يُناقِشُ هذا الفصل المعالجاتِ الجِراحيَّةَ التي يمكن أن تكونَ مناسبةً في بعضِ حالات العجز في تحقيق الانتصاب.
إذا لم يَكنْ المريضُ مُرَشَّحاً للأَشْكالِ العلاجية غير الجراحة، أو إذا أخفقت المعالجاتُ غير الجراحية أو رفضها المريضُ أو زوجته (شريكتُه)، يمكن أن يكونَ إِدْخالُ بدائل صناعية خَياراً مناسباً. وتشتملُ العواملُ الهَامَّة لأخذ البدائل بعين الاعتبار - قبلَ اختيارِها وقَبولها - على آليَّةِ تَأْثير الأنماط المختلفة للأجهزة، ومعدَّلات النَّجاح، والأخطار، والفوائد، والمضاعفات المحتملة الجراحية والتَّالية للجراحة والتَّكْلفَة.
قد يَكونُ بَعْضُ الرِّجال الذين يعانون من عجزٍ في تحقيق الانتصاب، مثلما ذكرنا سابقاً، مُرَشَّحين للجراحَة الوعائيَّة لتَحْسين دوران الدم في القضيب لديهم؛ فالتَّرْويةُ الدَّمَوية الكافية للقَضيب ضروريةٌ لتحقيق الانتصاب والمحافظة عليه؛ ويمثِّلُ نقصُ جريان الدَّم الشِّرْيانِي إلى القَضيب سَبباً شائعاً للعجز في تحقيق الانتصاب، لكنَّ زيادةَ دخول الدَّم قد لا تكونُ سوى إحدَى عناصر تَصْحيح المشكلة الوعائية القضيبيَّة، لأنَّ الأوردةَ قد تُسَرِّبُ الدَّم أو تسمحُ بخروج الكَثير منه، ممَّا يحولُ دون محافظةِ الرَّجُل على انتصاب صُلْب.
البدائل أو العصيات الصناعية
من المهمِّ التَّأْكيدُ بأنَّ البدائل لا تَشْفي السَّبَبَ الأصلي للعجز في تحقيق الانتصاب عِنْدَ الرَّجُل، بل تُقَلِّدَ بآليتها الانتصاب الطَّبيعي من خلال إحداث صلابةٍ قضيبية كافية للتَّمكُّن من الإيلاج، ومن ثَمَّ الاستمتاع بعلاقةٍ جنسية مُرْضِيَة. ومع أنَّ البدائل بحدِّ ذاتها لا تحسِّنُ الشَّهْوَةَ الجنسية، غير أنَّ استعادةَ القُدْرَة على تحقيق الانتصاب يمكن أن تزيدَ الحافزَ الجنسي لدى بَعْض الرِّجال. ولا تؤدِّي العصيات إلى استعادةِ الانتصاب الطَّبيعي، كما لا تعيدُ أيَّةَ أحاسيس مفقودة، وهي لا تؤثِّرُ في النشوة أو القذف، ولا تطيل القضيبَ مع استثناءٍ محتمل لبعضها مثل ELX لشركة AMS الأميركية.
رغمَ أنَّ مُعَدَّلاتِ نجاح البدائل القضيبيّة والرِّضا عنها مرتفعةٌ نسبياً، غيرَ أنَّ الغرسةَ تُعَدُّ بوجهٍ عام هي المعالجة الأخيرة للعجز في تحقيق الانتصاب، ما لم تكنْ النَّماذجُ الأخرى للمعالجةِ ممنوعةَ الاستعمال أو غيرَ ناجحة، أو ما لم تُخْتَرْ العصيات من قبل مريضٍ لديه اطِّلاعٌ كامل. ويُبَرِّرُ كل الخبراء تقريباً تجربةَ جميعِ الأَشْكال العلاجية غير الباضِعَة والأقل بَضْعاً في تَدْبير العجز في تحقيق الانتصاب قبلَ التَّقدُّم نحوَ الإدخال الجراحي للبدائل الصناعية؛ ولهذا التَّدرُّج ما يُبَرِّره طبيَّاً ومنطقيَّاً؛ وكما يقولون فأنتَ لا ترغبُ "برَبْط الحصان خارج الإسِطَبْل" إذا كان هناك خيارٌ آخر.
اختيارُ المرضى ومَوَانِعُ الاستعمال
يَنبغي على الدَّوام أن تَكونَ الاعتباراتُ الأخلاقيَّة والمعاييرُ الأدبيّة مكمِّلةً للاستطبابات الطبِّية لأيَّةِ معالجةٍ طبيّة؛ فعندما يَطلبُ الرَّجُل غرسةً قَضيبيَّة، تُطبَّقُ دواعي استعمالٍ (استطبابات) معيَّنَة مثلما سنشرح لاحقاً؛ فبَعْدَ تَقْييمٍ جسدي ونفسي شامل، يُتَّخذُ قرارُ التَّقدُّم نحوَ غرز بدائل بشكلٍ مشترك بين طبيب المسالك البوليّة والزَّوْجين، بالإضافةِ إلى الطَّبيب النَّفْساني أو اختصاصي علم النَّفْس في حالاتِ العجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ. لكنَّ القرارَ الأخيرَ في نهايةِ المطاف بالنِّسْبة إلى طرازِ المعالجة يعتمدُ على المريض؛ فإذا اختارَ المريضُ العصيات، بَعْدَ الأخذ بعين الاعتبار جميعَ الخيارات، والأخطار، والفوائد ينبغي على الطَّبيب أن يحترمَ رغبتَه في معظمِ الحالات، لكن بَعْدَ تقييمٍ طبي ونفسي شامل وتقديم النَّصيحة.
يُعَدُّ اختيارُ المريض المناسِب العاملَ الوحيد الأكثر أهميةً في نجاحِ هذه المعالجة، فالمُرَشَّحُ الجيِّد لتلك البدائل هو رجلٌ خضعَ لتَقْييمٍ شامل، ووُجْدَ أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب لديه ناجمٌ عن سببٍ عضوي غير قابل للإصلاح مقاومٍ لجميع الأشكال الأخرى من المعالجة. وينبغي ألاَّ يكونَ لديه أيُّ اضطرابٍ جسدي أو نفسي هام يحولُ دونَ الأداء الوَظيفي الطَّبيعي لهذا النوع من العلاج الجراحي. من النَّاحيةِ المثالية، ينبغي أن يكونَ لديه حافزٌ مناسب للعملية، ورغبةٌ صِحِّيَّة في الجِنْس، وأحاسيسُ قَضيبيَّة ونشوة طَبيعيَّان. كما يجب أن تكونَ توقُّعات المريض وزوجته ضمنَ حدودِ المعقول والمنطق، أي إمكانيَّة كبيرَة لحدوثِ انتصاب اصطناعي بصلابةٍ ممتازة للإيلاج النَّاجِح والثِّقَة بالمجانسة، ولكنه دون جودة الانتصاب الطبيعي الذي كان يتمتّع به قبل إصابته بالعجز الجنسي.
كما أنَّ المناورةَ النَّاجِحَة للغِرْسَة القَضيبيَّة (إلاَّ في النَّمَط القابِل للحقن) تَتطلَّبُ حافزاً، وتَدْريباًً، وقوةً، ومهارةًَ في الأصابع، وفَهْماً كاملاً لوظيفتها. ويمكن أن يتبنَّى معظمُ المرضى ويُغَيِّروا بَعْضَ عاداتهم الجنسية، ممَّا يجعلهم يتقبَّلونَ الغِرْسَةَ بشكلٍ مُرْضٍ تماماً. وبالنسبةِ إلى كل الرِّجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب والرَّاغبين بالحصولِ على انتصاب قوي عندَ الحاجة والمحافظة عليه، قد تَبْدو العصيات أو البدائل الصناعية شيئاً جيِّداً، لكن ليس كل الرجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب مُرَشَّحين جيِّدين لهذا النوع من العلاج.
أمَّا الرِّجالُ الذين تشكل جراحةُ الغَرْس أو الزَّرْع خطراًً عليهم، مثل المصابين بفَرْط ضَغْط الدَّم غير المضبوط، أو بداءٍ قلبي وعائي شَديد، أو بميلٍ إلى النـزف، أو بداء السكري الشَديد غير مضبوط، أو داءٍ رئوي واضح، فينبغي أن يُقَيَّموا بدقَّةٍ كبيرة وأن يستشيروا الاختصاصيين المناسبين قبلَ إجراءِ الجراحة. كما أنَّ غَرْز البدائل مضادُ استطبابٍ، مؤقَّتاً على الأقل، في ظلِّ وجود التهابات جهازية أو بوليّة أو جلديّة، إذ ينبغي اِجْتِثاثُ تلك الالتهابات عِنْدَ وجودها بشكلٍ كامل قبلَ الجراحة.
وقد لا يستفيدُ الرِّجالُ الذين لديهم سَكْتات دماغيّة أو أمراضٌ هامَّة أخرى أو شَلل جزئي من تلك البدائل. بشكل عام، يشتملُ المرضى غيرُ المناسبين لها على أولئك الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ، والذُّهان، وبَعْض أنماط الفُصام، والاكتئاب الحاد أو المزمن، أو اضطرابات الشّخصيّة، وأولئك الذين يَفْتقِرون إلى الحافزِ الملائم.
يمكن أن يستفيدَ الرَّجُلُ الذي يكونُ لديه عجز في تحقيق الانتصاب نفسي المنشأ بشكل صِرْف من المعالجةِ الجنسيّة أو النَّفْسيّة، أو المعالجة الدَّوائيّة الفمويّة، أو المعالجة السُّلوكيّة، أو جهاز التَّخْليّة، أو الحُقَن داخلَ الجسم الكهفي أو الغرسات داخل الإحليل. ولكنْ، في بَعْض الحالات عندما تخفقُ كل الأساليب الأخرى ويكونُ المريضُ مستقرَّاً نفسياً ولديه حافزٌ مناسب، يمكن تقديمُ العصيات بَعْدَ تَقْييمٍ شامل وموافقةٍ على العمليّة من قِبَل الطَّبيب النَّفْساني أو اختصاصي علم النَّفْس. وتكونُ المتابعةُ النَّفْسيّة بَعْدَ الجراحة ضروريّة لنجاحها في هذه الحالاتِ النَّفْسيّة المختارة.
يمكن أن يساعدَ استعمالُ البدائل الصناعية على حَلِّ بَعْض المشاكل في علاقةِ الرَّجُل بشريكتِه الجنسيّة. لكن، إذا كانت مشاكلُ العلاقة ناشئةً عن أسبابٍ أخرى، غير العَجْز الجسدي عِنْدَ الرَّجُل على تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه، عندها لا تفيدُ، وتكونُ المعالجةُ المفضَّلة هي المعالجة الجنسيّة السلوكيّة على يدِ مستشار مُجاز وله خبرة واسعة في معالجة تلك الحالات.
اختيارُ البدائل الصناعية
يجب أن يَكونَ اختيارُ البدائل المناسبة من بين الأجهزة المتوفِّرة قَراراً مُشْتَرَكّاً بينَ المريض (أو الزَّوْج) وجرّاح المسالك البوليّة والتناسلية. وتشتملُ العواملُ الرئيسيّة للاختيارِ على تَفْضيل المريض لنَمطٍ معيَّن من بين الأنماطِ المختلفة للبدائل: المزايا الشَّخصيّة، والمساوئ، ومعدَّلات النَّجاح، والمضاعفات، و"العُمْر" الوسطي للأجهزة، وتآلُف الجرَّاح، وسجل نجاحه في أنماطٍ معيَّنة من الغرسات، والتَّكْلفَة. ولقد بَيَّنت دراساتٌ كبيرة مقارِنَة أنَّ أهمَّ المحدِّدات الخاصَّة بتفضيل المريض هي النَّتيجَة التَّجْميليّة، والموثوقيّة، والفاعليّة، والرِّضا المسجَّل.
في معظمِ الحالات، يساهمُ المريضُ وزوجته في مناقشةٍ كاملة لهذه العوامل، ويستعرضان أشرطةَ فيديو ولوحاتٍ تعليميّة، ويُمْنَحان الفرصةَ لتفحُّص ومناورة نماذج من البدائل المختلفة قبلَ اختيارِ البِدْلَة الأكثر ملاءمةً. كما تُشْرَحُ المضاعفاتُ المحتملة التي تصاحبُ كلَّ نمطٍ من الغرسات بما في ذلك العَدْوَى، والائتكال، والإخفاق الميكانيكي، والإعادة المحتملة للعَمَلِيّة، ونـزع البِدْلَة فَضْلاً عن الإجراءِ الجراحي واستعمال التَّخْدير. ينبغي تقديمُ النَّتائِج المتوقَّعة بصَراحَة، حسب تقارير مجموعاتٍ كبيرة من المرضى وحسب الخبرة الشَّخْصِيّة لجرّاح المسالك البوليّة والتناسلية المعالِج. كما يُعْلَم الزَّوْجان بمَوْقفِ الجمعية الأميركيّة لجراحة المسالك البوليّة والتناسلية، حيث لا يوجدُ دَليلٌ على حدوثِ أمراض مناعيّة (بالمناعة الذاتيّة)، أو قصور، أو عقم، أو عُيُوب ولاديَّة عِنْدَ الرِّجال الذين تُغْرَسُ لهم بِدْلَةٌ سيليكونية قابلة للحقن.
يكونُ الجُزْءُ الأكثر أهميّة في هذا اللقاء هو أنَّ المريضَ وزوجته يُشَجَّعان على طرح الأسئلة. ومن الضَّروري أن يفهما بأنَّ البِدْلَةَ تُؤَدِّي إلى انتصاب اصطناعي لا يوازي الطُّولَ الكامل للقَضيب الذي يحققه الرَّجُل فيما لو كانت حالته طبيعية. ويمثِّلُ غرزها إجراءً جراحياً يُؤَدِّي عادةً إلى ضَررٍ دائم في نَسيج الجسم الكهفي، وهو لا يحسَّنُ الإحساسَ القَضيبـي، أو بلوغ النشوة، أو القذف. لكن يمكِّنُ الرَّجُلَ الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب من إحراز انتصاب كافٍ للإيلاج النَّاجِح، ممَّا يسمح له بالعودة إلى حياةٍ جنسيّة صحيّة ومُرْضِيّة.
من خلال ممارستي، أُشَدِّدُ على أنَّ هذه العصيات الصناعية تمثّل جراحة انتقائيّة، وليس مسألةَ حياةٍ أو موت. كما أؤكِّد بأنَّه، بَعْدَ إدخال البدائل، يَكونُ إعطاءُ المضادَّات الحيويّة إلزاميَّاً قبلَ أيَّةِ إجراءاتٍ على الأسنان، أو جراحيّة، أو تنظيريّة للوقاية من عَدْوَى البِدْلَة.
كما تُؤَثِّرُ الاعتباراتُ الطبِّيّة والجراحيّة في اختيار بِدْلَة معيَّنة؛ فعَلى سَبيل المثال، يمكن أن يستفيدَ المرضى المصابون بالشَّللِ السُّفْلي أو الرُّباعي، الذين لديهم نقصٌ في الإحساس القَضيبـي، من غَرْس بِدْلَة لَيِّنَة قابلةٍ للحقن بدرجةٍ أكبر، حيث يقلُّ وقوعُ الاِئْتِكال الجلدي لديهم. من جهةٍ أخرى، قد لا يكونُ الصَّفَنُ الصَّغير والمشدود مطابقاً لمستودعِ الضَّخِّ في البِدْلَة القابلة للحقن ذات القِطْعَتين أو الثَّلاث قِطَع؛ كما أنَّ التَّندُّبَ الشَّديد بسبب جراحةٍ بطنيّة سابقة قد يحولُ دونَ الوَضْع الصَّحيح للمستودعِ في أسفل البطن لبِدْلَة ثلاثيّة القطع.
المَلاذُ الأخير المثالي
في هذا العَهْدِ الجديد للمعالجةِ الدَّوائيّة النَّاجحة للعجز في تحقيق الانتصاب، تراجعَ اختيارُ الغِرْسَات القَضيبيَّة كخطٍ علاجي أوَّل بشكلٍ كبير، حتَّى وصلَ إلى نحو 5 - 10٪ من المرضى المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب؛ حيث يَخْتارُ نحو 70 - 80٪ أحدَ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 (الفياغرا، السيالس، الليفيترا) كخيارٍ أوَّل لهم. ولكن، مع زيادة الإدراك العام لخللِ الأداء الجنسي، وتحسُّن التَّثْقيف فيما يتعلَّق بأسبابِه وأنواع المعالجة، ازداد عددُ الرِّجال الذي يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب الذين يَسْعَوْنَ إلى الاستشارة الطبِّيّة والمعالجة. وعلاوةً على ذلك، وفي حال إخفاقِ كل المعالجات المحافِظَة الأخرى، يُصبِحُ غَرْسُ بِدْلَةٍ قَضيبيّة الخيارَ المفضَّل الثاني، ويمكن أن يعطي نتائجَ ممتازةًَ للمريض.
تُعَدُّ البدائل الصناعية عِنْدَ بَعْض الخبراء المعالجةَ الأكثر موثوقيّة وقَبولاً للعجز في تحقيق الانتصاب، والمعيارَ الذهبي الذي ينبغي مقارنةُ الطُّرُق العلاجيّة الأخرى به. لكنَّ معظم الخبراء يرونَ أنَّ البدائل الصناعية هي المعالجة النِّهائيّة أو الملاذ الأخير، رغمَ قدرتها المُثْبَتَة على إحداثِ حالةٍ ممتازة شَبيهة بالانتصاب. ويَعْتَقِدُ هؤلاء أنَّ البدائل الصناعية ينبغي ألاَّ تُؤْخَذَ بعين الاعتبار إلاَّ بَعْدَ تجربةِ كل الخيارات العلاجيّة الأخرى للعجز في تحقيق الانتصاب وإخفاقها أو رَفْضها، أو ما لم يكنْ عُمْرُ المريض أو حالتُه الجسديّة تجعلُ الخياراتِ الأخرى غيرَ متيسِّرَة.
مَهْما يَكُنْ رأيُك، تُشيرُ الحقائقُ إلى أنَّ البدائل الصناعية طريقةٌ غير مباشرة لمعالجةِ العجز في تحقيق الانتصاب من دون التَّعامُل مع أسبابِه الأوَّليّة؛ ولكلِّ نمطٍ منها محاسُنه ومساوئه المميِّزَة، وهي تُعْطي انتصاباً اصطناعيَّاً كافياً للمجانسة النَّاجِحة؛ وعندما تُغْرَسُ بشكلٍ صَحيح وناجح، لا تؤثِّر سَلْباً في الخصوبةِ، ولا تُسَبِّب أيَّةَ صعوباتٍ بوليَّة. ومع أنَّ البدائل الصناعية ليست دواءً لكلِّ داء، لكنَّها تُمَثِّلُ وسائلَ ممتازةً تساعد الرَّجُل الذي يعاني من عجز جنسي على تحقيق انتصاب صُلْب والمحافظة عليه لمجانسة ناجحة عند الطَّلَب.
أَنْماطُ البدائل، ومحاسنُها، ومساوئُها
منذُ دخولِ البدائل الصناعية الأولى القابلة للحقن على يَدِ الدُّكْتور ب. سكوت عام 1973، جَرَى تَسْويقُ أكثر من 15 نموذجاً على نطاق العالم، بما في ذلك البدائل الصناعية نصف الصُّلْبَة، والطَّروقة (الطَّيِّعَة)، والميكانيكيَّة فَضْلاً عن البدائل أو العصيات الصناعية القابلة للحقن، وقد استُعْمِلَتْ هذه النماذج من قِبَل آلاف المرضى. وقد اختفَتْ بَعْضُ هذه الأنماط الأصليَّة من الاستعمال، بينما جرى تحسينُ بعضها الآخر تقنيَّاً أو غُلِّفَت بالمضادَّات الحيويّة لإنقاصِ مُعَدَّل العَدْوَى التَّالية للجراحة. ويجرى غَرْسُ بدائل صناعية بما يقرب 30000 - 50000 بدلة سنويَّاً في شتى أنحاء العالم. في الوقت الرَّاهِن، تُنْتِجُ شركتان أميركيَّتان، هما شركة الأجهزة الطبِّيّة الأميركيّة وشركة مينتور، معظم الغِرْسات القَضيبيّة الأكثر استعمالاً، بما في ذلك الطَّروقَة، والقابلة للحقن المؤلفة من قطعة أو قطعتين أو ثلاث قطع.
البدائل الطُّروقَة أو الشبه الليّنة
تَتكوَّنُ بَعْضُ الغرسات الطَّروقة من مطَّاطٍ سيليكوني صِرْف، بينما قد يحتوي بعضُها الآخر على لُبٍّ معدني مركزي مَجْدُول أو حلقات متشابكَة من البوليسلفون مُغلَّفَة بالبولي تِتْرافلوروإيثيلين ومُتَّصِلَة بكبلٍ محمَّل باللَّوَالِب يُقْفِل الحلقات بشكل عمود أثناء الانتصاب، ويَفْتحها في حالةِ الارتخاء. وهناك نماذجُ أخرى تتكوَّن من زَوْجٍ من القُضْبان السِّيليكونيّة تحيط بلبٍّ من الإسفنج السيليكونِي أو الفضَّة أو الفولاذ المقاوِم للصدأ. ويُؤَدِّي غَرْسُ هذه القُضْبان في الجسمِ الكهفي إلى صلابةٍ ممتازة، مع القدرةِ على ثَنْي القَضيب في الاتجاه المطلوب.
بَعْدَ إدخالِ الغرسة الطَّروقَة، يصبحُ لدى المريض قَضيبٌ قاسٍ باستمرار؛ وهذا لا يعني أنَّه سيمشي ويتحرَّك وقضيبُه منتصبٌ طوالَ الوقت؛ فالقَضيبُ يكونُ صُلْباً دائماً، لكنَّه لا يَتَّجِه إلى الأمام إلاَّ عندما يَقومُ المريض بثَنْيِه إلى الأمام بهدفِ المجانسة. وفي الحالة العادية، يَكونُ القضيبُ المزوَّد بغرسةٍ طُروقَة منحنياً إلى الأسفل نحو الصَّفَن، وينبغي أن يبقى من دون اهتزاز للخلف والأمام (الشَّكْل 13 - 1: ملحق الصور).
تَتمثَّلُ فَوائِدُ الغرسات الطَّروقَة في قدرتها على الانثناءِ في مختلفِ الاتجاهات بصلابةٍ ومرونةٍ جيِّدَتَيْن ونتائج جيِّدَة، ونَقْص معدَّل وقوع الإخفاق الميكانيكي، وبساطة الاستعمال، وبساطة الجراحة اللازمة للغَرْس أو الزَّرْع (والتي يمكن إجراؤها تَحْتَ التَّخْدير المَوْضِعي)، ونَقْص مُعَدَّل المضاعفات التَّالية للجراحة، وانخفاض التَّكلفة (نحو 950 - 1500 دولار لكلِّ زَوْج من البِدْلات).
أمَّا المَساوِئُ فتَشْتَمِلُ على الصَّلابَةِ القَضيبيّة الدَّائمة، وغياب المرونة الكاملة والتَّوْضيع المناسِب، وصعوبَة الإخفاء التَّام، والكتلة الكبيرة المحتملة للقَضيب. وقد يحصلُ الإِخْفاقُ الميكانيكي بانكسار السلك. ويمكن أن تكونَ الصَّلابَةُ أقلَّ ممَّا يَرْضى عَنْه المريض، لا سيَّما لدى الرِّجال الذين لديهم قَضيبٌ طويل.
تُشيرُ التَّقاريرُ إلى أنَّ مُعَدَّل رِضا الأزواج عن البدائل الطَّروقَة مرتفعٌ تماماً، وقد يتجاوزُ 90٪ لدى بَعْضِ مجموعات المرضى. ويُشْبهُ هذا المُعَدَّلُ ما يُشاهَد في البدائل القابلة للحقن. وقد يُفَضِّلُ الرِّجالُ المسنُّون بوجهٍ خاص البدائل الشبه ليّنة الطَّروقة على البدائل القابلة للحقن.
يَنْبغي التَّفْكيرُ جِدِّيَّاً بغَرْس بِدْلَةٍ طَروقة لدى الرَّجُل الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب ولديه نقص في القُدْرَة النَّفْسيّة أو الجسديّة، مثل ذلك الذي يفتقرُ إلى المهارةِ اليدويّة بسبب مرضٍ عصبي أو التهاب مفصلي مؤثِّر في اليدين، ممَّا يُعيقُ التَّعامُلَ مع البِدْلَة القابلة للحقن. وهناك استطبابٌ آخر للغِرْسَة الطَّروقة، وهو حالةُ داء بيرونِي (التَّشوُّه الانثنائي) النَّاجِم عن تَليُّفٍ شَديد وواسع في القَضيب، حيث قد تكونُ هناك صعوبةٌ تقنيّة أحياناً في إدخالِ جهازٍ قابل للحقن.
البدائل القابلة للحقن
تَتكوَّنُ البدائل القابلة للحقن عادةً من أسطوانتين، ومضخَّة، ومستودع يحتوي على السَّائلِ المستعمَل في مَلْءِ الأسطوانتين. وتَكونُ هذه الأجزاءُ مجتمعةً في جهازٍ واحد، أو منفصلةً لكنَّها مُتَّصلةٌ فيما بينها، وتوضَعُ داخلَ الجسم. ولأهدافٍ عمليّة، وفي الحالةِ الرَّخْوة عندما تكونُ الأسطوانتان غيرَ منفوختين وتحتويان على حجمٍ صغير من السَّائِلِ فقط، يَبْدو القضيبُ المزوَّد بغِرْسَةٍ قابلة للحقن طَبيعيَّاً تماماً، ويَشْعرُ به المريضُ كذلك أيضاً.
تَشتركُ كل البدائل المختلفة القابِلَة للحقن والمتوفِّرَة بالآليّة الهيدروليكيّة العامَّة نفسِها: يُؤَدِّي العَصْرُ المتكرِّر للمضخَّة إلى نَقْلِ السَّائِل من المستودعِ إلى الأسطوانتين، ممَّا يقودُ إلى صلابةِ القَضيب وانتصابه بزاوية 45 - 90 درجة؛ ويشابه ذلك بدرجةٍ ما عمليّة الانتصاب الطَّبيعي لدى الرِّجال الأصحَّاء، حيث يَضخُّ القلبُ الدَّمَ إلى الجسم الكهفي. وبعد انتهاء المجانسة، يَضْغطُ الرَّجُلُ صمامَ إزالةِ الحقن أو يَثْنِي قضيبَه لفترةٍ وجيزة نحوَ الأسفل، بحيث تَكونُ إحدى الأصابع في منتصف جذع القَضيب، فيتدفَّقُ السَّائِلُ من الأسطوانتين عائداً أدراجَه إلى المستودع، مُسبِّباً زوال الانتصاب (الشَّكْل 13 - 2: ملحق الصور).
يمكن تَلْخيصُ خَصائص كلِّ نمطٍ من أنماط البدائل القابلة للحقن فيما يلي:
1. البدائل القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة: هي زوجٌ من المكوِّنات، يُغْرَسُ في الجسم الكهفي، ويحتوي كلٌّ منها على أسطوانةٍ، ومضخَّة، ومستودع تجتمع في قطعةٍ واحدة (الشَّكْل 13 - 2: ملحق الصور).
إنَّ مُصْطَلحَ "البِدْلَةِ القابلة للحقن ذات القطعة الواحدة" لا يصف حقيقة حالة البدلة، لأنّه يُشيرُ إلى أنَّ الغرسةَ تتمدَّد. ولكن، في الواقع، يُؤَدِّي حقن البِدْلَةِ القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة إلى نَقْلِ السَّائِل من مستودع خَلْفي أو حُجَيْرَة خارجيّة إلى حجيرةٍ داخليّة غير قابلة للتَّمدُّد، ممَّا يَقودُ إلى صلابةِ البِدْلَة من دون توسُّعها فعليَّاً. ومع الضغط المتكرِّر على المضخة، ينتقلُ السَّائِلُ في نهايةِ الأسطوانة تحت الحشفة من المستودعِ عْندَ النِّهايةِ الخلفيَّة للبِدْلَة إلى الأسطوانة المركزيَّة التي تَتصلَّب، فيصبحُ القضيبُ قاسياً، ويحصل انتصاب كامل (الشَّكْل 13 - 2: ملحق الصور).
بَعْدَ المجانسة، يُنْهَى الانتصاب بثَنْيِ القَضيب عِنْدَ مُنْتَصف جذعه بزاوية 45 درجة تقريباً لمدَّة 15 - 20 ثانية، وعصر الأسطوانتين. وعندما تَكونُ البِدْلَةُ رخوةً، يبقى السَّائِلُ في الجُزْءِ الفَخذي من الأسطوانةِ وفي الحيِّز بينَ الطَّبقة السيليكونيَّة الخارجيَّة والكم الدَّاكروني المركزي. وتكونُ البِدْلَةُ القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة أَقْسَى من البدائل القابلة للحقن ذات القطع المتعدِّدَة في حالةِ الارتخاء، لكنَّها تَظلُّ أكثرَ ليونةً من البدائل الطَّروقَة أو شبه الليّنة. وتَتمثَّلُ فائِدَةُ البِدْلَة ذات القطعة الواحدة عِنْدَ المرضى السِّمان في أنَّها تَجرُّ القضيبَ إلى الأسفل من تحت الوسادة الشَّحْميّة فوقَ العانة، فتطيل القضيبَ، وتُعْطيه مظهراً أجمل في حالةِ الارتخاء.
قد تَكونُ البِدْلَةُ الوحيدةُ القطعة أكثرَ البدائل صعوبةً في المناورة؛ ويَكونُ تَشْغيلُها صَعْباً بشَكْلٍ خاص لدى المرضى المسنِّين المصابين بالتهابٍ مفصلي شَديد أو أمراضٍ عصبيّة، أو الذين لديهم نَقْصٌ في حساسيّة الأصابع أو تَصَلُّب. وبعد أن يَطَّلِعَ المريضُ على ما يقدِّمُه الطَّبيبُ أو التِّقَني من إيضاحات، يكونُ قادراً في العادة على تَشْغيل البِدْلَة بدرجةٍ عالية من الرِّضا، كما يمكن أن تساعدَه زوجته (شريكته) في تَشْغيلِ الجهاز إذا كانت متَّفقةً مع الزَّوْجِ في ذلك. وقد حَلَّتْ الأنماطُ الأخرى من الغِرْسات بدرجةٍ كبيرة محلَّ البِدْلَة القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة، وأصبحَ استعمالُها اليومَ نادراً.
2. البدائل القابِلَة للحقن ذات القطعتين: زَوْجٌ من الأسطوانات في الجسم الكهفي، متَّصلتان بمستودعِ حقن مشترك في الصَّفَن فوقَ الخصيتين وتحت الجلد مباشرةً (الشَّكْل 13 - 3: ملحق الصور).
يُؤَدِّي الضغط المتكرِّر للمضخة الموجودة في الصفن في البِدْلَة القابلة للحقن ذات القطعتين إلى نَقْل السَّائِل منه إلى الأسطوانتين، ممَّا يجعلهما صُلْبَتين. ولإزالة الانتصاب، يثنى القضيب عند منتصفه إلى الأسفل بزاوية حوالى 45 درجة لمدة 15 إلى 20 ثانية، ويعصرُ جذعُ القَضيب باليد الأخرى، ممَّا يُؤَدِّي إلى إفراغ الأسطوانتين ودَفْع السَّائِل نحوَ المستودع فوق إحدى الأصابع، مع عصر الجسم الكهفي.
إنَّ وجودَ مستودع حقن مشترَك في الصَّفن يشبهُ وجودَ خصيةٍ ثالثة نوعاً ما، لكنَّ الغرسةَ توضَعُ بهذه الطَّريقَة بحيث لا يلاحظُها أحدٌ. وقد يستغرقُ الرَّجُلُ بَعْضَ الوقت للتَّكيُّف مع وجودها، وبعد فترة من الزمن لا يلاحظه. وخلافاً للبِدْلَة ذات القطعة الوحيدة، تتمدَّدُ الأسطوانتان في البِدْلَة ذات القطعتين أثناء الانتصاب. ويكونُ القَضيبُ في هذا النَّوْع أقلَّ صلابة من النَّوْع ذي القطعة الوحيدة، لكنَّه أرخى ممَّا هو في البِدْلَة ذات القطع الثلاث. وقد يُؤَدِّي حَجْمُ السَّائِلِ الصَّغير نوعاً ما في الجهاز (نحو 15 ملل)، إلى انتصاب أقل إرضاءً لدى المرضى ذوي القَضيب الطَّويل.
3. البدائل القابلة للحقن ذات القطع الثلاث: زَوْجٌ من الأسطوانات في الجسمِ الكَهْفي مُتَّصلةٌ بمضخَّةٍ في الصَّفَن فوقَ الخصيتين وبمستودع تحتَ العضلتين المستقيمتين في أسفلِ البطن خلف حفات الحوض (الشَّكْل 13 - 4: ملحق الصور).
يُؤَدِّي ضغط المضخَّة بشَكْلٍ مُتَكَرِّر في البِدْلَةِ ذات القطع الثَّلاث إلى سَحْبِ السَّائِل من المستودع إلى الأسطوانتين لإحداثِ الانتصاب؛ ويُؤَدِّي ضغط صمام إزالة الانتفاخ فوق المضخَّة إلى نـزحِ السَّائِل نحوَ المستودع وإنهاء الانتصاب.
يمكن أن تُعَدُّ البِدْلَةُ القابلة للحقن ذات القطع الثلاث المعيارَ الذَّهبِي الذي ينبغي مقارنةُ جميع البدائل الصناعية الحالية والمستقبليَّة به. ويَكونُ الحجمُ الكبير للسَّائِل المحتوى في هذا الجهاز، 65 - 100 ملل، كافياً لإحداثِ انتصاب صُلْب. وبما أنَّ البِدْلَةَ ذات القطع الثلاث قابلةٌ للحقن بشكلٍ كامل، لذلك يمكن ألاَّ تزيدَ محيطَ القَضيب إلاّ بمقدار 18 - 19 ملم فقط، لكنَّها يمكن أن تزيدَ أيضاً طولَه في نوعٍ خاص من الغِرْسات (AUS-ELX؛ انظرْ لاحقاً). وتُنْجَزُ هذه النَّتائِجُ الإضافيَّة للبِدْلَة القابلة للحقن مقابل نحو 3000 دولار لكلِّ جهاز كامل.
بالمقارنَةِ مع البِدْلَةِ الطَّروقة، تَسْمَحُ البِدْلَةُ القَضيبيَّة القابلة للحقن ذات القطعة الواحدة أو القطعتين أو الثلاث قطع للرَّجلِ الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب أن يحرزَ انتصاباً أكثر طبيعية، وهذا ما يحصلُ عندما يرغبُ بذلك فقط، ويَدومُ ما دام راغباً به. وبالإضافةِ إلى مُحاكاة عمليَّةِ الانتصاب الطَّبيعي، هناك مزيةٌ أخرى هَامَّة هي أنَّ البدائل القابلة للحقن تعطي للعضو التناسلي مظهراً طبيعياً عند الارتخاء وعند الانتصاب. كما قد تساعدُ الغِرْسَةُ القابلة للحقن على استقامةِ القضيب في حالات التَّليُّف والتَّندُّب في الجسمِ الكَهْفي، أو في داء بيرونِي عندما لا يُسْتَطبُّ استئصالُ اللويحة، ولا يُخَطَّط لإعادة قَوْلَبَة القَضيب خلال الجراحَة.
لكنَّ البدائل القابلةَ للحقن لها مَساوئُ معيَّنَةٌ أيضاً؛ فهي لا تُؤَدِّي إلى صلابةِ الحَشْفَة (رَأْس القَضيب)، ولا يكونُ الانتصاب دائماً طويلاً أو عريضاً مثل الانتصاب الطَّبيعي الذي اعتادَ عليه المريضُ. وفي البِدْلَةِ القابلة للحقن ذات القطعة الواحدة، يُؤَدِّي الحجمُ المنخفِض للسَّائل في الجهازِ إلى انتصاب غير صُلْب مثلما يكونُ عليه في الأجهزةِ ذات القطعتين أو الثلاث قطع. ويكونُ الغَرْسُ الجِراحِي للبِدْلَةِ القابلة للحقن أكثرَ صعوبةً، لا سيَّما في الأجهزةِ المتعدِّدة القطع، ويستغرقُ وقتاً أطول، ويتطلب عادةً دخولَ المستشفى والتَّخْديرَ العام ورعايةً أطول بَعْدَ العمليّة الجراحيَّة.
يُؤَدِّي النِّظامُ الهيدروليكي المعقَّد أيضاً إلى مُعَدَّل قُصور ميكانيكي أكبر ممَّا يحدثُ في البدائل الطَّروقَة، حيث تُشيرُ التَّقاريرُ إلى حصوله لدى نحو 3٪ من البدائل القابلة للحقن خلال السَّنَةِ الأولى التَّالية للجراحة، وحوالى 20٪ بَعْدَ عشر سنوات، وذلك حسب نمطِ الجهاز. وتبلغُ موثوقيَّةُ البدائل القابلة للحقن، لأكثر من خمس سنوات من المتابعة، 70 - 85٪ حسب ما ذُكِرَ في دراساتٍ كبيرة متعدِّدة.
عندما تُنـزعُ البِدْلَةُ القَضيبيَّة بسببٍ ميكانيكي أو نَتيجة مضاعفاتٍ أخرى، وتُسْتَبْدَلُ بغِرْسَةٍ أخرى، يُخْتارُ نمطٌ خاص عادةً من البِدْلات القابلة للحقن مثل AMS 700 CX أو Mentor Alpha 1 حسب رَأْيِ جرّاح المسالك البولية والتناسلية. وبَعْدَ غَرْس بِدْلَةٍ جَديدة، يُتَوَقَّعُ أن يبقى الجهازُ عاملاً لمدَّة عشر سنوات لدى نحو 75 - 80٪ من المرضى. ولكنَّ المستقبلَ سيكونُ أكثرَ بريقاً، حيث سيتناقصُ مُعَدَّلُ القصور الميكانيكي باستمرارٍ، والفضلُ في ذلك للأغلفة الواقية الجديدة، وتَحسُّن المواد المستعمَلَة في مكوِّنات البدائل، وتَعْزيز أنابيبها الوِاصِلَة.
إذا لم يَكنْ المريضُ مُرَشَّحاً للأَشْكالِ العلاجية غير الجراحة، أو إذا أخفقت المعالجاتُ غير الجراحية أو رفضها المريضُ أو زوجته (شريكتُه)، يمكن أن يكونَ إِدْخالُ بدائل صناعية خَياراً مناسباً. وتشتملُ العواملُ الهَامَّة لأخذ البدائل بعين الاعتبار - قبلَ اختيارِها وقَبولها - على آليَّةِ تَأْثير الأنماط المختلفة للأجهزة، ومعدَّلات النَّجاح، والأخطار، والفوائد، والمضاعفات المحتملة الجراحية والتَّالية للجراحة والتَّكْلفَة.
قد يَكونُ بَعْضُ الرِّجال الذين يعانون من عجزٍ في تحقيق الانتصاب، مثلما ذكرنا سابقاً، مُرَشَّحين للجراحَة الوعائيَّة لتَحْسين دوران الدم في القضيب لديهم؛ فالتَّرْويةُ الدَّمَوية الكافية للقَضيب ضروريةٌ لتحقيق الانتصاب والمحافظة عليه؛ ويمثِّلُ نقصُ جريان الدَّم الشِّرْيانِي إلى القَضيب سَبباً شائعاً للعجز في تحقيق الانتصاب، لكنَّ زيادةَ دخول الدَّم قد لا تكونُ سوى إحدَى عناصر تَصْحيح المشكلة الوعائية القضيبيَّة، لأنَّ الأوردةَ قد تُسَرِّبُ الدَّم أو تسمحُ بخروج الكَثير منه، ممَّا يحولُ دون محافظةِ الرَّجُل على انتصاب صُلْب.
البدائل أو العصيات الصناعية
من المهمِّ التَّأْكيدُ بأنَّ البدائل لا تَشْفي السَّبَبَ الأصلي للعجز في تحقيق الانتصاب عِنْدَ الرَّجُل، بل تُقَلِّدَ بآليتها الانتصاب الطَّبيعي من خلال إحداث صلابةٍ قضيبية كافية للتَّمكُّن من الإيلاج، ومن ثَمَّ الاستمتاع بعلاقةٍ جنسية مُرْضِيَة. ومع أنَّ البدائل بحدِّ ذاتها لا تحسِّنُ الشَّهْوَةَ الجنسية، غير أنَّ استعادةَ القُدْرَة على تحقيق الانتصاب يمكن أن تزيدَ الحافزَ الجنسي لدى بَعْض الرِّجال. ولا تؤدِّي العصيات إلى استعادةِ الانتصاب الطَّبيعي، كما لا تعيدُ أيَّةَ أحاسيس مفقودة، وهي لا تؤثِّرُ في النشوة أو القذف، ولا تطيل القضيبَ مع استثناءٍ محتمل لبعضها مثل ELX لشركة AMS الأميركية.
رغمَ أنَّ مُعَدَّلاتِ نجاح البدائل القضيبيّة والرِّضا عنها مرتفعةٌ نسبياً، غيرَ أنَّ الغرسةَ تُعَدُّ بوجهٍ عام هي المعالجة الأخيرة للعجز في تحقيق الانتصاب، ما لم تكنْ النَّماذجُ الأخرى للمعالجةِ ممنوعةَ الاستعمال أو غيرَ ناجحة، أو ما لم تُخْتَرْ العصيات من قبل مريضٍ لديه اطِّلاعٌ كامل. ويُبَرِّرُ كل الخبراء تقريباً تجربةَ جميعِ الأَشْكال العلاجية غير الباضِعَة والأقل بَضْعاً في تَدْبير العجز في تحقيق الانتصاب قبلَ التَّقدُّم نحوَ الإدخال الجراحي للبدائل الصناعية؛ ولهذا التَّدرُّج ما يُبَرِّره طبيَّاً ومنطقيَّاً؛ وكما يقولون فأنتَ لا ترغبُ "برَبْط الحصان خارج الإسِطَبْل" إذا كان هناك خيارٌ آخر.
اختيارُ المرضى ومَوَانِعُ الاستعمال
يَنبغي على الدَّوام أن تَكونَ الاعتباراتُ الأخلاقيَّة والمعاييرُ الأدبيّة مكمِّلةً للاستطبابات الطبِّية لأيَّةِ معالجةٍ طبيّة؛ فعندما يَطلبُ الرَّجُل غرسةً قَضيبيَّة، تُطبَّقُ دواعي استعمالٍ (استطبابات) معيَّنَة مثلما سنشرح لاحقاً؛ فبَعْدَ تَقْييمٍ جسدي ونفسي شامل، يُتَّخذُ قرارُ التَّقدُّم نحوَ غرز بدائل بشكلٍ مشترك بين طبيب المسالك البوليّة والزَّوْجين، بالإضافةِ إلى الطَّبيب النَّفْساني أو اختصاصي علم النَّفْس في حالاتِ العجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ. لكنَّ القرارَ الأخيرَ في نهايةِ المطاف بالنِّسْبة إلى طرازِ المعالجة يعتمدُ على المريض؛ فإذا اختارَ المريضُ العصيات، بَعْدَ الأخذ بعين الاعتبار جميعَ الخيارات، والأخطار، والفوائد ينبغي على الطَّبيب أن يحترمَ رغبتَه في معظمِ الحالات، لكن بَعْدَ تقييمٍ طبي ونفسي شامل وتقديم النَّصيحة.
يُعَدُّ اختيارُ المريض المناسِب العاملَ الوحيد الأكثر أهميةً في نجاحِ هذه المعالجة، فالمُرَشَّحُ الجيِّد لتلك البدائل هو رجلٌ خضعَ لتَقْييمٍ شامل، ووُجْدَ أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب لديه ناجمٌ عن سببٍ عضوي غير قابل للإصلاح مقاومٍ لجميع الأشكال الأخرى من المعالجة. وينبغي ألاَّ يكونَ لديه أيُّ اضطرابٍ جسدي أو نفسي هام يحولُ دونَ الأداء الوَظيفي الطَّبيعي لهذا النوع من العلاج الجراحي. من النَّاحيةِ المثالية، ينبغي أن يكونَ لديه حافزٌ مناسب للعملية، ورغبةٌ صِحِّيَّة في الجِنْس، وأحاسيسُ قَضيبيَّة ونشوة طَبيعيَّان. كما يجب أن تكونَ توقُّعات المريض وزوجته ضمنَ حدودِ المعقول والمنطق، أي إمكانيَّة كبيرَة لحدوثِ انتصاب اصطناعي بصلابةٍ ممتازة للإيلاج النَّاجِح والثِّقَة بالمجانسة، ولكنه دون جودة الانتصاب الطبيعي الذي كان يتمتّع به قبل إصابته بالعجز الجنسي.
كما أنَّ المناورةَ النَّاجِحَة للغِرْسَة القَضيبيَّة (إلاَّ في النَّمَط القابِل للحقن) تَتطلَّبُ حافزاً، وتَدْريباًً، وقوةً، ومهارةًَ في الأصابع، وفَهْماً كاملاً لوظيفتها. ويمكن أن يتبنَّى معظمُ المرضى ويُغَيِّروا بَعْضَ عاداتهم الجنسية، ممَّا يجعلهم يتقبَّلونَ الغِرْسَةَ بشكلٍ مُرْضٍ تماماً. وبالنسبةِ إلى كل الرِّجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب والرَّاغبين بالحصولِ على انتصاب قوي عندَ الحاجة والمحافظة عليه، قد تَبْدو العصيات أو البدائل الصناعية شيئاً جيِّداً، لكن ليس كل الرجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب مُرَشَّحين جيِّدين لهذا النوع من العلاج.
أمَّا الرِّجالُ الذين تشكل جراحةُ الغَرْس أو الزَّرْع خطراًً عليهم، مثل المصابين بفَرْط ضَغْط الدَّم غير المضبوط، أو بداءٍ قلبي وعائي شَديد، أو بميلٍ إلى النـزف، أو بداء السكري الشَديد غير مضبوط، أو داءٍ رئوي واضح، فينبغي أن يُقَيَّموا بدقَّةٍ كبيرة وأن يستشيروا الاختصاصيين المناسبين قبلَ إجراءِ الجراحة. كما أنَّ غَرْز البدائل مضادُ استطبابٍ، مؤقَّتاً على الأقل، في ظلِّ وجود التهابات جهازية أو بوليّة أو جلديّة، إذ ينبغي اِجْتِثاثُ تلك الالتهابات عِنْدَ وجودها بشكلٍ كامل قبلَ الجراحة.
وقد لا يستفيدُ الرِّجالُ الذين لديهم سَكْتات دماغيّة أو أمراضٌ هامَّة أخرى أو شَلل جزئي من تلك البدائل. بشكل عام، يشتملُ المرضى غيرُ المناسبين لها على أولئك الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ، والذُّهان، وبَعْض أنماط الفُصام، والاكتئاب الحاد أو المزمن، أو اضطرابات الشّخصيّة، وأولئك الذين يَفْتقِرون إلى الحافزِ الملائم.
يمكن أن يستفيدَ الرَّجُلُ الذي يكونُ لديه عجز في تحقيق الانتصاب نفسي المنشأ بشكل صِرْف من المعالجةِ الجنسيّة أو النَّفْسيّة، أو المعالجة الدَّوائيّة الفمويّة، أو المعالجة السُّلوكيّة، أو جهاز التَّخْليّة، أو الحُقَن داخلَ الجسم الكهفي أو الغرسات داخل الإحليل. ولكنْ، في بَعْض الحالات عندما تخفقُ كل الأساليب الأخرى ويكونُ المريضُ مستقرَّاً نفسياً ولديه حافزٌ مناسب، يمكن تقديمُ العصيات بَعْدَ تَقْييمٍ شامل وموافقةٍ على العمليّة من قِبَل الطَّبيب النَّفْساني أو اختصاصي علم النَّفْس. وتكونُ المتابعةُ النَّفْسيّة بَعْدَ الجراحة ضروريّة لنجاحها في هذه الحالاتِ النَّفْسيّة المختارة.
يمكن أن يساعدَ استعمالُ البدائل الصناعية على حَلِّ بَعْض المشاكل في علاقةِ الرَّجُل بشريكتِه الجنسيّة. لكن، إذا كانت مشاكلُ العلاقة ناشئةً عن أسبابٍ أخرى، غير العَجْز الجسدي عِنْدَ الرَّجُل على تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه، عندها لا تفيدُ، وتكونُ المعالجةُ المفضَّلة هي المعالجة الجنسيّة السلوكيّة على يدِ مستشار مُجاز وله خبرة واسعة في معالجة تلك الحالات.
اختيارُ البدائل الصناعية
يجب أن يَكونَ اختيارُ البدائل المناسبة من بين الأجهزة المتوفِّرة قَراراً مُشْتَرَكّاً بينَ المريض (أو الزَّوْج) وجرّاح المسالك البوليّة والتناسلية. وتشتملُ العواملُ الرئيسيّة للاختيارِ على تَفْضيل المريض لنَمطٍ معيَّن من بين الأنماطِ المختلفة للبدائل: المزايا الشَّخصيّة، والمساوئ، ومعدَّلات النَّجاح، والمضاعفات، و"العُمْر" الوسطي للأجهزة، وتآلُف الجرَّاح، وسجل نجاحه في أنماطٍ معيَّنة من الغرسات، والتَّكْلفَة. ولقد بَيَّنت دراساتٌ كبيرة مقارِنَة أنَّ أهمَّ المحدِّدات الخاصَّة بتفضيل المريض هي النَّتيجَة التَّجْميليّة، والموثوقيّة، والفاعليّة، والرِّضا المسجَّل.
في معظمِ الحالات، يساهمُ المريضُ وزوجته في مناقشةٍ كاملة لهذه العوامل، ويستعرضان أشرطةَ فيديو ولوحاتٍ تعليميّة، ويُمْنَحان الفرصةَ لتفحُّص ومناورة نماذج من البدائل المختلفة قبلَ اختيارِ البِدْلَة الأكثر ملاءمةً. كما تُشْرَحُ المضاعفاتُ المحتملة التي تصاحبُ كلَّ نمطٍ من الغرسات بما في ذلك العَدْوَى، والائتكال، والإخفاق الميكانيكي، والإعادة المحتملة للعَمَلِيّة، ونـزع البِدْلَة فَضْلاً عن الإجراءِ الجراحي واستعمال التَّخْدير. ينبغي تقديمُ النَّتائِج المتوقَّعة بصَراحَة، حسب تقارير مجموعاتٍ كبيرة من المرضى وحسب الخبرة الشَّخْصِيّة لجرّاح المسالك البوليّة والتناسلية المعالِج. كما يُعْلَم الزَّوْجان بمَوْقفِ الجمعية الأميركيّة لجراحة المسالك البوليّة والتناسلية، حيث لا يوجدُ دَليلٌ على حدوثِ أمراض مناعيّة (بالمناعة الذاتيّة)، أو قصور، أو عقم، أو عُيُوب ولاديَّة عِنْدَ الرِّجال الذين تُغْرَسُ لهم بِدْلَةٌ سيليكونية قابلة للحقن.
يكونُ الجُزْءُ الأكثر أهميّة في هذا اللقاء هو أنَّ المريضَ وزوجته يُشَجَّعان على طرح الأسئلة. ومن الضَّروري أن يفهما بأنَّ البِدْلَةَ تُؤَدِّي إلى انتصاب اصطناعي لا يوازي الطُّولَ الكامل للقَضيب الذي يحققه الرَّجُل فيما لو كانت حالته طبيعية. ويمثِّلُ غرزها إجراءً جراحياً يُؤَدِّي عادةً إلى ضَررٍ دائم في نَسيج الجسم الكهفي، وهو لا يحسَّنُ الإحساسَ القَضيبـي، أو بلوغ النشوة، أو القذف. لكن يمكِّنُ الرَّجُلَ الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب من إحراز انتصاب كافٍ للإيلاج النَّاجِح، ممَّا يسمح له بالعودة إلى حياةٍ جنسيّة صحيّة ومُرْضِيّة.
من خلال ممارستي، أُشَدِّدُ على أنَّ هذه العصيات الصناعية تمثّل جراحة انتقائيّة، وليس مسألةَ حياةٍ أو موت. كما أؤكِّد بأنَّه، بَعْدَ إدخال البدائل، يَكونُ إعطاءُ المضادَّات الحيويّة إلزاميَّاً قبلَ أيَّةِ إجراءاتٍ على الأسنان، أو جراحيّة، أو تنظيريّة للوقاية من عَدْوَى البِدْلَة.
كما تُؤَثِّرُ الاعتباراتُ الطبِّيّة والجراحيّة في اختيار بِدْلَة معيَّنة؛ فعَلى سَبيل المثال، يمكن أن يستفيدَ المرضى المصابون بالشَّللِ السُّفْلي أو الرُّباعي، الذين لديهم نقصٌ في الإحساس القَضيبـي، من غَرْس بِدْلَة لَيِّنَة قابلةٍ للحقن بدرجةٍ أكبر، حيث يقلُّ وقوعُ الاِئْتِكال الجلدي لديهم. من جهةٍ أخرى، قد لا يكونُ الصَّفَنُ الصَّغير والمشدود مطابقاً لمستودعِ الضَّخِّ في البِدْلَة القابلة للحقن ذات القِطْعَتين أو الثَّلاث قِطَع؛ كما أنَّ التَّندُّبَ الشَّديد بسبب جراحةٍ بطنيّة سابقة قد يحولُ دونَ الوَضْع الصَّحيح للمستودعِ في أسفل البطن لبِدْلَة ثلاثيّة القطع.
المَلاذُ الأخير المثالي
في هذا العَهْدِ الجديد للمعالجةِ الدَّوائيّة النَّاجحة للعجز في تحقيق الانتصاب، تراجعَ اختيارُ الغِرْسَات القَضيبيَّة كخطٍ علاجي أوَّل بشكلٍ كبير، حتَّى وصلَ إلى نحو 5 - 10٪ من المرضى المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب؛ حيث يَخْتارُ نحو 70 - 80٪ أحدَ مُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 (الفياغرا، السيالس، الليفيترا) كخيارٍ أوَّل لهم. ولكن، مع زيادة الإدراك العام لخللِ الأداء الجنسي، وتحسُّن التَّثْقيف فيما يتعلَّق بأسبابِه وأنواع المعالجة، ازداد عددُ الرِّجال الذي يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب الذين يَسْعَوْنَ إلى الاستشارة الطبِّيّة والمعالجة. وعلاوةً على ذلك، وفي حال إخفاقِ كل المعالجات المحافِظَة الأخرى، يُصبِحُ غَرْسُ بِدْلَةٍ قَضيبيّة الخيارَ المفضَّل الثاني، ويمكن أن يعطي نتائجَ ممتازةًَ للمريض.
تُعَدُّ البدائل الصناعية عِنْدَ بَعْض الخبراء المعالجةَ الأكثر موثوقيّة وقَبولاً للعجز في تحقيق الانتصاب، والمعيارَ الذهبي الذي ينبغي مقارنةُ الطُّرُق العلاجيّة الأخرى به. لكنَّ معظم الخبراء يرونَ أنَّ البدائل الصناعية هي المعالجة النِّهائيّة أو الملاذ الأخير، رغمَ قدرتها المُثْبَتَة على إحداثِ حالةٍ ممتازة شَبيهة بالانتصاب. ويَعْتَقِدُ هؤلاء أنَّ البدائل الصناعية ينبغي ألاَّ تُؤْخَذَ بعين الاعتبار إلاَّ بَعْدَ تجربةِ كل الخيارات العلاجيّة الأخرى للعجز في تحقيق الانتصاب وإخفاقها أو رَفْضها، أو ما لم يكنْ عُمْرُ المريض أو حالتُه الجسديّة تجعلُ الخياراتِ الأخرى غيرَ متيسِّرَة.
مَهْما يَكُنْ رأيُك، تُشيرُ الحقائقُ إلى أنَّ البدائل الصناعية طريقةٌ غير مباشرة لمعالجةِ العجز في تحقيق الانتصاب من دون التَّعامُل مع أسبابِه الأوَّليّة؛ ولكلِّ نمطٍ منها محاسُنه ومساوئه المميِّزَة، وهي تُعْطي انتصاباً اصطناعيَّاً كافياً للمجانسة النَّاجِحة؛ وعندما تُغْرَسُ بشكلٍ صَحيح وناجح، لا تؤثِّر سَلْباً في الخصوبةِ، ولا تُسَبِّب أيَّةَ صعوباتٍ بوليَّة. ومع أنَّ البدائل الصناعية ليست دواءً لكلِّ داء، لكنَّها تُمَثِّلُ وسائلَ ممتازةً تساعد الرَّجُل الذي يعاني من عجز جنسي على تحقيق انتصاب صُلْب والمحافظة عليه لمجانسة ناجحة عند الطَّلَب.
أَنْماطُ البدائل، ومحاسنُها، ومساوئُها
منذُ دخولِ البدائل الصناعية الأولى القابلة للحقن على يَدِ الدُّكْتور ب. سكوت عام 1973، جَرَى تَسْويقُ أكثر من 15 نموذجاً على نطاق العالم، بما في ذلك البدائل الصناعية نصف الصُّلْبَة، والطَّروقة (الطَّيِّعَة)، والميكانيكيَّة فَضْلاً عن البدائل أو العصيات الصناعية القابلة للحقن، وقد استُعْمِلَتْ هذه النماذج من قِبَل آلاف المرضى. وقد اختفَتْ بَعْضُ هذه الأنماط الأصليَّة من الاستعمال، بينما جرى تحسينُ بعضها الآخر تقنيَّاً أو غُلِّفَت بالمضادَّات الحيويّة لإنقاصِ مُعَدَّل العَدْوَى التَّالية للجراحة. ويجرى غَرْسُ بدائل صناعية بما يقرب 30000 - 50000 بدلة سنويَّاً في شتى أنحاء العالم. في الوقت الرَّاهِن، تُنْتِجُ شركتان أميركيَّتان، هما شركة الأجهزة الطبِّيّة الأميركيّة وشركة مينتور، معظم الغِرْسات القَضيبيّة الأكثر استعمالاً، بما في ذلك الطَّروقَة، والقابلة للحقن المؤلفة من قطعة أو قطعتين أو ثلاث قطع.
البدائل الطُّروقَة أو الشبه الليّنة
تَتكوَّنُ بَعْضُ الغرسات الطَّروقة من مطَّاطٍ سيليكوني صِرْف، بينما قد يحتوي بعضُها الآخر على لُبٍّ معدني مركزي مَجْدُول أو حلقات متشابكَة من البوليسلفون مُغلَّفَة بالبولي تِتْرافلوروإيثيلين ومُتَّصِلَة بكبلٍ محمَّل باللَّوَالِب يُقْفِل الحلقات بشكل عمود أثناء الانتصاب، ويَفْتحها في حالةِ الارتخاء. وهناك نماذجُ أخرى تتكوَّن من زَوْجٍ من القُضْبان السِّيليكونيّة تحيط بلبٍّ من الإسفنج السيليكونِي أو الفضَّة أو الفولاذ المقاوِم للصدأ. ويُؤَدِّي غَرْسُ هذه القُضْبان في الجسمِ الكهفي إلى صلابةٍ ممتازة، مع القدرةِ على ثَنْي القَضيب في الاتجاه المطلوب.
بَعْدَ إدخالِ الغرسة الطَّروقَة، يصبحُ لدى المريض قَضيبٌ قاسٍ باستمرار؛ وهذا لا يعني أنَّه سيمشي ويتحرَّك وقضيبُه منتصبٌ طوالَ الوقت؛ فالقَضيبُ يكونُ صُلْباً دائماً، لكنَّه لا يَتَّجِه إلى الأمام إلاَّ عندما يَقومُ المريض بثَنْيِه إلى الأمام بهدفِ المجانسة. وفي الحالة العادية، يَكونُ القضيبُ المزوَّد بغرسةٍ طُروقَة منحنياً إلى الأسفل نحو الصَّفَن، وينبغي أن يبقى من دون اهتزاز للخلف والأمام (الشَّكْل 13 - 1: ملحق الصور).
تَتمثَّلُ فَوائِدُ الغرسات الطَّروقَة في قدرتها على الانثناءِ في مختلفِ الاتجاهات بصلابةٍ ومرونةٍ جيِّدَتَيْن ونتائج جيِّدَة، ونَقْص معدَّل وقوع الإخفاق الميكانيكي، وبساطة الاستعمال، وبساطة الجراحة اللازمة للغَرْس أو الزَّرْع (والتي يمكن إجراؤها تَحْتَ التَّخْدير المَوْضِعي)، ونَقْص مُعَدَّل المضاعفات التَّالية للجراحة، وانخفاض التَّكلفة (نحو 950 - 1500 دولار لكلِّ زَوْج من البِدْلات).
أمَّا المَساوِئُ فتَشْتَمِلُ على الصَّلابَةِ القَضيبيّة الدَّائمة، وغياب المرونة الكاملة والتَّوْضيع المناسِب، وصعوبَة الإخفاء التَّام، والكتلة الكبيرة المحتملة للقَضيب. وقد يحصلُ الإِخْفاقُ الميكانيكي بانكسار السلك. ويمكن أن تكونَ الصَّلابَةُ أقلَّ ممَّا يَرْضى عَنْه المريض، لا سيَّما لدى الرِّجال الذين لديهم قَضيبٌ طويل.
تُشيرُ التَّقاريرُ إلى أنَّ مُعَدَّل رِضا الأزواج عن البدائل الطَّروقَة مرتفعٌ تماماً، وقد يتجاوزُ 90٪ لدى بَعْضِ مجموعات المرضى. ويُشْبهُ هذا المُعَدَّلُ ما يُشاهَد في البدائل القابلة للحقن. وقد يُفَضِّلُ الرِّجالُ المسنُّون بوجهٍ خاص البدائل الشبه ليّنة الطَّروقة على البدائل القابلة للحقن.
يَنْبغي التَّفْكيرُ جِدِّيَّاً بغَرْس بِدْلَةٍ طَروقة لدى الرَّجُل الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب ولديه نقص في القُدْرَة النَّفْسيّة أو الجسديّة، مثل ذلك الذي يفتقرُ إلى المهارةِ اليدويّة بسبب مرضٍ عصبي أو التهاب مفصلي مؤثِّر في اليدين، ممَّا يُعيقُ التَّعامُلَ مع البِدْلَة القابلة للحقن. وهناك استطبابٌ آخر للغِرْسَة الطَّروقة، وهو حالةُ داء بيرونِي (التَّشوُّه الانثنائي) النَّاجِم عن تَليُّفٍ شَديد وواسع في القَضيب، حيث قد تكونُ هناك صعوبةٌ تقنيّة أحياناً في إدخالِ جهازٍ قابل للحقن.
البدائل القابلة للحقن
تَتكوَّنُ البدائل القابلة للحقن عادةً من أسطوانتين، ومضخَّة، ومستودع يحتوي على السَّائلِ المستعمَل في مَلْءِ الأسطوانتين. وتَكونُ هذه الأجزاءُ مجتمعةً في جهازٍ واحد، أو منفصلةً لكنَّها مُتَّصلةٌ فيما بينها، وتوضَعُ داخلَ الجسم. ولأهدافٍ عمليّة، وفي الحالةِ الرَّخْوة عندما تكونُ الأسطوانتان غيرَ منفوختين وتحتويان على حجمٍ صغير من السَّائِلِ فقط، يَبْدو القضيبُ المزوَّد بغِرْسَةٍ قابلة للحقن طَبيعيَّاً تماماً، ويَشْعرُ به المريضُ كذلك أيضاً.
تَشتركُ كل البدائل المختلفة القابِلَة للحقن والمتوفِّرَة بالآليّة الهيدروليكيّة العامَّة نفسِها: يُؤَدِّي العَصْرُ المتكرِّر للمضخَّة إلى نَقْلِ السَّائِل من المستودعِ إلى الأسطوانتين، ممَّا يقودُ إلى صلابةِ القَضيب وانتصابه بزاوية 45 - 90 درجة؛ ويشابه ذلك بدرجةٍ ما عمليّة الانتصاب الطَّبيعي لدى الرِّجال الأصحَّاء، حيث يَضخُّ القلبُ الدَّمَ إلى الجسم الكهفي. وبعد انتهاء المجانسة، يَضْغطُ الرَّجُلُ صمامَ إزالةِ الحقن أو يَثْنِي قضيبَه لفترةٍ وجيزة نحوَ الأسفل، بحيث تَكونُ إحدى الأصابع في منتصف جذع القَضيب، فيتدفَّقُ السَّائِلُ من الأسطوانتين عائداً أدراجَه إلى المستودع، مُسبِّباً زوال الانتصاب (الشَّكْل 13 - 2: ملحق الصور).
يمكن تَلْخيصُ خَصائص كلِّ نمطٍ من أنماط البدائل القابلة للحقن فيما يلي:
1. البدائل القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة: هي زوجٌ من المكوِّنات، يُغْرَسُ في الجسم الكهفي، ويحتوي كلٌّ منها على أسطوانةٍ، ومضخَّة، ومستودع تجتمع في قطعةٍ واحدة (الشَّكْل 13 - 2: ملحق الصور).
إنَّ مُصْطَلحَ "البِدْلَةِ القابلة للحقن ذات القطعة الواحدة" لا يصف حقيقة حالة البدلة، لأنّه يُشيرُ إلى أنَّ الغرسةَ تتمدَّد. ولكن، في الواقع، يُؤَدِّي حقن البِدْلَةِ القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة إلى نَقْلِ السَّائِل من مستودع خَلْفي أو حُجَيْرَة خارجيّة إلى حجيرةٍ داخليّة غير قابلة للتَّمدُّد، ممَّا يَقودُ إلى صلابةِ البِدْلَة من دون توسُّعها فعليَّاً. ومع الضغط المتكرِّر على المضخة، ينتقلُ السَّائِلُ في نهايةِ الأسطوانة تحت الحشفة من المستودعِ عْندَ النِّهايةِ الخلفيَّة للبِدْلَة إلى الأسطوانة المركزيَّة التي تَتصلَّب، فيصبحُ القضيبُ قاسياً، ويحصل انتصاب كامل (الشَّكْل 13 - 2: ملحق الصور).
بَعْدَ المجانسة، يُنْهَى الانتصاب بثَنْيِ القَضيب عِنْدَ مُنْتَصف جذعه بزاوية 45 درجة تقريباً لمدَّة 15 - 20 ثانية، وعصر الأسطوانتين. وعندما تَكونُ البِدْلَةُ رخوةً، يبقى السَّائِلُ في الجُزْءِ الفَخذي من الأسطوانةِ وفي الحيِّز بينَ الطَّبقة السيليكونيَّة الخارجيَّة والكم الدَّاكروني المركزي. وتكونُ البِدْلَةُ القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة أَقْسَى من البدائل القابلة للحقن ذات القطع المتعدِّدَة في حالةِ الارتخاء، لكنَّها تَظلُّ أكثرَ ليونةً من البدائل الطَّروقَة أو شبه الليّنة. وتَتمثَّلُ فائِدَةُ البِدْلَة ذات القطعة الواحدة عِنْدَ المرضى السِّمان في أنَّها تَجرُّ القضيبَ إلى الأسفل من تحت الوسادة الشَّحْميّة فوقَ العانة، فتطيل القضيبَ، وتُعْطيه مظهراً أجمل في حالةِ الارتخاء.
قد تَكونُ البِدْلَةُ الوحيدةُ القطعة أكثرَ البدائل صعوبةً في المناورة؛ ويَكونُ تَشْغيلُها صَعْباً بشَكْلٍ خاص لدى المرضى المسنِّين المصابين بالتهابٍ مفصلي شَديد أو أمراضٍ عصبيّة، أو الذين لديهم نَقْصٌ في حساسيّة الأصابع أو تَصَلُّب. وبعد أن يَطَّلِعَ المريضُ على ما يقدِّمُه الطَّبيبُ أو التِّقَني من إيضاحات، يكونُ قادراً في العادة على تَشْغيل البِدْلَة بدرجةٍ عالية من الرِّضا، كما يمكن أن تساعدَه زوجته (شريكته) في تَشْغيلِ الجهاز إذا كانت متَّفقةً مع الزَّوْجِ في ذلك. وقد حَلَّتْ الأنماطُ الأخرى من الغِرْسات بدرجةٍ كبيرة محلَّ البِدْلَة القابلة للحقن ذات القطعة الوحيدة، وأصبحَ استعمالُها اليومَ نادراً.
2. البدائل القابِلَة للحقن ذات القطعتين: زَوْجٌ من الأسطوانات في الجسم الكهفي، متَّصلتان بمستودعِ حقن مشترك في الصَّفَن فوقَ الخصيتين وتحت الجلد مباشرةً (الشَّكْل 13 - 3: ملحق الصور).
يُؤَدِّي الضغط المتكرِّر للمضخة الموجودة في الصفن في البِدْلَة القابلة للحقن ذات القطعتين إلى نَقْل السَّائِل منه إلى الأسطوانتين، ممَّا يجعلهما صُلْبَتين. ولإزالة الانتصاب، يثنى القضيب عند منتصفه إلى الأسفل بزاوية حوالى 45 درجة لمدة 15 إلى 20 ثانية، ويعصرُ جذعُ القَضيب باليد الأخرى، ممَّا يُؤَدِّي إلى إفراغ الأسطوانتين ودَفْع السَّائِل نحوَ المستودع فوق إحدى الأصابع، مع عصر الجسم الكهفي.
إنَّ وجودَ مستودع حقن مشترَك في الصَّفن يشبهُ وجودَ خصيةٍ ثالثة نوعاً ما، لكنَّ الغرسةَ توضَعُ بهذه الطَّريقَة بحيث لا يلاحظُها أحدٌ. وقد يستغرقُ الرَّجُلُ بَعْضَ الوقت للتَّكيُّف مع وجودها، وبعد فترة من الزمن لا يلاحظه. وخلافاً للبِدْلَة ذات القطعة الوحيدة، تتمدَّدُ الأسطوانتان في البِدْلَة ذات القطعتين أثناء الانتصاب. ويكونُ القَضيبُ في هذا النَّوْع أقلَّ صلابة من النَّوْع ذي القطعة الوحيدة، لكنَّه أرخى ممَّا هو في البِدْلَة ذات القطع الثلاث. وقد يُؤَدِّي حَجْمُ السَّائِلِ الصَّغير نوعاً ما في الجهاز (نحو 15 ملل)، إلى انتصاب أقل إرضاءً لدى المرضى ذوي القَضيب الطَّويل.
3. البدائل القابلة للحقن ذات القطع الثلاث: زَوْجٌ من الأسطوانات في الجسمِ الكَهْفي مُتَّصلةٌ بمضخَّةٍ في الصَّفَن فوقَ الخصيتين وبمستودع تحتَ العضلتين المستقيمتين في أسفلِ البطن خلف حفات الحوض (الشَّكْل 13 - 4: ملحق الصور).
يُؤَدِّي ضغط المضخَّة بشَكْلٍ مُتَكَرِّر في البِدْلَةِ ذات القطع الثَّلاث إلى سَحْبِ السَّائِل من المستودع إلى الأسطوانتين لإحداثِ الانتصاب؛ ويُؤَدِّي ضغط صمام إزالة الانتفاخ فوق المضخَّة إلى نـزحِ السَّائِل نحوَ المستودع وإنهاء الانتصاب.
يمكن أن تُعَدُّ البِدْلَةُ القابلة للحقن ذات القطع الثلاث المعيارَ الذَّهبِي الذي ينبغي مقارنةُ جميع البدائل الصناعية الحالية والمستقبليَّة به. ويَكونُ الحجمُ الكبير للسَّائِل المحتوى في هذا الجهاز، 65 - 100 ملل، كافياً لإحداثِ انتصاب صُلْب. وبما أنَّ البِدْلَةَ ذات القطع الثلاث قابلةٌ للحقن بشكلٍ كامل، لذلك يمكن ألاَّ تزيدَ محيطَ القَضيب إلاّ بمقدار 18 - 19 ملم فقط، لكنَّها يمكن أن تزيدَ أيضاً طولَه في نوعٍ خاص من الغِرْسات (AUS-ELX؛ انظرْ لاحقاً). وتُنْجَزُ هذه النَّتائِجُ الإضافيَّة للبِدْلَة القابلة للحقن مقابل نحو 3000 دولار لكلِّ جهاز كامل.
بالمقارنَةِ مع البِدْلَةِ الطَّروقة، تَسْمَحُ البِدْلَةُ القَضيبيَّة القابلة للحقن ذات القطعة الواحدة أو القطعتين أو الثلاث قطع للرَّجلِ الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب أن يحرزَ انتصاباً أكثر طبيعية، وهذا ما يحصلُ عندما يرغبُ بذلك فقط، ويَدومُ ما دام راغباً به. وبالإضافةِ إلى مُحاكاة عمليَّةِ الانتصاب الطَّبيعي، هناك مزيةٌ أخرى هَامَّة هي أنَّ البدائل القابلة للحقن تعطي للعضو التناسلي مظهراً طبيعياً عند الارتخاء وعند الانتصاب. كما قد تساعدُ الغِرْسَةُ القابلة للحقن على استقامةِ القضيب في حالات التَّليُّف والتَّندُّب في الجسمِ الكَهْفي، أو في داء بيرونِي عندما لا يُسْتَطبُّ استئصالُ اللويحة، ولا يُخَطَّط لإعادة قَوْلَبَة القَضيب خلال الجراحَة.
لكنَّ البدائل القابلةَ للحقن لها مَساوئُ معيَّنَةٌ أيضاً؛ فهي لا تُؤَدِّي إلى صلابةِ الحَشْفَة (رَأْس القَضيب)، ولا يكونُ الانتصاب دائماً طويلاً أو عريضاً مثل الانتصاب الطَّبيعي الذي اعتادَ عليه المريضُ. وفي البِدْلَةِ القابلة للحقن ذات القطعة الواحدة، يُؤَدِّي الحجمُ المنخفِض للسَّائل في الجهازِ إلى انتصاب غير صُلْب مثلما يكونُ عليه في الأجهزةِ ذات القطعتين أو الثلاث قطع. ويكونُ الغَرْسُ الجِراحِي للبِدْلَةِ القابلة للحقن أكثرَ صعوبةً، لا سيَّما في الأجهزةِ المتعدِّدة القطع، ويستغرقُ وقتاً أطول، ويتطلب عادةً دخولَ المستشفى والتَّخْديرَ العام ورعايةً أطول بَعْدَ العمليّة الجراحيَّة.
يُؤَدِّي النِّظامُ الهيدروليكي المعقَّد أيضاً إلى مُعَدَّل قُصور ميكانيكي أكبر ممَّا يحدثُ في البدائل الطَّروقَة، حيث تُشيرُ التَّقاريرُ إلى حصوله لدى نحو 3٪ من البدائل القابلة للحقن خلال السَّنَةِ الأولى التَّالية للجراحة، وحوالى 20٪ بَعْدَ عشر سنوات، وذلك حسب نمطِ الجهاز. وتبلغُ موثوقيَّةُ البدائل القابلة للحقن، لأكثر من خمس سنوات من المتابعة، 70 - 85٪ حسب ما ذُكِرَ في دراساتٍ كبيرة متعدِّدة.
عندما تُنـزعُ البِدْلَةُ القَضيبيَّة بسببٍ ميكانيكي أو نَتيجة مضاعفاتٍ أخرى، وتُسْتَبْدَلُ بغِرْسَةٍ أخرى، يُخْتارُ نمطٌ خاص عادةً من البِدْلات القابلة للحقن مثل AMS 700 CX أو Mentor Alpha 1 حسب رَأْيِ جرّاح المسالك البولية والتناسلية. وبَعْدَ غَرْس بِدْلَةٍ جَديدة، يُتَوَقَّعُ أن يبقى الجهازُ عاملاً لمدَّة عشر سنوات لدى نحو 75 - 80٪ من المرضى. ولكنَّ المستقبلَ سيكونُ أكثرَ بريقاً، حيث سيتناقصُ مُعَدَّلُ القصور الميكانيكي باستمرارٍ، والفضلُ في ذلك للأغلفة الواقية الجديدة، وتَحسُّن المواد المستعمَلَة في مكوِّنات البدائل، وتَعْزيز أنابيبها الوِاصِلَة.