل للعجز في تحقيق الانتصاب من خلال قرارٍ مشترك بين المريض وزوجته وفقاً لما يتوقَّعانه ويُفَضِّلانه من جهةٍ، وبين الطَّبيب المعالِج استناداً إلى خبرته وبالاعتماد على الأدلَّة والنَّتائج السَّريرية للأنواع المختلفة للمعالجة المتوفِّرة من جهةٍ أخرى.

لقد قطعت معالجةُ العجز في تحقيق الانتصاب شوطاً بعيداً بدخول مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5: الفياغرا عام 1998، والليفيترا والسيالس عام 2003؛ فهذه الأدويةُ التي تؤخذ عبر الفم تكاد تكونُ هي العلاج المثالي للعجز في تحقيق الانتصاب، وهذا ما طرحتُه شخصياً في مجلَّة طبِّ المسالك البولية (حنش 1997)؛ فهي سهلةُ الاستعمال، وفعَّالة، ومأمونة، وموثوقة، ومقبولة لدى الكثير من المرضى وزوجاتهم (شريكاتهم الجنسية)، كما أنَّها ذات تأثيرات جانبية بسيطة. ولكنَّها من جهةٍ أخرى مُكْلِفَة، حيث يتراوحُ ثمنُ القرص بين 8 - 10 دولارات تقريباً. وتمثِّلُ هذه الأدويةُ عند عددٍ كبير من الرِّجال وسيلةً اِصْطِناعِيَّة لبلوغِ الانتصاب، وهذا ما قد يَكونُ غيرَ مقبول.

بدلاً من تَناولِ أحد مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، أو بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتألَّفَ معالجةُ العجز في تحقيق الانتصاب من واحدٍ أو أكثر مما يلي:

= تَغْيير أو إيقاف بَعْض الأدوية.

= إيقاف استعمال المخدِّرات، والكحول، والستيرويدات الابتنائيَّة.

= الامتناع عن التَّدْخين وعن أيِّ استعمال آخر للتَّبْغ.

= إِنْقاص الوَزْن وممارسة الرياضة.

= المعالجة بالتِّسْتوستيرون في حال نقصه في الدم.

= المعالجة الجنسيَّة.

= المعالجة السُّلوكية والمعالجة النَّفْسية.

= التَّثْقيف وإِسْداء النَّصْيحة، بما في ذلك النَّصائح الزوجية.

= التَّعْليمات الخاصَّة بالتَّنْبيه الجنسي الأكثر فعَّاليةً.

= التَّخلُّص من المثبِّطات أو المَحْظورات الجِنْسية.

= التَّعرُّف إلى الأوهام الجنسيَّة، والمُعَوِّقات، والمحرَّمات، والأَساطير والتَّخلُّص منها.

= الرُّهَيْمات (الكريمات) أو المراهم.

= أجهزة التَّخْلية أو الحلقات المضيِّقة.

= الحقن القضيبيَّة.

= الغرسات الإحليلية للأَلْبروستاديل PGE1.

= التَّحْسين الجراحي للتَّرْوية الدموية للقضيب.

= تَصْحيح حالات التَّسرُّب الوريدي القضيبـي.

= البدائل أو العصيات أو الطُّعوم البِدْليَّة للقضيب.

= الأَعْشاب والمُنْتَجات الطَّبيعية الأخرى.

كما أنَّ عدداً من المواد والطرق التَّجْريبية تستحق المزيدَ من الاهتمام.

تبدأ المعالجةُ عادةً بأبسط الطُّرق، مثل مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 التي تؤخذ عبر الفم؛ وفي حالةِ الإخفاق (وهذا ما قد يحصلُ لدى نحو 30 - 50٪ من الحالات)، تُقدَّمُ التَّعليماتِ من جديد بشأن التَّطْبيق الصحيح لهذه الأدوية أو التَّحوُّل إلى دواءٍ آخر منها؛ فإذا ما أخفقت المعالجةُ مرةً ثانية أو في حالة الرَّفض من قِبَل المريض، عندها يشتملُ الخطُّ الثاني من المعالجة المحافِظَة على أجهزةِ التَّخْلية والغِرْسات داخل الإحليل، والحُقَن داخل الجسم الكهفي، وحتَّى بَعْض المُنْتَجات الطبيعيَّة والأعشاب؛ وقد تضمُّ هذه العلاجات توليفةً من بَعْض هذه الطُّرُق ومُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5. وفي حال إخفاق ذلك أيضاً، يمكن غرز البدائل أو العصيات داخل القضيب، أو القيام باستقصاء الجهاز الوعائي القَضيبي في حالاتٍ مختارة للأخذِ بعين الاعتبار طرق التَّصْحيح الجراحي الأخرى.

وفي المعلوم أنَّ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 لا تشفي المرضَ أو الاضطراب الأصلي المسبِّب للعجز في تحقيق الانتصاب، وإنَّما تساعدُ الرَّجُل على إنجازِ حالةٍ شَبيهة بالانتصاب الطبيعي ذات صلابة كافية للنَّجاح في الإيلاج، والمجانسة، والإشباع الجنسي. ولتَشْبيه ذلك، فهي تماثل استعمالَ مُعِينَة سَمْعية عِنْدَ مريضٍ مصاب باضطرابٍ شَديد في السَّمْع، حين يمكن الشِّفاءُ من الضَّرر أو المرض في عصبه السَّمْعي؛ فالمُعِينَةُ السَّمْعية ببساطة تسمح للشخص بتجاوزِ المشكلة الأساسية التي لا تزال موجودةً.

التَّشْخيصُ وأَهْدافُ المعالجة

نقولُ من جديد إنَّ أفضلَ معالجةٍ لأيَّةِ حالةِ عجز في تحقيق انتصاب ينبغي أن تكونَ بسيطةً وغير جراحية - ما أمكن - وفعَّالة، ومقبولة، ومُتَّفق عليها مع المريض وزوجته حسب ظروفهما النَّفْسية والجسدية الخاصة. كما ينبغي أن تَسْتَهْدِفَ سببَ العجز في تحقيق الانتصاب وتشفيه إن أمكن، وأن تكونَ ذات معدَّل نجاح مرتفع ومعدَّل مضاعفات منخفض. ويجب - في أسوأ الحالات - أن تُعيد للرَّجُل قدرتَه الجنسية، وتكون ذات تأثيرات جانبية قليلة أو معدومة، ويمكن تحمُّلُها.

اختيارُ الطَّبيب

ينبغي أن يختارَ الرَّجُلُ الذي يسعى إلى التَّشْخيص والمعالجة الطَّبيبَ أو الأطبَّاء الذين يَثِقُ بهم للحصول على أفضل النَّتائج. كما ينبغي لأيِّ رجلٍ يُشْتَبَه بأنَّ لديه عجزاً في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه، أو سبق أن شُخِّصَ لديه ذلك، ألاَّ يتِّجِه نحو أيِّ شَكْل من المعالجة قبل استشارةِ طبيب خبير في هذه الناحية؛ ويُفَضَّلُ أن يكونَ مختصاً في جراحة المسالك البولية والتناسلية، وذلك للحصولِ على تَقْييم طبي كامل لكشف أيَّةِ اضطرابات طبِّية مسبِّبة أو مساهمة في العجز الجنسي لديه.

عِنْدَ اختيارِ الطَّبيب أو المُعالِج، يجب أن يركِّزَ المريضُ على خبرة الطَّبيب السَّريري، وتجربته، ومعرفته، ومهاراته، وشخصيته، ومؤهِّلاته، وموضوعيته، والنَّتائج السَّابقة التي حققها، وأسلوبه "السَّريري"، والطرق العلمية التي يطبِّقُها على المشكلة، والثِّقَة به. ويُنْصَح على الدَّوام - إن أمكن - بتحرِّي ذلك مع مرضى آخرين عولجوا من قبل أطبَّاء أو معالجين مختلفين؛ فهؤلاء المرضى يمكن أن تكونَ لديهم بَصيرة قيِّمة نحو مهارات الطَّبيب، فَضْلاً عن النَّتائج والرِّضا اللذين يتوقعوهما.

كما يجب على المريض أن يكونَ متيقِّظاً نحو ما يُدْعَى الاختصاصي الذي يرغب بعَرْض آرائه عليه، وأن يكونَ شكوكياً حول أي طبيب يرغب بتجربةِ أعشاب، أو جرعات، أو دَهونات، أو أجهزة غير مصادَق عليها، أو الذي يَدَّعي الخبرةَ في بعض الإجراءات الغامضة وغير المألوفَة. وينبغي عليه أن يبتعدَ عن أيِّ طبيب يرفض مناقشةَ المشكلة أو الإجابة عن جميع أسئلته، أو تقديم كلِّ المعلومات التي يحتاجها عن المجال الكامل للخيارات العلاجية المتوفِّرة؛ وعليه أيضاً أن يَضْمَنَ بالطَّبْع ألاَّ يقعَ في يَدِ دجَّال يَعْدُه "بحبَّةٍ أو جرعة سحريَّة" كشفاء مؤكَّد وسريع للعجز الجنسي لديه.

تحملُ هذه الملاحظاتُ ضِمْناً تحذيراً للمشتري، فهناك بالطَّبْع إدراكٌ لدى الكثير من النَّاس، سواءٌ داخل المجتمع الطبِّي أو خارجه، للمشكلةِ الأخلاقية في "التجارة التي تتناول موضوع العجز الجنسي". وقد يكونُ لدى بعض الخبراء والأطبَّاء السريرين حماسةٌ قويَّة للتَّميُّز الشَّخْصي أو المكافأة المالية؛ إذ يمكن أن يحصلَ باحثٌ ما مثلاً على نتائج دراسةٍ لم تَضَعْ استنتاجَها على أساس الدَّليل الحقيقي، أو يمكن أن يُطَبِّقَ طبيبٌ اختصاصي في المسالك البولية ضَغْطاً غير مناسب على رجلٍ ما لكي يخضعَ لإجراء جراحي واسع، عندما تُعْطي المعالجةُ الأقل اتساعاً نتائجَ أقلَّ جودة لكن من دون أخطار ومضاعفات على المدى البعيد.

يجب على الرَّجُل الذي يَنْشُدُ المساعدةَ في مشكلته الجنسية أن يُصِرَّ على المعرفة الكاملة حول تَشْريح الأعضاء الجنسية وفيزيولوجيتها، وتفاصيل الآليات الجنسية الطَّبيعية، وأسباب العجز الجنسي لديه. كما عليه أن يكون مقتنعاً بالخبرة والحافز العام لدى طَبيبه قبلَ أن يوافقَ على أيَّةِ اختبارات تشخيصيَّة أو إجراءات علاجية؛ فإذا لم يكنْ المريضُ واثقاً تماماً بالطَّبيب وخبرته، أو كانت لديه أيَّةُ شُكوك متبقِّيَة حول المعالجة المقترحة، فقد يكونُ من الحكمة أن يسعى إلى الحصولِ على آراء طبِّية أخرى.

تحقيق التَّشْخيص

حتَّى تَكونَ فرصُ النَّجاح أقصى ما يمكن، يجب تفصيلُ معالجة العجز في تحقيق الانتصاب بحيث تلائم - ما أمكن - مسبباته المُقَيَّمة طبِّياً. كما أنَّ الفحصَ التَّشْخيصي يمكن أن يُظْهِرَ أمراضاً أخرى، مثل الحالات القلبيَّة الوعائية الشَّديدة التي - فَضْلاً عن كَوْنِها مهدِّدة للحياة - قد تمنع أو تؤخِّر بالضَّرورة استعمالَ بعض علاجات العجز في تحقيق الانتصاب.

لكن، هناك وللأسف عدد كبير من الرِّجال يكونون عُرْضَةً لسَيْلٍ من الاختبارات والمعالجة الهجومية للعجز في تحقيق الانتصاب المُفْتَرَض عندما تكونُ مشكلتُهم المشخَّصة خطأً خلال مقابلتهم هي - في الواقع - قذفاً باكراً أو نَقْصاً في الرَّغبة الجنسية. وقد يوضعُ التَّشْخيصُ الصَّحيح، كما هو مفصَّل في الفصل السابع، من خلال قصَّةٍ شاملة ودقيقة مشفوعة بفحصٍ سريري ومُثْبَتَة باختباراتٍ بسيطة. وقد لا يحتاجُ الرَّجُلُ المصاب بالعجز الجنسي أحياناً إلى أكثر من الطَّمْأنة وبعض الطُّرق العلاجية البسيطة لتَحْسين صحَّته العامَّة وعافيته، وإلى تثقيفٍ جنسي جيد للتَّخلُّصِ من الأساطير، والأوهام، والمثبِّطات الجنسية. وبالنِّسبة إلى الرِّجال الذين يحتاجون إلى هذه النَّماذج من المعالجة فقط، لا حاجةَ إلى مجموعةِ الاختبارات المعقَّدة والمكلفة والتي قد تؤدي إلى نتائج عكسية أيضاً.

يَعْتَقِدُ الكثيرُ من الأطبَّاء بأنَّه، في حالاتِ العجز في تحقيق الانتصاب المُشْتَبَه، تكونُ الاختباراتُ الواسعة غيرَ مفيدةٍ طبياً وغير مُجْدِيَة اقتصادياً، وهم يُفَضِّلون تجاوزَها. وغالباً ما يشيرُ الطَّبيب أو يبدأ بالمعالجةِ الدَّوائية بأحد مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 بَعْدَ تشخيص عجز في تحقيق الانتصاب لدى المريض، من خلال قصَّة شاملة، وفحص سريري، وبعض اختبارات الدَّم الأساسية، وذلك عندما لا يجدُ موانِعَ استعمال طبِّية، ويحصل على موافقةِ المريض.

تحذير: يُعَدُّ عملاً غبياً ونصيحةً سيِّئة أن تُطْلَبَ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 عن طريق الإنترنت، أو أن تحصل عليها من الأصدقاء أو الصيدليات من دون وصفة، أو عند استعمالِ خلطة غير مُصادَق عليها ومن دون استشارةٍ طبية سابقة؛ فهذه الممارساتُ الواسعة الانتشار يمكن أن تؤدِّي إلى مضاعفاتٍ خطيرة ومميتة أحياناً، وينبغي حظرُها تماماً.

أهمِّيةُ التَّشْخيص الدَّقيق لاختيار المعالجة الصَّحيحة

عبد الله رجلٌ بعمر 45 سنة، سَعَى إلى المساعدةِ الطبِّية لإصابتِه بعجز في تحقيق الانتصاب منذ نحو 12 شهراً؛ وبعد أن قابلَه طبيبُ المسالك البولية، وقامَ بالفحص السريري (للأعضاء التَّناسلية بشكلٍ رئيسي)، طَلبَ منه إجراءَ اختبارات دم لمستويات السُّكَّر والتِّسْتوستيرون والبرولاكتين. وعندما لم تُظْهِرْ نتائجُ الاختبارات أيَّةَ شُذوذات، وصفَ الطَّبيبُ له الفياغرا، لكنَّ عبدالله لم يُبْدِ استجابةً إيجابية للدَّواء. وعندما عادَ عبدالله للمتابعة، لأنَّ حالتَه لم تتحسَّنْ، نُصِحَ بأن يخضعَ لجراحة لإدخال أو زَرْع بِدْلَة قضيبيَّة.

قَرَّرَ عبد الله بشكل صائب أن يسعى للحصول على رأي آخر، لذلك استشارَ جراحاً آخر مختصاً في المسالك البولية والتناسلية، ولديه خبرةٌ واسعة في الطبِّ الجنسي. وعندَ مقابلته لهذا الطَّبيب، اكتشف الطَّبيبُ وجودَ قصَّة هامَّة لمشاكل مهنية وزوجية تصادفت مع الوقت الذي بدأت فيه الصعوباتُ الجنسية عِنْدَ عبد الله. وقد كانَ الفَحْصُ السَّريري واختبارات الدم الروتينية ضمن المجال الطَّبيعي، وأَظْهَرَ حقن الأَلْبروستاديل PGE1 في الجسم الكهفي انتصاباً جيِّداً في العيادة؛ وأُحِيلَ عبدالله إلى طَبيب نفسي وناصح في أمور الزَّواج؛ وقد أثبتَ هذا الطَّبيبُ تشخيصَ عجز في تحقيق الانتصاب نفْسي المنشأ، وعولج عبدالله بنجاحٍ بالمعالجةِ الجنسية.

ربَّما ماكان عبد الله ليصاب بضَرر لو أنَّه وافق مبدئياً على غرز البدائل السيليكونية، وبذلك يحصلُ على القدرة على الانتصاب عِنْدَ الطَّلب، لأنَّ تلك البدائل تَتَّصِفُ بمعدَّلات نجاح مرتفعة. ومع ذلك، هناك دواعي استعمال وموانع استعمال خاصَّة بها، ويجب أن يُحْتَفَظَ بها كخيارٍ علاجي أخير عندما تخفقُ جميعُ الأساليب العلاجية الأخرى، حيث يحمل الإدخالُ الجراحي للبدلات مخاطرَ متأصِّلة ومضاعفات طبِّية وميكانيكية محتملة، فضلاً عن الإجهاد الجسدي، والنَّفْسي، والتَّكْلفة العالية.

اختيارُ المعالجة

من المهمِّ أن نفهمَ بأنَّ القليلَ من الخيارات العلاجية المتوفِّرة يمكنه أن يعيدَ الانتصاب الطَّبيعي بشكلٍ كامل؛ فالأسلوبُ العلاجي يساعد الرَّجُلَ المصاب بعجز جنسي على بلوغ انتصاب قوي والمحافظة عليه غالباً لإنجاح المجانسة، لكن من دون التَّصَدِّي للأسبابِ الرئيسيَّة للعجز الجنسي لديه أو تَقْديم حَلٍّ دائم. وفضلاً عن ذلك، قد لا تشبه أشكالُ الانتصاب تلك الانتصاب الطَّبيعي بشكلٍ كامل في جودته، وعفويته، وصلابته، ومدَّته. كما أنَّ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 مثلاً هي مُعَزِّزات جنسيَّة وليست مُحَرِّضات، ولذلك ليس لها تأثيرٌ مطلقاً في إحداث الانتصاب من دون تَنْبيه جِنْسي، فضلاً عن أنها لا تزيدُ الرَّغْبَةَ الجنسية.

غير أنَّ ذلك لا يعني بأنَّ العجز الجنسي مرضٌ عضال، أو أنَّ "المصابَ بالعجز سيبقى كذلك دائماً" مثلما يرى بعضُ المعالجين خطأً؛ ففي الواقع، قد تكفي لدى نحو 35٪ من المرضى المختارين بدقَّة بعضُ التَّدابير السُّلوكية البسيطة لاستعادةِ الأداء الجنسي الطَّبيعي من دون الحاجةِ إلى المزيد من المعالجة؛ ومن هذه التَّدابير التَّوقُّفُ عن التَّدْخين، وإجراء التَّمارين اليوميَّة، والنِّظام الغذائي المتوازِن، وتَخْفيف السِّمْنَة، والتَّقليل من تناول الكحول، وتجنُّب الأدوية المحظورة والستيرويدات، والتَّوقُّف عن بَعْض العقاقير، وتفريج القلق والكرب، أو حتَّى تَعلُّم الطرق الصحيحة للمجانسة. ويمكن، في بعض الحالات الأخرى، أن يُسْتَعادَ الانتصاب الطَّبيعي بتدابير طبِّية معيَّنة، مثل التَّعْويض عن المستوياتِ الهرمونية المنخفضة، وإصلاح الانفتاق القُرْصِي، وتجاوز الانسداد الشِّرْيانِي.

كما ترى، يكونُ من الهامِّ جدّاً أن ينظرَ المريضُ إلى حالته الخاصَّة بالنِّسْبة إلى العوامل القابلة للتصحيح؛ فإذا جرى تَصْحيحُها بالمساعدة التخَصُّصية والقدرة الإراديَّة الشَّخْصية، يمكن أن تساعدَه على استعادةِ الفُحولِيَّة الكاملة من دون الحاجة إلى تدخلات علاجيَّة اصطناعيَّة وواسعة. وينبغي تَفْسيرُ جميعِ الخيارات العلاجية، ومعدَّلات نجاحها، وأخطارها، وفوائدها، ومضاعفاتها المحتملة، وكلفتها للمريض (وزوجته) من قِبْل الطَّبيب المعالِج.

تُعَدُّ المعالجةُ بمُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 فَعَّالةً بوجهٍ عام لدى نحو 70٪ من المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب؛ فإذا لم تكنْ كذلك، يُحالُ المريضُ عادةً إلى اختصاصي في جراحة المسالك البولية والتناسلية الذي يقومُ بتَقْيِيم سَببِ الإخفاق، وقد يصف خياراتٍ أخرى غير جراحية Nonaggressive options، مثل أَجْهِزَة التَّخْلية، أو الغِرْسات داخل الإحليل، أو الحُقَن داخل الجسم الكهفي؛ فإذا لم تنجحْ جميعُ هذه الخيارات، وبعد الحصول على موافقة المريض، يَتقدَّمُ طبيبُ المسالك البولية نحوَ الإدخال الجراحي للبدائل أو العصيات داخل الأجسام الكهفية ما لم يكنْ خَيَارُ المريض أو الاعتبارات الطِّبِّية الأخرى يَسْتَلْزِمان خطَّاً مختلفاً من المعالجة. ومن المهمِّ أن نفهمَ بأنَّ الجراحةَ وحدَها لاستعادة الوظيفة الجنسية أمرٌ اختياري، وليست مسألةَ حياة أو موت.

يجب الامتناعُ عن القيام بأيَّة معالجة للعجز في تحقيق الانتصاب، سواءٌ أكانت محافظةً أم مغامرة، إذا لم يكنْ المريضُ مُقْتَنِعاً تماماً بضرورتها وكفاءتها؛ فإذا لم يكنْ المريضُ مستعدَّاً لقَبول كل التَّأْثيرات الجانبيَّة أو المضاعفات المحتملة لأيِّ شكلٍ موصَى به من المعالجة، أو لم يستطعْ الطَّبيبُ المعالج أن يضمنَ بشكلٍ معقول تَوَقُّعاتِه للنَّتائج المرتقبة، فعليه ألاَّ يستمرَّ في ذلك.

كما أنه من المرغوب جدّاً أن تكونَ المعالجةُ المختارة مقبولةً تماماً من زوجة أو شريكةِ المريض، والتي ينبغي عليها أن تناقشَه بشكل صَريح وموضوعي بشأن أيَّة معالجة مقترَحَة مسبقاً. ويجب على الرَّجل المتزوِّج ألاَّ يخفي، تحت أيِّ ظرف، معالجتَه عن زوجته، لا سيَّما عندما يختار الحُقَنَ، أو جهاز التَّخْلية، أو البدلة القضيبية بشكلٍ خاص؛ فقد تكونُ دهشتُها اللاحقة سبباً في تفاقم أيَّة مشاكل جنسية وزوجية موجودة، كما أنَّها تُعَقِّدُ العجز الجنسي لديه.

أمثلة تحذيرية

تَكونُ بعضُ الطُّرُق العلاجية خطرةً، ويمكن أن تكونَ غيرَ ضروريةٍ عند وجود خيارات أخرى. ومن المفضَّل والآَمَن دائماً معالجةُ المريض بأبسط الطُّرق أوَّلاً، والتقدُّمُ بالتَّدْريج نحو الوسائل الأكثر جراحية إذا لم تنجحْ تلك الطُّرُقُ.

لا يُنْصَحُ، على سَبيل المثال، عادةً بإدخال بدائل أو عصيات لرجلٍ شاب مصاب بعجز في تحقيق الانتصاب نَفْسي المنشأ، لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى مشاكلَ نفسية تلي الجراحة، وإلى نقصٍ في الإشباع أو الرِّضا، وتفاقم في الاضطراب النَّفْسي ومشاكل قانونية. ويمكن أن تُجْرَى هذه الجراحةُ في حالاتٍ نادرة إذا أَخْفَقت كل الخيارات العلاجية الأخرى، وتُتْبَع بطلب المشورة، والقيام بتَقْييم نفسي شامل، ومعالجة نفسية من قِبَل طبيب نفسي خبير يَنْصَحُ بهذه الجراحة، ويوافق عليها.

من المهمِّ جدّاً لأيِّ مرشَّح للبدائل أو العصيات أن يفهمَ بأنَّ إدخالَها يخرِّب بشكلٍ دائم معظمَ النَّسيج الكهفي داخل القضيب، جاعلاً الأنماط الأخرى للمعالجة غير قابلة للتَّطْبيق مستقبلاً، وأنَّها قد تقصِّر طولَ القضيب أيضاً. ولإيضاح هذه النُّقطة، خُذْ بعين الاعتبار مريضاً مصاباً بعجز في تحقيق الانتصاب نفسي المنشأ بشكل صرفٍ عُولِج بدايةً ببدلةٍ قضيبية؛ فإذا أمكن لاحقاً تدبيرُ مشاكله النَّفْسية بنجاح ورغب بنـزع البِدْلَة، فسيبقَى لديه بشكل مؤكَّد عجز جنسي عضوي جزئي أو تام بسبب التَّخرُّب النَّسيجي الناجم عن إدخال الجهاز، وعادةً لن تنجحَ أيَّةُ معالجةٍ أخرى.

الآن، خُذْ بعين الاعتبار رجلاً مصاباً بداءٍ وعائي شديد ومعمَّم أتى على شرايين قضيبه، ولديه استجابةٌ سلبية نحو حقن موسِّعات الأوعية داخل القضيب؛ فقد يحتاجُ إلى تَقْييم أشمل للجهاز الوعائي القضيبي لديه، لا سيَّما إذا لم يستجبْ للمعالجة بمثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 والعلاجات غير الجراحية الأخرى. وقد يحتاجُ هذا المريضُ في نهاية المطاف إلى بدائل أو عصيات سيليكونية أو جراحة وعائية حسب عمره والحالة الوعائية المُسْتَبْطِنَة لديه.

تبدأُ معالجةُ الرَّجُل المصاب بداء السكري والذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب، وليس لديه داءٌ وعائي، أو عصبي، أو هرموني، أو بولي تناسلي، أو نفسي شديد، بالأدوية البسيطة والمأمونة. ولكن قد لا يكونُ داء السكري لدى المريض بالضرورة هو أساس مشكلته الجنسية، إذ يمكن أن تَكونَ عواملُ عضوية أو نفسية أخرى هي الأسباب الرئيسية فعلاً؛ فإذا كانَ المريضُ يتناول أدويةً مضادة لارتفاع ضغط الدَّم، مثل المدرَّات أو مُحْصِرات بيتا كالبروبرانولول Propranolol، ومن المعروف أنّ كلاً منهما يسبِّبُ عجزاً في تحقيق الانتصاب، عندها يمكن استبدالُها بأدويةٍ أخرى مضادَّة لارتفاع ضغط الدَّم، وقد يحوِّلُه الطبيب المختص بالمسالك البولية إلى مُحْصرات قَنَوَات الكالسيوم أو محصرات ألفا أو الموسِّعات الوعائية. ومن جهةٍ أخرى، إذا لم يُظْهِرْ التقييمُ الشَّامل أسباباً عضوية أو نفسية محدَّدة، يمكن أن يوصفَ للمريض أحدُ مثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5، ويُنْصَحُ بالتَّوَقُّف عن التَّدْخين (إذا كان مدخِّناً)، وإنقاص الوزن، والقيام بالتَّمارين.

لا يُنْصَحُ بالمعالجةِ بالتِّسْتوستيرون عندَ كل الرِّجال المسنَّين، ويندرُ أن تكونَ مفيدةً إلاَّ لدى بعض الرِّجال المصابين بنقصٍ هام في مستوياتِ التِّسْتوستيرون (لا سيَّما التستوستيرون الحر في المصل؛ انظرْ إلى الفصل 16)؛ وحتَّى بالنِّسبة إلى بعض هؤلاء المرضى، قد لا تعطي الإعاضةُ الهرمونية نتائجَ جيِّدة؛ وينبغي تجربةُ خياراتٍ علاجية أخرى، مثل إضافة أحد مثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5. وعلاوةً على ذلك، قد تحمل المعالجةُ بالتِّسْتوستيرون بعضَ التَّأْثيرات الجانبيَّة، مثل تَوَقُّدِ سرطان البروستات، واحتباس الماء والصوديوم، وشُذوذ استقلاب الشَّحْميات مع ارتفاع كوليسترول المصل وخلل الوظيفة الكبدية، وزيادة عَدَد الكريَّات الحمراء مما قد يؤدِّي إلى انسدادٍ وعائي، والنعاس خلال النهار، والشخير الشديد أثناء النوم وتقطع النفس أثناء النوم الذي قد يكون خطيراً، وبحالات نادرة قد يكون مميتاً.

تَدْبير ُالعجز في تحقيق الانتصاب التَّالي لمعالجةِ سَرَطان البروستات

يُعَدُّ سرطانُ البروستات الورمَ الخبيث الأكثر شيوعاً لدى الرِّجال بعد سنّ الخمسين، وهو السَّببُ الثالث الأكثر شيوعاً للوفيات في هذه الفئة من الأعمار في الولايات المتحدة ومعظم أوروبا الغربية بعد سَرَطان الرئة والقولون. وتقومُ معالجته حسب درجة الورم، ومرحلته، وعمر المريض، والأمراض المرافقة الموجودة، والمستوى البدئي للمستضد النَّوْعي للبروستات (PSA) في المصل، وما إذا كانَ السرطانُ قد انتشرَ أبعد من البروستات. ويُعَدُّ اختيارُ المعالجة قراراً مشتركاً بين طبيب المسالك البولية والمريض الذي ينبغي أن يكونَ قد حصلَ على تثقيفٍ كامل حولَ جميع الخيارات العلاجية، ومعدَّلات النَّجاح، والفوائد، والمخاطر، والتَّأْثيرات الجانبية، والمضاعفات.

بالنِّسْبة إلى السَّرطانِ غير المتقدِّم والمحصور بالبروستات تماماً، تقومُ أكثرُ العلاجات شيوعاً على الانتظار المراقَب أو الاستئصال الكلي للبروستات أو المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الكَثَبِيَّة (غَرْس بذور مشعَّة في البروستات). أمَّا بالنِّسبة إلى السرطان المتوضَّع المتقدِّم، فقد يكونُ معيارُ التَّدْبير هو الاستئصال الكلي للبروستات، وربَّما مع المعالجة الهرمونية، أو بالمشاركة بين المعالجة الإشعاعية والهرمونية. وفي حالةِ النَّقائِل المنتشرة (بشكلٍ واسِع)، يمكن أن تكونَ المعالجةُ المنتخبة (من دون استئصال البروستات) هي المعالجة الهرمونية باستعمالِ ناهِِضات الهُرْمون المُطْلِق لمُوَجِّهَةِ الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة أو مُناهِضاتِه أو مضادَّات الأندروجينات أو الهرمونات الأنثويَّة أو الخصاء.

يَتفاوتُ معدَّلُ حدوث العجز في تحقيق الانتصاب، بعد الاستئصال الجراحي الكامل للبروستات والحويصلات المنوية، ما بين 20 - 100٪ حسب عمر المريض، ووجود الانتصاب الجيِّد قبل الجراحة، والمحافظة على الحزم العصبيَّة الوعائية (الأعصاب والأوعية التي تغذِّي النَّسيجَ الكهفي في الجسم الكهفي)، والأمراض المرافقة (مثل داء السكري، أو فرط ضغط الدَّم، أو التَّصلُّب العصيدي)، ومرحلة الورم وخبرة الجراح؛ فبالنِّسبة إلى المرضى الذين عولج سرطانُ البروستات لديهم بالمعالجة الإشعاعية الخارجية التي تؤدِّي إلى تثخُّن بطانة الأوعية القضيبية، يزداد معدَّلُ وقوع عجز في تحقيق الانتصاب بعد المعالجة شيئاً فشيئاً مع الزمن، حيث يبلغ 50 - 80٪ بعد 3 - 5 سنوات. وتتصاحبُ المعالجةُ الكَثَبِيَّة بأقل معدَّل لعجز في تحقيق الانتصاب التَّالي للمعالجة، وهو 10 - 30٪.

بعد استئصالِ البروستات، يمكن أن يحتاجَ المريضُ إلى زهاء سَنتين ليستعيدَ فحوليتَه الجنسية، باستعمال أو من دون استعمال مثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 أو معالجة غير هجومية أخرى للعجز في تحقيق الانتصاب. ولكنَّ عدداً من الدراسات السَّريرية أظهرت أنَّ التَّأْهيلَ الجنسي بالمعالجاتِ غير الهجومية، ابتداءً من مضيِّ بضعة أسابيع على الجراحة، يمكن أن يساعدَ الكثيرَ من هؤلاء المرضى على استعادة فحوليَّتهم بشكلٍ أبكر بكثير وبمعدَّلات أكبر من النَّجاح.

في إحدى الدِّراسات على مرضى أمكنَ الحفاظُ على حزمةٍ عصبية وعائية أو حزمتين لديهم، لكن مع استمرار عجز في تحقيق الانتصاب بعد سنتين من الجراحَة، أظهرَ كلُّ واحدٍ من مثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 (الفياغرا، والسيالس، والليفيترا) نتائجَ مشجِّعة عندما استُعْمِلَ يومياً أو عِنْدَ الطَّلَب قبل المجانسة. وسجَّلَ نحو 60 - 70٪ من الرِّجال الذين تناولوا الدَّواءَ تحسُّناً في الانتصاب بالمقارنةِ مع نحو 24٪ من الذين تناولوا الأقراص الكاذبة. وعَلاوةً على ذلك، استعادَ نحو 60 - 70٪ من الرِّجال الذين حصل لديهم تحسُّنٌ في الانتصاب القدرةَ على بلوغ انتصاب قوي بما يكفي للإيلاج وبفترةٍ كافية لنجاح المجانسة، لا سيَّما عندما طُبِّقت جرعةٌ منخفضة من الفياغرا (25 مغ) ليلاً حتى 52 أسبوعاً بالمقارنةِ مع نحو 30٪ لدى الذين تناولوا الحبوب الكاذبة.

يمكن أن تفيدَ الحُقَنُ داخل القضيب أيضاً؛ فحقنُ الألبروستاديل PGE1 أسبوعياً ولمدَّة 6 أشهر، لمعالجةِ العجز في تحقيق الانتصاب التَّالي لاستئصال البروستات الكلي مع الحفاظ على الأعصاب بالجانبين، ساعدَ 67٪ من المرضى على استعادة انتصاب قوي كافٍ للمجانسة، بالمقارنة مع 20٪ عند أولئك الذين لم يعالجوا به. وفي حالات عدم الاستجابة لمثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، يمكن أن يؤدِّي إشراكُها مع حُقَن الأَلْبروستاديل أو التريمكس داخل الجسم الكهفي إلى العودة الباكرة للانتصاب الطَّبيعي.

تُشيرُ دِراسَةٌ للتَّأْهيل الدَّوَائي للوظيفة الانتصابية، بعد الاستئصال الكلي للبروستات، إلى أنَّ العواملَ التي تتوقع بالإخفاق تشتمل على: التَّأْهيل المتأخِّر لأكثر من 6 أشهر، وعدم الاستجابة للفياغرا بعد 12 شهراً من الجراحة، والحاجة إلى حَقْن التريمكس بجرعاتٍ تزيد على 50 وحدة، والعمر فوق 60 سنة، ووجود أكثر من مرضٍ وعائي مرافق مثل داء الشَّرايين الإكليلية أو فَرْط ضغط الدَّم.

لقد نجحَتْ الإعاضةُ بالتِّسْتوستيرون في حالاتٍ مختارة من العجز في تحقيق الانتصاب التَّالي للاستئصالِ الكلي للبروستات، والمترافق مع نقص تِسْتوستيرون المصل وغير المستجيب لمثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5؛ لكنَّ هذه المعالجة يجب اللجوءُ إليها بحذرٍ شَديد وبمتابعة عن كَثَب للمستضدِّ النَّوْعي للبروستات PSA في مصل المريض بسبب خطر تجدُّد أو تَوَقُّد السَّرَطان.

في بَعْضِ الحالات التي لم يُسْتَطَعْ فيها الحفاظُ على الحزم الوعائية العصبية بسبب امتداد السَّرطان أو خباثته المرتفعة، يمكن إدخالُ بدائل أو عصيات سيليكونية داخل الأجسام الكهفية (انظرْ إلى الفصل 13) أثناء استئصال البروستات أو بعده بأشهر قليلة، ويحقق ذلك نتائج جيِّدة.

قَبولُ المعالجة أو رَفْضُها

ينبغي أن يصبحَ الرَّجُلُ المصاب بالعجز الجنسي خبيراً في خيارات المعالجة المتاحة له ونتائجها المحتملة حتى يصفو ذهنُه، وعليه أن يتذكَّر أنَّ له الخيار ليتقبَّل أو يرفض أيَّةَ معالجة مُقْتَرَحَة. لكنَّ الكثيرَ من الرِّجال - وللأسف - لا يزالون يرفضون مناقشةَ مشاكلهم الجنسية مع أطبَّائهم. وقد بَيَّنَتْ دراساتٌ سريرية عديدة أنَّه رغم توفُّر معالجات بسيطة وفعَّالة ومأمونة، لكنَّ أقلَّ من 12٪ من الرِّجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب في العالم يتقبَّلون أيةَ معالجة مهما كانت حالتُهم. وقد تستغرب أيضاً أن تعلمَ بأنَّ نحوَ 50 - 90٪ من الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي يمكن أن يرفضوا أيَّةَ معالجةٍ إضافية بعد أوَّل محاولة، أو أنهم يدخلون برنامجاً علاجياً ثُمَّ يتركونه.

لإيضاحِ الدَّوَافِع نحو السَّعْي إلى معالجة العجز الجنسي أو رفض معالجته، أجرى الدُّكتور ر. شابسيغ دراسةً متميِّزة عن "السُّلوك السَّاعي إلى المعالجة" لدى رجال تتراوح أعمارهم بين 20 - 75 سنة من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا. فمن بين 32644 رجلاً اسْتُقْصُوا باستبياناتٍ أوَّلية، أعادَ 2141 رجلاً استبياناتِ المتابعة التي أظهرت بعضَ النتائج المُدْهِشَة؛ فمن بين البلدان الستَّة، ظهرَ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ تمتلك أعلى نسبة من الرِّجال الذين يعانون من العجز والسَّاعين إلى التَّقْييم الطبِّي بمعدَّل قدره 56٪، بالمقارنة مع 48٪ في إسبانيا، ونحو 27٪ في إيطاليا وألمانيا. وكان استعمالُ الأدوية لمعالجة العجز في تحقيق الانتصاب منخفضاً جدّاً بوجهٍ عام، إذ تراوحَ ما بين 14٪ في الولايات المتحدة و8٪ في فرنسا.

لقد كانت أكثرُ الدَّوَافِع أهمِّيةً لطلب المعالجة هي الحافز الذاتِي للمريض، أو الضَّغْط من زوجته (أو شريكته)، أو بدرجة أقل مقالة في جريدة عادية، أو عرض تلفزيوني، أو إذاعي، أو إعلان تجاري في التِّلْفزيون أو المذياع أو الأفلام. ومن جهةٍ أخرى، وجد الدُّكْتور شابسيغ أنَّ أسبابَ رفض المعالجة تَضمَّنْت الفِكْرَةَ الخاطئة عن أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب نتيجةٌ طبيعيَّة للتَّقدُّم في العمر، وأنَّ الاستثناءَ هو إمكانية الشِّفاء تلقائياً مع الوقت والإحراج الشَّديد من مناقشة هذا الأمر أو التَّفْكير بأنَّ المشكلةَ لا تحصل بشكلٍ كبير بحيث تستحقُّ المعالجة.

من الواضح أنَّ ظاهرةَ المجانسة تحتاجُ إلى القدرة البسيطة لبلوغ انتصاب قوي، والمحافظة عليه لفترةٍ كافية للإشباع الجنسي عندَ الكثير من الأزواج. وينبغي أن يشتملَ ذلك على الألفة، والتَّحْضير الوجدانِي، والنَّفْسي، والعاطفي، والرومانسي للممارسةِ الجنسيَّة، مع مساهمةٍ فعَّالة من الزوجة أو الشَّريكة الجنسية، في جوٍّ استرخائي مريح حسبما يفضِّلُه كلُّ شخص.

إنَّ ما يرغبُ به فعلاً معظمُ الرِّجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب والراغبون في المجانسة هو استعادة الانتصاب الطَّبيعي والعفوي من خلال المداعبة، وليس من خلال طريقة اصطناعيَّة تستلزمها كل مجانسة، وقد تنطوي على تأثيراتٍ جانبية مزعجة. ويمكن أن تتوفَّرَ هذه المعاييرُ الرَّفيعة في المستقبل بالمعالجة الجينيَّة (انظرْ إلى الفصل 11) أو بحقن الخلايا الجزعية في الأجسام الكهفية أو بوسيلةٍ أخرى. ولكن يمكن أن تمنعَ ملايين الرِّجال في الوقت الحاضر من استعمال المعالجات المتوفِّرة الآن، مع أنَّ هذه المعالجاتِ قد تساعدهم ولو بشكل اِصْطِناعِي على تحقيق انتصاب قوي والاستمتاع بالمجانسة من جديد.

مَعاييرُ الدِّراسات السَّريرية

حتَّى لا تكونَ أيَّةُ دراسةٍ سَريرية مُنْحازةً، وحتَّى تكونَ موجوداتُ الدراسة هامَّةً إحصائياً ومصادقاً عليها للنَّشْر في مجلات محترمة مُراجَعَة من الزُّملاء، ينبغي أن تَشْتَمِلَ على بعض الشُّروط الأساسية: أن تكونَ عشوائيةً، واِسْتِباقيَّة (مستقبلية)، ومضبوطة بالبلاسبو أي الحبوب الكاذبة، ومزدوجة التَّعْمِيَة. ويعني ذلك، بالمصطلحات العادية، أن تشتملَ على عددٍ هام من المشاركين المختارين بشكلٍ موضوعي مُسْبقاً، وأن تُقارَنَ المعالجةُ بدواء ما (أحد مثبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 في هذه الحالة) مع المعالجة بالبلاسبو (الحبة الكاذبة). أمَّا التَّعْميةُ المزدوجة فتعني الجهلَ التَّام من جانب المشاركين والأطبَّاء المعالجين بأنواع الأقراص المعطاة لهم. وفي سياقِ الدراسة، يمكن أن يُحوَّلَ المشاركون من دواءٍ (أو بلاسبو) إلى آخر، مع استخدام كلٍّ منهما لفترة معيَّنة، وتُتْبَع "بفترة تنظيف" أو شَطْف "للدَّواء" "Wash-out" period.

يَأخُذُ الباحثون القياسات والملاحظات الموضوعيَّة عندَ المشاركين ويسجلونها، ويمكن أن يجيب المشاركون خلال الدراسة أيضاً على استبيانات متعلِّقة بالفوائد والتَّأْثيرات الجانبية التي يعانون منها. وتُحَلَّلُ النَّتائجُ بالحاسوب لمعرفةِ الأهمِّية الإحصائية من حيث الكفاءة العلاجية للدَّواء وسلامته بالمقارنة مع الحبوب الكاذبة. كما ينبغي الانتباهُ إلى حدوثِ التَّأْثيرات الجانبية لأيِّ دواء (أو بلاسبو) وشدَّتها خلال أيَّة دراسة، ليس لتقييم سلامة المركَّب الخاص فحسب، وإنَّما لأنَّ التَّأْثيراتِ الجانبية يمكن أن تَحولَ بين المرضى وبين الالتزامِ بالمعالجة الموصوفة.

descriptionالفصل العاشر: المُعَالجَةُ المُحافِظَة للعجز الجنسي: اِعْتباراتٌ هامَّة Emptyرد: الفصل العاشر: المُعَالجَةُ المُحافِظَة للعجز الجنسي: اِعْتباراتٌ هامَّة

more_horiz
الجنس المشكلات وأسبابها النفسية الدكتور لطفي الشربيني
https://www.file-upload.com/bv91mg1rri93
الجنس علي كمال (جزأين)
https://www.file-upload.com/r66rdwkxz8y1
https://www.file-upload.com/4axghaws6dy4
الموسوعة الجنسية البهجوري
https://www.file-upload.com/t4xymbz6vvoz
الجنس ومعناه الانساني كزستي بندلي (اربعة اجزاء)
https://www.file-upload.com/7pk43fgdyxqw
https://www.file-upload.com/rt6tmp53tb8r
https://www.file-upload.com/9vdyc3ryudku
https://www.file-upload.com/0prvnkh95hor
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد