منذُ إدخالِ الفياغرا (السِّيلدينافيل) من قبل شركة فيزَر، والسيالس (التَّادالافيل) من قبل شركة ليلي - أيكوس، والليفيترا (الفاردينافيل) من قبل شركة باير - غلاكسو، نشأت حربٌ تجارية بين الشركات المصنِّعة لها. وقد أنفقت هذه الشركاتُ العملاقة نحو 400 مليون دولار كمعدل وسطي بالسنة على الدِّعاية والتَّرْويج لمنتجاتها، واضعةً نُصْبَ أَعْينِها السوقَ العالميّة الكبيرة والمنفعة المحتملة، حيث بلغت العوائدُ عام 2005 نحو 2.5 مليار دولار. وتُمَثَّلُ الفياغرا حالياً نحو 60٪ من السوق العالمي، في حين يشترك السيالس والليفيترا في النسبة المتبقية وهي 40٪.
نتيجةً لما سبقَ، سمع معظمُ النَّاس عن مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 هذه، لأنَّها الأدويةَ السَّائدة الاستعمال "وعلى الهواء" في معالجة العجز الجنسي، لكنَّهم لا يعرفون إلاَّ القليلَ عن هذه الأدوية وآليَّة عملها. كما أنَّ الكثيرَ من النَّاس ليست لديهم فكرةٌ عن وجود سبل إضافية في الترسانَة المضادَّة للعجز في تحقيق الانتصاب. ويغطي هذا الفصل سلسلةَ الأدوية الفمويَّة (التي تؤخذ عبر الفم) والموضعية، والمواد الأخرى التي تقدِّم للمرضى خياراتٍ مختلفةً في المعالجة المحافظةِ للعجز في تحقيق الانتصاب.
مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5
يَتطلَّبُ الفهمُ الكامل لآليَّةِ تأثير مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 معرفةً بالملامح البارزَة لفيزيولوجيةِ الانتصاب. فعندَ التَّنْبيهِ الجنسي، يُطْلَقُ أكسيدُ النِّتْريك (NO) من النِّهايات العصبية اللاودِّية وغير الأدريناليَّة الفِعْل/غير الكولينيَّة الفِعْل (NANC)، وربما من بطانة الأوعية الدموية، في القضيب. وعندما يدخلُ أكسيدُ النِّتْريك الخلايا العضليةَ الملساء لشرايين القضيب وجيوبه الوعائية، يؤدِّي إلى تَنْبيه أنـزيم مُحَلِّقَة الغوانيلات وتحويل ثلاثي فُوسْفَات الغوانوزين (GTP) إلى أحادي فُوسْفَات الغوانوزين الحلقي (cGMP)، وهو مُرْخٍ قَوي للعضل الأملس وموسِّع وعائي، يَقومُ - بدَوْره - بتَنْشيط أنـزيم يُدْعَى كيناز البروتين ج وفَسْفَرَة بروتينات أخرى وتَحْريك الكالسيوم خارج الخلايا. كما يحصل أيضاً إنتاج أحادي فوسفات أدينين الخلقي (cAMP) الذي يشارك أيضاً في عملية الانتصاب.
تُؤَدِّي هذه السلسلةُ من الأحداث الحيوية الكيميائيَّة إلى إرخاء العضلات الملساء في الشرايين والجيوب القضيبيَّة؛ ويُمَكِّنُ لتوسُّعُ الجيوب نتيجة تَدفُّقِ الدَّم إلى داخل القضيب تحت ضغطٍ عالٍ، وانسداد الأوردة القضيبيَّة نتيجة ضَغْط تلك الجيوب على الغلالة البيضاء التي تقع على سطحها، أن يحجز الدَّمُ في القضيب، ثمَّ يزداد الانتصاب النَّاتِج بفعل التَّقلُّص اللاحق للعضلات حول جذع القضيب. وبذلك، تساهمُ الموادُ المحرِّضَة للانتصاب في إحداث الانتصاب والمحافظة عليه.
بعدَ فترةٍ من الزمن، يتدخَّلُ الأنـزيم المضاد للانتصاب الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 لإلغاءِ هذا الحدث السَّعيد من خلال تخريب أحادي فُوسْفَات الغوانوزين الحلقي الفعَّال إلى ثلاثي فُوسْفَات الغوانوزين غير الفعَّال، ممَّا يقودُ إلى تراجعٍ تدريجي في الانتصاب رغم جهود أُكْسيد النِّتْريك للمحافظة عليه. خلال هذا الصِّراع بين المواد المحرِّضَة للانتصاب والمضادَّة له، تتدخَّلُ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، حيث تقومُ هذه الأدويةُ بلَجْمِ تأثير أنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 في أحادي فُوسْفَات الغوانوزين الحلقي، وبذلك تُعَزِّزُ ارتخاءَ العضل الأملس في الشرايين والجيوب، وتحافظ على انتصاب قوي. لكن تَذَكَّرْ أنَّ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 ليس لها أيُّ تأثيرٍ في الرَّغْبة الجنسية، وهي لا تعمل في غيابِ التَّنْبيه الجنسي.
يُعَدُّ كلٌّ من الفياغرا، والسيالس، والليفيترا دواء فعالاً وآمناً. وتَشْتَرِكُ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 بمزايا خاصة بكل منها؛ أي في نشاطِها ومآلها في الجسم مع مرور الوقت، بما في ذلك امتصاصها، وتوزُّعها، وتحوُّلها الحيوي، وإفراغها (وتُفَسِّرُ الحَرائِكُ الخاصَّة بالسيالس الفترةَ الطَّويلة للتَّأْثير واختلاف شاكلة تَأْثيراته الجانبية المختلفة، كما هو مُبَيَّن لاحقاً). وتعدُّ السرعةُ، والمدَّة، والكفاءة، والتَّأْثيرات الجانبيَّة المميِّزة لكلِّ واحدٍ من مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 مُحَدِّدات هامَّة في اختيار أفضل دواء للرَّجُل الذي يعاني من العجز الجنسي.
هناك حَقائقُ عن مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، مثلما ذُكِرَ حديثاً في الأدب الطبِّي وعُرِضَ في المؤتمرات الدولية، وهي تُكْمِلُ خبرتِي أيضاً في معالجةِ آلاف المرضى بهذهِ الأدوية.
الفاعليَّة
تُعَرَّفُ الفاعليةُ بالنسبة إلى مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 بأنَّها تركيزُ الدَّواء الذي يسبِّب تثبيطَ أنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 بنسبة 50٪، وتُقاسُ بقيمةٍ تُدْعَى IC50، وعليه يكون:
مجالُ IC50
3.3 - 6.6
الفياغرا
0.94 - 0.99
السيالس
0.14 - 0.7
الليفيترا
كلَّما كانت القيمةُ IC50 أصغر، كان الدَّواءُ أكثرَ فاعلية. وكما هو مُبَيَّن في الجدول السَّابق، يُعَدُّ الليفيترا الأكثر فاعليةً من النَّاحية الكيميائية الحيوية. لكن من الواضح أنَّه لا يوجد أحدٌ يعرف ما إذا كانت الفاعليةُ الحيوية الكيميائية تَرْتَبِطُ بالفاعليةِ السَّريرية وتُتَرْجَمُ إلى كفاءةٍ عالية في الاستعمال الحقيقي.
سُرْعةُ التَّأْثير ومُدَّتُه
استناداً إلى المُعْلِنين، يحبُّ معظمُ الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي بلوغ الانتصاب بأسرع ما يمكن بعد تناول المنشطات الجنسية، من دون الانتظارِ نصف ساعة أو ساعة للتَّمكُّن من المجانسة. وما يحدِّد سرعةُ البَدْء هو فَتْرَة التَّوفُّر الحيوي للدَّواء، والذي يعتمدُ على سرعةِ امتصاصِه إلى الدورة الدموية بعد تناوله. ويُطْلَقُ على الزمن بالسَّاعات، والذي يصلُ فيه الدَّواءُ إلى أقصى تركيزٍ له في الدَّم، اسم Tmax.
Tmax
متوسِّط البَدْء
الفياغرا (100 ملغ)
1 - 2 ساعة
14 دقيقة
السيالس (20 ملغ)
ساعتان
16 دقيقة
الليفيترا (10 ملغ)
0.25 - 3 ساعات
10 دقائق
وكما هو مُبَيَّن في الجدول السَّابِق، يتفقُ الزَّمنُ الوسطي لبَدْء تأثير هذه الأدوية مع قيمة تركيزها الأقصى Tmax عادةً. وقد أوضحت دراسةٌ مقارِنَة حديثة أنَّ بلوغَ انتصاب قوي الذي يتيح مجانسة ناجحة كانَ ضمنَ فترة 14 دقيقة لدى نحو 35٪ من المرضى الذين تناولوا الفياغرا، و16 دقيقة لدى 16٪ من المرضى الذين تناولوا السيالس، و10 دقائق لدى 21٪ من المرضى الذين تناولوا الليفيترا. وقد أثَّر الطَّعامُ، لا سيَّما الوجبة الدهنيَّة، في امتصاصِ الفياغرا والليفيترا وليس السيالس. وفي دراساتٍ أخرى، أَظهرَ ثلثُ الرِّجال الذين تناولوا الفياغرا انتصاباً في غضون 14 دقيقة، ونحو 51٪ في غضون 20 دقيقة، في حين كانَ بَدْءُ التَّأْثير لدى الرِّجال الذين تناولوا الليفيترا 14 دقيقة لدى 30٪، و25 دقيقة لدى 53٪. أمَّا بالنسبة للرجال الذين تناولوا السيالس، فقد أظهرَ 38٪ من الذين تناولوا 10 ملغ و52٪ من الذين تناولوا 20 ملغ الانتصاب بَعْدَ 30 دقيقة أو قَبْلَها على التَّرْتيب.
على مستوى الحياة الواقعيَّة، تبدأُ المركَّباتُ الثلاثة بالتَّأْثير في غضون 10 - 30 دقيقة تقريباً من تناولها، ويُظهر الليفيترا أسرعَ تأْثير. ويمكن أن يبدأَ السيالس والليفيترا التَّأْثيرَ في غضون 15 - 30 دقيقة، أمَّا الفياغرا فيستغرق عادةً نحو 30 - 60 دقيقة قبلَ المجانسة المقصودة. ولكنَّ سرعةَ تأثير الدَّواء قد تتفاوتُ من شخصٍ إلى آخر، كما يمكن أن تعتمدَ على عدَّة عوامل؛ مثل مَدْخول الطَّعام أو الكحول، ودرجة التَّنْبيه الجنسي، وشدَّة العجز في تحقيق الانتصاب، ووجود القلق، أو الاضطرابات الانفعاليَّة الأخرى.
بالمقابِل، تعتمدُ مدَّةُ تأثير الدَّوَاء في الجسم؛ ويُشارُ إلى الزَّمن بالسَّاعات، والذي ينقصُ فيه تركيزُ الدّواء حتى 50٪ من قيمته القصوى، بالرَّمْز T1/2؛ وهو يستغرقُ نحوَ أربعة أو خمسة أضعاف العمر النصفي للأدوية المفروزة من الجسم تماماً.
T1/2
4 - 6 ساعات
الفياغرا (100 ملغ)
17.5 ساعة
السيالس (20 ملغ)
4 - 5 ساعة
الليفيترا (10 ملغ)
بما أنَّ T1/2 للسيالس أطولَ بكثيرٍ من المركَّبات الأخرى، فقد تتجاوزُ مدَّةُ تأثيره أيضاً 36 ساعة تقريباً، متجاوزةً مدَّة تأثير الدَّواءَيْن الآخرين والبالغة 4 - 8 ساعات، وهذا التَّأْثيرُ قد يكونُ عظيم الفائدة، وهو ما أمكنَ إيضاحُه بشكلٍ كامل من خلال حملة الدَّعْم الخاصة بالسيالس. وقد أظهرت دراسةٌ حديثة أنَّ نحوَ ثُلْث المرضى الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب حاولوا المجانسة مرَّةً على الأقل بعد 12 - 36 ساعة من تناول السيالس، وبذلك تَجنَّبوا الحاجةَ إلى الالتزام بجدولٍ ثابت من الأُلْفَة والتَّمتُّع بمجانسة أكثر عفويةً.
هل يؤثِّر الطَّعامُ والكحول في مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5؟
استناداً إلى دراساتٍ عديدة، يؤدِّي تناولُ وجبةٍ غنيَّة بالدُّهون إلى إنقاص التَّرْكيز الأقصى للفياغرا في بلازما الدَّم بنسبة 30٪ تقريباً، والليفيترا بنسبة 18٪ تقريباً، ويؤدِّي النَّقْصُ النَّاتج في Tmax إلى تأثير كلا الدَّواءَيْن لمدَّة ساعة تقريباً. أمَّا الوجبةُ الدهنية مع السيالس فلا تسبِّب هذا التَّأْخيرَ عادةً، بسبب مدَّة النَّشاط الطويلة للدَّوَاء (حتى 36 ساعة).
أمَّا الكحولُ، وهي موسِّعٌ وعائي معروف، فقد تؤثِّر في إفراز أُكْسيد النِّتْريك من الخلايا البطانية القضيبيَّة؛ ففي إحدى الدِّراسات، لم يُؤَدِّ التَّناوُلُ المعتدل للنَّبيذ الأحمر (750 مل) - بعد ساعة من تناول الفياغرا - إلى أيِّ انخفاض في ضغط الدَّم أو إلى التَّأثيرات الجانبية الأخرى. وفي دراسةٍ أخرى، لم تحصلْ أيَّةُ تأثيرات جانبية نتيجة تناول الليفيترا في غضون 4 ساعات من تناول مقدارٍ معتدل من الكحول لا يتجاوز 0.5 غ/كغ من وزن الجسم. وفي دراسةٍ ثالثة أيضاً، لم يحصل أية دوار أو انخفاض واضحٍ في ضغط الدَّم بإشراك السيالس مع مقدارٍ معتدل من الكحول لا يتجاوز 0.6 غ/كغ من وزن الجسم؛ لكنَّ هذه التّأثيراتِ تحصل عندما يتجاوزُ مقدارُ الكحول 0.7غ/كغ (نحو 180 مل من الفودكا). وبما أنَّ التأثيرَ الموسِّع الوعائي المشترَك لكلٍّ من الكحول ومُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 يمكن أن يؤدِّي إلى هذه النتيجة، لذلك تحذِّرُ اللُصاقات الموجود على مستحضراتِ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 من هذا الاستعمال المتزامِن.
الكفاءة
لقد وُصفَتْ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 للملايين من الرِّجال في العالم منذ دخول الفياغرا، وقليلة هي الأدويةُ الأخرى التي كانَ لها مثلُ هذا الوَقْع النَّفْسي، والاجتماعي، والشَّخْصي الكبير في تاريخ الطب. وقد أظهرَتْ مئاتُ الدِّراسات العالمية (والكثيرُ منها بالطَّبع مُمَوَّلٌ من الشَّركات المُصَنِّعَة)، والتي اشتملت على ملايين المرضى، أنَّ أدويةَ الفياغرا، والسيالس، والليفيترا ذاتُ كفاءةٍ كبيرة ومتساوية (ومأمونة) لمعالجة العجز الجنسي العضوي والنَّفْسي على المدى البَعيد.
تتراوحُ معدَّلاتُ النَّجاح العالمية في تَعْزيزِ الأداء الجنسي ما بين نحو 42٪ إلى 80٪، وذلك حسب الأسباب الرئيسيَّة للعجز في تحقيق الانتصاب؛ فبالنِّسبة إلى الفياغرا مثلاً، حصل تحسُّنٌ في الانتصاب لدى 42٪ من المرضى المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب بعد الاستئصال الكلي للبروستات، و56٪ من المرضى المصابين بداء السكري، و70٪ من المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب وفرط ضغط الدَّم، و80٪ من المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب بعد إصابة النُّخاع الشَّوْكي. وعلى العموم، تَكونُ 70 - 80٪ من محاولاتِ المجانسة باستعمال مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 ناجِحةً بالمقارنةِ مع نحو 20 - 35٪ بالبلاسبو أو الحبوب الكاذبة، وذلك بالمَقايِيس الشَّخْصية أو الموضوعية في جَميعِ الفئات العمرية، وبصَرْف النَّظَر عن شدَّة العجز في تحقيق الانتصاب ومدَّته. حتى أنَّ بعضَ المرضى الذين لا يستجيبون لحقن موسِّعات الأوعية داخل الجسم الكهفي (انظرْ إلى الفصل 12)، يمكن أن يحصلوا على استجابةٍ جيِّدة للمعالجةِ بمُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5.
يُؤَدِّي نجاحُ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 في مساعدةِ الرِّجال المصابين بعجز جنسي على بلوغ انتصاب جيد، والمحافظة عليه، إلى تحسُّنٍ هام في اعتدادهم بذاتِهم وثقتهم بها وفي بلوغ النشوة، والرِّضا الجنسي، وإلى تحسّن هام في العلاقات الجنسيَّة، لكنَّها لا تؤثِّر في الشَّهْوَة الجنسية (الرَّغْبَة الجنسية). وتُبْدي معظمُ الدراسات أنَّ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 تُحَسِّن بشكلٍ هام النَّتائجَ بوسائل التَّقْييم، مثل المَنْسَب الدُّوَلِي للوظيفةِ الانتصابيَّة وشاكلة اللِّقاء الجنسي عِنْدَ معظم المصابين بالعجز الجنسي. كما أنَّ استجابةَ الشَّريكة ورضاها هما مظهرٌ هام آخر لكفاءة هذه الأدوية، حيث تُظْهِرُ كلُّ الدِّراسات تقريباً رضا الشَّريكَة عن نتائج المعالجة بمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 لدى نحو 75٪ من الحالات، بالمقارنة مع نحو 35٪ بالنِّسبة إلى الحبوب الكاذبة.
أمَّا لدى الرِّجال غير المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب، فيَكونُ تأثيرُ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 هو إنقاص فترة الحِران التَّالية للقذف، من دون إحداث أيِّ تغيُّر آخر في الوظيفة الانتصابية.
الانتقائيَّة
يَتَّصِفُ التَّصْنيفُ "الفئة 5" بالكَثيرِ من المغذى من حيث انتقائيَّةُ التَّأْثير؛ فأنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 والأنماطُ العشرة الأخرى لأنـزيمات الفُسْفُودَايسْتِراز توجدُ في القَضيب فَضْلاً عن أعضاء ونسج أخرى مختلفة في الجسم بتراكيزٍ مختلفة وبصِيَغ بنيويَّة وأنشطة مختلفة؛ وبذلك، لا تحصرُ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 أنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 في الجسمِ الكهفي فحسب، وإنَّما تواجده أيضاً في الجهاز الوعائي، والهضمي، والعصبي المركزي، ونُسُج الكلية، والمثانة، والإحليل، والقلب، والرئتين، والكبد، والدِّماغ، وصفيحات الدَّم، وعضلات السَّاقين أيضاً. لذلك، يمارسُ الفياغرا، والسيالس، والليفيترا التَّثْبيطَ بدرجاتٍ مختلفة في بعض أنـزيمات الفُسْفُودَايسْتِراز الأخرى أيضاً، ممَّا يؤدِّي إلى تأثيراتٍ جانبية مختلفة؛ فتأثيرُها المضاد للفُسْفُودَايسْتِراز من النَّمط السادس PDE-6 في الشّبكية مثلاً يمكن أن يؤدِّي إلى اضطراباتٍ بصرية، ونشاطُها المضاد لأنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من النَّمط الحادي عشر PDE-11 قد يسبِّبُ آلاماً عضلية أو ظهرية، مع أنَّ السَّببَ الدَّقيقَ لهذه الأعراض لا يزال غامضاً. وقد تساهمُ انتقائيَّةُ الدَّواء وتأثيراتُه الجانبية المرافقة (انْظُرْ لاحقاً) في اختيارِ المريض للدَّوَاء.
التَّأْثيراتُ الجانبيَّة للدَّواء، وتأثراتُه الدَّوائية، وسلامتُه
يجب ألاَّ يَسْتعمِلَ أيُّ رجل، تَحولُ حالتُه الصحِّية العامَّة دونَ المجانسة، وتحت أيِّ ظرف، أَياً من هذه الأدوية للمجانسة. كما ينبغي أن يدخلَ في هذه الزمرة المرضى المصابون بداءٍ قلبي وعائي شَديد (انظرْ إلى التَّفاصيلَ لاحقاً) أو بارتفاعٍ أو انخفاض غير مضبوط في ضَغْط الدَّم أو بفشلٍ كلوي أو اضطرابات نفسيَّة واضحة، ما لم يوافقْ على ذلك طبيبُ القلب أو طبيب المسالك البولية أو الطَّبيب النَّفْسِي المعالِج.
كما يعدُّ من الموانع المؤكدة لاستعمال أحد مثبطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 تناول المرضى أيَّ نمطٍ من أنماط النِّتْرات أو الأدوية المانحة لأُكْسيد النِّتْريك أو الأدوية التَّرْفيهيَّة التي تُسَمَّى (مثل نِتْرات الأَميل ونِتْرات البوتيل)، لأنَّ هذه المشاركةَ يمكن أن تخفض ضغطَ الدَّم بشدَّة، وقد تؤدِّي إلى مضاعفاتٍ خطيرة ومميتة أحياناً، وتشتملُ موانعُ الاستعمال الأخرى أيضاً على بعض مضادَّات الاكتئاب، والآفة الشَّبكية الوراثيَّة التي تُدْعَى الْتِهاب الشَّبَكِيَّةِ الصِّباغِي، واستعمال بَعْض مُحْصِرات ألفا مثل الكاردورا (الدُّوكسازوسين)، وحالات الفَقْدان المفاجئ للرؤية بسببِ نقص جريان الدم إلى العصب البصري (مثلما هو مفصَّل في الصَّفْحة...). كما أنَّ الدَّاءَ الكلوي الشَّديد أو القصور الكبدي الواضح يمكن أن يتطلَّبا إجراءَ تغييرٍ في جرعات مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، وتحت إشرافٍ طبي.
تُعَدُّ معظمُ التَّأْثيرات الجانبيَّة المترافقة مع مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 مشتركةً بين تلك المنشطات الثلاثة؛ وهي معتمدةٌ على الجرعةِ، وخفيفةٌ، وعابرة وتخفُّ مع الوقت ولا تستدعي سوى إيقاف الدَّواء لدى نحو 3٪ من المرضى بشكلٍ نموذجي. وتُشيرُ الدِّراساتُ إلى أنَّ أكثرَ التَّأْثيرات الجانبيَّة لمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 شيوعاً هي:
= الصُّداع - بمعدَّل وقوع يبلغُ نحوَ 15٪ من المرضى الذين يستعملون الفياغرا، والسيالس، والليفيترا مقابل نحو 3٪ عندَ الذين يستعملون الحبوب الكاذبة (بلاسبو).
= تَبيُّغ (احمرار) الوَجْه - عندَ نحو 10٪ من مُستعملِي الفياغرا والليفيترا مقابل نحو 1٪ بالنِّسبة إلى البلاسبو أو الحبوب الكاذبة.
= عُسْر الهَضْم (مع آلامٍ بطنية) بَعْدَ الوجبات - لدى نحو 4 - 7٪ بالنسبة إلى مُسْتعملي الأدوية الثلاثة بالمقارنة مع نحو 1 - 2٪ بالنِّسبة إلى البلاسبو.
تَشْتَمِلُ التَّأثيراتُ الجانبيَّة الأقل شيوعاً لمُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 على الاحتقانِ الأنفي والتهاب الأنف (التهاب الغشاء المخاطي للأنف)، ويحصلُ ذلك لدى 4 - 9٪ من المرضى الذين يتناولون الفياغرا والليفيترا مقابل 2 - 3٪ بالنسبة لمتناولي البلاسبو. وتحصلُ آلامٌ ظهرية وعضلية مع السيالس بشكلٍ رئيسي، حيث يبلغُ معدَّلُ حدوثها 4 - 10٪ مقابل 1٪ مع البلاسبو. وتُعَدُّ الاضطراباتُ البصرية مثل الاصطباغِ الأَزْرق، أو الأخضر، أو تشوُّش الرؤية، أو فرط الحساسية للضَّوْء أكثرَ شيوعاً بين مستعملي الفياغرا، بمعدَّل حدوث 4٪ تقريباً، وبدرجةٍ أقل مع الليفيترا. ويحدثُ التهابُ الجيوب، والإسهال، والأعراض الشَّبيهة بالأنفلونـزا لدى نحو 3٪ من مُسْتَعْمِلي الفياغرا والليفيترا، ولكن ليس السيالس. ويكونُ التَّآثرُ مع الأدوية الأخرى على أَشُدِّه مع الليفيترا.
لمْ يُلاحَظْ تأثيرٌ في الإنْطافِ (إنتاجِ النِّطاف) مع أيٍّ من مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 الثلاثة هذه.
نتيجةً لما سبقَ، سمع معظمُ النَّاس عن مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 هذه، لأنَّها الأدويةَ السَّائدة الاستعمال "وعلى الهواء" في معالجة العجز الجنسي، لكنَّهم لا يعرفون إلاَّ القليلَ عن هذه الأدوية وآليَّة عملها. كما أنَّ الكثيرَ من النَّاس ليست لديهم فكرةٌ عن وجود سبل إضافية في الترسانَة المضادَّة للعجز في تحقيق الانتصاب. ويغطي هذا الفصل سلسلةَ الأدوية الفمويَّة (التي تؤخذ عبر الفم) والموضعية، والمواد الأخرى التي تقدِّم للمرضى خياراتٍ مختلفةً في المعالجة المحافظةِ للعجز في تحقيق الانتصاب.
مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5
يَتطلَّبُ الفهمُ الكامل لآليَّةِ تأثير مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 معرفةً بالملامح البارزَة لفيزيولوجيةِ الانتصاب. فعندَ التَّنْبيهِ الجنسي، يُطْلَقُ أكسيدُ النِّتْريك (NO) من النِّهايات العصبية اللاودِّية وغير الأدريناليَّة الفِعْل/غير الكولينيَّة الفِعْل (NANC)، وربما من بطانة الأوعية الدموية، في القضيب. وعندما يدخلُ أكسيدُ النِّتْريك الخلايا العضليةَ الملساء لشرايين القضيب وجيوبه الوعائية، يؤدِّي إلى تَنْبيه أنـزيم مُحَلِّقَة الغوانيلات وتحويل ثلاثي فُوسْفَات الغوانوزين (GTP) إلى أحادي فُوسْفَات الغوانوزين الحلقي (cGMP)، وهو مُرْخٍ قَوي للعضل الأملس وموسِّع وعائي، يَقومُ - بدَوْره - بتَنْشيط أنـزيم يُدْعَى كيناز البروتين ج وفَسْفَرَة بروتينات أخرى وتَحْريك الكالسيوم خارج الخلايا. كما يحصل أيضاً إنتاج أحادي فوسفات أدينين الخلقي (cAMP) الذي يشارك أيضاً في عملية الانتصاب.
تُؤَدِّي هذه السلسلةُ من الأحداث الحيوية الكيميائيَّة إلى إرخاء العضلات الملساء في الشرايين والجيوب القضيبيَّة؛ ويُمَكِّنُ لتوسُّعُ الجيوب نتيجة تَدفُّقِ الدَّم إلى داخل القضيب تحت ضغطٍ عالٍ، وانسداد الأوردة القضيبيَّة نتيجة ضَغْط تلك الجيوب على الغلالة البيضاء التي تقع على سطحها، أن يحجز الدَّمُ في القضيب، ثمَّ يزداد الانتصاب النَّاتِج بفعل التَّقلُّص اللاحق للعضلات حول جذع القضيب. وبذلك، تساهمُ الموادُ المحرِّضَة للانتصاب في إحداث الانتصاب والمحافظة عليه.
بعدَ فترةٍ من الزمن، يتدخَّلُ الأنـزيم المضاد للانتصاب الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 لإلغاءِ هذا الحدث السَّعيد من خلال تخريب أحادي فُوسْفَات الغوانوزين الحلقي الفعَّال إلى ثلاثي فُوسْفَات الغوانوزين غير الفعَّال، ممَّا يقودُ إلى تراجعٍ تدريجي في الانتصاب رغم جهود أُكْسيد النِّتْريك للمحافظة عليه. خلال هذا الصِّراع بين المواد المحرِّضَة للانتصاب والمضادَّة له، تتدخَّلُ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، حيث تقومُ هذه الأدويةُ بلَجْمِ تأثير أنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 في أحادي فُوسْفَات الغوانوزين الحلقي، وبذلك تُعَزِّزُ ارتخاءَ العضل الأملس في الشرايين والجيوب، وتحافظ على انتصاب قوي. لكن تَذَكَّرْ أنَّ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 ليس لها أيُّ تأثيرٍ في الرَّغْبة الجنسية، وهي لا تعمل في غيابِ التَّنْبيه الجنسي.
يُعَدُّ كلٌّ من الفياغرا، والسيالس، والليفيترا دواء فعالاً وآمناً. وتَشْتَرِكُ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 بمزايا خاصة بكل منها؛ أي في نشاطِها ومآلها في الجسم مع مرور الوقت، بما في ذلك امتصاصها، وتوزُّعها، وتحوُّلها الحيوي، وإفراغها (وتُفَسِّرُ الحَرائِكُ الخاصَّة بالسيالس الفترةَ الطَّويلة للتَّأْثير واختلاف شاكلة تَأْثيراته الجانبية المختلفة، كما هو مُبَيَّن لاحقاً). وتعدُّ السرعةُ، والمدَّة، والكفاءة، والتَّأْثيرات الجانبيَّة المميِّزة لكلِّ واحدٍ من مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 مُحَدِّدات هامَّة في اختيار أفضل دواء للرَّجُل الذي يعاني من العجز الجنسي.
هناك حَقائقُ عن مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، مثلما ذُكِرَ حديثاً في الأدب الطبِّي وعُرِضَ في المؤتمرات الدولية، وهي تُكْمِلُ خبرتِي أيضاً في معالجةِ آلاف المرضى بهذهِ الأدوية.
الفاعليَّة
تُعَرَّفُ الفاعليةُ بالنسبة إلى مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 بأنَّها تركيزُ الدَّواء الذي يسبِّب تثبيطَ أنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 بنسبة 50٪، وتُقاسُ بقيمةٍ تُدْعَى IC50، وعليه يكون:
مجالُ IC50
3.3 - 6.6
الفياغرا
0.94 - 0.99
السيالس
0.14 - 0.7
الليفيترا
كلَّما كانت القيمةُ IC50 أصغر، كان الدَّواءُ أكثرَ فاعلية. وكما هو مُبَيَّن في الجدول السَّابق، يُعَدُّ الليفيترا الأكثر فاعليةً من النَّاحية الكيميائية الحيوية. لكن من الواضح أنَّه لا يوجد أحدٌ يعرف ما إذا كانت الفاعليةُ الحيوية الكيميائية تَرْتَبِطُ بالفاعليةِ السَّريرية وتُتَرْجَمُ إلى كفاءةٍ عالية في الاستعمال الحقيقي.
سُرْعةُ التَّأْثير ومُدَّتُه
استناداً إلى المُعْلِنين، يحبُّ معظمُ الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي بلوغ الانتصاب بأسرع ما يمكن بعد تناول المنشطات الجنسية، من دون الانتظارِ نصف ساعة أو ساعة للتَّمكُّن من المجانسة. وما يحدِّد سرعةُ البَدْء هو فَتْرَة التَّوفُّر الحيوي للدَّواء، والذي يعتمدُ على سرعةِ امتصاصِه إلى الدورة الدموية بعد تناوله. ويُطْلَقُ على الزمن بالسَّاعات، والذي يصلُ فيه الدَّواءُ إلى أقصى تركيزٍ له في الدَّم، اسم Tmax.
Tmax
متوسِّط البَدْء
الفياغرا (100 ملغ)
1 - 2 ساعة
14 دقيقة
السيالس (20 ملغ)
ساعتان
16 دقيقة
الليفيترا (10 ملغ)
0.25 - 3 ساعات
10 دقائق
وكما هو مُبَيَّن في الجدول السَّابِق، يتفقُ الزَّمنُ الوسطي لبَدْء تأثير هذه الأدوية مع قيمة تركيزها الأقصى Tmax عادةً. وقد أوضحت دراسةٌ مقارِنَة حديثة أنَّ بلوغَ انتصاب قوي الذي يتيح مجانسة ناجحة كانَ ضمنَ فترة 14 دقيقة لدى نحو 35٪ من المرضى الذين تناولوا الفياغرا، و16 دقيقة لدى 16٪ من المرضى الذين تناولوا السيالس، و10 دقائق لدى 21٪ من المرضى الذين تناولوا الليفيترا. وقد أثَّر الطَّعامُ، لا سيَّما الوجبة الدهنيَّة، في امتصاصِ الفياغرا والليفيترا وليس السيالس. وفي دراساتٍ أخرى، أَظهرَ ثلثُ الرِّجال الذين تناولوا الفياغرا انتصاباً في غضون 14 دقيقة، ونحو 51٪ في غضون 20 دقيقة، في حين كانَ بَدْءُ التَّأْثير لدى الرِّجال الذين تناولوا الليفيترا 14 دقيقة لدى 30٪، و25 دقيقة لدى 53٪. أمَّا بالنسبة للرجال الذين تناولوا السيالس، فقد أظهرَ 38٪ من الذين تناولوا 10 ملغ و52٪ من الذين تناولوا 20 ملغ الانتصاب بَعْدَ 30 دقيقة أو قَبْلَها على التَّرْتيب.
على مستوى الحياة الواقعيَّة، تبدأُ المركَّباتُ الثلاثة بالتَّأْثير في غضون 10 - 30 دقيقة تقريباً من تناولها، ويُظهر الليفيترا أسرعَ تأْثير. ويمكن أن يبدأَ السيالس والليفيترا التَّأْثيرَ في غضون 15 - 30 دقيقة، أمَّا الفياغرا فيستغرق عادةً نحو 30 - 60 دقيقة قبلَ المجانسة المقصودة. ولكنَّ سرعةَ تأثير الدَّواء قد تتفاوتُ من شخصٍ إلى آخر، كما يمكن أن تعتمدَ على عدَّة عوامل؛ مثل مَدْخول الطَّعام أو الكحول، ودرجة التَّنْبيه الجنسي، وشدَّة العجز في تحقيق الانتصاب، ووجود القلق، أو الاضطرابات الانفعاليَّة الأخرى.
بالمقابِل، تعتمدُ مدَّةُ تأثير الدَّوَاء في الجسم؛ ويُشارُ إلى الزَّمن بالسَّاعات، والذي ينقصُ فيه تركيزُ الدّواء حتى 50٪ من قيمته القصوى، بالرَّمْز T1/2؛ وهو يستغرقُ نحوَ أربعة أو خمسة أضعاف العمر النصفي للأدوية المفروزة من الجسم تماماً.
T1/2
4 - 6 ساعات
الفياغرا (100 ملغ)
17.5 ساعة
السيالس (20 ملغ)
4 - 5 ساعة
الليفيترا (10 ملغ)
بما أنَّ T1/2 للسيالس أطولَ بكثيرٍ من المركَّبات الأخرى، فقد تتجاوزُ مدَّةُ تأثيره أيضاً 36 ساعة تقريباً، متجاوزةً مدَّة تأثير الدَّواءَيْن الآخرين والبالغة 4 - 8 ساعات، وهذا التَّأْثيرُ قد يكونُ عظيم الفائدة، وهو ما أمكنَ إيضاحُه بشكلٍ كامل من خلال حملة الدَّعْم الخاصة بالسيالس. وقد أظهرت دراسةٌ حديثة أنَّ نحوَ ثُلْث المرضى الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب حاولوا المجانسة مرَّةً على الأقل بعد 12 - 36 ساعة من تناول السيالس، وبذلك تَجنَّبوا الحاجةَ إلى الالتزام بجدولٍ ثابت من الأُلْفَة والتَّمتُّع بمجانسة أكثر عفويةً.
هل يؤثِّر الطَّعامُ والكحول في مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5؟
استناداً إلى دراساتٍ عديدة، يؤدِّي تناولُ وجبةٍ غنيَّة بالدُّهون إلى إنقاص التَّرْكيز الأقصى للفياغرا في بلازما الدَّم بنسبة 30٪ تقريباً، والليفيترا بنسبة 18٪ تقريباً، ويؤدِّي النَّقْصُ النَّاتج في Tmax إلى تأثير كلا الدَّواءَيْن لمدَّة ساعة تقريباً. أمَّا الوجبةُ الدهنية مع السيالس فلا تسبِّب هذا التَّأْخيرَ عادةً، بسبب مدَّة النَّشاط الطويلة للدَّوَاء (حتى 36 ساعة).
أمَّا الكحولُ، وهي موسِّعٌ وعائي معروف، فقد تؤثِّر في إفراز أُكْسيد النِّتْريك من الخلايا البطانية القضيبيَّة؛ ففي إحدى الدِّراسات، لم يُؤَدِّ التَّناوُلُ المعتدل للنَّبيذ الأحمر (750 مل) - بعد ساعة من تناول الفياغرا - إلى أيِّ انخفاض في ضغط الدَّم أو إلى التَّأثيرات الجانبية الأخرى. وفي دراسةٍ أخرى، لم تحصلْ أيَّةُ تأثيرات جانبية نتيجة تناول الليفيترا في غضون 4 ساعات من تناول مقدارٍ معتدل من الكحول لا يتجاوز 0.5 غ/كغ من وزن الجسم. وفي دراسةٍ ثالثة أيضاً، لم يحصل أية دوار أو انخفاض واضحٍ في ضغط الدَّم بإشراك السيالس مع مقدارٍ معتدل من الكحول لا يتجاوز 0.6 غ/كغ من وزن الجسم؛ لكنَّ هذه التّأثيراتِ تحصل عندما يتجاوزُ مقدارُ الكحول 0.7غ/كغ (نحو 180 مل من الفودكا). وبما أنَّ التأثيرَ الموسِّع الوعائي المشترَك لكلٍّ من الكحول ومُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 يمكن أن يؤدِّي إلى هذه النتيجة، لذلك تحذِّرُ اللُصاقات الموجود على مستحضراتِ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 من هذا الاستعمال المتزامِن.
الكفاءة
لقد وُصفَتْ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 للملايين من الرِّجال في العالم منذ دخول الفياغرا، وقليلة هي الأدويةُ الأخرى التي كانَ لها مثلُ هذا الوَقْع النَّفْسي، والاجتماعي، والشَّخْصي الكبير في تاريخ الطب. وقد أظهرَتْ مئاتُ الدِّراسات العالمية (والكثيرُ منها بالطَّبع مُمَوَّلٌ من الشَّركات المُصَنِّعَة)، والتي اشتملت على ملايين المرضى، أنَّ أدويةَ الفياغرا، والسيالس، والليفيترا ذاتُ كفاءةٍ كبيرة ومتساوية (ومأمونة) لمعالجة العجز الجنسي العضوي والنَّفْسي على المدى البَعيد.
تتراوحُ معدَّلاتُ النَّجاح العالمية في تَعْزيزِ الأداء الجنسي ما بين نحو 42٪ إلى 80٪، وذلك حسب الأسباب الرئيسيَّة للعجز في تحقيق الانتصاب؛ فبالنِّسبة إلى الفياغرا مثلاً، حصل تحسُّنٌ في الانتصاب لدى 42٪ من المرضى المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب بعد الاستئصال الكلي للبروستات، و56٪ من المرضى المصابين بداء السكري، و70٪ من المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب وفرط ضغط الدَّم، و80٪ من المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب بعد إصابة النُّخاع الشَّوْكي. وعلى العموم، تَكونُ 70 - 80٪ من محاولاتِ المجانسة باستعمال مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 ناجِحةً بالمقارنةِ مع نحو 20 - 35٪ بالبلاسبو أو الحبوب الكاذبة، وذلك بالمَقايِيس الشَّخْصية أو الموضوعية في جَميعِ الفئات العمرية، وبصَرْف النَّظَر عن شدَّة العجز في تحقيق الانتصاب ومدَّته. حتى أنَّ بعضَ المرضى الذين لا يستجيبون لحقن موسِّعات الأوعية داخل الجسم الكهفي (انظرْ إلى الفصل 12)، يمكن أن يحصلوا على استجابةٍ جيِّدة للمعالجةِ بمُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5.
يُؤَدِّي نجاحُ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز فئة 5 في مساعدةِ الرِّجال المصابين بعجز جنسي على بلوغ انتصاب جيد، والمحافظة عليه، إلى تحسُّنٍ هام في اعتدادهم بذاتِهم وثقتهم بها وفي بلوغ النشوة، والرِّضا الجنسي، وإلى تحسّن هام في العلاقات الجنسيَّة، لكنَّها لا تؤثِّر في الشَّهْوَة الجنسية (الرَّغْبَة الجنسية). وتُبْدي معظمُ الدراسات أنَّ مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 تُحَسِّن بشكلٍ هام النَّتائجَ بوسائل التَّقْييم، مثل المَنْسَب الدُّوَلِي للوظيفةِ الانتصابيَّة وشاكلة اللِّقاء الجنسي عِنْدَ معظم المصابين بالعجز الجنسي. كما أنَّ استجابةَ الشَّريكة ورضاها هما مظهرٌ هام آخر لكفاءة هذه الأدوية، حيث تُظْهِرُ كلُّ الدِّراسات تقريباً رضا الشَّريكَة عن نتائج المعالجة بمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 لدى نحو 75٪ من الحالات، بالمقارنة مع نحو 35٪ بالنِّسبة إلى الحبوب الكاذبة.
أمَّا لدى الرِّجال غير المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب، فيَكونُ تأثيرُ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 هو إنقاص فترة الحِران التَّالية للقذف، من دون إحداث أيِّ تغيُّر آخر في الوظيفة الانتصابية.
الانتقائيَّة
يَتَّصِفُ التَّصْنيفُ "الفئة 5" بالكَثيرِ من المغذى من حيث انتقائيَّةُ التَّأْثير؛ فأنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 والأنماطُ العشرة الأخرى لأنـزيمات الفُسْفُودَايسْتِراز توجدُ في القَضيب فَضْلاً عن أعضاء ونسج أخرى مختلفة في الجسم بتراكيزٍ مختلفة وبصِيَغ بنيويَّة وأنشطة مختلفة؛ وبذلك، لا تحصرُ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 أنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 في الجسمِ الكهفي فحسب، وإنَّما تواجده أيضاً في الجهاز الوعائي، والهضمي، والعصبي المركزي، ونُسُج الكلية، والمثانة، والإحليل، والقلب، والرئتين، والكبد، والدِّماغ، وصفيحات الدَّم، وعضلات السَّاقين أيضاً. لذلك، يمارسُ الفياغرا، والسيالس، والليفيترا التَّثْبيطَ بدرجاتٍ مختلفة في بعض أنـزيمات الفُسْفُودَايسْتِراز الأخرى أيضاً، ممَّا يؤدِّي إلى تأثيراتٍ جانبية مختلفة؛ فتأثيرُها المضاد للفُسْفُودَايسْتِراز من النَّمط السادس PDE-6 في الشّبكية مثلاً يمكن أن يؤدِّي إلى اضطراباتٍ بصرية، ونشاطُها المضاد لأنـزيم الفُسْفُودَايسْتِراز من النَّمط الحادي عشر PDE-11 قد يسبِّبُ آلاماً عضلية أو ظهرية، مع أنَّ السَّببَ الدَّقيقَ لهذه الأعراض لا يزال غامضاً. وقد تساهمُ انتقائيَّةُ الدَّواء وتأثيراتُه الجانبية المرافقة (انْظُرْ لاحقاً) في اختيارِ المريض للدَّوَاء.
التَّأْثيراتُ الجانبيَّة للدَّواء، وتأثراتُه الدَّوائية، وسلامتُه
يجب ألاَّ يَسْتعمِلَ أيُّ رجل، تَحولُ حالتُه الصحِّية العامَّة دونَ المجانسة، وتحت أيِّ ظرف، أَياً من هذه الأدوية للمجانسة. كما ينبغي أن يدخلَ في هذه الزمرة المرضى المصابون بداءٍ قلبي وعائي شَديد (انظرْ إلى التَّفاصيلَ لاحقاً) أو بارتفاعٍ أو انخفاض غير مضبوط في ضَغْط الدَّم أو بفشلٍ كلوي أو اضطرابات نفسيَّة واضحة، ما لم يوافقْ على ذلك طبيبُ القلب أو طبيب المسالك البولية أو الطَّبيب النَّفْسِي المعالِج.
كما يعدُّ من الموانع المؤكدة لاستعمال أحد مثبطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 تناول المرضى أيَّ نمطٍ من أنماط النِّتْرات أو الأدوية المانحة لأُكْسيد النِّتْريك أو الأدوية التَّرْفيهيَّة التي تُسَمَّى (مثل نِتْرات الأَميل ونِتْرات البوتيل)، لأنَّ هذه المشاركةَ يمكن أن تخفض ضغطَ الدَّم بشدَّة، وقد تؤدِّي إلى مضاعفاتٍ خطيرة ومميتة أحياناً، وتشتملُ موانعُ الاستعمال الأخرى أيضاً على بعض مضادَّات الاكتئاب، والآفة الشَّبكية الوراثيَّة التي تُدْعَى الْتِهاب الشَّبَكِيَّةِ الصِّباغِي، واستعمال بَعْض مُحْصِرات ألفا مثل الكاردورا (الدُّوكسازوسين)، وحالات الفَقْدان المفاجئ للرؤية بسببِ نقص جريان الدم إلى العصب البصري (مثلما هو مفصَّل في الصَّفْحة...). كما أنَّ الدَّاءَ الكلوي الشَّديد أو القصور الكبدي الواضح يمكن أن يتطلَّبا إجراءَ تغييرٍ في جرعات مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، وتحت إشرافٍ طبي.
تُعَدُّ معظمُ التَّأْثيرات الجانبيَّة المترافقة مع مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 مشتركةً بين تلك المنشطات الثلاثة؛ وهي معتمدةٌ على الجرعةِ، وخفيفةٌ، وعابرة وتخفُّ مع الوقت ولا تستدعي سوى إيقاف الدَّواء لدى نحو 3٪ من المرضى بشكلٍ نموذجي. وتُشيرُ الدِّراساتُ إلى أنَّ أكثرَ التَّأْثيرات الجانبيَّة لمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 شيوعاً هي:
= الصُّداع - بمعدَّل وقوع يبلغُ نحوَ 15٪ من المرضى الذين يستعملون الفياغرا، والسيالس، والليفيترا مقابل نحو 3٪ عندَ الذين يستعملون الحبوب الكاذبة (بلاسبو).
= تَبيُّغ (احمرار) الوَجْه - عندَ نحو 10٪ من مُستعملِي الفياغرا والليفيترا مقابل نحو 1٪ بالنِّسبة إلى البلاسبو أو الحبوب الكاذبة.
= عُسْر الهَضْم (مع آلامٍ بطنية) بَعْدَ الوجبات - لدى نحو 4 - 7٪ بالنسبة إلى مُسْتعملي الأدوية الثلاثة بالمقارنة مع نحو 1 - 2٪ بالنِّسبة إلى البلاسبو.
تَشْتَمِلُ التَّأثيراتُ الجانبيَّة الأقل شيوعاً لمُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 على الاحتقانِ الأنفي والتهاب الأنف (التهاب الغشاء المخاطي للأنف)، ويحصلُ ذلك لدى 4 - 9٪ من المرضى الذين يتناولون الفياغرا والليفيترا مقابل 2 - 3٪ بالنسبة لمتناولي البلاسبو. وتحصلُ آلامٌ ظهرية وعضلية مع السيالس بشكلٍ رئيسي، حيث يبلغُ معدَّلُ حدوثها 4 - 10٪ مقابل 1٪ مع البلاسبو. وتُعَدُّ الاضطراباتُ البصرية مثل الاصطباغِ الأَزْرق، أو الأخضر، أو تشوُّش الرؤية، أو فرط الحساسية للضَّوْء أكثرَ شيوعاً بين مستعملي الفياغرا، بمعدَّل حدوث 4٪ تقريباً، وبدرجةٍ أقل مع الليفيترا. ويحدثُ التهابُ الجيوب، والإسهال، والأعراض الشَّبيهة بالأنفلونـزا لدى نحو 3٪ من مُسْتَعْمِلي الفياغرا والليفيترا، ولكن ليس السيالس. ويكونُ التَّآثرُ مع الأدوية الأخرى على أَشُدِّه مع الليفيترا.
لمْ يُلاحَظْ تأثيرٌ في الإنْطافِ (إنتاجِ النِّطاف) مع أيٍّ من مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 الثلاثة هذه.