يُمَثِّلُ الجِنْسُ جُزْءاً متمِّماً لأيَّةِ علاقةٍ حميمة، وهو يشكِّل أساسَ الحبِّ والاحترام المشترك والمُتبادَل بين الزوجين، لكنَّ الكثيرَ من النَّاس لا يحصلون على المُتْعَة الكاملَة بهذه العلاقات، إذْ يمكن أن يَكونَ الرَّجلُ المصابُ بالعجز الجنسي - على سَبيل المثال - مُفْتَقِراً إلى الرَّغْبَة أو الثِّقَة بالنَّفْس حتَّى يُسَاهِمَ في النَّشاطِ الجِنْسِي. كما قد لا يكون قادراً على تركيز انتباهه على الأنشطة الجنسيَّة الصَّحيحة. ويمكن أن يجدَ نفسَه عاجزاً عن بلوغ النَّشْوَة، وقد يحصل القذف عنده باكراً. كما يمكن أن يجدَ نفسَه يفقد الانتصاب قبلَ حصول الإشباع الجنسي عندَ زوجته، أو يمكن أن يحقق الانتصاب، ويحافظَ عليه لفترةٍ طويلة، لكن من دون أن يكون قادراً على بلوغ النشوة أو القذف.
قد يجد رجالٌ آخرون أنفسَهم غيرَ قادرين على تحقيق الانتصاب بشدة كافية للسَّمَاح بالإيلاج الجنسي، أو لا يستطيعون بلوغَ الانتصاب مُطْلقاً. ويمكن أن يشعروا بقلقٍ شديد خلال المجانسة. كما يمكن أن يكونوا جاهلين بالطرق المختلفة للمجانسة، فقد لا ينغمسون في الملاعبةِ الكافية أو المناسبة، وقد يفتقرون إلى التَّنْبيه الجنسي الكافي. ويمكن أن لا يشعروا بالمواقف النَّفْسية أو الانفعاليَّة المناسبة أو السَّارَّة، حتَّى يصبحوا أكثرَ تهيُّجاً من الناحية الجنسية.
قد يُؤدِّي العجز الجِنْسي عندَ الذَّكر إلى تَدْمير العَلاقة الجنسيَّة بين الزوجين أو غيرهما. ومن خِلال فَهْم هذا الخلل، يمكن أن نفهمَ مدى تأثيرِه في حياتك وحياة الآخرين، وكم هو ضروري أن يعتقَ الرَّجلُ نفسَه للمحافظة على أيةِ علاقة جنسيَّة في الوقت الرَّاهن أو في المستقبل.
التَّأْثيرُ النَّفْسي أو الانفعالي للعجز الجنسي
لنَأْخُذْ بعَيْن الاعتبار الفَضيحةَ التي هَزَّتْ المجتمعَ الأميركي في العام 1937، وذلك بهدف التعرُّف إلى مثالٍ توضيحي عن التأثيرات المدمِّرة للعجز الجنسي على الزوجين بشكل خاص. فقد يتذكَّر بعضُ القُرَّاء الجمالَ المُذْهِل للنَّجْمة السِّينمائية الأميركيَّة جين مارلو مَلكة جِنْس هوليوود الأولى؛ ففي عُمر 21 سنة، تَزَوَّجَتْ بالمُنْتِج بول بيرن وهو بعُمْر 40 سنة، وفي لَيْلَة الزفاف التي تَبَيَّنَ أنَّها كانت كارثةً، تَأَكَّد لها أَنَّ زَوْجَها كانَ يعاني من العجز الجنسي وقد ذكرَ وكيلُها لاحقاً أنَّها قد تعرَّضَتْ للضَّرْب بشراسَةٍ بعصا من قِبَل زوجها المُذِلّ، وعَانت من عدَّة كسور في عظامها. ربَّما اعتقدَ بيرن أنَّه بزواجِه من امرأةٍ شابَّة ذات إغراءٍ جِنْسي كبير، يمكنه أنْ يَتغلَّبَ على ضَعْفِه الجنسي. وعندما أخفقَ في ذلك، أصبحَ عَنيفاً، وصَبَّ عِقابَه الجسدي عليها. ورغمَ أنَّ الزَّوْجَيْن قد أَشاعا أمامَ العَامَّة حُبَّهَما العَميق وعاطفتهما الجيَّاشَة، كانت حياتُهما الجنسية جحيماً. وعندما حاولَ بيرن في إحدى المرات أن يثيرَ إعجابَها "بارتدائِه بدائل خارجية على عضوه التناسلي لزيادة حجمه اصطناعياً بدا مُقْرفاً أمامها" كما ذكر (بلونديل في كتابه عام 1994). وبَعْدَ شهرين من الزَّوَاج، انتحرَ بيرن بإطلاق النَّارِ على رأسه تَاركاً ورقةً كُتِبَ عليها: "يا أَغْلَى الغَوَالي: هذه هيَ الطَّريقةُ الوحيدة - للأسف - لتجْميل الخطأ البَغيض الذي ارتكبته بحقِّكِ، ومَسْح الإهانَة الكبيرة التي سَبَّبتها لك، أُحِبُّكِ، بول". وقد يَبْدو هذا المثالُ مُثيراً، لكنَّه واحدٌ من ملايين الحالات التي تتظاهرُ بتفاعلات نفسيَّة وانفعالية قويَّة بسبب عجزهم الجنسي، مع ما تنتهي إليه من نتائج مأساوية ومدمِّرة على الفَرْد والزَّوْجين.
غالباً، ما يقال إن الرَّجلَ يستطيع أن يواجه بصَبْر وجلد الحروبَ، والأعاصيرَ، والزَّلازل، والأمراض، والفَواجِع الأخرى، بشجاعةٍ كبيرة وتَصْميم عظيم، لكنَّه لا يستطيع تحمل عجزه الجنسي الذي يدفعه في براثن القنوط، والإحباط، والاكتئاب، والقَلق، والخَيْبَة، وعقدة الذَّنب، والغضب، وفقدان الثقة الذاتية والاحترام النفسي نتيجةَ افتقارِه إلى القدرة على الأداء الجنسي مثلما يتمنَّى. وقد تتأثر علاقتِه العاطفية والروحية بسببِ معاناته من العجز الجنسي، كما أن عليه أن يُدْرِكَ الدورَ الشَّخْصي لشريكته في المشكلة، مع احتمال إصابتها بالاضطرابات الجنسية نتيجة عجزه الجنسي.
بالاستنادً إلى دراسةٍ حديثة أُجريَتْ في جامعة إدنبره، جاءَ العجز الجنسي - من بين جميع العَوَامِل - في المرتبةِ الأولى كسببٍ للمشاكل بين الزوجين. وبما أنَّ الجِنْسَ يمثِّل الشُّعْلَةَ التي تضيء الحياةَ الزوجية ببريقه المتألِّق، ويجمع بين الزَّوْجَيْن بالحبِّ والعاطفة، فإنَّ فقدانه يمكن أن يكونَ له تأثيرٌ مدمِّر عليهما. وقد تختارُ الزَّوْجَة أن تتجاهلَ المشكلةَ أو أن تواجهها وتساعد في البحث عن الحلِّ. فكيف يستطيعُ الرَّجلُ المصاب بالعجز الجنسي وزوجته أن يحرزا تفَهْماً أفضل لمشكلتهما، ويمضيان في طريق حلِّها؟
تَفاعلاتُ الرَّجل تجاه عجزه الجنسي
من النِّكات الشَّائعة غير المُضْحكَة كثيراً والتي تدلُّ على خَيْبةِ أمل الرَّجل الذي يعانِي من صعوبات جِنْسيَّة: "ما هو الفَرْقُ بين القلق والرُّعْب؟" الجَوَاب: "القَلقُ هو شعورك عندما تفشل جنسياً لأول مرة أما الرعب أو الهلع فهو شعورك عندما تفشل جنسياً للمرة الثانية".
فالرَّجلُ الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب أو بالعجز الجنسي يمكن أن يتمرَّغ في حُفَر الجحيم، ويخسر ثقتَه بنفسه واحترامه لها، كما قد يُعانِي من خَيْبَات أملٍ مؤلمة بسَبب فقدانه لرجولته المهمة جداً لديه وتعرُّضِه لصعوبات نفسيَّة، وزوجية، وعائلية ومهنية، واجتماعية. ويمكن أيضاً أن يتغيَّرَ ربيعُ حياته المشرِق، ويتحوَّلَ إلى شتاء بارد وغائم، وقد يتأثَّر بأيِّ موضوعٍ مرتبط بالجنس ويتحاشى التطرق إليه، حتَّى مع طبيبه، خَوْفاً من الإحراج. ويمكن أن يضطهدَ زوجتَه لكَوْنِها السَّببَ الرَّئيسي لضعفه الجنسي، أو ينكرَ حصولَ ذلك، ويرفض مناقشته مع زَوْجته أو طلب المساعدة الطبِّية. تتلاشى مقوِّماتُ الأُلفَة، والرومانسيَّة، والحب، والاحترام شيئاً فشيئاً، وتحلُّ محلَّها مشاعرُ الشَّكِّ، والتَّأْنيب، والغضب، والرَّفْض، والنُّفور، وحتَّى الكراهية وقد ينتهي كلُّ ذلك بالزِّنى والطَّلاق. ويمكن أن يؤدِّي العجز الجنسي إلى نقصٍ شديد في الجودَة الجسديّة والعاطفية للحياة، مما يعرِّض الرَّجلَ الذي يعاني منه، وحتى الزَّوْجين، إلى اضطراباتٍ نفسيَّة وانفعالية واضحَة.
لكنْ لحسن الحظ، إنَّ هذه المشاعرَ لا تظهر لدى جميع الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي؛ فبعضُهم يمكن أن يتقبَّلَ المشكلةَ، بارتياح ويرفضون أي معالجة لها بينما يسعى الآخرون إلى الحصولِ على الإستشارة الطبِّية لمعرفة سبب عجزهم ومعالجته. كما يمكن أن يتحفَّزَ البعضُ الآخر برغبة أصيلَة لاستئناف الأداء الجنسي الكافي، وقد يشعرُ البعضُ أيضاً بالقلق حولَ صحَّتهم الجسدية بشكلٍ رئيسي دون أن يبالون بشأن مشاكلهم الجنسية، ويركِّزون اهتمامَهم فقط على استبعادِ أيِّ مرضٍ خطير يكون سبباً لعجزهم الجنسي الذي يعانون منه، كما يمكن أن يَسْعَى آخرون إلى طلبِ العَوْن التَّخصُّصي، تحت إصرار شريكاتهم، سواءٌ بالرَّجاء منهم للاطمئنان على صحتهم أم لأسبابٍ نفسيَّة أو جنسية أخرى، بينما يرغب بعضُهم باستعادةِ إحساسهم بالرُّجولة فقط. لكنَّ أغلبيةَ الرِّجال المصابين بالعجز الجنسي - وللأسف - يتقبَّلون مشكلتَهم ويرفضون ببساطة أيةَ مساعدة طبِّية، ويحاولُ أقل من 12٪ منهم تجربةَ معالجةٍ طبية مأمونة وناجحة لحالتهم المُحْزِنَة والمحبطة
على نقيض المُعْتَقَدات الخاطئة والشَّائعة، تبقى المجانسة جُزْءاً هاماً من الحياة حتَّى عندَ المسنين، إذ إنَّ نحوَ 30 - 70٪ من الرِّجال الذين تجاوزوا الستين من العمر لا يزالون مُهْتَمِّين بالعلاقات الجنسيَّة، كما أن حوالى 40٪ من الرِّجال في السبعينيَّات من العمر نشيطون جنسياً على الأقل مرةً في الأسبوع، كما أورده الدكتور براون وزملاؤه سنة 2000. واستناداً إلى عدَّة دراسات مَسْحيَّة قام بها بيرلمان وزملاؤه (سنة 2005)، تبين أن حوالى 13٪ من الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 70 سنة اعتبروا أنَّ الجِنْسَ هامٌ جدّاً، و29٪ اعتبره هام، و41٪ قالوا إنه مُمْتِع أحياناً، في حين ذكرَ 17٪ فقط منهم أنَّهم يَسْتطيعون العَيْشَ من دونه. وقد وافقَ معظمُ الرِّجال في هذا المَسْحِ على أنَّ العجز الجنسي كانَ سَبباً لحزنٍ شديد لديهم ولدى زوجاتهم (شريكاتهم)، وأنهم مهتمون في تحسين أدائهم الجنسي. وذكر نصفُهم أنَّهم مستعدِّون "لفِعْل أيِّ شَيْء تقريباً لاستعادة طاقتهم الجنسية المفقودة". وقد كانَ الرِّجال في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأكثرَ حماسةً نحو طلبِ الاستشارة الطِّبية، والحصول على العلاج.
في دراسةٍ أخرى من هولندا على 1481 رجلاً ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، كانَ معدَّلُ العجز في تحقيق الانتصاب بحدود 14.2٪. ومن بين هؤلاء الرِّجال، كانَ حوالى 67.3٪ متذمِّرين من حالتهم، بينما تقبلها أو تجاهلها 68.7٪ كظاهرةٍ طبيعية مرتبطة بالتقدم بالعمر، وأبدى حوالى 85.3٪ من هؤلاء الرجال رغبة في المعالجة. وممَّا يدعو للأسف أنَّ حوالى 10٪ فقط من هؤلاء المرضى تلقَّوْا رعايةً طبِّية لحالتهم. ومع ذلك، تُؤَكِّدُ هذه الاختبارات أهمِّية الجنس في أيِّ عمر بالنِّسْبة إلى عافية الرِّجال والمحافظة على جودة حياتهم.
علاوةً على ذلك، أظهرتْ عِدَّةُ دراسات علاقةً إيجابية بين الجنس، وجودة الصحَّة العامة، والسَّعادة، والعلاقات الصحِّية، والأُلْفَة، والصورة الذاتية الإيجابية. إنَّ جودةَ الحياة، ترتكز على الصحَّةُ النفسية والجسدية، والألفة الجنسية، والتَّفاعلات المتبادلة اليومية مع النِّساء والحياة الجنسية العاطفية ودرجة الرجولة عند الرجال، ناهيك أنَّ كلُّ ذلك يتأثَّر كثيراً بالاضطرابات الجِنْسِيَّة، مع زيادةٍ في معدَّلات حدوث القلق والاكتئاب عندَ الرِّجال الذين يعانون من العجز في تحقيق الانتصاب. كما أنَّ التأثيرَ النَّفْسي للعجز في تحقيق الانتصاب يمكن أن يؤدِّي إلى نقص الرضا الجسدي والنَّفْسي، وانخفاض السَّعادة، وتراجع الصحَّة النَّفْسية والجسدية، واضطراب العلاقات الجنسيَّة والشَّخْصية الأخرى وكلُّ ذلك يمكن تَصْحيحُه من خلال استئنافِ الأداء الجنسي الطَّبيعي.
من المهمِّ أن تدرك الشريكات أو الزوجات التَّفاعلاتِ النفسيَّة المختلفة التي يمكن أن يمرَّ بها الرِّجالُ الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب أو الاضطرابات الجنسيَّة الأخرى، فإن ذلك يساعدهن بشكل أفضل على الفَهْم والتَّعاطُف. وغالباً ما يكونُ ردُّ فِعْل (تفاعلُ) الرَّجل تجاه عجزه عن تحقيق الانتصاب مدمِّراً ومُذِلاً. ويمكن أن يفقدَ ثقتَه بقدراته وكفايته كرجل، كما قد يُجْرَحُ اعتدادُه بنفسه وذاتِه وتَقْييمه لها، وقد يقودُ ذلك إلى إصابته بالاكتئاب. وهذا ما قد يزيد الضَّغْطَ عليه، ويؤدِّي إلى عدوانيَّة تجاه نفسه وشريكته (زوجته). ويسبب له المشاكل العائلية، والمهنية، والاجتماعية.
كيفَ تؤثِّر المشاكلُ الجنسيَّة عندَ الرَّجُل على الزوجة؟
عندما يُجَابهُ الرَّجلُ فجأةً بمشكلةٍ جنسيَّة، قد يكون التَّفاعلُ الأوَّل لدى زوجته تجاهل المشكلة معتقدةً أنَّها عابرةٌ ومؤقَّتة بسبب بَعْض الأسباب مثل التَّعَب، والمرض، والكرب، والإفراط في الكحول أو ربَّما حجَّة منه لتفادي المجانسة. ولكن إذا استمرَّتْ المشكلةُ، فقد ينتاب الزوجة القلق، وتصبح مهتمة في كشف أسبابها، وتفادي تأثيرها السلبي المحتمل على علاقتهما، كذلك يمكن للزوجة أن تسعى إلى البَحْث بعمق عن سببٍ منطقي لعجز زوجها الجنسي متسائلة: "هل لديه عشيقة؟ هل ما زال يحبُّني؟". وتُعَدُّ جميع هذه من ردود الفِعْل الطبيعية. وبَعْدئذٍ، قد تصبحُ الزوجة غاضبة ومُمْتِعظة، وتشعر بالرَّفْض والخَيْبَة. إنه من المألوف أن تُعانِي زَّوْجات الرِّجال المصابين بالعجز الجنسي من شعورٍ خاص بفَقْدان احترام النَّفْس والثِّقة بالذات. كما قد يجدن أنفسَهن مُسْتَفْسِرين عن اعتدادهن بذواتهن، ويمكن أن يتجنبن أيَّ اتصال جنسي، أو يُلحّن بالطلب المستمرِّ على الجِنْس، أو يقررن ممارسةَ دَوْرٍ فعَّال في البحث عن مساعدةٍ طبِّية.
مع استمرارِ المشكلة، يمكن أن تبدأَ الزوجات بالقلق حولها، وقد ينشغلن أكثر فأكثر في البحث عن أسبابها ومضاعفاتها المحتملة. كما يمكن أن يَعْزون العجز الجنسي لدى أزواجهم إلى فَقْدان الرَّغْبَة أو الحبِّ لهن، أو إلى خيانة زوجية، أو حتَّى قد يشعرن بالذنب بسبب مشاكل الزوج الجنسية. وتبدأ هذه الأفكار بإثارة ردود فِعْل أخرى، مثل الإحباط، والغَضب، والرَّفْض، والخَيْبَة، والشَّك، والرِّيبَة، وعدم الأمان. كما قد تستنتجُ المرأةُ بأنَّها قد أخفقت في علاقتها أو في زواجها، وتبدأ بالتساؤل عمَّا إذا كانَ ذلك الزواجُ سيَدوم، وأنَّ الرَّجلَ أو الزوجَ مستمرٌّ في حبِّه. وبينما تكونُ الشَّريكاتُ مُغْرَقاتٍ بهذه الأفكار والمشاعر، يتصرَّفن وكأنهن في حالةٍ من الهزيمَة، وقد تُقَرِّرن أن تتجاهلْنَها وتأملنَ بشفاءٍ عفوي. كما يمكن أن يشعرنَ بإحراجٍ كبير من مناقشة الموضوع مع الزَّوج الذي يعاني من المشكلة، أو يحاولنَ إثارةَ الموضوع معه من دون جَدْوَى، بسبب رَفْضِه مناقشةَ المشكلة. وعندَ هذه النقطة، يمكن أن ترضى بعض النساء بهذا الواقِع، حتَّى إنهن قد يشعرن بالرَّاحة في الإقلاع عن المجانسة.
يمكن أن تبدأَ زوجات الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي بالسَّعْي نحو المعلومات، والتَّعاطُف، والاطمئنان، والفَهْم، وبالبحث عن أفضل طريقةٍ لحلِّ المشكلة. ويتساءلنَ عن كيفيَّة السَّعْي إلى طَلْب العَوْن، وبمن يَثِقْنَ، وهل من المُمْكن حلُّ المشكلة بشكل مستقل. وقد يَشْرَعْنَ بالحديث مع الأصدقاء، أو الزُّملاء، أو الأقارب المُقَرَّبين، أو الطَّبيب حولَ المشكلة. كما قد يذهبنَ أَبْعَدَ من ذلك بالقراءة عنها على الإنترنت، أو في كتاب، أو برامج طبِّية تلفزيونية أخرى تناقش القضايا الجنسية. لكنَّ - وللأسف - قد تؤدِّي معرفةُ أنَّ العجز الجنسي عندَ الزوج يمكن أن يكونَ ناجماً عن مشكلةٍ طبية أو مرض إلى زيادة القلق والهياج، وإلى تَعْقيد المشكلة أكثر وزيادة توتُّر العلاقة الزوجيَّة.
عندما يَفْتَقِرُ النَّاسُ إلى المعلوماتِ الصَّحيحة والمعرفة الخاصة بمشكلة معيَّنة، يمكن أن يشعروا بأنَّها مُسْتَعْصِيَةٌ أو غير قابلة للشفاء. قد يتغلَّبُ الخوفُ، واليَأْس، والقنوط على تسلسل الأفكار والسُّلوك القويم؛ ويمكن أن تتفاعلَ زوجات الرجال الذين يعانون من عجز جنسي بأسلوبٍ غير متوقَّع، وقد يتجلَّى ذلك بتجنُّب المجانسة أو بالإصرار عليها دائماً أو بتجربة طرقٍ مختلفة للجَذْب الجنسي، أو يُقَرِّرْنَ المساهمةَ بدَوْرٍ فاعِل في السَّعْي نحو المساعدةِ التخصُّصية.
الطُّرُقُ الإيجابيَّة التي يجب أن يتعاملَ بها الزَّوْجان مع العجز الجِنْسي عندَ الذَّكَر
من المظاهرِ الإيجابيَّة للجَدْل المحيط بالعجز الجنسي، عندَ الشَّريك الجنسي للرجل (الزَّوْجَة)، اتخاذُ قرارٍ ذكي بطلب المساعدة المهنيَّة (التخصُّصية)؛ ويعني ذلك أنَّ معرفةَ الشَّريكَيْن بوجودِ مشكلةٍ والاندفاع نحو حلِّها والفَوْز بالمعركة الحاسمة في إنقاذ علاقتهما. إذاً دَعوني أَسْتعرضُ بعضَ الحقائق الهامة كنقطة بَدْء نحو المساعدة والمعالجة:
قبلَ كلِّ شيء، ينبغي أن يُدْركَ الزَّوْجان أنَّ الفحوليةَ عندَ معظم الرِّجال ترادف الرُّجولة، وقد يَعْنِي فَقْدُانها أحدَ أكثر التَّجارب المدمِّرة والمذلَّة التي يمكن أن يعانون منها. ويخضعُ قَليلٌ من الرِّجالُ الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب لجراحةِ إدخال بدائل أو عصيات سيليكونية داخل الأجسام الكهفية، من دون أن يستعملوها بالضَّرورَة في المجانسة بَعْدَ الجراحة، وذلك حتَّى يَبْقَوْا مُقْتَنعِين بأنَّهم لا يزالون رجالاً، ليس إلاَّ.
عندما يُعانِي الرَّجلُ من عجز جنسي، تعاني زوجته بالقَدْر نفسه من خلل الأداء هذا، وقد تظهرُ عليها المشاكلُ الجنسيَّة أيضاً. واستناداً إلى دراسةٍ في العيادة الجِنْسِيَّة بجامعة لويولا، أُصيبَ 52٪ من الشُّركاء الجنسيين الإناث لرجالٍ يعانون من عجز جنسي بمشاكلَ جنسيَّة خاصة بهن بعد بَدْء العجز في تحقيق الانتصاب عند الرَّجُل. وقد يتجلَّى تفاعلُ الشَّريك (أو الزَّوْجَة) بالوِحْدَة، والعُزْلَة، والشكِّ، والرَّفْض، والشُّعور بعقدة الذنب. ومن المهمِّ للزوج أن يدخلَ في مكاشفةٍ معرفية ليتخلَّصَ من هذه العواطف السلبيَّة، ويحل المشكلةَ بشكل مناسب.
كما ينبغي ألا تشعر الزوجة بالذَّنْب أو بالمسؤولية الكاملة عن العجز الجنسي الذي يعاني منه الزَّوْج. وينبغي أن تركِّزَ، بدلاً من ذلك، على تقديم الدَّعْم، وإيجاد الحلِّ، بدل أن تتوسوس من المشكلة أو تسعى إلى حلِّها بمفردها. ولا بدَّ أن يتقبَّلَ الشَّريكان مبدأً ينصُّ على أنَّ الشِّفاءَ غير ممكن إلى أن يعترفَ الرَّجُل بصِدْق بمشكلته، ويمتلك الإرادةَ في مناقشتها مع شريكته، ويسعى إلى العَوْن الطبِّي. ويجب أن تشعرَ الزوجة بالتَّعاطف مع خَيْبته، وتتأكَّد من أنَّ أيَّ نقصٍ في التَّعْبير عن عواطف الحبِّ أو مظاهره، حتى هِيَاجه ورَفْضه العروض الجنسيَّة، ربما يكونُ من نتائج العجز في تحقيق الانتصاب لديه.
إنَّ تَبصُّرَ الزَّوْجَة بالاضطرابات الجنسيَّة بشكلٍ جيِّد، يجعلها قادرةً على ممارسة دَوْر فعَّال في طلب المساعدة، وتَشْجيع الرَّجل على السَّعْي إلى النُّصْح الطبِّي باكراً؛ فالمشكلةُ الجنسية قد تكونُ المظهرَ الأوَّل لمرضٍ خطير ينبغي تشخيصُه ومعالجته بسرعة للوقايةِ من النَّتائج الخطيرة أو حتَّى المميتة. وهنا، لا بدَّ أن يضعَ المصابُ في حسبانه أنَّ شريكتَه يمكن أن تكونَ ما زالت ذات رَغْبةٍ قويَّة به، وأنَّه من الممكن بلوغُ النشوة والقذف من دون انتصاب. ويجب أن يَبْقَى الزَّوْجان منخرطَيْن في الأنشطةِ الجنسيَّة غير الجِمَاعِيَّة التي تقلِّل أيَّ ضغطٍ على الأداء، وأن يواصلا إِظْهَارَ الكثير من الحبِّ، والدفء، والاحترام تجاه بعضهما البعض.
لكنَّ بَعْضَ النَّاس - وللأسف - لا يُعِيرون أيَّ انتباهٍ للعجز الجنسي عِنْدَ الأزْوَاج، ولا يُبْدونَ اهتماماً بالمساهمة في تَدْبيره (علاجه)؛ بل إنَّ الكثيرَ منهم يُفَضِّلونَ أن يبقى الحالُ على ما هو لأسبابٍ مختلفة، بما في ذلك فَقْدان الرِّضا الجنسي مع أزواجهن، وغياب المتعة الجنسية، والحصول على الإشباع بالعَلاقات خارج إطار الزَّواج أو رَفْض جميع الطُّرُق العلاجيَّة الصُّنْعيَّة الرَّاهنة التي تقلِّل من دورَهنَّ في الفِعْل الجنسي؛ فإذا رفضَ أيُّ شخصٍ، مُنْخَرِط في علاقةٍ متأثِّرة بعجز في تحقيق الانتصاب المساعدةَ، يمكن أن يُنْصَحَ الشَّخصُ الآخر بالمساهمة في مجموعة داعمَة أو طلب المساعدة من مُعالِج جنسي.
من الواضح أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب والاضطرابات الجنسية الأخرى ذات تأثير في كلا طَرَفَيْ العلاقة الجنسية؛ فالحديثُ عن مشاعر الرَّجل الذي يعاني يمكن أن يثيرَ بَعْضَ الانفعالات الصَّعْبَة لدى شَريكته: الأسف بشأنه وربما رثاء الذَّات أيضاً، أو الخَيْبَة، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الإخفاق كحبيب. وينبغي أن يتذكَّرَ الزَّوْجان بأنَّ المشكلةَ تؤثِّر فيهما معاً، وأنَّه يمكن أن تظهرَ لديهما مشاعر متماثلة من انعدام الكفاءة، والحُزْن، ونقص الاعتداد بالذَّات. قد تكونُ هذه المشاعرُ - التي تُعَدُّ طبيعيةً ومتوقَّعة تحت وطأة هذه الظروف - مؤقَّتةً تختفي بعدَ المعالجة النَّاجحة لخلل الأداء، ولكن هناك حالاتٌ تبقى فيها هذه العَقابيلُ الانفعالية بَعْدَ شفاء المشكلة الجنسيَّة، وقد تستلزمُ التَّعاملَ معها من خلال علم النَّفْس الذَّاتِي أو المشورة المتخصصة.
فَهْمُ المشكلة وأسبابها
يمكن أن يشعرَ الرَّجُلُ في الكَثير من حالات العجز الجنسي بالتَّهيُّج الجِنْسي، والإثارة، والاستعداد للمجانسة، لكنَّه عندما يَهْمُّ بتنفيذ رغبتِه يخذله قضيبُه. ويمثِّل تقييمُ أيِّ خلل في الأداء الجنسي والتَّعرُّف إليه (العجز في تحقيق الانتصاب، اضطرابات القذف، نقص الشَّهْوَة الجنسية، وغيرها) الخطوةَ الأولى بالطَّبْع في الطَّريق إلى المعالجة النَّاجحة. ويمكن، كما لاحظنا في الفصل الخامس، أن يكونَ العجز في تحقيق الانتصاب ناجماً عن عوامل جسديَّة، أو نفسية مختلفة، أو عن كليهما.
تشتمل العواملُ الجسدية على الشيخوخة (مع أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب ليس نتيجةً حتمية للتقدُّم بالعمر)، وأمراض القلب والأوعية، أو الدَّاء القلبي الإقفاري، وداء السكري، أو الأمراض الهرمونيَّة، أو الوعائية، أو العصبية، وفَرْط ضغط الدَّم، وارتفاع الكوليسترول، والأعراض البولية السُّفْليَّة الثانوية لفرط التَّنسُّج البروستاتِي الحميد، والفشل الكلوي المزمن، وجراحة أو إصابة النَّاحية الحوضية (لا سيَّما الأعصاب الحوضية)، والكحولية المزمنة، وتعاطي المخدرات، والتَّدْخين الشديد، والسمنة، وتأثيرات بعض الأدوية مثل بَعْض مضادَّات فَرْط ضَغْط الدَّم، ومضادَّات الاكتئاب، ومضادات الذُّهان، والهرمونات الأنثوية والستيرويدات البانية للعضلات، وأدوية القرحة الهضمية، وغيرها. كما قد يحصل العجز في تحقيق الانتصاب بَعْدَ بعض العمليات الجراحيَّة، أو نتيجة المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية (يُفَصِّلُ الفصل الثامن الأسبابَ الجسدية العضويَّة للعجز في تحقيق الانتصاب).
أمَّا الأسبابُ النفسية للعجز في تحقيق الانتصاب فهي كثيرةٌ، تشتملُ على القلق الشديد، والكرب، والاكتئاب، والمشاكل الأوديبية، والخَوْف من الأداء، وعقدة الذنب، والمثبِّطات النفسية المختلفة. وتَتفعَّلُ هذه المشاعرُ عندَ حصول الإثارة الجنسية، وتؤدِّي إلى صعوبات الانتصاب؛ فتلك الإشاراتُ النَّفْسية يمكن أن تثبِّطَ تنشيطَ الأعصاب اللاودِّية، وقد تزيد نشاطَ الأعصاب الودِّية، ممَّا يقود إلى تضيُّق شرايين القضيب، وقد يؤدِّي إلى ارتخائه وعجزه على الانتصاب. وقد تلعب الخلافاتُ الزوجيَّة، وغياب التَّوَاصل، والمصاعب المالية، والزنا، وممارسة الرَّجُل ذي الانجذاب الجنسي للمماثل (الجِنْس المِثْلي)، والرَّفْض الجسدي، ونقص النظافة، والخشونَة أدواراً أساسية في بَدْء العجز في تحقيق الانتصاب. وتشتملُ الجذورُ النفسيَّة الأخرى للعجز في تحقيق الانتصاب على التَّنْشِئَة الخاطئة للرَّجُل، والمعاناة من العقوبات القاسية ضدَّ التعبير الجنسي، والأوهام، والمعتقدات الخاطئة حول الجنس، والخَوْف من الإخفاق، والرَّفض من الشريك الجنسي. وهناك عاملٌ خاص للعجز في تحقيق الانتصاب في الكثير من الحالات هو عجز الرَّجُل عن الانخراط في التَّجربَة الجنسيَّة؛ فخلال الممارسةِ الجنسية، يمكن أن يُعانِي من وسواس حولَ جودة أدائه والتصرُّف كمتفرِّج بدلاً من أن يكونَ مساهماً فعَّالاً. (يُفَصِّلُ الفصل التاسع بشكل أكبر العواملَ النَّفْسية).
أمَّا السُّؤَالُ الواضح الثاني ما الذي يمكن فعله بشأنِ العجز في تحقيق الانتصاب؟ وكيف يمكن علاجُه؟ سَوَاءٌ أكانَ العجز في تحقيق الانتصاب عضوياً، أم نفسياً، أم مشتركاً فهو أنه يمكن معالجتُه بنجاحٍ في معظم الحالات بغض النَّظَر عن عمر الرَّجُل والأمراض المُسْتَبْطِنَة (الخفيَّة)، شرطَ أن تكونَ لديه الإرادةُ والدَّافِع إلى معالجةِ العجز الجنسي لديه، وأن يكونَ ملائماً جسدياً للممارسةِ الجنسية، وألاَّ يعاني من اضطراباتٍ قلبية وعائية شديدة أو اضطرابات أخرى تحول دون دخوله في الممارسة الجنسية.
شُرَكاءُ في المعالجة
تَسْتَدْعِي الظُّروفُ الجسدية المساهمة في العجز في تحقيق الانتصاب تَقْييماً طبِّياً شاملاً بهدف التَّشْخيص (الفصل 7) والمعالجة (الفصول 10 - 13)؛ فعندما يكونُ العجز في تحقيق الانتصاب ناجماً عن أسباب جسدية، يمكن معالجتُه بالأدوية، أو الحُقَن، أو أجهزة التَّخْلية، أو الحُقَن داخل الجسم الكهفي، أو الغِرْسَات داخل الإحليل، أو الجراحة الوعائيَّة، أو بإدخال بدائل أو عصيات سيليكونية داخل الأجسام الكهفية. لكن ينبغي التأكيدُ على أنَّه - في عددٍ هام من الحالات - يمكن أن تؤدِّي التَّغيُّرات السلوكية، مثل إيقاف التدخين، والتَّمارين اليومية، ومعالجة السمنة وارتفاع ضغط الدم وإنقاص كوليسترول الدم، والعلاج من إدمان الكحول والمخدِّرات، واستبدال أو تغيير الأدوية من قبل الاختصاصيين المعالجين، إلى استعادة الفحولية من دون الحاجةِ إلى أيَّة معالجة أخرى.
أمَّا عندما ينجم العجز الجنسي عن عوامل نفسيَّة، فإنَّ المعالجةَ تتفاوت ما بين معالجة سُلوكية ونفسية تحليلية إلى معالجة جنسية متعلقة بالزوجين. وتُسْتخدَمُ وَسائلُ علاجيَّة نفسية متعدِّدة لتفريج قلق الأداء، وتعديل السلوك، وتحسين التَّوَاصُل الجنسي بين الشَّريكين، واكتساب المهارات الجنسية، وإزالة المحرَّمات والأوهام والمواقف السلبيَّة تجاه الجِنْس (انظرْ الفصل 14). ولا بدَّ من التَّعاوُن الكامل بين الزوجين لتحقيق المعالجة النَّاجحة.
لا بدَّ أن تُعَدُّ إرادةُ الرجُل في الخضوع للمعالجة، التي تساعدُه على استئناف حياةٍ جنسية سعيدة مع الزَّوْجة، معياراً خاصاً لحبِّه لها، وبذلك يجب عليها أن تستجيبَ بأكثر الطرق ألفةً واهتماماً. ويمكن للموقف الإيجابي والدَّاعم بين الشَّريكين، والمستند إلى فَهْم كاملٍ لجميع المظاهر المختلفة للأداء الجنسي واضطراباته، والرَّغبة الحقيقية باستئناف الحياة الجنسية التَّامة، ومساعدة الزوج على استعادة فحوليته أن يؤثِّر في الحصيلة النهائية في نهاية الأمر. ومن المفضَّل دائماً أن يناقشَ الزَّوْجان الطرازَ المفضَّل للمعالجة قبل تطبيقه، وذلك لتجنُّب أي إحباط أو تثبيط من استعماله اللاحق، ولتقدير النتائج المتوقَّعة للممارسة العملية.
قد تشعر بعضُ زوجات الرجال الذين يعانون من عجز جنسي بالانـزعاج، وترفضن بعضَ أشكال المعالجة مثل الحبوب، وأجهزة التَّخْلية، أو الحقن داخل الجسم الكهفي، أو البدائل أو العصيات. كما يمكن أن يشعرنَ بأنَّ الانتصاب الاصطناعي الحاصل بهذه الطُّرُق لا يمثِّل عمليةَ الانتصاب الطَّبيعيَّة الممنوحة من الخالِق استناداً إلى الجاذبية الجسدية والنَّفْسية الحقيقية. ويمكن أن يشعرنَ أيضاً بأنهن قد فقدنَ دورهنَّ في إحداث هذا الانتصاب، مما يحرمهنَ من متعة المشاعر التي يرغبن بها وينجذبن نحوها، وقد يصبح الفِعْلُ الجنسي لديهن ملوَّثاً وغير طبيعي.
كما قد تشعرُ بعضُ النِّساء الأُخْرَيَات اللواتي ليس لديهن اهتمامٌ حقيقي بالجِنْس بالتَّوجُّس والقلق من فكرة استعادة الزوج لفحوليتِه الكاملة، وزيادة رغبته الجنسيَّة، وامتداد فترة الانتصاب لديه؛ فقد لا يكنَّ قادراتٍ على التَّكيُّف مع تجدُّد الطَّاقة والقدرة الجنسية عندَ الرَّجُل، أو قد يتوقَّعنَ بحقٍ أو من دون حق بأنَّ ذلك يمكن أن يقودَه إلى السَّعْي نحو المتعةِ الجنسية مع نساء أُخْرَيات. ويبدو أنَّ بعضَ الزوجات تتقبَّلْنَ العجز الجنسي عندَ الرَّجُل، إما لأنهنَّ يرغبنَ بجعله يشعر بعقدة الذنب لديه، أو لأنهنَّ قد لا يرغبن بالمجانسة، أو يستطعن التَّحكُّم به جسدياً ونفسياً، مع الاستمتاعِ بدور الضَّحيَّة المُعَانِيَة.
مما لاشكَّ فيه أنَّ هناك عواملَ أخرى لعدم رضا الإناث بتَجدُّد القوّة الجنسية عندَ الرَّجُل، مثل المشاغِل المالية أو التوالديَّة والأساطير الكاذبة عن عدم أهمِّية الجنس في الأعمار المتقدِّمة أو الخوف من الخيانَة. ولكنَّ الكثيرَ من النساء يكنَّ مَحْظوظاتٍ جداً عندما يُبْدينَ فهماً، واهتماماً، ورغبةً كبيرة بالمساهمة الفعَّالة في معالجةِ شركائهن الجنسيين وشفائهم، ويقدِّمنَ الدَّعْمَ الكامل لحماسته نحوَ استعادة فحوليته الجنسية، وبذلك يستطعنَ استئنافَ حياةٍ جنسية سعيدة وحقيقية.
بالمحصلة، ينبغي أن أشدِّدَ على أنَّ الأداءَ الجنسي المثالي ينبغي أن لا يُعَوِّلَ على قضيب منتصب قوي فقط، بل يجب أن يُرَى ضمنَ صورةٍ أوسع من الحبِّ المشترك، وتبادل الأُلْفَة، والاحترام، والجاذبية الجسدية والنفسية، ودينامية العلاقات القوية، والسرية، والحافِز، والانفتاح الجنسي، وغياب قَلق الأداء أو الشُّعور بعقدة ذنب أو الغضب، والتَّواصل الجنسي الصحيح. ولا بدَّ من الوقوف بفعالية أمامَ أيَّة اضطرابات نفسية، أو شخصيَّة، أو انفعالية، أو زوجية، أو مهنية، أو اجتماعية بحيث تصبح المعالجةُ مناسبةً لكلّ فرد، وتكون نتائجُها مثاليةً.
أوهام وحقائق حول العجز الجنسي ومعالجته؟
في الولايات المتحدة الأميركية يعاني 30 مليون ذكر من العجز الجنسي، فإذا كنتَ كذلك:
= هل تعتقد خطأً بأنَّ العجز في تحقيق الانتصاب والمحافظة عليه هو طريق الحياة الذي اختاره لك الحظَّ والنَّصيب؟
= هل ترى أنَّه أصبحَ قدركَ، وعليك أن تتكيَّف معه، خاصة إن وافقت زوجتك على حياة من دون جنس؟
= هل سمعتَ بأنَّه لا توجد معالجةٌ للعجز في تحقيق الانتصاب، وبأنَّ جميعَ أنواع المعالجة هي مجرَّد وسائل اصطناعيَّة لتحسين الأداء الجنسي لديك؟
= هل ترفض فكرةَ تجربة أيَّة علاجات رغم كفاءتها العالية وسلامتها المُثْبَتَة، ربّما لأسباب شخصية (مثل أنَّك ترى أنَّ الأمر لا يستحقُّ المعالجة)، أو بسبب التَّكلفة؟
= هل تتفاعل مع مشكلتكَ الجنسيَّة بتجنُّب النَّشاط الجنسي تماماً، واستبداله بهوايات أخرى، مثل الغولف والرَّسْم، والقراءة... إلخ، بالنِّسْبة لك وحتى بالنِّسبة إلى إرضاء زوجتك؟
= هل تتجنَّب التَّعْبيرَ عن عاطفتك أمامَ زوجتك، لاعتقادك بأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى مجانسة غير ناجحة؟
= ربَّما تكون قد سقطتَ فريسةً للوَهْم الشَّائِع بأنَّ "هذا كلُّ ما لديك"، وأنَّك لا تعانِي من أي مشكل جسدي.
= هل أنت مدرك أن كلَّ رجلٍ تقريباً لديه خلل في الأداء الجنسي، بغض النَّظَر عن السبب أو العمر، وأنَّه يمكن مساعدتُه للعودة إلى حياة جنسية كاملة، وأنَّه يمكن مساعدة أغلبية حالات العجز في تحقيق الانتصاب بنجاحٍ بالمعالجة المناسبة؟
= قد تَكونُ متقبِّلاً لواحدةٍ أو أكثر من الأكاذيب والأساطير الجنسية الشَّائعة: مثل أنَّ عمرك المتقدّم لا يسمح لك بممارسة الجنس، أو أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب أمرٌ محتم مع التَّقدُّم بالعمر، أو أنَّ العجز الجنسي ينجم عن خيانةٍ ماضيَة أو عن فَرْط الاستمناء.
= قد تفقد الثِّقَة لدرجةِ أنَّك تتجنَّب المواعيدَ والأنشطة الاجتماعية التي يمكن أن تؤدِّي بك إلى ظَرْف وإخفاق جنسيين، رغم أنَّك رجلٌ أعزب.
= قد تعتقد بوجود حبة سحريّة أو وسائل أخرى للاهتمام الكامل بخلل الأداء لديك، أو أنّها ستتوفَّر في المستقل القريب، ولذلك تقرِّر الانتظار.
= يمكن أن تكونَ محرجاً جداً من مواجهة مشكلتك، أو مناقشتها مع زوجتك أو طبيبك الشّخصي أو أي شخص آخر.
= يمكن أن ترى نفسَك قد أخفقت في علاقتكِ مع الشريك الجنسي.
= يمكن أن تكونَ قد تعرَّضَتْ لرَفْض الطَّبيب عندَ محاولة طَرْح موضوع مشاكلك الجنسية؛ فالكثيرُ من الأطبَّاء - وللأسف - يُحْرجون كثيراً من مناقشة الموضوع أو حتى الاستعلام عن حدوثه عندَ مرضاهم.
= قد تكون لديك معلوماتٌ خاطئة عن العجز الجنسي عندَ الذكر، وهذه المعلوماتُ الخاطئة شائعةٌ كثيراً؛ حتى أن الكثير من الأطباء لا يمتلكون المعلومات الصحيحة والفهم للعجز الجنسي عندَ الذكر أكثر من العامة.
= قد يؤدِّي تفاعلُ زوجتك تجاهَ خلل الأداء لديك إلى زيادة قلقك، مع الشُّعور بعدم الكفاية، وفقدان الثقة بالنَّفْس، والإصابة بالاكتئاب.
= قد لا تكون أُعْطِيتَ الكثيرَ من الأفكار عن حقيقة أنَّ العجز الجنسي عندَ الذكر ليس هو مشكلة خاصَّة به فقط، بل قد يؤثر في زوجته أيضاً. ومن الخطأ والسُّخْف الاعتقاد أنَّ العجز الجنسي يزعج الرجل فقط.
= قد تتقبَّل حصولكَ على النشوة، من دون انتصاب، باستعمال الطرق المختلفة للتنبيه الجنسي.
= قد تحبُّ طريقة دَعْ الأشياءَ كما هي، رغم الخيبة الشديدة، وفقدان الثقة بالنَّفْس، والضَّائقة، والمرارة، والعدائية، وعقدة الذنب، والغضب، والإحباط، واليأس، والقلق، والاكتئاب الذي قد يسبِّبه ذلك لك أو لزوجتك.
لكنَّ وجودَ العجز في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه، أو غيره من الاضطرابات الجنسية الأخرى، لا يعني أنَّك لا تستطيع، أو ينبغي ألاَّ تستمرَّ، في إظهار الحب، والدِّفْء، والاحترام تجاه زوجتك وتلقِّي مثله أيضاً؛ فبمقدار ما تظهران من إرادة، تستطيعُ أن تستمرَّ في الدخول في الأنشطة غير الجِمَاعِيَّة. وقد تستمر الزَّوجة في إظهار رغبات وحاجات جنسية قوية رغم فقدانكَ للانتصاب. وللعلم، يمكن للرِّجال الاستمرارَ في بلوغ النشوة والقذف من دون انتصاب.
إذا كنتَ تعاني من صعوبات جنسية، ابحثْ عن مساعدة من خبير طبِّي قادر على تشخيص المشكلة بشكل صحيحٍ والتَّوْصية بأفضل معالجة لك. وعلى النَّقيض من بعض الأوهام التي يتشاركها بعضُ العامَّة وبعضُ الأطباء غير الخبراء، يمكن الشِّفاءُ من العجز الجنسي في الكثير من الحالات، ويكون ذلك ببساطة بإيقاف بعض العقاقير (أو الأدوية الأخرى أحياناً)، أو الامتناع عن التَّدْخين، أو بالتَّمارين، أو إنقاص الوزن، أو إضافة الهرمونات الذكرية، أو الإصلاح الجراحي لفتق القرص القطني، أو بالتَّحْويل الجراحي الشرياني المجهري للانسداد الرَّضِّي في الشرايين التي تمدُّ القضيبَ بالدَّم.
قد يجد رجالٌ آخرون أنفسَهم غيرَ قادرين على تحقيق الانتصاب بشدة كافية للسَّمَاح بالإيلاج الجنسي، أو لا يستطيعون بلوغَ الانتصاب مُطْلقاً. ويمكن أن يشعروا بقلقٍ شديد خلال المجانسة. كما يمكن أن يكونوا جاهلين بالطرق المختلفة للمجانسة، فقد لا ينغمسون في الملاعبةِ الكافية أو المناسبة، وقد يفتقرون إلى التَّنْبيه الجنسي الكافي. ويمكن أن لا يشعروا بالمواقف النَّفْسية أو الانفعاليَّة المناسبة أو السَّارَّة، حتَّى يصبحوا أكثرَ تهيُّجاً من الناحية الجنسية.
قد يُؤدِّي العجز الجِنْسي عندَ الذَّكر إلى تَدْمير العَلاقة الجنسيَّة بين الزوجين أو غيرهما. ومن خِلال فَهْم هذا الخلل، يمكن أن نفهمَ مدى تأثيرِه في حياتك وحياة الآخرين، وكم هو ضروري أن يعتقَ الرَّجلُ نفسَه للمحافظة على أيةِ علاقة جنسيَّة في الوقت الرَّاهن أو في المستقبل.
التَّأْثيرُ النَّفْسي أو الانفعالي للعجز الجنسي
لنَأْخُذْ بعَيْن الاعتبار الفَضيحةَ التي هَزَّتْ المجتمعَ الأميركي في العام 1937، وذلك بهدف التعرُّف إلى مثالٍ توضيحي عن التأثيرات المدمِّرة للعجز الجنسي على الزوجين بشكل خاص. فقد يتذكَّر بعضُ القُرَّاء الجمالَ المُذْهِل للنَّجْمة السِّينمائية الأميركيَّة جين مارلو مَلكة جِنْس هوليوود الأولى؛ ففي عُمر 21 سنة، تَزَوَّجَتْ بالمُنْتِج بول بيرن وهو بعُمْر 40 سنة، وفي لَيْلَة الزفاف التي تَبَيَّنَ أنَّها كانت كارثةً، تَأَكَّد لها أَنَّ زَوْجَها كانَ يعاني من العجز الجنسي وقد ذكرَ وكيلُها لاحقاً أنَّها قد تعرَّضَتْ للضَّرْب بشراسَةٍ بعصا من قِبَل زوجها المُذِلّ، وعَانت من عدَّة كسور في عظامها. ربَّما اعتقدَ بيرن أنَّه بزواجِه من امرأةٍ شابَّة ذات إغراءٍ جِنْسي كبير، يمكنه أنْ يَتغلَّبَ على ضَعْفِه الجنسي. وعندما أخفقَ في ذلك، أصبحَ عَنيفاً، وصَبَّ عِقابَه الجسدي عليها. ورغمَ أنَّ الزَّوْجَيْن قد أَشاعا أمامَ العَامَّة حُبَّهَما العَميق وعاطفتهما الجيَّاشَة، كانت حياتُهما الجنسية جحيماً. وعندما حاولَ بيرن في إحدى المرات أن يثيرَ إعجابَها "بارتدائِه بدائل خارجية على عضوه التناسلي لزيادة حجمه اصطناعياً بدا مُقْرفاً أمامها" كما ذكر (بلونديل في كتابه عام 1994). وبَعْدَ شهرين من الزَّوَاج، انتحرَ بيرن بإطلاق النَّارِ على رأسه تَاركاً ورقةً كُتِبَ عليها: "يا أَغْلَى الغَوَالي: هذه هيَ الطَّريقةُ الوحيدة - للأسف - لتجْميل الخطأ البَغيض الذي ارتكبته بحقِّكِ، ومَسْح الإهانَة الكبيرة التي سَبَّبتها لك، أُحِبُّكِ، بول". وقد يَبْدو هذا المثالُ مُثيراً، لكنَّه واحدٌ من ملايين الحالات التي تتظاهرُ بتفاعلات نفسيَّة وانفعالية قويَّة بسبب عجزهم الجنسي، مع ما تنتهي إليه من نتائج مأساوية ومدمِّرة على الفَرْد والزَّوْجين.
غالباً، ما يقال إن الرَّجلَ يستطيع أن يواجه بصَبْر وجلد الحروبَ، والأعاصيرَ، والزَّلازل، والأمراض، والفَواجِع الأخرى، بشجاعةٍ كبيرة وتَصْميم عظيم، لكنَّه لا يستطيع تحمل عجزه الجنسي الذي يدفعه في براثن القنوط، والإحباط، والاكتئاب، والقَلق، والخَيْبَة، وعقدة الذَّنب، والغضب، وفقدان الثقة الذاتية والاحترام النفسي نتيجةَ افتقارِه إلى القدرة على الأداء الجنسي مثلما يتمنَّى. وقد تتأثر علاقتِه العاطفية والروحية بسببِ معاناته من العجز الجنسي، كما أن عليه أن يُدْرِكَ الدورَ الشَّخْصي لشريكته في المشكلة، مع احتمال إصابتها بالاضطرابات الجنسية نتيجة عجزه الجنسي.
بالاستنادً إلى دراسةٍ حديثة أُجريَتْ في جامعة إدنبره، جاءَ العجز الجنسي - من بين جميع العَوَامِل - في المرتبةِ الأولى كسببٍ للمشاكل بين الزوجين. وبما أنَّ الجِنْسَ يمثِّل الشُّعْلَةَ التي تضيء الحياةَ الزوجية ببريقه المتألِّق، ويجمع بين الزَّوْجَيْن بالحبِّ والعاطفة، فإنَّ فقدانه يمكن أن يكونَ له تأثيرٌ مدمِّر عليهما. وقد تختارُ الزَّوْجَة أن تتجاهلَ المشكلةَ أو أن تواجهها وتساعد في البحث عن الحلِّ. فكيف يستطيعُ الرَّجلُ المصاب بالعجز الجنسي وزوجته أن يحرزا تفَهْماً أفضل لمشكلتهما، ويمضيان في طريق حلِّها؟
تَفاعلاتُ الرَّجل تجاه عجزه الجنسي
من النِّكات الشَّائعة غير المُضْحكَة كثيراً والتي تدلُّ على خَيْبةِ أمل الرَّجل الذي يعانِي من صعوبات جِنْسيَّة: "ما هو الفَرْقُ بين القلق والرُّعْب؟" الجَوَاب: "القَلقُ هو شعورك عندما تفشل جنسياً لأول مرة أما الرعب أو الهلع فهو شعورك عندما تفشل جنسياً للمرة الثانية".
فالرَّجلُ الذي يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب أو بالعجز الجنسي يمكن أن يتمرَّغ في حُفَر الجحيم، ويخسر ثقتَه بنفسه واحترامه لها، كما قد يُعانِي من خَيْبَات أملٍ مؤلمة بسَبب فقدانه لرجولته المهمة جداً لديه وتعرُّضِه لصعوبات نفسيَّة، وزوجية، وعائلية ومهنية، واجتماعية. ويمكن أيضاً أن يتغيَّرَ ربيعُ حياته المشرِق، ويتحوَّلَ إلى شتاء بارد وغائم، وقد يتأثَّر بأيِّ موضوعٍ مرتبط بالجنس ويتحاشى التطرق إليه، حتَّى مع طبيبه، خَوْفاً من الإحراج. ويمكن أن يضطهدَ زوجتَه لكَوْنِها السَّببَ الرَّئيسي لضعفه الجنسي، أو ينكرَ حصولَ ذلك، ويرفض مناقشته مع زَوْجته أو طلب المساعدة الطبِّية. تتلاشى مقوِّماتُ الأُلفَة، والرومانسيَّة، والحب، والاحترام شيئاً فشيئاً، وتحلُّ محلَّها مشاعرُ الشَّكِّ، والتَّأْنيب، والغضب، والرَّفْض، والنُّفور، وحتَّى الكراهية وقد ينتهي كلُّ ذلك بالزِّنى والطَّلاق. ويمكن أن يؤدِّي العجز الجنسي إلى نقصٍ شديد في الجودَة الجسديّة والعاطفية للحياة، مما يعرِّض الرَّجلَ الذي يعاني منه، وحتى الزَّوْجين، إلى اضطراباتٍ نفسيَّة وانفعالية واضحَة.
لكنْ لحسن الحظ، إنَّ هذه المشاعرَ لا تظهر لدى جميع الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي؛ فبعضُهم يمكن أن يتقبَّلَ المشكلةَ، بارتياح ويرفضون أي معالجة لها بينما يسعى الآخرون إلى الحصولِ على الإستشارة الطبِّية لمعرفة سبب عجزهم ومعالجته. كما يمكن أن يتحفَّزَ البعضُ الآخر برغبة أصيلَة لاستئناف الأداء الجنسي الكافي، وقد يشعرُ البعضُ أيضاً بالقلق حولَ صحَّتهم الجسدية بشكلٍ رئيسي دون أن يبالون بشأن مشاكلهم الجنسية، ويركِّزون اهتمامَهم فقط على استبعادِ أيِّ مرضٍ خطير يكون سبباً لعجزهم الجنسي الذي يعانون منه، كما يمكن أن يَسْعَى آخرون إلى طلبِ العَوْن التَّخصُّصي، تحت إصرار شريكاتهم، سواءٌ بالرَّجاء منهم للاطمئنان على صحتهم أم لأسبابٍ نفسيَّة أو جنسية أخرى، بينما يرغب بعضُهم باستعادةِ إحساسهم بالرُّجولة فقط. لكنَّ أغلبيةَ الرِّجال المصابين بالعجز الجنسي - وللأسف - يتقبَّلون مشكلتَهم ويرفضون ببساطة أيةَ مساعدة طبِّية، ويحاولُ أقل من 12٪ منهم تجربةَ معالجةٍ طبية مأمونة وناجحة لحالتهم المُحْزِنَة والمحبطة
على نقيض المُعْتَقَدات الخاطئة والشَّائعة، تبقى المجانسة جُزْءاً هاماً من الحياة حتَّى عندَ المسنين، إذ إنَّ نحوَ 30 - 70٪ من الرِّجال الذين تجاوزوا الستين من العمر لا يزالون مُهْتَمِّين بالعلاقات الجنسيَّة، كما أن حوالى 40٪ من الرِّجال في السبعينيَّات من العمر نشيطون جنسياً على الأقل مرةً في الأسبوع، كما أورده الدكتور براون وزملاؤه سنة 2000. واستناداً إلى عدَّة دراسات مَسْحيَّة قام بها بيرلمان وزملاؤه (سنة 2005)، تبين أن حوالى 13٪ من الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 70 سنة اعتبروا أنَّ الجِنْسَ هامٌ جدّاً، و29٪ اعتبره هام، و41٪ قالوا إنه مُمْتِع أحياناً، في حين ذكرَ 17٪ فقط منهم أنَّهم يَسْتطيعون العَيْشَ من دونه. وقد وافقَ معظمُ الرِّجال في هذا المَسْحِ على أنَّ العجز الجنسي كانَ سَبباً لحزنٍ شديد لديهم ولدى زوجاتهم (شريكاتهم)، وأنهم مهتمون في تحسين أدائهم الجنسي. وذكر نصفُهم أنَّهم مستعدِّون "لفِعْل أيِّ شَيْء تقريباً لاستعادة طاقتهم الجنسية المفقودة". وقد كانَ الرِّجال في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأكثرَ حماسةً نحو طلبِ الاستشارة الطِّبية، والحصول على العلاج.
في دراسةٍ أخرى من هولندا على 1481 رجلاً ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، كانَ معدَّلُ العجز في تحقيق الانتصاب بحدود 14.2٪. ومن بين هؤلاء الرِّجال، كانَ حوالى 67.3٪ متذمِّرين من حالتهم، بينما تقبلها أو تجاهلها 68.7٪ كظاهرةٍ طبيعية مرتبطة بالتقدم بالعمر، وأبدى حوالى 85.3٪ من هؤلاء الرجال رغبة في المعالجة. وممَّا يدعو للأسف أنَّ حوالى 10٪ فقط من هؤلاء المرضى تلقَّوْا رعايةً طبِّية لحالتهم. ومع ذلك، تُؤَكِّدُ هذه الاختبارات أهمِّية الجنس في أيِّ عمر بالنِّسْبة إلى عافية الرِّجال والمحافظة على جودة حياتهم.
علاوةً على ذلك، أظهرتْ عِدَّةُ دراسات علاقةً إيجابية بين الجنس، وجودة الصحَّة العامة، والسَّعادة، والعلاقات الصحِّية، والأُلْفَة، والصورة الذاتية الإيجابية. إنَّ جودةَ الحياة، ترتكز على الصحَّةُ النفسية والجسدية، والألفة الجنسية، والتَّفاعلات المتبادلة اليومية مع النِّساء والحياة الجنسية العاطفية ودرجة الرجولة عند الرجال، ناهيك أنَّ كلُّ ذلك يتأثَّر كثيراً بالاضطرابات الجِنْسِيَّة، مع زيادةٍ في معدَّلات حدوث القلق والاكتئاب عندَ الرِّجال الذين يعانون من العجز في تحقيق الانتصاب. كما أنَّ التأثيرَ النَّفْسي للعجز في تحقيق الانتصاب يمكن أن يؤدِّي إلى نقص الرضا الجسدي والنَّفْسي، وانخفاض السَّعادة، وتراجع الصحَّة النَّفْسية والجسدية، واضطراب العلاقات الجنسيَّة والشَّخْصية الأخرى وكلُّ ذلك يمكن تَصْحيحُه من خلال استئنافِ الأداء الجنسي الطَّبيعي.
من المهمِّ أن تدرك الشريكات أو الزوجات التَّفاعلاتِ النفسيَّة المختلفة التي يمكن أن يمرَّ بها الرِّجالُ الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب أو الاضطرابات الجنسيَّة الأخرى، فإن ذلك يساعدهن بشكل أفضل على الفَهْم والتَّعاطُف. وغالباً ما يكونُ ردُّ فِعْل (تفاعلُ) الرَّجل تجاه عجزه عن تحقيق الانتصاب مدمِّراً ومُذِلاً. ويمكن أن يفقدَ ثقتَه بقدراته وكفايته كرجل، كما قد يُجْرَحُ اعتدادُه بنفسه وذاتِه وتَقْييمه لها، وقد يقودُ ذلك إلى إصابته بالاكتئاب. وهذا ما قد يزيد الضَّغْطَ عليه، ويؤدِّي إلى عدوانيَّة تجاه نفسه وشريكته (زوجته). ويسبب له المشاكل العائلية، والمهنية، والاجتماعية.
كيفَ تؤثِّر المشاكلُ الجنسيَّة عندَ الرَّجُل على الزوجة؟
عندما يُجَابهُ الرَّجلُ فجأةً بمشكلةٍ جنسيَّة، قد يكون التَّفاعلُ الأوَّل لدى زوجته تجاهل المشكلة معتقدةً أنَّها عابرةٌ ومؤقَّتة بسبب بَعْض الأسباب مثل التَّعَب، والمرض، والكرب، والإفراط في الكحول أو ربَّما حجَّة منه لتفادي المجانسة. ولكن إذا استمرَّتْ المشكلةُ، فقد ينتاب الزوجة القلق، وتصبح مهتمة في كشف أسبابها، وتفادي تأثيرها السلبي المحتمل على علاقتهما، كذلك يمكن للزوجة أن تسعى إلى البَحْث بعمق عن سببٍ منطقي لعجز زوجها الجنسي متسائلة: "هل لديه عشيقة؟ هل ما زال يحبُّني؟". وتُعَدُّ جميع هذه من ردود الفِعْل الطبيعية. وبَعْدئذٍ، قد تصبحُ الزوجة غاضبة ومُمْتِعظة، وتشعر بالرَّفْض والخَيْبَة. إنه من المألوف أن تُعانِي زَّوْجات الرِّجال المصابين بالعجز الجنسي من شعورٍ خاص بفَقْدان احترام النَّفْس والثِّقة بالذات. كما قد يجدن أنفسَهن مُسْتَفْسِرين عن اعتدادهن بذواتهن، ويمكن أن يتجنبن أيَّ اتصال جنسي، أو يُلحّن بالطلب المستمرِّ على الجِنْس، أو يقررن ممارسةَ دَوْرٍ فعَّال في البحث عن مساعدةٍ طبِّية.
مع استمرارِ المشكلة، يمكن أن تبدأَ الزوجات بالقلق حولها، وقد ينشغلن أكثر فأكثر في البحث عن أسبابها ومضاعفاتها المحتملة. كما يمكن أن يَعْزون العجز الجنسي لدى أزواجهم إلى فَقْدان الرَّغْبَة أو الحبِّ لهن، أو إلى خيانة زوجية، أو حتَّى قد يشعرن بالذنب بسبب مشاكل الزوج الجنسية. وتبدأ هذه الأفكار بإثارة ردود فِعْل أخرى، مثل الإحباط، والغَضب، والرَّفْض، والخَيْبَة، والشَّك، والرِّيبَة، وعدم الأمان. كما قد تستنتجُ المرأةُ بأنَّها قد أخفقت في علاقتها أو في زواجها، وتبدأ بالتساؤل عمَّا إذا كانَ ذلك الزواجُ سيَدوم، وأنَّ الرَّجلَ أو الزوجَ مستمرٌّ في حبِّه. وبينما تكونُ الشَّريكاتُ مُغْرَقاتٍ بهذه الأفكار والمشاعر، يتصرَّفن وكأنهن في حالةٍ من الهزيمَة، وقد تُقَرِّرن أن تتجاهلْنَها وتأملنَ بشفاءٍ عفوي. كما يمكن أن يشعرنَ بإحراجٍ كبير من مناقشة الموضوع مع الزَّوج الذي يعاني من المشكلة، أو يحاولنَ إثارةَ الموضوع معه من دون جَدْوَى، بسبب رَفْضِه مناقشةَ المشكلة. وعندَ هذه النقطة، يمكن أن ترضى بعض النساء بهذا الواقِع، حتَّى إنهن قد يشعرن بالرَّاحة في الإقلاع عن المجانسة.
يمكن أن تبدأَ زوجات الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي بالسَّعْي نحو المعلومات، والتَّعاطُف، والاطمئنان، والفَهْم، وبالبحث عن أفضل طريقةٍ لحلِّ المشكلة. ويتساءلنَ عن كيفيَّة السَّعْي إلى طَلْب العَوْن، وبمن يَثِقْنَ، وهل من المُمْكن حلُّ المشكلة بشكل مستقل. وقد يَشْرَعْنَ بالحديث مع الأصدقاء، أو الزُّملاء، أو الأقارب المُقَرَّبين، أو الطَّبيب حولَ المشكلة. كما قد يذهبنَ أَبْعَدَ من ذلك بالقراءة عنها على الإنترنت، أو في كتاب، أو برامج طبِّية تلفزيونية أخرى تناقش القضايا الجنسية. لكنَّ - وللأسف - قد تؤدِّي معرفةُ أنَّ العجز الجنسي عندَ الزوج يمكن أن يكونَ ناجماً عن مشكلةٍ طبية أو مرض إلى زيادة القلق والهياج، وإلى تَعْقيد المشكلة أكثر وزيادة توتُّر العلاقة الزوجيَّة.
عندما يَفْتَقِرُ النَّاسُ إلى المعلوماتِ الصَّحيحة والمعرفة الخاصة بمشكلة معيَّنة، يمكن أن يشعروا بأنَّها مُسْتَعْصِيَةٌ أو غير قابلة للشفاء. قد يتغلَّبُ الخوفُ، واليَأْس، والقنوط على تسلسل الأفكار والسُّلوك القويم؛ ويمكن أن تتفاعلَ زوجات الرجال الذين يعانون من عجز جنسي بأسلوبٍ غير متوقَّع، وقد يتجلَّى ذلك بتجنُّب المجانسة أو بالإصرار عليها دائماً أو بتجربة طرقٍ مختلفة للجَذْب الجنسي، أو يُقَرِّرْنَ المساهمةَ بدَوْرٍ فاعِل في السَّعْي نحو المساعدةِ التخصُّصية.
الطُّرُقُ الإيجابيَّة التي يجب أن يتعاملَ بها الزَّوْجان مع العجز الجِنْسي عندَ الذَّكَر
من المظاهرِ الإيجابيَّة للجَدْل المحيط بالعجز الجنسي، عندَ الشَّريك الجنسي للرجل (الزَّوْجَة)، اتخاذُ قرارٍ ذكي بطلب المساعدة المهنيَّة (التخصُّصية)؛ ويعني ذلك أنَّ معرفةَ الشَّريكَيْن بوجودِ مشكلةٍ والاندفاع نحو حلِّها والفَوْز بالمعركة الحاسمة في إنقاذ علاقتهما. إذاً دَعوني أَسْتعرضُ بعضَ الحقائق الهامة كنقطة بَدْء نحو المساعدة والمعالجة:
قبلَ كلِّ شيء، ينبغي أن يُدْركَ الزَّوْجان أنَّ الفحوليةَ عندَ معظم الرِّجال ترادف الرُّجولة، وقد يَعْنِي فَقْدُانها أحدَ أكثر التَّجارب المدمِّرة والمذلَّة التي يمكن أن يعانون منها. ويخضعُ قَليلٌ من الرِّجالُ الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب لجراحةِ إدخال بدائل أو عصيات سيليكونية داخل الأجسام الكهفية، من دون أن يستعملوها بالضَّرورَة في المجانسة بَعْدَ الجراحة، وذلك حتَّى يَبْقَوْا مُقْتَنعِين بأنَّهم لا يزالون رجالاً، ليس إلاَّ.
عندما يُعانِي الرَّجلُ من عجز جنسي، تعاني زوجته بالقَدْر نفسه من خلل الأداء هذا، وقد تظهرُ عليها المشاكلُ الجنسيَّة أيضاً. واستناداً إلى دراسةٍ في العيادة الجِنْسِيَّة بجامعة لويولا، أُصيبَ 52٪ من الشُّركاء الجنسيين الإناث لرجالٍ يعانون من عجز جنسي بمشاكلَ جنسيَّة خاصة بهن بعد بَدْء العجز في تحقيق الانتصاب عند الرَّجُل. وقد يتجلَّى تفاعلُ الشَّريك (أو الزَّوْجَة) بالوِحْدَة، والعُزْلَة، والشكِّ، والرَّفْض، والشُّعور بعقدة الذنب. ومن المهمِّ للزوج أن يدخلَ في مكاشفةٍ معرفية ليتخلَّصَ من هذه العواطف السلبيَّة، ويحل المشكلةَ بشكل مناسب.
كما ينبغي ألا تشعر الزوجة بالذَّنْب أو بالمسؤولية الكاملة عن العجز الجنسي الذي يعاني منه الزَّوْج. وينبغي أن تركِّزَ، بدلاً من ذلك، على تقديم الدَّعْم، وإيجاد الحلِّ، بدل أن تتوسوس من المشكلة أو تسعى إلى حلِّها بمفردها. ولا بدَّ أن يتقبَّلَ الشَّريكان مبدأً ينصُّ على أنَّ الشِّفاءَ غير ممكن إلى أن يعترفَ الرَّجُل بصِدْق بمشكلته، ويمتلك الإرادةَ في مناقشتها مع شريكته، ويسعى إلى العَوْن الطبِّي. ويجب أن تشعرَ الزوجة بالتَّعاطف مع خَيْبته، وتتأكَّد من أنَّ أيَّ نقصٍ في التَّعْبير عن عواطف الحبِّ أو مظاهره، حتى هِيَاجه ورَفْضه العروض الجنسيَّة، ربما يكونُ من نتائج العجز في تحقيق الانتصاب لديه.
إنَّ تَبصُّرَ الزَّوْجَة بالاضطرابات الجنسيَّة بشكلٍ جيِّد، يجعلها قادرةً على ممارسة دَوْر فعَّال في طلب المساعدة، وتَشْجيع الرَّجل على السَّعْي إلى النُّصْح الطبِّي باكراً؛ فالمشكلةُ الجنسية قد تكونُ المظهرَ الأوَّل لمرضٍ خطير ينبغي تشخيصُه ومعالجته بسرعة للوقايةِ من النَّتائج الخطيرة أو حتَّى المميتة. وهنا، لا بدَّ أن يضعَ المصابُ في حسبانه أنَّ شريكتَه يمكن أن تكونَ ما زالت ذات رَغْبةٍ قويَّة به، وأنَّه من الممكن بلوغُ النشوة والقذف من دون انتصاب. ويجب أن يَبْقَى الزَّوْجان منخرطَيْن في الأنشطةِ الجنسيَّة غير الجِمَاعِيَّة التي تقلِّل أيَّ ضغطٍ على الأداء، وأن يواصلا إِظْهَارَ الكثير من الحبِّ، والدفء، والاحترام تجاه بعضهما البعض.
لكنَّ بَعْضَ النَّاس - وللأسف - لا يُعِيرون أيَّ انتباهٍ للعجز الجنسي عِنْدَ الأزْوَاج، ولا يُبْدونَ اهتماماً بالمساهمة في تَدْبيره (علاجه)؛ بل إنَّ الكثيرَ منهم يُفَضِّلونَ أن يبقى الحالُ على ما هو لأسبابٍ مختلفة، بما في ذلك فَقْدان الرِّضا الجنسي مع أزواجهن، وغياب المتعة الجنسية، والحصول على الإشباع بالعَلاقات خارج إطار الزَّواج أو رَفْض جميع الطُّرُق العلاجيَّة الصُّنْعيَّة الرَّاهنة التي تقلِّل من دورَهنَّ في الفِعْل الجنسي؛ فإذا رفضَ أيُّ شخصٍ، مُنْخَرِط في علاقةٍ متأثِّرة بعجز في تحقيق الانتصاب المساعدةَ، يمكن أن يُنْصَحَ الشَّخصُ الآخر بالمساهمة في مجموعة داعمَة أو طلب المساعدة من مُعالِج جنسي.
من الواضح أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب والاضطرابات الجنسية الأخرى ذات تأثير في كلا طَرَفَيْ العلاقة الجنسية؛ فالحديثُ عن مشاعر الرَّجل الذي يعاني يمكن أن يثيرَ بَعْضَ الانفعالات الصَّعْبَة لدى شَريكته: الأسف بشأنه وربما رثاء الذَّات أيضاً، أو الخَيْبَة، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الإخفاق كحبيب. وينبغي أن يتذكَّرَ الزَّوْجان بأنَّ المشكلةَ تؤثِّر فيهما معاً، وأنَّه يمكن أن تظهرَ لديهما مشاعر متماثلة من انعدام الكفاءة، والحُزْن، ونقص الاعتداد بالذَّات. قد تكونُ هذه المشاعرُ - التي تُعَدُّ طبيعيةً ومتوقَّعة تحت وطأة هذه الظروف - مؤقَّتةً تختفي بعدَ المعالجة النَّاجحة لخلل الأداء، ولكن هناك حالاتٌ تبقى فيها هذه العَقابيلُ الانفعالية بَعْدَ شفاء المشكلة الجنسيَّة، وقد تستلزمُ التَّعاملَ معها من خلال علم النَّفْس الذَّاتِي أو المشورة المتخصصة.
فَهْمُ المشكلة وأسبابها
يمكن أن يشعرَ الرَّجُلُ في الكَثير من حالات العجز الجنسي بالتَّهيُّج الجِنْسي، والإثارة، والاستعداد للمجانسة، لكنَّه عندما يَهْمُّ بتنفيذ رغبتِه يخذله قضيبُه. ويمثِّل تقييمُ أيِّ خلل في الأداء الجنسي والتَّعرُّف إليه (العجز في تحقيق الانتصاب، اضطرابات القذف، نقص الشَّهْوَة الجنسية، وغيرها) الخطوةَ الأولى بالطَّبْع في الطَّريق إلى المعالجة النَّاجحة. ويمكن، كما لاحظنا في الفصل الخامس، أن يكونَ العجز في تحقيق الانتصاب ناجماً عن عوامل جسديَّة، أو نفسية مختلفة، أو عن كليهما.
تشتمل العواملُ الجسدية على الشيخوخة (مع أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب ليس نتيجةً حتمية للتقدُّم بالعمر)، وأمراض القلب والأوعية، أو الدَّاء القلبي الإقفاري، وداء السكري، أو الأمراض الهرمونيَّة، أو الوعائية، أو العصبية، وفَرْط ضغط الدَّم، وارتفاع الكوليسترول، والأعراض البولية السُّفْليَّة الثانوية لفرط التَّنسُّج البروستاتِي الحميد، والفشل الكلوي المزمن، وجراحة أو إصابة النَّاحية الحوضية (لا سيَّما الأعصاب الحوضية)، والكحولية المزمنة، وتعاطي المخدرات، والتَّدْخين الشديد، والسمنة، وتأثيرات بعض الأدوية مثل بَعْض مضادَّات فَرْط ضَغْط الدَّم، ومضادَّات الاكتئاب، ومضادات الذُّهان، والهرمونات الأنثوية والستيرويدات البانية للعضلات، وأدوية القرحة الهضمية، وغيرها. كما قد يحصل العجز في تحقيق الانتصاب بَعْدَ بعض العمليات الجراحيَّة، أو نتيجة المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية (يُفَصِّلُ الفصل الثامن الأسبابَ الجسدية العضويَّة للعجز في تحقيق الانتصاب).
أمَّا الأسبابُ النفسية للعجز في تحقيق الانتصاب فهي كثيرةٌ، تشتملُ على القلق الشديد، والكرب، والاكتئاب، والمشاكل الأوديبية، والخَوْف من الأداء، وعقدة الذنب، والمثبِّطات النفسية المختلفة. وتَتفعَّلُ هذه المشاعرُ عندَ حصول الإثارة الجنسية، وتؤدِّي إلى صعوبات الانتصاب؛ فتلك الإشاراتُ النَّفْسية يمكن أن تثبِّطَ تنشيطَ الأعصاب اللاودِّية، وقد تزيد نشاطَ الأعصاب الودِّية، ممَّا يقود إلى تضيُّق شرايين القضيب، وقد يؤدِّي إلى ارتخائه وعجزه على الانتصاب. وقد تلعب الخلافاتُ الزوجيَّة، وغياب التَّوَاصل، والمصاعب المالية، والزنا، وممارسة الرَّجُل ذي الانجذاب الجنسي للمماثل (الجِنْس المِثْلي)، والرَّفْض الجسدي، ونقص النظافة، والخشونَة أدواراً أساسية في بَدْء العجز في تحقيق الانتصاب. وتشتملُ الجذورُ النفسيَّة الأخرى للعجز في تحقيق الانتصاب على التَّنْشِئَة الخاطئة للرَّجُل، والمعاناة من العقوبات القاسية ضدَّ التعبير الجنسي، والأوهام، والمعتقدات الخاطئة حول الجنس، والخَوْف من الإخفاق، والرَّفض من الشريك الجنسي. وهناك عاملٌ خاص للعجز في تحقيق الانتصاب في الكثير من الحالات هو عجز الرَّجُل عن الانخراط في التَّجربَة الجنسيَّة؛ فخلال الممارسةِ الجنسية، يمكن أن يُعانِي من وسواس حولَ جودة أدائه والتصرُّف كمتفرِّج بدلاً من أن يكونَ مساهماً فعَّالاً. (يُفَصِّلُ الفصل التاسع بشكل أكبر العواملَ النَّفْسية).
أمَّا السُّؤَالُ الواضح الثاني ما الذي يمكن فعله بشأنِ العجز في تحقيق الانتصاب؟ وكيف يمكن علاجُه؟ سَوَاءٌ أكانَ العجز في تحقيق الانتصاب عضوياً، أم نفسياً، أم مشتركاً فهو أنه يمكن معالجتُه بنجاحٍ في معظم الحالات بغض النَّظَر عن عمر الرَّجُل والأمراض المُسْتَبْطِنَة (الخفيَّة)، شرطَ أن تكونَ لديه الإرادةُ والدَّافِع إلى معالجةِ العجز الجنسي لديه، وأن يكونَ ملائماً جسدياً للممارسةِ الجنسية، وألاَّ يعاني من اضطراباتٍ قلبية وعائية شديدة أو اضطرابات أخرى تحول دون دخوله في الممارسة الجنسية.
شُرَكاءُ في المعالجة
تَسْتَدْعِي الظُّروفُ الجسدية المساهمة في العجز في تحقيق الانتصاب تَقْييماً طبِّياً شاملاً بهدف التَّشْخيص (الفصل 7) والمعالجة (الفصول 10 - 13)؛ فعندما يكونُ العجز في تحقيق الانتصاب ناجماً عن أسباب جسدية، يمكن معالجتُه بالأدوية، أو الحُقَن، أو أجهزة التَّخْلية، أو الحُقَن داخل الجسم الكهفي، أو الغِرْسَات داخل الإحليل، أو الجراحة الوعائيَّة، أو بإدخال بدائل أو عصيات سيليكونية داخل الأجسام الكهفية. لكن ينبغي التأكيدُ على أنَّه - في عددٍ هام من الحالات - يمكن أن تؤدِّي التَّغيُّرات السلوكية، مثل إيقاف التدخين، والتَّمارين اليومية، ومعالجة السمنة وارتفاع ضغط الدم وإنقاص كوليسترول الدم، والعلاج من إدمان الكحول والمخدِّرات، واستبدال أو تغيير الأدوية من قبل الاختصاصيين المعالجين، إلى استعادة الفحولية من دون الحاجةِ إلى أيَّة معالجة أخرى.
أمَّا عندما ينجم العجز الجنسي عن عوامل نفسيَّة، فإنَّ المعالجةَ تتفاوت ما بين معالجة سُلوكية ونفسية تحليلية إلى معالجة جنسية متعلقة بالزوجين. وتُسْتخدَمُ وَسائلُ علاجيَّة نفسية متعدِّدة لتفريج قلق الأداء، وتعديل السلوك، وتحسين التَّوَاصُل الجنسي بين الشَّريكين، واكتساب المهارات الجنسية، وإزالة المحرَّمات والأوهام والمواقف السلبيَّة تجاه الجِنْس (انظرْ الفصل 14). ولا بدَّ من التَّعاوُن الكامل بين الزوجين لتحقيق المعالجة النَّاجحة.
لا بدَّ أن تُعَدُّ إرادةُ الرجُل في الخضوع للمعالجة، التي تساعدُه على استئناف حياةٍ جنسية سعيدة مع الزَّوْجة، معياراً خاصاً لحبِّه لها، وبذلك يجب عليها أن تستجيبَ بأكثر الطرق ألفةً واهتماماً. ويمكن للموقف الإيجابي والدَّاعم بين الشَّريكين، والمستند إلى فَهْم كاملٍ لجميع المظاهر المختلفة للأداء الجنسي واضطراباته، والرَّغبة الحقيقية باستئناف الحياة الجنسية التَّامة، ومساعدة الزوج على استعادة فحوليته أن يؤثِّر في الحصيلة النهائية في نهاية الأمر. ومن المفضَّل دائماً أن يناقشَ الزَّوْجان الطرازَ المفضَّل للمعالجة قبل تطبيقه، وذلك لتجنُّب أي إحباط أو تثبيط من استعماله اللاحق، ولتقدير النتائج المتوقَّعة للممارسة العملية.
قد تشعر بعضُ زوجات الرجال الذين يعانون من عجز جنسي بالانـزعاج، وترفضن بعضَ أشكال المعالجة مثل الحبوب، وأجهزة التَّخْلية، أو الحقن داخل الجسم الكهفي، أو البدائل أو العصيات. كما يمكن أن يشعرنَ بأنَّ الانتصاب الاصطناعي الحاصل بهذه الطُّرُق لا يمثِّل عمليةَ الانتصاب الطَّبيعيَّة الممنوحة من الخالِق استناداً إلى الجاذبية الجسدية والنَّفْسية الحقيقية. ويمكن أن يشعرنَ أيضاً بأنهن قد فقدنَ دورهنَّ في إحداث هذا الانتصاب، مما يحرمهنَ من متعة المشاعر التي يرغبن بها وينجذبن نحوها، وقد يصبح الفِعْلُ الجنسي لديهن ملوَّثاً وغير طبيعي.
كما قد تشعرُ بعضُ النِّساء الأُخْرَيَات اللواتي ليس لديهن اهتمامٌ حقيقي بالجِنْس بالتَّوجُّس والقلق من فكرة استعادة الزوج لفحوليتِه الكاملة، وزيادة رغبته الجنسيَّة، وامتداد فترة الانتصاب لديه؛ فقد لا يكنَّ قادراتٍ على التَّكيُّف مع تجدُّد الطَّاقة والقدرة الجنسية عندَ الرَّجُل، أو قد يتوقَّعنَ بحقٍ أو من دون حق بأنَّ ذلك يمكن أن يقودَه إلى السَّعْي نحو المتعةِ الجنسية مع نساء أُخْرَيات. ويبدو أنَّ بعضَ الزوجات تتقبَّلْنَ العجز الجنسي عندَ الرَّجُل، إما لأنهنَّ يرغبنَ بجعله يشعر بعقدة الذنب لديه، أو لأنهنَّ قد لا يرغبن بالمجانسة، أو يستطعن التَّحكُّم به جسدياً ونفسياً، مع الاستمتاعِ بدور الضَّحيَّة المُعَانِيَة.
مما لاشكَّ فيه أنَّ هناك عواملَ أخرى لعدم رضا الإناث بتَجدُّد القوّة الجنسية عندَ الرَّجُل، مثل المشاغِل المالية أو التوالديَّة والأساطير الكاذبة عن عدم أهمِّية الجنس في الأعمار المتقدِّمة أو الخوف من الخيانَة. ولكنَّ الكثيرَ من النساء يكنَّ مَحْظوظاتٍ جداً عندما يُبْدينَ فهماً، واهتماماً، ورغبةً كبيرة بالمساهمة الفعَّالة في معالجةِ شركائهن الجنسيين وشفائهم، ويقدِّمنَ الدَّعْمَ الكامل لحماسته نحوَ استعادة فحوليته الجنسية، وبذلك يستطعنَ استئنافَ حياةٍ جنسية سعيدة وحقيقية.
بالمحصلة، ينبغي أن أشدِّدَ على أنَّ الأداءَ الجنسي المثالي ينبغي أن لا يُعَوِّلَ على قضيب منتصب قوي فقط، بل يجب أن يُرَى ضمنَ صورةٍ أوسع من الحبِّ المشترك، وتبادل الأُلْفَة، والاحترام، والجاذبية الجسدية والنفسية، ودينامية العلاقات القوية، والسرية، والحافِز، والانفتاح الجنسي، وغياب قَلق الأداء أو الشُّعور بعقدة ذنب أو الغضب، والتَّواصل الجنسي الصحيح. ولا بدَّ من الوقوف بفعالية أمامَ أيَّة اضطرابات نفسية، أو شخصيَّة، أو انفعالية، أو زوجية، أو مهنية، أو اجتماعية بحيث تصبح المعالجةُ مناسبةً لكلّ فرد، وتكون نتائجُها مثاليةً.
أوهام وحقائق حول العجز الجنسي ومعالجته؟
في الولايات المتحدة الأميركية يعاني 30 مليون ذكر من العجز الجنسي، فإذا كنتَ كذلك:
= هل تعتقد خطأً بأنَّ العجز في تحقيق الانتصاب والمحافظة عليه هو طريق الحياة الذي اختاره لك الحظَّ والنَّصيب؟
= هل ترى أنَّه أصبحَ قدركَ، وعليك أن تتكيَّف معه، خاصة إن وافقت زوجتك على حياة من دون جنس؟
= هل سمعتَ بأنَّه لا توجد معالجةٌ للعجز في تحقيق الانتصاب، وبأنَّ جميعَ أنواع المعالجة هي مجرَّد وسائل اصطناعيَّة لتحسين الأداء الجنسي لديك؟
= هل ترفض فكرةَ تجربة أيَّة علاجات رغم كفاءتها العالية وسلامتها المُثْبَتَة، ربّما لأسباب شخصية (مثل أنَّك ترى أنَّ الأمر لا يستحقُّ المعالجة)، أو بسبب التَّكلفة؟
= هل تتفاعل مع مشكلتكَ الجنسيَّة بتجنُّب النَّشاط الجنسي تماماً، واستبداله بهوايات أخرى، مثل الغولف والرَّسْم، والقراءة... إلخ، بالنِّسْبة لك وحتى بالنِّسبة إلى إرضاء زوجتك؟
= هل تتجنَّب التَّعْبيرَ عن عاطفتك أمامَ زوجتك، لاعتقادك بأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى مجانسة غير ناجحة؟
= ربَّما تكون قد سقطتَ فريسةً للوَهْم الشَّائِع بأنَّ "هذا كلُّ ما لديك"، وأنَّك لا تعانِي من أي مشكل جسدي.
= هل أنت مدرك أن كلَّ رجلٍ تقريباً لديه خلل في الأداء الجنسي، بغض النَّظَر عن السبب أو العمر، وأنَّه يمكن مساعدتُه للعودة إلى حياة جنسية كاملة، وأنَّه يمكن مساعدة أغلبية حالات العجز في تحقيق الانتصاب بنجاحٍ بالمعالجة المناسبة؟
= قد تَكونُ متقبِّلاً لواحدةٍ أو أكثر من الأكاذيب والأساطير الجنسية الشَّائعة: مثل أنَّ عمرك المتقدّم لا يسمح لك بممارسة الجنس، أو أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب أمرٌ محتم مع التَّقدُّم بالعمر، أو أنَّ العجز الجنسي ينجم عن خيانةٍ ماضيَة أو عن فَرْط الاستمناء.
= قد تفقد الثِّقَة لدرجةِ أنَّك تتجنَّب المواعيدَ والأنشطة الاجتماعية التي يمكن أن تؤدِّي بك إلى ظَرْف وإخفاق جنسيين، رغم أنَّك رجلٌ أعزب.
= قد تعتقد بوجود حبة سحريّة أو وسائل أخرى للاهتمام الكامل بخلل الأداء لديك، أو أنّها ستتوفَّر في المستقل القريب، ولذلك تقرِّر الانتظار.
= يمكن أن تكونَ محرجاً جداً من مواجهة مشكلتك، أو مناقشتها مع زوجتك أو طبيبك الشّخصي أو أي شخص آخر.
= يمكن أن ترى نفسَك قد أخفقت في علاقتكِ مع الشريك الجنسي.
= يمكن أن تكونَ قد تعرَّضَتْ لرَفْض الطَّبيب عندَ محاولة طَرْح موضوع مشاكلك الجنسية؛ فالكثيرُ من الأطبَّاء - وللأسف - يُحْرجون كثيراً من مناقشة الموضوع أو حتى الاستعلام عن حدوثه عندَ مرضاهم.
= قد تكون لديك معلوماتٌ خاطئة عن العجز الجنسي عندَ الذكر، وهذه المعلوماتُ الخاطئة شائعةٌ كثيراً؛ حتى أن الكثير من الأطباء لا يمتلكون المعلومات الصحيحة والفهم للعجز الجنسي عندَ الذكر أكثر من العامة.
= قد يؤدِّي تفاعلُ زوجتك تجاهَ خلل الأداء لديك إلى زيادة قلقك، مع الشُّعور بعدم الكفاية، وفقدان الثقة بالنَّفْس، والإصابة بالاكتئاب.
= قد لا تكون أُعْطِيتَ الكثيرَ من الأفكار عن حقيقة أنَّ العجز الجنسي عندَ الذكر ليس هو مشكلة خاصَّة به فقط، بل قد يؤثر في زوجته أيضاً. ومن الخطأ والسُّخْف الاعتقاد أنَّ العجز الجنسي يزعج الرجل فقط.
= قد تتقبَّل حصولكَ على النشوة، من دون انتصاب، باستعمال الطرق المختلفة للتنبيه الجنسي.
= قد تحبُّ طريقة دَعْ الأشياءَ كما هي، رغم الخيبة الشديدة، وفقدان الثقة بالنَّفْس، والضَّائقة، والمرارة، والعدائية، وعقدة الذنب، والغضب، والإحباط، واليأس، والقلق، والاكتئاب الذي قد يسبِّبه ذلك لك أو لزوجتك.
لكنَّ وجودَ العجز في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه، أو غيره من الاضطرابات الجنسية الأخرى، لا يعني أنَّك لا تستطيع، أو ينبغي ألاَّ تستمرَّ، في إظهار الحب، والدِّفْء، والاحترام تجاه زوجتك وتلقِّي مثله أيضاً؛ فبمقدار ما تظهران من إرادة، تستطيعُ أن تستمرَّ في الدخول في الأنشطة غير الجِمَاعِيَّة. وقد تستمر الزَّوجة في إظهار رغبات وحاجات جنسية قوية رغم فقدانكَ للانتصاب. وللعلم، يمكن للرِّجال الاستمرارَ في بلوغ النشوة والقذف من دون انتصاب.
إذا كنتَ تعاني من صعوبات جنسية، ابحثْ عن مساعدة من خبير طبِّي قادر على تشخيص المشكلة بشكل صحيحٍ والتَّوْصية بأفضل معالجة لك. وعلى النَّقيض من بعض الأوهام التي يتشاركها بعضُ العامَّة وبعضُ الأطباء غير الخبراء، يمكن الشِّفاءُ من العجز الجنسي في الكثير من الحالات، ويكون ذلك ببساطة بإيقاف بعض العقاقير (أو الأدوية الأخرى أحياناً)، أو الامتناع عن التَّدْخين، أو بالتَّمارين، أو إنقاص الوزن، أو إضافة الهرمونات الذكرية، أو الإصلاح الجراحي لفتق القرص القطني، أو بالتَّحْويل الجراحي الشرياني المجهري للانسداد الرَّضِّي في الشرايين التي تمدُّ القضيبَ بالدَّم.