علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


description مَآسي العجز الجِنْسي Empty مَآسي العجز الجِنْسي

more_horiz
مَآسي العجز الجِنْسي
يُعَدُّ فَهْمُ الوَظيفَة الجِنْسِيَّة السَّوِيَّة ضَروريَّاً لفَهْم العجز الجنسي، ولقد تَحدَّثَتْ الفصولُ السَّابقة بالتَّفْصيل عن الاستجابةِ الجنسيَّة عندَ الذكر على المستوياتِ التَّشْريحية، والفيزيولوجيَّة، والكيميائية الحيَّوية العصبيَّة. ومثلما ذكرنا آنفاً، يعتمدُ الانتصاب على وجودِ نسيج وعائي وعصبي سليم، وأعضاء تناسلية صحِّية، فَضْلاً عن وسطٍ هرموني كافٍ عند الذكر. ولا بدَّ من توفُّر العديد من العَوَامِل المتعلِّقة بالدِّماغ، والنُّخاع الشوكي، والأعصاب، والأوعية الدَّموية، والعضلات الملساء، والهرمونات حتى يكونَ التَّعْبيرُ الجنسي والاستمتاع عندَ الرَّجُل في حدوده المُثْلَى.

لكن هناك بالطَّبع من مُفردات الجنس ما يزيد بكثير على قُدْرَة الرَّجُل على تحقيق الانتصاب؛ فالأداءُ الجنسي هو عمليةٌ معقَّدة تعتمدُ على العمر، والصِّفَات الوراثيَّة والشَّخْصية، والخبرة الجنسية، والقُدْرَة الجسدية، والحافز. كما تساهمُ الشَّخْصيةُ، والمواقف من النَّشاط الجنسي، والتَّجَارِب الجنسية السَّابقة، فضلاً عن المؤثِّرات الثقافية، والعائلية والدينيَّة، والاجتماعية في طبيعةِ العَلاقات الجنسيَّة، وبِنْيَتِها لدى الفرد بشكلٍ هام. ويُعَدُّ التَّفَاعُلُ المتبادل، والعَلاقة بين الشُّرَكاء الجنسيين ذا أهمِّية رئيسيَّة في الأداء الجِنْسي، والمتعة الجِنسيَّة.

من دَواعي الأسف أنَّ ملايينَ الرِّجال، ولأسبابٍ جسدية أو نفسيَّة، قد فقدوا الاهتمامَ بالجِنْس أو القُدْرَة على تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه. ولكن مما يدعو إلى السُّرور أنَّ العجز الجنسي لم يَعُدْ بالضَّرورة دائماً؛ فعندَ اكتشافِه يمكن معالجته بنجاح، وقد يستطيعُ الذي يعاني منه من الاستمتاع من جديد بالاستجابةِ الجنسيَّة والعلاقة الجنسية. يحاول هذا الفصل إيضاحَ الأوهام حولَ العجز الجنسي عندَ الذَّكْر بوجهٍ عام والعجز في تحقيق الانتصاب بشكلٍ خاص؛ فالمعرفةُ والفهمُ يفرِّجان القلقَ والالتباس أو الخَلْط بشأنِ هذه المشاكل، ويُمَكِّنان من المناقشةِ الموضوعيَّة والإيجابية، ويمثِّلان الخطوةَ الحيويَّة الأولى باتجاه المعالجة.

الأداءُ الجِنْسي عملية مستمرَّة أو سلسلةٌ متَّصِلَة

في العادة، يدخل معظم الناس في الأنشطةِ الجنسيَّة التي تقعُ في منتصفِ الطَّريق بين الحدِّين الطرفيَّيْن. ومن المهمِّ أن نتحقَّقَ من أنَّ أشكالَ السُّلوكِ الجِنْسي غير الشَّائِعَة، أو التَّغيُّرات في الطِّراز الجنسي المألوف، ليست شاذَّةً بالضرورة؛ فحتَّى أولئك الأفراد الذين يكونُ سلوكُهم في إحدى النِّهايتين الطرفيَّتَيْن، مثل المجانسة المتكرِّرة كثيراً أو النَّادرة كثيراً على سبيل المثال، ليس لديهم بالضَّرورة ما يدعو إلى القلق (لكنَّ الفردَ الذي لا يستطيعُ تقبُّلَ حالة حياتِه الجنسيَّة لأيِّ سببٍ كان، يجب أن يُعَدَّ بحاجةٍ إلى مساعدة تخصُّصية وأن يسعى إليها).

يُعَانِي جميعُ الرِّجال تقريباً من عوارض أو نوبات من الضَّعْف أو نقص الأداء الجنسي أحياناً، والتي تكونُ غير هامةٍ عادةً؛ فالرِّجالُ الأسوياء يمكن أن يَشْعروا برغبةٍ جنسيَّة قويَّة جدّاً من دون انتصاب، أو من انتصاب وحتى قذف أحياناً من دون أيِّ تنبيه جنسي. وهذا ما قد يحصلُ في أوقات القلق الواضح، أو الغضب، أو الكرب، أو النَّرْفَزَة (العَصَبِيَّة). وقد تحصل تغيُّراتٌ في السُّلوكِ الجنسي المعياري عندَ الفرد أو الزَّوْج في ظروفٍ مشجِّعة أو مسهِّلة بشكلٍ خاص؛ كما في شهر العسل، والعطلات، وعطلة نهايةِ الأسبوع الرومانسية أو بالعكس في ظروفٍ مثبِّطة للعزيمة أو مُزْعِجَة بشكلٍ خاص، كما في حالاتِ المرض، أو الأزمات الماليَّة، أو الكروب الشَّديدة.

ينبغي التَّشْديدُ على أنَّه لا يمكن وضعُ مقاييس أو معايير للانتصاب والمجانسة؛ فالعواملُ الثقافيَّة، والعرقية، والاجتماعية، والشَّخْصية تؤثِّر في الطُّرُق التي يعبِّر بها مختلفُ الرِّجال عن فحوليتهم الجنسيَّة. وتمثِّلُ النَّوْعيةُ، والمحافظة على الطَّاقة، والتَّواتر الجِنْسي أو عدد مرَّات الانتصاب المتتالية خصائصَ محدِّدة لطبيعة القدرة الجنسيَّة عندَ الكثير من الرِّجال؛ فالرَّجلُ الذي اعتادَ على تحقيقِ انتصاب يومي لمدَّة 15 دقيقة أو أكثر - على سبيل المثال - يمكن أن يشعرَ بأنَّ لديه عنَانَة إذا نقصُ تواترُ الانتصاب لديه حتَّى مرتين أو ثلاث مرَّات في الأسبوع، أو إذا دام الانتصاب لديه نحو 5 دقائق فقط. ولكنَّ رجلاً آخر قد يشعرُ بأنَّه فَحْلٌ تماماً إذا حصلَ لديه الانتصاب مرَّةً أو مرَّتين في الأسبوع ولمدَّة 4 - 5 دقائق.

يمكن القولُ بوجهٍ عام إنّ الأزواجَ الشَّبَاب في عالمِ اليَوْم يعمدون إلى المجانسة مرَّتين أو ثلاث مرَّات في الأسبوع كمعدل وسطي، وهذا يعني أنَّ الكثيرَ من الأزواج يجانسون أكثر من ذلك والكثير منهم يجانسون أقلَّ من ذلك. ويختلفُ كلُّ زوج في الوقت الذي يحتاجُه للحصولِ على إشباعٍ جنسي كامل. كما أنَّ الوقائِعَ المنفصلة مع الشَّريك الجنسي نفسِه قد تختلفُ في الزمن الذي تحتاجُه. والخلاصة، إنَّ ما يراه أحدُ الأزواج أداءً جنسياً سويَّاً وسلوكاً طبيعيَّاً يمكن أن يرى فيه زوجٌ آخر شَيئاً غيرَ طبيعي. وبذلك، يكونُ أفضلُ تقديرٍ لفحوليَّة الرَّجُل هو الإشباع الجنسي عندَ كلا الشَّريكين، وليس مجرَّدَ حجم القضيب، أو تواتر، أو مدَّة الانتصاب أو المجانسة أو الفترة الزَّمنية له.

للوقوف على مثالٍ نوعي لما يُعَدُّ حلقةً طبيعيةً، يجب أن نأخذَ بالحسبان التَّغيُّراتِ الطبيعيَّة في الاستجابة والوظيفة الجنسية، والتي تحصل مع تقدُّم العمر. وكما ذكرنا آنفاً، يمكن أن يصبحَ تحقيقُ الانتصاب والمحافظة عليه غير مُتَرابطَيْن في مرحلةٍ لاحقة من حياة الرَّجل، ويتطلَّب ذلك أكثرَ من تَنْبيه جنسي مباشر عادةً. ويلاحظ الرَّجُلُ المُسِنُّ عادةً أنَّ حساسيةَ قضيبه تتناقص، وتقلُّ شدة الانتصاب لديه، وتنخفض نسبة النشوة، وقوَّة القذف ومقداره (أو لا يحصل مطلقاً)؛ وقد تمرُّ عدَّةُ ساعات أو حتَّى أيَّام بعدَ القذف قبلَ أن يتمكَّنَ الرجلُ من تحقيق انتصاب آخر؛ كما تنقص حاجتُه الفيزيولوجيَّة (والنَّفْسِية) إلى النشوة مع تقدُّمه بالعمر، وينقص تواترُ المجانسة لديه في العادة أيضاً، بحيث يقلُّ بعمر 75 سنة عن مرَّةٍ في الشهر وسطياً. ومع ذلك، يستطيع الرَّجلُ أن يتمتَّعَ بالجِنْس الطَّبيعي، بغض النَّظر عن عمره ما دامت صحَّتُه النَّفسية والجسدية، وظروف علاقاته المتبادلة يسمحان بذلك.

لقد أشارتْ دِراسةٌ حديثَة على 1185 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 20 - 79 سنة من النرويج والولايات المتحدَة، ومثلما هو متوقَّع، إلى وجودِ زيادةٍ في وقوع كلٍّ من العجز في تحقيق الانتصاب ونقص الرَّغْبَة الجنسيَّة عند الرِّجال المسنين. ولكن سَجَّلَ الرِّجال في الخمسينيَّات من عمرهم رضاً في حياتهم الجنسيَّة مماثل لما هو عليه عندَ الرِّجال في العشرينيَّات من عمرهم. كما أشارَ الرِّجالُ في الخمسينيَّات من عمرهم إلى رضا أكبر من ذلك، رغم حقيقةَ أنَّ الدَّافِع الجنسي، والانتصاب، ونوعيَّة القذف قد نقصت مع تقدُّم العمر. وأظهر التَّحْليلُ أنَّ العمرَ كان مسؤولاً عن 22٪ من التَّفَاوُت في الحافز الجنسي و33٪ و23٪ من التَّبَايُن في الانتصاب والقذف على التوالي، لكنَّه كان مسؤولاً عن 3٪ من التَّفاوُت في الإشباع الجِنْسي فقط كما أبرزه الدكتور مايكليتون وزملاؤه عام 2006.

إنَّ ما تَعْنيه النَّتائجُ السَّابقة فِعْلياً هو أنَّ الرِّجالَ في الخمسينيَّات من عمرهم أو أكثر يمكن أن يُعَانوا من المزيد من المشاكل بالنِّسبة إلى الانتصاب والقذف، لكن لا يبدو أنَّ هذه المشاكلَ تُنْقِص من الإشباعِ أو الرِّضا الجنسي بوجهٍ عام لديهم. واستناداً إلى اختصاصيِّ الطبِّ النَّفْسِي الدُّكْتور برايسي، لم تكنْ هذه الموجوداتُ مستغربةً، ففي مقابلةٍ مع هيئة الإذاعَة البريطانيَّة ارتأى الدُّكْتور برايسي أنَّ الرِّجالَ في الثلاثينيَّات والأربعينيَّات من عمرهم يمكن أن يتعرَّضوا للكثيرِ من الضُّغوط بسَبب أشياء كثيرة في الحياة (مثل العمل)، بحيث تؤثِّر في الاستمتاعِ الكامل بالجِنْس، في حين قد يكونُ الرِّجالُ في الخمسينيَّات من عمرهم "والذين يمكن أن يكونوا قد تَكيَّفوا مع ما يريدونه من الحياة، وقلَّ تعلُّقهم بها" قادرين على كَسْب المزيدِ من المتعة الجنسية نتيجة نُضْجهم.

ليس عند الرِّجال فقط

لا تؤثِّر حالاتُ العجز الجنسي في الرِّجال فقط، فالنِّساءُ أيضاً يمكن أن يعانين بشكلٍ ما من نقصِ المتعة الجنسيَّة، وقِلَّة الرَّغْبَة، ونقص التَّهيُّج الجِنْسي، والبرود، ونقص التَّزْليق المهبلي، وتثبُّط النشوة، والألم أثناء المجانسة. وقد ناقشنا في الفصل 17 الاستجابةَ الجنسية عندَ الأنثى واضطراباتها الوظيفيَّة. ويمكن أن يَظْهَرَ العجز الجِنْسِي أحياناً عندَ كلا طَرَفَيْ العلاقة الجنسية.

العَنَانةُ أو العجز الجنسي - ماذا يعني كلُّ ذلك؟

لا يحبُّ الكثيرُ من النَّاس مصطلحَ العَنَانَة أو العَجْز الجِنْسي بسَبب مدلوله السَّلْبي؛ كما أنَّه مُبْهَمٌ وغيرُ دقيق أيضاً، وهذا أحدُ أسباب استبداله بدرجةٍ كبيرة بمصطلحاتٍ أخرى في الأدب الطبِّي. وغالباً ما يُسْتعمَلُ مُصْطَلَحُ العجز في تحقيق الانتصاب في الحديث العَام كمرادفِ للعَنَانة، لكنَّ هذين المصطلحين غير مُتَمَاثلَيْ الدَّلالة فِعْلياً، لأنَّ العجز في تحقيق الانتصاب هو إخفاق في الانتصاب بشكل أكثرَ دقَّةً. وعلاوةً على ذلك، لا تُوَصِّفُ العنانةُ ولا العجز في تحقيق الانتصاب بشكلٍ كافٍ طيفَ الاضطرابات الجنسية عندَ الذكر. ويعدُّ العجز الجنسي مُصْطَلحاً أوسع يشتمل على مشاكل القذف، ونقص النشوة، والشَّهْوَة الجنسيَّة، والعجز في تحقيق الانتصاب، والاضطرابات الأخرى التي تؤثِّر في الأداء الجنسي أو الإشباع الطَّبيعي.

ولأهداف عمليَّة، أُعَرِّفُ الرَّجلُ الفَحْل (القادِر جنسياً) بأنَّه ذلك الرَّجُلُ الذي يمتلك مستوىً عالياً من الرَّغْبَة الجنسية، والقادر في معظم لِقَاءَاتِه الجنسيَّة على تحقيقِ انتصاب بجودةٍ كافية تسمح بالإيلاج، والجِماع، والنشوة، والقذف. كما يَنْبَغِي أن يكونَ قادراً على المحافظة على الانتصاب لفترة زمنية دنيا ضرورية لإشباع الشَّريكين (الزَّوْجَيْن). وبالمقابل، انظر إلى الرَّجُل الذي لا يستطيعُ تحقيق انتصاب بشدة أو مدَّة كافيين للمجانسة، وإشباع كلا الشَّريكين بشكلٍ كامل، على أنَّه يعاني من عجزٍ جنسي، أي أنَّه - بشكل أكثر دقَّة - يُعَانِي من عجز في تحقيق الانتصاب. ولا يوجدُ فيما وراء ذلك معيارٌ أو متوسِّط واحِد يمكن أو ينبغي تطبيقُه.

تَصْنِيفُ العجز الجِنْسي عندَ الذَّكر

تَشْتِمِلُ أكثرُ حَالات الاضطرابات الجنسية عندَ الذَّكَر شيوعاً على:

1. العجز في تحقيق الانتصاب أو العجز الجنسي كما سنذكره في هذا الكتاب.

2. القذف الباكر.

3. تَأخُّر القذف أو غيابه.

4. نقص الرَّغبة أو الدَّافِع الجنسي.

5. غياب النشوة.

6. حَالات الانحراف والشُّذوذ.

قد يكونُ العجز الجنسي أوَّليَّاً، أي أنَّه مستمرٌ طوالَ حياة الشَّخْص (مع أنَّه قد لا يتَّضح حتى يبدأ الشَّخْصُ بالنَّشاط الجنسي)، أو ثانويَّاً، أي أنَّ العجز الجنسي يحصل لاحقاً بعد أن يكونَ الشَّخْصُ قد مارسَ الوظيفةَ الجنسية بشكل جيِّد.

العجز في تحقيق الانتصاب

يُعبِّرُ العجز في تحقيق الانتصاب عن عجزِ الذَّكر عن تحقيق أو المحافظة على انتصاب بشدة ومدَّة كافيين للسَّماح بالأداء الجِنْسي المقبول والإشباع الجنسي. وقد يحصلُ عندَ رجلٍ شهوته الجنسية (دافعه الجنسي) سليمة (ولذلك فهو غير مُشبَع)، أو يتصاحبُ مع نقص أو غياب الدَّافِع الجنسي. وليس العجز في تحقيق الانتصاب مَرَضاً بحدِّ ذاته، بل إنَّه يمثِّلُ المظهرَ السَّريري لواحدٍ أو أكثر من الاضطرابات العضوية أو النَّفسية. ولا يكونُ العجز في تحقيق الانتصاب بالضَّرورة مشكلةً من قبيل "كل شيء أو لا شيء"؛ ولكنَّه مسألةُ درجات عادةً، حيث يتراوحُ ما بين مشكلةٍ بسيطة إلى مشكلة كاملة. وهو يَسْري عبرَ العروق، والجنسيَّات، والطبقات الاجتماعية والاقتصادية ويصيب الذُّكورَ من كافَّة الأعمار، ويتفاوتُ في شدَّتِه ومدَّته ما بين رجلٍ وآخر. ويعانِي كلُّ الرِّجال المتزوِّجين تقريباً من عوارض العجز في تحقيق الانتصاب أحياناً.

يَدَّعِي بعضُ خُبَرَاء الجِنْس أنَّ الرَّجلَ ينبغي أن يُخْفِقَ فيما لا يقلُّ عن 50٪ من لقاءاته الجنسية قبل أن يوصف بأنه يعاني من عجز في تحقيق الانتصاب، لكنَّهم يحصلون على حجَّة من الرِّجال الذين يُخْفِقون في 99٪ من الحالات ويرون نسبةَ 50٪ على أنَّها تحسُّنٌ هائل. كما يرى البعضُ الآخر أنَّ الانتصاب لمدَّة خمس دقائق كحدٍّ أدنى وبقوَّة تكفي للمجانسة يدلُّ على وظيفةٍ انتصابية طبيعية، لكنَّهم يحصلون أيضاً على حجَّة بشكلٍ خاص من الرِّجال الذين لا يستطيعون المحافظةَ على الانتصاب لمدَّة 15 - 30 دقيقة أو أكثر، فهؤلاء الرِّجالُ - رغم بُعْدِهم عن العنانة - يكونون مُحْبَطين من وظيفتهم الجنسية، وقد يَرَوْنَ أنفسَهم مصابين بعجز في تحقيق الانتصاب، مع أنَّ ذلك قد يبدو غيرَ منطقي عندَ الآخرين.

تختلفُ نماذجُ العجز في تحقيق الانتصاب بين الرِّجال؛ فبعضُهم يفقد القدرةَ على الانتصاب في حالات القلق، ولا يستطيعُ البعضُ الآخر تحقيق الانتصاب إلاَّ عبر الملاعبة، بينما يمكن أن يحقق آخرون الانتصاب، لكنَّهم ما يلبثوا أن يفقدونَه لحظةَ الإيلاج أو خلال المجانسة. وقد يحصل الانتصاب عندَ بعض الرِّجال من خلال الاِسْتِمْناء أو في الظروف الجِنْسيَّة المنحرفة (بالإباحيَّة أو في أثناء المواقعات الجنسيَّة غير المألوفة مثلاً)، لكنَّهم يُخْفِقون في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه خلال الظروف الطَّبيعية أو مع شريكهم الجِنْسي الرئيسي (الزَّوْجَة)، كما يحصل أحياناً للرجل الفَحْل تشريحياً، الذي قد يكون مصاباً بعجز نفسي في تحقيق الانتصاب.

لقد صَنَّفَتْ الجمعيةُ الدوليَّة لأبحاث العنانة والدَّلائل الإرشادية العلاجية لرابطة أطباء المسالك البولية الأميركيَّة في سنتي 1999 و2005م العجز الجنسي إلى خمسة أصناف:

1. الوِعَائي المنشأ (الشِّرْياني أو الكَهْفي أو المختلط).

2. النَّفْسي المنشأ (الظَّرْفِي والمعمَّم).

3. العَصَبِي المنشأ.

4. المتعلِّق بالغُدَد الصُّم.

5. الناتج عن بعض الأدوية.

تختلفُ المسببات، والإجراءات العلاجيَّة، ونتائجُ المعالجة في كلٍّ من هذه الأصناف الخمسة، فضلاً عن العجز في تحقيق الانتصاب الأولي والعجز في تحقيق الانتصاب الثانوي.

يعتمدُ المآلُ، عندَ الرَّجُل المصاب بالعجز في تحقيق الانتصاب، على مدَّة الحالة، والأسباب المُسْتَبْطِنَة (الخَفِيَّة) ورغبة الرَّجُل بالسَّعْي إلى المشورة الطبية، وتَقَبُّل المعالجة، ووجود اضطرابات مُفاقِم؛ مثل السِّمْنَة، والتَّدْخين الشَّديد، ونقص التَّمَارين، والكحوليَّة المزمنة، وإدمان المخدِّرات، والانجذاب الجنسي للمُمَاثِل من غير معرفة، وأشكال الانحراف الجنسي. كما يمكن أن تؤثِّرَ عواملُ جسدية ونفسية أخرى في نجاح المعالجة.

العقل والجسد

لقد عَمدنا في هذا الكتاب إلى تَقْسيم أسباب العجز الجنسي أو العجز في تحقيق الانتصاب (الفَصْلان الثامن والتاسع) إلى جسدية ونفسية، وذلك بهدف تَنْظيمِ الحجم الكبير لهذه المادَّة. وعندما نأتِي إلى العجز الجنسي، يكونُ التَّصْنيفُ السَّبِبِي المَحْض بين أسباب عضويَّة وأخرى نفسية مُفْرِطاً في التَّبْسيط؛ فالعجز في تحقيق الانتصاب حالةٌ متعدِّدةُ الأَوْجُه، وغالباً ما تكونُ مسبباتها عوامل متعددة. وتَتدرَّجُ مختلفُ العَوَامِل المؤهِّبة والمشاركة من العمر، والاضطرابات الصِّحِّية المزمنة، والاضطرابات النَّفْسية، حتى السِّمْنَة، ونقص التَّمارين، واستعمال بعض العقاقير والمواد الأخرى. ويجدر بالذكر أنَّ كلَّ اضطرابٍ عضوي أو نفسي يؤثِّر في الدِّماغ أو الجهاز العصبي أو الجهاز الوعائي أو جهاز الغدد الصُّم أو الجهاز البولي التَّناسلي، أو يؤثِّر - بشكل أكثر نوعيَّةً - في أيِّ جُزْء من القضيب، يمكن أن يؤدِّي إلى عَجْز الرَّجُل عن تحقيق انتصاب قوي أو المحافظة عليه لفترةٍ يكفي طولُها لتحقيق مجانسة ناجحة.

قبلَ العام 1980، كانت معظمُ حالات العجز في تحقيق الانتصاب الأوَّلِي تُعَدُّ ذات منشأٍ نفسي، لكنَّ الدِّراساتِ الحديثةَ أظهرت أنَّ الأسبابَ العضويَّة تلعب دَوْراً رئيسياً في معظم هذه الحالات، وأنَّ الأسبابَ يمكن أن تكونَ من طبيعة جسدية أو نفسية، لكنَّ الكثيرَ من الحالات - زُهاء 45٪ تقريباً - تشتمل على تَوْليفَةٍ منها (مُشْتَرَكَة). ولقد بَيَّن التَّقَدُّمُ الحديث في فهمنا لفيزيولوجيةِ الانتصاب وفيزيولوجيَّته المرضيَّة باستعمالِ طرق تَشْخيصيَّة أكثر تعقيداً أن أسبابَ العجز في تحقيق الانتصاب إجمالاً (الأوَّلي والثانوي معاً) هي عضويَّة صِرْفَة أو مختلطة لدى 70 - 90٪ من الحالات، ونفسيَّة لدى نحو 10 - 25٪، وذلك حسب العمر. ويَبْدو، بوَجْهٍ عام، أنَّ نحوَ 75٪ من حالات العجز الجنسي لدى الرِّجال الذين تقلُّ أعمارُهم عن أربعين سنة هي نفسيَّة المنشأ أو نفسية وعضويَّة مُشْتَرَكة، بالمقارنةِ مع نحو 75٪ من حالات العجز في تحقيق الانتصاب لدى الرِّجال بعدَ عمر 60 سنة والتي تكونُ عضوية. وبغض النَّظَرِ عن سَبَبِ العجز الجنسي أو العجز في تحقيق الانتصاب عندَ الذَّكْر، يُعَانِي معظمُ المصابين به من تفاعلاتٍ نفسيَّة تجاهه، وهي استجابةٌ طبيعية لتأثيراتِ العجز الجنسي المدمِّرة. كما يمكن أن يؤدِّي العجز الجنسي عندَ الذَّكْر إلى اضطراباتٍ نفسيَّة تَسْتَدْعِي التَّقْييمَ والمعالجة.

الانتشارُ والوبائيَّات

يُصِيبُ العجز في تحقيق الانتصاب في الولايات المتَّحدة وحدَها نحو 15 - 30 مليون رجل. ويمكن أن يشكو نحو 48٪ من السُّكَّان الذكور الأميركيين، بعد عمر 50 سنة، من العجز في تحقيق الانتصاب، ويتزايد حدوث ذلك مع التقدُّم في العمر ليبلغ نحوَ 75٪ عندَ الرِّجال بعمر 70 سنة أو أكثر. وتشتملُ الإحصائياتُ الحديثة على ما يلي:

= أظهرت دراسةٌ شملت 2115 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 - 79 سنة أنَّ المعدَّلَ الإجمالي لحدوث العجز في تحقيق الانتصاب الشَّديد (أحياناً أو دائماً) هو 12٪ تقريباً، وتراوحَ ذلك ما بين 1٪ لدى الذكور الشَّباب حتى 25٪ تقريباً في المجموعة المسنَّة، كما أبرزه الدكتور بانسر وزملاؤه سنة 1995.

= بَيَّنَتْ نتائجُ طولانيَّة من دراسة ماسوشوستس عن شَيْخوخة الذُّكور للفترة بين عامَيْ 1987 - 1989، شملت 1700 رجل تتراوح أعمارهم بين 40 - 70 سنة، أنَّ المعدَّلَ المُشْتَرَك (الإجمالِي) لحدوث العجز في تحقيق الانتصاب الخفيف والمتوسِّط والشَّديد كان 52٪. كما تبيَّنَ أنَّ المعدَّلَ المُشْتَرَك لحدوث العجز في تحقيق الانتصاب ازداد مع التقدم في العمر، حيث ظهرَ لدى نحو 40٪ من الرِّجال ممن تتراوح أعمارهم بين 40 - 49 سنة، ونحو 70٪ من الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 70 - 79 سنة. وبالمقارنةِ بين عُمرَيْ 40 سنة و70 سنة، ازداد انتشارُ العجز في تحقيق الانتصاب الشَّديد من نحو 5٪ إلى نحو 15٪، وتضاعف العجز في تحقيق الانتصاب المعتدل من 17 إلى 34٪، بينما بَقِيَ العجز في تحقيق الانتصاب الخفيف ثابتاً عند 17٪. وقد أظهر تحديثٌ للدراسة السَّابقة زيادةً بمقدار الضِّعْفَيْن في العجز في تحقيق الانتصاب مع كلِّ عقد من العمر، كما أكّده ذلك (الدكتور فيلدمان وزملاؤه سنة 1994؛ والدكتور يونس وزملاؤه سنة 2000).

من الصَّعْب الحصولُ على أرقام دقيقة للمعدل العالمي لحدوث العجز الجنسي، لأنَّ الخوضَ في الجِنْس ما زال مَحْظوراً في أجزاء عديدة من العالم. كما يُنْكِر الكثيرُ من الرِّجال أيةَ معاناة لهم من الضَّعْف الجنسي إما عن جهل أو خشيَةَ الإحراج؛ بينما يرى آخرون ببساطة أنَّ ذلك نتيجةٌ طبيعية محتومة للتقدم في العمر، ولا يعيرونها انتباهاً. أمَّا الإحصائياتُ العالمية فتشتمل على ما يلي:

= في ألمانيا، أظهرَتْ دراسة في كولونيا على الذُّكور انتشارَ العجز في تحقيق الانتصاب بمعدَّل 19.2٪ بين 4489 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 30 - 80 سنة (براون وزملاؤه 2000).

= وجدَ كارسون وزملاؤه (2006) أنَّ أكثرَ من 50٪ من الرِّجال ممن تتراوح أعمارهم بين 40 - 70 سنة يعانون من العجز في تحقيق الانتصاب بدرجاتٍ مختلفة، ويُعانِي نحو 10٪ منهم من عجز تام في تحقيق الانتصاب، ونحو 25٪ منهم من عجز متوسط في تحقيق الانتصاب، و17٪ من عجز بسيط في تحقيق الانتصاب. وعلاوةً على ذلك، لوحظ أنَّ 44٪ من بين 500 رجل زاروا أطبَّاءَ المسالك البولية - بسببِ أعراض بوليَّة لا علاقةَ لها بالعجز في تحقيق الانتصاب - كانت لديهم هذه المشكلة، ونحو 74٪ منهم لم يسبقْ لهم أن ناقشوها مع أيِّ طبيبٍ خشيَةَ الإحراج.

= لقد وَجَدَتْ دراسةٌ شملت 1688 رجلاً ألمانيَّاً مُسِنَّاً وجودَ عجز هام في تحقيق الانتصاب، مع نقصٍ شَديد في صلابته أو غيابه، لدى 3٪ من الرِّجال ممن تتراوح أعمارهم بين 50 - 54 سنة و26٪ من الرِّجال ممن تتراوح أعمارهم بين 70 - 78 سنة. كما ازداد انتشارُ نقص مقدار القذف الشَّديد أو غيابه من 3٪ حتَّى 35٪ لدى تلك الفئات العمريَّة (بلانكر وزملاؤه 2001).

= أَظْهَرَتْ دِراسةٌ مَنْهَجِيَّة عن انتشارِ العجز الجنسي، بالاعتماد على 23 دراسة من أوروبا، والولايات المتحدة، وآسيا، وأستراليا أنَّ انتشارَ العجز في تحقيق الانتصاب تَرَاوَحَ ما بين 2٪ لدى الرِّجال الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة حتَّى 86٪ لدى الرِّجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 سنة (برنس وزملاؤه 2002).

= اشتملتْ دراساتٌ عديدة شَملَتْ بلداناً مختلفة ورجالاً تتراوح أعمارهم بين 18 - 90 سنة، خلال اللِّقاء الاستشاري الدُّوَلي الثاني للاضطرابات الجِنْسِيَّة عام 2003، وخلصَ المؤتمرُ إلى نتائج دوليَّة عن ارتفاعِ معدَّلات العجز الجنسي وزيادتها مع كلِّ عقدٍ من الحياة. وقد كان انتشارُ العجز الجنسي عموماً 1 - 9٪ لدى الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 39 سنة، و3 - 15٪ لدى الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 - 49 سنة، و2 - 35٪ لدى الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 59 سنة، و11 - 49٪ لدى الرِّجال الذين تتراوح أعمارهم بين 60 - 69 سنة، و22 - 79٪ لدى الرِّجال ممن تجاوزوا 70 سنة وأكثر (خُلاصَة للمؤلِّف عن دراسات مذكورة في المَرَاجِع).

= أَظْهَرَتْ 23 دراسة عالميَّة، باستعمال قائِمَة جَرْد الصِّحَّة الجنسية عندَ الرِّجال، انتشارَ العجز في تحقيق الانتصاب بنسبة 64٪ في إسبانيا، و56٪ في فرجينيا الغربيَّة، و54٪ في بورتو آليغري في البرازيل، و32٪ في اليابان (كابيليري ورُوزِن 2005).

يُقَدَّرُ إجمالاً أنَّ نحوَ 150 مليون رجلٍ في العالم يُعانون من درجةٍ ما من العجز في تحقيق الانتصاب، ويُتَوَقَّعُ أن يتضاعفَ هذا العَددُ بحلول العام 2025، لأنَّ السُّكَّانَ الذُّكور سيزدادون عمراً. ولكنَّ هذه الأرقامَ لا تُقَدِّرُ - بلا شك - الانتشارَ العالمي الحقيقي للعجز في تحقيق الانتصاب.

description مَآسي العجز الجِنْسي Emptyرد: مَآسي العجز الجِنْسي

more_horiz
الجنس المشكلات وأسبابها النفسية الدكتور لطفي الشربيني
https://www.file-upload.com/bv91mg1rri93
الجنس علي كمال (جزأين)
https://www.file-upload.com/r66rdwkxz8y1
https://www.file-upload.com/4axghaws6dy4
الموسوعة الجنسية البهجوري
https://www.file-upload.com/t4xymbz6vvoz
الجنس ومعناه الانساني كزستي بندلي (اربعة اجزاء)
https://www.file-upload.com/7pk43fgdyxqw
https://www.file-upload.com/rt6tmp53tb8r
https://www.file-upload.com/9vdyc3ryudku
https://www.file-upload.com/0prvnkh95hor
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد