علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


description  الاِسْتِجابَةُ الجِنْسِيَّة وخَلَلُ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأُنْثَى Empty الاِسْتِجابَةُ الجِنْسِيَّة وخَلَلُ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأُنْثَى

more_horiz
لقد أقرَّت النِّساءُ في العالم الغربي في الماضي، وفي معظمِ البلدان النَّاميَّة في الحاضر، أنَّ مساهمتهنَّ الرَّئِيسيَّة في الفِعْل الجِنْسي هي لإرضاء شركائهنَّ الذُّكور، من دون أيِّ اعتبارٍ جَاد لرضائهن. ونتيجةً لذلك، تَقومُ ملايينُ النِّساء بدور المُطِيع في الجِنْس. ولكنَّ ثورةَ النِّساء انتقلت اليومَ من العالمِ الخارجي إلى غرفة النَّوْم، حيث تُصِرُّ النِّساءُ على حقوقٍ متساويةٍ في البَدْءِ والاستمتاع الكامل بالجنس حسب رؤيتهن.

بالنِّسْبَةِ إلى الكَثيرات من النِّساء (وشركائهن)، تُعَدُّ المواقفُ والتَّصرُّفات الجِنْسية المعاصرة حقلاً جديداً، وعِلْماً يحتاجُ إلى بعض الوقت للحصولِ عليه. ولقد أصبحَ خبراءُ الطبِّ الجِنْسي يَقْبلون في نهايةِ الأمر بمَواطِن ضَعْفهم، بعدما كانوا يركِّزونَ سابقاً كلَّ جهودهم على الأوجهِ المختلفة لخَللِ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر ويُهْمِلون تماماً المشاكلَ الجِنْسية عند النِّساء. ولقد ركَّزَتْ العديدُ من المؤتمرات الدُّوَليَّة الحديثة والمناقشات الواسعة على الحقل الهام والمتَّسِع لخللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى (FSD)، كما نشأت ثروةٌ من المعلوماتِ الجديدة في الأبحاث والمراجعات المنشورة لإنقاذ ملايين النِّساء من براثن العذاب نتيجة اضطراباتهن الجنسية.

يِصِفُ هذا الفصل بإيجاز الاستجابةَ الجِنْسيَّة الأنثويَّة، ويلخِّصُ مسببات خَلل الأداء الجِنْسي الأنثوي وأعراضَه وتشخيصَه ومعالجتَه.

الاستجابةُ الجِنْسيَّة الأنثويَّة

تُعَدُّ الجنسانيَّةُ (النَّشاط الجِنْسي) عند النِّساء في الواقع متعدِّدَة العوامل، حيث تشتملُ على عوامل بَيولوجيَّة، ونفسيَّة اجتماعية، وسياقيَّة. وكما هو الأمرُ في الذكر، تمثِّلُ الاستجابةُ الجِنْسيَّة الأنثويَّة ظاهرةً متعدِّدَة الأجهزة تعتمدُ تماماً على سلامة الجهاز الوعائي، والعصبي، والهرموني، والعصبي العضلي، والمناعي. كما تشتملُ أيضاً على المكوِّنات البنيَويَّة لمختلف النُّسُج، وهي تتأثَّرُ بعواملَ نفسيَّةٍ وعوامل العلاقة.

لقد ظهرَ الوَصْفُ الرَّائِد، ولكن المُفْرِط التَّبْسيط، بادِئَ ذي بَدْء من قِبَل ماسترز وجونسون للاستجابةِ الجِنْسيَّة الأنثويَّة، ثمَّ من قِبَل كابلان (1997)، وجَرَى حَديثاً إيضاحُ الخصائص الجديدة لهذه الاستجابة من قبل باسون وزملائها (2005)؛ فقد يَكونُ من الممكن لدى النِّساء تَحْريضُ الرَّغْبَة الجِنْسيَّة بالتَّهيُّجِ الجِنْسي، مع أنَّه غالباً ما يحدثُ التَّهيُّجُ الجِنْسي والرَّغْبَة معاً، ويعزِّز كلُّ واحدٍ منهما الآخر، غير أنَّ التَّهيُّجَ الجِنْسي يمكن أن يثيرَ الرَّغْبَة النَّفْسية مع تأثيرٍ قليل في الاستجاباتِ الجسديَّة مثل الاحتقان التَّناسُلي؛ فبوجودِ المنبِّه الجِنْسي أو حتَّى المنبِّهات غير الجِنْسيَّة، مثل مشاعر العافيَة أو الأُلْفَة العاطفيَّة أو الرَّغْبَة بإرضاء الشَّريك، يمكن أن تصبحَ المرأةُ مستعدَّةً للدُّخولِ في مجانسة وتشعر برغبةٍ جِنْسيَّة "متأصِّلَة"، حتَّى عندما تَكونُ هذه الرَّغْبَةُ غائبةً في البداية. ويفعِّلُ تَنْبيهُ الجهاز العصبي الودِّي التَّهيُّجَ الجِنْسي، ثمَّ يتلوه احتقانٌ تناسلي وتَزْليق مهبلي.

تشتملُ الاستجابةُ الجِنْسيَّة الأنثويَّة على تشابكِ أطوار مختلفة، مع احتمال الغياب الأولي للرَّغْبَة الجِنْسيَّة. ويعتمدُ تهيُّجُها الشَّخْصي على المنبِّه الجِنْسي الأصلي "والانفعالات المرافقة والمعطيات النَّاجمة عن التَّهيُّج".

توافقُ النِّساءُ في العَلاقات المديدة، على الجنسِ لأسباب مختلفَة لا تتعلَّقُ بالرَّغْبَةِ الجِنْسيَّة؛ فالأنثى يمكن أن تنخرط في الجنسِ لزيادة القُرْب العاطفي من شَريكها وزيادة إحساسها بكيانها، وحتَّى تشعرَ بأنَّها أكثرُ جاذبيةً لشَريكها، ولكي تقنعَ نفسَها وربَّما لترضي نفسَها أحياناً بأنَّ لديها شعوراً بالرَّغْبَة أو الحاجة الجِنْسيَّة (باسون 2005). وينجمُ التَّهيُّجُ الجِنْسي الشَّخْصي عن التَّنْبيه الجِنْسي مع زيادةٍ انعكاسيَّةٍ في الاحتقانِ الوعائي التَّناسلي. ويمكن أن تؤدِّي الكثيرُ من العوامل البَيولوجيَّة أو النَّفْسيَّة إلى تَعْديل معالجة المعلومات الجِنْسيَّة في الذُّهْن ونَقْصها المحتمل في التَّهيُّج الشَّخْصي. وقد تتحرَّضُ الرَّغْبَةُ بحدِّ ذاتها، حتَّى وإن كانت غائبةً في البداية، بالإثارةِ الجِنْسيَّة عند المرأة.

يَكونُ التَّهيُّجُ الجِنْسي والرَّغْبَة مكمِّلَيْن لبعضهما البعض، حيث تسعى المرأةُ إلى الإرضاءِ الجِنْسي وبلوغ النشوة والشُّعور بأنَّها قريبةٌ من شَريكها. ويحرِّضُ هذا التَّهيُّجُ الجِنْسي، الذي يمكن تعديلُه أكثر بالعواطف والأفكار، استجابةً انفعاليَّة ومعرفيَّة يمكن أن تقودَ إلى الرِّضا الجِنْسي والنشوة. وبخلاف دورةِ الاستجابَة الجنسيَّة عندَ الرَّجُل، يمكن أن يحصلَ الرِّضا الجِنْسي عندَ الأنثى من دون نشوة، كما قد تحصلُ النشوة قبلَ التَّهيُّج الجِنْسي الكامل، وتحدثُ النشوة المتعدِّدة اللاحقة من دون المرور بفتراتِ حران، أو يتلو تهيُّجاً جِنْسياً كاملاً أو يحدث خلال انصرافه. وبذلك لا تشكِّلُ النشوة والتَّهيُّجُ الجِنْسي عند النِّساء كَيْنَونَتَيْن منفصلتين (باسون وزملائها 2005).

آليَّةُ التَّهيُّجِ الجِنْسي

تُساهِمُ الخلايا المتوضِّعة مركزيَّاً في الجسر (الجُزْء الدِّماغي المتوضِّع فوق المخيخ)، وجذع الدِّماغ، والوطاء في الاستجابةِ الجِنْسيَّة. أمَّا محيطيَّاً، فيَكونُ الجهازُ اللاودِّي النَّاشئ من الحبل النُّخاعي العجزي مَسْؤولاً عن التَّهيُّجِ التَّناسلي الباكر مع احتقان الأشفار، والبظر، والمهبل بالدَّم والتَّزْليق المهبلي. ويشاركُ الجهازُ الودِّي من جهةٍ أخرى في المراحل المتأخِّرَة من التَّهيُّج عبر زيادةِ سرعة القلب، وضغط الدَّم، وبلوغ النشوة. وفي هذه الأثناء، وعلى الجبهة الهُرْمونيَّة، تُنبِّهُ الإستروجيناتُ أيضاً النَّموَّ والنَّشاط العَصَبِيَّيْن، وتُعِزِّز الأنـزيماتِ والمستقبلات والنَّوَاقِل العصبية التي تُنبَّه سُلوك التَّزاوُج والفيزيولوجيَّة التَّناسليَّة (غولدشتاين وزملاؤه 2006).

إنَّ آليةَ التَّهيُّج الجِنْسي الأنثوي تعادلُ من النَّاحية الفيزيولوجيَّة انتصاب القَضيب عند الذَّكَر؛ ففي غُضون بضع ثوانٍ من التَّنْبيهِ الجِنْسي، يحصلُ الاحتقانُ الوعائي التَّناسُلي (زيادة الجريان واحتقان الدم) تحت تأثير أُكْسيد النِّتْريك المنطلق بفِعْلِ الأعصاب اللاودِّية، كما تتحرَّرُ مادَّةٌ موسِّعة للأوعية تُدْعَى البِبْتيد المعوي الفعَّال في الأوعية (VIP). ويُعَدُّ أُكْسيدُ النِّتْريك والبِبْتيدُ المعوي الفعَّال في الأوعية أقوى النَّوَاقِل العصبيَّة في النَّسيج المهبلي والنَّسيج الكهفي البظري. ومع حدوث الارتخاء في العَضَل الأملس والتَّوسُّع الشِّرْيانِي في المهبل، يَتسرَّبُ السَّائلُ من الظِّهارة نحو الحيِّز المهبلي، ممَّا يؤدِّي إلى التَّزْليق؛ كما تَكونُ هناك زيادةٌ في قطر المهبل وطوله.

تحت تأثيرِ الهُرْمونات المُنْطَلِقَة في الوِطاء، تُفْرِز الغدَّةُ النُّخاميَّة الهُرْمونَ المنبِّه للجُرَيْب (FSH) والهُرْمونِ المُلَوْتِن (LH) اللذان ينبِّهان تنامي الجُرَيْبات المبيضيَّة، وإنتاجَ الإستروجينات، والهرمونات الذكريَّة (الأَنْدروجينات) من المبيضين فَضْلاً عن هرمون الموجِّهة القشريَّة (ACTH) الذي ينبِّه إفرازَ الهرمونَات الذكريَّة (الأَنْدروجينات) "ثنائي هيدرو إيبي أَنْدروستيرون (DHEA) والأَنْدروستينيديُون والتِّسْتوستيرون" من الغدَّتين الكُظْريَّتين.

إنَّ تأثيرَ الإستروجين في التَّهيُّج الجِنْسي معقَّدٌ؛ ولكن من المعروف أنَّه ضروريٌّ للتَّزْليق المهبلي وارتخاء العضل الأملس خلال التَّهيُّج الجِنْسي، وقد يمارسُ دوراً رئيسياً في الاحتقان الوعائي المهبلي أيضاً. ويؤدِّي انخفاضُ مستويات الإستروجين إلى ضمور المهبل (انكماش جدران المهبل وترقُّقها)، وهذا ما يحصل لدى 40٪ من النِّساء بعد سنِّ اليأس، وقد يؤثِّر سلباً في الوظيفةِ الجِنْسيَّة. كما يحافظُ هذا الهرمونُ على سلامةِ البِطانة المهبلية، وجريان الدَّم، والمرونة، وتَكْوين أنـزيم سِنْثاز أُكْسيد النِّتْريك (NOS) الذي يُنْتِج أُكْسيدَ النِّتْريك.

كما تُساهِمُ الأندروجيناتُ (الهُرْمونات الذكريَّة) في المحافظةِ على الرَّغْبَةِ الجِنْسيَّة لدى الأنثى وتَنْبيه الاهتمام الجِنْسي. ويمكن أن ينجمَ عوزُ الأندروجينات الأنثويَّة عن أمراض تصيب الوِطاءَ، أو الغدَّةَ النُّخاميَّة، أو المبيضين، أو الغدَّتين الكظريَّتين أو قد تنجم عن أسباب متفرِّقَة (غولدشتاين 2006). كما يمكن أن يؤدِّي عَوزُ كلٍّ من الهُرْمونات الأنثويَّة والذكريَّة عند المرأة، بسبب تقدُّم العمر أو الاستئصال الجراحي للمبيضين، إلى نَقْصٍ ملحوظ في الرَّغْبَةِ الجِنْسيَّة، وفَقْدان الطَّاقة، والتَّعَب المستمر، ونَقْص الإحساس بالعافيَة (بولور وبرونشتاين 2005). وقد يُسْتَدَلُّ على الدَّوْرِ المُحْتَمَل للتِّسْتوستيرون في الاستجابةِ الجِنْسيَّة الأنثويّة من خلال نَقْصِ الرَّغْبَةِ والتهيُّج الجِنْسي عندَ النِّساء المصابات بنَقْص إنتاج التِّسْتوستيرون. ولكن لم يتبيَّنْ وجودُ علاقةٍ مباشرة بين مستويات التِّسْتوستيرون المصليَّة عند النِّساء والاستجابة الجِنْسيَّة؛ وربَّما لا تَدُلُّ التَّراكيزُ المصليَّة تماماً على مستوى إنتاج التِّسْتوستيرون في المبيضين والغدَّتين الكُظْريَّتَيْن (باسون 2006).

أنماطُ خَلَل الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأنثى

مثلما هي الحال في خَلَلِ الأداء الجِنْسي عند الذكر، يقومُ خللُ الأداء الجِنْسي عند الأنثى على تداخل عوامل بَيُولوجيَّة، وتطوريَّة، وتاريخيَّة، وغدِّية صمَّاويَّة، ونفسيَّة اجتماعيَّة. لكن بالمقارنةِ مع المشاكل الجِنْسيَّة لدى الرِّجال، تُعَدُّ المشاكلُ الجِنْسيَّة عند النِّساء أكثرَ شيوعاً، وتعقيداً، وصعوبةً في التَّشْخيص والمعالجة، وتَكونُ ذات حصيلةٍ سيِّئة عادةً.

يُقْسَمُ خَللُ الأداء الجِنْسي عند الأنثى إلى خمسة أَصْناف عامَّة:

1. فَقْدان الاهتمام الجِنْسي.

2. غياب أو نَقْص الرَّغْبَة الجِنْسيَّة.

3. اضطرابات التَّهيُّج الجِنْسي.

4. الصُّعوبَة المستمرَّة في بلوغ النشوة.

5. الألم المهبلي أو التَّناسُلي أثناء المجانسة.

كما تُقْسَمُ اضطراباتُ التَّهيُّج الجِنْسي إلى أصناف أخرى: (أ) فَقْدان التَّهيُّج الشَّخْصي، والذي يتَّصفُ بغياب أو نَقْص الشُّعور بالتَّهيُّج بأيِّ نمطٍ من التَّنْبيه الجِنْسي، مع أو من دون خَلَلِ الاستجابةِ التَّناسُلية مثل التَّزْليق المهبلي والتَّورُّم الفرجي؛ (ب) فَقْد التَّهيُّج التَّناسُلي، لكن مع المحافظةِ على الإثارَة الجِنْسيَّة الشَّخْصية بمنبِّهات غير جِنْسية (باسون 2006).

لكنَّ التَّقْسيمَ الفرعيَّ - وللأسف - مفرطُ التَّبْسيط؛ فمثلاً، يمكن أن تترافقَ صعوباتُ التَّهيُّج الجِنْسي مع جميع المنبِّهات الجِنْسيَّة أو مع التَّنْبيه التَّناسُلي فقط. وعلاوةً على ذلك، يُغْفِلُ هذا التَّصْنيفَ بوضوح الشَّكاوى الأخرى، مثل فَقْدان الرِّضا، والمتعة الجِنْسيَّة، ونقص درجة الإشباع الجِنْسي، وغياب الأُلْفَة أو العاطفة، والافتقار إلى الجاذبيَّة الجسدية، وضعف العلاقة الزوجيَّة يمكن أن تفسر هذه الاضطراباتُ التَّراجعَ الملاحظ والمسجَّل بوضوح في الاهتمام الجِنْسي، والنشوة، وتواتر المجانسة لدى النِّساء في متوسِّط العمر أو ما حوله، ويَتَجلَّى ذلك أكثر ممَّا هو عليه لدى الرِّجال في الفئة العمريَّة نفسِها.

استناداً إلى نَموذج بَديل يَدُلُّ على أَسْبابِ النَّشاط الجِنْسي وحوافزه عند النِّساء بَعيداً عن أيِّ إدراكٍ أولي للرَّغبة الجِنْسيَّة، جَرَتْ التَّوْصِيةُ بعددٍ من بنود التَّغْيير الأساسيَّة لتَصْنيفِ خَلَلِ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأنثى في الملتقى الدُّوَلي الثانِي للطبِّ الجِنْسي. وفي هذا المؤتمر، أُعِيدَ تَعْريفُ اضطراب بلوغ النشوة على أنَّه "غياب النشوة رغم التَّهيُّجِ الشَّخْصي المرتفع". كما كانَ التَّعْريفُ المُقْتَرَح لعُسْرِ المجانسة يَنصُّ على محاولات دخول جزئي مؤلِم في المهبل، فَضْلاً عن الشعور بالألم أثناء المجانسة مع توتُّرٍ انعكاسي في العضلات المهبليَّة من دون موجودات جسديَّة". وجرت إضافةُ اضطرابٍ جديد يُدْعَى "التَّهيُّجَ التَّناسُلي المستمر" أيضاً.

شَدَّدتْ هيئةُ التَّصْنيف في المؤتمر على سياقيَّة الجنسانيَّة الأنثويَّة، مع تأثيرٍ كبير للتَّطوُّر النَّفْسي الجِنْسي، والاضطرابات النَّفْسيَّة السَّابقة أو الرَّاهنة، والتَّجْربة الجِنْسيَّة السَّابقة، والأمراض العضويَّة، والإجراءات الجراحيَّة الحوضيَّة السَّابقة، وبعض الأدويَة، وعوامل أخرى مؤهِّبَة أو مسبِّبة أو مُبْقِيَة في حُدوثِ خَلَلِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى. وهناك عنصرٌ جديد في التَّصْنيف الجديد المقتَرَح يشتمل على درجة الانـزعاج الجسدي الناجم عن خَلَلِ الأداء.

الاِنْتِشارُ وعَوَامِلُ الخَطَر

تُبْدِي مراجعةُ الأدب الطبي فيما يتعلَّق بالأوجهِ المختلفة لخَلَلِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى وقوعاً عالمياً لظاهرة أو أكثر بمعدَّل 25 - 63٪، ويُلاحظُ أنَّ النساءَ بعد سنِّ اليأس يُبْدينَ عدمَ رضا أكثر من النِّساء قبلَ سنِّ اليأس، بنسبة 33٪ مقابل 17٪ على التوالي تقريباً. وفيما يلي نموذجٌ عن بعض الإحصائيَّات:

= تراوحَ نَقْصُ الاهتمام الجِنْسي لدى النساء ما بين 33٪ فـي الولايات المتحدة والسُّوَيْد، و17٪ في المملكة المتحدة.

= تراوحَ مُعَدَّلُ انتشار نَقْص الرغبة الجِنْسيَّة الواضح ما بين 8٪ في فرنسا و35٪ في فنلندا، وأظهرَ نحو 55٪ من النِّساء الفرنسيَّات نَقْصاً خَفيفاً في الرغبةِ الجِنْسيَّة؛ وبلغَ مُعَدَّلُ الوقوع العالمي لهذا النقص 10 - 51٪ (باسون 2006).

= سُجِّلَ نَقْصُ التَّهيُّج الجِنْسي لدى 16٪ من النِّساء ممن تتراوح أعمارهن بين 55 - 57 في آيسلندا.

= كمعدل إجمالي سُجِّلَ وقوع شكل ما من أشكال خلل الأداء الجِنْسي بمعدل 43٪ لدى النِّساء الأميركيَّات ممن هم بين 18 - 59 سنة، وعانَت 22٪ منهن من نَقْصِ الرغبة و14٪ من صعوباتٍ في التَّهيُّج الجِنْسي (لومان وزملاؤه 1999).

في دراسةٍ شملت 9000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 - 80 سنة، اُخْتِرَنَ بشكلٍ عشوائي من 29 بلداً، وكُنَّا يجانسن مرَّةً واحدة على الأقل في السنة الماضية، واستعملنَ استبياناً مفصَّلاً لتَقْييم المواقف، والسُّلوك، والممارسات، والمعتقدات التي يمكن أن تساهمَ في ظهور المشاكل الجِنْسيَّة، لوحظت فوارقُ جغرافيَّة واضحة في انتشارِ المشاكل الجِنْسيَّة عند الأنثى، حيث ظهرت أعلى مُعَدَّلات الوُقوع في جَنوب شرقي آسيا. وبالنِّسْبَةِ إلى النِّساء حول العالم، كانت أكثرُ الاضطرابات الجِنْسيَّة شيوعاً هي فَقْدان الاهتمام بالجِنْس لدى 26 - 43٪، والعَجْز عن بلوغ النشوة لدى 18 - 41٪. وقد وُجِدَ أنَّ عواملَ نفسيَّة واجتماعية مختلفة تُنْقِصُ احتمالَ نَقْص الرغبة الجِنْسيَّة: التَّاريخ الطبِّي والممارسَة الجِنْسيَّة السابقين الإيجابيَّين، والعلاقَة الزَّوجية الصحِّية، والصحَّة الجسدية والنفسية الجيِّدة، والانجذاب الجسدي المتبادل، والموقف الإيجابي من الجنس، والمنـزلة الاجتماعية والتَّثْقيف الرَّفيعان (دِينيرشتاين وزملاؤه 2005).

في دراسةٍ عالمية أخرى (لومان وزملاؤه 2005)، لم يُؤَثِّرْ تَقدُّمُ العمر لدى النساء - خلافاً لتأثيرِه في الرِّجال - إلاَّ في عمليَّة التَزْليقِ خلال التهيُّج. كما كانت الصحَّةُ النَّفْسيَّة والاكتئاب أكثرَ ميلاً إلى الترافق مع نقصِ التَّزْليق المهبلي من دون أيِّ تأثيرٍ رئيسي في المعالمِ الجِنْسيَّة الأخرى. وعلاوةً على ذلك، تَبيَّنَ أنَّ العواملَ الاجتماعيَّة والاقتصادية ترتبط بظهور المشاكل الجِنْسيَّة لدى كلٍّ من الذُّكور والإناث.

وأَوضحَتْ دراسةٌ استبيانيَّة حَديثَة (بونهولزَر وزملاؤه 2005) في مجموعةٍ صحيحة الجسم من النِّساء النمساويَّات تتراوح أعمارهن بين 20 - 80 سنة، أظهرت موجوداتٍ لافتة للنَّظر في عدَّة أوجه من السُّلوك الجِنْسي والاضطرابات الجِنْسيَّة؛ حيث ذكرَ نحو 22٪ من النِّساء (703 نساء) مشاكلَ في الرغبة الجِنْسيَّة، و35٪ اضطراباتٍ في التَّهيُّج، ونحو 13٪ ألماً خلال الممارسةِ الجِنْسيَّة، و39٪ اضطراباتٍ في بلوغ النشوة؛ وقد زادَ مُعَدَّلُ وُقوع كل هذه المشاكل مع تقدُّم العمر. ورغم ذلك، ذكرَ نحو 50٪ من النِّساء ممن تتراوح أعمارهن بين 60 - 75 سنة ظهورَ الرغبة الجِنْسيَّة أحياناً، ونحو 30٪ القيامَ بأكثر من مجانستين في الشَّهْر، ونحو 50٪ ذكرنَ أنَّ الحياةَ الجِنْسيَّة الصحية هامَّة لهن. ومن بين عوامل الخطر في ظُهورِ خَلَلِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى، ترافقَ كَوْنُ المرأة رياضيةً أو تشارك في الألعابِ الرياضيَّة مع نقصِ الرَّغْبَة واضطرابات التَّهيُّج، في حين ترافقَ الكربُ النَّفْسي مع اضطراباتٍ في بلوغ النشوة.

لقد حصلَ تَقَدُّمٌ كبير خلال السَّنوات القليلة الماضية في تبيان أنَّ سنَّ اليأس بحدِّ ذاته (وليس مجرَّد تقدُّم العمر) مسؤولٌ عن الاضطراباتِ الجِنْسيَّة التي تعاني منها النِّساءُ بعد سنِّ اليأس. وقد تابعت إحدى أكثر الدراسات شُمولاً على تأثيرات سنِّ اليأس، وهي مشروعُ الصحَّة لدى النِّساء في منتصف العمر في مَلْبورن 2001 امرأة أُسْتراليَّة، جرى اختيارُهنَّ بشكلٍ عشوائي، ودُرِسْنَ على مدى 9 سنوات؛ وأظهرت النتائج تراجعاً تدريجياً في تواترِ النَّشاط الجِنْسي والحافز والاستجابة، مع زيادةٍ في المجانسة المؤلمة بين سنِّ اليأس الباكر والمتأخِّر وما بعد سنِّ اليأس (دِينيرشتاين وزملاؤه 1994).

كما أظهرت دراستان قُدِّمَتا عام 2003 في مؤتمر خَلَل الوظيفة الجنسية الأوَّل في أميركا اللاتينية موجوداتٍ مشابهةً بشكل لافت للنَّظر؛ ففي مسحٍ أَرْجنتيني على 384 امرأةً تتراوح أعمارهن بين 18 - 75 سنة، عانى نحو 63٪ منهنَّ من نقصِ الرغبة الجِنْسيَّة، و30٪ من صعوباتٍ في التَّهيُّج، و31٪ من نقص التَّزْليق (تَرْطيب المهبل)، و29٪ من اضطراباتٍ في بلوغ النشوة، و13٪ من مجانسة مؤلمة. أمَّا في البرازيل، فقد وُجِدَ باستعراض نساء بعمر أكبر من 40 سنة نَقْصٌ في الرغبةِ الجِنْسيَّة لدى 58٪ منهن، وخلل في بلوغ النشوة لدى 21٪، وصعوبة في التَّهيُّج لدى 9٪.

المسببات

تَعَدُّ أسبابُ خَلَل الوَظيفَة الجِنْسيَّة عِنْدَ الأنثى متعدِّدةً ومختلطة عادةً، فقد تَكونُ هُرْمونيَّةً، أو عصبيَّة، أو نفسية، أو بنيوية، أو بوليَّة نسائية، أو وعائيَّة، أو دوائية، أو تَوْليفة من كلِّ أو بعض ذلك. وتشتملُ أكثرُ الأسباب شُيُوعاً لنَقْصِ الرغبة أو الشَّهْوة الجِنْسيَّة عند النساء على الاكتئابِ، والقلق، وضعف العَلاقة، والأمراض الحادَّة أو المزمنة، وعوز الهرمونات الذكريَّة أو الأنثوية، وبعض الأدوية (غولدشتاين 2006).

من بين المسببات الأكثر شُيُوعاً لخلل الأداء الجِنْسي لدى الأنثى نذكر عوزَ الإستروجين بعد سنِّ اليأس؛ فكما ذكرنا، يمكن أن يؤدِّي هذا العوزُ إلى تغيُّراتٍ في التَّشْريح التناسلي والاستجابة الجِنْسيَّة؛ ويصبح الشُّفْران أكثرَ رقةً بشكلٍ نموذجي، وهذا ما يقودُ إلى فَرْط تَعرُّض البَظْر ونقص حساسيَّته، كما تُصْبحُ البطانةُ المهبليَّة أكثرَ ترقُّقاً وجفافاً، وينجمُ عن ذلك نَقْصُ التَّزْليق خلال التَّهيُّجِ الجِنْسي. وتمارسُ الهرموناتُ الستيرويديَّة دَوْراً أساسياً في تنظيمِ وظيفة النَّسيج المهبلي ومورفولوجيَّته، ويمكن أن يؤدِّي عوزُها إلى خللِ الأداء الجِنْسي أيضاً عن الأنثى. وهناك حالةٌ هُرْمونيَّة أخرى تُدْعَى فَرْطَ برولاكتين الدم، حيث يرتفعُ المستوى المصلي للهُرْمون النُّخامي البرولاكتين، والذي يدعى بالعامية "هرمون الحليب"؛ وقد تؤثِّر هذه الحالةُ في كل أوجه الاستجابة الجِنْسيَّة، بَدْءاً من الرَّغْبَةِ والتَّهيُّج وحتى بلوغ النشوة والإشباع. ويساهمُ ذلك في المجانسة المؤلمة أيضاً لدى نحو 88٪ من النِّساء المصابات بفَرْطِ برولاكتين الدَّم.

كما قد تَكونُ بعضُ الاضطرابات البوليَّة النسائية عواملَ مؤهِّبَة أيضاً، مثل الاِنْتِباذ البِطانِي الرَّحِمي، وتَدلِّي الحوض، والأَوْرام الليفيَّة الرَّحِمية، والتهاب المثانة، والتهاب الفَرْج والمهبل، وألم الفرج لا سيَّما بالنسبة إلى المجانسة المؤلمة. وتشتملُ الأسبابُ المحتملة الأخرى على:

= داء السكري أو غيره من أشكال اعتلال الغُدَد الصُّم.

= التهاب المفاصل.

= الكحوليَّة (إدْمان الكُحول).

= الاضطرابات البوليَّة أو المعوية.

= الجراحة الحوضيَة (مثل استئصالِ الرَّحم) أو رُضوض الحوض.

= إصابات أو أمراض النُّخاع الشوكي.

= الصُّداع.

= الأَمْراض العصبيَّة (مثل التَّصلُّب المتعدِّد).

= داء الشرايين التَّاجية.

= فَرْط ضغط الدَّم.

كما يمكن أن يلعب التَّدْخينُ، وارتفاعُ كوليسترول المصل، وركوب الدَّرَّاجة المديد والمتكرِّر أدواراً في ذلك. ويمكن أن يُؤَدِّي العَديد من الأدوية أيضاً إلى اضطراب الأداء الجِنْسي الطَّبيعي عند النِّساء: بعض مضادَّات ارتفاع ضغط الدَّم، ومانعات الحمل، ومضادَّات الاكتئاب (لا سيَّما مثبِّطات اِسْترداد السِّيروتونين الانتقائيَّة)، والمركِّنات، وأدوية المعالجة الكيميائيَّة، ومضادَّات الذُّهان، وبعض الأدوية المستعمَلَة في معالجةِ القرحة الهضميَّة أو الإثنا عشريَّة.

قد يكونُ خللُ الانتصاب أو القذف الباكر لدى الشَّريك الذكر من الأسباب الهامَّة والمنسيَّة غالباً لخللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى؛ فشَريكاتُ الرِّجال المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب يذكرنَ اهتماماً أقل بالمجانسة، ويشعرنَ بدرجةٍ أقل من الإشباع الجِنْسي بما يتناسَب مع درجة العجز في تحقيق الانتصاب عند الرَّجُل (رُوزِن وزملاؤها 2004). كما يُلاحَظُ ارتفاع حصول خلل الأداء الجِنْسي عند الأنثى بين الإناث المتزوجات من رِّجال يُعانون من عجز في تحقيق الانتصاب، وقد يصلُ ذلك حتَّى 70٪، مع صعوبةٍ في بُلوغ المرأة النشوة أو استمتاعها بالجِنْس (سُوتوماير 2005). وفي دراسةٍ على هذه المسألة، لوحظَ تَحسُّنُ خَللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى بشكلٍ واضح بعدَ المعالجة النَّاجحة للعجز في تحقيق الانتصاب لدى الشَّريك الذكر بمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 أو البِدْلات القضيبيَّة (كايان وزملاؤه 2004).

خَبرٌ عاجِل: خَللُ الأداء الجِنْسي لدى الأنثى والمتلازمَة الاستقلابيَّة

هناك دِراسَةٌ حَديثة هي الدراسةُ الأولى التي أوضحت العلاقةَ بينَ خَللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى وحالةٍ غير صحِّية التي تُدْعَى المتلازمةَ الاستقلابيَّة (إِسْبُوسيتو وزملاؤه 2005؛ انظرْ أيضاً الصفحة...). وتَتَّصِفُ هذه المتلازمةُ بما يلي:

= تراكُم الدُّهْن في البطن، مع محيطٍ للخصر أكبر من 102 سنتم لدى الرِّجال و88 سنتم لدى النِّساء.

= انخفاض كوليسترول البروتين الشَّحْمِي المُرْتَفِع الكَثافَة HDL (الكوليسترول الجيِّد) أقل من 40 ملغ/100 ملل لدى الرِّجال، و50 ملغ/ملل لدى النِّساء.

= ارتفاع ثلاثيَّات الغليسيريد في المصل أكثر من 150 ملغ/100 ملل.

= ارتفاع ضَغْط الدَّم الانقباضي أكثر من 130/85 ملم.

= مقاومة الأنسولين، مع ارتفاع سُكَّر الدَّم على الريق أكثر من 120 ملغ/100 ملل.

يمكن أن تَتصاحبَ المتلازمةُ الاستقلابيَّة لدى الرِّجال بنَقْص مستوى التِّسْتوستيرون في المصل؛ أمَّا عِنْدَ النِّساء فقد ترتبطُ بالتَّغيُّرات الهُرْمونية أيضاً. ولكنَّ إثباتَ هذه النَّظرية يحتاجُ إلى المزيد من الدِّراسات.

العَوَامِلُ النَّفْسيَّة والعواملُ المرتبطة بالعلاقات

يمكن أن يؤهِّبَ الكَرْبُ الشَّخْصي والزوجي والمهني، والقلق، والتَّعَب، والاكتئاب، والانتهاك الجِنْسي، وإدمانُ المخدِّرات، ونقص الاعتداد بالذات، ومشاكل الهويَّة، واضطراباتُ الشَّخْصية، ومشاكلُ صورة الجسد إلى إصابة المرأة بشكلٍ ما من خَللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى، ربَّما من خلال تَثْبيط التَّنْشيط الضَّروري للجهازِ العصبي الودِّي. كما يمكن أن يَنْقُصَ التَّهيُّجُ الجِنْسي الشَّخْصي والرَّغْبَة بالجنس نتيجةَ عددٍ من العوامل النَّفْسيَّة الاجتماعية الأخرى مثل: تَشتُّت الانتباه أثناء المجانسة، أو توقُّع ألم أثناء المجانسة (انظرْ لاحقاً)، أو عدم الرَّغْبَة بتَكْرار إخفاقٍ سابق، أو التَّجْربة الجِنْسيَّة الرَّاضَّة السَّابقة (مثل الاغتصاب)، أو فَقْدان المكافآت غير الجِنْسيَّة (مثل الأُلْفَة العاطفية أو الجسدية)، أو فَقْدان الاهتمام بإسعادِ الشَّريك، أو الشُّعور بالاستعمالِ أو الاِسْتِغْلال، أو الخَيْبَة من فَقْدِان الاستجابَة الجِنْسيَّة.

تَحَدَّتْ دراسةٌ حديثة المفهومَ القائل إن نقصَ الرَّغْبَة الجِنْسيَّة بَعْدَ سنِّ اليأس ينجمُ بشكلٍ رئيسي عن انخفاض مستويات الهُرْمونات الأنثويَّة؛ فقد اقترحَ واضعو الدِّراسة أنَّ السَّببَ الرَّئيسي ربَّما يَكونُ عدم رِضا النِّساء عن أجسادهن بعد التَّغيُّرات الجسديَّة المرافقة لسنِّ اليأس، مُرْتَئين أنَّ صورةَ الجسد السَّلبيَّة كانت عامِلاً رَئيسياً في نَقْصِ الرَّغْبَة الجِنْسيَّة لدى نحو 21٪ من النِّساء المسنَّات القَريبات من سنِّ اليأس أو في أثنائه (باسون وزملائها 2006). وربَّما يَكونُ للشُّعور بالإحراج من شَكْل الجسم ومنظره تأثيرٌ هام في الرَّغْبَةِ الجِنْسيَّة وفي السَّعْي نحو ممارسةِ أيِّ نشاطٍ جِنْسي، حتَّى في غياب الاضطراب العضوي.

يُعَدُّ سَلَسُ البَوْل تَوْليفةً قوية أخرى للتَّفاعل بين العوامل النَّفْسيَّة والجسدية، والتي تصبحُ من خلالها بعضُ النِّساء مؤهِّباتٍ للتغيُّرات المثانيَّة وضَعْف عضلات الحوض بسببِ تَقدُّم العمر أو الوِلادات المتكرِّرَة. وقد يَكونُ سَلَسُ البول، لا سيَّما أثناء المجانسة، ذا تأثيرٍ نفسي مدمِّر لدى بعض النِّساء وشركائهم، ممَّا يقودُ إلى نقص الاهتمام بالجنس والرَّغْبَة فيه.

لقد اُفْتِرَض أيضاً أنَّ بعضَ أعراض خَللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى، والتي عُزِيَتْ سابقاً إلى مشاكل مرضيَّة، تنجمُ فعليَّاً عن ضَعْف طرق وأساليب المجانسة؛ فليس من غير المألوف أن تجدَ رجلاً يفتقرُ إلى أدنى معرفة أساسيَّة بالتَّشْريح الأنثوي، أو النقاط المثيرة للشَّهوة الجِنْسيَّة عند المرأة، وبطرق تَهْييجها ومساعدتها على بلوغ النشوة؛ فالكثيرُ من الرِّجال لا يعرفون ولا يمارسون سوى الإيلاج المهبلي، من دون ملاعبةٍ ولا مُداعَبة سابقة للمجانسة، على أمل أن تُقدِّم طبيعةُ الأم بقيةَ الرِّعاية.

description  الاِسْتِجابَةُ الجِنْسِيَّة وخَلَلُ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأُنْثَى Emptyرد: الاِسْتِجابَةُ الجِنْسِيَّة وخَلَلُ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأُنْثَى

more_horiz
المجانسة المؤلمة

تُعَدُّ المجانسة المؤلِمة أو عُسْرُ المجانسة شكوى شائعة، لا سيَّما بين النِّساء الشَّابَّات النَّاشِطات جِنْسياً، ويبلغُ معدل حدوثها نحو 2 - 15٪. وتشتملُ العواملُ النَّفْسيَّة المساهِمَة فيه على القلق، والاكتئاب، والانفصال، واضطرابات الشَّخْصية، ووجود قصَّة سابقة للانتهاكِ الجِنْسي. ويمكن أن ينجمَ أيضاً عن عوامل جسديَّة مثل جفاف المهبل، وضموره، وعَدْوَى الأعضاء التَّناسُلية الظاهرة أو الباطنة أو التهابها، وفَرْط كِبَر الشُّفْرين الصَّغيرين، والمعالجة الإشعاعية، والاعتلال العصبي النَّاجِم عن إصابةِ الأعصاب المحيطيَّة، ومتلازمة الألم الحوضي المزمن، وتَقَلُّص قاع الحوض، والقَضيب الكبير عند الشَّريك (مينا وزملاؤها 1998). كما تضمُ الأسبابُ العضويَّة الأخرى عوزَ الإستروجين، والاِنْتباذ البطاني الرَّحِمي، والأَوْرام الليفيَّة في الرَّحِم، وأورام المبيض والبواسير، والتَّهيُّج الكيميائي أو الميكانيكي.

من بين أكثرِ الأسباب شُيُوعاً للألم في أثناءِ المجانسة التهابُ الدِّهْليز الفرجي، فهذه الحالةُ تَتَّصِفُ بألم متوسِّط إلى شَديد خلال الإيلاج المهبلي وبإيلام الدِّهْليز (الجَوْف بين الشُّفْرين ومَدْخَل المهبل) حتَّى باللمس الخفيف، واحمرار النَّاحية. ويحصلُ التهابُ الدِّهْليز الفرجي لدى نحو 15٪ من المريضات بأمراضٍ نسائيَّة، ويمكن أن يستمرَّ أكثرَ من سنتين قَبْلَ تَشْخيصه (سكولتز وزملاؤه 2005).

هناك حالةٌ أخرى قد تُسَبِّب ألماً متوسِّطاً أو شَديداً أثناء المجانسة، وهي تَشنُّجُ المهبل، وقد تترافقُ مع التهابِ الدِّهْليز الفَرْجي، لكن ينبغي التَّفْريقُ التَّشْخيصي بين المتلازمتين لتَقْديم العلاج الصَّحيح. ويُعرَّفُ تشنُّجُ المهبل بأنَّه تَقلُّصاتٌ تَشنُّجية غير إراديَّة في العضلات المهبلية خلال الإيلاج، وقد تَكون شديدةً بما يكفي لمنع المجانسة. وهناك عواملُ جسديَّة مختلفة، ونفسيَّة بشكل خاص، يمكن أن تؤدِّي إلى هذه الحالة المُزْعِجَة؛ ومن بين أكثر هذه العوامل شُيُوعاً الاغتصابُ السَّابِق أو الاعتداء الجِنْسي، ونقص الخبرة الجِنْسيَّة، والأوهام تجاه الجِنْس، والتَّوَجُّس العَميق من الإيلاج المهبلي. وتُعَدُّ القياساتُ اليدوية لعضلاتِ قاع الحوض والتَّقلُّصات مفيدةً جدّاً في إثباتِ تَشْخيص التَّشنُّج المهبلي.

التَّقْييمُ والتَّشْخيص

في ضَوْءِ تَعْقيد وتَعَدُّد الأسباب المتشابكة التي تصاحبُ خَللَ الأداء الجِنْسي لدى الأنثى، يُفَضَّلُ أن تشملَ الإجراءاتُ التَّشْخيصية فَريقاً من الاختصاصيين، بما في ذلك طَبيب المسالك البولية، وطَبيب الأمراض النِّسائيَّة، واختصاصي أمراض الغُدَد الصُّمِّ، والطَّبيب النَّفْسانِي، واختصاصي علم النَّفْس، واختصاصي المعالجة الجِنْسيَّة، وناصِح في شؤون الزَّواج. ويُعَدُّ الحصولُ على قصَّةٍ طبِّية وجِنْسية ونفسية اجتماعية مفصَّلة حجرَ الأساس في التَّشْخيص؛ ويجب أن تشتملَ هذه القصَّةُ على أسئلةٍ نوعيَّة فيما يتعلَّق بطبيعةِ المشكلة ومدَّتها، وقوامها، وتواترها، وشدَّتها فَضْلاً عن تأثيراتها في المرأة وشَريكها.

بالتَّرافُقِ مع القصَّة الطِّبية، تكونُ المقابلةُ الشَّخْصية (ومن المفضَّل بوجود الزَّوْج) وسيلةً تَشْخيصية هامَّة لخللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى، وترتبطُ هذه المقابلةُ بالصُّعوباتِ الجِنْسيَّة الرَّاهِنَة عند المرأة، والمسائل العاطفية، والتَّجارب الجِنْسيَّة السَّابقة، واضطرابات العلاقَة، والتَّأْثيرات الثقافية والدينيَّة والمواقِف من الجنس. ومن المهمِّ التَّشْديدُ على أنَّ شكوى جِنْسية معيَّنة؛ مثل نَقْصِ الرَّغْبَة، أو غياب التَّهيُّج، أو النشوة، أو الألم المهبلي تَسْتدعي توجيهَ أسئلة نوعيَّة باتجاه هذه المشكلة، وَاضِعين في الحسبان حدوثَ اضطراباتٍ متشابكة في عددٍ كبير من الحالات. وقد يَكونُ من المفيد كثيراً الاعتمادُ على استبياناتٍ معيَّنة، مثل مَنْسَبِ الوظيفة الجِنْسيَّة عند الأنثى (FSFI) وقائمة جرد الاكتئاب بحسب بيك (BDI).

يمكن أن يُظْهِرَ الفَحْصُ الجسدي المحدود، لا سيَّما عندما يعتمدُ على شكاوى نوعيَّة كالمجانسة المؤلمة، والتَّعَب الشَّديد، والحَيْض غير المنتظم، والأعراض العصبية، والألم المزمن علامات هامَّةً في بعض الحالات. وينبغي أن يركِّزَ على حجم البَظْر، والتَّدلِّي المحتمل للصِّماخ الإحليلي، والشُّفْرين، والمهبل، والدِّهْليز، والرَّحِم، والحوض. ويجب أن يشتملَ التَّقْييمُ المختبري على شَاكَلةٍ هرمونيَّة للإستراديول والتِّسْتوستيرون (الحر أو المتوفِّر حيويَّاً) وثنائي هيدرو إيبي أَنْدروستيرون DHEA، والهُرْمون المنبِّه للجريب، والهُرْمون المُلَوْتِن، والبرولاكتين، والهُرْمون المنبِّه للدَّرقيَّة في البلازما. ويمكن أن يُسْتَدلَّ من القصَّةِ، وفحص سُكَّر الدَّم على الرِّيق، وكوليسترول المصل، والوَظيفَة الكلوية والكبدية، واختبارات أخرى. وقد نحصل على مُعْطَياتٍ تَشْخيصيَّة هامَّة من خلال تَخْطيط الصَّدَى الدُّوبلري للبَظْر، مع قياس جريان الدَّم في حالتي انقباض وانبساط عضلة القلب، فَضْلاً عن قياس حِسِّ الاهتزاز في الأصابع مقارنةً بالبَظْر، ويفيدُ ذلك في التَّدْبير (غولدشتاين 2006).

ينبغي القيامُ بالتَّقْييم النَّفْسي الجِنْسي من قِبَل طَبيب نفسانِي خَبير أو اختصاصي خَبير في علم النَّفْس. ولا بدَّ من التَّشْديد بشكلٍ خاص على الاعتداد الذاتي وصورة الجسد لدى المرأة، وعلى المشاكل في العلاقَة بين الزَّوْجين. كما يجب أن يشتملَ الاستجوابُ على الانتهاك أو الرَّضِّ الجِنْسي السَّابِق، سواءٌ أكانَ الاضطرابُ عامَّاً أو يحصل مع شَريكٍ معيَّن فقط، وعلى المشاكلِ النَّفْسيَّة السَّابِقة وأي خَلَل في الأداء الجِنْسي عِنْدَ الشَّريك، وعلى التَّنافُر الجسدي والاضطرابات النَّفْسيَّة الاجتماعيَّة الأخرى.

المعالجة

يجب أن أعترفَ بصراحَة بأنَّ جميعَ الخيارات العلاجيَّة لتَدْبير خللِ الأداء الجِنْسي لدى الأنثى تقريباً لا تزالُ تجريبيةً ومعتمدةً على دراساتٍ سَرْدِيَّة (من القصص)، أو غير عشوائيَّة، أو غير مُنْضَبِطَة بالشَّواهِد. ومن المهمِّ في ضَوْء تَعْقيد خَلَلِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى ونماذجه المختلفة أن تكونَ المعالجةُ فرديةً، تستهدفُ طبيعةَ خَلَل الأداء، وشدَّته، وتأثيره في نوعية الحياة. ولا توجدُ - للأسف - "حَبَّةٌ سِحْريَّة" يمكنها شفاءُ كل الحالات، فما يساعدُ الرَّجُل على استعادةِ أدائه الجِنْسي لا ينطبقُ على النِّساء عادةً.

تشتملُ التَّدابيرُ العلاجيَّة الموصَى بها في خَللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى على ثلاثةِ خطوط للمعالجة، بَدْءاً من أكثرها محافظةً وانتهاءً بأكثرها بَضْعاً عندما تخفقُ المعالجاتُ المحافظة (باسون وزملائها 2004؛ غولدشتاين وزملاؤه 2006):

1. مواجهَة الأَسْباب العَكوسَة للمعالجةِ الجِنْسيَّة، وأَشْكال التَّغيُّر في نمط الحياة، والمعالجة النَّفْسيَّة، وتَغْيير الأدوية الموصوفة سابقاً، والمعالجة الطبِّية والجسدية، ومعالجة العَدْوَى التَّناسُلية وتَسْكين الألم.

2. المعالجة الهُرْمونية، ومُنْهِضات الدُّوبامين، وموسِّعات الأوعية، وجهاز التَّخْلية البَظْري.

3. الجِراحَة (في التهابِ الدِّهْليز أو الآفات الأخرى في المدخل أو المهبل أو الشُّفْرين أو الإحليل).

يَتَشابكُ نَقْصُ أو غياب الرَّغْبَة الجِنْسيَّة لدى النساء عادةً مع نَقْصِ الاهتمام بالجِنْس واضطرابات التَّهيُّج؛ فالنساءُ المصابات لا تكونُ لديهنَّ استجابةٌ في الرَّغْبَة أو يحصل لديهنَّ تهيُّجٌ بسيط بسبب عواملَ بَيُولوجيَّةٍ، أو نفسية، أو اجتماعية متعدِّدَة. وحتى تَنْجحَ معالجةُ هؤلاء أو الاضطرابات الجِنْسيَّة الأنثوية الأخرى، يجب أن تشتملَ على أسلوبٍ طبِّي ونفسي جِنْسي مُتداخِل، وعلى تَثْقيف جِنْسي، وامرأةٍ ذات دافع كبير، واختصاصي خبير، والكَثير من الصَّبْر من جانب كلٍّ من المريض والطَّبيب السَّريري.

في الماضي، كانت تَظْهَرُ نتائجُ معتدلةٌ بتَدْبير الاضطرابِ النشوي المُزْمِن بتَوْليفةٍ من الاِسْتِمْناءِ الموجَّه، وإِزالَة التَّحَسُّسِ المَنْهَجِيَّة، والتَّرْكيز الحِسِّي (انظرْ لاحقاً)، والتَّثْقيف الجِنْسي، والمعالجَة السُّلوكية المعرفيَّة، والتَّمارين المَنـزليَّة. وعلاوةً على ذلك، كانت تترافقُ المعالجةُ بالتَّرْكيز الحِسِّي والمعالجَة السُّلوكية المعرفيَّة وبطريقةٍ للمجانسة تُدْعَى التَّرْصيفَ الجِماعِي (انظرْ لاحقاً) بنتيجةٍ ناجحة لدى أكثر من 52٪ من الحالات عند النِّساء المصابات بخللِ وَظيفة النشوة المكتسبة أي غياب النشوة (بيرك 2000). وقد أدَّت الطُّرُقُ العلاجيَّة الحديثة، بما فيها المعالجة الهُرْمونيَّة، إلى تحسُّنِ هذه النَّتائِج مثلما سنناقش لاحقاً في هذا الفَصْل.

التَّثْقيفُ، والمعالجَة السُّلوكيَّة، والمعالجَة النفسيَّة

يُعَدُّ التَّثْقيفُ الكامِل للمرأة وشَريكها أمراً حيوياً، فيما يتعلَّق بتَشْريح السَّبيل التَّناسُلي الأنثوي وفيزيولوجيَّته وبالتَّغَيُّرات الجسديَّة التي تحصلُ بعد سنِّ اليأس والتَّأْثير المتبادَل بين العوامِل الجسديَّة والنَّفْسية وعلى مستوى العلاقَة في إحداث خَلَلِ الأداء الجنسي عند الأنثى والأوجُه المختلفة للصحَّة الجنسيَّة عند المرأة، وكلُّ ذلك خطوةٌ هامَّة وتكميليَّة باتجاه التَّدْبير النَّاجِح.

كما أنَّ المعالجةَ من قِبَل اختصاصي في عِلْمِ النَّفْس خبيرٍ أو طَبيب نفسي هي أساسُ معالجةِ نقص الاهتمام أو الرَّغْبَة الجنسية عند المرأة ومشاكل التَّهَيُّج الشَّخْصي، لا سيَّما في الحالات التي تنطوي على قصَّةِ رضٍّ، أو اعتداء جِنْسي، أو ضَعْف صورة الجسد، أو عدم الاستقرار المزاجي، أو الاكتئاب الكَبير. ويمكن أن تشتملَ على إعادة تَشْكيل مَعْرِفِي بالأساطير، والانحرافات الجنسيَّة، وتَغْيير السُّلوك، وتَطْبيق طرق التَّرْكيز الحِسِّي.

يُرَكِّزُ التَّرْكيزُ الحسِّي الذي وصفَه ماسترز وجونسون أَصْلاً (1970) على تَبادُل اللَّمْس الجسدي والانتقال من اللَّمْس غير الجِنْسي إلى الجِنْسي بطريقةٍ غير إلحاحيَّة. ويمثِّلُ التَّرْكيزُ على الرِّضا الحسِّي، وليس على الأداء، طريقةَ إِزالَة التَّحَسُّسِ المَنْهَجِيَّة، وهي تهدفُ إلى إِنْقاص القَلَق والخَوْف من الإِخْفاق (انظرْ الفصل 14). ولقد كانت مُعَدَّلاتُ النَّجاح المباشرة لهذا الطِّراز من المعالجةِ مرتفعةً في البداية بمُعَدَّل 50 - 75٪؛ لكنَّ النَّجاحَ تراجعَ شيئاً فشيئاً مع الوقت، ولم تَعُدْ تتوفَّر معطياتٌ على المدى الطَّويل لحالات اضطرابات التَّهَيُّج الجِنْسي.

تَرى الدُّكْتورة باسون أنَّ المعالجةَ السُّلوكية المعرفيَّة المشترَكَة مع المعالجةِ الجنسية يمكن أن تَكونَ التَّدْبيرَ المثالي لاضطراباتِ نَقْص الرَّغْبَة الجنسيَّة والتَّهَيُّج لدى النِّساء قبلَ سنِّ اليَأْس اللواتي لديهنَّ أفكارٌ وتخيَّلات جنسيَّة ونشوة في الحدِّ الأدنى. وقد نحصلُ على نتائجَ جيِّدةٍ بالتَّثْقيف الجنسي الصَّحيح، والتَّخلُّص من الأفكار المنحرفَة حولَ الجنسانية، والتَّشْجيع على التآلُف والتَّواصُل بين الزَّوْجين، وتَعْزيز التَّنْبيه المُثير للشَّهْوَة الجنسيَّة باستعمالِ التَّرْكيز الحسِّي.

تُشَدِّدُ التَّطْبيقاتُ الأخرى للمعالجةِ الجنسية على تجنُّب التَّشتُّت الشائع خلال الممارسة الجنسيَّة، وتَشْجيع الزَّوْجين على تَطْبيق أشكال متنوِّعَة من التهيج الجنسي المديد، والسَّماح لبعضهما البعض باستعمالِ طُرُقهما المفضَّلة في التَّنْبيهِ الجنسي. ويمكن في بَعْضِ الحالات أن يساعدَ التَّوْجيهُ الاختصاصي نحوَ تَغْيير المواقف من الجِنْس على التَّخلُّص من الإجْحاف، والجَهْل، والأَوْهام التي يمكن أن تساهمَ في المشكلةِ الجنسيَّة عند المرأة. وتُعَدُّ مساهمةُ الشَّريك مُوصَى بها بشدَّة وكبيرةَ الفائدة لدى كل الحالات.

لقد رُبِطَتْ النَّتيجَةُ الإيجابيَّة للمعالجةِ النَّفْسية لخَللِ الأداء الجِنْسي عند الأنثى مع الحافِز عند المرضى والرِّضا عن العلاقَة والمطاوعَة مع "الواجب المَنـزلي" والرَّغْبَة الحقيقيَّة بالتَّغلُّب على الاضطراب الجنسي لديهن. لكنَّ المعالجةَ النَّفْسية لنَقْصِ الرَّغْبَة الجنسيَّة واضطراب التَّهَيُّج أعطت نتائجَ مختلطةً، وهي بحاجةٍ إلى المزيد من الدِّراسات المنضبطة والعشوائيَّة لتَقْييم كفاءتها وجَدْواها.

المعالجةُ الدَّوائِيَّة

لقد عَزَّزَ الاستعمالُ النَّاجِح لمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 (الفَياغرا والسيالِس واللِّيفيترا) البَحْثَ عن أنماط وفعَّاليات لهذه الأدوية في الأعضاء التَّناسليَّة لدى الأنثى. ويوحي وُجودُ أَشْكال مختلفَة من أنـزيماتِ الفُسْفُودَايسْتِراز في البَظْر، والمهبل، والشُّفْر الصَّغير بمساهمةِ موسِّعَيْ الأوعية الثانويين ثُلاَثِي فُوسْفاتِ الغوانُوزين الحلقي (cGMP) وثُلاَثِي فُوسْفاتِ الأدينين الحلقي (cAMP) في تَنْظيم جريان الدَّم في الأعضاء التَّناسُلِيَّة للأنثى ونشاط العَضلات الملساء في الشَّرايين والجيوب المهبليَّة. وقد تَحقَّقتْ زيادةُ جريان الدم إلى البَظْر بجرعةٍ مُفْرَدَة من السِّلْدينافيل (الفياغرا) لدى النِّساء ممن هن قَبْلَ سنِّ اليأس المصابات بالنَّمط الأول من داء السكري (كاروسو 2006).

وَأَشارَتْ التَّقاريرُ إلى نَتائجَ إيجابيَّةٍ، مع تَحَسُّن هامٍ في التَّهَيُّج والنشوة والرِّضا الجِنْسي، لدى النِّساء قبلَ سنِّ اليَأْس واللواتي لديهن دوراتٌ إباضيَّة طَبيعية وتَرْكيز طبيعي للستيرويدات بَعْدَ معالجتهن بالسِّلْدينافيل (كاروسو 2006). وأمَّا لدى النِّساء بَعَْد سنِّ اليأس المصابات باضطرابِ التَّهَيُّج الجنسي مع مستوياتٍ طبيعية للستيرويدات الجنسيَّة، فقد أدَّى تَطْبيقُ السِّلْدينافيل إلى زيادةِ الإحساس التَّناسُلي خلال التَّنْبيه الجنسي أو المجانسة، وأدَّى أيضاً إلى رِضا كبيرٍ عن المجانسة والملاعبَة لدى النِّساء اللَّواتي ليس لديهنَّ نَقْصٌ في الرغبة الجنسية (بيرمان وزملاؤه 2003). ولكنَّ دراساتٍ أخرى أعطت نتائجَ مُتَضارِبَة وغير حاسمة (ماير 2005).

لذلك، لم تُبَرْهِنْ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 بوجهٍ عام على فائدتها لدى النِّساء قبلَ سنِّ اليأس وبعده من حيث تحسُّنُ الرَّغْبَة الجنسية أو الاهتمام الجِنْسي أو بلوغ النشوة؛ غيرَ أنَّها قد تكونُ مفيدةً في بعض الحالات؛ فمُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 كما ذكرنا سابقاً - على سبيل المثال - يمكن أن تزيدَ الاحتقانَ المهبلي لدى بَعْضِ النِّساء المصابات باضطرابِ التَّهَيُّج التَّناسُلي، وتحرِّض التَّزْليقَ المهبلي لدى بعض النِّساء المصابات بالتَّصلُّب المتعدِّد، رغم أن تلك النظرية لم تثبت بالاختبارات العالمية حتى الآن (باسون وزملائها 2002).

لقد اسْتُعْمِلَتْ عِدَّةُ مركَّبات دوائيَّة أخرى أيضاً بشكلٍ تَجْريبي لمعالجةِ اضطرابات الرَّغْبَة والتَّهَيُّج لدى الأنثى؛ ففي دراسةٍ حَديثَة قُدِّمَتْ في المؤتمر السَّنوي للجمعية الأميركيَّة لجرّاحي المسالك البولية والتناسلية عام 2005، ذكرَ لياو وزملاؤه استجابةً كبيرة في التَّهَيُّجِ الجِنْسي بالتَّطْبيقِ الموضعي للأَلْبروستاديل (PGE1) مقابِل البلاسبو، وذلك بعد تَطْبيقِه على البَظْر من قِبَل خمس نِساء يعانينَ من اضطراباتِ التَّهَيُّج. ويُظْهِرُ مضادُّ الاكتئاب البُوبروبيون تَأْثيراً واعِداً في معالجةِ نَقْصِ التَّهَيُّج والرَّغْبَة غير المرتبطين بالاكتئاب وغياب النشوة، لا سيَّما في حالات الاضطراب الجنسي النَّاجِم عن استعمال مضادَّات الاكتئاب الأخرى. وفي إحدى الدِّراسات التي اشتملَتْ على نساء قَبْلَ سنِّ اليأس غير مصاباتٍ بالاكتئاب، أَدَّى البُوبروبيون إلى استجابةٍ جنسيَّة كبيرة مع تحسُّنٍ مَلْحوظ في التَّهَيُّجِ الجنسي والنشوة والإشباع الجنسي (سيغريفز وزملاؤه 2004). كما أنَّ مُنْهِضاً (مُقَوِّياً) آخر للدُّوبامين هو الكابِرغولين استُعْمِلَ أيضاً في معالجة نقصِ الرَّغْبَة الجنسية وضعف النشوة (غولدشتاين وزملاؤه 2006).

يمكن أن يزيدَ استعمالُ مركَّباتٍ أخرى، مثل اليُوهمبين والإِيفيدرين، الاحتقانَ المهبلي، ولكن ليس التَّهَيُّجَ الشَّخْصي. ولا بدَّ من دراساتٍ إضافية لتَقْييم حصيلة وسلامة جميع هذه الطرق العلاجيَّة الدَّوائية على المدى البَعيد.

المعالجَةُ الهُرْمونيَّة

لقد استُعْمِلَتْ الأَنْدروجينات والإِسْتروجينات أيضاً، بشكلٍ منفرد أو مشترك، لمعالجة خَلَلِ الأداء الجِنْسي لدى الأنثى.

وكانت النَّتائِجُ السَّريرية لدى النِّساء قَبْلَ سنِّ اليأس كما يلي:

= في دراسةٍ على نساء مُخْصِبات يعانينَ من نقصِ الرَّغْبَة الجنسيَّة، مع انخفاضٍ في مستويات تِسْتوستيرون المصل، استجابت النِّساءُ للمعالجة برُهَيْم (كريم) أو هلام التِّسْتوستيرون المطبَّق موضعيَّاً (باسون وزملائها 2005).

= في تجاربَ سريريَّةٍ مُنْضبطة على نساء مصاباتٍ بعَوَز الأَنْدروجين، ويعانينَ من نقص الاهتمام الجنسي والرَّغْبة، كانَ تحمُّلُ إعطاء الأَنْدروجين جَيِّداً من دون تأثيراتٍ جانبيَّة كبيرة، كما كانَتْ النَّتائِجُ جيِّدَة (برونشتاين وزملاؤه 2005).

= أَثبَتَتْ دِراساتٌ على نساء لديهنَّ تركيزٌ طبيعي لإِسْتروجين المصل فائدةَ إعطاء التِّسْتوستيرون والإِسْتروجين معاً في تَحْسين الرَّغْبَة والرِّضا الجنسي (باسون 2006).

النَّتائِجُ السَّريرية لدى النِّساء اللواتي خضعنَ لسنِّ يأسٍ طبيعي أو جراحي (أي بواسطة استئصال الرَّحِم والمبيضين):

= لقد تَصاحبَ استعمالُ أنماط معيَّنة من الإِسْتروجين والتِّسْتوستيرون، فمويَّاً أو بلُصاقاتٍ جِلْديَّة بزيادةِ الرَّغْبَةِ الجنسيَّة، والنَّشاط الجنسي، والتَّهَيُّج، والمتعة، والتَّخيُّلات، والرِّضا، والاهتمام، والاستجابة، والإشباع (أَلِكْساندَر وزملاؤه 2004).

= أدَّى اِسْتِعْمالُ المعالجَة الهُرْمونيَّة المُعيضَة (HRT) والمشتركَة مع ميثيل التِّسْتوستيرون إلى نتائجَ جيِّدَة من حيث الرَّغْبَةُ الجنسية والإشباع لدى النِّساء بَعْدَ سنِّ اليَأْس.

= يمكن أن يُؤَدِّي نَقْصُ تِسْتوستيرون المصل إلى متلازمة القصور الأندروجيني، وهي تَتَّصِفُ بنَقْصِ الرَّغْبَةِ الجنسيَّة، والتَّعَب المستمر، ونقص الشُّعور بالعافية، ونوعية الحياة، ونقص الحافز، ونقص شعر العانة والكتلة العضليَّة. وقد أدَّى إعطاءُ التِّسْتوستيرون للنِّساء المصابات بهذه الحالة إلى تحسُّنِ الرَّغْبَة الجنسيَّة، والأحاسيس الجنسية، والتَّهَيُّج، وبلوغ النشوة، والرضا، والإشباع. كما أدَّى إلى زيادةٍ هامَّة في الاعتداد بالذات، وحَسَّنَ صورةَ الجسد، وسبَّبَ نَقْصاً واضحاً في الضَّائِقَة والمشاعر السَّلبية، لا سيَّما عندما أُشْرِكَتْ المعالجةُ الأندروجينيَّة مع الهُرْمونات الأنثويَّة.

= قد يَكونُ لإضافةِ مركَّب بروجستيرونِي (مثل النُّوريثيستيرون) إلى الإِسْتروجين، لدى النِّساء بعد سنِّ اليأس بوجود رحمٍ سليم، إلى تأثيرٍ مفيد إضافي على مستوى الرَّغْبَة الجنسيَّة، والتَّهَيُّج، والنشوة، والإشباع.

لقد تَضمَّنَ بيانٌ حَديث لجمعيِّةِ سنِّ اليَأْس في أميركا الشِّمالية (2005)، فيما يَتعلَّق باستعمال المعالجة بالتِّسْتوستيرون لتَحْسين أعراض الرَّغْبَة الجنسيَّة، والتَّهَيُّج، والاستجابَّة النشوية التَّوْصِيَات التَّالية:

= تُعَدُّ اللُّصاقاتُ عبر الجلد والهُلام الموضعي أفضلَ من الأدوية الفموية، لكنَّ إدارةَ الأغذية والأدوية الأميركية FDA صادَقَتْ على استعمال الأَشْكال العضلية والفمويَّة للتِّسْتوستيرون فقط لدى النساء.

= يَنْبغي أن تُطبَّقَ منتجاتُ التِّسْتوستيرون المستعمَلَة لدى الرِّجال بجرعاتٍ مخفَّضَة، مع مراقبة تِسْتوستيرون المصل (نحو 10٪ من جُرْعَة الذُّكور).

= يجب استعمالُ المعالجة بالتِّسْتوستيرون بأدنى جُرْعة ولفترةٍ محدودة لإنجاز الأهداف العلاجيَّة.

= تُعَدُّ المعالجةُ بالتِّسْتوستيرون محظورة لدى النساء اللواتي يعانين من سَرطان الثَّدْي أو الرَّحِم أو من مرضٍ قلبي وعائي أو كبدي.

= يجب القيامُ بفحوص مختبريَّة لتِسْتوستيرون المصل لتَقْييم تركيزه المصلي فوق الفيزيولوجي قبلَ المعالجة وفي أثنائها، وليسَ لتَشْخيص عَوَز التِّسْتوستيرون.

= يجب أن تشتملَ المراقبةُ على الاستجابةِ الجنسيَّة والرَّغْبَة والرضا أيضاً، فَضْلاً عن التأثيرات الجانبيَّة.

من بين التَّأْثيرات الجانبيَّة المحتملة للمعالجة بالتِّسْتوستيرون لدى النساء كَثْرَةُ الشَّعْرِ (الشَّعْرانيَّةُ) (زيادة نموِّ الشَّعْر على الجسم والوَجْه)، والعُدُّ (حَبُّ الشَّباب)، وضخامَة البَظْر، واحتباس السَّوائِل، وسَرطان الثَّدْي، ونَقْص كوليسترول البروتين الشَّحْمِيِّ المُرْتَفِع الكَثافَة HDL (الكوليسترول الجيِّد).

لا تزالُ عِدَّةُ أسئلة من دون إجابةٍ فيما يتعلَّق بنمطِ المعالجة الهُرْمونية، ومدَّتها، وطرق التَّطْبيق والسَّلامة على المدى الطَّويل، والتأثيرات المتبادَلة بين الهُرْمونات، وتحديد النساء اللواتي هنَّ أكثرُ استعداداً للاستجابة. ورغم مُعَدَّل النَّجاح المرتفع للمعالجةِ في مشاكل بلوغ النشوة بعد سِنِّ اليأس، لا يزالُ احتمالُ ظُهور سَرطان الرحم بشكلٍ ثانوي للمعالجةِ الهُرْمونية المديدة قضيَّةً مُثيرَة للقلق. لذلك، يجب متابعةُ النِّساء اللواتي يَتلقَّيْنَ معالجةً هُرْمونية مُطَوَّلة عن كثب؛ فإذا حدثَ نـزفٌ رحمي، ينبغي أن تُوقَفَ الهُرْموناتُ الأنثويَّة فوراً، وأن يُتْبعَ ذلك مباشرةً بتَقْييمٍ كامل، مع إمكانيَّة الحاجةِ إلى المعالجة.

يَكونُ امتصاصُ الإستراديول المطبَّق بشَكْلٍ مباشر في المهبل إلى مجرى الدَّم في حَدِّه الأدنى، ولذلك يمكن أن يَكونَ بَديلاً آمناً عن الإِسْتروجين المُعْطَى عبر الفم أو المطبَّق من خلال لُصاقات جلديَّة. ولقد جَرَى التَّطْبيقُ المهبلي الموضعي لكريم أو هُلام أو حلقَة مهبليَّة هُرْمونية لمعالجةِ اضطرابات التَّهَيُّج والألم الجنسي النَّاجمين عن الأعراض البولية التناسليَّة. لقد أثبتت عِدَّةُ دِراسات نجاحَ الإِسْتراديول المطبَّق مهبلياً بمُعَدَّلاتٍ مرتفعة في تحسين الجَفاف المهبلي ونَقْص التَّهَيُّج التَّناسُلي والألم المهبلي أثناء المجانسة والضُّمور المهبلي، فَضْلاً عن تحسين الأَعْراض المثانيَّة المتمثِّلَة في الإِلْحاح البولي وتَعَدُّد التَّبوُّل، وإنقاص تواتُر العَدْوَى النَّاكِسَة في السَّبيل البولي، وزيادة سعَة المثانة (سيمونيك وزملاؤها 2003). كما كانت الحلقاتُ والتَّحاميلُ الإِسْتروجينيَّة المهبلية ناجحةً أيضاً في هذه الحالات. ولكن من الأعراض الجانبية لهذا العلاج الهرموني الأنثوي زيادة معدل السلس عند ثلث النساء.

من جهةٍ أخرى، أدَّى استعمالُ الإِسْتراديول الجهازي، رغم أنَّه يفيدُ في تَفْريجِ أعراض سنِّ اليأس، إلى زيادةِ التَّزْليق المهبلي وتحسُّن الصحَّة العامة، لكنَّه قد يتصاحبُ بظهور سرطان الثدي، واحتشاء عضلةِ القلب، والسَّكْتَة، والنـزف الرحمي الشَّديد (غولدشتاين وزملاؤه 2006). ويُفيد البروجستيرون الجهازي في الوقايةِ من تأثير الإِسْتراديول في الرِّحِم، لكنه قد يتصاحبُ مع تأثيراتِه الجانبيَّة كتغيُّرات المزاج، والنُّعاس، والنـزف المهبلي الشَّديد.

لا يزالُ استعمالُ الهُرْمون الأَنْدروجيني "ثنائي هيدرو إيبي أَنْدروستيرون DHEA" المُفْرَز من الغُدَّتَيْن الكُظْريتين تَجْريبياً وموضوع خلاف. ومع أنَّه لم يُبْدِ فائدةً هامَّة سَريرياً، لكنَّه قد يزيد الرَّغْبَةَ الجنسية والتَّهَيُّج لدى القليل من النِّساء المصابات بالقُصُور الكُظْري. وقد أعطى التِّيبولون، ستيرويد تَرْكيبي ذو تأثيرات أندروجينيَّة وإِسْتروجينيَّة وبروجستيرونيَّة، نتائجَ جيِّدةً من حيث تحسينُ الاهتمامِ بالجِنْس، والرَّغْبَة، والتَّهَيُّج لا سيَّما لدى النِّساء بعدَ سنِّ اليأس المصابات بالضُّمور المهبلي، لكنَّ معظمَ هذه التَّجارُب كانت قليلة العدد وأُجْرِيَتْ لدى نساء لم يكنَّ يعانين من أيِّ خللٍ في الأداء الجنسي. وعلاوةً على ذلك، قد يتصاحبُ استعمال التِّيبولون بظهورِ سَرطان الثَّدْي.

طرق أخرى يمكن أخذُها بعين الاعتبار

لقد صادَقَتْ إدارةُ الأغذية والأدوية على استعمالِ جهاز المعالجة البَظْرية إيروس (CTD) من شركة يورومِتْريك لمعالجة خلل الأداء الجنسي لدى الأنثى النَّاجم عن نَقْصِ جريان الدَّم في المنطقة التناسلية. ويُوضَعُ جهازُ التَّخْليَة الصَّغير هذا، والمشغَّل ببطارية، فوقَ البَظْر لزيادةِ جريان الدَّم فيه وزيادة احتقانه؛ ولقد أدَّى استعمالُه إلى بَعْضِ النَّتائج الأوَّلية الإيجابية، حيث حَسَّنَ الحساسيَّةَ الجنسيَّة، والتَّزْليق، وبلوغ النشوة، والرِّضا في بعض الحالات. ولكن قبلَ إضافتِه إلى التَّشْكيلة العلاجيَّة المعيارية، لا بدَّ من دراسته أكثر لإثباتِ كفاءته وسلامته.

أظهرت دراسةٌ أوَّلية مزدوجة التعمية تحسُّناً هامَّاً في التَّهَيُّجِ الجنسي، والرَّغْبَة، والمتعة، والإشباع، والإحساس التَّناسلي، والقدرة على بلوغ النشوة لدى عشر نساء طَبَّقن تَمْسيداً بزَيْت نَباتِي يُدْعَى زِيسترا على الفَرْج، والبَظْر، وظاهِر المهبل، بالمقارنةِ مع عشر نساء استعملنَ زيتاً بلاسبو (فيرغوسون وزملاؤه 2003). وكانَ التَّأْثيرُ الجانبِي الوَحيد المذكور هو الشُّعور بحسٍّ حارِق خَفيف في المنطقةِ التَّناسُلِيَّة. وقد تَلقَّتْ شركةُ زيسترا مصادقةً اتِّحادية لإجراءِ دراساتٍ إضافية على 300 مريضة تعاني من خلل في الأداء الجنسي بهدف تحرِّي كفاءةِ هذا الزيت الواعِد وسلامته.

تَشْتَمِلُ الطرق العلاجيَّة الأخرى التي أدَّت إلى نتائج مشجِّعَة في بعض حالات نقص التَّهَيُّج أو غياب النشوة على:

= تمارين تَقْليص عَضَلات الحَوْض (تمارين كيجل) لتَقْوِيَةِ العضلات المهبليَّة.

= تمارين إِرْخاء العَضلات الحوضيَّة.

= تحسين النِّظام الغذائي والتَّحكُّم بالوَزْن.

= التَّمارين الهوائيَّة.

= التَّوقُّف عن التَّدْخين.

= التَّوقُّف عن التَّناوُل المفرط للكحول.

= استعمال الهزَّازة.

علاوةً على ذلك، يمكن أن يحصلَ تحسَّنٌ ملحوظٌ في الرَّغْبَة الجنسية، والتَّهَيُّج، والنشوة من خلال معالجةِ الاضطرابات المرافقة، مثل فَرْط برولاكتين الدَّم (بواسطة دواء البروموكربتين أو الكابرغولين) أو الوَرَم الغدِّي النُّخامي (بواسطة المعالجةِ الدوائية أو الاستئصال الجراحي).

خَبرٌ عاجِل: التَّعْديلُ العَصَبي العجزي

قد يَبْدو زَرْعُ مَسَارٍ كهربائيَّة على الأعصاب العجزية النُّخاعية من 2 - 4، والتَّنْبيهُ الإلكتروني الدَّوْري لهذه الأعصاب بمولِّدَة، مثلَ الخَيال العِلْمي، لكنَّ دراسةً حَديثة قُدِّمَتْ في الاجتماع السَّنوي للجمعية الأميركية لجرّاحي المسالك البولية والتناسلية عام 2006 طَبَّقَتْ التَّعْديلَ العَصبي العجزي على 53 امرأةً تعاني من خلل الأداء الجنسي، وتابعتهنَّ لمدَّة ستة شهور، فكانت النَّتائِجُ كما يلي: زيادة ملحوظة في التَّهيُّج (67٪)، والتَّزْليق المهبلي (103٪)، وتَفْريج ألم المجانسة (83٪)، والرِّضا الجنسي العام (211٪) (زابِيهي وزملاؤه 2006).

مُعالجةُ المجانسة المؤلمة

تعد المعالجة الناجحة للمجانسة المؤلمة مُتَعدِّدَة النَّماذج وخاصَّاً بكلِّ فردٍ على حِدَة، وهي تعتمدُ على التَّشْخيص الدَّقيق؛ ففي حالاتِ الاضطراب النفسي الذي يقفُ وراءَ خلل الأداء الجنسي هذا، تَكونُ المعالجةُ النَّفْسية هي المعالجة المُنْتَخَبَة. وتشتملُ التَّدابيرُ العلاجيَّة الأخرى للمجانسة المؤلمة على التَّمْسيد الحوضي، وتَدْريبات الاسترخاء والجنسانيَّة، والتَّلْقيم الحيوي الرَّاجِع[60]، وطَلَب المشورة بشأنِ العلاقَة، والمعالجَة الجنسيَّة، والمعالجَة الدَّوائية باستخدام مضادَّات الاكتئاب الثلاثيَّة الحلقات مثل الأَميترِبْتيلين ومضادَّات الاختلاج مثل الغابِيبِنْتين أو الكَرْبامازِيبِّين أو الفينلافاكزين.

تَقومُ تَدابيرُ النَّظافَة في عُسْرِ المجانسة أو التهاب الدِّهْليز على الامتناعِ عن استعمال الصَّابون، والرَّشَّاش، والأَلْبِسَة الدَّاخلية المصنَّعة من النايلو،ن والبطائِن المصنَّعة من البانتي؛ كما قد يفيدُ في تفريجِ الأعراض زيادةُ تناول السَّوائِل، وإجراءُ حمَّامات مِقْعَدِيَّة دافئة، وتجنُّب أيِّ إيلاجٍ مهبلي أيضاً (شولتس وزملاؤه 2005). أما بالنِّسْبةِ إلى التهابِ الدِّهْليز بشكلٍ خاص، فتقومُ التَّدابيرُ الإضافية على التَّلْقيم الحيوي الرَّاجِع (الارْتِجاع البَيولوجِي) والمعالجة الفيزيائيَّة لقاعِ الحَوْض، إضافةً إلى الاستئصالِ الجراحي للدِّهْليز والآفات الأخرى في الشُّفْرَيْن، والمَدْخَل، والمهبل، والإحليل في بعض الحالات المُسْتَعْصيَة.

يَشْتملُ تَدْبيرُ تَشنُّج المهبل على الإزالةِ السُّلوكيَّة للتَّحسُّس، والإِدْخال التَّدْريجي للموسِّعات المهبليَّة (تَرْفضُها بعضُ المريضات)، وتمارين الاسترخاء، وتمارين كيجل لعَضَلات الحوض والمعالجة النَّفْسيَّة والتَثْقيف بشأن الأداءِ الجنسي. كما أنَّ التخلُّصَ من المعلوماتِ الجنسية المَغْلوطَة والأساطير هو الجزءُ المتمِّم للمعالجةِ أيضاً.

"المعالجةُ الفيزيائيَّة": دَوْرُ الزوج (الشريك)

من المهمِّ جدّاً أن يعلمَ زوج المرأة تفاصيلَ التَّشْريح والفيزيولوجيا للأعضاءِ التَّناسُلِيَّة للأنثى، وطُرُقَ التَّنْبيه التي تحرِّض التَّهَيُّجَ الجنسي والنشوة عند المرأة. كما ينبغي أن يفهمَ الرجلُ بأنَّه إذا كان يحتاجُ إلى 4 - 10 دقائق فقط للإثارةِ الجنسيَّة مع الانتصاب الكامل قبلَ بلوغ النشوة، فإنَّ شريكتَه الأنثى قد تحتاجُ إلى 10 - 20 دقيقة من التهيج الجِنْسي قبلَ أن تبلغَ النشوة. ويجب عليه أيضاً أن يتحقَّقَ من أنَّ أكثرَ النِّقاط في جسمها إثارةً للشَّهْوَة الجنسيَّة هي البَظْر والنُّقْطَة ج.

إنَّ كلمةَ بَظْر مشتقَّةٌ من الكلمةِ الإغريقيَّة، وهي تعني "التَّلَّة الصَّغيرة"؛ ويُعَدُّ هذا العضوُ بنيةً انتصابية (ناعِظَة) بحجم حبَّة البازيلاء، تَتوضَّع فوقَ فتحةِ الإحليل بين الشُّفْرين وعلى السَّطح السُّفْلي لعظمِ العانة تماماً. وقد يَكونُ الشُّعورُ بهذا البرعم صَعْباً أحياناً إلاَّ في أثناءِ التَّهَيُّج، حيث يُصْبِح البَظْرُ أكبرَ وأكثرَ احتقاناً بالدَّم. ويؤدِّي النَّقْرُ اللَّطيف عليه أو مداعبته بالأصابع، أو اللِّسان، أو القَضيب إلى تهيُّجٍ كامل عند الأنثى عادةً. ويرى معظم خبراء الجِنْس أنّ النشوة البظريَّة هي الأقوى وأكثرها إرضاءً للنِّساء.

هناك منطقةٌ هامَّة أخرى أكثر غُموضاً، مثيرةٌ للشَّهْوَة الجنسية، هي النُّقْطَة ج، وسُمِّيَتْ بذلك نسبةً إلى أوَّل من وصفَها، وهو الدُّكْتور غرافينبيرغ؛ وهذه البقعةُ غير مرئيَّة، ويصعبُ إيجادُها لدى معظمِ النِّساء. وهي تتوضَّعُ أمامَ الجدار المهبلي الذي يحيط بالإِحْليل أو فوقَه عند موضع السَّاعة 12 (أي في المنتصف والأعلى). وقد تكونُ منبسطةً، أو ليِّنَة، أو مثلَّمَة. وعندما لا تَكون منبَّهةً، تبدو بحَجْم عشرة سِنْتات (قطعة نقديَّة)؛ أمَّا عندما تُنبَّهُ، فقد تنمو إلى حجم أكبر؛ ويؤدِّي نقرُ البقعة ج بإصبع أو إصبعين مَوْضوعَيْن في المهبل نحو الأعلى إلى إثارةٍ جنسيَّة شَديدة، وتهيُّجٍ قوي، ونشوة.

تقومُ طَريقةُ التَّرْصيف الجِماعي (CAT) في الاتِّصال الجنسي، والتي كانَ إِدْوارد إيشل وزملاؤه أوَّلَ من وصفَها عام 1988، على استلقاءِ المَرْأة على ظهرها، مع اِمْتِطاءِ الرُّجُل لها (يصبح أعلاها) وإِسْناد كامل وزنِه عليها من دون استعمالِ الذِّراع أو السَّاق للدُّعم، كما يضغطُ بحوضه على حَوْضِها باتجاهٍٍ قائم؛ وبذلك، عندما يُولِجُ قَضيبَه في مهبلها، تبقى قاعدةُ القَضيب خارجَ المهبل ضاغطةً على جَبَلِ العانَة (البُروز العاني) (المنطقَة البطنية السُّفْلِية فوقَ عظم العانة وأعلى البَظْر)؛ وتَلفُّ المرأةُ فخذَيْه بساقيها واضعةً كَعْبَيْها على طرفيه السُّفْليين. ويتحرَّكُ كلا الشَّريكين بحوضيهما بطريقةٍ نَظْمِيَّة ضاغطَيْن على حوض بعضهما البعض، مع تحريكِ المرأة لحوضها نحو الأعلى. ويتابعُ الرَّجُلُ حركتَها ضاغِطاً على حوضها بقَضيبِه المختفي في المهبل، أو قد يدفعُ حوضَها إلى الأسفل خلال ضَغْطِها لبَظْرها على قاعدة قَضيبه الذي يَتحرَّكُ إلى الأمام ويخرج قَليلاً من المهبل، مُسْتَمِرَّاً في الضَّغْط على البروز العانِي.

يحافظُ هذا الضَّغْطُ والضَّغْط المضاد المُتَزامنان على كلا الشَّريكين وهما يتحرَّكان بالطريقةِ نفسِها والإيقاع نفسِه، بَدَلاً من حركةِ الخُروج والدُّخول المدرسيَّة (التقليديَّة)؛ ويؤدِّي ذلك إلى إنجاز تنبيهٍ بَظْري مُباشر ومستمرٍّ مع أَفْضَل النَّتائِج. وكما ذكرنا، يمكن أن يساعدَ التَّطْبيقُ الصَّحيح لطريقةِ التَّرْصيف الجِماعي بعضَ النِّساء المصابات باضطرابِ بلوغ النشوة على بلوغ النشوة.

description  الاِسْتِجابَةُ الجِنْسِيَّة وخَلَلُ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأُنْثَى Emptyرد: الاِسْتِجابَةُ الجِنْسِيَّة وخَلَلُ الأداء الجِنْسي عِنْدَ الأُنْثَى

more_horiz
الجنس المشكلات وأسبابها النفسية الدكتور لطفي الشربيني
https://www.file-upload.com/bv91mg1rri93
الجنس علي كمال (جزأين)
https://www.file-upload.com/r66rdwkxz8y1
https://www.file-upload.com/4axghaws6dy4
الموسوعة الجنسية البهجوري
https://www.file-upload.com/t4xymbz6vvoz
الجنس ومعناه الانساني كزستي بندلي (اربعة اجزاء)
https://www.file-upload.com/7pk43fgdyxqw
https://www.file-upload.com/rt6tmp53tb8r
https://www.file-upload.com/9vdyc3ryudku
https://www.file-upload.com/0prvnkh95hor
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد